حَلقةٌ مُفْرَغةٌ / دينا نبيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دينا نبيل
    أديبة وناقدة
    • 03-07-2011
    • 732

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة منار يوسف مشاهدة المشاركة
    عين العدسة .. صادقة و نافذة
    حين تلتقط الحدث .. لحظة وقوعه
    لتصبح دليل يعول عليه
    أكثر من الكلمات و الأقوال المرسلة التي تتأثر بأفكار و معتنقات أصحابها
    لتصبح العدسة صياد ماهر و الحدث هو الطريدة
    أحسنت دينا الغالية
    حين نقلتي لنا المشهد بحرفية
    شعرت أني أشاهد الحدث و تفاصيله عن كثب
    إن أكثر القصص تأثيرا و براعة
    هي تلك التي تنقلك داخل المشهد فترى و تشعر و تتأثر
    كما أن الخاتمة كانت مفاجئة
    حين تغير الوضع
    ليصبح الناقل أو المصور .. داخل الصورة و ليس خارجها
    لندور في حلقة مفرغة
    بتكرار القصة في هذا الواقع المحزن الزاخر بالمشاهد الموجعة
    رائعة دينا
    أحسنت كعادتك

    الحبيبة منار يوسف ..

    جميل مرورك له بصمة في تعليقك الصريح الشفيف ..

    وصدقتي غاليتي .. إن عدسة الكاميرا أبلغ من الكثير من الخطب والكتب .. بشرط أن يمتلك من يمسك بها ( الضمير ) اللازم للتصوير الحقيقي !

    ربما حاولت هنا أن أجسد التصوير الفوتوغرافي عبر الكلمات .. كتقنية جديدة أحاول أعتمادها هنا .. أتمنى أن تكون جيدة

    لك كل التقدير على تفاعلك الراقي كما أعهد

    تحياتي

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #17
      ما بين الحكاية القديمة و تلك الرحى
      حلقة تكاد تكون مفرغة
      كدوامة ندور رحاها
      و كأننا لا نتعلم .. و لا نرى جيدا
      ما كان و ماكان يجب الآن

      المشهد هو هو .. أو يكاد
      الوجع و الدم و الأشلاء .. هي هي
      رغم البون الشاسع في الزمن و طبيعة المكان
      لكنهما يتشابهان .. يتطابقان
      و أن ما عد انتصارا و نهاية لجريمة
      لم يكن سوى بداية لجريمة أخرى !!


      سوف أعبر إلي هنا لأرى مرة أخرى
      فأرجو ألا أكون ضيفا مرغوبا فيه !

      تقديري
      sigpic

      تعليق

      • دينا نبيل
        أديبة وناقدة
        • 03-07-2011
        • 732

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
        احب النصوص التي تجبرني على العودة إليها أكثر من مرّة .
        معنى ذلك أنّ فيها ما يشدّ .
        و تلك نصوصك عموما عزيزتي دينا .
        أبدعت هنا .
        مودّتي .
        غاليتي أ / آسيا رحاحلية ..

        تقديري لمرورك الجميل وقراءتك ما أكتب

        كم يهمّني رأيك .. فأنت كاتبة قديرة أتعلم منها الكثير كلما قرأت لها

        تسلمي أيتها الغالية

        تحياتي

        تعليق

        • دينا نبيل
          أديبة وناقدة
          • 03-07-2011
          • 732

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
          ما بين الحكاية القديمة و تلك الرحى
          حلقة تكاد تكون مفرغة
          كدوامة ندور رحاها
          و كأننا لا نتعلم .. و لا نرى جيدا
          ما كان و ماكان يجب الآن

          المشهد هو هو .. أو يكاد
          الوجع و الدم و الأشلاء .. هي هي
          رغم البون الشاسع في الزمن و طبيعة المكان
          لكنهما يتشابهان .. يتطابقان
          و أن ما عد انتصارا و نهاية لجريمة
          لم يكن سوى بداية لجريمة أخرى !!


