طلقة .. / دينا نبيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دينا نبيل
    أديبة وناقدة
    • 03-07-2011
    • 732

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة أميرة عبد الله مشاهدة المشاركة
    قلتها مسبقاً وسأكررها

    قلمك رائع للغاية غاليتي دينا

    هنئياً لك به بل هنيئا لهُ بك..

    أمنياتي لك بالمزيد من الإبداع

    وما أن تصدري مجموعتك القصصية

    أتمنى أن اكون اول من تنال شرف الحصول

    على النسخة الأولى..

    مهما قلت عن قلمك فلن أفيه حقه

    محبتي لك وورودي
    أستاذتي الأميرة ..

    يا لها من كلمات سامية أكبر مني .. صدقيني أنا أشعر بالخجل الآن .. !
    أشكرك غاليتي على مرورك الجميل وكلماتك الأجمل

    أتمنى ان أكون عند حسن الظن وأن أحقق ما ترجين مني .. دعواتك

    تسلمي على قراءتك وطلّتك التي انتظرها بشغف من أخت أحبها كثيرا

    تحياتي

    تعليق

    • إيمان الدرع
      نائب ملتقى القصة
      • 09-02-2010
      • 3576

      #17
      نصّ كالطلقة ..
      يخترق الرؤى..
      يستدعي الدهشة حدّ الذهول
      يشهد على مسيرتك الأدبية التي تأخذ خطّاً تصاعديّاً مبهراً..
      هاقد تحوّل المولود إلى طلقة معدّةٍ في وجه الظلم
      أردت أن أكتب الكثير
      وما يحضرني من فرحٍ بإبداعك يفوق كل الحروف
      بالتوفيق الدائم دينا الحبيبة..
      حيّاااااااااااااااكِ.

      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

      تعليق

      • دينا نبيل
        أديبة وناقدة
        • 03-07-2011
        • 732

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة منار يوسف مشاهدة المشاركة
        دينا الغالية
        قرأت العنوان فعملت مخيلتي على الفور و صرت أتسائل عن هذه الطلقة
        ثم حسمت أمري لأعرف عنها المزيد
        لأجدني قد اندفعت إلى هوة لم أخرج منها و إلا قد انقطعت أنفاسي
        ما بين طلقة تدفع بنا إلى الحياة
        و طلقة تدفع بنا خارجها
        نعيش أحداث و محن و مفارقات
        شعرت و أنا اقرأ قصتك أني داخلها .. أعيش أحداثها
        كان هناك دقة و جمال في التصوير و براعة في الأسلوب و تشويق في السرد
        كان الحدث واضحا .. لكن النهاية كانت غامضة لتفتح مجالا لتأويلات عدة
        فالنهايات الغامضة تستنفر عقل المتلقي .. حتى تترك القصة بصمة داخله
        فلا ينساها بمجرد أن ينتهى من قرائتها
        بل سيراجع الأحداث مرارا في ذاكرته عله يصل إلى فهم اللغز
        عزيزتي دينا
        كنت رائعة حد الدهشة

        شكرا لك دينا
        استمتعت بما قرأت
        الرائعة منار يوسف ..

        كم أبهجني مرورك بما كتبت هنا غاليتي وقراءتك المتأنية الموفقة ..

        وهو التفاعل الرائع الذي أعهده من صاحبة رؤية ثاقبة عاركت الحياة وفهمت النفس البشرية من خلال مجال عملها وثقافتها الواسعة ..

        كما أشكرك على تعليقك الجميل على ما كتبت .. تسرني طلّتك دوما فدمتِ لي أختا عزيزة

        تحياتي

        تعليق

        • مالكة حبرشيد
          رئيس ملتقى فرعي
          • 28-03-2011
          • 4544

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة دينا نبيل مشاهدة المشاركة
          طلقة ..

          طلقة ..
          وماءٌ يسيلُ .. من بين رجليها يبللُ المقعد ، في الأرضية بركةٌ تغمرُ قدميها ..
          ..
          طلقة ..
          ودماءٌ تنفجرُ .. بقعةٌ بنفسجيةٌ تعلو فستانها الأزرقَ ، لا تفرقُ كثيرًا عن لون شفتيها ..
          ....


          لم يرعبني منظرُها هكذا .. فقد تلقيتُ الصدمةَ كاملة أول ما أبصرتُها ! ، بالكاد أتفرَّسُها تحت وميض البرق .. هزيلةٌ تشدُّ شعرها الطويل المتهدِّل المبتل ، لا تفترُ عن طرقِ المقعد الخشبي بكفيها .. رأسُها إلى السماء ، يُرجّع صراخها صدىً يلاحقُ الرعد .. مَنْ هذه المجنونة التي تخرجُ في مثلِ هذه الساعة من تلك الليلةِ العاصفةِ ؟! .. تنتظرُ الحافلة ؟ .. وحدها ؟! .. أين زوجُها أو أحدُ ذكور عائلتها ؟! ..

          أتلفَّتُ حولي عساني أجد لها نجدةً ، لم يكنْ غيري .. نزلتُ من سيارتي ، أسندتُّها إلى كتفي وهي تسندُ أسفلَ بطنها المتكورِ المنتفخِ بيدها ، جسمُها الباردُ ينتفضُ بين ذراعيّ .. "ما أفعل ؟! .. إلى أين آخذكِ ؟!" ..


