قراءة فــــ( قص رغبات القطط / للأديبة وفاء عرب)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منار يوسف
    مستشار الساخر
    همس الأمواج
    • 03-12-2010
    • 4240

    #31
    اعجبتني كثيرا قراءة أستاذ الهويمل و أسلوبه الأدبي الفني في تناول القص
    و الحقيقة هذه هي المرة الأولى التي أرى بها نقاشا بين المهتمين بقراءة النصوص
    سواء نقاد أو قراء لهم تذوق خاص مثلي
    استفدت كثيرا من تعدد الرؤى و تناولها بهذا الأسلوب الراق الأدبي و الفني
    فشكرا لأستاذ محمد سليم الرائع على إتاحة الفرصة للنقاش و تبادل الرؤى و القراءات
    و نتمنى أن تعم هذه التجربة في الملتقى
    ليكون في هذا إثراء لهذه القراءات و كذلك التعرف على رؤية و أسلوب النقاد و القراء للنصوص
    و من ثم يستفيد الجميع
    بدلا من هجر القراءات النقدية خاصة تلك التي تعتمد على المصطلحات الثقيلة و تناول قشور النص
    تحية كبيرة للجميع

    تعليق

    • الهويمل أبو فهد
      مستشار أدبي
      • 22-07-2011
      • 1475

      #32
      المشاركة الأصلية بواسطة منار يوسف مشاهدة المشاركة
      اعجبتني كثيرا قراءة أستاذ الهويمل و أسلوبه الأدبي الفني في تناول القص
      و الحقيقة هذه هي المرة التي أرى بها نقاشا بين المهتمين بقراءة النصوص
      سواء نقاد أو قراء لهم تذوق خاص مثلي
      و الحقيقة استفدت كثيرا من تعدد الرؤى و تناولها بهذا الأسلوب الراق الأدبي و الفني
      فشكرا لأستاذ محمد سليم الرائع على إتاحة الفرصة للنقاش و تبادل الرؤى و القراءات
      و نتمنى أن تعم هذه التجربة في الملتقى
      ليكون في هذا إثراء لهذه القراءات و كذلك التعرف على رؤية و أسلوب النقاد و القراء للنصوص
      و من ثم يستفيد الجميع
      بدلا من هجر القراءات النقدية خاصة تلك التي تعتمد على المصطلحات الثقيلة و تناول قشور النص
      تحية كبيرة للجميع
      وأنا أيضا أشكر الاستاذ محمد سليم على قراءاته المحفزة والمثيرة، كما أشكر لك طيب استقبال مشاركتي

      وتقبلي تقديري وتحياتي

      تعليق

      • الهويمل أبو فهد
        مستشار أدبي
        • 22-07-2011
        • 1475

        #33
        الأخ العزيز محمد سليم،

        أشكر لك حسن ردك ووضوح تفسيرك

        لعلني أقبل صواب قراءتك بكل تفاصيلها، حتى فيما تراه "المسكوت عنه" بعد الولادة مباشرة، وأن زوجها كان حاضرا حين غادرت. فأنا أرى هذه تفاصيل بنائية تنتهي إلى تكوين القصة كاملة، ويمكن تفسيرها والاعتداد بها أو الاختلاف حولها بالرجوع إلى تفاصيل القصة الداخلية ضمن إطارها وأحداثها . لكن التركيز على هذا التوجة (وهو مهم جدا في مرحلة أولى) لا يدفع بالقصة إلى آفاقها الحتمية؛ لنسأل مثلا ما الذي حدا بالبعض (في هذا المتصفح وفي غيره) أن يرى فيها ما يستثير الغضب والاحتجاج رغم أن الأمر لا يعدو كونه أولا قصة خيالية، ثم إن أحداث القصة (الخيالية) تدور حول حالة "شاذة"؟ والشاذ لا يعتد به.

        هل هم يدافعون عن ما هو شاذ؟ أم يرون في تصرفات الزوجة النهائية تهديدا لا ينبغي أن تأتيه "ضعيفة" من جنس "لطيف"؟ وكأن المقبول من الضعيفة من الجنس اللطيف أن تستكين وترضخ؟ بل إن البعض ربط التصرفات الشاذة هذه عرقيا وجغرافيا وتحمد الله أنها غير موجودة في مجتمعات أكثر لطفا وطاهرة ونقاء. فإذا كانت هذه هي الحال، فما الذي أزعجهم في تصرفات "فحل" شاذة غريبة وغير مألوفة تبعد عن حدودهم آلاف الأميال؟ لا أنكر في أسئلتي هذه على أي منهم رأية واستجابته، وإنما أريد أن أبين أن التفاصيل ليست هي المقصودة، بقدر ما أن البنية كاملة هي التي تثير الخوف والرعب.

        فمثل هذه الاستجابات (إيجابية أو سلبية على السواء) لم تأت نتيجة تفصيل حالة الطمث أو العري تحت عباءة، أو نتيجة جر الفحل زوجته بعنف، أو أنها ساقطة أو لقطية (هذه تفاصيل موقعية في زمنها)، بل جاء لأن القصة نفسها عباءة تخفي تحتها عريا بنيويا مُهدِدا، نحاول أن نخفيه وهو مكشوف. هذه هي المفارقة التي تشير إليها حالة حرائر العرب، ورغبات القطط، "والمودة والرحمة" ورائحة الشواء، وأقسام العائلات في المطاعم. تخيل قسم عائلات في مطعم!!! لا أستطيع أن أحصر تفاعل المفارقة: عائلة (خصوصية مطلقة) في مطعم (عمومية مطلقة)، كم من خصوصياتنا تمتزج بالعمومية؟ (يمارس الجنس، وهو أخص الخصوصيات، في مكان عام، في مطعم وبقسم العائلات): ترى كيف وأين تقف حركة المفارقة في مثل هذا المشهد؟ وكم يثير في إدراكنا أو في ذهننا سؤال التقاء الخاص بالعام في حياتنا. هذا ما يرعب الكثير حين يقرأ القصة، فيصب غضبه على التفاصيل لتكون التفاصيل عباءة مخرّمة تكشف ما نحاول ستره، وما نحاول سترة هو امتزاج الخاص بالعام والشاذ بالمألوف المقبول، وهكذا تكون المفارقة النهائية أن الأسرار مشاعة وإن الخاص أمر عام، وأن بطل القصة ليس حالة شاذة وإن اللطيف جنسا لم يكن لطيفا بل مستعبدا!