          سوف أعبر إلي هنا لأرى مرة أخرى
          فأرجو ألا أكون ضيفا مرغوبا فيه !


          تقديري
          إن يسمح لي أساتذتي الأحباء بتجاوز الردود قليلا

          مع الوعد بالعودة إليها مجددا

          أ / ربيع القدير ..

          بل هذه مدرستك وأنت معلمنا الذي نعتز به أبا قبل أن يكون معلما ..

          أنتظر مرورك في كل مرة أستاذي القدير ، وأرغب بشدة في التعلم من كل حرف تكتبه .. منذ أول مرة وطأت قدمي هذا الملتقى

          فلست - أستاذي - ضيفا مرغوبا فيه فحسب ، وإنما أنت معلم نطمع في علمه الذي يجود به علينا وأملي أن أكون تلميذة مجتهدة .. فحسب!

          فلا حرمنا منك أستاذنا

          تحياتي

          تعليق

          • دينا نبيل
            أديبة وناقدة
            • 03-07-2011
            • 732

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة نادية البريني مشاهدة المشاركة
            المبدعة دينا
            رسمت بإحساس نابض مشهد الدّمار الذي عبّرت عنه اللغة باقتدار شديد.
            هل نحن فعلا في إطار هذه الحلقة المفرغة غير قادرين على أخذ القرار؟هل سحبت منّا القدرة على مواجهة التّحدّيات التي تواجهنا؟إلى متى سنبقى أسيري سطوة الغرب علينا؟نشتمّ رائحة الموت الذي ينبعث من هنا وهناك.أنحن من يصنع ربيعنا ؟ وأيّ ربيع يطحنه الغرب بأضراسه؟
            لست متشائمة لكن المشاهد الدّمويّة التي تقضّ مضاجعنا هي التي تختزن همومنا.
            متى سنخرج من هذه الحلقة المفرغة؟
            أثار نصّك أوجاع عروبتي وإسلامي وإنسانيّتي عموما.
            بورك هذا القلم الرّائع الذي يستحقّ التّثبيت عن جدارة
            دمت بخير أختي الكريمة

            أ / نادية البريني ..

            بل بوركت أنت سيدتي الغالية على كلماتك الرائعة ..

            حقيقة وأنا أكتب النص أو حتى عند قراءتي نصوص مشابهة .. كم أتألم على عروبتنا المحكوم عليها بالانحباس داخل هكذا إطار يحجمنّا ويقيدنا ويجعلنا في نظر العالم نبدو كالحثالة !

            صحيح هي حلقة مفرغة .. كالساقية مربوطين فيها ونظل ندور معها ليس لها بداية ولا نهاية .. طالما ارتضينا لأنفسنا هذا الإطار !

            أصدقك القول سيدتي .. نعم واقعنا مدمي .. أليم .. وكل الكلمات التي في معاجم العربية التي تصف حال الذل الذي نعيشه حاليا ..

            ولكن

            ما أبشع أن ترتصي لنفسك بالتسوّل على عتبات الأمم !!
            هذه أمة تذل نفسها .. فلا تستحق الاحترام !

            يبقى أن نغير الأطر التي وضعنا فيها على مر عقود طويلة .. وهكذا ربما نتغيّر !

            كل العبق في مرورك غاليتي .. ولا حرمت طلّتك ..

            تحياتي

            تعليق

            • دينا نبيل
              أديبة وناقدة
              • 03-07-2011
              • 732

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة وسام دبليز مشاهدة المشاركة
              دينا الرائعة ما أجمل حروفك يا دينا كمغناطيستشدنا وترفض تركنا رائعة دوما عزيزتي

              بحق دينا هذه الصورة كانت من الصور المؤلمةوالتي لا يستطيع الانسان ان يقف امامه دونان يقول شئا
              الغالية وسام دبليز ..

              تقديري لمرورك وجميل تفاعلك مع ما كتبت ..

              وكما قلتِ فإن الصورة مؤلمة ، مؤلمة حد عجز القلم عن التصوير ، ولكنها وظيفة الأقلام كما الكاميرات

              شكرا غاليتي ..

