للحنين .. طرق أخرى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد ثلجي
    أديب وكاتب
    • 01-04-2008
    • 1607

    #16
    أخي الأستاذ ربيع عقب الباب تحيه طيبة :

    كنت أول من قرأ النص لحظة إدراجه وكم حاول أن أكون أوّل من يعلّق عليه ويقرأه قراءة نقدية جادة لتعمّ الفائدة وليأخذ حقه الطبيعي .. لأني أرى أن هذا النص كتبت في لحظة تأمل عميق وأسلوب متمكن وطريف..

    يغلب على أعمال الأديب ربيع عقب الباب كما هو معروف استصراخ الضمير البشري وانحيازه الكامل لمحنة الإنسان وعذاباته أياً كان موقعه .. وهذه سمة جوهرية في كتاباته عموماً سواء القصصية أو الشعرية والتي لا تثق إلا بالعالم الإنساني .. متأملاً إذ ذاك عميقاً الكينونة البشرية الهشة التي غالباً ما تنكسر أمام زيف الأنظمة والأعراف الاجتماعية والقوانين الوضعية.." أعانق حزني كرصيف متأرجح/أعانق رصيفي كحزن متأرجح " ..العناق يحيلنا مباشرة للعاطفة الإنسانية في أسمى معانيها وربط ذلك بالرصيف مأوى المعذبين والمشردين في الأرض هو ربط فني موح على الأغلب وإعادة قلب الصورة فيه إشارة واضحة للتآمر المادي على الإنسان والوطن. الفلسفة حاضرة بيد أنها فلسفة تنبع من صميم الذات الشاعرة عندما تكون مشبعة وغارقة في تجلياتها وصوفيتها بعيداً عن كونها قيمة مطلقة قد تسقط أمام عذابها الفردي ومعاناتها الذاتية.

    إلى جانب الهموم الإنسانية تستبد بالشاعر شواغل ذات صلة كالمرأة بكامل حضورها .. سواء الحسي أو النفسي وكلاهما ينسجمان تماماً مع الواقع الإنساني البسيط .. أو الضعف الإنساني في مواجهة السلطة / القوة / النفوذ / الظلم / الانتهازية / التآمر / .." أرفف المكتبات عند الجيران / بين نهدي حالمة / في حلم عاشق / بل تعطي نفسها للترمس / البقال / الفلفل / البهارات لحاوية قمامة " .. يتجاوز الشاعر غير بعيد الحالة التي وسم بها النص " الحالة الإنسانية" الغارقة في بحار الهزيمة والنكران إلى عالم المرأة والأحلام والرؤى .. يمكن تشبيه هذا التجاوز بالغصن الذي يتفرع عن الجذع .. ثمة علائقية وجودية ومادية تربطهما .. وتظلّ القيمة والبعد الحيوي هما الحكم الفصل.

    الصورة الشعرية غالباً ما تكون ملامسة لأرضية البناء الشعري أو البنية التحتية للنص .. لأن في ذلك احترام للقارئ وللغة وللشعر حتى لا يكون تخبطاً وحسب وشطحات لجمل مركبة على غير هدى .. ويمكن حصر ذلك بالأسلوب التشكيلي والرؤيوي ساعياً بذلك لتعزيز حيوية الحدث الشعري والإخبار بالتلميح أو عند ترك انطباعات لجمل مركبة إيحائيا وانزياح دلالي وإضافي أو المجاز الذي يعمل على أحالة المتخيل للمادة على الأغلب .. " تخلت الضفة عن خضرتها / بعد أن التهما الصمت / أسلمها لأحجار البازلت والجرانيت " ..

