حصريا: تأملات تاريخية بسقوط الدول - ترجمة The Fall Of The Roman Empire

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد العزيز عيد
    أديب وكاتب
    • 07-05-2010
    • 1005

    #16
    الأخ الكريم والأستاذ القدير والمتميز فيصل كريم
    تحياتي ، وبعد
    دعني أبدأ من المترفين ، ودعني أضيف إليهم الملأ من القوم ، وهم الصنفين اللذين أراد الله تعالى بهما فيمن أراد الحكام والولاة ومن يتولون السلطة ومقاليد الأمور ومن ثم الرؤساء والقادة والحكام بمفردات العصر ، لعلي بذلك أضيف بذلك شيئا ما للصورة العلمية الرائعة التي قدمتها في موضوعك الدسم هذا ، ولعل هؤلاء الذين يتهمون الثوار بأنهم وقود النار التي يريدون بها إسقاط الدولة ، يعرفون أنهم يفترون عليهم - في الغالب الأعم - الكذب ، وأنهم يحيدون عن الحقيقة وينأون عنها ، ويوطدون من هذا المنطلق لدعائم الطغيان والفساد في الأرض ، وذلك بتغافلهم المتعمد أو الجهول عن أن الذين سيسقطون الدولة ( العربية ) أو يسعون إلى إسقاطها ، هم ( الحكام العرب ) على الحقيقة لا غيرهم .
    فقد ذكر الله تعالى المترفين والملأ في القرآن الكريم في عدة مواضع ، جاءت كلها – تقريبا - في معرض الكفر والظلم والفساد ، والشر باطلاقاته .
    من ذلك قوله تعالى " وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً "(الإسراء)
    وقوله " وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ " (هود116)
    وأيضا " وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ"(المؤمنون 33 : 34)
    وقال سبحانه عنهم " وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلَاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ "(سبأ35 )
    وقال " فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ " ( هود116 )
    لذا قضى الله تعالى عليهم بالجحيم وبئس المصير فقال جل شأنه " وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ " ( الواقعة 41 وما بعدها )
    وقال " حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ " (المؤمنون)
    فمن المترفين إذن إلا هؤلاء الحكام الذين جمعوا نعيم الدين كله في أيديهم حتى يكادون يقولون للشيء كن فيكون ؟؟!!
    ثم انظر إلى الملأ تجدهم في ذات الدائرة وذات الوصف .
    قال تعالى " وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَاهَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ..الآية"(الأعراف33)
    و قال " قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ "(الأعراف60)
    وقال أيضا " قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَفِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ "(الأعراف 66)
    وقال " قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ "(الأعراف 75)
    وقال " قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ " ( الأعراف 109)
    ثم تأملهم وهو يصمون رعاياهم بالفساد والإفساد بينما هم المفسدون أصلا وتأصيلا ، وتمعن وهم يتخذون قرارهم ويشحذون عدتهم وعتادهم للقضاء عليهم ، فيقول سبحانه تعالى " وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ " (الأعراف127)
    وقال " وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ "(الأعراف20).
    علما بأن الملأ هم حسبما جاء في قاموس المعاني : وُجُوهَ القوم و كُـبَـراءَهم ، وفي المعجم هم : السادة و الرّؤساء ، وإن شمل المعنى غيرهم من الأثرياء والأغنياء والمنعمين في رغد العيش الحرام ، وهؤلاء وهؤلاء وجهان لعملة واحدة ، وكلاهما من معين واحد في الفكر والوسيلة والغاية ، لذا تجد أكثر المتضررين من سقوط الطغاة هم هؤلاء الأثرياء ، وهم أيضا أكثر المدافعين عنهم والمطالبين ببقاءهم .
    وبالترف وفساد الملأ سقطت الدولتين العباسية والعثمانية كما ذكرت أستاذي فيصل ، وسقطت كذلك الأندلس عندما كان الملأ فيها ينعمون في رغد الحياة الدنيا وترفها الناعم وقصورها الفارهة على حساب منعتها وحصونها ودفاعتها ، وبالترف وفساد الملأ سقطت وستسقط دولا كثيرة ، خاصة وأن هؤلاء الملأ والمترفين لا يقلون عن ( السلاطين التنابلة ) في فسادهم وإفسادهم إن لم يزيدوا عليهم في الطغيان والقمع والجبروت .
    وسيكون سقوطهم قبل سقوط أمريكا ، لأن الأخيرة لم تغب فيها العدالة الإجتماعية بالقدر الذي غابت فيه بهذه الدول ، ولم تطوع القانون لخدمة علية القوم وكبرائهم ، بل جعلت سيادة القانون هو شعارها ، والفصل بين السلطات مبدأها ، وتفعيل الدساتير والقوانين غايتها ، بل إن أمريكا تعوض سلبياتها الداخلية بفرض سيطرتها وهيمنتها على العالم سواء كان ذلك بالحروب أو التهديدات الخارجية أو المؤسسات الدولية أو الجمعيات الأهلية أو تجنيد الولاة والحكام والقادة .... ، فبماذا يعوض الحكام العرب خيبتهم وغطرستهم وعلوهم في الأرض وفسادهم إلا بمزيد من القهر والقمع والبطش ضد شعوبهم .
    يبقى القول أخي فيصل بأن نفي فكرة الدولة أو وجودها الفعلي والواقعي على الأرض هو قول مرفوض قطعا ولا يعبر عن الواقع والحقيقة ، لأن الدولة وفقا للمنظور القانوني تتكون من أرض وشعب ونظام حاكم وسيادة ، وبتوافر هذه العناصر – الأهم - وتفعيلها وفق القوانين والإتفاقيات الدولية تكون عضوا في المنظومة الدولية ، وبالتالي لا يمكن الأخذ بالفكر الفوضوي المبني على أن الدولة هي من أهم عوامل تعطيل تقدم الشعوب والحضارات ، فليس ثم إذن إلا الفكر الثالث الذي يرى أن الاستقرار هو الأمر الحاسم لضمان بقاء الدولة وعدم سقوطها ، على أن يبنى هذا الإستقرار على العدل والحرية والمساواة والكرامة .
    كل الشكر والتقدير أستاذ فيصل على هذا ( الكتاب ) الرائع والدسم الذي قدم لنا رؤية علمية متكاملة عن أسباب سقوط الدول ، وقدم لنا كذلك قدرا ثقافيا هائلا عن سقوط الحضارات ، وأضاف لي – بصفة شخصية - أساسا علميا أستند إليه كلما تحدثت عن فساد الحكام وطغيانهم ، ولما لا وأنت تقول في مقدمته وبحق :
    " عملا تاريخيا نطرح من خلاله ما نستلهمه من دروس وعبر تتكرر على مدار الأزمنة والعصور لتجعل من مقولة " التاريخ يكرر نفسه " ماثلة للعيان لمن يرى ويتدبر بتحولات الدهور والدول " .
    ومن العجيب أن بعضهم ساءه موضوعك ويتسائلون عن الجدوى من طرحه .
    ربما لأنهم رأوه نذير شؤوم لسقوط نظامهم المستبد .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد العزيز عيد; الساعة 28-03-2012, 22:15.
    الأحرار يبكون حريتهم ، والعبيد يبكون جلاديهم

