رماد حلمٍ ... / إيمان الدرع /

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    رماد حلمٍ ... / إيمان الدرع /

    رماد حلمٍ

    كدتُ أمزّق قميص ولدي، وأنا أجذبه بفظاظةٍ، أؤرجحه بقوّةٍ، وقد صاربين يدي ، كعصفورٍ مضطربٍ، مستسلمٍ بحيرةٍ لنوبة غضبي.

    ـــ قل لي: أين هو ؟؟؟ لمَ تركته يمشي؟؟ ( وأنا أفرك الأوراق الماليّة بقهرٍ بين أصابعي)

    ـــ لا أدري أبي، أصرّ على الخروج دون انتظارك، عييت به ولم يستجب لي.

    لحقت به، رأيت طيفاً رقيقاً، محنيّ الجذع، يندسّ على عجلٍ بين ركاب الحافلة، ويغوص بين الزحام.

    ويحي من نفسي، من هذا الزمان، من عمرٍ يتعملق فيه اللبلاب، ويغيب الصفصاف، متقوقعاً في جذره

    في مقهى ( الهافانا) المطلّ بواجهته الزجاجيّة، العريضة، على شارع الفردوس، التقيته، يتعثّر بحقيبته، عرفته من مشيته التي يشوبها عرج بسيط، يتغلّب عليه، بثبات خطوته، وبرأسه المرفوع ،وبقسمات وجهه المريحة، التي ارتدتْ جميع خطوط الزمن، طولها ، وعرضها.

    معطفه الشتويّ السميك، يحمل رطوبة المطر، الممزوجة برائحة تبغ قديمة،تعشّقتْ في خيوطه.

    أطبق مظلّته، ينفض عنها ماعلق بها من خيوط السماء المبتلّة،وانتحى جانباً، على طاولةٍ ، أفسحتْ لي الفرصة أن أتأمّله أكثر.

    لمحتُ شعره الأشيب ، وهو يرفع القبّعة الجلديّة عن رأسه، ويمسح نظّارته من غبش الجو المعكّر، أعرف عينيه، يا إلهي كم هما منتفختان،مكدودتان،تسحّان قهراً، وشروداً.

    اقتربتُ منه أصافحه، بقبضةٍ تتبتّل، في حضرة الهيبة، والوقار.

    ـــــ أستاذ أحمد هل تأذن لي بالجلوس ..( وأنا أسحب الكرسي نحوي) أنا تلميذك حسام من مدرسة/ جودت الهاشميّ / منذ عشرة أعوامٍ،أتذكرني ؟؟؟؟

    أغمض عينيه لبرهةٍ ، اعتصر ذاكرته، لست أدري إن تذكّرني حقّاً، أم لا، فالكبير لا يشعرك بأنك غبت عن باله، ولو خانته الذاكرة، ثم انفرجتْ أساريره،وكرّر مصافحته معانقاً: ـــ العتب على النظر يا بني.

    ومع تصاعد رائحة القهوة الشهيّة الساخنة، وسحب الدخان، والنراجيل، وهمهمات الأصوات، التي تنفلت عنها بين لحظة وأخرى ضحكات، تطلق عنانها، ثمّ تلتفّ بخجلٍ من جديدٍ، كتهمةٍ مارقةٍ، رحتُ أبادله الحديث، ألملم عن كاهله شعث الزمن، أروي له حكايا قديمة عنه تشهد على رسوخه بأرواحنا، كقامة لاتنسى، وهو ينصت لي بفرحٍ يعطيه دفقةً، من دفءهاربٍ ، عن صرحٍ بات مهدّداً بالهدم.

    حملتُ عنه الحقيبة غصباً، ونحن نهمّ بالخروج :

    ـــ ثقيلة هي يا أستاذي ،مابها ؟؟

    تنهّد بعمقٍ ــــ إيييه .. دنيا ، لا عليك ياولدي، ماذا أقول ؟؟ ـــ وأشار بيده إلى المكان المكتظّ بالمكتبات ــ درتُ بكتبي اللغويّة التي قمتُ بتأليفها للناشئة ــ على الصّفين ـ البعض اعتذر بلطفٍ مشفقاً على كهولتي، والبعض الآخر، وضع لي شروطاً تعجيزيّةً، تقتنص تعبي،وتستبيح سنين العمر، وعصارة الفكر،بثمنٍ بخسٍ، وآخرون لم يلتفتوا إليّ ولو بطرفة عينٍ، تشاغلوا عني، يغوصون بين أكداس الكتب، وفواتيرها، يطلبون على عجلٍ بعض روايات مطلوبة بقوّة، بدلاً من التي نفد منها ، بسرعة الريح، ثم تبسّم بمرارةٍ، برقتْ في عينيه كغيمة مكتومة الغيث:

    إليك هذه العيّنة من الروايات: (قبلات محروقة، امرأة في قفص الفهود،جسدٌ بين جدران تحترق) حُقّ لها أن تتصدّرواجهات المكتبات، أليس كذلك؟

    أطرقتُ ساهماً، وقد انتقل نصل وجعه إلى قلبي، وأنا أقلّه بسيارتي إلى داره، أشيّعه بنظري وقد اعتراني الحزن، والأسى،ممتزجاً بطعم جحودٍ كبيرٍ ، وإن كنت لستُ أنا المتسبّب به.

    أيّام قلائل، كنت عنده، أزفّ له البشرى، أدّعي أنّ ثمّة مصادرـ اختلقتها بإتقانٍ ـ يلزمها تلك المراجع الهامّة، من مؤلّفاته ..

    طار من الفرح، كطفلٍ صغيرٍ، وهو يروح، ويجيء، يصفّف الكتب في علبة ٍكرتونيّة، أودعها برفقٍ فيض أنامله المكدودة، وعقله، وحروفه التي كادتْ تموت في السكتة الورقيّة ، المنسيّة.

    لم أشعر بالسعادة، كما حملتها معي الآن، وأنا أودّعه، أشدّ على يده المعروقة، النحيلة .

    جاء ليشكرني في زيارةٍ مفاجئةٍ، ولغبائي، نسيت كتبه كما هي في العلبة التي غلّفها بنفسه، وقد طمأنته بأنها وزّعتْ، وصار قطوفها عند من تلزمه، وكما يحبّ.

    أبى شموخه الانكسار على عتبة الحياة القاسية، التي أطفأ ترابها الأسود شموع عينيه، وبصماته.

    أعاد لي المبلغ، رغم حاجته إليه، رغم بساطة بيته، ورقّة حاله، رغم الأمراض التي تأكل جسده الهزيل.

    لا أولاد عنده يدقّون باب بيته، ولا أصحاب يذكرونه، وقد رحل منهم من رحل، وشتاء العمر لا يرحم.

    كنت أتلعثم أمامه، كطفلٍ مذنبٍ، وأنا أبرّر له الموقف، ترفّق بي، يدفع بقلبه الكبيرإليّ مع حروفه التي جاهد في تماسكها:

    ــــ الذنب ليس ذنبك يا ولدي، هي الحياة، لا تحمّل نفسك فوق طاقتها،أقدّر ما فعلته من أجلي، ولكن ...لا أحتمل .. تلك المقايضة، أتعبتني، وأثقلتْ على روحي.

    كتبي هي أولادي من بعدي، ستنبت سنابلَ، ومطراً، وزهراً، لن تموت، فحياتنا يا ولدي بدأت بكلمة، وستنتهي بكلمة.

    أوصيك ..إن متّ فانثر باقة وردٍ على مثواي، تلك التي حلمت بها أن تمنح لي في حياتي، على المنبر ، أمامكم، أنتم أبنائي، انتظرتها طويلاً، ما طلبتُ غيرها، أرأيت يا ولدي خديعة أحلامنا !!؟؟ كم هي باهظة ، وعصيّة !!؟؟

    غادرته ترشح من خطواتي أنّات عينيه ، وهطلهما، التفتّ ورائي، رأيت ضباباً يلتهم جدران بيته، وأنواراً تنطفئ تباعاً من نوافذه،حتى استحال إلى عتمة حلمٍ، بلون باقة ورد، نُثرتْ على رخامه البارد.