          صراخُها يوتّرُني .. أنسَاني العناوينَ والأماكن!، كلُّ المباني متشابهةٌ .. ضخمةٌ غارقةٌ في صمتٍ عجيبٍ ، يجعلها أكثرَ وحشةً من ظلِّ خلفيةٍ للوحةِ أطلالٍ مقبورة ، تستثيرُ هلعي باقتدار! .. في تلك المدينة الغريبة التي هجرها سكانها هذه الليلة فقط ، لا تتحركُ سوى سيارتي الهوجاء تدورُ في متاهةٍ ، تتعملقُ الدقائقُ ، تضغطُ أعصابي .. تنحتُها بأزميلٍ .. تتساقطُ فتاتاً بسيارتي أدهُسُه ، بينما أنا مشلولٌ على المقود!
          ..


          تتشبثُ بذراعي وتمرِّغُ وجهَها في كتفي ، تسمِّرني في مُدن فزعي التي أجتازُها بمركبتي .. أردتُ قطعَ ذلك الصراخ الجنوني بنزر حديثٍ عاقلٍ .. " من أنتِ؟ .. كيف أتصل بأهلك ؟ " .. فجأة تبتعدُ عني .. تتكئُ على النافذة وتنخرطُ في البكاء .. أنظرُها في ضوءِ السماء الكهربائي الخاطف .. مليحةٌ ملامحُها .. أجل! .. تبدو يافعةً رغم شحوبها وزُرقة شفتيها .. وقطرات المطر على الزُّجاج التي تخطّ وجهها دموعاً قاتمةً مبعثرةً ..


          أحاولُ لَملمةَ شتاتها .. " لمَ تبكين ؟ "


          تمسكُ بأسفل بطنها ترفعُه وتضمُ فخذيها بارتعادٍ .. " لا أريدُ أن ألد ! .. ليتني أحبسُه في ( عُنقي )، تنحشر رأسُه بداخلي فيختنق .. قبل أن أسمعَ صُراخه .. قبل أن أراه .. قبل أن أشتمَ جلده الورديّ ، عندما للدنيا أُطلقُه ! "

          ....

          طلقة .. طلقة ..
          يسيلُ الماء .. تنفجرُ الدماء ..
          بركةٌ في أرضية السيارة .. وبقعةٌ على الفستان ..
          وأزرارُ الفُستان على عجلٍ تفكُّها .. قد استعرَ جسدُها .. تَرْشحُ من الثنايا .. تجتاحها الرّجفات ، يعلو الصُّراخ وتمسكُ ببطنها .." لا .. لا تنزلْ !!"

          - "سننزلُ ! .. هيا ، ها هو المشفى !"

          تأبَى .. يجذبُها بكلتا يديه .. تتشبثُ بالمقعد وتصيحُ في وجهه .." دعني أموتُ هنا ! ".. يحاولُ إخراجها من السيارة وهي تسحبُ نفسَها إلى الداخل .. تجلسُ مستعرضةً لتنحشرَ في الباب ..

          تخشى عالماً سيتغيرُ فيه اسمها .. تحزرُ أن توسمَ بختمٍ لن يبارحَها ..
          حين تنفصلُ عن بناتِ جنسها اسماً ومضموناً ..
          حين تتصلُ بوليدها بذاك الحبلِ ( السِّري ) كأمٍّ عرجاء ..
          حين ترسفُ مترعةً بالألم في حجرِ أمومةٍ شوهاء ..
          ...

          كم هي عسيرةٌ إزاحتكِ ! ..
          مؤلمٌ خمشكِ إياي !
          أ تُراهم يُسرعون نحوي يخلصُونني من مخالبها المستحكمة ؟! .. يشدُّونها من ذراعيها ورجليها ليجلسُوها على كرسيٍ مدولبٍ .. يمرقون بها وسطَ سيولِ الأمطار .. العجلاتُ تنزلقُ بين طينٍ وماءٍ .. وقطراتِ دماء .. يُشظِّيني أزيزُها تحت دورانها المرتجف ..
          ....

          -- " أسرعوا !!"

          كطلقةٍ تدوّي في بهو المشفى .. على إثرها هرعَ أصحابُ المعاطف البيضاء بالنقالة ، والمرأةُ تلقي بنفسها على الأرض ، تُلوثها ببقاياها .. تتلوّى .. لا يزالُ فيها رمقُ المقاومة ! .. تحاولُ الفرار .. يلقون بأنفسهم عليها يثبتونها في الأرض كمجرمٍ رهنَ الاعتقال .. يتكالبُون عليها .. على الذبيحة ! .. كلٌّ منهم يتناولُ طرفاً .. وذاك أسفلها يطالبُها أن تفتحَ رجليها ..!


          وددتُ لو استدرت وخرجت من الباب مسرعاً.. وددتُ لو أواري وجهي بين كفي .. لكنني كنتُ أرتعدُ كلّما علا بكاؤها .. تنظرُ إليّ من بعيدٍ معاتبةً إياي .. أنا من أحضرتُها إلى هنا ، كم رجوتُ لو أرفعهم جميعاً عنها .. أن ألكمَهم خاصةً ذلك الذي يضربُها على فخذها .. لكن ..

          -- "ها هو الرأسُ ..! .. هيا .. ادفعي لأسفلَ قليلاً ! .. تنفّسي ! "


          يدُه تخرجُ من تحتها ترسمُ كفّاً من الدماء على الملاءة البيضاء .. يولّدُها .. يغتالُها .. وأنا منكمشٌ في زاوية الباب .. يرميني بين حينٍ وآخر بابتسامةٍ مواربة ٍ، أنّه قد شرُفَ على الانتهاءِ منها .. وسيسمحُ لي بالاقتراب .. لمّا يحين دَوري ! .. أنينُها يحتقنُ .. ينحبسُ في حلقي ريقاً علقماً ! .. تتصلّبُ صورتها في محجريّ، وقد بدأت نظراتُها تذوي شيئاً فشيئاً ..

