ضيف ورأي وضيفنا الأستاذ(محمد سليم)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #61
    المشاركة الأصلية كتبت من طرف الهويمل أبو فهد:" أستأذن الساخر محمد سليم للتعليق على مشاركة الأستاذ الكريم ليشوري
    في الغرب هذا اللون مقنن و مقعد منذ عصر الأغريق، و كل خصائصه و تفريعاته مرصودة و مدونة، و قد وصل فن السخرية ذروته في العصر الروماني، و مؤرخو هذا اللون و نقاده يجمعون على لونين من السخرية: اللون الرسمي أو المباشر و اللون غير المباشر. كما سميت هذه الألوان بأسماء مشاهيرها: فهناك أدب السخرية الهوراسي (Horace)، و هناك أدب السخرية الفاروني (Varro)، و هناك أدب السخرية المينيبيه (Menippe). و الحق أن أدب السخرية يضرب جذوره في أصل المسرح الأغريقي حيث نجد الشخصيتين الأساسيتين (Iron) و (Alazone): الاول هو نقيض الثاني و من الأول جاءت كلمة المفارقة (Irony) لأنه في مقابل ادعاء الثاني الذي يزعم أنه العالم بكل الأمور، يتفق Iron معه ساخرا مدعيا أنه يتعلم منه و ينبهر بكمية علم الألزون (رغم أن هذا الادعاء يكشف جهل الالزون و سذاجته)، تماما كما يكتب البعض "طويلب علم" و يريدنا أن نصدقه و هو العالم النحرير. و في الأدب الأنجليزي كان القرن السابع عشر و الثامن عشر زاخرا بهذا الفن لاسباب متعددة أهمها السياسية (ومن أشهر من كتبه في القرن الثامن عشر الشاعر الانجليزي الاكساندر بوب: Alexander Pope). وحياة الساخر مينيب تكاد تكون تجسيدا لمأساة السخرية، فهو يهودي هاجر من بلدة جدارا (أم قيس) في فلسطين و اكتسب الجنسية الأغريقية و كان لاذع السخرية و أخذ يرابي حتى اشتهر بأنه يأخذ الفائدة الربوية بالساعة. فعمل جماعة على خداعه حتى أفلسوا به فانتحر.
    نسيت أن أضيف جيوفنال الساخر الذي لا يقل عن هوراس، فهو صاحب أدب السخرية الجيوفينالية (Juvenal) وهو أيضا روماني، ولعله أشهر من فارو. يبقى السؤال هل للعرب فن ساخر قديم؟ ربما، و على المرء أن يتذكر بخلاء الجاحظ.
    (و تحياتي للجميع)
    انتهـت مشاركة الأستاذ الهويمل أبو فهد.
    *****
    أهلا بأستاذنا المبجل الهويمل أبو فهد و سهلا.
    أسعد الله أوقاتك بكل خير، أستاذنا، و قد سعدت بحضورك المميز مرتين: مرة بحضورك نفسه فهو قِيمة وحده، و مرة بما أضفته من معلومات قيِّمة عن الأدب الساخر عند غير العرب، فشكرا لك مرتين على المشاركة الثرية المُثرية و المُثيرة للنقاش و على حضورك المتميز !

    أما عن "التنظير" للأدب الساخر فلم أكن أقصد التنظير له كفن قائم بذاته من جديد أو أن أستأنف ما نُظِّر له سواء عند العرب أو عند غيره، و هذا لسببين اثنين، أولهما شخصي: فمن أنا حتى أدعي هذا العمل الجبار و ثقافتي ضحلة فيه ؟ و أما ثاني السببين فهو أن هذا العمل يستغرق ليس عمر شخص واحد فقط بل أعمار أجيال من المهتمين و لربما لا يوفونه حقة لكثرة ما كتب فيه و عنه، فنحن نتحدث عن موضوع لم يعد أُنُفا منذ مدة طويلة و لا سيما عند الغرب، و في الرابط التالي حوصلة عن الأدب الساخر (la satire) عند الغرب:http://fr.wikipedia.org/wiki/Satire


    و أما عندنا، العربَ، فلا أعلم حتى الآن كتابات ساخرة في القديم البعيد، عصر الجاهلية، و لكن في عصور الإسلام فقد سبق الجاحظَ كُتَّابٌ أدباء كالأصمعي و أبي الحسن المدائني و أبي عبيدة فكتبوا عن البخلاء لكن كتاباتهم كانت أخبارا عن البخلاء و ليس كتابة ساخرة كما فعل الجاحظ في "البخلاء" و غيره من كتبه الساخرة كـ"الحيوان" و "التربيع و التدوير" و بعض رسائله، كما سبِق الجاحظ في السخرية من البخلاء الكاتب اليوناني "تيوفراست" (ت حوالي عام 258م) في كتابه "صور أخلاقية" و العجيب أن "تيوفراست" ألف كتابه هذا و عمره 99 سنة، هذه المعلومة مستخرجة من كتاب "فن السخرية عند الجاحظ" الذي وضعه الباحث الجزائري الأستاذ رابح العوبي، عام 1981، عن فن السخرية عند الجاحظ من خلال كتبه الثلاثة: التربيع و التدوير و البخلاء و الحيوان و درس الباحث هذا الفن عند الجاحظ، في هذه الكتب الثلاثة فقط، من جميع جوانبه و استنبط فنياته و مميزاته و خصائصه في 430 صفحة من مقاس 15/22.
    هذا و يمكننا أدراج مقامات الحريري و مقامات بديع الزمان الهمذاني في فن الأدب الساخر يمكن استنباط قواعده من هذه الأعمال الأدبية الراقية و السير على منهاجها و النسج على منوالها كذلك و أن نسمي كل لون من ألوانهم بأسمائهم فنقول: السخرية الجاحظية، و الحريرية و البديعية، إلخ...
    (ملحوظة لغوية و أدبية بسيطة: درج كثير من الكُتّاب على استعمال "السير على المنوال" و هذا خطأ فادح إذ لا يستطيع السير على المنوال إلا الفأر أو الصرصور أو العنكبوت في البيوت، لأن المنوال هو آلة للنسج و ليست لليسر عليها، و الصحيح ما أثبته و الله أعلم ثم علماء اللغة !)

    ثم أما بعد، كان قصدي من محاولة "التنظير" (؟!!!) لفن السخرية، و الحديث لا يزال في بدايته، أن يكون حسب مقاييس محددة تليق بنا كأدباء مسلمين تضبطهم القيم الإسلامية فيكون أدبهم الساخر خاليا من الرفث و الفحش و الغمز و الهمز و اللمز و الغيبة و السخرية السلبية، و هي السخرية من أجل السخرية فقط، و تحقيق هذه المعادلة صعب لأن الأدب الساخر مبني أساسا على المبالغة في وصف العيوب الحقيقية أو المفترضة أو المتوقعة بقصد معالجتها، و فن السخرية، أو الأدب الساخر، ليس مقصودا لذاته للإضحاك البليد كالتهريج في "السرك" أو هو ضرب من "الكارنفالية" (carnavalisme) المُضحكة و إنما هو أسلوب في النقد لاذع تفرضه بعض الظروف الاجتماعية أو السياسية فيُلْجأ إليه لتصحيح الأوضاع السيئة أو التحذير منها !