    هذا من جهة الفكرة العامة للنص والذي يسمح لنا لاعتبارات كثيرة أن نتصور حالة الشاعر لحظة الكتابة بتخيلها ومن ثمّ فهمنا للمكتوب .. أما على الجانب الآخر والتي يمكن أن نقول أنها جوانب ترتبط بطبيعة الشاعر النفسية وذلك عند تعرفنا على كتابات وأعمال أخرى للشاعر منها على سبيل المثال هاجس البحث عن المرأة الحلم .. والتي لا يجدها بكامل هندامها في الواقع .. أو قد يكون ثمة إقصاء للمرأة الموجودة في الأصل لا سيّما أن ذلك الوجود مادي بحت بعيد جداً عن الذات الشاعرة الرقيقة والتي تبحث بدورها عن الجمال / التمرد / العصيان / الخروج عن النص ...
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد ثلجي; الساعة 29-06-2012, 06:48.
    ***
    إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
    يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
    كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
    أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
    وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
    قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
    يساوى قتيلاً بقابرهِ

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء الرسول مشاهدة المشاركة
      استاذي ربيع

      قد تملكني الحزن من نصك لأن النص ثاقب في جدار الألم

      كنت قديرا هنا

      يثبت
      المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء الرسول مشاهدة المشاركة
      استاذي ربيع

      قد تملكني الحزن من نصك لأن النص ثاقب في جدار الألم

      كنت قديرا هنا

      يثبت
      سوف أرد عليك هنا ، ربما قبل بعض الزيارات السابقة
      ربما لأشير بما لك من دور من دور فاعل كرئيس تحرير لهذا القسم
      أنت مسئولة عن النصوص المطروحة ضمنيا متضامنة مع الشعراء
      و إلا ما كنت تركتها هنا ، في الملتقى العام ، و تم ترحيلها إلي الورشة
      الشعرية أو المختبر ؛ لذا فإنه يتوجب عليك الدفاع عن وجهة نظرك ،
      التي ذهبت بك إلي تركها هنا ، و لم تقومي بترحيلها .. و هذا مالم
      أجده في نص الاستاذ زياد هديب ، و صمتك العجيب و المريب حيال ما تعرض
      له من عسف ، في حين يتم هنا العكس ، تثبيت لهذا النص الذي أراه أقل إجادة
      من الآخر
      و عليه لم أعد أثق فيما تذهبون إليه ، و أطالبك بحذف هذا النص ، الذي كان
      آخر نصوصي المطروحة هنا !

      خالص احترامي
      التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 29-06-2012, 14:05.
      sigpic

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة وليد مروك مشاهدة المشاركة
        مواجع الذكرى لا تكف عن النزيف .. تختبئ بين المرايا وجوه كل العابثين .. ووحدك تغرد منفردا متميزا مشاغبا .. لا تتأبط و تستسلم لمرارة الرتابة الواهية .. كن كما أردت سيدي .. أسجل اعترافي بفيض وروعة المغزى .. لك تحياتي وودي واحترامي لهامتك البهية ..
        أستاذي وليد .. شكرا على زيارتك الرائعة
        كل ما جاء هنا اسرني و حدثني كثيرا
        و لولا حذف النص لرددت الحديث بحديث

        تقبل خالص احترامي
        sigpic

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد مثقال الخضور مشاهدة المشاركة
          إنها الآن في بطن الصمت
          محض وجبة لملء احتمالاته

          ما أروع هذا !
          الصمت مجموعة من الاحتمالات والضجيج
          الجبال صامتة
          الأرض مقبرة ، الجبال شواهدها
          والمشهد صامت لدرجة الصراخ
          شيء ما ربما ينفجر
          كما تتفجر اللغة بين يديك
          والمعاني في قلبك
          والحزن على ضفتي العين

          رائع حنينك
          الذي يبحث عن أمِّ لهذا الكون اليتيم

          شكرا لك أستاذي
          فأنت تأخذ بيد اللغة
          إلى مدارج الطفولة . . والجنون

          محبتي
          ما أجملك محمد الخضور ، و ما أشهى حديثك !