          وتعودُ طلقةٌ جديدةٌ بالقفز إلى هذا الجسدِ المتفسّخ تنطُرُه ، ليطلقَ صُراخاً من جميعِ الجوانب ، فيجتمع صوتُهما في صدري يضجُّ منهما بالبكاء .. يلفّون قطعةَ لحمٍ حمراءَ في منشفةٍ كبيرةٍ يأخذونها بعيداً.. تزعقُ على أمّها .. أمّها التي غابت عيناها في ضوءِ الكشّاف المسلط عليها .. حتى .. ألقيت الملاءةُ على وجهها بلا اكتراثٍ ..


          أخذني الخدرُ .. قرفصتُ في الأرض ، لم تعد رجلاي تحملاني .. لم تعُد عيناي تبصران ، قد تزاحمت الصورُ والألوان .. وماهت بين خطواتِ الأقدام السريعة حولي هنا وهناك ، وتلك اللفافة التي دُفعت إليّ دفعاً لأخرجَ من البابِ مذهولاً مما رأيتُ ..

          في الخارج .. مطرٌ ..
          وصراخٌ منبعثٌ من تلك اللفافة أستفيقُ عليه وأنا تحت زخاتٍ من المطر ..

          أدثّرُ ذلك الوليد الذي فتحَ فاه وأداره نحو صدري ، فلا يجدُ سوى ثيابي المبتلة .. راح يلكزُني بقدميه الصغيرتين .. أين أذهبُ به ؟.. أجسّ أطرافَه .. بدأت تبردُ .. تتيبسُ .. تتمعدنُ .. أسحُّ فوقه .. عبراتي تقرعُه .. سوادٌ ثقيلٌ بلا هواء يتوسدني ، فتغمغم الأصواتُ من حولي ، لم أعد أعي ما أسمعُ سوى نشيجي المتقطع ..

          أقلّبُه من جميع الجوانب .. والآن أراه بعد أن انقشعَت الغياماتُ عن عينيّ .. أسودَ معدنيّاً .. فاتحاً فاه في وجهي بلا صوت .. أتعجّلُ مِنْ فِيه طلقةً تُخرجني من عالمي ..
          فينتظرني أن أضغطَ على زناده لينفجرَ في وجهي ! .. كانفراجةِ " أنت ابن حـــرااا ..! " من بين شفتين عابثتين .. تعيدُني في كل مرةٍ إلى حكايتي ذاتها ..
          ...
          والتي بطلتُها في كلِ مرةٍ ..
          تلك التي ألعنُها كلَ يومٍ!



          يا الهي كم كنت دقيقة ومتمرسة
          في وصف اللحظة ومعايشتها
          كم تمكنت من جعلنا نندمج مع هذا الوجع
          ونتحسس مرارته في الحلق وعلى الجنبات
          شكرا دينا امعنت في وخزنا واظنك نجحت بامتياز
          في ايقاد الاحساس وايقاظ الضمائر
          لتصحو الانسانية من سباتها العميق
          مودتي وكل التقدير
          لهذا القلم الالق

          تعليق

          • دينا نبيل
            أديبة وناقدة
            • 03-07-2011
            • 732

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
            نص جميل, وصف فتاة شابة وهي في طور الطلق..
            اصر ابنها على الوجود في الحياة رغم رفضها...

            وماتت.. لكي يتولاه هذا السائق الذي أشفق عليها ..
            بعد أن حملها إلى المستشفى رغما عنها...

            يا ترى ماذا سيكون مصير هذا المقبل على الحياة...
            سيكبر ويتحول الى طلقة في صدر ذلك السائق الذي
            حمل امه يوما ما الى المستشفى كي تلده ويقول له
            يا ابن الحرام ولا يدري انه هو فعلا ابن حرام...
            من تلك المراة التي ما زال بطلنا يلعن محاولته انقاذها...

            هكذا فهمتها ...

            الأستاذة دينا الذهبية.. نص جميل ..

            ومخيف في وصف تلك الولاّدة...

            ونهايتهم جميعا ...

            شكرا لك ويعطيك العافية...

            تحيتي وتقديري.

            الغالية ريما ريماوي ..

            كم يبهجني مرورك الشذي بما أكتب .. وقراءتك الجادة العميقة
            تقديري لكلماتك الجميلة وحضورك المتميز والذي انتظره بشغف لأنه لا يوجد من هو أصدق من ريما ريماوي في التقييم

            وأتفق معك .. لا يوجد مشهد أكثر رعبا من مشهد الولادة .. وأم تموت وهي تضع وليدها !
            سلمتِ لي أختا غالية وعزيزة على قلبي ..

            تحياتي

            تعليق

            • دينا نبيل
              أديبة وناقدة
              • 03-07-2011
              • 732

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة انيس القصاص مشاهدة المشاركة
              تقطعت انفاسى ملاحقا لحروف انهمرت بحبكة وقص متمكن

              اهنىء نفسى بقراءة هذا النص

              دمت بود
              وأنا أهنئ نفسي أن نصي قد كسب قارئا متميزا مثل حضرتك أ / أنيس القصاص يمتلك حساً أدبياً راقياً

              تقديري لمرورك العبق وتعليقك الذي أسعدني كثيراً ..

              تقبل تقديري واحترامي

              تحياتي

              تعليق

              • بسمة الصيادي
                مشرفة ملتقى القصة
                • 09-02-2010
                • 3185

                #22
                الأستاذة دينا الغالية

                لا أخفيك عزيزتي ..انتظرت أن تكون القصة مثبتة لكي أعود وأعلق
                لأنها تستحق التثبيت وكل الاهتمام!
                رائعة قالبا ومضمونا
                الفكرة كانت كالرصاصة القاتلة
                والقفلة قوية جدا
                لم ينته الوجع بعد الولادة ولا عند موتها
                بل بدأت صفحة جديدة من المآساة الحقيقية
                في مجتمع يحمّل الضحية دائما الجرم
                أنت ابن حراااا..م!
                يا له من فرقا ..بين حرا ..وبين حرام
                هذه الميم هي ميم العبودية . ميم العار
                أحدثت كل الفارق .. وكانت سبب اللعنة على تلك المسكينة
                أقول مسكينة لأننا لا نعرف قصتها ..
                ربما جنت عليها يد ظالمة ..ربما ..وربما ..
                وعلى إنسانيتنا أن تأخذ بالأسباب !