    ***** ***** ****

    صباح 5/4/ 2012

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود
  • مالكة حبرشيد
    رئيس ملتقى فرعي
    • 28-03-2011
    • 4544

    #2
    هو الكاتب تقوس ظهره فوق المكتب وهو يجد ويجتهد ليقدم للناشئة
    عصارة تجربته ..وما اكتسبه من علم في هذه الحياة المريرة
    لم يلهث خلف ربح ..ولا همه ارتقاء سلالم المجد
    هو المثقف يذوي بين دروب الحياة ...بسبب المعرفة وما اوتي من العلم
    احيانا يكون الجهل نعمة تحمينا من الارتطام على صخور الرفض والتحدي
    خصوصا في زمن فقد فيه الكتاب قيمته في زحمة ما منحتنا التكنولوجيا
    من ديناميكية الحوار ...وزخم الافكار ..وزحام الاشكال والالوان

    كنت اهم بالخروج حين لمحت هذه الرائعة وعليها اسم القاصة القدير
    ايمان الدرع التي تعرف كيف تستدرج القاريء لتعيد للكلمة مجدها الضائع
    شكري غاليتي على ما منحتنا هنا من متعة وان كان الحزن سيد الموقف

    تعليق

    • كريم قاسم
      أديب وكاتب
      • 03-04-2012
      • 732

      #3
      ايمان ... قصتك فيها من المعني حياة ... و من جمال صف الكلمات متعة ..
      احب هذا النوع من القصص التى تتطرق الى موضوع انساني واضح و تكون فيها الوصوف جلية مع بلاغة فى الكلمة ...
      و في هذا المعني كتبت عن انطواء سنوات العمر نصا :

      انطوت سنة اخري من العمر ...

      اسعدتني و احزنتني بحلو و مر ...

      وكل سنة تحفر في وجهي ممر ...

      و انظر الى ذاك الشيخ و تلك العجوز ...

      فاراني فى مرءآة القدر ...

      و مازلت غريب الدار لا اجد مستقر ...

      اربعون عاما ترحال و سفر ...

      سئمت البغي و ظلم البشر ...

      مللت اقصاء القوم لان لي وجهة نظر ...

      حتى اذا وجدت في عينيك الوطن ...

      جعلوا بيننا حواجز و جدر ...

      قالوا غريب الدار ليس لك قبيلة و انت لدينا محتقر ...

      لا تقترب ... فالغرباء لدينا ليس لهم وزن هنا ...

      و سيصبهم منا اذا اقتربوا ما فيه مزدجر ...

      تبا لكم الا تخافون ان يصيبكم مس من سقر ...

      تعليق

      • ريما ريماوي
        عضو الملتقى
        • 07-05-2011
        • 8501

        #4
        رائعة انت أستاذة إيمان في كل ما تكتبين...

        والكتاب هدفهم أن يتركوا أثرا ينم عنهم,,,
        وقلة منهم من يتميزون في حياتهم وتقدم
        لهم طاقات الزهور, والكثير يعرفون بعد
        فنائهم وموتهم, المهم كلمتهم موجودة....

        كتبت هنا عن طموح كل كاتب, ومع الأسف
        عهد المطالعة وحب القراءة لم يعد مثلما كان,

        استمتعت هنا معك وحزنت على ذلك الأستاذ
        الكاتب, وقد تخيلت البعض منا مكانه...

        شكرا لك من القلب, تحيتي واحترامي وتقديري.


        أنين ناي
        يبث الحنين لأصله
        غصن مورّق صغير.

        تعليق

        • آسيا رحاحليه
          أديب وكاتب
          • 08-09-2009
          • 7182

          #5
          كتبي هي أولادي من بعدي، ستنبت سنابلاً ، ومطراً، وزهراً، لن تموت، فحياتنا يا ولدي بدأت بكلمة، وستنتهي بكلمة.

          أثرت أشجاني بهذه القصة عزيزتي إيمان .
          أي قدر يتربّص بالمبدعين حقا
          في هذا الزمن الذي تناسلت فيه التفاهة ؟
          تحيّتي لقلمك و مزيدا من الإبداع عزيزتي.

          يظن الناس بي خيرا و إنّي
          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

          تعليق

          • نجاح عيسى
            أديب وكاتب
            • 08-02-2011
            • 3967

            #6
            يييييييياه يا ايمان كم كنتِ رائعة هنا كما دائما ..
            كلماتك تبحث عن أدق عصب في الإحساس لتمسّهُ بهذا القلم المبدع ..
            صدقيني فاضت عيني بالدموع ..وأنا أقرأ
            كم من مبدعٍ ...استاذٍ ..مُرَبَ ومعلم خُتمت حياته بختم الجحود ..وطواه النسيان
            سيرةً وكياناُ ...قبل موتهِ بسنين بمجرد وصوله الى سن التقاعد ...
            كثيرة تلك النماّذج التي كان هذا مصيرها بعد أن كانت منارات عِلمٍ ...وصروح معرفة ..
            مثلهُ كانت مدرسة الفيزياء في عهد دراستي الإعدادية ..شباب وجمال وثقة بالنفس ..
            وعلم ودراية وثقافة ...وذكاء كانت في بداية الآربعينات من عمرها تتدفق حياة ..وحيوية
            اليوم اصادفها في شوارع رام الله احياناً، متهدلة القامة ..تجرجر خطواتها بتثاقل
            تنظر الى ألارض قرب خطاها كأنها تخشى التعثر ,,,تبدو وحيدة ماديا ومعنوياً ...
            القيتُ عليها التحية مرة ..فاستغربت وظنت انني ارثي لها واعرض المساعده عليها ...
            سلمت يداك ...اثرت لواعجنا بهذا النص المبدع المتميز ...
            تحياتي لهذا الآلق الممتع