        المسكوت عنه ليس تفصيلا يكشفه تعريض أو كناية أو تشبيه؛ المسكوت عنه بنية قارة صلبة مستعصية يتكشف باستمرار من خلال مسامات الخطاب الذي يخفيه، سواء كان الخطاب قصيدة أو مقالا أو رواية أو قصة قصيرة. و"رغبات القطط" أحكمت حبك الستار فنسجت خصوصية الشذوذ من مادة عموميته، وعلى من شاء أن يحدق فيه مليا ليرى المسكوت عنه!
        التعديل الأخير تم بواسطة الهويمل أبو فهد; الساعة 20-04-2012, 18:10.

        تعليق

        • وفاء الدوسري
          عضو الملتقى
          • 04-09-2008
          • 6136

          #34
          المشاركة الأصلية بواسطة نجاح عيسى مشاهدة المشاركة
          مساء الخير استاذ محمد سليم ..وسلّمكَ الله من كل شر
          المشاركة الأصلية بواسطة نجاح عيسى مشاهدة المشاركة

          أرجو ان تسمح لي ببضع كلمات في سياق تحليلك لقصة السيدة وفاء عرب ..

          بداية اقول ..ان تحليلك كناقد متمكن وله باع طويل في هذا المجال لا غبار عليه

          ولا يقلُّ روعةً عن قصة السيدة وفاء والتي قمتَ بتحليلها وتفكيك مضامينها .
          ولكن أنا لي رأي صغير ارجو أن يتسع صدرك له ..مع أني متأكدة أن الآخت وفاء حين تقرأهُ
          ستقوم بحشو المسدس وتيجي ( تطخني عيارين ) في راسي ...عموماُ يا اخ سليم أنا
          أقول أن اسلوب السيدة وفاء متمكن ،وحبكة قصصها بشكل عام ممتازة ومتينة ..وتدلُّ على موهبة حقيقية
          وقلم واثق مما يقول ومما يكتب ..ولكن أنا استغربت قليلاً من الفكرة ، بحد ذاتها فهذا النموذج من الآزواج
          قلّ أن يتواجد في ايامنا هذه زمن الرقي والعولوة ( على رأي عادل امام )والتفتح وجمعيات حقوق الانسان وتمكين المرأة ووووو





          أما إن كان هذا النموذج هو السائد في السعودية ...فهذا وضع خاص لا يستدعي التعميم ..أو بالآحرى لا يستحق

          الكتابة عنهُ بهذا الشكل ..ووصف ممارساته بهذا الاسلوب السافر المُستهجَن ..خصوصاً بقلم انثى ..
          قد تقول انت او هي ان الكتابة هي رصد الواقع واستلهام الفكرة من صميمة ..ولكن ألستَ معي أن في الواقع ما هو أهم
          واكبر وأكثر إلحاحاً من الجنس وممارسات الآزواج المتوحشين والغير طبيعيين ..؟؟لماذا الجنس بالذات يكون مركز الاهتمام
          والتركيز والرّصد ..فهناك الظلم ، تعدد الزوجات ..مشاكل الطلاق ..التخلف الحضاري ..التشدد والتعصب الآعمى ..الحب
          ومشاكلة ..انحراف الآحداث ، المخدرات وغيرها ..الوطن وهمومه ..حقوق المراة من زاوية غير الجنس ..يعني هكذا مجالات ...
          مرة اخرى أقول أنا لا أعيب في حبكة أو اسلوب أو لغة أو تشكيل أو اي جزئية من القصة فكل هذا متكامل ومتواجد ولا غبار عليه ..
          عموما انا هذا رأيي فأنا لا أحب اسلوب المباشَرة ..أو سفور الفكرة بهذا الشكل خصوصاً بقلم امرأة ..
          فقلم المرأة دائماً ناعماً هادئاً ..رومنسياً ، مخملياً ، حالماً كنسائم الصيف الطريّة ..حتى حين ينتزع أفكاره من صميم الواقع وقسوتهِ ..
          هذا رأيي بعد التوكل على الله ..وحسب ما يقول قانون المنتدى ..( انا حر ما لم أضُر ) ..ولا اظن انني قد أضر بأحد هنا .!
          تحياتي واحترامي .






          أهلا بك غاليتي نجاح
          قد يكون رأي صواب يحتمل الخطأ ، ورأيك خطأ لا يحتمل الصواب!!..؟؟
          هههه (امزح ) أكيد!!..
          لكن أنت تعلمين أن القلم وإن كان يغرف من الخيال
          إلا ان الخيال انعكاس لصورة واقعية بشكل ما أو باخر
          وعليه لا يمكنني أن أكتب عن جزر الواق واق!..؟؟؟
          للحقيقة لا يهمني أن أكتب عن كم جمعت ( إميلدا) من أحذية!!..؟؟
          ويهمني أن أكتب عن حذاء الزيدي!!..؟؟
          لا يهمني أن أكتب كم جمعت ( ليلي تونس) من مجوهرات!..؟؟
          ويهمني أن أكتب عن ثروات الحكام العرب وقصورهم الفارهة الوحشية !.. ؟؟
          لا يهمني أن أكتب عن (مونيكا) وطريقة مضاجعتها لـ (كلنتون)!؟؟
          ويهمني أن أكتب عن أغتصاب وقتل الشبيحة لـ (زينب)!..؟؟؟
          أنا لا أخاف الحقائق وإن كانت بشعة... و إن كانت قاتله!..
          وإن كانت سافلة!..وإن كانت قذرة!..
          وإن كانت بدون خجل أو وجل!..بدون حياء!.. بدون أدب !..
          وإن كانت الحمق و الغباء!..
          الموروث البالي لا يكبل قلمي !!..؟؟
          هات لي مجتمعا نظيفا، انيقا، لطيفا، وسأكتب لك ،لهم، لها، له ، اجمل الخزعبلات!!..؟؟
          واجعل الشيطان يبتسم ويصفق ويقول:
          (أوه يا عيني ماهذا يا قلبي يا عيني يا خدي لقد أتيت بما لم يأت به الأولون سابقة لزمانك متوجة على رؤوس الأقلام لأبتسم )
          ولن أقول كما قلت : (وفاء حين تقرأهُ ستقوم بحشو المسدس وتيجي ( تطخني عيارين ) في راسي )
          ولا حتى سوف تحذف رأس قلمك ( بالطوب) !!..؟؟



          شكرا
          التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 20-04-2012, 16:14.

          تعليق

          • وفاء الدوسري
            عضو الملتقى
            • 04-09-2008
            • 6136

            #35
            المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
            "ساقطة أنا اليوم . من ذاكرة ثلج لم يتسع له ذراع الفضاء."




