قراءة فــــ( قص رغبات القطط / للأديبة وفاء عرب)
محمد سليم:
العنوان.....(( رغبات القطط/ وفاء عرب ))
عنوان مثير..مُختار بعناية فائقة وكأنه لُبّ القصّ وفكرته الأساس.. بل هو كذلك..بالطبع..مُعبّر.. يدفع القارئ دفعا للبحث في التيه والماهيّة بلا إجابات هادية؛ فــ ما معنى رغبة ؟..وما هي رغبات القطط؟..وهل هي رغبة محددة واضحة المعالم أم رغبات متعددة بتعدد أنواع القطط وصنوفها البريّة؟..ويزداد السؤال بلّة على بِلّة لو قرأنا أن القص للأديبة المتميزة/ وفاء عرب الشاعرة القديرة والقاصة المبدعة..والتي تتعامل مع نصوصها بفكر راق وثقافة عالية..المهمومة دوماً بقضايا الأمة وإشكاليات ثقافتنا المعاصرة والتاريخ!...و..الآن..
دعونا.....
نقذف بأنفسنا في بنية النص السردي..ونحن نلتحف مغزى عنوان القص...فــ علام يؤشر العنوان بما يفيد ويتوافق مع النصّ المطروح للقراءة" القراءة التفكيكية"!؟..,,..رَغْبة رغبات؛هى الحاجة المُلحّة لشيء ما" والحديث بالقص وهنا تحديداً عن الرغبة الجنسية "..إذ لا تستقيم الحياة إلا بتحقيق تلك الرغبة العارمة والحصول عليها مرة تلو مرة..بلا شبع..يُقال أن الإنسان حيوانا راغبا له حاجات بيولوجية غريزية بالطبيعة تسيّره وتتحكم فيه.. كما الحيوانات الأخرى يعيش أسير رغباته التي لا تنتهي أبدا..وأظنُ أن أحدهم شبه الرغبة بــ برميل مثقوب لا يمكن ملأه قط..وكأنه يستصرخك دوما ويخرج لسانه بالقول؛هل من مزيد هل من مزيد!.,,..و..القط الوحشي هو ذاك الحيوان الشرس الذي يقطن المناطق النائية القاحلة المُوحلة والفقيرة..وهو من الحيوانات نادرة الوجود..يطارد الثديات الصغيرة والحشرات الهائمة ليلتهمها بنهم وشراسة بالليل وينام نهارا ليخفي نفسه عن الأعين..و إذ يعتمد بصيد فريسته على عنصر المفاجأة الصاعقة كما.. و يأكل الجيف" لحوم الموتى" رِمّيّ الطباع بشراهة منقطعة النظير....بهذا ندخل بنية السرد ..لنري هذا الرمّي النادر الوجود.. ولا مؤاخذة هيّا بنا لنتأكد؟!...............
بنية السرد وفحوى القصّ.....تطالعنا الشاعرة بهذا الاستفهام المُنكر؛
(( أيها اليقين الواقف في الشك الآخر ، على شريط الذاكرة ألف سؤال؟! ))...
وكأن الشاعرة تستصرخنا بقولها هذا,,بدايةً....إلا.. وأن لا نمر مرور الكرام على السؤال الألف ألف سؤال..وأن نُدقق جيدا ونستوعب دلالة السؤال قبل الولوج لِم بعده من سرد قصصي..إذ تُنادي اليقين"وتنادي عقولنا المستنيرة والمتسلحة بالفكر والعقل والمعان الإنسانية الراقية" قائلة له ؛أيها اليقين الذي تقف هناك بالضفة الأخرى متسلحا بالشك!..و.. يا لها من جرأة عندما نخاطب اليقين بتحدي ونتهجم عليه أنه يقف على أرض رملية هى الشك الأكثر هشاشة..فأي يقين هذا وعلى أي أسس يقف هذا الطاغي الإمعة؟!..ونعود لنتحداه مرة أخرى بالقول؛على شريط الذاكرة ألف سؤال لك؟..فما شريط الذاكرة؟..لكل منا ذاكرة يحفظ ويحتفظ بها ..مَخزنا أرشيفا يحوي الأعراف العادات القيم ..الموروث الديني والثقافي ..والتابوهات المُزركشة على صفحاته الممتدة بطول وعرض تاريخنا العربي الممتد,,وما أكثرها من أسئلة ستنسف هذا اليقين الهشّ..بلا شك.. لو أمعنا فقط النظر برويّة وطرحنا سؤالا تلو سؤال!؟...................