              تحياتي

              تعليق

              • دينا نبيل
                أديبة وناقدة
                • 03-07-2011
                • 732

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                ما بين الحكاية القديمة و تلك الرحى
                حلقة تكاد تكون مفرغة
                كدوامة ندور رحاها
                و كأننا لا نتعلم .. و لا نرى جيدا
                ما كان و ماكان يجب الآن

                المشهد هو هو .. أو يكاد
                الوجع و الدم و الأشلاء .. هي هي
                رغم البون الشاسع في الزمن و طبيعة المكان
                لكنهما يتشابهان .. يتطابقان
                و أن ما عد انتصارا و نهاية لجريمة
                لم يكن سوى بداية لجريمة أخرى !!


                سوف أعبر إلي هنا لأرى مرة أخرى
                فأرجو ألا أكون ضيفا مرغوبا فيه !

                تقديري
                صدقت أ / ربيع القدير ..

                إن الحياة برمتها صارت الآن تدور في حلقة مفرغة .. ولكن الحلقة هنا ليست كغيرها ، إنها مفرغة فارغة بمفارقاتها العجيبة

                بالأمس كان المصوّر هو من يلتقط الحدث ويرى بداية من مجرد وميض ضئيل يخرج من ثقب آلته ، ولكن في نهاية القصة يصير هو ذاته موضوعا لصورة جديدة أشدّ أيلاما وكان الوميض في عينيه إذانا بموت الكثير من المعاني لديه ..

                ومن يدري لعل المصوّر الأخير يلحق به في سرير مجاور!

                لقد صارت الحلقة مفرغة لأننا ارتضينا لها الانغلاق وقد ربطنا معاصمنا بها فصارت تجرنا وراءها .. ولكن نخشى يوما تطحننا فيه تحت قضبانها ..!

                تقدير الكبير لمرورك سيدي .. وأنتظر طلّتك مرة أخرى لأستزيد

                تحياتي

                تعليق

                • ظميان غدير
                  مـُستقيل !!
                  • 01-12-2007
                  • 5369

                  #23
                  دينا نبيل

                  نص رائع وجميل
                  اسلوبه مال كثيرا للوصف الشعري الدقيق
                  حالة كبيرة من الالم بين السطور ،

                  من الصعب ان يكتب الانسان عن غيره ويصف الشعور والمعاناة
                  ربما الاديب يستلهم القصص والاشعار من معاناته الخاصة
                  لكن حينما نكتب بشعور الاخرين الذين جربوا مرارة الحب
                  هنا تكمن الصعوبة ولهذا لا بد من أن نحييك
                  ربما صورة تهزنا ..ربما مشهد مروع
                  وفي كل الحالات لم تكوني سوى انسانة حساسة ذات ضمير حي
                  نادت بإسمي فلما جئتها ابتعدت
                  قالت تنح ّ حبيبي لا أناديكا
                  إني أنادي أخي في إسمكم شبه
                  ما كنت َ قصديَ إني لست أعنيكا

                  صالح طه .....ظميان غدير

                  تعليق

                  • دينا نبيل
                    أديبة وناقدة
                    • 03-07-2011
                    • 732

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة ظميان غدير مشاهدة المشاركة
                    دينا نبيل

                    نص رائع وجميل
                    اسلوبه مال كثيرا للوصف الشعري الدقيق
                    حالة كبيرة من الالم بين السطور ،

                    من الصعب ان يكتب الانسان عن غيره ويصف الشعور والمعاناة
                    ربما الاديب يستلهم القصص والاشعار من معاناته الخاصة
                    لكن حينما نكتب بشعور الاخرين الذين جربوا مرارة الحب
                    هنا تكمن الصعوبة ولهذا لا بد من أن نحييك
                    ربما صورة تهزنا ..ربما مشهد مروع
                    وفي كل الحالات لم تكوني سوى انسانة حساسة ذات ضمير حي
                    غدير الشعر ... أ / ظميان غدير

                    كم سعدت بمرورك الطيب بما كتبت هنا .. وتفاعلك مع بسيط حرفي ..
                    ربما لم تكن القصة عن تجربة شخصية لي .. وإنما هي تجربتنا الكبيرة ..!
                    ما تمر سنة إلا ودماء تراق وأرواح تزهق ونحن وراء الكاميرات نتفرج ..
                    أشكرك سيدي على المرور الراقي ..