                أتعلمين ... هناك في العالم طفل يولد مجهول الأب ...ويسمى بابن الحرام
                وطفل يولد ووالده سرق البلاد ..تغذى منذ ولادته على "الحرام"
                فما الفرق يا ترى؟؟
                ولماذا علينا أن ننصب أنفسنا قضاة دائما .. !

                تلك المرآة الغامضة التي وجدت على طريق الحياة
                حملت في أحشائها سرا ..لم ترده أن يرى النور لأنها أدرى بما تحمله له الحياة

                أما في ما يخص الأسلوب
                فحقا كنت مدهشة سيدتي ..اللغة الجميلة..
                التشويق .. الغموض .. جو النص ..
                فقط هناك نقطة استوقفتني هنا:

                .. تحاولُ الفرار .. يلقون بأنفسهم عليها يثبتونها في الأرض كمجرمٍ رهنَ الاعتقال .. يتكالبُون عليها .. على الذبيحة ! .. كلٌّ منهم يتناولُ طرفاً .. وذاك أسفلها يطالبُها أن تفتحَ رجليها ..!


                لم أفهم تماما المشهد .. هي أثناء الولادة .. بين أيدي الممرضين ..فلماذا تكالبوا عليها وهم أرادوا إنقاذها وإنقاذ جنينها!
                كانت نظرة عدائية من قبل الشخصية ..ربما لهذه أبعادها النفسية !

                كانت طلقتك صارخة دينا
                مبروك لنا هذه القصة
                أتمنى لك مزيدا من التألق
                محبتي

                في انتظار ..هدية من السماء!!

                تعليق

                • أحمد عيسى
                  أديب وكاتب
                  • 30-05-2008
                  • 1359

                  #23

                  طلقة دينا نبيل



                  طلقة موجعة تسددها دينا نبيل ، تلك القاصة البارعة ، طلقة محكمة تصيبنا فتذهلنا ، توترنا ، تضعنا أمام المرآة ، نستذكر كل غلطة ندمنا عليها ، كل جريمة تمنينا لو لم نفعلها ، كل فعلٍ كان وقعه كالولادة ، فعل يترتب عليه عواقب وخيمة ، لا يمكن لنا أن نتراجع عنها ، وكم هي الأخطاء كثيرة ، وكم يكون مؤلماً حين يكون للخطأ تبعات ، لا يتركنا لضميرنا وحسب ، بل يكون ممزقاً في ذاته ، قاسياً في تبعاته ، عنيفاً في ردات فعله

                  تلك هي القصة القصيرة

                  وكما عرفها ادريس ، هي كالطلقة ، كفرقعة اصبعي السبابة والابهام ، فنحدث الفرقعة الشهيرة ، تدوي في المكان ، بغتةً ، دون سابق انذار

                  درس في القصة القصيرة ، يصلح لأن يكون أنموذجاً لها ، وأن نتعلم منه أساليبا متفردة ، نصنع من القصة القصيرة رصاصة ، نصيب بها الهدف .

                  طلقة :
                  العنوان المدهش ، مبهماً منكّراً ، ليحقق الشرط الأساس في العنوان ، تحقيق الدهشة واثارة التساؤل ، يعبر عن القصة ولا يفضحها .

                  وماء يسيل .. من بين رجليها يبلل المقعد ، في الأرضية بركة تغمرُ قدميها
                  ومقدمة تسبق بداية النص ، كأنها قفزة استثنائية ، الى الحدث الأهم ، لحظة الذروة قبل أن تبدأ القصة حتى .
                  ماء يسيل ، بين رجليها ، ليبلل المقعد ، وتساؤل منذ السطر الأول ، من هي ، وأي مقعد هذا ؟ ومتى وأين ؟
                  فنقفز عبر السطور ، الى مقدمة أخرى ..
                  ودماء تنفجر .. بقعة بنفسجية تعلو فستانها الأزرق ، لا تفرق كثيرًا عن لون شفتيها
                  اذاً ، فهي الولادة ، بقعة بنفسجية ، وفستان أزرق ، ولون شفتين يشبههما ، شاحبة صاحبتهما ، وبداية البداية تزداد غموضاً ، تصحب معها الكثير من التساؤل ، أسئلة تجيب عنها فيما بعد ..

                  لم يرعبني منظرها هكذا .. فقد تلقيت الصدمة كاملة أول ما أبصرتها !
                  فتاة وحيدة في الشارع ، وفي مثل هذا الوقت ، وفي مثل هذه الحال ، ظروف تحقق ذهول من يراها ، الصدمة كاملة كما تصفها الكاتبة ، هزيلة وحيدة في ليلة عاصفة كئيبة ، وفوق مقعد خشبي قديم ، وفي مكان لا يجدر بها التواجد فيه ..
                  فتاة يتكور بطنها أمامها ، ليزيد من حالة الدهشة ، للقارئ ، والراوي على حد سواء ...!
                  " لا أريد أن ألد ! .. ليتني أحبسه في ( عنقي )، تنحشر رأسه بداخلي فيختنق .. قبل أن أسمع صراخه .. قبل أن أراه .. قبل أن أشتم جلده الوردي ، عندما للدنيا أطلقه ! "
                  ....
                  تبدأ الدهشة تزداد فجأة ، لكنها أيضاً تفسر نفسها رويداً رويداً ..
                  أي مبرر يجعل امرأة لا تريد احساس الأمومة ، لا تريد لابنها أن يرى النور ، لا تريد له أن يخرج
                  بل وتتمنى أن يختنق ، أن يموت ، أن ينحشر داخلها فلا يبدو رأسه من بين ساقيها ، مبررٌ نبدأ في فهمه تدريجياً ..
                  البداية قوية ، عنيفة ، بداية تحقق لنا كل ما تعلمناه عن القص ، فالبداية الناجحة تخلق قصة ناجحة ، حسب بو وحقي وغيرهم كثر من أعمدة القص في العالم ، هنا نكتشف مع دينا نبيل عدة بدايات ، متفاوتة في المرحلة الزمنية ، متقاطعة مع الحدث الرئيسي ، كأنها قفزة زمكانية الى الوسط ، الى الذروة ، وبؤرة الأحداث ، مما يجعل المتلقي في حالة مثالية من الانتظار والترقب .