            تعليق

            • بيان محمد خير الدرع
              أديب وكاتب
              • 01-03-2010
              • 851

              #7
              أستاذتي القديرة الحبيبة إيمان
              مقهى الهافانا ؟؟ المطل على شارع الفردوس ؟ لو كانت جدرانه تنطق لأخبرتنا عن أرواح عمالقة الأدب و الشعر و الثقافة التي كنت ترتاده رغم مظهره المتواضع كانت طاقة الإبداع تفور فيه كنبع يسكب شلال ألق و جمال روحي .. كم تحلق أدباؤنا في جلسات و حوارات بثوا فيها شجونهم و قرأوا الشعر و تضاحكوا ساخرين من الحزن هذا المارد الأرعن الذي يقطن قلب كل ذي إحساس عال .. وكم فلسفوا الحياة كل برؤيته .. أقطاب الأدب في بلدنا كان هذا المقهى جنتهم الصغيرة .. ياااااه كم أنت متمكنة و قادرة في التغلغل بأدق التفاصيل و إعطاءها نبضا لتصبح حاضرة أمامي كيف كانوا يحتسون الشاي و رائحة السجائر و النراجيل فليس للأديب الفذ سوى أن يحترق و يحرق أنفاسه بها .. لا لشيئ فقط لإنه يكون بحالة قلق دائم و شعور ذاتي بأن لا أحدا يفهمه كل هذا بسبب حالة مبهمة ترتاده بين الفينة و الآخرى لتتفجر إبداعا .. فاللأديب في كل شيئ مذاق آخر من الحزن للفرح لكل تفاصيل االحياة و من سمته التناقض يعشق الوحدة و الإنزواء و ترعبه أحيانا أخرى فينطلق إلى الشارع و تحمله قدماه إلى ذاك المقهى
              أستاذتي كم أذهلني وصفك لشخصية البطل في قصتك بدءا من وجهه حتى معطفه الممزوج برائحة التبغ العتيقة .. ونهاية القصة المؤلمة كانت من لب واقع تلك الشريحة المتفردة في مجتمعنا و التي أشبهها بالجندي المجهول .. كالملائكة .. كالسراج يحترق و يذوي .. و لكنهم لا يرحلوا إلا و بصمتهم موشومة على جدار الزمن .. ها نحن ذا نذكر أطيافهم بقاماتها و مقامها الرفيع ..
              رائعة أنت إيمان رائعة شامخة كشموخ قاسيون دافقة المشاعر و النبل كبردى في نيسان ..
              دمت لي حبيبتي .. تقديري
              التعديل الأخير تم بواسطة بيان محمد خير الدرع; الساعة 05-04-2012, 13:12.

              تعليق

              • إيمان الدرع
                نائب ملتقى القصة
                • 09-02-2010
                • 3576

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة مالكة حبرشيد مشاهدة المشاركة
                هو الكاتب تقوس ظهره فوق المكتب وهو يجد ويجتهد ليقدم للناشئة

                عصارة تجربته ..وما اكتسبه من علم في هذه الحياة المريرة
                لم يلهث خلف ربح ..ولا همه ارتقاء سلالم المجد
                هو المثقف يذوي بين دروب الحياة ...بسبب المعرفة وما اوتي من العلم
                احيانا يكون الجهل نعمة تحمينا من الارتطام على صخور الرفض والتحدي
                خصوصا في زمن فقد فيه الكتاب قيمته في زحمة ما منحتنا التكنولوجيا
                من ديناميكية الحوار ...وزخم الافكار ..وزحام الاشكال والالوان

                كنت اهم بالخروج حين لمحت هذه الرائعة وعليها اسم القاصة القدير
                ايمان الدرع التي تعرف كيف تستدرج القاريء لتعيد للكلمة مجدها الضائع