وبدأتْ القص ..بــ زمن عجيب وحدث غريب في آن ؛وبتعجب واضح ..إذ..
انقضي أسبوعان على زفافي ..فماذا فعل هذا القط المتوحش مع زوجته عروسه!؟....جردها من ملابسها بعنف مرعب ومخيف من ثيابها كافة..ووضع عليها عباءة سوداء وسحبها سحبا بالطريق لأقرب مكان عام!؟..ويالها من بداية لقصّ مشوّق..إذ كتبت القاصة:
((إذ لم يكن انقضى أسبوعان على زفافي، حين جردني زوجي بعنف مرعب ومخيف من كل ثيابي!.. ووضع العباءة على جسدي وسحبني من يدي إلى أقرب مكان عام!.. عارية تحت العباءة ارتعش بضعف وخوف، يلفني القلق كحلكة الليل
والارتباك على ضفاف السؤال، ولا مفتاح.. بيت، باب.. نافذة يهب منها نسيم الجواب
أرسم بحنق واحتقار على وجه المطر الكثير من نقاط الاستفهام ، والتعجب
كنت أعرف عن الحب أنه مرض نفسي والعقل دالة الطريق، ولم أكن أعرف أنه فاقد لكليهما..!))
وهي ترتعش بخوف..من شدة ضعفها أمام هذا الرجل العجيب الغريب..وتسأل نفسها ماذا يفعل بي هذا؟!..وتتساءل عن مخرج ومهرب بارتباك جلي فلا تجد متنفسا يدخل منه نسيم جواب...فتسلم نفسها لقدرها المحتوم ولتنتظر ما يُفعل بها.. ولا تجد غير ريشة الضعف لترسم بها على وجه المطر المنهمر عليها زخات نقاط مماثلة وكأنها تتنظر مقصلة الغرق موتا و.. تتماهى مع الحال تحت "تابو" أنه الزوج المقدس والبعل الراعي لها وما عليها غير الطاعة العمياء له ولرغباته المحمومة وشهوانيته العبقرية!.....
((لديه مخالب قط وحشي، فعندما تتملكه الرغبة، تصبح سيطرته على جسده تحت الصفر
والصفر كان كافيا أن يجعله لا يتورع عن فعل أي شيء للوصول إلى رغباته المسعورة
لا يشعر بالسكون، والسكينة إلا إن سرت معه عارية تحت سواد العباءة ، كـدمية من قش في مهب أنفاس الحياة
تفتش عن ملامح الروح، تبحث عن ضمير أنحف من عود ثقاب))
وهنا..لننظر لهذا الزوج..القط الوحشي.. ذو مخالب ينقض بها على فريسته " ملك يمينه، زوجته الشرعية"وكأنه بغابة يفترس فيها القوي الضعيف والغنى الفقير..فلا يردعه رادع عن فعل أي شيء ليرضي رغباته المحمومة ويشبع غرائزة الحيوانية ..وكيف لا؟..وزوجته ما هي إلا دُمية من قش بلا أحاسيس وبلا عقل.. أعطوه ومنحوه إياها بعقد بيع وشراء!..
((اعتدت أن أغمض عني ؛ فأنا واحدة من حرائر العرب "الدمية" تسير خلف زوج
مصاب بجميع الأفكار السارية بالفحولة والجهل المعدي الزاحف تقدما لما بعد الوراء))
وهى من هي..هى الحرة ومن حرائر العرب..هى دُمية!.. يتلهى بها زوجها هذا المصاب بالسادية يتلذذ ويتمتع دون ما مراعاة لشعور الآخر غير ممارسة ال....,, بفحولة جهولة..وهى خجلى تغمض عيناها كرها وبغضا وقرفا....
((كنت دائما ما أشتم رائحة شواء مزعجة ، لحظة دخولي المخزي معه ، لأي مطعم يصحبني إليه
وفي قسم المخصص للعائلات. كان يغلق الساتر، ويغيب عني إلى عشرة دقائق ؛ ليعود ومعه شيء يتناوله ، وبعد أن يبدأ بمضغ الطعام ينزع عني عباءتي .
وعيناه تهضم شيئا آخر!..؟
وكأنه يسكب خمرة الغروب جمرا معتق اللهب ، في كؤوس لها طعم الأزهار الذابلة، ورائحة النجوم المهشمة!..