    أخي الفاضل الأستاذ الهويمل أبو فهد أشكر لك مرة أخرى ما تكرمت به من اضافة قيِّمة أثرت الموضوع الذي نحن بصدده، كما أشكر لك حسن ظنك بهذا العبد المدعي للعلم فهو طويلب علم ضئيل حقيقة و ليس ادعاء.
    تحيتي و تقديري و لا حرمنا الله من علمك و حلمك زادك الله علما و حلما و حكمة.

    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • خديجة بن عادل
      أديب وكاتب
      • 17-04-2011
      • 2899

      #62

      حذفت الرد لعدم رد المستضاف عنه
      مع كل احترامي أعتذر .
      التعديل الأخير تم بواسطة خديجة بن عادل; الساعة 28-04-2012, 21:15.
      http://douja74.blogspot.com


      تعليق

      • محمد سليم
        سـ(كاتب)ـاخر
        • 19-05-2007
        • 2775

        #63
        المشاركة الأصلية بواسطة ريما منير عبد الله مشاهدة المشاركة





        يستدرجنا إلى حيثه
        فلكلماته وقع خاص
        ولمشاركاته مذاق متميز
        نجد أنفسنا وقد انخرطنا في طيات سطوره حتى النخاع
        نرسم البسمة ثم تليها نظرات استغراب وربما تعجب!!
        فتنتقل عضلات الوجه إلى جميع المدارات
        فما بين جميع صنوف المشاركات تجده وقد أرسى دعائم مجده
        وأرسى حباله في موانئ القلم

        أسماه البعض العمدة
        وكان جديرا بهذا اللقلب
        لما له من شعبية وأتباع
        ومع الأستاذ محمد سليم نمخر عباب السطور
        ونسرج قناديل اللقاء
        لنقول له
        أهلا


        ما رأيك الصريح بوضع سوريا السياسي ؟
        هل تعتقد أن الثورات بالوطن العربي جاءت بمحركات خارجية؟
        من مرشحك لرئاسة مصر؟
        هل تؤيد خروج الفتاة المصرية لمعترك الشارع السياسي ومشاركة المظاهرين في ثوراتهم؟

        نعم سيدتي ...
        س/ الوضع السوري الحالي؟!,,
        الوضع..نتاج/ منتوج خُطة مدبرة بليل ..لتدمير وتقسيم سوريا أثنيا وطائفيا ومذهبيا..وانتقاما من مواقفها العروبية والدولية كونها حاضنة المقاومات العربية ولكون سوريا قيادة وشعبا ما زالت صامدة أمام عمليات التطبيع والإنبطاح وما زال إصرارها لا يلين إلا وعودة كل شبر من الجولان المحتل ...فكان ولا بد من استغلال حالة الربيع العربي وهبّة الشعوب لخلق حالة فوضوية تعم أركان الوطن السوري ..وللأسف تم تشويه ثورة سوريا ليعم غبش الرؤية فيما يحدث هناك..وأظن أن الغرب , إسرائيل , الأنظمة العربية العميلة لن تترك سوريا كدولة ولا سكانها كمواطنين إلا والانتقام والتفتيت ..وأظن أن الرهان الآن على وعي الشعب السوري وعلى مدى محافظته على أرضه ودولته من التفتت والتشرزم ..والضياع ...
        س/ هل تعتقد أن الثورات بالوطن العربي جاءت بمحركات خارجية؟
        ..اللافت أن ثورة تونس كانت تلقائية ووليدة اللحظة..وثورة مصر كانت كتابع زلزالي لثورة تونس ..وكذا ثورة اليمن ...والآفت للنظر أن ثورة ليبيا كانت بتخطيط ما من الغرب هي وثورة سوريا ...وليس المهم الآن أن نناقش من أين وكيف أتى الربيع العربي بل علينا كشعوب أن نستفيد من هذه الثورات لبناء دولة المواطنة والحرية والكرامة وأن نحتكم لفكرة الأنتخابات وتداول السلطة بين أحزاب سياسية جديدة " تُصهر المجتمع" في بوتقة الوطنية الحقيقية ....
        س/ من مرشحك لرئاسة مصر؟
        ..يجب علينا أن نفاضل ونقارن بينهم لنختار الأفضل ..وعلى كل فرد أن يختار منهم من يحقق له طموحاته في غدا أفضل وأرحب ..وكلٌ حسب رؤيته..
        س/ هل تؤيد خروج الفتاة المصرية لمعترك الشارع السياسي ومشاركة المظاهرين في ثوراتهم؟
        ..وما المانع ؟..كنا سعداء بخروج فتياتنا في المظاهرات والهتاف بسقوك مبارك.. وهذا يدحض مزاعم الغرب أن المرأة عندنا مضطهدة ولا تعبّر عن نفسها وليس لها أي حقوق سياسية أو اجتماعية ألخ من مزاعم كاذبة ...
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 05-03-2012, 21:36.
        بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

        تعليق

        • الهويمل أبو فهد
          مستشار أدبي
          • 22-07-2011
          • 1475

          #64
          المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة

          *****
          أهلا بأستاذنا المبجل الهويمل أبو فهد و سهلا.
          أسعد الله أوقاتك بكل خير، أستاذنا، و قد سعدت بحضورك المميز مرتين: مرة بحضورك نفسه فهو قِيمة وحده، و مرة بما أضفته من معلومات قيِّمة عن الأدب الساخر عند غير العرب، فشكرا لك مرتين على المشاركة الثرية المُثرية و المُثيرة للنقاش و على حضورك المتميز !