    تعليق

    • فيصل كريم
      مـستشار في الترجمة المرئية
      • 26-09-2011
      • 386

      #17
      أشكر الأستاذ الفاضل وعميد القانونيين بملتقى الأدباء والمبدعين العرب عبد العزيز عيد على طرح رؤيته الشاملة للموضوع وأفكاره متكاملة البنيان حول هذه القضية الشائكة والعميقة.

      وبادئ ذي بدء أستاذي الفاضل عبد العزيز عيد، وقعت معي مصادفة غريبة بالأمس وأنا أترجم الحلقة الأولى من سلسلة Getting Our Way الوثائقية والتي تتحدث عن مبادئ الدبلوماسية البريطانية، حيث ذكر مقدم السلسلة السفير البريطاني السابق في أمريكا كريستوفر مايرز أن هارولد ماكميلان كان يقرأ كتاب إدوارد جيبون "سقوط الإمبراطورية الرومانية" عند توجهه للقاء الرئيس الأمريكي جون كينيدي بعد تفاقم أزمة قناة السويس التي أسقطت الإمبراطورية البريطانية وجعلت بريطانيا ظلا لأمريكا تستجدي منها الظهور والبروز بين الحين والآخر. وهذا دليل آخر أن هاجس سقوط الدول والإمبراطوريات يشغل بال القوى العظمى، لأنهم يعلمون أن سقوطهم آت لا محالة ولكن كيف متى، وما هي التبعات والنتائج. وقد يتسنى لنا مناقشة ذلك عندما نرى كيف تعاملت بريطانيا مع سقوطها وانهيار إمبراطوريتها الشاسعة إن كتب الله لنا عمرا لوضع موضوع موسع آخر بهذا الشأن بترجمة السلسلة الوثائقية المذكورة.

      وبالنسبة لما تفضل به الأستاذ عبد العزيز عيد حول تفسير إسقاطات إنهيار الدول من خلال آيات القرآن الكريم، فهو عملية هامة وضرورية للحصول على مفهوم متكامل لمسألة فناء الأمم واندثارها. وشخصيا لا أزال أعمل على تعلم المفاهيم القرآنية الشاملة بهذا الخصوص وكل نواحي الحياة الأخرى. فالباري عز وجل يحذر من الفساد بكافة أنواعه وصوره: الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي. فهي كالسوس الذي ينخر بأسس الدولة. ويتوعد الحق تعالى من أمعن بالإجرام وقتل النفس التي عصمها إلا بالحق، وهو ما ترتكبه الدول دون وجه حق. وعلاوة على صور الفساد، فإن النهج الإسلامي السليم نبه من خطورة الضعف بالدولة ونصرتها للكفار، فهذه طامة كبرى ستؤدي لزوال دولة الإسلام حتما، وهي الدروس التي رأيناها في الدولة العباسية (المغول) والعثمانية (الاستنجاد بالغرب ضد محمد علي). فالدولة الإسلامية لا بد أن تكون قوية من الداخل وقادرة على إصلاح إعوجاجاتها ذاتيا، حتى لا تظهر نماذج القادة والحكام الذين يستبيحون دماء المسلمين ويستحلون محارمهم ويقاتلونهم دون وجه حق. وهناك طبعا دروس كثيرة أخرى قد لا يسعنا المجال للنقاش حولها بهذه السطور القليلة.