          محبتي
          sigpic

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء الرسول مشاهدة المشاركة
            استاذي ربيع

            قد تملكني الحزن من نصك لأن النص ثاقب في جدار الألم

            كنت قديرا هنا

            يثبت
            كنت رائعة استاذة نجلاء
            فمعذرة لما حدث .. كانت عيناي عند طبيب العيون حتى عادت إلي اليوم !

            شكرا كثيرا لك أستاذة
            التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 20-07-2013, 14:19.
            sigpic

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة غالية ابو ستة مشاهدة المشاركة
              أنفلت من حزني
              من رصيفي
              مما ظل متأرجحا
              ألقي بي للنهر
              فيتهالك ضحكا
              وأتهالك غرقا
              وهو يقذف قبضته في حلقي
              متفننا في تعرية ما خبأت
              من ظنون ..
              وعود ..
              نساء ..
              أشلاء رجال يسكنون برئتي بكامل أحلامهم
              بنفس الوجوه اللامعة
              يجرعون كؤوس البراعة
              غازلين القبل و النكات الظامئة للعبث
              اللعبة القديمة ذاتها حاضرة
              والخيار مفتوح النوايا
              و كثوب أتلفته الثقوب .. يلقي بي على امتداد شقوتي !

              ما بين الضفة و النهر
              أسئلة عرجاء
              نسيت أرجلها
              نسيت حتى أين نسيتها
              أهناك حيث أدركت أن الكتب لا تنام تحت الوسادة
              أرفف المكتبات عند الجيران
              بين نهدي حالمة
              في حلم عاشق
              بل تعطي نفسها للترمس / البقالة / الفلفل / البهارات
              لحاوية قمامة
              لأصابع تمسح وسخ الطفل
              لضحكة تطلقها طائرة في الهواء
              لا فرق بين ( أم ) جوركي
              ( تجليات ) ابن عربي
              ********************************
              المح في القصيدة الجميلة توجّساً مريباً---فهي تضع كفها اليمنى على قلبها
              وما انفلت من حزنها على الشواطئ-
              مما ظل متأرجحاً ألقى بي في النهر
              هو يضحك وأنا أغرق
              يقذف قبضته بقسوة في
              حلقي ليخرج منه ما يريد
              أي تصوير دقيق للقسوة هنا؟!
              أعجبني كثيراًالتصوير
              في المقطع الثاني
              عن الأسئلة العرجاء
              جميل أن ينفض الإنسان همومه
              تكتب بقلم مبدع جميل|بصور غاية
              في الدقةعن أرفف الكتب--وكيف تخاف
              من ألا تصبح الا لفافات في البقالة أو تمسيح الاطفال
              النص رائع يبحث عن طاقة أمل لتعايش يخاف فقدانه
              من كل قلبي أرجو أن تكون الواقع أجمل--وأرق
              القصيدة معبرة خير تعبير عن إنسان همه مجتمعه
              وما يعتريه من تغيرات ولكل جديد رهبته وهواجسه المرافقة
              من كل قلبي أتمنى لقلبك الفرح والسعادة-فأنت الربيع الجميل
              تحياتي واحترامي-----ودمت بكل الخير
              لك يا مصر السلامة
              ما أجمل روحك أيتها الشاعرة الكبيرة !
              هل رأيت أستاذة أخيب من شاعر يخسف بعمله الأرض لصالح لا شيء ؟!
              هل رأيت استاذة كيف أضعت نفسي و أنكرت على عملي أن يكون جميلا أو صالحا للقراءة
              لصالح هباء و نكران ؟!
              شكرا لك أستاذتي على جميل ما نثرت هنا
              بارك الله فيك
              و كل سنة و أنت طيبة
              التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 20-07-2013, 18:55.
              sigpic

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد ثلجي مشاهدة المشاركة
                أخي الأستاذ ربيع عقب الباب تحيه طيبة :

                كنت أول من قرأ النص لحظة إدراجه وكم حاول أن أكون أوّل من يعلّق عليه ويقرأه قراءة نقدية جادة لتعمّ الفائدة وليأخذ حقه الطبيعي .. لأني أرى أن هذا النص كتبت في لحظة تأمل عميق وأسلوب متمكن وطريف..