            برزت هذه العبارة وسط قطعة تتحدث عن الاحتفال بالأمومة، وقبلها ظهرت عبارة "لقيطة تغلفها عشوائية ما" في معرض "الجوع" لإجابة عن آلاف الأسئلة. والمشهد كاملا بألفاظه وعباراته وأسئلته وزمانه مشهد احتفال بإمومة، ويقتضي رصده كاملا:

            كنت ألمح تعلق زوجي بابنه ، بعد اليوم الأول من ولادته، لم تمضي أيام حتى حملته ، وذهبت به إلى أحد المطاعم ؛ لاحتفل بأمومتي !
            وكانت الأسئلة تسقط من عيني ، لقيطة تغلفها عشوائية ما ، تحتمي بسهام مسمومة ، جائعة لجواب ليل طعن جسد النهار ، وتركه يلتقط ألف صورة وقحة ، غرست في سكون الدماء، في وعي الضوء المعلق ، على جدار المودة والرحمة .ساقطة أنا اليوم . من ذاكرة ثلج لم يتسع له ذراع الفضاء .
            وضعته على مقعد ، انتهكت عليه كرامتي ذات مرة ، ووجدتني أنهض.. ابتعد !
            تركته والجحيم رغبة قط ، ينهش فوق الرصيف مجون ، أنجب على هامش الفضيلة عبثا ظامئا يتلوى، على بعد مقعد وحشي المواء
            غادرت المكان والجو بارد، والمطر ينهمر، وكل شيء يصفعني .
            لن يخسر النسيان الفقر، ولن يربح التذكر الغنى الشارد ...

            ومع هذا المشهد في وعينا أريد بداية أن أتطفل على قراءة الاستاذ العزيز محمد سليم وأضيف رأيي إليها. فقليلة هي الاطروحات التي تستثير الاهتمام وتبعث الرغبة في المشاركة، وقراءته بالتأكيد استثناء نفرح بها لما تقدح في الذهن من رؤى وأراء، خاصة إشارته المقتضبة إلى "المسكوت عنه"، وهي إشارة اختار أن يتوقف قبل أن يدفع بها إلى مداها. وكان حريا به أن يرى على ماذا استند هذا "المسكوت عنه"، فمرتكزه أمر جديد جدا في القص ضمن ما قرأته من قصص قصيرة في هذا الملتقي.

            الجديد جدا (ولم أره في غير "رغبات القطط") هو بناء القصة على قاعدة أو جذر "المفارقة"، وليس كمثل المفارقة أداة تستر المسكوت عنه وتفضحه في آن. والمفارقة، ضمن فن السخرية (إن شئت) هي الأداة الأكثر فاعلية، خاصة حينما تكون السخرية مأسوية دامية. فأنا أرى أن القاصة وفاء عرب أقامت السرد على المفارقة لتدفع بها إلى أقصى (وأقسى) مداها. وبسبب مثل هذا البناء، فإننا للوهلة الأولى نظن أن هذا الزوج الشيطان أو القط الوحشي يختلف عن "كل" الرجال، أو عن الكثرة الكاثرة منهم، وأنه يمثل فقط القلة الشاذة المتوحشة. وقد نجحت القصة في ترسيخ هذه الفكرة إلى حد بعيد (ولك أن تقرأ استجابات القراء).



            لكن





            نعم: "لكن"! ولولا مثل هذا الاستدراك (المؤجل، أو الخفي) لما كان للقصة إثارتها أو هدف غير استدرار التعاطف وتسول الرأفة (وهو لا شك استدرار حققته القصة بامتياز، وردود المشاركين خير شاهد). والاستدراك هنا لابد أن يركز على مبدأ المفارقة وبنيتها التي تعتمد أيضا على الأضداد والتضاد، وقد أشار إليها الأستاذ محمد سليم في نهاية قراءته غير أنه آثر التوقف قبل أن يدفع بها إلى مداها في كشف "المسكوت عنه." والمفارقة لا شك تظهر في العباءة التي تشف عما تستر، وسواء كانت العباءة عباءة الحشمة أو "العري" فإنها تشير إلى ما تخفي في علاقة جدلية فاضحة مستمرة، لا تستقر إلا بكسر دائرية العلاقة والخروج منها سواء كان الخروج من صالة "طعام" للعائلات (؟) تعج برائحة الشواء أو كانت ملاءة تخفي العري فقط في كشفه والإشارة إليه (والقصة أكدت هذه الحقيقة وكأن العباءة شاشة كاشفة تكثف ضوء الرؤية وحدة البصر).

            (وبالمناسبة: هل يا ترى كانت الزوجة ترتدي العباءة عندما خرجت من بيتها لتحتفل بأمومتها ومن المطعم لتهجر زوجها وتترك رضيعها؟)

            والمفارقة تتكشف في أجلى صورها في العلاقة بين الجلاد والضحية. فلئن جاءت الزوجة في معرض القصة بوصفها الضحية وهو الجلاد، فإنها في النهاية قد ردته إلى معدنه "الإنساني" وليس الوحوشي: إن وحشية الوحوش لا ترقى إلى وحشية الإنسان الذي رده خالقه "أسفل سافلين". فمع نهاية القصة تكون الزوجة قد فضحته، وكشفت حقيقة أكيدة يخفيها الكثير من الرجال تحت عباءة معنوية من الرياء والكذب، حتى تمكنوا من "تقنين" أكاذيبهم وادعاءتهم في أعراف اجتماعية مقبولة رغم هول ما تنطوي عليه من حيف وجور. هذا ما تنتهي إليه القصة، ومع هذه النهاية تكون الزوجة قد "عرّت" الفحل تماما، وصلبته عاريا مفضوحا، وكان ضعفها وإرغامها على الاستجابة لتصرفاته الجنسية الغريبة البهيمية هي عدتها ومصدر قوتها في تعريته. ولم أجد أحدا استشف هذه الحقيقة إلا "تعريضا" يتيما غاضبا جاء ضمن مشاركات في متصفح لا علاقة له لا بالقصة ولا بقراءة الأستاذ محمد سليم.

            والتعرية الكاملة للفحل لها أبعادها التي تقتضي التنويه، ونستطيع أن نتتبعها في كل تصرف يأتيه الفحل منذ البداية، وكأن وصف الزوجة لتصرفاته الغريبة تصوير دقيق لعملية تعريته المستمرة من البداية حتى غيابه حين خرجت لتحتفل بأمومتها، وحري به أن يغيب في مثل هذه النهاية، لأن عملية التعرية اكتملت ماديا ومعنويا: فهو ليس أكثر من "مظهر" خارجي، يختفي إذا نُزع عنه هذا الثوب الذي يرتديه.