          أما عن "التنظير" للأدب الساخر فلم أكن أقصد التنظير له كفن قائم بذاته من جديد أو أن أستأنف ما نُظِّر له سواء عند العرب أو عند غيره، و هذا لسببين اثنين، أولهما شخصي: فمن أنا حتى أدعي هذا العمل الجبار و ثقافتي ضحلة فيه ؟ و أما ثاني السببين فهو أن هذا العمل يستغرق ليس عمر شخص واحد فقط بل أعمار أجيال من المهتمين و لربما لا يوفونه حقة لكثرة ما كتب فيه و عنه، فنحن نتحدث عن موضوع لم يعد أُنُفا منذ مدة طويلة و لا سيما عند الغرب، و في الرابط التالي حوصلة عن الأدب الساخر (la satire) عند الغرب:http://fr.wikipedia.org/wiki/Satire


          و أما عندنا، العربَ، فلا أعلم حتى الآن كتابات ساخرة في القديم البعيد، عصر الجاهلية، و لكن في عصور الإسلام فقد سبق الجاحظَ كُتَّابٌ أدباء كالأصمعي و أبي الحسن المدائني و أبي عبيدة فكتبوا عن البخلاء لكن كتاباتهم كانت أخبارا عن البخلاء و ليس كتابة ساخرة كما فعل الجاحظ في "البخلاء" و غيره من كتبه الساخرة كـ"الحيوان" و "التربيع و التدوير" و بعض رسائله، كما سبِق الجاحظ في السخرية من البخلاء الكاتب اليوناني "تيوفراست" (ت حوالي عام 258م) في كتابه "صور أخلاقية" و العجيب أن "تيوفراست" ألف كتابه هذا و عمره 99 سنة، هذه المعلومة مستخرجة من كتاب "فن السخرية عند الجاحظ" الذي وضعه الباحث الجزائري الأستاذ رابح العوبي، عام 1981، عن فن السخرية عند الجاحظ من خلال كتبه الثلاثة: التربيع و التدوير و البخلاء و الحيوان و درس الباحث هذا الفن عند الجاحظ، في هذه الكتب الثلاثة فقط، من جميع جوانبه و استنبط فنياته و مميزاته و خصائصه في 430 صفحة من مقاس 15/22.
          هذا و يمكننا أدراج مقامات الحريري و مقامات بديع الزمان الهمذاني في فن الأدب الساخر يمكن استنباط قواعده من هذه الأعمال الأدبية الراقية و السير على منهاجها و النسج على منوالها كذلك و أن نسمي كل لون من ألوانهم بأسمائهم فنقول: السخرية الجاحظية، و الحريرية و البديعية، إلخ...
          (ملحوظة لغوية و أدبية بسيطة: درج كثير من الكُتّاب على استعمال "السير على المنوال" و هذا خطأ فادح إذ لا يستطيع السير على المنوال إلا الفأر أو الصرصور أو العنكبوت في البيوت، لأن المنوال هو آلة للنسج و ليست لليسر عليها، و الصحيح ما أثبته و الله أعلم ثم علماء اللغة !)

          ثم أما بعد، كان قصدي من محاولة "التنظير" (؟!!!) لفن السخرية، و الحديث لا يزال في بدايته، أن يكون حسب مقاييس محددة تليق بنا كأدباء مسلمين تضبطهم القيم الإسلامية فيكون أدبهم الساخر خاليا من الرفث و الفحش و الغمز و الهمز و اللمز و الغيبة و السخرية السلبية، و هي السخرية من أجل السخرية فقط، و تحقيق هذه المعادلة صعب لأن الأدب الساخر مبني أساسا على المبالغة في وصف العيوب الحقيقية أو المفترضة أو المتوقعة بقصد معالجتها، و فن السخرية، أو الأدب الساخر، ليس مقصودا لذاته للإضحاك البليد كالتهريج في "السرك" أو هو ضرب من "الكارنفالية" (carnavalisme) المُضحكة و إنما هو أسلوب في النقد لاذع تفرضه بعض الظروف الاجتماعية أو السياسية فيُلْجأ إليه لتصحيح الأوضاع السيئة أو التحذير منها !

          أخي الفاضل الأستاذ الهويمل أبو فهد أشكر لك مرة أخرى ما تكرمت به من اضافة قيِّمة أثرت الموضوع الذي نحن بصدده، كما أشكر لك حسن ظنك بهذا العبد المدعي للعلم فهو طويلب علم ضئيل حقيقة و ليس ادعاء.
          تحيتي و تقديري و لا حرمنا الله من علمك و حلمك زادك الله علما و حلما و حكمة.


          أود أن اعتذر مقدما عن التدخل في موضوع الاستاذ محمد سليم، لكن لا بد لي من شكر الأستاذ القدير ليشوري فاعذروني في هذه المشاركة:

          الاستاذ ليشوري حفظه الله

          يبدو أن المنظرين لهذا الفن لن يحرثوا في أرض بور. فكما هي عادتك تأتي دائما بما أجهل، فها أنت تشير وتثبت أن في العالم العربي الكثير من المحاولات الجادة والمادة الثرية والمتنوعة. وأود هنا أن أعلق على ملاحظتك التالية:

          فيكون أدبهم الساخر خاليا من الرفث و الفحش والغمز و الهمز و اللمز والغيبة و السخرية السلبية، و هي السخرية من أجلالسخرية فقط


          والحال أن الأدب الساخر قد لا يخلو من الكثير مما تحاول استبعاده هنا، فالجاحظ حتى في كتابه المهم (البيان والتبيين) لم يدع بعض ما ذكرت في ملاحظتك. يبقى أن نقول إن السخرية الجادة لا تتطرق لشيء من هذا، لكن لا يخلو مجتمع من كتاب تستهويهم مثل هذه المواضيع. لا أعلم فيما قرأت للغربيين الساخرين أنهم اولوا الفحش والرفث أو السخرية من أجل السخرية جل اهتمام. لكن لا يخلو أدب ساخر من غمز ولمز (وهذا لا يعني غمزا ولمزا جنسيا)، لكن السخرية مبنية على التعريض وبعد الإحالة. خاصة أن السخرية تقوم على رصد "القبح" (ربما المبالغ فيه) وتقيسه على معيار أخلاقي يدين به الجميع لتضاعف قبح القبيح. وتعتمد السخرية (حسب رأي الكندي نورثرب فراي) على أمرين: (1) الذكاء الهازل المبني على الفانتزي أو على حس ما من القبح؛ (2) مادة أو موضوع يستهدفه الهجوم. وهكذا يكون مجال السخرية محدودا بهذين الحدين: فالهجوم بدون حدة ذكاء هازل أو السباب البحت هو الحد الاول؛ وهذا النوع هو الأكثر إغراءا للقراءة لأننا (كما يقول) نحب أن نسمع الناس يشتمون أكثر مما نحب أن نسمع مديحهم (وأكثر ما يحصل مثل هذا حين يتفق الكاتب مع القارئ في كيل الشتائم استنادا إلى حقد قومي، أو مغالاة عرقية، أو تعالٍ طبقي، وهكذا) لكن مثل هذا لا يدوم إذ سرعان من يتبخر ويختفي. لكن في الأدب ينبغي أن نصل إلى مستوى غير شخصي يمكن قياس الهجوم عنده على مقياس أخلاقي إذ يتخذ الساخر نقطة أخلاقية مرتفعة على المقياس يتدنى دونها بعيدا المستهدف بالهجوم سوءا كان المستهدف شخصا أو فكرة أو مجتمعا.