                يغلب على أعمال الأديب ربيع عقب الباب كما هو معروف استصراخ الضمير البشري وانحيازه الكامل لمحنة الإنسان وعذاباته أياً كان موقعه .. وهذه سمة جوهرية في كتاباته عموماً سواء القصصية أو الشعرية والتي لا تثق إلا بالعالم الإنساني .. متأملاً إذ ذاك عميقاً الكينونة البشرية الهشة التي غالباً ما تنكسر أمام زيف الأنظمة والأعراف الاجتماعية والقوانين الوضعية.." أعانق حزني كرصيف متأرجح/أعانق رصيفي كحزن متأرجح " ..العناق يحيلنا مباشرة للعاطفة الإنسانية في أسمى معانيها وربط ذلك بالرصيف مأوى المعذبين والمشردين في الأرض هو ربط فني موح على الأغلب وإعادة قلب الصورة فيه إشارة واضحة للتآمر المادي على الإنسان والوطن. الفلسفة حاضرة بيد أنها فلسفة تنبع من صميم الذات الشاعرة عندما تكون مشبعة وغارقة في تجلياتها وصوفيتها بعيداً عن كونها قيمة مطلقة قد تسقط أمام عذابها الفردي ومعاناتها الذاتية.

                إلى جانب الهموم الإنسانية تستبد بالشاعر شواغل ذات صلة كالمرأة بكامل حضورها .. سواء الحسي أو النفسي وكلاهما ينسجمان تماماً مع الواقع الإنساني البسيط .. أو الضعف الإنساني في مواجهة السلطة / القوة / النفوذ / الظلم / الانتهازية / التآمر / .." أرفف المكتبات عند الجيران / بين نهدي حالمة / في حلم عاشق / بل تعطي نفسها للترمس / البقال / الفلفل / البهارات لحاوية قمامة " .. يتجاوز الشاعر غير بعيد الحالة التي وسم بها النص " الحالة الإنسانية" الغارقة في بحار الهزيمة والنكران إلى عالم المرأة والأحلام والرؤى .. يمكن تشبيه هذا التجاوز بالغصن الذي يتفرع عن الجذع .. ثمة علائقية وجودية ومادية تربطهما .. وتظلّ القيمة والبعد الحيوي هما الحكم الفصل.

                الصورة الشعرية غالباً ما تكون ملامسة لأرضية البناء الشعري أو البنية التحتية للنص .. لأن في ذلك احترام للقارئ وللغة وللشعر حتى لا يكون تخبطاً وحسب وشطحات لجمل مركبة على غير هدى .. ويمكن حصر ذلك بالأسلوب التشكيلي والرؤيوي ساعياً بذلك لتعزيز حيوية الحدث الشعري والإخبار بالتلميح أو عند ترك انطباعات لجمل مركبة إيحائيا وانزياح دلالي وإضافي أو المجاز الذي يعمل على أحالة المتخيل للمادة على الأغلب .. " تخلت الضفة عن خضرتها / بعد أن التهما الصمت / أسلمها لأحجار البازلت والجرانيت " ..

                هذا من جهة الفكرة العامة للنص والذي يسمح لنا لاعتبارات كثيرة أن نتصور حالة الشاعر لحظة الكتابة بتخيلها ومن ثمّ فهمنا للمكتوب .. أما على الجانب الآخر والتي يمكن أن نقول أنها جوانب ترتبط بطبيعة الشاعر النفسية وذلك عند تعرفنا على كتابات وأعمال أخرى للشاعر منها على سبيل المثال هاجس البحث عن المرأة الحلم .. والتي لا يجدها بكامل هندامها في الواقع .. أو قد يكون ثمة إقصاء للمرأة الموجودة في الأصل لا سيّما أن ذلك الوجود مادي بحت بعيد جداً عن الذات الشاعرة الرقيقة والتي تبحث بدورها عن الجمال / التمرد / العصيان / الخروج عن النص ...
                حين رأوا دراستك و قراءتك القيمة جن جنونهم
                و قالوا : رأيناك معهم تعقد الصفقة يا صاحب المبدأ و المثالية ..
                كيف هان عليك كبيرنا ؟
                كيف تتآمر ضده ... ؟
                دقوا عقلي بمنجلة ، أفسحوني موتا و تمزيقا لأجل ماذا ؟
                أنا آسف كثيرا محمد ثلجي
                و آسف لهذا الجهد الذي تم حجبه كل هذا الوقت