      إلا إنه من ناحية أخرى، لا يعني اعتمادنا على تفسير الذكر الحكيم أن نترك تطبيق النظريات الحديثة بعلم التاريخ على مجريات وأحداث الوقائع والأيام والأشخاص. فهذا العلم بلغ من التطور الذي يكمل تفسير هذه التغيرات والتبدلات على أحوالنا ومستقبلنا. ونلاحظ أن هذه النظريات ستتفق من ناحية النتيجة مع منحه الباري عز وجل من وضع الحكمة الإلهية بأحوال التاريخ وأممه وتحولاته.

      ولا اعتقد يا أستاذي الفاضل عبد العزيز عيد أن أحدا قد ساءه الموضوع أو شكك بجدواه. فالأستاذ مازن أبوفاشا مثلا تساءل عن مفهوم الدولة التي تطرق لها الموضوع، وأرى أنه محق بتساؤله حتى يزول أي لبس قد يعلق بالأذهان. فليس المقصد هو التطرق للأوضاع الجارية حاليا، رغم أنه مرتبط بالموضوع ارتباطا غير مباشر، بل المقصد هو ملاحظة حركة التاريخ ودراسة علاته بما يخص الدول وتحولاتها، والاتعاظ والعبرة من ذلك سواء للأفراد أو للمجموعات البشرية الكبرى. أما من يعتقد إنه قادر على تطويع حركة التاريخ لخدمة غرض معين، فلا أظنه سوى أشبه بدون كيشوت "يصارع طواحين الهواء".

      تقبل مني أطيب تحية





      تصميم سائد ريان

      تعليق

      • نايف ذوابه
        عضو الملتقى
        • 11-01-2012
        • 999

        #18
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. سقوط الدول .. سقوط الحضارات .. طبعا نحن نقصد الدول الحقيقية التي كان لها دور في التاريخ ومرور مؤثر وليس عابرا .. الدول ذات الرؤية والرسالة والحضارة .. موضوع عميق وواسع أخي العزيز فيصل كريم .. وهو أيضا قيم في آن لأننا بحاجة لاستقراء قصص سقوط الحضارات ومعرفة أسباب سقوط حضارتنا وأفول شمسها وانحسار ظلها عن الدنيا .. ولا سيما ونحن نحمل مشروعنا النهضوي على أكتافنا ونسعى بكل سبيل من أجل استئناف مسيرتنا في الحياة واستعادة هويتنا الحضارية بقيام دولة الإسلام .. من الضروري أن نعرف أسباب أفول الحضارات وسقوطها حتى نحسن التأسيس من جديد لدولتنا وشروق شمس أمتنا .. يستحق الموضوع أكثر من وقفة ومرور بذات القوة التي استهل بها أخونا المترجم المثقف الأستاذ فيصل كريم .. كتب ابن خلدون حول الموضوع وول ديورانت وأرنولد توينبي .. وغيرهم .. وهناك جامع يجمع من كتب في أسباب سقوط الحضارة وهو موت العصبية عند ابن خلدون فيما هي عند أرنولد توينبي بصورة واضحة القيم الرفيعة والروح والقوة الأخلاقية لكل حضارة .. كل حضارة لا بد لها من مثل وقوة دينامية تستمر في صعودها وهو شعورها بأن لها دورا في هذه الحياة وتقوم به وتحسن القيام به .. العدل أساس الملك .. والعكس صحيح .. الظلم والفساد بذور انحلال الحضارات وغروبها وكما قال ابن خلدون الظلم مؤذن بخراب العمران .. وكذلك الإغراق في الشهوات والرفاهية .. سنة الله ماضية في خلقه .. سأعود لهذا الموضوع بعد كتابة آخر فقرة تعقيبا على كلام هيكل ...
        لا شك أن الثورات العربية تهدف إلى إسقاط أنظمة فشلت في إقامة مؤسسات "الدولة"، فإذا ما افترضنا -حسبما يؤكد الصحافي المعروف الأستاذ محمد حسنين هيكل- أنه "لا وجود بأي قطر عربي لفكر الدولة ومؤسساتها وأجهزتها" فكيف نتصور مدى منطقية الهلع الجاري حاليا حول مقولة "سقوط الدولة" التي يرددها البعض بعد ثورات الربيع العربي! بمعنى أنه هل توجد دولة بالمقام الأول لكي نخشى من سقوطها؟