                شكري غاليتي على ما منحتنا هنا من متعة وان كان الحزن سيد الموقف
                غاليتي مالكة:
                وسيبقى الحزن هو سيّد الموقف
                طالما الإنسانيّة تشيح بوجهها عن المبدعين الحقيقيين..لقلّة ذات يدهم، ولزهدهم بالأضواء، ولعفّة أنفسهم.
                وتحتضن المتلوّنين، الخواء، المتنفعين، أصحاب الوساطة، والمناصب.
                أجل أيتها الأديبة المقتدرة..
                ترى كم باقة وردٍ تلزم من تنطبق عليه مجريات هذه القصّة ؟؟؟
                شكراً لحضورك الغنيّ ، ورؤيتك الواعية، الناضجة، التي تتميّزين بها.
                حيّاااااااااااكِ.

                تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                تعليق

                • إيمان الدرع
                  نائب ملتقى القصة
                  • 09-02-2010
                  • 3576

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة كريم قاسم مشاهدة المشاركة
                  ايمان ... قصتك فيها من المعني حياة ... و من جمال صف الكلمات متعة ..
                  احب هذا النوع من القصص التى تتطرق الى موضوع انساني واضح و تكون فيها الوصوف جلية مع بلاغة فى الكلمة ...
                  و في هذا المعني كتبت عن انطواء سنوات العمر نصا :

                  انطوت سنة اخري من العمر ...

                  اسعدتني و احزنتني بحلو و مر ...

                  وكل سنة تحفر في وجهي ممر ...

                  و انظر الى ذاك الشيخ و تلك العجوز ...

                  فاراني فى مرءآة القدر ...

                  و مازلت غريب الدار لا اجد مستقر ...

                  اربعون عاما ترحال و سفر ...

                  سئمت البغي و ظلم البشر ...

                  مللت اقصاء القوم لان لي وجهة نظر ...

                  حتى اذا وجدت في عينيك الوطن ...

                  جعلوا بيننا حواجز و جدر ...

                  قالوا غريب الدار ليس لك قبيلة و انت لدينا محتقر ...

                  لا تقترب ... فالغرباء لدينا ليس لهم وزن هنا ...

                  و سيصبهم منا اذا اقتربوا ما فيه مزدجر ...

                  تبا لكم الا تخافون ان يصيبكم مس من سقر ...
                  الزميل القدير: كريم قاسم
                  أشكر لك رأيك، وإعجابك بالنصّ..
                  فهذا مبعث فخري بكم، وسعادتي بآرائكم..
                  كانت القصيدة لوحة رائعة
                  أكملت أبعاد القصّة، وأغنتها..
                  ورسمت منعرجات الزمن ..
                  عند كل حسرةٍ تصدر عن قلبٍ متألّم..
                  سلمت يداك أخي الكريم..
                  ممتنّة لك حتى أبعد مدى..
                  حيّاااااااااكَ.

                  تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                  تعليق

                  • إيمان الدرع
                    نائب ملتقى القصة
                    • 09-02-2010
                    • 3576

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                    كتبي هي أولادي من بعدي، ستنبت سنابلاً ، ومطراً، وزهراً، لن تموت، فحياتنا يا ولدي بدأت بكلمة، وستنتهي بكلمة.

                    أثرت أشجاني بهذه القصة عزيزتي إيمان .
                    أي قدر يتربّص بالمبدعين حقا
                    في هذا الزمن الذي تناسلت فيه التفاهة ؟
                    تحيّتي لقلمك و مزيدا من الإبداع عزيزتي.





                    شكراً على مرورك الألق أختي آسيا..
                    في الحقيقة ..هي حسرة
                    يشعر بها الأديب، المثقّف المربّي ، كلما توغّل بالحياة
                    وشاهد قبح وجهها
                    في عيون من رحل بصمتٍ
                    دافناً معه، طموحاته، مشاريع لم تكتمل، وبضع أمانٍ راوحتْ في مكانها..
                    وعلى الجانب الآخر، غصّة كبيرة، عندما يتصدّر المجالس، والأضواء، أنصاف المثقفّين..
                    سعيدة بك أيتها الاديبة المبدعة..
                    حيّااااااااااكِ.

                    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                    تعليق

                    • دينا نبيل
                      أديبة وناقدة
                      • 03-07-2011
                      • 732

                      #11
                      أستاذتي ومعلمتي القديرة ..