          اما الحد الثاني فإنه هزل الفانتزيا البحت الذي حقيقة ينتمي إلى صنف أدب الخيال المحض الذي يسمى الرومانس (وليس الرومانسي) وهو الأدب الذي يقوم على شخوص غير عادية كالعمالقة وعلى أحداث خارقة للطبيعة. فالخيال الفانتزي غالبا ما يحور بوصفه قصصا مرموزة (allegory) ولذلك ينزل إلى عالم الطبيعة المألوف بوصفه سخرية من أمر ما.

          وبين هذين الحدين ثمة فضاء رحب للعمل الساخر الجاد، ولئن كان جيوفينال يرى أن السخرية تنتظم كل حقول ما يفعله الإنسان فإننا نستطيع على الأقل أن نميز بين مايسعى إليه الفيلسوف وما يسعى إليه الساخر. الفيلسوف يقنن الحياة باستخراج معايير الحياة مما هو متاح وغير متناقض. والساخر يركز على هذا المتناقض ليقدم رؤية مغايرة لا يرحب بها الفيلسوف. والنتيجة إن التجربة وحدها أكبر من القوانين الفلسفية ومادة ثرية يسحب منها الساخر مادته التي لا تنضب (فالتجربة الحياتية أكبر من كل من يحاول تقنينها وتقعيدها).

          تعليق

          • محمد سليم
            سـ(كاتب)ـاخر
            • 19-05-2007
            • 2775

            #65
            [gdwl]أخي العزيز ..الأستاذ / الهويمل أبوفهد [/gdwl]..بل
            يشرفني وجودك هنا أخي الكريم ..ويسعدني ما تضيف عن السخرية من حيث النشأة والثوابت ..
            فــ المتصفح مع كاتب يدّعي أنه يكتب السخرية ..أذن نحن في صلب الموضوع تماما
            ويشرفني الحوار الرائع بينك وبين أستاذنا ليشوري..........
            ومعذرة ..إذ أحاول الرد على أسئلة الأستاذة ريما ..وعلى الزملاء فيما سألوا ...
            معكما أخي العزيز أتابع ...ولي الشرف..
            ------------------
            ----------------
            وللحقيقة ..والصدق ..عن نفسي؛

            لا أهتم كثيرا بتعريف " السخرية" كمصطلح غربي أوربي" إلا للمقارنة أو حبا في الثقافة "
            كوني أظن ؛ أن " السخرية " بصفة عامة وبكافة الألوان وعلى شتى الفنون
            تنبع من البيئة التى يعيشها كاتبها وعن ثقافة الكاتب ...وأيضا نوعية المادة " موضوع الهجوم "
            ......والعجيب الغريب أن الغرب حاول أن يؤصل العلوم والفنون ليكون هو الأساس
            ولم يهتم بأن الحضارة الغربية القديمة أخذت الكثير والكثير من حضارات وثقافات العالم أجمع...
            وأظن أنه ومنذ القدم في الحضارة الفرعونية والحضارة البابلية وجدت " السخرية "..
            وخاصة وكما نعلم أن السخرية ليست فقط فنتازيا أدبية للمتعة والفُرجة والتسلية بل كانت عندنا نحن أصحاب الحضارات كمادة للسخرية من الحُكام وكنوع من " التنفيس " عما يعاني المواطن في أزمنة غابرة ......
            وأظن أن هناك كتابات ( الفلاح الفصيح ) وغيرها وغيرها ........
            وأظن أن فكرة " تأصيل "الأدب الساخر أو السخرية بصفة عامة من بيئة عربية
            ولبيئة عربية خالصة هو
            ما يطمح فيه أستاذنا ليشوري ؟....
            وللحديث بقية لنتعلم ونستفيد ....
            تحياتي أساتذتي الكرام ........
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 06-03-2012, 18:55.
            بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

            تعليق

            • الهويمل أبو فهد
              مستشار أدبي
              • 22-07-2011
              • 1475

              #66
              أشكر لك حسن الضيافة أستاذ محمد سليم.

              يرى نورثرب فراي في معالجته للسخرية من صنف سخرية النوع المتدني (على عكس سخرية النوع السامي) حيث يغص العالم بالتناقضات والجور والحماقات، والجرائم، ولا يمكن إصلاحه، في مثل هذا العالم، يقول: يجب على من يرغب في الحفاظ على توازنه وسلامته أن يتعلم ابقاء عينيه مفتوحة وفمه مغلقا. وفي هذا النوع تكثر نصائح الحكمة التي تحث القارئ على أن يتبنى دور Iron (على الذكي ان يلعب دور الجاهل) وقد ساد هذا النوع منذ زمن المصريين.

              تقبل تحياتي وتقديري

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #67
                أهلا بك أستاذنا المبجل الهويمل أبو فهد و عساك بخير و عافية.
                لست أدري كيف أشكر لك هذه الإضافات القيمة الغنية بالمعلومات و المدموغة بوجهة نظرك الرصينة الدالة على علمك الغزير و حلمك الكبير في سوق المعلومات إلينا، فجزاك الله عنا جميعا خيرا.

                تقول:"[...] و الحال أن الأدب الساخر قد لا يخلو من الكثير مما تحاول استبعاده هنا، فالجاحظ حتى في كتابه المهم (البيان والتبيين) لم يدع بعض ما ذكرت في ملاحظتك ؛ يبقى أن نقول إن السخرية الجادة لا تتطرق لشيء من هذا، لكن لا يخلو مجتمع من كتاب تستهويهم مثل هذه المواضيع. لا أعلم فيما قرأت للغربيين الساخرين أنهم أولوا الفحش و الرفث أو السخرية من أجل السخرية جل اهتمام، لكن لا يخلو أدب ساخر من غمز و لمز (وهذا لا يعني غمزا و لمزا جنسيا)، لكن السخرية مبنية على التعريض و بُعْدِ الإحالة، خاصة أن السخرية تقوم على رصد "القبح" (ربما المبالغ فيه) و تقيسه على معيار أخلاقي يدين به الجميع لتضاعف قبح القبيح."اهـ. هذا كلام صحيح تماما و أضيف إليه أنه كان في مقامات بديع الزمان الهمذاني من "التحميض" (البذاءة و الفحش و الرفث و المجون) الشيء الكثير و قد قام الشيخ محمد عبده عند تحقيقه للكتاب و تصحيحه و تنقيحه بحذف كل ما يخدش الحياء حسب رأيه، و هذا اجتهاد منه خاطئ تماما لأنه ليس له حق فرض "أبوته" الأدبية على عمل غيره و قد حرم النقاد من الإطلاع على حال مجتمع الهمذاني و ما كان يدور فيه من كلام و إن بدا لنا قبيحا ممجوجا مذموما ! كما أن في كتاب "محاضرات الأدباء" للراغب الأصبهاني منه، من التحميض، الشيء الكثير و الكتاب مطبوع بكل ما فيه، و الراغب الأصبهاني هذا هو صاحب كتاب "معجم ألفاظ القرآن الكريم"، و لو كان كتاب "محاضرات الأدباء" وصل إلى الشيخ محمد عبده أو من شاكله في فرض الأبوة الأدبية، أو الفكرية، لكان حذف ما يراه مخلا بالأدب، و رغم هذا كله، ألا يمكن أن نقنن، أو نقعد، لأدب ساخر راقٍ خال من البذاءة و الفحش و المجون و الرفث ؟ أدب إيجابي يبني و لا يهدم، ينصح و لا يفضح، يصحح الخطأ و لا يشجع عليه، يرشد و لا يفسد ؟ أدب يمتاز بالنقد اللاذع لكن في حلم و حب ؟ أدب موجع لكن بشفقة و رحمة ؟ يبدو أنني أدعو إلى جمع المتناقضات في سياق واحد، أو كأنني أحاول جمع النهار و الليل في زمان، و الجو و البر في مكان، و هذا مستحيل في الطبيعة و لكنه غير مستحيل في الأدب و الكتابة الهادفة الهادية الهادئة !