أشعر أن لهيب نظراته كشمع ، يحرق كل خلية ، ومارد في العمق
يود لو أن يظهر لتطأ قدمه على عينيه
أراقبه..... ينتهي من طعامه، ويلقيني على المقعد.... ثم يخلع ما عليه من ثياب ، ويقفز كما الظلام على صدري ، يعضه بنهم بفم مفتوح على جسدٍ يصرخ بصمت، على ضيق العبارة!..
يلدغني من كل مكان... وأنا !
لا أفكر إلا في لذة الانعتاق منه . لكن كيف لي أن أكون قبل نعاس الليل ،
واسترخاء الإحساس في لحظات منهكة .
لا يربكه أي ضجيج في الخارج، بهدوء السواحل ينهض دائما، ويهيئ نفسه للخروج ،
بكل وقار يخرج منتصرا ، في معركة الخاسرة بها أنا !
يمضي رافعا رأسه للأعلى ، بعد أن يمسك بيدي ، ويسحبني ، وأنا انظر لموضع قدمي .
هكذا احتفل بي معه العام الأول من زواجي ، كل فتره في مطعم مختلف ،
يضج بأصوات الصحون والملاعق.))
على رائحة شواء اللحم وفي مطعم عام..وفي القسم المخصص للعائلات وخلف ستار.. يمارس هذا المعتوه البلا إرداة وبلاعقل والمُغيّب تحت تأثير كيماويات تزيده فحولة على شذوذ جانح ليفعل فعلته ليخرج مرفوع الرأس وكأنه فتح عكا وهى تحت الحصار!..ويا له من احتفال غريب يحتفل به الرجل العربي بزوجته!..وكأن حياته ووجوده بالدنيا أنحصر في احتفالات (....) هكذا..
((يا لشموخه الشاهق الأمية، يشرب جذراً تكسر، وتسلق ما كان يدور حول مأدبة دخان شاحب الدماء.... تمضغه أزلية لون أحمر لا يشبعه الاحمرار.... يتعقب خوفا مبحرا مع نسيان قادم من عري.... عاد تحت هواء غارق بغيبوبة العري، وصراخ يعلوه جنون ،
يغطي اشتعالا ما، يؤجج بؤس حناجر تقطع أمواج الرياح ، بأوردتها ظل بارد الإنصات
لزمن يواري نداء ؛ رصد عورة تتوسد أجفان الأرصفة.))
......المقطع أعلاه.." الشبتر.. وبعض فقرت وجُمل سابقة ولآحقة"..حقيقة وبصدق لا أري له من " فنية"في السرد القصصي والبنائي؟!..وقد يقول قائل ؛كيف؟ والمقطع مدوّن بشاعرية جميلة وبلغة جزلة بسيط ..أقول له؛ نعم أصبت أخ العرب فيما ذهبت أليه وهات رأسك لأُقبّلها لترضى..ودعني أسألك سؤالا يتيما ؛ألا تلاحظ وكأن القاصة غلبت عليها " صفة"الشاعرة" فتناست أنها تكتب قصة ؟...وتلك إشكالية نراها هنا وبغير مكان في الشابكة إذ نرى تداخل وتشابك في تناول أي نصّ كتابة وتحديد ماهية جنسه ..فما هي الأسباب يا تُرى؟..أهي على سبيل التجربة لرؤية ردة فعل القارئ؟..ربما..,,أهي إطالة في عدد الأسطر؟..الله أعلم..,,أهي هروب إلى لغة شاعرية لتخفي ما تخفي تحتها وكأنه المسكوت عنه بالقصّ؟..ممكن,,أم هو الهروب من التوغل في السرد والإفصاح أكثر..أظنُ ذلك,,وربما هو صوت الراوي العليم كما يقول أهل القص ولأن الراوي خجلٌ فلا يكاد يُبين؟..أظن برضك..,, مشكلة المسكوت عنه أظن أنها مشكلة أدبية تحتاج منا قراءة أخرى؟.....
_ وكل مساء قبل النوم يناديني ؛ لأجلس معه، وأشاهد آخر أخبار الثورات.قتل في كل مكان ((
شاهدت معه ذات مساء تقريرا ، عن اغتصاب (شبيحة) نظام البعث لحرائر سوريا ، وبكيت على حرائر الشام ،
وخجلت كثيراً من عيون هذا الشرق، ومن زوجي الذي استنكر اغتصابهن ؛ ولم يكن يرحمني ،
حتى عندما علم بالحمل. لم يكترث ، عوامل التعرية لديه لم تنتهي.))