                كل سنة و أنت طيب
                محبتي
                sigpic

                تعليق

                • سليمى السرايري
                  مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                  • 08-01-2010
                  • 13572

                  #23


                  هل كان الكاتب
                  هنا يرنو إلى شيء لم يتحقق؟؟
                  شيء يشبه الحزن
                  يشبه الرصيف؟؟
                  فالحزن والرصيف توأمان لحالة واحدة "الوحدة"
                  حالة متأرجحة بين الشكّ واليقين ، بين أمل في العثور عن مفقود
                  حالة فقد تطفو و ضبابيّة حاول أن يلوّن بها لوحة أولى
                  جاءت عفويّة كبداية لشجن يقطن زوايا الروح.
                  -
                  والضفّة ، ليست إلاّ ذلك الانتظار الذي يشاغبنا ، حين تسرع الخطى نحو المجهول...
                  تلك الخطى التي مازلنا ننتظرها عند اسفل الحلم.

                  الكاتب مليء بالوجع،،،و كأنّ دخانا يصعد من روحه،
                  يجوب صرخة عالقة.....متأرجحة بين الكبت والانطلاق....

                  -
                  وهنا لابدّ من استحضار الأنثى،أو توظيفها ،

                  ربّما لتخفّف حدّة ذلك الوجع..
                  أو ربّما أرادها الكاتب ربيع عقب الباب، موجودة رغم الصمت الجاثم والألوان الشاحبة....
                  -
                  هنا يحاول في لوحة ثانية، أن يتخلّص تماما من زنزانة خفيّة بلا قضبان ،،
                  بلا جدران،،
                  ولا سلاسل

                  أراد الإنفلات - وليس الهروب ،
                  وكأنّ فزّاعة في ذلك الضباب الذي ازداد قتامة في اللوحة الثانية، خنقه ...

                  -
                  نعم انه "الإختناق"

                  الإختناق الذي يسقط علينا فجأة حين تضيق الاتجاهات,,,
                  وتموء في الزوايا آهة متأرجحة أيضا

                  اختناق حدّ الغرق...
                  الاختناق حدّ البوح بما اكتظّ به القلب وفاضت به النفس...
                  -
                  هكذا كان يتقن بانوراميّة الموت البطيئ والحياة فوظّف النهر للغرق
                  ورئتيه لوجوه عابرة و أجساد منهكة...(الرئتان اشارة للحياة)
                  وجوه و أجساد أنهكتها سطحية الذات العابثة...
                  لذا لا نستغرب كل هذا الحضور: للشعر - للحزن- للقلق- للموت
                  وتلك العتمة الرابضة هناك في استعداد للقفز كلّما ارتفع الصدى وتموّج النصّ.
                  -
                  ربيع عقب الباب، من الذين لا حدود للغتهم،
                  فهو يحملك إلى أبعد مكان بين الأرض والسماء –
                  أستطيع أن أطلق عليه : شاعر قصيدة التفاصيل....