                الأدب الساخر ليس مقصودا لذاته من أجل التهريج أو إضحاك الناس على الناس أو على أنفسهم و إنما هو وسيلة تأديب و تهذيب و تربية و تزكية و تنقية و نقد و نصح و تصحيح و توضيح لرؤية يجب أن تكون لأنها صحيحة بدلا من التي تسود لكنها خاطئة !

                و تقول:"[...]
                لكن في الأدب ينبغي أن نصل إلى مستوى غير شخصي يمكن قياس الهجوم عنده على مقياس أخلاقي إذ يتخذ الساخر نقطة أخلاقية مرتفعة على المقياس يتدنى دونها بعيدا المستهدف بالهجوم سواءً كان المستهدف شخصا أو فكرة أو مجتمعا."اهـ و هذا أيضا صحيح و جميل و راق و رائق، و هذا ما ينبغي العمل له و السعي إليه بجد إن أردنا أن نؤسس لأدب ساخر تتوفر فيه المميزات التي ذكرت بعضها آنفا، يجب أن يبتعد الأدب الساخر عن "الشخصنة" أو "الفردنة" (هذه من عندي أما الأخرى فمأخذوة من غيري)، لأن الأدب الساخر نقد بأسلوب لاذع لظاهرة اجتماعية أو إنسانية سليبة يراد تصحيحها و استبدالها بأخرى أكثر إيجابية أو أقل سلبية و هذا أضعف المقاصد، تصحيح المفاسد بما هو صالح أو أكثر صلاحا أو أقل فسادا ثم تصحيح هذا بما هو أحسن و هكذا...! و ليس القصد منه الضحك من عيوب شخص معين أو جماعة محددة.

                و تقول:"[...] و بين هذين الحدين ثمة فضاء رحب للعمل الساخر الجاد، و لئن كان جيوفينال يرى أن السخرية تنتظم كل حقول ما يفعله الإنسان فإننا نستطيع على الأقل أن نميز بين ما يسعى إليه الفيلسوف و ما يسعى إليه الساخر ؛ الفيلسوف يقنن الحياة باستخراج معايير الحياة مما هو متاح وغير متناقض ؛ و الساخر يركز على هذا المتناقض ليقدم رؤية مغايرة لا يرحب بها الفيلسوف ؛ و النتيجة إن التجربة وحدها أكبر من القوانين الفلسفية ومادة ثرية يسحب منها الساخر مادته التي لا تنضب (فالتجربة الحياتية أكبر من كل من يحاول تقنينها و تقعيدها."اهـ و أما أنا فإنني أرى أن الساخر فيلسوف بأسلوبه، و كل واحد من الناس فيلسوف في مستواه و في حياته و أن بدت للناس تافهة أو حقيرة، فكم من الفلاسفة الأفذاذ كانوا من الأدباء الساخرين النقاد، لأن الأديب الساخر يسعى إلى ما يسعى إليه الفيلسوف : النقد من أجل التصحيح، و أما الأدباء العابثون فإنهم يكتبون لتسلية الناس أو السخرية منهم أو الضحك على أذقانهم يصدق فيهم:" من أضحكك إنما يضحك منك" ؛ الأديب الساخر مصلح اجتماعي بأسلوبه و فنه و لغته التي قد لا يفهمها كثير من الناس لتفاوت المستويات الثقافية.

                و هنا قد يطرح سؤال وجيه و هو: كيف يكون الأديب الساخر مصلحا اجتماعيا و الإسلام ينهى عن السخرية و الاستهزاء بالناس أو ازدرائهم ؟ و الرد على هذا الاعتراض قد سبق بعضه في تعليقي في الفقرة الثانية أعلاه ؛ حيث قلت:"
                يجب أن يبتعد الأدب الساخر من "الشخصنة" أو "الفردنة" (...)، لأن الأدب الساخر نقد بأسلوب لاذع لظاهرة اجتماعية أو إنسانية سليبة يراد تصحيحها و استبدالها بأخرى أكثر إيجابية أو أقل سلبية و هذا أضعف المقاصد، تصحيح المفاسد بما هو صالح أو أكثر صلاحا أو أقل فسادا ثم تصحيح هذا بما هو أحسن و هكذا...!" اهـ، و أضيف هنا أن الأديب الساخر، بأسلوبه الساحر، يلفت انتباه القراء ( أو المجتمع) إلى ظاهرة شائنة يخشى أن تعم أو أن تنتشر فيحذر من مغبتها، أو أنه يكون صاحب رؤية مستقبلية فيسبق قومه، أو وقته، فيحذرهم من خطر قد يداهمهم إن هم غفلوا عن بعض قيمهم أو مبادئهم أو أخلاقهم أو يدنهم، و هكذا... ألا يمكن، بهذا المنظار أن نعد الأديب الساخر مصلحا اجتماعيا ؟ بلى !!! أدبنا الساخر أدب متميز بنقاء لسانه و صفاء أسلوبه.

                أختم كلامي بهذا و أراني مضطرا إلى الاعتذار إلى أخينا محمد سليم على هذه الفذلكة، أو الثرثرة، أو هذه الرؤية النظرية أو "الفلسفية" الحالمة.
                تحيتي و تقديري للجميع و خاصة لأستاذنا الهويمل أبو فهد و شقيقنا محمد سليم.
                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                • الهويمل أبو فهد
                  مستشار أدبي
                  • 22-07-2011
                  • 1475

                  #68
                  العزيز الأستاذ حسين ليشوري،

                  دعني أستغل كرم المضياف الأستاذ محمد سليم وأرد على مشاركتك القيمة. وأملي بك ألّا تنسب لي جل ما شاركت به إلى الآن، فلست فيلسوفا ولا عالم، وإنما مجرد ناقل يسيء إلى ما ينقله أكثر من أن يضيئة. ثم أما بعد فأنت تقول (باللون الأزرق):

                  ألا يمكن أن نقنن، أو نقعد، لأدب ساخر راقٍ خال من البذاءة والفحش و المجون و الرفث ؟ أدب إيجابي يبني و لا يهدم، ينصح و لا يفضح، يصحح الخطأ و لا يشجع عليه، يرشد و لا يفسد ؟ أدب يمتاز بالنقد اللاذع لكن في حلم و حب ؟ أدب موجع لكن بشفقة و رحمة ؟ يبدو أنني أدعو إلى جمع المتناقضات في سياق واحد، أو كأنني أحاول جمع النهار و الليل في زمان، والجو و البر في مكان، و هذا مستحيل في الطبيعة و لكنه غير مستحيل في الأدب والكتابة الهادفة الهادية الهادئة!