        هي فعلا دول وأنظمة ولكنها قائمة على سلوك العصابة والشلة واستقطاب الأعوان والبطانة على أساس المصلحة لا أساس خدمة الدولة ولا الوطن ولا الأمة .. هذه أمساخ أخي فيصل فعلا، وفكر الدولة بعيد عنها؛ لأن الولاء فيها للأشخاص لا للأفكار والقيم الرفيعة .. لذلك تجدهم كلهم يعزفون على ذات الإيقاع .. ونفس الألحان النشاز .. كل وسطهم السياسي فاسد ونتن وحتى لو استقطبوا إنسانا نظيفا فسرعان ما يتحول إلى وسخ .. وتذكر رئيس الوزراء المصري الأخير في حكومة لا بارك الله فيه .. نظيف .. وهو أستاذ جامعي وخبير في الكمبيوتر ومحترم ولم يكن بحاجة لأن يقترب من هذه العصابة الفاسدة .. مؤهلاته وخبرته تؤمن له عيشا كريما .. لكن أصبح جزءا منهم وامتدت يده للمال العام وكان ضحية سهلة ..

        الدول الموجودة في بلادنا قامت على أساس وطني إقليمي ودساتيرها استمدتها من الدساتير الفرنسية أو السويسرية أو البريطانية .. لذلك لا هوية لها .. والدولة القومية التي تزعمها عبد الناصر حملت اشتراكية الدولة كفكر والقومية العربية نفسها ليست فكرا ولا منظومة قيمية ..

        تعقيب سريع والموضوع يستحق وقوفا طويلا وقد سرني وقوفك عنده وإنجازك هذا العمل حوله .. سأعود بإذن الله

        شكرا شكرا على هذا الموضوع وأرجو أن أرى الفيلم قريبا جدا .. وأعقب بما يليق بطبيعة العمل وأهميته وتغطيتك له ..
        [glint]
        ما زلتُ أبحثُ في وجوه النّاس عن بعضِ الرّجالْ
        عــن عصـبـةٍ يقـفـون في الأزَمَات كالشّــمِّ الجـبالْ
        فــإذا تكلّـمتِ الشّــفـاهُ سـمـعْــتَ مــيـزانَ المـقــالْ

        وإذا تـحركـتِ الـرّجـالُ رأيــتَ أفــعــــالَ الـرّجــالْ

        [/glint]

        تعليق

        • عبد العزيز عيد
          أديب وكاتب
          • 07-05-2010
          • 1005

          #19
          الأخ الفاضل الأستاذ القدير فيصل كريم .
          أتفق معك فيما ذهبت إليه في ردك على مشاركتي من عدم الاقتصار على آيات القرآن الكريم فقط في تفسير أسباب سقوط الأمم أو انهيار الدول .
          وأحب أن أنوه إلى أنني لم أرد الأستاذ القدير مازن أبو فاشا في عجز مشاركتي بالموضوع ، ولكني أردت بذلك الأستاذ الفاضل غسان إخلاصي في مشاركته رقم 12 حيث سألك عن جدوى عرض الموضوع ، وكنت أفضل أن يبقى تعليقي في العموم ، ولكن شاء الله وقدر .
          تحياتي صديقي العزيز فيصل .
          الأحرار يبكون حريتهم ، والعبيد يبكون جلاديهم

          تعليق

          • فيصل كريم
            مـستشار في الترجمة المرئية
            • 26-09-2011
            • 386

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة نايف ذوابه مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. سقوط الدول .. سقوط الحضارات .. طبعا نحن نقصد الدول الحقيقية التي كان لها دور في التاريخ ومرور مؤثر وليس عابرا .. الدول ذات الرؤية والرسالة والحضارة .. موضوع عميق وواسع أخي العزيز فيصل كريم .. وهو أيضا قيم في آن لأننا بحاجة لاستقراء قصص سقوط الحضارات ومعرفة أسباب سقوط حضارتنا وأفول شمسها وانحسار ظلها عن الدنيا .. ولا سيما ونحن نحمل مشروعنا النهضوي على أكتافنا ونسعى بكل سبيل من أجل استئناف مسيرتنا في الحياة واستعادة هويتنا الحضارية بقيام دولة الإسلام .. من الضروري أن نعرف أسباب أفول الحضارات وسقوطها حتى نحسن التأسيس من جديد لدولتنا وشروق شمس أمتنا .. يستحق الموضوع أكثر من وقفة ومرور بذات القوة التي استهل بها أخونا المترجم المثقف الأستاذ فيصل كريم .. كتب ابن خلدون حول الموضوع وول ديورانت وأرنولد توينبي .. وغيرهم .. وهناك جامع يجمع من كتب في أسباب سقوط الحضارة وهو موت العصبية عند ابن خلدون فيما هي عند أرنولد توينبي بصورة واضحة القيم الرفيعة والروح والقوة الأخلاقية لكل حضارة .. كل حضارة لا بد لها من مثل وقوة دينامية تستمر في صعودها وهو شعورها بأن لها دورا في هذه الحياة وتقوم به وتحسن القيام به .. العدل أساس الملك .. والعكس صحيح .. الظلم والفساد بذور انحلال الحضارات وغروبها وكما قال ابن خلدون الظلم مؤذن بخراب العمران .. وكذلك الإغراق في الشهوات والرفاهية .. سنة الله ماضية في خلقه .. سأعود لهذا الموضوع بعد كتابة آخر فقرة تعقيبا على كلام هيكل ...
            لا شك أن الثورات العربية تهدف إلى إسقاط أنظمة فشلت في إقامة مؤسسات "الدولة"، فإذا ما افترضنا -حسبما يؤكد الصحافي المعروف الأستاذ محمد حسنين هيكل- أنه "لا وجود بأي قطر عربي لفكر الدولة ومؤسساتها وأجهزتها" فكيف نتصور مدى منطقية الهلع الجاري حاليا حول مقولة "سقوط الدولة" التي يرددها البعض بعد ثورات الربيع العربي! بمعنى أنه هل توجد دولة بالمقام الأول لكي نخشى من سقوطها؟