            بل إن اختيار العنوان نفسه إشارة للمفارقة الحادة التي تبني المفارقة وتقلب اتجاهها. فالقطط (الحيوانات عموما، حتى المتوحشة منها) لا تمارس الجنس إلا لغريزة البقاء وفي موسم معين ولمدة محددة. أما الرجل أو الفحل العربي فلا يرده "حمل" ولا يفكر في بقاء. هذه هي الصفة الأولى التي فضحتها القصة تحت مسمى "رغبات القطط" التي جاءت بصيغة الجمع دلالة على تكرارها الذي لا يُعنى بسر البقاء والحفاظ على النوع من الفناء، ولا يقتصر الأمر على قط دون آخر: فهم جميعا متهمون بهذه الرذيلة (أو الفضيلة إن شئت).

            من هنا نستطيع أن نقول إن خصوصية الحالة في زوجها هي مفارقة التعميم في كل حالات الزواج، فالزوجة في النهاية أو البداية إحدى "حرائر العرب الدمية"، وحرائر العرب كلهن مستعبدات، ودون حالة الجواري (كانت للجواري في تاريخ العرب حرية مطلقة، بل إن عورة الجارية عورة رجل). أما الحرائر فيتزوجن (في أكثر الحالات) للإنجاب فقط ولشراء الجاه والرفعة الاجتماعية والسياسية (وليمارس عليهن الفحول نزواتهم).

            ولذلك ليس مستغربا أن لاحظت الزوجة ميل الزوج الشديد إلى مولوده، دون أدنى اعتبار لأمه وآلامها. (فالحرائر أبدا مغتصابات بصورة أو بأخرى سواء ارتكب هذا الجرم زوج أو شبّيح، بعقد شرعي أو بدون عقد). والقصة تشير إلى هذا الاغتصاب في حادثة الشبيحة وحرائر سوريا. إذ لنا أن نلاحظ الانتقال (شبه العفوي) من حرائر سوريا إلى حرائر الشام (والشام ليست سوريا فقط، بل هي أكبر مساحة وأكثر أهلا، ولعلها بلاد العرب بامتياز).

            وإذا عدنا الآن مع الأستاذ محمد سليم إلى القطعة المعنية بالنقاش (هل تركت وليدها برعاية أبيه أم وحيدا)، نجد المفارقة نفسها تتفاعل. فالأستاذ سليم في رده على مشاركه يقول:

            (... أري أنكِ تقصدين ...وكأن البطلة ذهبت إلى ذات مطعم ..وألقت بوليدها ثم غادرت بغير رجعة؟!....
            وأظن أن دليلك هو ؛ أن الأم وضعت أبنها الرضيع وضعته على مقعد...و
            أيضا لأن القاصة لم تتطرق إلى الزوج ولم تؤشر له بالقافلة !؟
            وبناءً على وجهة نظرك أؤكد أن ؛ الرضيع جزءً من الأم فلا تتركه هكذا وتذهب إلا لو كان برعاية أبحان كما نوهت القاصة قبلا؟)

            "الأم" فعلا لا تترك طفلها إلا برعاية. لكن المفارقة المُغلّفة والعميقة تكمن في السؤال: هل هذه الزوجة "أم"؟ أو متى كانت "أما" أو حتى "زوجة"؟ إذا أثرنا مثل هذه الأسئلة نستطيع أن ندرك لماذا تركت طفلها دون رعاية، ولماذا تريده أن "يلتقط ألف صورة وقحة ، غرست في سكون الدماء، في وعي الضوء المعلق ، على جدار المودة والرحمة" التي تشير إلى تناقض وضعها مع وضع الزوجة الطبيعي، وهو ضع نعلم جيدا أنها لم تتمتع به. فهي لم تكن "أما" ولم تكن زوجة، بل كانت جسدا عاريا تحت عباءة سوداء تكشف أكثر مما تستر، فهي قد صرحت أنها ترى حالتها حالة "لقيطة" و"ساقطة"، مفردات يلفها غموض تداعي المعاني وتكاثرها حتى تستعصي على الثبات، (وقد عاملها زوجها معاملة أسوأ مما تعامل به لقيطة أو ساقطة).

            ولا شك أن ابنها في مثل هذه العلاقة ابن سِفاح حملت به نتيجة اغتصاب علني (في أحد الأماكن العامة). فالقصة أكدت أن حرائر العرب دمى، ورأت أن حالها لا يتخلف عما آلمها من اغتصاب الحرائر التي استشرى اغتصابهن حتى امتد إلى بلاد الشام عامة، وهكذا يكون الزمان قد جار على حرائر العرب جميعا! فهي من البداية، بقيت نقيضا لمفهوم الأمومة والأمهات، إذ لم تستقبل حملها بفرح ولا ولادة رضيعها بحرارة الأمومة: ((وعلمت أن الجنين ولدا، وانتظرت إلى أن جاء المخاض ، وفرح الجميع بقدومه وبارك، لكنني لم افرح!..
            كنت ألمح تعلق زوجي بابنه ، بعد اليوم الأول من ولادته،))

            بعد كل هذا، كيف لنا أن نقرأ احتفالها بأمومتها في مطعم كرهته وكرهت رائحة الشواء فيه، خاصة أن ذاكرة المكان لا زالت حية فيها، ففي مكان الاحتفال هذا تحديدا "انتهكت كرامتـ[ـها] ذات مرة"؟ ولعلها المرة التي منها جاء الرضيع! هل نستطيع أن نعود مع الأستاذ محمد سليم إلى "القص" ونصل إلى ما وصل إليه من نتيجة؟ وكأن هذه العودة هي نفسها عودة الزوجة إلى ذات المكان للاحتفال بأمومتها؟ فهو يقول:

            (......عموما لنعود إلى القصّ حيث جاء به التالي :
            (وضعتهُ على مقعد ، انتُهِكت عليه كرامتي ذات مرة ، ووجدتني أنهض... ابتعد! تركتهُ والجحيم رغبة قط، ينهش فوق الرصيف مجون ، أنجب على هامش الفضيلة عبثا ظامئا يتلوى،على بعد مقعد وحشي المواء غادرت المكان..الخ)

            الاقتطاف أعلاه (بالعودة إلى القصة) يؤكد أن الهاء ضمير متصل يعود حسب قواعد اللغة إلى أقرب اسم، وأقرب اسم هو الرضيع. فهذا الرضيع، الذي تَرَكَتْهُ في حفل أمومتها، هو مشروع فحل مستقبلي، والقصة نفسها أكدت هذا الأرهاص حين ربطت بينه وبين أبيه الفحل الذي كان شغوفا به منذ ولادته. وبما أن كل الرجال هم صورة عن زوجها فإن طفلها (الولد) سيكون فحلا آخر. وبما أنها قررت ترك الفحل لفحولته، فإنها ستترك أيضا فحل المستقبل. فهو في النهاية جاء نتيجة "الجحيم" التي هي رغبة قط، ينهش فوق الرصيف مجون: هل ننسى نهش الطعام ورائحة الشواء هنا، خاصة في هذا المطعم؟ هذا الطفل (الذي جاء نتيجة رغبة قط على هامش الفضيلة عبثا ظامئا يتلوى على بعد مقعد وحشي المواء) بكل هذه الصفات التي تربطه بصفات أبيه أو بصفات الفحول عموما، هذا الطفل هو الصلة الرابطة بين الأب والأبن، بين الفحول عموما. هل تتركه أم تغذيه لحرائر العرب؟