                    سلمت وسلم حرفك

                    تحياتي

                    تعليق

                    • نجاح عيسى
                      أديب وكاتب
                      • 08-02-2011
                      • 3967

                      #25
                      استاذة دينا
                      نتعلم الكثير من تلك النصوص الثرية التي ينزفها قلمك المبدع .
                      نعم ان حديث العدسة هو اصدق حديث ..فحين تتحدث لا يستطيع
                      أحد أن يزِّور الحقائق أو ينكر الآحداث .
                      فلنا أن نشكر التكنولوجيا التي أبدعت هذا الإختراع الذي يرصد الآحداث
                      ويوثِّق الجرائم والإنتهاكات في كل مكان .
                      نص أقلُّ ما يُقال فيه أنهُ إبداعُ يستحق التقدير والإشادة
                      دمتِ مبدعة متألقة
                      ودام هذا الحضور البهيّ
                      تحية وأمسية سعيدة عزيزتي

                      تعليق

                      • ليندة كامل
                        مشرفة ملتقى صيد الخاطر
                        • 31-12-2011
                        • 1638

                        #26
                        السلام عليكم
                        الارئعة دوما دنيا حقا لقد قراة قصتك في المرة الماضية ولم أعلق عليها نصوصكي عادة تحتاج الى قراءات
                        نظرا لجمالها وقوة التركيز بها
                        بأس صورة البؤس الذي يولد الشهرة ..... من صورة البؤساء الى نجمة في الاعلام هكذا هم الضعافء دوما محط أو سلم الارتقاء للاقوى منهم
                        رأيت هنا معانات ملتقطة الصورة؟؟؟ وماذا حدث لها ... فيكف هي معانات صاحبة الصورة
                        لوحة جميلة رسمت بحرفية رائعة وأحيانا الصمت أبلغ من الكلام
                        دائما أستمتع بنصوصك عزيزتي على فكرة والله أسعدني تعليك على قصتي حب بعد الغياب
                        شكرا دنيا خالص الود
                        http://lindakamel.maktoobblog.com
                        من قلب الجزائر ينطلق نبض الوجود راسلا كلمات تتدفق ألقا الى من يقرأها

                        تعليق

                        • دينا نبيل
                          أديبة وناقدة
                          • 03-07-2011
                          • 732

                          #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة نجاح عيسى مشاهدة المشاركة
                          استاذة دينا
                          نتعلم الكثير من تلك النصوص الثرية التي ينزفها قلمك المبدع .
                          نعم ان حديث العدسة هو اصدق حديث ..فحين تتحدث لا يستطيع
                          أحد أن يزِّور الحقائق أو ينكر الآحداث .
                          فلنا أن نشكر التكنولوجيا التي أبدعت هذا الإختراع الذي يرصد الآحداث
                          ويوثِّق الجرائم والإنتهاكات في كل مكان .
                          نص أقلُّ ما يُقال فيه أنهُ إبداعُ يستحق التقدير والإشادة
                          دمتِ مبدعة متألقة
                          ودام هذا الحضور البهيّ
                          تحية وأمسية سعيدة عزيزتي


                          الغالية نجاح عيسى .. ابنة رام الله الأبية ..

                          إن كلامك عزيزتي له وقع مختلف .. ومرورك الكريم كذلك ..
                          وهي حقيقة أ / نجاح .. ربما أنتم - إخواننا في فلسطين - أكثر قرباً منا من مثل هذه الأحداث والمشاهد ، بينما نحن لا يطلعنا على مثل هذه الأحوال سوى عدسات صماء ..
                          لنشاهدها من وراء مرايا زجاجية .. !