            هي فعلا دول وأنظمة ولكنها قائمة على سلوك العصابة والشلة واستقطاب الأعوان والبطانة على أساس المصلحة لا أساس خدمة الدولة ولا الوطن ولا الأمة .. هذه أمساخ أخي فيصل فعلا، وفكر الدولة بعيد عنها؛ لأن الولاء فيها للأشخاص لا للأفكار والقيم الرفيعة .. لذلك تجدهم كلهم يعزفون على ذات الإيقاع .. ونفس الألحان النشاز .. كل وسطهم السياسي فاسد ونتن وحتى لو استقطبوا إنسانا نظيفا فسرعان ما يتحول إلى وسخ .. وتذكر رئيس الوزراء المصري الأخير في حكومة لا بارك الله فيه .. نظيف .. وهو أستاذ جامعي وخبير في الكمبيوتر ومحترم ولم يكن بحاجة لأن يقترب من هذه العصابة الفاسدة .. مؤهلاته وخبرته تؤمن له عيشا كريما .. لكن أصبح جزءا منهم وامتدت يده للمال العام وكان ضحية سهلة ..

            الدول الموجودة في بلادنا قامت على أساس وطني إقليمي ودساتيرها استمدتها من الدساتير الفرنسية أو السويسرية أو البريطانية .. لذلك لا هوية لها .. والدولة القومية التي تزعمها عبد الناصر حملت اشتراكية الدولة كفكر والقومية العربية نفسها ليست فكرا ولا منظومة قيمية ..

            تعقيب سريع والموضوع يستحق وقوفا طويلا وقد سرني وقوفك عنده وإنجازك هذا العمل حوله .. سأعود بإذن الله

            شكرا شكرا على هذا الموضوع وأرجو أن أرى الفيلم قريبا جدا .. وأعقب بما يليق بطبيعة العمل وأهميته وتغطيتك له ..
            شكرا لكم أستاذنا الفاضل والمبدع نايف ذوابه على ما خطته أياديكم من أفكار نيرات، وحمد لله على سلامتكم من وعكة الإنفلونزا التي مرت عليكم، وأجر وعافية بإذن الله. وكما أشرتم يا سيدي فإن "العدل أساس الملك"، والضامن الوحيد للبشرية لمقتضيات العدل الشامل والراسخ هو الإسلام والشريعة التي أنزلها الله عز وجل من خلاله. ومن الممكن أن نرى بالغرب بعض المميزات من ناحية تطبيق دوله شروط الحد الأدنى من العدالة، ولكنها عدالة ظرفية واشتراطية وغير شاملة رغم تلبيتها لضمانات عديدة، وهنالك أمثلة كثيرة وكبيرة على وجود مظالم كبرى بالدول الغربية تقف أمامها عدالتهم مكتوفة الأيدي، وهو ما سبب أزمات ضمير عميقة بالمجتمع، والحديث عنها يطول.

            بالنسبة لمسألة وجود الدولة من عدمه بوطننا العربي، فإن القضية قد تكون مثيرة للجدل أو الاختلاف نوعا ما، إلا إننا إذا ما اتفقنا على عدم وجود فكر للدولة بأركانها وشروطها بالوطن العربي، فما هو معنى تسمية الكيانات القائمة بالدول؟ بمعنى إننا إذا أردنا إطلاق تسمية "دولة" State على مكان أو إقليم ما فإنه لا بد أن يتوفر مقومات الدولة بحدودها الدنيا المتعارف عليها قديما وحديثا. ومن يناط به إقامة الدولة هو الشعب الذي يعتمد على درجة وعيه وإدراكه لمفهومها مدى صلاح هذه الدولة أو فسادها إنطلاقا من قول الباري عز وجل:

            "وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا " [ الأنعام : 129 ].