            وبالمناسبة (على بعد مقعد وحشي المواء) تعني المقعد الذي وضعت عليه الرضيع: (وضعتهُ على مقعد ، انتُهِكت عليه كرامتي ذات مرة). لقد تركته هنا على هذا المقعد ذي الدلالة وهي تحتفل بأمومتها (هل ثمة إشارة خفية لـ"موت" الأمومة تحت أحرف "أمومتي"؟). هنا تؤكد المفارقة أن أمومتها ليست أمومة حقيقية ولم تكن أمومة أبدا.

            وهكذا نستطيع القول إن الضحية على ما تبدي من ضعفها أصبحت ذات إرادة لتحتفل وحدها (دون أن يسحبها زوجها عارية تحت عباءتها) بأمومتها التي لم تكن أمومة، ولتقدم قربان السفاح على مذبح الانعتاق. فقرارها هذا جاء بعد أن أكدت أنها "ساقطة" من ذاكرة ثلج لم يتسع له ذراع الفضاء"، وهي إشارة إلى قرارها استعادة هذه الذاكرة، ذاكرة الطهارة والنقاء. لم تكن مصادفة أن تترك الرضيع على مقعد في مطعم تعرفه جيدا. فمثل هذا الفعل هو أولا طقس التطهر للانتقال من حال إلى حال، وهو ثانيا تأكيد القضاء المبرم على الفحل وبذوره. ومن يقرأ القصة بعد هذا القرار يدرك أن "لن يخسر النسيان الفقر، ولن يربح التذكر الغنى الشارد"، يدرك قطيعة مطلقة مع الماضي ولا عودة مطلقا لعري لا تستطيع إخفائه عباءة!


            الله الله..
            قلم شاهق يتحدث عن نفسه !!..
            حقيقة كان موفقا جدا دخولك للقصة من باب الغيم
            بهذا الاقتباس الدقيق والرائع!..
            (("ساقطة أنا اليوم . من ذاكرة ثلج لم يتسع له ذراع الفضاء."))
            !!!!!!!!
            ساقطة كـ ثلج نزل عنوة عن الغيم
            صافح الأرض بحب، وذاب قلبه حنينا وبكى
            لا يحب المنخفضات لايقع عليها
            يبكي على أي جرح، لايعجبه أن يكون
            على حرارةٍ من واقع!..
            هوخيال في الأصل، تحول إلى واقع في لحظة تعاطف مع المحبين
            يحبه الناس، تحتفل به الأرض
            عزيزعلى الأرض الخائنة!..؟؟
            سامي ومغدق على رؤؤس الجبال الشامخة!..؟؟
            ناصع/قاسي/مهيب/جميل/ومحبب/لكنه يذوب
            من أي شمس صادقة!..؟؟
            يتعاطف مع الشعاع، يعانقه، لأنه من .. ضوء!..؟؟
            ،،،،،،،،،،،،،،

            نعم ماذا أقول غير أنك من الأقلام التي يحق للصفحات
            أن تفخر كثيراً بحبرها حين قدوم
            أشكرك بعمق على هذا الهطول الاستثنائي
            كل الاعجاب لقلم صافح الغمام بغزارة وأناقة حبره
            سمونا مع جمال وتألق قراءة ننتظر ها دائما من مثقفينا ومبدعينا
            شكراً لكرمك ورقيك
            كل احترامي وتقديري
            ،،،،،،،،،،


            التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 20-04-2012, 17:25.

            تعليق

            • الهويمل أبو فهد
              مستشار أدبي
              • 22-07-2011
              • 1475

              #36
              المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة


              الله الله..
              قلم شاهق يتحدث عن نفسه !!..
              حقيقة كان موفقا جدا دخولك للقصة من باب الغيم
              بهذا الاقتباس الدقيق والرائع!..
              (("ساقطة أنا اليوم . من ذاكرة ثلج لم يتسع له ذراع الفضاء."))
              !!!!!!!!
              ساقطة كـ ثلج نزل عنوة عن الغيم
              صافح الأرض بحب، وذاب قلبه حنينا وبكى
              لا يحب المنخفضات لايقع عليها
              يبكي على أي جرح، لايعجبه أن يكون
              على حرارةٍ من واقع!..
              هوخيال في الأصل، تحول إلى واقع في لحظة تعاطف مع المحبين
              يحبه الناس، تحتفل به الأرض
              عزيزعلى الأرض الخائنة!..؟؟
              سامي ومغدق على رؤؤس الجبال الشامخة!..؟؟
              ناصع/قاسي/مهيب/جميل/ومحبب/لكنه يذوب
              من أي شمس صادقة!..؟؟
              يتعاطف مع الشعاع، يعانقه، لأنه من .. ضوء!..؟؟
              ،،،،،،،،،،،،،،

              نعم ماذا أقول غير أنك من الأقلام التي يحق للصفحات
              أن تفخر كثيراً بحبرها حين قدوم
              أشكرك بعمق على هذا الهطول الاستثنائي
              كل الاعجاب لقلم صافح الغمام بغزارة وأناقة حبره
              سمونا مع جمال وتألق قراءة ننتظر ها دائما من مثقفينا ومبدعينا
              شكراً لكرمك ورقيك
              كل احترامي وتقديري
              ،،،،،،،،،،

              الأستاذة وفاء عرب
              سعيد باستقبالك قراءتي وثنائك عليها، والشكر كله للأستاذ محمد سليم الذي يقتنص دائما ما هو جدير بالقراءة ويفتح لنا الأبواب للمساهمة، مثيرا من الآراء ما ييستثير التأمل والتفكير

              تحياتي وتقديري

              تعليق

              • محمد سليم
                سـ(كاتب)ـاخر
                • 19-05-2007
                • 2775

                #37
                المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
                الأخ العزيز محمد سليم،

                أشكر لك حسن ردك ووضوح تفسيرك

                لعلني أقبل صواب قراءتك بكل تفاصيلها، حتى فيما تراه "المسكوت عنه" بعد الولادة مباشرة، وأن زوجها كان حاضرا حين غادرت.
                فأنا أرى هذه تفاصيل بنائية تنتهي إلى تكوين القصة كاملة، ويمكن تفسيرها والاعتداد بها أو الاختلاف حولها بالرجوع إلى تفاصيل القصة الداخلية ضمن إطارها وأحداثها . لكن التركيز على هذا التوجة (وهو مهم جدا في مرحلة أولى) لا يدفع بالقصة إلى آفاقها الحتمية؛
                لنسأل مثلا ما الذي حدا بالبعض (في هذا المتصفح وفي غيره) أن يرى فيها ما يستثير الغضب والاحتجاج رغم أن الأمر لا يعدو كونه أولا قصة خيالية، ثم إن أحداث القصة (الخيالية) تدور حول حالة "شاذة"؟ والشاذ لا يعتد به.