                      أ / إيمان الدرع ..

                      كم أثارت هذه القصة فيّ من شجون! ..

                      هكذا هو مصير المعلم .. والذي أراه أشبه بالوالد

                      يظل يعطي الكثير ويتقدّ كالشمعة ليعطي أولاده نور العلم .. ثم يكون مصيره هكذا إلا ما ندر..

                      متروكا مهملا ينساه أبناؤه بل وأحيانا يتجاهلونه .. !

                      ما أشد الجفاء ونكران الجميل والتنكر للمعروف !

                      أين الناس من مكانة المعلم وقد قال فيه شوقي قديما :

                      قم للمعلم وفّه التبجيلا ** كاد المعلم أن يكون رسولا

                      الخاتمة كانت حزينة مؤلمة جدا .. ولكن هي الحياة بمرّها .. لا ينال الإنسان دائما كل ما يتمنى !
                      فتنقلب أحلامه رماداً متناثرا على أوراقه بعد أن احترقت شمعته ..

                      تقديري لقلمك الرائع الانسياب أستاذتي ..

                      تحياتي

                      تعليق

                      • إيمان الدرع
                        نائب ملتقى القصة
                        • 09-02-2010
                        • 3576

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                        رائعة انت أستاذة إيمان في كل ما تكتبين...

                        والكتاب هدفهم أن يتركوا أثرا ينم عنهم,,,
                        وقلة منهم من يتميزون في حياتهم وتقدم
                        لهم طاقات الزهور, والكثير يعرفون بعد
                        فنائهم وموتهم, المهم كلمتهم موجودة....

                        كتبت هنا عن طموح كل كاتب, ومع الأسف
                        عهد المطالعة وحب القراءة لم يعد مثلما كان,

                        استمتعت هنا معك وحزنت على ذلك الأستاذ
                        الكاتب, وقد تخيلت البعض منا مكانه...

                        شكرا لك من القلب, تحيتي واحترامي وتقديري.
                        ريما الغالية:
                        الأروع هو مرورك العطر
                        مكاشفتك النصّ بعيون واعية
                        وفطرتك الطيبة ، السليمة
                        التي تجنح دائماً ، وتميل
                        نحو كلّ شيءٍ إيجابيّ ..
                        له هدف، ومعنى، وقيمة.
                        للأسف ريما..
                        هذه الصورة المؤلمة، موجودة بكثرةٍ في مجتمعاتنا العربيّة
                        وكم من أحلامٍ للمثقفين ضاعت على أرصفة الزمن..
                        ورحلوا بصمتٍ، واغترابٍ !!!
                        حيّااااااك أديبتنا الذكيّة.

                        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                        تعليق

                        • محمد زكريا
                          أديب وكاتب
                          • 15-12-2009
                          • 2289

                          #13
                          ثم تبسّم بمرارةٍ، برقتْ في عينيه كغيمة مكتومة الغيث:

                          إليك هذه العيّنة من الروايات: (قبلات محروقة، امرأة في قفص الفهود،جسدٌ بين جدران تحترق) حُقّ لها أن تتصدّرواجهات المكتبات، أليس كذلك؟
                          __________


                          لاغرابةَ حقاً
                          إنهُ زمن التلوث السمعي والبصري والفكري أيضاً
                          فسبب التلوث لم يعد حكراً على مداخنِ المصانع ..ولم تعد هذهِ الكلمة حكراً لحزننا على الطبيعةِ الجميلة
                          ثمة تلوث سمعي وبصري ...والأبشع من كل ذلك ((التلوث الاجتماعي ))

                          فحين تُوسَّدُ الأمور لغير أهلها ...
                          سنعيش مع حرف الامتناعِ لامتناع ،مرتقبن الساعة ،،
                          غارقين بمستنقعِ التلوث الاجتماعي اللاخلاقي حيث قانون الغابِ فقط
                          \\
                          أكره حروف التمني ..وأكرهُ \ لو \ أكثر ..
                          كثيراً ماحدثتُ نفسي أن كرهي لهُ مجردُ علةٍ أمتطيها لأبرر كل فشلٍ ذقتهُ في الحياة
                          فكثيراً ومانسمعُ ونقرأ أن لايأس مع الحياة ... وأن سبب التراجع في طموحاتنا يعودُ لأنفسنا وخذلان اصرارنا لنا
                          ولكن الواقع البغيض المؤلم يجعلنا نعيد حساباتنا فيما يخص هذهِ الحكمة
                          فحقاً وصدقاً ويقيناً ..إن ثمة من لايصلحُ حرفهُ وفكرهُ ومستواهُ لأكثر من بوابٍ على باب مدرسة ابتدائية ...
                          نجدهُ الفطحل الذي يُنادى بمكرماتهِ وأفكارهِ وكتاباتهِ ((قدسّ الله سرَّه العزيز ))
                          فيما نجدُ عباقرةً بكل معنى الكلمة ..يتوسدون أرصفةَ الضياع متذوقين ظلم المجتمعِ بأبشعِ أنواعه
                          رحم اللهُ نزار قباني إذ قال
                          في عصر زيت الكاز يطلب شاعرٌ ثوباً وترفل بالحرير قحابُ
                          \\
                          واقعٌ ساخرٌ مؤلمٌ حقاً