                  نعم الأمر كما تظن وعلى العكس مما تظن، بل أن الأدب الساخر وحده هو الذي يستطيع أن يلبي رغبتك. فهو أصلا يقوم على المفارقة، والمفارقة هي التي تجمع الأضداد. وهنا عدت إلى ما أشرت إليه في ويكيبيديا (الانجليزية، لأن فرنسيتي لا تتجاوز ثلاثة، استطيع لفظها بصعوبة ولا استطيع كتابتها) ولا أعلم إن كانت معلومات النص الانجليزي هي نفسها معلومات النص الفرنسي. لكنني سأحاول ترجمتها لعل فيها بعض ما تحاول الدعوة له: (الأدب الساخر يمكن تصنيفه عموما على أنه هوراسي أو جوفينالي [نسبة إلى هوراس وجوفينال] رغم أن التصنيفين لا يستبعدان كليا بعضهما بعضا. فالسخرية الهوراسية، والمسمى على اسم الساخر الروماني هوراس، ينتقد بتلاعب بعض الرذائل الاجتماعية بهزل لطيف وديع غير قاسي. فهو يصب فطنته ومبالغته وسخرية التناقض الذاتي على ما يعتبره سخافة أكثر مما يعتبره شرا. ونبرة السخرية الهوراسية شائعة في المجتمع المعاصر [اليوم]. أما السخرية الجيوفينالية، وهي تسمية مشتقة من اسم الساخر الروماني جيوفينال، ... فهي نوع من السخرية [المفعمة] بالازدراء والخشونة أكثر مما نجد في السخرية الهوراسية. والسخرية الجوفينالية تعالج الشر الاجتماعي من خلال الاحتقار والحنق والهزء والتهكم الوحشي. وغالبا ما يأتي هذا النوع متشائما تسمه المفارقة والازدراء والسخط الأخلاقي والطعن الشخصي، ولهذا تركيزه على الهزل يقل [عن غيره من أنواع السخرية). ولهذا فإن كل تضاد سياسي حاد هو غالبا [مجال سخرية] جوفينالية.

                  أعتقد أن المساحة واسعة ومفتوحة لتحقيق ما تطمح إليه في الأدب الساخر الذي يتوافق مع مجتمعاتنا العربية ومبادئنا وقيمنا الإسلامية، ولن يعدم العرب والمسلمون المواهب التي ستصوغ مثل هذا الأدب الساخر.

                  السخرية وإن كانت مُضْحِكة، إلا أنها تعتمد على طبيعة الضحك ومداه: فالدمعة عند نهاية الضحكة لا محالة إذا كان سبب الضحك مأسويا.

                  هامش: كنت أبحث في جذر كلمة الشكوكي [sceptic/sceptique] فوجدتها تعود إلى الفيلسوف ديوجينس الذي كان "ينبح" مثل الكلاب (أجلكم الله) على أرذال المجتمع حتى يمتنعوا عن رذائلهم. قد يكون تصرفه مغاليا في السخرية، لكنه ينقلنا إلى النقطة التي أثرتها حول الفلاسفة.

                  فكم من الفلاسفة الأفذاذ كانوا من الأدباء الساخرين النقاد، لأن الأديب الساخر يسعى إلى ما يسعى إليه الفيلسوف : النقد من أجل التصحيح، و أما الأدباء العابثون فإنهم يكتبون لتسلية الناس أو السخرية منهم أو الضحك على أذقانهم يصدق فيهم:" من أضحكك إنما يضحك منك" ؛ الأديب الساخر مصلح اجتماعي بأسلوبه و فنه و لغته التي قد لا يفهمها كثير من الناس لتفاوت المستويات الثقافية.

                  صحيح أن الفلاسفة الأفذاذ لهم باعهم الطولى في السخرية، وتحضرني هنا حوارات سقراط لافلاطون (ولا نعلم يقينا إن كانت الحوارات حقا لسقراط أم هي نسج خيال تلميذه). فهي من أرقى أنواع السخرية على الأطلاق رغم (أو ربما بسبب) أنها تسعى لإقامة المدينة الفاضلة. ثم إن الأدب الساخر هو نفسه أدب فلسفي: هوراس فيلسوف وجوفينال يُصنّف مصلحا اجتماعيا وسياسيا وصامويل جونسون (في قصيدته غرور الرغبات الإنسانية) لا يقل عن طرح افلاطون أو أرسطو، ولا كذلك الاكساندر بوب في قصيدته (إغتصاب خصلة الشعر) أو في قصائده الأخرى.


                  ولك وللجميع التحية والتقدير
                  التعديل الأخير تم بواسطة الهويمل أبو فهد; الساعة 12-03-2012, 06:06.

                  تعليق

                  • ريما منير عبد الله
                    رشــفـة عـطـر
                    مدير عام
                    • 07-01-2010
                    • 2680

                    #69
                    ما زلنا متابعين ومرحبين بالضيوف والمشاركين
                    وقد أسعدني ما قرأته هنا من سجال بين السيد حسين ليشوري والأستاذ الهويمل وأراه اضافات رائعة وابحار يصب في نبع المعرفة ليضيء لنا بعض الجوانب من هذا العلم الرائع
                    فشكرا جزيلا
                    وللجميع التقدير
                    ومعك أستاذ محمد مستأنسين

                    تعليق

                    • الهويمل أبو فهد
                      مستشار أدبي
                      • 22-07-2011
                      • 1475

                      #70
                      المشاركة الأصلية بواسطة ريما منير عبد الله مشاهدة المشاركة
                      ما زلنا متابعين ومرحبين بالضيوف والمشاركين
                      وقد أسعدني ما قرأته هنا من سجال بين السيد حسين ليشوري والأستاذ الهويمل وأراه اضافات رائعة وابحار يصب في نبع المعرفة ليضيء لنا بعض الجوانب من هذا العلم الرائع
                      فشكرا جزيلا
                      وللجميع التقدير
                      ومعك أستاذ محمد مستأنسين
                      شكرا لك على هذا التعليق ورفع المعنويات، مع أنني قد لا أسمي تبادل الأراء مع الأستاذ ليشوري سجالا، فهو كعادته يأتي دائما بما هو جديد (على الأقل بالنسبة لي) فيذكرني بما نسيت أو يفتح بابا جديدا للتعليق. شاكر لك اطراءك ما شاركت به. ولك التحية والتقدير على ما تقومين به من نشاط.