...لم أبتسم ألبته أثناء قراءة هذا القصّ..إلا عندما مررتُ على " عوامل التعرية لديه لم تنتهي"وكأن البطل " أبن الأيه ده ..حريف " تعرية ..حيث تخيلت هذا الفحل " اللبوقة"في تعامله مع زوجته بفحولة طبيعية أتوماتيكية وصناعية كيماوية لا يجيد غير تعرية الزوجة!..أو هكذا هى وجهة نظر الزوجة أنها فقط تتعري رغما عنها ولا تستمتع بأي فعل كان بعده!..وأن عوامل التعرية كثيرة كثيرة ومختلفة وهو لا يكلّ ولا يمل من " نحت" جسدها بتعريتها ..فــ عوامل التعرية" بالطبيعة" هى الطقس بين برودة وحرارة ..والرياح والأمطار وغيرها حيث " تأكل..تنحت الجبال والهضاب" فتتلاشي مع مرور الزمن أو تتشكّل كتماثيل طبيعية تكون دليلا للنحت الطبيعي ..و هذا الزوج يأكل زوجته وينحتها بكثرة تعريتها ..وكأنها جبل من بازلت كونكريت صخري !....,,..و..لننظر كيف يتعامل معها هذا القط الشرس؟..ليلا وبالمنزل..إذ يناديها لتجالسه ويشاهدا آخر أخبار ربيع العرب..قتلٌ واغتصاب هنا وهناك..وهو يستنكر حفلة الشواء هذه للشعوب الثائرة من حكام ظلمة..ومن الإغتصاب للمعارضين!!مع أنه يمارسها مع زوجته !..يا له من إفك وزيف يتحلى به بعضنا ......,,حتى أنه مع الحمل لم يكترث؟!..يكترث بماذا؟؟..السرد يقول؛بالجملة السابقة لها..أي هذا الجاهل الجهول يمارس ذات الأفعال الشاذة ويسحبها وهى حامل ليطوف بها على مطاعم المدينة ليلا بذات الطريقة!!...
((وعلمت أن الجنين ولدا، وانتظرت إلى أن جاء المخاض ، وفرح الجميع بقدومه وبارك، لكنني لم افرح!..
كنت ألمح تعلق زوجي بابنه ، بعد اليوم الأول من ولادته،))
....وتستمر رحلة السرد..بالنتيجة المنطقية لكثرة عوامل التعرية هاهاهاها..والطواف...وبارك الأهل والخلان للزوج على الفحولة وأنه لم يضيّع وقتا ولم يهدر مالا ولم يبخل على زوجته بما يجب..وأن ما أكل من لحم لم تنتفخ به بطنه فقط بل وبطن زوجته!!...فياله من مجتمع يقيس الفحولة بالخِلفة وكثرة البنين وكثرة تناول اللحوم.. على البارد وعلى الفحم.!....
((لم تمضي أيام حتى حملته ، وذهبت به إلى أحد المطاعم ؛ لاحتفل بأمومتي!))
أين الحد الفاصل بين الحلال والحرام لدى هذا القط......يا للمصيبة!؟..
لم يرحمها الجاهل والمجهّل وهى بطمث ولادة؟...
((وكانت الأسئلة تسقط من عيني ، لقيطة تغلفها عشوائية ما ، تحتمي بسهام مسمومة ،
جائعة لجواب ليل طعن جسد النهار ، وتركه يلتقط ألف صورة وقحة ، غرست في سكون الدماء،
في وعي الضوء المعلق ، على جدار المودة والرحمة .
ساقطة أنا اليوم . من ذاكرة ثلج لم يتسع له ذراع الفضاء.))
وهنا أيضا الكتابة بلسان حال البطلة...وبلغة أقرب إلى
قصيدة النثر بالمفردة والدلالة..وليس بوحا يتناسب مع ثقافة وضعف بطلة القص... حتى وان كان جميلا رائقا..,,..ولنرى كيف يغتصبها وهى "نفِسة" في أشد الحاجة للرعاية والحنان..منهكة من أثر الولادة .والمحرمة عليه وهي كذلك......
النهاية.....
((وضعته على مقعد ، انتهكت عليه كرامتي ذات مرة ، ووجدتني أنهض.. ابتعد
تركته والجحيم رغبة قط ، ينهش فوق الرصيف مجون ، أنجب على هامش الفضيلة عبثا ظامئا يتلوى، على بعد مقعد وحشي المواء
غادرت المكان والجو بارد، والمطر ينهمر، وكل شيء يصفعني .