                          صدقيني أختي الغالية
                          كما أن لهذه التكنولوجيا فضلاً في إيصال تلك المشاهد ، فإنها مذمومة بنفس القدر ، فهي تحجب الحقائق أحيانا ، ويستعيض عنها الناس بدلاً من المشاركة الحقيقية .. فيكتفون بمجرد المشاركة بعبرات عابرة !!

                          سعدت بمداختك عزيزتي .. لك تقديري

                          تحياتي

                          تعليق

                          • دينا نبيل
                            أديبة وناقدة
                            • 03-07-2011
                            • 732

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة ليندة كامل مشاهدة المشاركة
                            السلام عليكم
                            الارئعة دوما دنيا حقا لقد قراة قصتك في المرة الماضية ولم أعلق عليها نصوصكي عادة تحتاج الى قراءات
                            نظرا لجمالها وقوة التركيز بها
                            بأس صورة البؤس الذي يولد الشهرة ..... من صورة البؤساء الى نجمة في الاعلام هكذا هم الضعافء دوما محط أو سلم الارتقاء للاقوى منهم
                            رأيت هنا معانات ملتقطة الصورة؟؟؟ وماذا حدث لها ... فيكف هي معانات صاحبة الصورة
                            لوحة جميلة رسمت بحرفية رائعة وأحيانا الصمت أبلغ من الكلام
                            دائما أستمتع بنصوصك عزيزتي على فكرة والله أسعدني تعليك على قصتي حب بعد الغياب
                            شكرا دنيا خالص الود

                            العزيزة ليندة كامل ..

                            سعدت غاليتي بمرورك الجميل على ما كتبت هنا ..

                            وزادني سعادة ذلك التفاعل وتلك النقطة التي أثرتيها ألا وهي .. النجومية التي تولد من بطن المأساة ..

                            صدقتي والله .. هناك من يبنون مجدهم وشهرتهم على حساب جوع ومعاناة الغير.. وكم هم كُثر ، ليس فقط في مجال الحروب ولكن في كل شيء .. إذن فالموضوع يحتاج إلى ذلك الخط الرفيع الذي يفصل بين النوايا ألا وهو الضمير اليقظ .. والإخلاص في العمل ..

                            أشكرك على تعليقك الطيب.. تقديري لكِ

                            تحياتي

                            تعليق

                            • سالم وريوش الحميد
                              مستشار أدبي
                              • 01-07-2011
                              • 1173