            وهو ما تحاجج بتفسيره بشكل أو بآخر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان حين قال: "ما أنصفتمونا يا معشر الرعية، تريدون منا سيرة أبي بكر وعمر ولا تسيرون فينا ولا في أنفسكم". وما أرمي إليه أنه لا معنى لتسمية شيء ما لم يكن مسمى عليه فعلا، فكما تعلم حضرتك الصفة تدل على الموصوف.

            وقد كتبت موضوعا موسعا بفترة سابقة بهذا الشأن (من هنا) حول ضياع الهوية بالمنطقة العربية بعد زوال الخلافة العثمانية، وهو ما أدى إلى اختلال مفاهيم عديدة ومنها بالتأكيد مفهوم الدولة. لكني على كل حال لن أقف كثيرا عند التسميات والمسميات (رغم خطورة ضياعها مما يؤدي لاختلاط المفاهيم وتشوشها) فالعبرة بالمضمون والجوهر ولا يهم إن كان الاسم دولة، خلافة، سلطنة، إمبراطورية، إلى آخره.

            تقبل مني أطيب تحية






            تصميم سائد ريان

            تعليق

            • ص . ع . حمد
              محظور
              • 08-03-2012
              • 61

              #21
              نظرة ثاقبة بحق وقلم جد واعي ،
              لا بد أن يكون للكتاب من القراءة من نصيب في المستقبل ربما إن شاء الله ،
              قراءة الكتاب هي أغنى عندي من المشاهدة فأين أجده ؟ .

              تبارك الله و أدام جهدك هذا فانتفعت به الأمة.
              التعديل الأخير تم بواسطة ص . ع . حمد; الساعة 30-03-2012, 09:16.

              تعليق

              • فيصل كريم
                مـستشار في الترجمة المرئية
                • 26-09-2011
                • 386

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة عبد العزيز عيد مشاهدة المشاركة
                الأخ الفاضل الأستاذ القدير فيصل كريم .
                أتفق معك فيما ذهبت إليه في ردك على مشاركتي من عدم الاقتصار على آيات القرآن الكريم فقط في تفسير أسباب سقوط الأمم أو انهيار الدول .
                وأحب أن أنوه إلى أنني لم أرد الأستاذ القدير مازن أبو فاشا في عجز مشاركتي بالموضوع ، ولكني أردت بذلك الأستاذ الفاضل غسان إخلاصي في مشاركته رقم 12 حيث سألك عن جدوى عرض الموضوع ، وكنت أفضل أن يبقى تعليقي في العموم ، ولكن شاء الله وقدر .
                تحياتي صديقي العزيز فيصل .
                اعتذر منكم أستاذي الفاضل عبد العزيز عيد، فيبدو أن الردود قد اختلطت عليّ، والاعتذار موصول إلى الاستاذ الفاضل مازن أبوفاشا حول هذا اللبس غير المقصود. أما الأستاذ الفاضل غسان إخلاصي فاحترم وجهة نظره وأقدرها تماما، ولا أظنه يمانع بتبادنا للآراء وحرية التفكير.

                وهناك نقطة أستاذي الفاضل عبد العزيز عيد فاتني أن أضعها بردي السابق لحضرتك، وهو أن كثيرا من المفكرين الذين ذهبوا إلى نظرية "انعدام الدولة" في الوطن العربي بناء على حقيقة أننا نعيش "حقبة الاستعمار الثاني" (منذ الاستقلال من الدول الاستعمارية وحتى ثورات الربيع العربي 2011) ومنهم الأستاذ هيكل، إلا إنهم بنفس الوقت لم ينكروا وجود مؤسسات قابلة لأن تكوّن الدولة كاملة الأركان فيما بعد. وأقرب نموذج لوجود بوادر الدولة هو في مصر. فمن الثابت أن الإنجازات النوعية التي حققها محمد علي باشا في أرض الكنانة بعيد زوال الحملة الفرنسية أرست معالم الدولة الحديثة ورسخت وجودها وجعلتها (وهنا الميزة الكبرى) مستقلة عن النظام الذي يحكم البلاد، بمعنى أن الدولة قائمة والنظام زائل. ورغم أن النظام الجمهوري الذي ورث الدولة حاول تطويعها وجعلها متطابقة مع النظام مما تسبب بإشكاليات كبرى، إلا آثار مؤسسات الدولة الراسخة في مصر جعلت البلاد قادرة على إنهاء فترة نظام فاسد حاول أن يقضي على مقومات الدولة من جذورها.

                وكما ذكرت آنفا، لن أتوقف كثيرا عند المسميات، على أهميتها، فالعبرة بالنتيجة التي تؤدي لصلاح أمور البلاد والعباد.

                تقبلي مني أطيب تحية





                تصميم سائد ريان

                تعليق

                • فيصل كريم
                  مـستشار في الترجمة المرئية
                  • 26-09-2011
                  • 386

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة ص . ع . حمد مشاهدة المشاركة
                  نظرة ثاقبة بحق وقلم جد واعي ،
                  لا بد أن يكون للكتاب من القراءة من نصيب في المستقبل ربما إن شاء الله ،
                  قراءة الكتاب هي أغنى عندي من المشاهدة فأين أجده ؟ .