                  وما أصعبها ....
                  -
                  انظروا هنا ونحن نلامس أبعاد اللوحة الثالثة وهي اللوحة أكثر التفاصيل دقّة و وصف ..
                  وصف سرياليّ يجعل المتلقّي يبحث عن مخرج لأسئلة عرجاء,,
                  و يتعاطف معها،،،
                  ويعطف عليها،،
                  ويبحث لها عن حلّ ...
                  -
                  كائنات متحركة داخل هذا المشهد التشكيلي,,,
                  اسئلة لها أرجل يمكن بترها في لحظة نسيان....
                  توظيف ذكيّ، ليعود بنا في خفّة متناهية إلى تلك الأنثى التي تسكنه
                  أنثى تشبه الغيوم
                  فهي سريعة الحضور والاختفاء....
                  سريعة الانسجام ،سريعة الانفعال.
                  -
                  مزج الشاعر الأسئلة العرجاء ، مع الجسد الحالم بالعشق و المعشوق
                  انزاح في تصوير مدهش نحو تفاصيل أخرى كثيرة وعميقة ومتعبة..لدرجة الغياب واللاّعودة.
                  تدور أحداث متفرّعة إلى اتجاهات مختلفة وكأنّ الشاعر نسى أين هو بالضبط...
                  تماما كما الاسئلة التي نست أرجلها....
                  -
                  هل هي لعبة المصير؟؟
                  مصير الانسان بما يحمل في ذاته من وجع وحب وهذيان...؟؟

                  هل هو القلق من شيء ما لا يعرفه الشاعر نفسه؟؟
                  كان لابدّ للصراخ هنا وللرفض نظرة المجتمع الذي أصبح لا يضمّ الكتاب
                  ويستهلك حشاشة الناص وما خطّه لأغراض أخرى
                  .
                  اشارة ذكيّة مليئة بالقهر والوجع والخيبة حين تُدَسّ مشاعرنا في "حاويات القمامة"
                  وتُصبح خلجاتنا حطبا لسهرات آخر العتمة حين يسكن الليل إلى نفسه ولا يبقى سوى "بقبقة " في براد شاي يلتهم
                  حروفا تبكي وكلمات تحترق......
                  -
                  ربيع عقب الباب، جعلنا فعلا نتأرجح بين الجمال حدّ السعادة وبين الحيرة حد الضياع...
                  لنغوص أعمق في اللوحة الأخيرة وقد وظف بذكاء ملفت،
                  قدرته على توظيف الأسطورة، اشارة إلى المرأة الأفعى...

                  ولمحنا من خلال هذا التوظيف "لاميا"
                  ضحيّة الغيرة والحقد كيف تحوّلت إلى أفعى تخرج ليلا لقتل الأطفال......
                  وهي تلبس في الليل غير ما تظهر به على جسد النهار....

                  -
                  نحن أمام شخصيّة كبيرة بمخزونها الثقافي الواسع
                  بانسانيّتها الراقية
                  بضعفها وقوّتها في آن ٍ
                  بصبرها
                  بشجنها
                  بغضبها
                  بطيبتها...

                  شخصيّة لا نستطيع أن نمرّ بها مرور الكرام

                  هي:

                  ربيـــع عقـــب البـــاب.

                  لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                  تعليق

                  • ربيع عقب الباب
                    مستشار أدبي
                    طائر النورس
                    • 29-07-2008
                    • 25792

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة



                    هل كان الكاتب هنا يرنو إلى شيء لم يتحقق؟؟
                    شيء يشبه الحزن
                    يشبه الرصيف؟؟
                    فالحزن والرصيف توأمان لحالة واحدة "الوحدة"
                    حالة متأرجحة بين الشكّ واليقين ، بين أمل في العثور عن مفقود
                    حالة فقد تطفو و ضبابيّة حاول أن يلوّن بها لوحة أولى
                    جاءت عفويّة كبداية لشجن يقطن زوايا الروح.
                    -
                    والضفّة ، ليست إلاّ ذلك الانتظار الذي يشاغبنا ، حين تسرع الخطى نحو المجهول...
                    تلك الخطى التي مازلنا ننتظرها عند اسفل الحلم.