                          \\
                          أستاذتنا الغالية والقديرة \ إيمان
                          لامستِ نبضَ الألم الذي يعتري كثيرا ممن يشبهُ هذا الرجل ...وبكل جدارة
                          رأيتهُ أمامي ..نظارتهُ ..معطفهُ ..حقيبتهُ ..انحناء ظهرهِ...
                          كأنني أرقبهُ بصمتُ ..يجلس هو على كرسي من خيزران في الهافانا ...
                          أجلس مقابلهُ أحتسي قهوتي وسيجارتي بصمتٍ وأنا أقرؤهُ من خلال سطورك
                          \\
                          خالص مودتي وتقديري




                          نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
                          ولاأقمار الفضاء
                          .


                          https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

                          تعليق

                          • إيمان الدرع
                            نائب ملتقى القصة
                            • 09-02-2010
                            • 3576

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة نجاح عيسى مشاهدة المشاركة
                            يييييييياه يا ايمان كم كنتِ رائعة هنا كما دائما ..
                            كلماتك تبحث عن أدق عصب في الإحساس لتمسّهُ بهذا القلم المبدع ..
                            صدقيني فاضت عيني بالدموع ..وأنا أقرأ
                            كم من مبدعٍ ...استاذٍ ..مُرَبَ ومعلم خُتمت حياته بختم الجحود ..وطواه النسيان
                            سيرةً وكياناُ ...قبل موتهِ بسنين بمجرد وصوله الى سن التقاعد ...
                            كثيرة تلك النماّذج التي كان هذا مصيرها بعد أن كانت منارات عِلمٍ ...وصروح معرفة ..
                            مثلهُ كانت مدرسة الفيزياء في عهد دراستي الإعدادية ..شباب وجمال وثقة بالنفس ..
                            وعلم ودراية وثقافة ...وذكاء كانت في بداية الآربعينات من عمرها تتدفق حياة ..وحيوية
                            اليوم اصادفها في شوارع رام الله احياناً، متهدلة القامة ..تجرجر خطواتها بتثاقل
                            تنظر الى ألارض قرب خطاها كأنها تخشى التعثر ,,,تبدو وحيدة ماديا ومعنوياً ...
                            القيتُ عليها التحية مرة ..فاستغربت وظنت انني ارثي لها واعرض المساعده عليها ...
                            سلمت يداك ...اثرت لواعجنا بهذا النص المبدع المتميز ...
                            تحياتي لهذا الآلق الممتع
                            سلامة قلبك نجاح
                            أيتها الرقيقة، الودودة، الرائعة..
                            هي صورة مؤلمة
                            أردت من خلالها استصراخ الضمائر التي نامت عن هذه الشرائح المعذبة
                            التي لاتملك إلا أقلامها، وفكرها..وأحلامها، وعفّة نفسها..
                            ليس لديها ما يمتلكه المتنفّذون، أو الذين يجيدون سياسة التلميع، والتطبيل، والمداهنة، والسعي للأضواء.
                            مفارقة صعبة
                            والمثال الذي أوردته عن مدرسة الفيزياء..خير شاهد على ذلك.
                            شكراً لك، ولعبق حضورك.