                      تعليق

                      • محمد سليم
                        سـ(كاتب)ـاخر
                        • 19-05-2007
                        • 2775

                        #71
                        المشاركة الأصلية بواسطة ريما منير عبد الله مشاهدة المشاركة





                        يستدرجنا إلى حيثه
                        فلكلماته وقع خاص
                        ولمشاركاته مذاق متميز
                        نجد أنفسنا وقد انخرطنا في طيات سطوره حتى النخاع
                        نرسم البسمة ثم تليها نظرات استغراب وربما تعجب!!
                        فتنتقل عضلات الوجه إلى جميع المدارات
                        فما بين جميع صنوف المشاركات تجده وقد أرسى دعائم مجده
                        وأرسى حباله في موانئ القلم

                        أسماه البعض العمدة
                        وكان جديرا بهذا اللقلب
                        لما له من شعبية وأتباع
                        ومع الأستاذ محمد سليم نمخر عباب السطور
                        ونسرج قناديل اللقاء
                        لنقول له
                        أهلا


                        ا
                        هل تجد رجل اليوم ما زال يحمل مقومات القوامة؟
                        نكتة


                        محشش طلبت المحكمة منه شي يثبت ملكيته للبيت
                        جاب لهم صورته وهو يغسل الحوش!!


                        هل أنت ممن يؤيد مساعدة الرجل لزوجته في أعمال المنزل التقليدية
                        هل أنت ممن يجعل معدته أقرب الطرق إلى قلبه ؟

                        أيهما أفضل من وجهة نظرك الزواج التقليدي أم الزواج عن حب ؟



                        هل تجد رجل اليوم ما زال يحمل مقومات القوامة؟
                        نعم ..الحياة الزوجية ورعاية بيت وأسرة تحتاج إلى قوامة ...فإن لم يحملها الرجل لحملتها الأنثى !؟..
                        والمنطقي أن تكون القوامة بيد رجل ..الأكثر صبرا وأكبر قوة وجلدا ..وأكثر حنكة ....

                        هل أنت ممن يؤيد مساعدة الرجل لزوجته في أعمال المنزل التقليدية
                        وما المانع سيدتي..؟!....وعن نفسي أساعدها كثيرا ..وأنا كما نقول بلهجة لبنانية " رجل بيتوتي " أعشق تواجدي بالمنزل وكثيرا ما أداعب أولادي وزوجتي ...ونذهب في ضحكات وقفشات لا تنتهي...ولكن والحق يُقال ..زوجتي تشفق عليّ كثيرا وتطالبني بالخروج من المطبخ !!..كون أولادي يهللون لو رأوني أطبخ ويقولون لي ( بالسر طبعا) يا ليتك أبي تطبخ لنا كل يوم !!...لا لا تذهبي بخيالك بعيدا أختنا ريما ؟..فقط لأني أطبخ كثير من الأكلات اللبنانية اللذيذة ..أسكلوب تبولة حمص متبل كبّة الخ والخ ...
                        هل أنت ممن يجعل معدته أقرب الطرق إلى قلبه ؟
                        لا... يكفيني لقيمات قليلة ..
                        أيهما أفضل من وجهة نظرك الزواج التقليدي أم الزواج عن حب ؟
                        الرجل ..يريد زوجة يسكن إليها ..ويريد ذرية صالحة ويريد الولد الذكر ...ويريد ويريد ويريد من زوجه
                        ..يريد زوجة شاملة جامعة بل ساحقة ماحقة تغنيه عن نساء العالمين ..ولأن الرجل هكذا وأكثر فأنه ما أن يتزوج بالطريق التقليدي حتي يندم ولو تزوج عن حب ؟ أيضا يندم .....................وبكل الحالات سيدتي الزوج يندم أنه تزوج هاهاهاهاهاها.
                        بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

                        تعليق

                        • ريما منير عبد الله
                          رشــفـة عـطـر
                          مدير عام
                          • 07-01-2010
                          • 2680

                          #72
                          المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة

                          شكرا لك على هذا التعليق ورفع المعنويات، مع أنني قد لا أسمي تبادل الأراء مع الأستاذ ليشوري سجالا، فهو كعادته يأتي دائما بما هو جديد (على الأقل بالنسبة لي) فيذكرني بما نسيت أو يفتح بابا جديدا للتعليق. شاكر لك اطراءك ما شاركت به. ولك التحية والتقدير على ما تقومين به من نشاط.
                          أيا كان هذا النقاش مسماه فهو رائع ويزيد معرفتنا في هذا المجال ومن جديد شكرا لك أستاذنا الرائع الهويمل
                          مع تحياتي وتقديري

                          تعليق

                          • ريما منير عبد الله
                            رشــفـة عـطـر
                            مدير عام
                            • 07-01-2010
                            • 2680

                            #73
                            هل أنت ممن يؤيد مساعدة الرجل لزوجته في أعمال المنزل التقليدية
                            وما المانع سيدتي..؟!....وعن نفسي أساعدها كثيرا ..وأنا كما نقول بلهجة لبنانية " رجل بيتوتي " أعشق تواجدي بالمنزل وكثيرا ما أداعب أولادي وزوجتي ...ونذهب في ضحكات وقفشات لا تنتهي...ولكن والحق يُقال ..زوجتي تشفق عليّ كثيرا وتطالبني بالخروج من المطبخ !!..كون أولادي يهللون لو رأوني أطبخ ويقولون لي ( بالسر طبعا) يا ليتك أبي تطبخ لنا كل يوم !!...لا لا تذهبي بخيالك بعيدا أختنا ريما ؟..فقط لأني أطبخ كثير من الأكلات اللبنانية اللذيذة ..أسكلوب تبولة حمص متبل كبّة الخ والخ ...