                              #29
                              الأستاذة دينا نبيل
                              عادة بريق النجوم يصل إلينا عبر مئات السنين الضوئية مهما كان الظلام حالكا
                              وكذلك الأدب الرصين يبقى علامة مضيئة في دروب الإبداع
                              مبارك لك هذا الإبداع أستاذة دينا
                              هذا النص منشور في جريدة العراق ، وسبق لي أن قرأت نصا نقديا لك في جريدة الأتحاد العراقية
                              فهنيئا لك ولنا هذا السير الحثيث في دروب العطاء
                              بتاريخ : الخميس 12-07-2012 جريدة العراق
                              دينا نبيل
                              حينما تَضغطُ الغَالقَ .. فإنَّ العالمَ ينفتحُ أمَامَك!!
                              - شارون واكس-
                              من خلفِ السّتارِ لاحتْ على زُجاجِ النافذةِ ، تلك الصُّورةُ التي تغبّرتْ ، لا من التُّرابِ العَالقِ على الشِّيش كالعادةِ ، ربّما بسببِ ذلك الإطارِ ، الذي حاولتُ على مرّ الأسابيع الماضية أن أستعيدَهُ ، أجترّه ، فيأبى إلا أن يتقزّمَ ليتوارى في زاويةٍ حادةٍ من ذاكِرتي .
                              أخشى انطبَاقَ فكّيها فتقصِمني ، وتُلقي بي في زوبعَةٍ تشُدّني إلى قَاعِها ، بحلقةٍ مُفرغةٍ .. حلقة ، تصنعُ الإطارَ . ... مُفرغة كالعدسةِ التي أمسكتُ بها منذُ أسابيع ، في وسطها تقوقعَ ذلك الصّغيرُ ، كحلزُونٍ تحت سريرٍ قديمٍ . زائِغَ العينين ، حابِسَ الأنفَاس كما طلبتُ منه . والسريرُ كالجاثِمِ على ظهرهِ ، يزنُقُه في أسفلِ الحلقة . تَسيلُ على رأسِه قطراتٌ حمراءُ متقّدةٌ ..وكفاه كالكعكةِ الصغيرةِ يرتجفان ، يكادان يتفتّتان ، بينما يتشبثانِ بالأرض !
                              " واحد .. اثنان .. ثلاثة ! انتهينا.. هاكَ الشطيرةَ .. كما اتفقنا !" وضعَها بجانبِه .. خلتُه سيلتهمُها التهاماً ، نعم لم تكن طازجةً ، لكن ظني أنهُ لم يأكُلْ منذ أيّام . أنّى له ذلك ، وأعلى السريرِ يرقدُ والداهُ جنباً إلى جنبٍ ، وقد قُطٍّعتْ أطرافُهُما ، واختلطتْ معاً في بركةِ دماء ، تجمّعَ حولها الذُّبابُ ؟! الصّورةُ حارةٌ حرارة تلك الدماءِ المتقطّرةِ ،
                              طازجةٌ طزاجة إحساسِ الخوفِ .. الترقّبِ . وعينان انطفأ منهما النورُ ، لم يبقَ بهما سوى ظلامٍ آتٍ مجهولِ المدى ! تسمّرتُ أمامَه ، وأنا أشعرُ نحوه بالدَّينِ الكبيرِ . لم تكُنْ تلك الصورةُ التي أهداني حيويةَ نبضِها ، مجرد صورةٍ إشهاريةٍ في جريدةٍ من جرائدِ المُعارضةِ ، وإنما صُورةٌ ستعبرُ إطارَها ؛ لتجُوبَ كُبرى المعارضِ . ربّما طمعتُ أن تستفزّ مشاعرَ العالمِ ؛ كصُورةِ الفيتناميةِ *كيم فوك ، لتُنهي حرباً رعناءَ .
                              ربَّتُّ على كَتفه :" لا تقلقْ .. قريباً سينتهي كلُ هذا ! " قطعتُ له لقمةً من الشّطيرةِ ، ووضعتُها في فمه . لم يُحركْ ساكناً .
                              هو لا ينطقُ . رأسُه منكّسٌ ، لا يلتفتُ حتى ! ... غطّيتُه ببطّانيةٍ .خرجَ أمامي من البيتِ . خُطواتُه مُبعثرةٌ ككرارِيسِه هُنا وهُناك ، تائِهةٌ كلوحاتِ بُيوتٍ ، لم تكتملْ بعد ، وأطفالٍ بلا ملامحَ ونبتاتٍ دُهسَتْ بالأقدامِ ، رسمَتْها يدٌ لا تُحسنُ خطَّ القلمِ . وعندَ الصَّليبِ الأحمرِ ، في سجلٍّ كبيرٍ تمّ إدراجُ اسمِه . وزَميلي بجانبي ، يُقيّدُه في دفتَرِه رقَماً. واختفى بينَ رُؤوسٍ وأجسادٍ متشابهةٍ في الحجمِ واللونِ ؛ لتنقلهُم عرباتٌ رماديةٌ كبيرةٌ .. هذا هُو سلاحي الوحيدُ إذن ،