                            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                            تعليق

                            • إيمان الدرع
                              نائب ملتقى القصة
                              • 09-02-2010
                              • 3576

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة بيان محمد خير الدرع مشاهدة المشاركة
                              أستاذتي القديرة الحبيبة إيمان
                              مقهى الهافانا ؟؟ المطل على شارع الفردوس ؟ لو كانت جدرانه تنطق لأخبرتنا عن أرواح عمالقة الأدب و الشعر و الثقافة التي كنت ترتاده رغم مظهره المتواضع كانت طاقة الإبداع تفور فيه كنبع يسكب شلال ألق و جمال روحي .. كم تحلق أدباؤنا في جلسات و حوارات بثوا فيها شجونهم و قرأوا الشعر و تضاحكوا ساخرين من الحزن هذا المارد الأرعن الذي يقطن قلب كل ذي إحساس عال .. وكم فلسفوا الحياة كل برؤيته .. أقطاب الأدب في بلدنا كان هذا المقهى جنتهم الصغيرة .. ياااااه كم أنت متمكنة و قادرة في التغلغل بأدق التفاصيل و إعطاءها نبضا لتصبح حاضرة أمامي كيف كانوا يحتسون الشاي و رائحة السجائر و النراجيل فليس للأديب الفذ سوى أن يحترق و يحرق أنفاسه بها .. لا لشيئ فقط لإنه يكون بحالة قلق دائم و شعور ذاتي بأن لا أحدا يفهمه كل هذا بسبب حالة مبهمة ترتاده بين الفينة و الآخرى لتتفجر إبداعا .. فاللأديب في كل شيئ مذاق آخر من الحزن للفرح لكل تفاصيل االحياة و من سمته التناقض يعشق الوحدة و الإنزواء و ترعبه أحيانا أخرى فينطلق إلى الشارع و تحمله قدماه إلى ذاك المقهى
                              أستاذتي كم أذهلني وصفك لشخصية البطل في قصتك بدءا من وجهه حتى معطفه الممزوج برائحة التبغ العتيقة .. ونهاية القصة المؤلمة كانت من لب واقع تلك الشريحة المتفردة في مجتمعنا و التي أشبهها بالجندي المجهول .. كالملائكة .. كالسراج يحترق و يذوي .. و لكنهم لا يرحلوا إلا و بصمتهم موشومة على جدار الزمن .. ها نحن ذا نذكر أطيافهم بقاماتها و مقامها الرفيع ..
                              رائعة أنت إيمان رائعة شامخة كشموخ قاسيون دافقة المشاعر و النبل كبردى في نيسان ..
                              دمت لي حبيبتي .. تقديري
                              حبيبتي بيان:
                              إذن ..لم يغب عن بالك مقهى / الهافانا/ المطلّ على شارع الفردوس!!!
                              والأدباء، والشعراء، الذين مرّت صورهم بحياتنا ..منهم من غيّبه الزمان وهو على قيد الحياة
                              ومنهم من رحل، ولم يخلّف إلا دمعة ترسم على خدّ الزمن ألف سؤال،وسؤال..
                              هل تذكرين الأستاذ الشاعر / مصطفى البدوي / ؟؟؟
                              هل نستطيع أن ننسى قوة بيانه وأشعاره؟؟
                              أغنيات كثيرة..من تأليفه كانت..
                              من يذكره الآن، من يعرفه، أين دواوينه وقصائده..؟؟
                              مات مغموراً ، تنقّل في وظائف متعدّدة بحثاً عن لقمة العيش.
                              كان زاهداً بالألقاب، والأضواء لأنه أقوى منها..
                              ولم يقدّره، أو يأخذ بيده ، أو يكرمه أحد..
                              أيضاً الأستاذ أحمد الخوص..تعرفينه جيداً بيان ..
                              له أكثر من خمسن مؤلّفاً في قواعد اللغة،والنحو، والإملاء، والإنشاء/ في تبسيط اللغة للناشئين، وللصغار..
                              شيء فظيع بيان، دموعه أحرقت قلبي في زيارته الأخيرة لنا..
                              يشكو معاناته ، ووضع الأحجار في دربه، ومحاصرة إبداعه، تصوّري هو في السبعين من عمره، وقد هدّه المرض،وصعوبة الحركة، والتنقّل.
                              يحتاج بنفسه أن يلفّ ويدور على المدارس،والمكتبات، و.و ..لينشر كتبه..ويوزع معظمها إهداءات ..من دخله البسيط الذي بالكاد يكفيه..
                              الحديث يطول حبيبتي بنبون..والمواجع كثيرة..
                              بيان أتمنى عليك لو ترسلين بعض القصائد للأستاذ مصطفى ..فبي شوق إلى روعة حروفه..
                              ما أسعدني بك ياغالية!! دمتِ بفرحٍ ، وسعادةٍ.

                              تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                              تعليق

                              يعمل...
                              X