                هل هم يدافعون عن ما هو شاذ؟ أم يرون في تصرفات الزوجة النهائية تهديدا لا ينبغي أن تأتيه "ضعيفة" من جنس "لطيف"؟ وكأن المقبول من الضعيفة من الجنس اللطيف أن تستكين وترضخ؟ بل إن البعض ربط التصرفات الشاذة هذه عرقيا وجغرافيا وتحمد الله أنها غير موجودة في مجتمعات أكثر لطفا وطاهرة ونقاء. فإذا كانت هذه هي الحال، فما الذي أزعجهم في تصرفات "فحل" شاذة غريبة وغير مألوفة تبعد عن حدودهم آلاف الأميال؟ لا أنكر في أسئلتي هذه على أي منهم رأية واستجابته، وإنما أريد أن أبين أن التفاصيل ليست هي المقصودة، بقدر ما أن البنية كاملة هي التي تثير الخوف والرعب.

                فمثل هذه الاستجابات (إيجابية أو سلبية على السواء) لم تأت نتيجة تفصيل حالة الطمث أو العري تحت عباءة، أو نتيجة جر الفحل زوجته بعنف، أو أنها ساقطة أو لقطية (هذه تفاصيل موقعية في زمنها)،
                بل جاء لأن القصة نفسها عباءة تخفي تحتها عريا بنيويا مُهدِدا، نحاول أن نخفيه وهو مكشوف.
                هذه هي المفارقة التي تشير إليها حالة حرائر العرب، ورغبات القطط، "والمودة والرحمة" ورائحة الشواء، وأقسام العائلات في المطاعم. تخيل قسم عائلات في مطعم!!! لا أستطيع أن أحصر تفاعل المفارقة: عائلة (خصوصية مطلقة) في مطعم (عمومية مطلقة)، كم من خصوصياتنا تمتزج بالعمومية؟ (يمارس الجنس، وهو أخص الخصوصيات، في مكان عام، في مطعم وبقسم العائلات): ترى كيف وأين تقف حركة المفارقة في مثل هذا المشهد؟ وكم يثير في إدراكنا أو في ذهننا سؤال التقاء الخاص بالعام في حياتنا. هذا ما يرعب الكثير حين يقرأ القصة، فيصب غضبه على التفاصيل لتكون التفاصيل عباءة مخرّمة تكشف ما نحاول ستره، وما نحاول سترة هو امتزاج الخاص بالعام والشاذ بالمألوف المقبول، وهكذا تكون المفارقة النهائية أن الأسرار مشاعة وإن الخاص أمر عام، وأن بطل القصة ليس حالة شاذة وإن اللطيف جنسا لم يكن لطيفا بل مستعبدا!

                المسكوت عنه ليس تفصيلا يكشفه تعريض أو كناية أو تشبيه؛ المسكوت عنه بنية قارة صلبة مستعصية يتكشف باستمرار من خلال مسامات الخطاب الذي يخفيه، سواء كان الخطاب قصيدة أو مقالا أو رواية أو قصة قصيرة. و"رغبات القطط" أحكمت حبك الستار فنسجت خصوصية الشذوذ من مادة عموميته، وعلى من شاء أن يحدق فيه مليا ليرى المسكوت عنه!
                [gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
                أخي العزيز / أبو الفهد..
                [/gdwl]الأديب الرائع والأستاذ المحترم
                تحية طيبة وبعد..
                * بظني أنه.. وصلك مقصدي لمّا قلت وكتبتُ عن ( المسكوت عنه ..المخفي) بالقص والذي يفهم من السياق العام للقص بغير دليل من ( تفكيك المعنى والمفردات)..وبظني لأي قص لا بد من وجود ( حدث أعلى ..قمة الذروة) والتي يتأت بعدها حل العقدة القصصية حيث أنا وأنت والقارئ يسأل نفسه على طول وعرض القصّ ماذا ستفعل الزوجة تجاه زوجها ومتى هذا الفعل وكيف يكون.. ؟!..فكان ما قلتُه أنا ( الزوج كان معها وطلبها )بغير دليل " مادي ...من حقل النصّ"هى النقطة الفاصلة بأن تستمر الزوجة أو لا تستمر مع هذا القط الوحشي وبالتالي هربت بطلة القص من وقع الصدمة ومن ذروة الحدث هروبا يتناسب ودقائق تكوينها النفسي والمجتمعي ..............
                * وبقولك لماذا رأي بعض قراء ما يثير الغضب والحنق رغم علمهم أن القص خيال ( لا يمسهم من قريب أو بعيد( خاصة و شخوص القص (حالات شاذة) نادرة بمجتمعنا العربي ؟!...أظنُ أنها إشكالية تخص المجتمع العربي برمته حيث لا يقبل النقد ..ولا يقبل بنسف " التابوهات" بكافة أشكالها وألوانها لأنه لا يملك قدرة على تغيير الواقع وسيظل هكذا مجتمع للأبد محكوما بتابوهات وأيقونات كاذبة لا يريد أن يقترب منها خوفا من المواجهة بل رعبا من فكرة " التفكير فيها أصلا "..ولذا كان ما كان من الحنق والغضب من النصّ وفكرته!!؟؟
                وما عليك أخي العزيز إلا أن تسأل
                من يعترض على فكرة القصّ وبنائية النصّ : وما الحل لتلك الإشكاليات الموجودة والمثارة بالقصّ ؟..لن تجد جوابا بل ستجد هروبا كــ النعام تدفن الرؤوس في الرمال ........
                * والطريف أن من يعترض لا يقدم حلولا لأي مشكلة بل لا يعرض علينا أي مشكلة كقراء لكتاباته ..وربما جل ما يجيد هو الحديث بالغزل أو الفخر بأمجاد العرب ...فهل بزمن هكذا نعيش يوجد متسع من وقت لنمارس ونكتب الغزل أو الفخر بأمجاد العرب العتيقة!؟...كيف تقوم الأمة من غفوتها ؟ أ بالفخر والغزل أم بالنقاش وفهم مشاكل المجتمع ومن ثم إيجاد حلول ناجعة لها .........و
                * ألا ترى أخي العزيز
                كيف أن ربيع العرب أتى بتيار إسلامي يلعب سياسة وجل سلاحه هو مجرد قراءات خاصة
                لنصوص الدين ؟؟( التى يجب أن تقرأ في كل زمان ومكان قراءات جديدة ..تناسب كل الأزمنة ...)و
                يا ليتها قراءة متفق عليها أتتبها هذاه التيارات بل هى قراءات متعددة بتعدد مشارب وأهداف تلك التيارات الإسلامية ! ؟ الساعية للسُلطة ....ويا ليتها قراءات جديدة من واقع النصّ بل قراءات مُجتره لا جديد فيها ...وأضحى المجتمع ( يلوك ) ما ألف عليه ولا يتقدم خطوة للأمام..
                مجتمع يجتر ماضيه ويتغنى بالثابت كي لا يوصم بالموت..نعم مجتمع يموت ويتغنى بما كان ففقد القدرة على الإبداع والمشاركة في تعمير الأرض ........أو لعل أحدهم يقول فينا : نُعمرها بإنجاب البنين والبنات " كــ بطل القصّ "
                حتى صرنا أمة كغثاء السيل لا مكان لنا غير الوديان ولن تُري لنا يوما راية نرفع لنفتخر بها ونقول للعالم ها نحن هنا على سفوح الجبال وغدا نعتلى كل قمة ..................................
                وتحيتي.
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 20-04-2012, 19:19.
                بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