                  تأبي .. يجذبها بكلتا يديه .. تتشبث بالمقعد وتصيح في وجهه .." دعني أموت هنا ! " .. يحاول إخراجها من السيارة وهي تسحب نفسها إلى الداخل
                  القصة كلها كانت عبر أسلوب المتكلم \ الراوي الداخلي \ الراوي النفسي
                  هذا يقودنا الى استباق التحليل والتحدث عن أسلوب السرد ، هنا وعبر محطات القصة كلها ، ما عدا المحطة التي اقتبستها كانت دينا تتحدث بلغة المتحدث وأسلوبه ، هذا راوي يسرد لنا الحدث ، راوٍ هو البطل الثاني في القصة ، والقصة كلها نراها عبر عينيه هو ، واستخدام هذا الأسلوب كان مناسباً لجو القصة النفسي ولخلق حالة التشويق ، ومشاركتنا تساؤلات ودهشة الراوي مرحلياً حسب انفعالاته .
                  لكن المقطع المقتبس حمل تغيراً في الأسلوب ، فصار هنا بأسلوب الراوي العليم \ الراوي الخارجي \ الموضوعي \ المسقط الثالث ، وكما يصفون هذا الأسلوب بمحرك العرائس ، فالكاتب هنا يضع لمسته وأسلوبه بطريقة ذكية ، دون أن يبدو تدخله ظاهراً للعيان ، يبدو محايداً ويترك الحكم للقارئ ..
                  غير أن وجود هذا المقطع الوحيد بهذا الأسلوب ، يجعلني أشك أن هذا ليس تبدل في الأساليب تعمدته دينا ، وربما كان نتيجة سهوٍ ، فان لم يكن كذلك ، فان استخدام أسلوبين كان –حسب رأيي – يجب أن يكون بالتتابع ، والتنقل بين المشاهد عبر تغيير الأسلوب ، لا أن يتم حشر هذه الفقرة الوحيدة بهذا الأسلوب مخالفة جو القصة كله ..

                  تحاول الفرار .. يلقون بأنفسهم عليها يثبتونها في الأرض كمجرم رهن الاعتقال .. يتكالبون عليها .. على الذبيحة ! .. كل منهم يتناول طرفاً .. وذاك أسفلها يطالبها أن تفتح رجليها ..!

                  الراوي هنا تماهى تماماً مع الحالة النفسية للمرأة ، كأنه صار يرى بعينيها ويشعر بها ويسمع بأذنيها ، كأنه صار هي .. لهذا رآهم كما رأتهم ، يتكالبون عليها ، كلمة لا يجوز اطلاقها على أطباء أقصى غابتهم انقاذ المريض ، ووصفهم كأنهم جزارين كل منهم يتناول طرفاً من الذبيحة ، وصفٌ غير مبرر ، الا من زاوية الحالة النفسية للمرأة ، ووصول حالة الاشفاق من الراوي حداً جعله يشعر بها ، ويتألم مثلها ، ويعاني كما تعاني ، قد نقول أخفقت الكاتبة هنا أو كانت عبقرية في تلك اللقطة ، نظرة تختلف باختلاف القراءات ووجهات النظر ، ولا يمكننا أن نطالب الكاتبة بالتبرير ، لكننا مطالبون نحن بالقراءة والاستمتاع حسب رؤيتنا وحسب .

                  يلفّون قطعة لحم حمراء في منشفة كبيرة يأخذونها بعيداً.. تزعق على أمها .. أمها التي غابت عيناها في ضوء الكشّاف المسلط عليها .. حتى .. ألقيت الملاءة على وجهها بلا اكتراث

                  الحدث الأهم في القصة ..
                  المرأة تموت ، القطعة الحمراء ( الطفل ) يلف بالمنشفة ، ليصبح بين يدي الراوي في المقطع التالي ، دراما حزينة تجرنا لها الكاتبة ، حالة سوداوية كان لها مبرراتها أدبياً وربما لم تكن ذات المبررات الطبية ، هل الرفض والرغبة في الموت كافيان لنيل الموت ؟
                  ربما ، فكل شيء جائز ، في الأدب ، وفي المنهل الأساس للأدب .. الحياة !

                  والآن أراه .. أسودَ معدنيّاً .. فاتحاً فاه في وجهي بلا صوت .. أنتظر مِن فِيه طلقة تخرجني من عالمي ..
                  فينتظرني أن أضغط على زناده لينفجر في وجهي ! .. كانفراجة " أنت ابن حـــرااا ..! " من بين شفتين عابثتين .. تعيدني في كل مرة إلى حكايتي ذاتها ..