                  تبارك الله و أدام جهدك هذا فانتفعت به الأمة.
                  أهلا بك وحياك الله.

                  إذا كان المقصود هو الكتب المذكورة في حاشية المصادر، فهناك كتاب إدوارد جيبون سقوط الإمبراطورية الرومانية بلغته الأصلية الإنجليزية عبر هذا الرابط من هنا أما الكتب الأخرى من الممكن العثور عليها في خزائن موقع 4shared.com أو في مكتبات إلكترونية مجانية مثل مكتبة المصطفى





                  تصميم سائد ريان

                  تعليق

                  • ص . ع . حمد
                    محظور
                    • 08-03-2012
                    • 61

                    #24
                    ^
                    قد حسبت كمعظم الأعمال السينمائية الأوروبية الضخمة أن الفيلم قد خرج من كتاب ،
                    الرابط الذي وضعت لكتاب إدوارد جيبون يتطلب كلمة مرور و ربما هو متوفر هنا في الـAudiobook
                    لم أتفحصها بعد ..


                    http://www.booksshouldbefree.com/boo...-edward-gibbon
                    التعديل الأخير تم بواسطة ص . ع . حمد; الساعة 30-03-2012, 10:26.

                    تعليق

                    • فيصل كريم
                      مـستشار في الترجمة المرئية
                      • 26-09-2011
                      • 386

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة ص . ع . حمد مشاهدة المشاركة
                      ^
                      قد حسبت كمعظم الأعمال السينمائية الأوروبية الضخمة أن الفيلم قد خرج من كتاب ،
                      الرابط الذي وضعت لكتاب إدوارد جيبون يتطلب كلمة مرور و ربما هو متوفر هنا في الـAudiobook
                      لم أتفحصها بعد ..


                      http://www.booksshouldbefree.com/boo...-edward-gibbon
                      الحقيقة أن الفيلم مبني على تصور درامي معين أشرف عليه من الناحية التاريخية المؤرخ العروف ول ديورانت. والعمل ليس مقتبسا من أي كتاب أو رواية ما. وهو ما ذكرته بصدر الموضوع.

                      أطيب تحية





                      تصميم سائد ريان

                      تعليق

                      • اسلام المصرى
                        عضو أساسي
                        • 16-05-2007
                        • 784

                        #26
                        اخى الكريم الفاضل تسجيل اعجاب بما جمعت ولى عودة اخرى
                        [color=#00008B][size=7][align=center]"واإسلاماه"[/align][/size][/color]

                        [align=center][img]http://www.almolltaqa.com/vb/image.php?u=46&dateline=1179777823[/img][/align]
                        [CENTER][SIZE="5"][COLOR="Black"]دعائكم لى بالشفاء[/COLOR][/SIZE][/CENTER]

                        تعليق

                        • عبد العزيز عيد
                          أديب وكاتب
                          • 07-05-2010
                          • 1005

                          #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة اسلام المصرى مشاهدة المشاركة
                          اخى الكريم الفاضل تسجيل اعجاب بما جمعت ولى عودة اخرى
                          السيد الأستاذ القدير اسلام المصري
                          تشرفت بالمرور على بعض مواضيعك ومشاركاتك بصفة عامة والقانونية بصفة خاصة ، ووجدتك قلما وفكرا رائعا ، لذا أتمنى أن تشارك معنا باستمرار ، وأدعو الله لك بالشفاء ودوام الصحة والعافية .
                          تقبل تحياتي
                          الأحرار يبكون حريتهم ، والعبيد يبكون جلاديهم

                          تعليق

                          • مازن أبوفاشا
                            مستشار سياسي
                            • 16-09-2011
                            • 167

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة فيصل كريم مشاهدة المشاركة
                            تابعت ردكم يا أستاذنا الفاضل مازن أبوفاشا، ويبدو إنه لم يكتمل، فعسى المانع خيرا؟ كلي اهتمام بقراءة بقية الأفكار الثرية التي طرحتها. اعتقد أنك تمتلك خاصية التعديل على المشاركة لاستكمالها، فيرجى استكمال مشاركتك القيمة بنفس الرد إن أمكن.

                            ملحوظة: حاولت مراسلتكم يا أستاذ مازن لكن تبين أن صندوق بريدك ممتلئ.
                            أشكرك جزيل الشكر أخي فيصل لمشاركتك التي وضعتها في الملتقى السياسي وأشكر لك دعائك لي ، وأعتذر عن عدم اكتمال مشاركتي السابقة والتي لا أعرف سبب وجودها على الشكل الذي أدرجت فيه وسأعود إلى أوراقي مرة أخرى كي أعثر على ما كتبته وأعيد نشره بإذن الله



                            إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

                            تعليق

                            • فيصل كريم
                              مـستشار في الترجمة المرئية
                              • 26-09-2011
                              • 386

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة مازن أبوفاشا مشاهدة المشاركة

                              أشكرك جزيل الشكر أخي فيصل لمشاركتك التي وضعتها في الملتقى السياسي وأشكر لك دعائك لي ، وأعتذر عن عدم اكتمال مشاركتي السابقة والتي لا أعرف سبب وجودها على الشكل الذي أدرجت فيه وسأعود إلى أوراقي مرة أخرى كي أعثر على ما كتبته وأعيد نشره بإذن الله
                              حياك الله أستاذنا الفاضل مازن أبو فاشا، ويا سيدي فداك المشاركة والموضوع كله.
                              المهم اطمئنينا على صحتك. فأدام الله عليك نعمته بالعافية والصحة والستر.