                تعليق

                • وفاء الدوسري
                  عضو الملتقى
                  • 04-09-2008
                  • 6136

                  #38
                  للحقيقة رأيت الكثير من القراءات الانطباعية
                  لكن اعترف أن قراءة الأستاذ \ محمد سليم متفردة
                  من ناحية التحليل الموضوعي والنفسي والسردي

                  النص متى خرج من الكاتب صار من حق المتلقي
                  ولا يحق له الاعتراض على قراءته إلا إن كانت منافية لقواعد اللغة والمنطق وما لا يحتمل من التفسيرات المحتمله

                  هنا قام الأستاذ محمد وبكل براعة بإنتاج قراءة تفتح ما استحكم من إشارات وجمل وصور، وغاص بعيدا لأعماق لا يدركها إلا غواص ماهر

                  كنت أعلم أن الكل يتمنى أن يقرأه ملك الساخر، لذلك اجد نفسي محظوظة جدا بهذا العمل المتقن

                  وهذا التطريز الفكري التحليلي يعطيني انطباعا عن تأثير عملي وقبوله من قبل النخبة في هذا الملتقى العامر بأمثال القدير محمد سليم والكثير من الأصدقاء الفضلاء

                  بودي لو استطعت تقديم كل ما عندي من مهارة كي يكون العمل ناضجا أكثر
                  وبالتالي يحفز اكثرالاستاذ القدير\ محمد سليم
                  اخجلتني بهذه القراءة الفذة
                  ولا ادري كيف اشكرك عليها
                  ابدعت/ ابدعت/ ابدعت
                  ودي وتقديري كله







                  التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 05-05-2012, 02:13.

                  تعليق

                  • محمد سليم
                    سـ(كاتب)ـاخر
                    • 19-05-2007
                    • 2775

                    #39
                    المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
                    للحقيقة رأيت الكثير من القراءات الانطباعية
                    لكن اعترف أن قراءة الأستاذ \ محمد سليم متفردة
                    من ناحية التحليل الموضوعي والنفسي والسردي

                    النص متى خرج من الكاتب صار من حق المتلقي
                    ولا يحق له الاعتراض على قراءته إلا إن كانت منافية لقواعد اللغة والمنطق وما لا يحتمل من التفسيرات المحتمله

                    هنا قام الأستاذ محمد وبكل براعة بإنتاج قراءة تفتح ما استحكم من إشارات وجمل وصور، وغاص بعيدا لأعماق لا يدركها إلا غواص ماهر

                    كنت أعلم أن الكل يتمنى أن يقرأه ملك الساخر، لذلك اجد نفسي محظوظة جدا بهذا العمل المتقن

                    وهذا التطريز الفكري التحليلي يعطيني انطباعا عن تأثير عملي وقبوله من قبل النخبة في هذا الملتقى العامر بأمثال القدير محمد سليم والكثير من الأصدقاء الفضلاء

                    بودي لو استطعت تقديم كل ما عندي من مهارة كي يكون العمل ناضجا أكثر
                    وبالتالي يحفز اكثر
                    الاستاذ القدير\ محمد سليم

                    اخجلتني بهذه القراءة الفذة
                    ولا ادري كيف اشكرك عليها
                    ابدعت/ ابدعت/ ابدعت
                    ودي وتقديري كله







                    ا[gdwl]لأديبة الأستاذة ..والأخت الفاضلة وفاء عرب...[/gdwl]
                    تحية طيبة وبعد ...الآن
                    سعادتي لا توصف وأنا( أُمزمز) تعليقك هذا على مهل وبمزاج رائق
                    ويا ليتكِ أطلتِ يا بخيلة حد الشُح هاهاهاهاهاهاهاهاها)
                    شكرا شكرا الأخت الجميلة وفاء ..نعم..
                    بمقدار ما يفرح القاص بأي قراءة في نصّه أيضا يفرح كاتب القراءة بأي تعليق أو مشاركة تتفق أو تختلف مع ما سطّر من قراءة .. فما بالكِ لو أعجبت القراءة صاحب النصّ وأتفق معها لحد كبير .. بجد؟وسر بيني وبينك !..كتابة مثل هذه القراءات مني أعتبرها نوع من ( التحدي اللذيذ) مع النفس .. بزعم القدرة على قراءة ( عقل وفكر وثقافة ) القاص ..ولاشك أنها قراءات جديدة ؟حيث أعبّر فيها عن نفسي بحرية وأترك لها العنان لتحلق (داخل) النصّ دون ما تقيّد بتلك المدارس النقدية الواردة لنا من الغرب!؟)....وبرضو..قراءاتي تلك التى أكتبها
                    حاجة للورثة هاهاهاهاها بعد مليون سنة سيقولون هذا ما ترك أبي ............................
                    تحياتي أيتها الأديبة بحق ..والقاصة عن جدارة لم تمتلكين من مقدرة عجيبة للسيطرة على عقل القارئ ..حقا أنتِ تحققين معادلة ومتعة ( غرابة الأدب وحرفيته التلقائية ..كسهل ممتنع) وبجدارة ..ولذ .. فقط يكفي القارئ أن يجد لوفاء عرب قصة إلا وسيهرول ليستمتع بما سطر قلمها وريشتها الأدبية الشاهقة والغنية ثقافيا وووووووالخ...............
                    مليون مليون تحية .....
                    ( روحي يا شيخة ربنا يجبر خاطرك كما جبرتي خاطري وخاطر الورثة هاهاهاها هاهاها
                    الذين لم يولدوا بعد- يعني ما زالوا بعالم الزر- )