                  لم أكن مع الراوي هذه المرة ، لم أعرف كيف يراه هكذا ، الطفل البريء ، بذنب لم يرتكبه ، وجرم لم يشارك فيه ، وخطيئة لم يكن له فيها أي يد ، هذا ملاك بريء مهما كان نسبه ، ولم أعرف كيف يتحول الى اللون الأسود ،
                  ولم نكن بحاجة الى الصرخة المجتزأة : أنت ابن حرااا ... لكي نعرف
                  فقد عرفنا منذ البداية ، لكنها كانت صرخة كافية لنستيقظ من استنتاجاتنا على وقع الحقيقة التي توقعناها ولم نتمناها .. هو ابن غلطة واحدة ، لحظة نشوة ، ساعة متعة ، جاء هو نتيجتها وماتت والدته ، وكان مصير والده غامضاً كغموض البداية ..
                  أما ما بعد ذلك / والتي بطلتها في كل مرة ..
                  تلك التي ألعنُها كل يوم!

                  فقد كانت عبئاً على القفلة ، وربما لو كانت النهاية عند اللحظة التي يسقط فيها الطفل بين ذراعيه ، ليخرج من المستشفى يحتضنه ، لكان أفضل ، وتلك آراء تختلف باختلاف القراءات
                  غير أن القصة نجحت وبامتياز ، في أن تسرق كل تفكيرنا دفعة واحدة ، وأن تسيطر على انفعالاتنا وتقودنا حيث أرادت ، الى ذات المرآة التي تحدثت عنها ، لنتأمل أنفسنا ، ونفكر في العواقب ، ولأول مرة ، قبل ارتكاب الفعل بكثير ..

                  أحييك أديبتنا القديرة ، فقد أجدت ووفقت ، وقلمك الواعد يحقق الأفضل كل مرة
                  كل الود وأسمى آيات التقدير .
                  ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                  [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                  تعليق

                  • دينا نبيل
                    أديبة وناقدة
                    • 03-07-2011
                    • 732

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                    النص جميل جدا .. جدا
                    و متواتر
                    و اللغة كانت مدهشة
                    و الإحساس كان عاليا
                    و التفاصيل كلها كانت تبني للحالة
                    و لم يجفل منك حرف واحد ، أو يشذ
                    و الرؤية كانت في حالة الصراعية ما بين هذه و الولادة
                    فهل كانت تتحسس جريمة في ولادتها ؟
                    و لذا ما كانت تحب أن تكون
                    و كانت تتمنى ، بل تصر على قتلها في مهدها ؟
                    ربما
                    لأنها الام التي هي بؤرة الحدث
                    بل هي رحمه الذي تربى فيه

                    لننظر هنا إلي الرؤية الت كانت الأكثر غموضا في العمل
                    و التي كانت الرد الطبيعي لمحاولات الام و صراعتيها مع الولادة
                    أدثّرُ ذلك الوليد الذي فتحَ فاه وأداره نحو صدري ، فلا يجدُ سوى ثيابي المبتلة .. راح يلكزُني بقدميه الصغيرتين .. أين أذهبُ به ؟.. أجسّ أطرافَه .. بدأت تبردُ .. تتيبسُ .. تتمعدنُ .. أسحُّ فوقه .. عبراتي تقرعُه .. سوادٌ ثقيلٌ بلا هواء يتوسدني ، فتغمغم الأصواتُ من حولي ، لم أعد أعي ما أسمعُ سوى نشيجي المتقطع ..

                    أقلّبُه من جميع الجوانب .. والآن أراه بعد أن انقشعَت الغياماتُ عن عينيّ .. أسودَ معدنيّاً .. فاتحاً فاه في وجهي بلا صوت .. أتعجّلُ مِنْ فِيه طلقةً تُخرجني من عالمي ..
                    فينتظرني أن أضغطَ على زناده لينفجرَ في وجهي ! .. كانفراجةِ " أنت ابن حـــرااا ..! " من بين شفتين عابثتين .. تعيدُني في كل مرةٍ إلى حكايتي ذاتها ..
                    ...
                    والتي بطلتُها في كلِ مرةٍ ..
                    تلك التي ألعنُها كلَ يومٍ!\
                    ربما هنا توقفت كثيرا
                    و أعدت القراءة لأن الأمر هنا بدا أكثر فنتازية
                    و إن تلمس الواقع و دب على أرضه بقدم ثابتة
                    ليقدم رؤية مجردة و ربما اكثر جنونا و سحرا
                    كأن يكون وليدا بذيل مثلا
                    أو ليدا لا يمت لعالم البشر في شىء
                    و ربما إلي الآن أنا في حاجة إلي قراءة ثانية لأرى أكثر و أكثر !

                    كنت قاصة مبدعة
                    فشكرا لك

                    تقديري و احترامي

                    أستاذي الربيع الكبير ..

                    كم كنت أنتظر هذا المرور الكريم .. فأنت أستاذي القدير الذي يعلّمني ويوجهني دوما

                    سعدت أن القصة هذه المرة كانت جيدة إلى حد ما .. وصدقني كنت مرتعبة وأنا أضعها .. لا أدري لمَ ؟!

                    ربما القفلة كان بها بعض الغموض .. ليفتح القراءات والتأويلات أمام القراء ،

                    فهل هذا السائق مجرد سائق عابر ، أم هو الوليد ذاته وجاءته لحظة ضعف أمسك بها مسدسه للانتحار فتواردت هذه القصة والتي يتوقعها هو للحظة ولادته .. أو غير هاتين القراءتين .. المهم النص لم يعد لي الآن وإنما هو بين يدي القارئ ..

                    ربما استخدمت بعض الفنتازيا في النهاية ، احتمال لأنني كنت أقوم مؤخرا بدراسة نقدية عن الواقعية السحرية ، فأردت أن أجرب هذه المرة في عمل لي ..