لن يخسر النسيان الفقر، ولن يربح التذكر الغنى الشارد ، بظل
بصمت ما زال يرجم ، ويضرب بالماء المطر)) !
...... النهاية والقفلة.." وضعته على مقعد ، انتُهِكت عليه كرامتي ذات مرة ،"..و.." ووجدتني أنهض"..صورة رائقة كقفلة تصعق القارئ ومشهد ينم عن قفلة" ناعمة" تخاطب عقل القارئ وتضعه أمام الحقيقة المجردة رغم بساطة التعبير..إذ ..سلّمت الزوجة نفسها للسحب والجر..وإلى ذات المطاعم جلست تنتظر مصيرها وقدرها المحتوم والمتكرر..فوضعت وليدها " ما زال لحمة صغيرة" على ذات المقعد..ليشرب من نفس الكأس وليشُم رائحة الشواء..ولينظر لأباه !!..ووجت نفسها تنهض واقفة رافضة "وجدتني ..رائعة الدلالة .. الفعل رغما عنها"..
وتركته وفي أوج الرغبة الماجنة.......,,.......و
غادرت مكان الشيّ والشواء...وكل شيء يصفعها..
فما هي الأشياء التي صفعتها؟...أليست هي تلك الأسئلة على شريط الذاكرة؟..والتي قد يقولها قائل؛ الزوجة لا يحق لها أن "تهرب ..و تخلع.. " نفسها من أنياب هذا الزوج الشارد الفكر المغيّب العقل ..القط الوحشي بحق!....بل كيف يُعامل القط قطته في الغابة وعلى سفوح الجبال في البريّة وليس في مُدن عامرة !.....,,وبمناسبة الحديث عن المسكوت عنه وإشكالية تداخل الأجناس الأدبية دعونا الآن نختار مفردات من السطرين الأخريين كــ "الفقر ، الغنى " ألا يوحى لي كقارئ أن الزوج غني والزوجة فقيرة باعت نفسها وباعوها أهلها له كى تكون عبدة مُشتراه؟....و...."مفردة يُرجم" الرجم هو عقوبة الزاني والزانية! ...,,وهل يُضرب بعد هذا المطر بالماء وما الفائدة من الضرب؟!..بل وما الفائدة من طرح سؤال تلو سؤال من الألف.....و
بس بس..انتهت القصّ.
ثنائيات القصّ وتيار الوعي......
من خلال السرد,,تطابق جلي ما بين صفات القط الوحشي وما بين بطل القصّ يكاد يصل إلى التطابق..وهذا يُحسب للقاصة وثقافتها..,,هناك علاقات فيما بين الاغتصاب اغتصاب السلطة لحاكم غير شرعي دكتاتور وبين اغتصاب الزوجة بعقد شرعي على سنة الله ورسوله..فهناك بدول الربيع العربي وغيرها اغتصاب بدون عقد اجتماعي شرعي تشهده وتعترف به جموع الشعب وبين " اغتصاب" الزوجة من قبل زوجها رغم وجود عقد شرعي وعرف عام يعطى للزوج أن يفعل ما يفعل...,,يتم النظر للمرأة بمجتمعاتنا العربية وكأنها الوعاء والآلة للولادة دون ما مشاعر من حب ومودة ورحمة بين الزوجين..,, وهناك عري داخلي" عرى النفس " وعري خارجي" عرى المظاهر الخارجية"..,, وثورات خارجية على قيم عامة تخص الإنسانية جمعاء وثورات داخلية يجب أن تقوم على بعض الموروثات والأعراف,,.. مجتمع ذكوري شره وبأنياب ليفتك بالأنثى مع أنه يتغنى أن الأنثى هي أم وبنت وأخت !...,, خلط بالثقافة العربية بين معاني الرجولة وبين الفحولة!..,,.. كما ولمعنى رائحة الشواء من دلالات هامة ..,,كما وبالنص حرفية تحسب لأديبة كما وبه " هروب" باللجوء إلى لغة شعرية ردعا وخوفا من اتهامات ما " قد يتقولها بعض المتفذلكين والبعيدين عن ماهية الأدب ودوره في المجتمع!"..,,وغيرها كثير وكثير.. ..وأكتفي ...بــ بس خلااااااااااااااااااص .
وأخيرا...شكرا جزيلا أستاذتنا ..وأختنا الأديبة الشاعرة والقاصة / وفاء عرب ..
وشكرا عزيزي القارئ .
2012-04-14
تعليق