                            أعترض أستاذ محمد فالحمص والتبولة والمتبل والكبة أيضا أكلات سورية وقد تكون سوريا الأسبق في عملها لكونها الأسبق أيضا بقيادة عواصم العالم فالمتعارف عليه أن دمشق أقدم عواصم العالم ومن هنا جاز لي التنويه للأمر من باب احقاق الحق
                            ههههههه (اشتغلت الغيرة)

                            تعليق

                            • محمد سليم
                              سـ(كاتب)ـاخر
                              • 19-05-2007
                              • 2775

                              #74
                              المشاركة الأصلية بواسطة ريما منير عبد الله مشاهدة المشاركة





                              يستدرجنا إلى حيثه
                              فلكلماته وقع خاص
                              ولمشاركاته مذاق متميز
                              نجد أنفسنا وقد انخرطنا في طيات سطوره حتى النخاع
                              نرسم البسمة ثم تليها نظرات استغراب وربما تعجب!!
                              فتنتقل عضلات الوجه إلى جميع المدارات
                              فما بين جميع صنوف المشاركات تجده وقد أرسى دعائم مجده
                              وأرسى حباله في موانئ القلم

                              أسماه البعض العمدة
                              وكان جديرا بهذا اللقلب
                              لما له من شعبية وأتباع
                              ومع الأستاذ محمد سليم نمخر عباب السطور
                              ونسرج قناديل اللقاء
                              لنقول له
                              أهلا




                              موقف محرج مررت به وما زلت تذكره وتضحك منه ؟

                              كان جممال الدين الأفغاني أهم رواد النهضة العربية في القرن التاسع عشر، ورائد الاتجاه السلفي العربي الحديث،
                              هل تستطيع تشبيه أحد رواد الفكر والعلم بيومنا هذا به؟
                              ما هي حكمتك في الحياة؟

                              هل تؤيد أن تسوس المرأة بلد من بلاد المسلمين وإلى أي حد تؤيد خروجها للعمل؟

                              ما هي منهجيتك في الحياة وكيف تدير أمورك الأسرية؟

                              لو طلب منك أن تستنسخ شخص ما فمن يكون؟(بعيدا عن الحلال والحرام)


                              هل هناك أدب خاسر مثل ما هناك أدب ساخر
                              من أطلق عليك لقب العمدة ؟
                              سأتوقف لبعض الوقت
                              أرتب سلسلة أفكاري لأعود إليك كزخات المطر
                              أسئلة



                              نعم ...سيدتي
                              موقف محرج مررت به وما زلت تذكره وتضحك منه ؟
                              ما أكثر المواقف المحرجة التى نمر بها ..
                              ..وكما قلت سابقا أن من يمتلك ( روح ساخرة ) نجده لا يفكر في " المحرج من الأمر أو من الموقف " لأنه عقله يعمل بطريقة " التخيلات الساخرة " التلقائية والعفوية ولذا يضحك من فوره لو قابل أي موقف محرج ..ويخرج منه بقهقهات وضحكات لأنه يتخيّل موقفا آخر " بمعنى أنه عقله يذهب لصورة أخرى ساخرة"
                              ..مثلا ؛ آخر موقف رأيته ومِت من كثرة الضحك ..وجدت أحدهم وقد وضع قصة بملتقى القص ..ونُقلت للخاطرة ..فقلب الدنيا رأسا على عقب !؟ وأظن أنه أتصل بأمين عام الجامعة العربية وبمجلس الأمن .. ذهبتُ إليه وكلي ضحِكات وحاولت تلطيف الأجواء بطريقة لطيفة ..وبآخر تعليقي له قلت : أحمد ربك أن قصتك لم تذهب إلى مفتي الديار المصرية لقضم رقبتها لأنها ليست قصة بالمرّة ....
                              كان جمال الدين الأفغاني أهم رواد النهضة العربية في القرن التاسع عشر، ورائد الاتجاه السلفي العربي الحديث،هل تستطيع تشبيه أحد رواد الفكر والعلم بيومنا هذا به؟
                              ... لا أعرف غير أن جمال الدين الأفغاني الأمام المُصلح الذي حاول إصلاح حال الملك والرعية ...وكان سابق لزمانه وهكذا أي مفكر إصلاحي.........وأظن أن المشكلة أننا نعانى من الأمية والجهل بمستويات خطيرة ..كما نعانى من سطوة الموروث" الديني , السياسي , الاجتماعي و...." المسيطر على العقل والفكر ...كما وللأسف مُسلط علينا حكام ظلمة لا يردون لنا غير التخلف والجهل .....
                              ما هي حكمتك في الحياة؟
                              ...حكمتي المفضلة : الصدق مُنجي ..كان صادقا مع نفسك ومع غيرك تعش مرتاح البال ..
                              هل تؤيد أن تسوس المرأة بلد من بلاد المسلمين وإلى أي حد تؤيد خروجها للعمل؟
                              ... المسألة بسيطة جدا ..هل سيختار الشعب المسلم امرأة تسوسه ؟!.. وكيف سيختار هذا الشعب ؟ أليس بالتصويت الحر !..أذن ما يختاره الشعب هو الأحق بالسياسة والأجدر أن يكون قائدا حتى لو كانت امرأة أو رجل مسيحي أو من أي ملة يكون !...طالما أترضينا بالديمقراطية فلنطيقها كما هي !..
                              ما هي منهجيتك في الحياة وكيف تدير أمورك الأسرية؟
                              لو طلب منك أن تستنسخ شخص ما فمن يكون؟(بعيدا عن الحلال والحرام)
                              ..لا أستنسخ ...لأنالإنسان لا يتكرر أبدا ولا يجب أن يتكرر ...وإلا وقفت الحياة وما تحركت وما حدث تفاعل بين بني البشر .........وأسألك سؤالا فلسفيا : ما رأيك لو قلت لك أن الله رأي تلك الحياة التى نعيشها قبل أن توجد ؟!....
                              هل هناك أدب خاسر مثل ما هناك أدب ساخر
                              نعم يوجد أدب خاسر ..وهو الأدب " الأصفر " الذي يتناول حياة الجنس ...أو الذي يتناول الذات الإلاهية بالإفك والبهتان ..والذي يتناول السب والقذف ....
                              من أطلق عليك لقب العمدة ؟
                              ...لا أتذكر ..ربما كانت الزميلة الساخرة / رشا عبادة أول من وصفتني بهذا الوصف ..وربما أ .إسماعيل الناطور .... ولكني أتذكر أن رشا عبادة هي من كررت ذلك الوصف مرارا وتكرارا بكل مشاركة لها عني ....
                              وأيضا أخي الساخر محمد برجيس دوما يناديني بهذا اللقب ...
                              وتحياتي ....
                              ولي عودة ...إن شاء الله .
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 17-03-2012, 17:15.
                              بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

                              تعليق

                              • ريما منير عبد الله
                                رشــفـة عـطـر
                                مدير عام
                                • 07-01-2010
                                • 2680

                                #75
                                وتمضي الأيام
                                نزرع أرواحنا كل يوم أمنية
                                ونبذ رالأمل
                                عله ينبت لنا شقائق نعمان
                                تزهر في حياتنا
                                وتمطر الفرح
                                سؤالين
                                أستاذ محمد قبل الختام
                                ما هي أمنيتك
                                على الصعيد الشخصي
                                على صعيد أم الدنيا
                                على صعيد الأمة العربية
                                ومتى تتوقع لأزمة سوريا أن تنتهي وما هو السيناريو الذي تراه يلوح في أفق خيالك حيالها
                                ومعك لا بد أن تحلو الأوقات
                                ولك عاطر التحايا

                                تعليق

                                يعمل...
                                X