                    تقديري لمرورك وتشجيعك لي أ / ربيع

                    تحياتي

                    تعليق

                    • دينا نبيل
                      أديبة وناقدة
                      • 03-07-2011
                      • 732

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة صالح صلاح سلمي مشاهدة المشاركة
                      جميل ها النص.. أنت صعبة المراس في القص.. أستاذة دينا. هل كنت تعضين على شفتيك وانت تكتبين. حتى لاينفلت حرف في غير محله. رأيت هنا الكاميرا ديجتال ببؤرتين.. غطت بزوايا محسوبة ودمجت فكرتين في مشهدية عالية. حد الإبهار.؛ رأيت حتى نور الشريف في سواق الأتوبيس رأيته... ونساء آخر الليل .. والطلقة محور العدسة وهدفها وروح القصة؛ لم أراها فحسب بل كنت معها.. تلك المرأة البائسة وذاك الوليد.. أهنئك أستاذة دينا.. شكرا لك.
                      أ / صالح صلاح سلمي القدير ..

                      تقديري لمرورك الجميل الذي أنتظره من أجل تقييمك الراقي ورأيك الصادق والذي لا يجامل مطلقا

                      فشكري لمروك وتعليقك وقراءتك العميقة للنص ورؤيتك الرصينة

                      تحياتي

                      تعليق

                      • دينا نبيل
                        أديبة وناقدة
                        • 03-07-2011
                        • 732

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                        نصّ كالطلقة ..
                        يخترق الرؤى..
                        يستدعي الدهشة حدّ الذهول
                        يشهد على مسيرتك الأدبية التي تأخذ خطّاً تصاعديّاً مبهراً..
                        هاقد تحوّل المولود إلى طلقة معدّةٍ في وجه الظلم
                        أردت أن أكتب الكثير
                        وما يحضرني من فرحٍ بإبداعك يفوق كل الحروف
                        بالتوفيق الدائم دينا الحبيبة..
                        حيّاااااااااااااااكِ.
                        أستاذتي الكبيرة إيمان الدرع

                        كم أبهجني مرورك وقراءة جديدي .. لا حرمني الله من طلّتك الجميلة

                        ونعم بالفعل هذا الوليد قد صار طلقة وتحول في نهاية النص إلى ذلك الشيء المعدني الذي سينفجر !

                        تقديري لقراءتك وتشجيعك المستمر أيتها الحبيبة الغالية

                        تحياتي

                        تعليق

                        • سالم وريوش الحميد
                          مستشار أدبي
                          • 01-07-2011
                          • 1173

                          #27
                          الأستاذة دينا نبيل
                          أدناه جزء من نص نقدي أعددته عن نصك القصصي طلقة ,وقد نويت نشره لولا إني تريثت
                          بسبب نشر موضوعين نقديين احدهما رد للأستاذ أحمد عيسى والثاني للأستاذ محمد سليم
                          ,ولأجل أعداد دراسة عن النقد التفاعلي بخصوص ردود كافة الأستاذة في الملتقى وهو نقد النقد وعسى أن أكون موفقا

                          ا
                          "ما أفعل ؟! .. إلى أين آخذكِ ؟!" ..

                          هي حيرة تلف الرجل الذي ضاعت السبل أمامه لنجدتها ما لذي يفعله وهو يقود سيارته دون هداية ،
                          وفي متاهة ، صوتها يفزعه ، ويربكه ويوتره ، التصوير هنا
                          وكأننا نشاهده بل نشارك الفتاة آلامها ونشارك الرجل حيرته واضطرابه
                          تصوير يجمع بين التقريرية في النقل ، والألم الجسدي ، والصراع النفسي ،
                          ورغم أن الكاتبة جعلتنا نختنق في أجواء من الكآبة ، لكن قصها أراه كأدب يريد أن يقفز من طبيعته
                          المقروءة ليكون كالحياة ، صورة مرئية ، وهذا يحتاج
                          إلى قدرات فنية وإبداعية قد لا نجدها إلا عند القليل وأرى أن الكاتبة تستمد هذه الإمكانية من مخزونها
                          الثقافي والفكري وقدرتها على التحليل والاستقراء ، وهي قاصة بارعة تستطيع
                          أن تشد القارئ ليكون جزء ا من ثلاثي النص الكاتب ، والسارد ، والثيمة ..

                          فتحية اعتزاز وتقدير لقلمك الراقي
                          على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                          جون كنيدي

                          الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                          تعليق

                          • سالم وريوش الحميد
                            مستشار أدبي
                            • 01-07-2011
                            • 1173

                            #28
                            من غرائب الصدف

                            أستاذة دينا
                            هذه المرة الثانية التي ننشر فيها موضوعين متشابهين في نفس المضمون
                            ربما الصدفة هي التي جعلت افكارك وأفكاري تصب في بوتقة واحدة
                            لكنها تثير الغرابة أيضا ، ففي الأول كانت شريطة حمراء مع نص لي بعنوان ارتحال نشرا في يوم واحد
                            وكلاهما يعالجان قضية موت طفل وعودته للحياة ، أما موضوعي الجديد والمنشور حاليا ضمن مسابقة لوحة وصورة
                            فهو يتكلم عن أبن الحرام ,, ويشهد الله إني ما قرأت موضوعك إلا قبل ثلاثة أيام ،فهالني هذا التقارب ، وهذا بعض مما جاء فيه
                            التصاق
                            ربما تجرعتك لحظة مخاض مجبرة عليه ، فتقتطع جزء منها لتكون أنت ، تحاول الخروج من
                            تلك الشرنقة التي أحاطتك ، وحملتك وهنا وكرها ،عاريا مسلوخا مطرودا من دفء أحشاء استعمرتها عنوة
                            ، أشهر مرت وأنت تقتات من جسد مزقته بيدك وأقدامك تبحث عن مكان للخروج ، فقد ضاقت بك تلك الفسحة
                            وأنت تحاول النفاذ إلى فضاء اعتقدته أوسع من عالمك الموءود لتمتطي صهوة العدم ، فتنطلق حيث السراب
                            ، حبلك السري خنجر يخترقها يغور في أحشائها وأحشاءك .