                              وتقبل أطيب تحية





                              تصميم سائد ريان

                              تعليق

                              • سعاد عثمان علي
                                نائب ملتقى التاريخ
                                أديبة
                                • 11-06-2009
                                • 3756

                                #30
                                الأستاذ المبدع فيصل كريم
                                حفظه الله ورعاه
                                صدقني لااجد العبارات التي تليق بإبداعك ورقيك
                                -في علم النفس نظرية تقول -أكتب لي -سأقول من انت؟
                                القراءة لك في تلك الترجمات تعود علينا بالفائدة العظمى
                                وليس هنا مجالاً للمجاملة البتة
                                حقيقة-فهذا الموضوع ؛تاريخاً ورجمةً يجعلنا نعايش تاريخ حضارات قد تتوارى وراء الكثير من الأضواء المبهرة
                                والظلمة القاتلة ،مالم يبحث عنها من هو جاد في القراءة ويفرق بين الكتابة ..والكتابة
                                وبالفعل ليس كل من كتب فهو أديب أو معلم
                                وليس كل من ترجم ..يكون قد أحسن الإنتقاء
                                أستاذي فيصل كريم-أهنئك على هذا العمل العملاق والمضيء والمتحدي للأحداث
                                وفقك الله وجعلك في كنف النور والحكمة

                                هذه الدراسة تتجه نحو تبني النظرية القائلة بأن أسباب سقوط الإمبراطوريات الكبرى في التاريخ هي في الغالب نتيجة التفتت الداخلي

                                وضعف بنية الدولة وعدم ثقة الناس بالحكام الجائرين.

                                فمن أبرز أسباب سقوط الدولة كما تبين في النص: انتشار الفساد والفسق والظلم والخروج عن جادة الحق.

                                وانشغال الحكام بالمصالح الخاصة والضيقة، وهي من علامات تفسخ وانحلال الدول واهترائها.

                                وأظهرت الدراسة هذه العوامل التي قوّضت الدولة الرومانية العظيمة، بشكل واضح في ثنايا الشرح وبأمثلة بينة.

                                وتعمق المؤرخون في شرح التفاصيل التاريخية وأبرزهم المؤرخالإنجليزي إدوارد جيبون عبر كتابه الذي ألفه عام 1776 بعنوان

                                The Decline Of The Roman Empire وقد أسهب المؤرخ الإنجليزي الشهير أرنولد توينبي بشرحالأسباب من منظوره الخاص.

                                ويجزم أرنولد توينبي أن تحول الامبراطورية من الشكل الجمهوري إلى الملكي قد أدىإلى تفسخ مؤسساتها واهتراء أجهزتها.

                                كما بين المؤرخون أن محاربة الامبراطورية معتقدات الناس الدينية كان عاملاً فعالاً في تفتيت بنية المجتمع.

                                ويضرب مثلاً في التاريخ على القمع الديني الذي زرع بذرة الانهيار،

                                ((قيام الرومان بعملية قد لا نزال نعاني من تبعاتها حتى اليوم وتتمثل بهدم أو حرقالمعبد الذي بناه الملك هيرودوس لليهود الذين أطلقوا عليه اسم "هيكلسليمان"، وهو ما

                                يشكل "مسمار جحا" المفضل لهم من خلال احتلال القدس))

                                لأن هذه الحروب أوجدت نزاعات استمرت لعقود طويلة

                                ((إن إفساد روما لكل الديانات التي ظهرت على أرضها وكذلك محاربتها لأيدين (بما فيها الإسلام) كان عاملا حاسما لسقوطها بشكل أو بآخر))

                                كما يتبين أن ممارسة القمع والتنكيل بالشعوب في الإمبراطورية عجلت بالسقوط، لأن عدم توفر الحريات شجعت الشعوب على التمرد:

                                ليس للدولة قيمة على الإطلاقإن لم تعمل على احترام الفرد ورعاية حقوقه))

                                أما إذا جنحت الدولة نحو الظلم والاستبداد والفساد، فإنها ساقطة بزمن عاجل غير آجل.
                                ثلاث يعز الصبر عند حلولها
                                ويذهل عنها عقل كل لبيب
                                خروج إضطرارمن بلاد يحبها
                                وفرقة اخوان وفقد حبيب

                                زهيربن أبي سلمى​

                                تعليق

                                يعمل...
                                X