                    سنك يو ..مرسي بيغو .....وبكل لغات العالم تحياتي
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 05-05-2012, 09:32.
                    بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

                    تعليق

                    • فات الميعاد
                      • 23-07-2012
                      • 8

                      #40
                      أحببتُ القصّة جدًّا, بفكرتِها ولغتِها. فكأنّها كتبت على ذوقي ^_^. و وجدتُ متعةً وروعةً أكبر في قراءةِ النقدِ والتحليلِ, والاختلافِ في تأويلِ النّهاية. شكرًا لروحِكَ أستاذ محمّد سليم, ولإبداعِك أستاذ أبو فهد, وللشاعرة وفاء باقاتُ شكرٍ وباقات.

                      تعليق

                      • mmogy
                        كاتب
                        • 16-05-2007
                        • 11282

                        #41
                        فات الميعاد وبقينا بعاد والنار بقت دخان ورماد أهلا بك ولكن ألا ترى أن هذا الاسم المستعار غير لائق لصاحب اسلوب جميل مثلك ولا لملتقى يضم أدباء وكتاب كبار مثلك .. أتمنى موافاتي باسمك الحقيقي ثنائي أو ثلاثي أو خماسي لو أحببت وثق أننا لن نبلغ المخابرات الأمريكية عن مكان تواجدك هنا بيننا هههه
                        كل عام وانت طيب وننتظر الكشف عن اسمك الحقيقي أو اختيار أي اسم طبيعي مثل محمد عبد ربه أو توفيق عكاشة أو أي اسم اخر يليق بهذا المكان
                        إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                        يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                        عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                        وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                        وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                        تعليق

                        • فات الميعاد
                          • 23-07-2012
                          • 8

                          #42
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
                          فات الميعاد وبقينا بعاد والنار بقت دخان ورماد أهلا بك ولكن ألا ترى أن هذا الاسم المستعار غير لائق لصاحب اسلوب جميل مثلك ولا لملتقى يضم أدباء وكتاب كبار مثلك .. أتمنى موافاتي باسمك الحقيقي ثنائي أو ثلاثي أو خماسي لو أحببت وثق أننا لن نبلغ المخابرات الأمريكية عن مكان تواجدك هنا بيننا هههه
                          كل عام وانت طيب وننتظر الكشف عن اسمك الحقيقي أو اختيار أي اسم طبيعي مثل محمد عبد ربه أو توفيق عكاشة أو أي اسم اخر يليق بهذا المكان
                          ههههه لا بدّ أن تقول حياة الدرديري لا توفيق عكاشة .^_^. شكرًا للطفِكَ ولترحيبكَ أستاذي, وكلّ عامٍ وأنت بصحّة وعافية. التسجيل بأسماء أغنيات أم كلثوم هي عادةٌ أخذتُ عليها منذ بدايات دخولي على شبكة الإنترنت, ولم أستطع التخلّص منها حتى الآن .^_^. يسعدُني أنْ تغيّرَه إلى سميّة كريم وسأكونُ ممتنّةً وشاكرة لكرمِك.

                          تعليق

                          • وفاء الدوسري
                            عضو الملتقى
                            • 04-09-2008
                            • 6136

                            #43
                            المشاركة الأصلية بواسطة فات الميعاد مشاهدة المشاركة
                            أحببتُ القصّة جدًّا, بفكرتِها ولغتِها. فكأنّها كتبت على ذوقي ^_^. و وجدتُ متعةً وروعةً أكبر في قراءةِ النقدِ والتحليلِ, والاختلافِ في تأويلِ النّهاية. شكرًا لروحِكَ أستاذ محمّد سليم, ولإبداعِك أستاذ أبو فهد, وللشاعرة وفاء باقاتُ شكرٍ وباقات.
                            الأخت /سمية
                            شكرا لحضورك هنا وتخيرك هذه القراءة لتفتتحي بها
                            مشاركاتك في ملتقى الادباء
                            وأنا أيضاً وجدتُ متعةً وروعةً أكبر
                            في قراءةِ النقدِ والتحليلِ والاختلافِ في تأويلِ النّهاية
                            خالص الشكر للأستاذ محمّد سليم, والأستاذ أبو فهد
                            للجميع كل التقدير،،،
                            التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 26-07-2012, 02:23.

                            تعليق

                            • محمد سليم
                              سـ(كاتب)ـاخر
                              • 19-05-2007
                              • 2775

                              #44
                              المشاركة الأصلية بواسطة فات الميعاد مشاهدة المشاركة
                              أحببتُ القصّة جدًّا, بفكرتِها ولغتِها. فكأنّها كتبت على ذوقي ^_^. و وجدتُ متعةً وروعةً أكبر في قراءةِ النقدِ والتحليلِ, والاختلافِ في تأويلِ النّهاية. شكرًا لروحِكَ أستاذ محمّد سليم, ولإبداعِك أستاذ أبو فهد, وللشاعرة وفاء باقاتُ شكرٍ وباقات.
                              وتشكراتي الأديبة / فات الميعاد ...على ذوقك الرفيع ..
                              مع أنى ( متزهمر) ولا أكاد أذكر الميعاد ....للسن أحكام ..فهلا ذكّرتني هاهاهاهاها

                              ..............................تحياتي
                              بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

                              تعليق

                              • محمد سليم
                                سـ(كاتب)ـاخر
                                • 19-05-2007
                                • 2775

                                #45
                                المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
                                الأخت /سمية
                                شكرا لحضورك هنا وتخيرك هذه القراءة لتفتتحي بها
                                مشاركاتك في ملتقى الادباء
                                وأنا أيضاً وجدتُ متعةً وروعةً أكبر
                                في قراءةِ النقدِ والتحليلِ والاختلافِ في تأويلِ النّهاية
                                خالص الشكر للأستاذ محمّد سليم, والأستاذ أبو فهد
                                للجميع كل التقدير،،،
                                وتقديري لكم ..الأديبة الرائعة وفاء ..والأديب الهويمل ..وكل من شارك لإثراء النقاش

                                والمشاركة .......................رمضان كريم السيدات والسادة .
                                بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

                                تعليق

                                يعمل...
                                X