                            أليس فيه مايدعو للغرابة
                            شكرا غاليتي دنيا
                            على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                            جون كنيدي

                            الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                            تعليق

                            • دينا نبيل
                              أديبة وناقدة
                              • 03-07-2011
                              • 732

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة مالكة حبرشيد مشاهدة المشاركة



                              يا الهي كم كنت دقيقة ومتمرسة
                              في وصف اللحظة ومعايشتها
                              كم تمكنت من جعلنا نندمج مع هذا الوجع
                              ونتحسس مرارته في الحلق وعلى الجنبات
                              شكرا دينا امعنت في وخزنا واظنك نجحت بامتياز
                              في ايقاد الاحساس وايقاظ الضمائر
                              لتصحو الانسانية من سباتها العميق
                              مودتي وكل التقدير
                              لهذا القلم الالق

                              الغالية أ / مالكة حبرشيد ..

                              كم يشرفني مرورك الجميل أيتها العزيزة الكبيرة .. وتعقيبك وتفاعلك الذي أثمنه بالكثير..

                              والذي أسعدني أكثر هو تشرّفي وقصتي بقراءتك الجميلة لها في الغرفة الصوتية .. وتشابهها مع قصتك الرائعة " نطفة فعلقة ففضيحة "

                              تشجيعك يبهجني كثيرا سيدتي .. لا حرمت منك

                              تحياتي

                              تعليق

                              • دينا نبيل
                                أديبة وناقدة
                                • 03-07-2011
                                • 732

                                #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
                                الأستاذة دينا الغالية

                                لا أخفيك عزيزتي ..انتظرت أن تكون القصة مثبتة لكي أعود وأعلق
                                لأنها تستحق التثبيت وكل الاهتمام!
                                رائعة قالبا ومضمونا
                                الفكرة كانت كالرصاصة القاتلة
                                والقفلة قوية جدا
                                لم ينته الوجع بعد الولادة ولا عند موتها
                                بل بدأت صفحة جديدة من المآساة الحقيقية
                                في مجتمع يحمّل الضحية دائما الجرم
                                أنت ابن حراااا..م!
                                يا له من فرقا ..بين حرا ..وبين حرام
                                هذه الميم هي ميم العبودية . ميم العار
                                أحدثت كل الفارق .. وكانت سبب اللعنة على تلك المسكينة
                                أقول مسكينة لأننا لا نعرف قصتها ..
                                ربما جنت عليها يد ظالمة ..ربما ..وربما ..
                                وعلى إنسانيتنا أن تأخذ بالأسباب !

                                أتعلمين ... هناك في العالم طفل يولد مجهول الأب ...ويسمى بابن الحرام
                                وطفل يولد ووالده سرق البلاد ..تغذى منذ ولادته على "الحرام"
                                فما الفرق يا ترى؟؟
                                ولماذا علينا أن ننصب أنفسنا قضاة دائما .. !

                                تلك المرآة الغامضة التي وجدت على طريق الحياة
                                حملت في أحشائها سرا ..لم ترده أن يرى النور لأنها أدرى بما تحمله له الحياة

                                أما في ما يخص الأسلوب
                                فحقا كنت مدهشة سيدتي ..اللغة الجميلة..
                                التشويق .. الغموض .. جو النص ..
                                فقط هناك نقطة استوقفتني هنا:

                                .. تحاولُ الفرار .. يلقون بأنفسهم عليها يثبتونها في الأرض كمجرمٍ رهنَ الاعتقال .. يتكالبُون عليها .. على الذبيحة ! .. كلٌّ منهم يتناولُ طرفاً .. وذاك أسفلها يطالبُها أن تفتحَ رجليها ..!


                                لم أفهم تماما المشهد .. هي أثناء الولادة .. بين أيدي الممرضين ..فلماذا تكالبوا عليها وهم أرادوا إنقاذها وإنقاذ جنينها!
                                كانت نظرة عدائية من قبل الشخصية ..ربما لهذه أبعادها النفسية !

                                كانت طلقتك صارخة دينا
                                مبروك لنا هذه القصة
                                أتمنى لك مزيدا من التألق
                                محبتي

                                أ / بسمة الغالية ..

                                لا أنسى أنكِ أول من أنار متصفحي بقدومها .. فسلمتِ حبيبتي على متابعتك وفتحك الموضوع بعد أن كان مغلقا بسبب العطل الفني ..

                                والموضوع كما تقولين مؤلم للغاية .. وإشارتك الذكية لــــ ( ميم العبودية ) ممتاز جدا فهناك فرق بين الحرية وعبودية الاسم والنسب المشين ..

                                ربما يموت الوالدان ولكن تظل هذه الجريمة تمشي وتتحرك على الأرض شاهدة على فعلتهما .. بل وتوجّه التهم إليه وكأنه المسئول .. فلا يرحمه المجتمع !

                                أما عن مشهد الولادة .. ربما أردت الولوج إلى نفسية المرأة من خلال الراوي .. فأنتقل بالكاميرا من مجرد رصد خارجي إلى تصوير النفسية .. فالأطباء بالنسبة لهذه المرأة هم من يسهمون في إخراج فضيحتها إلى الواقع .. هذه رؤيتي وطبعا تقبل القبول أو الرفض

                                تقديري لمرورك وتفاعلك الراقي .. بسمة الغالية

                                تحياتي

                                تعليق

                                يعمل...
                                X