                              هنا داخلَ تلك الآلةِ المُزعجةِ ، التي تقتحِمُ العامَ والخاصَ ! أحتضِنُها ، أخبئُها داخل سُترتي ، بعدَ أن حبسْتُ في بؤبؤيها لحظةً وإلى الأبد . كمْ أصيرُ صيداً ثميناً وأنا أحملُها ، وأعدو مع زُملائي في شوارِع ، ما يُمكنُ القولُ عنها ، أنها لا أكثرَ من حطامٍ لمدينةٍ . ساعتُها لا نعبأُ إن كان شريطُ ألوانٍ معتما ، في صُندوقٍ أسودَ صغيرٍ ، أكثرَ أهميّةً من ألوانِ طيفٍ ، تعجّ بها السّماءُ! السّماءُ تسقطَ عنها شمسُها وقمرُها ، ترتفعُ عن الأرضِ ، تعلُو ، ترتجّ من أزيزِ طائراتٍ تتعقبّ اللاشيء ، والأرضُ جُنّ جنونُها ، تتقاذفُنا من على ظهرِها المُخرّقِ بالرّصاصِ الطّائشِ! فقط هي بضعةُ أمتارٍ.. بضعةُ أمتارٍ ونصلُ إلى مقرّنا ؛ لنُخرجَ تلك المُنمنماتِ التي في حوزتنا . لم يكن سوى ذلك الحَاجز القاسِي كالصُّلبِ ، الذي ظهرَ فجأةً أمامَنا ، حائلٌ ضبابيٌّ حارقٌ ، اصطدمنا به كفَراشٍ هائجٍ ، وارتددنا .. اصطدمنا ، وتساقطنا ،
                              وتوقّفَ كلُّ شيءٍ . وتوقّفَ الزمنُ عدا عَجلة ذاكرتي المُفكّكة ،
                              تتحركُ ببُطءٍ شديدٍ وسطَ غماماتٍ ، تستجمعُ تروساً مُكدسّةً مشحُوذةَ الأسنانِ ، صُندوقاً أسودَ به شريط ملفوف ، سريراً يقطرُ ، حلزُوناً صغيراً! بارْتجافٍ .. العجلةُ تدورُ ،
                              وتعودُ تدورُ.. وتدورُ حولي أرجاءُ غرفةٌ لا أعرفها . أفيقُ على.. " تلك هي صورةُ السّاعة..
                              واحد .. اثنان .. ثلاثة!". ووميضٍ ،
                              وأقمطةٍ ، تلفُّني من رأسِي حتى أُخمصِ قدمي كالمُومياءِ ، ومَشدّاتٌ تُصلبّني كدُميةٍ بلاستيكيةٍ .أردتُ أن أفتحَ فمي ، أسألُ عن ( كاميرَتي ) . أنفاسي مُتوهجةٌ ، تخرجُ بضيقِ ثقبِ آلتي المفقودةِ .
                              الأصواتُ حولي تغمغمُ ، تتعَالى . وعيناي حبيسِتا المحجَرين . أصحابُ المعاطفِ البيضاءِ يهرعُون بسرعةٍ بين الأسِرّةِ . هممتُ أن أزعقَ باسمي ، بصُورتي الضائعةِ ! انحشرَ صوتي بين حلقي وخُرطومٍ دقيقٍ خارجٍ منهُ . .. بينما الطّبيبُ يقيّدُني ، في سجلِ المفقُودين رقماً ! ---------- *كيم فوك :صاحبة الصورة التي هزت العالم عام 1972 ، في حرب فيتنام ، وفي الصورة الشهيرة كانت الطفلة - كيم فوك -تركض عارية فزعة تحت قنابل النابالم الحارقة المحرّمة دولياً.
                              على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                              جون كنيدي

                              الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                              تعليق

                              • ميساء عباس
                                رئيس ملتقى القصة
                                • 21-09-2009
                                • 4186

                                #30
                                هلااااااااااا
                                دينا الجميلة
                                قصة موفقة
                                جميلة السرد
                                صورها شاعرية ممتعة
                                مشوقة
                                والقص فيه خبرة
                                وثقة حبر
                                جمييل ماقرأت
                                وفقك الله
                                ودمت بألق
                                وأتمنى أن تشاركي الأدباء والأديبات قصصهم
                                حتى يتثنى لنا
                                القراءة للجميع
                                وحتى نتبادل الحرف والألم
                                محبتي
                                ميساء العباس
                                مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
                                https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

                                تعليق

                                يعمل...
                                X