                    الكاتب مليء بالوجع،،،و كأنّ دخانا يصعد من روحه،
                    يجوب صرخة عالقة.....متأرجحة بين الكبت والانطلاق....

                    -
                    وهنا لابدّ من استحضار الأنثى،أو توظيفها ،

                    ربّما لتخفّف حدّة ذلك الوجع..
                    أو ربّما أرادها الكاتب ربيع عقب الباب، موجودة رغم الصمت الجاثم والألوان الشاحبة....
                    -
                    هنا يحاول في لوحة ثانية، أن يتخلّص تماما من زنزانة خفيّة بلا قضبان ،،
                    بلا جدران،،
                    ولا سلاسل

                    أراد الإنفلات - وليس الهروب ،
                    وكأنّ فزّاعة في ذلك الضباب الذي ازداد قتامة في اللوحة الثانية، خنقه ...

                    -
                    نعم انه "الإختناق"

                    الإختناق الذي يسقط علينا فجأة حين تضيق الاتجاهات,,,
                    وتموء في الزوايا آهة متأرجحة أيضا

                    اختناق حدّ الغرق...
                    الاختناق حدّ البوح بما اكتظّ به القلب وفاضت به النفس...
                    -
                    هكذا كان يتقن بانوراميّة الموت البطيئ والحياة فوظّف النهر للغرق
                    ورئتيه لوجوه عابرة و أجساد منهكة...(الرئتان اشارة للحياة)
                    وجوه و أجساد أنهكتها سطحية الذات العابثة...
                    لذا لا نستغرب كل هذا الحضور: للشعر - للحزن- للقلق- للموت
                    وتلك العتمة الرابضة هناك في استعداد للقفز كلّما ارتفع الصدى وتموّج النصّ.
                    -
                    ربيع عقب الباب، من الذين لا حدود للغتهم،
                    فهو يحملك إلى أبعد مكان بين الأرض والسماء –
                    أستطيع أن أطلق عليه : شاعر قصيدة التفاصيل....

                    وما أصعبها ....
                    -
                    انظروا هنا ونحن نلامس أبعاد اللوحة الثالثة وهي اللوحة أكثر التفاصيل دقّة و وصف ..
                    وصف سرياليّ يجعل المتلقّي يبحث عن مخرج لأسئلة عرجاء,,
                    و يتعاطف معها،،،
                    ويعطف عليها،،
                    ويبحث لها عن حلّ ...
                    -
                    كائنات متحركة داخل هذا المشهد التشكيلي,,,
                    اسئلة لها أرجل يمكن بترها في لحظة نسيان....
                    توظيف ذكيّ، ليعود بنا في خفّة متناهية إلى تلك الأنثى التي تسكنه
                    أنثى تشبه الغيوم
                    فهي سريعة الحضور والاختفاء....
                    سريعة الانسجام ،سريعة الانفعال.
                    -
                    مزج الشاعر الأسئلة العرجاء ، مع الجسد الحالم بالعشق و المعشوق
                    انزاح في تصوير مدهش نحو تفاصيل أخرى كثيرة وعميقة ومتعبة..لدرجة الغياب واللاّعودة.
                    تدور أحداث متفرّعة إلى اتجاهات مختلفة وكأنّ الشاعر نسى أين هو بالضبط...
                    تماما كما الاسئلة التي نست أرجلها....
                    -
                    هل هي لعبة المصير؟؟
                    مصير الانسان بما يحمل في ذاته من وجع وحب وهذيان...؟؟

                    هل هو القلق من شيء ما لا يعرفه الشاعر نفسه؟؟
                    كان لابدّ للصراخ هنا وللرفض نظرة المجتمع الذي أصبح لا يضمّ الكتاب
                    ويستهلك حشاشة الناص وما خطّه لأغراض أخرى
                    .
                    اشارة ذكيّة مليئة بالقهر والوجع والخيبة حين تُدَسّ مشاعرنا في "حاويات القمامة"
                    وتُصبح خلجاتنا حطبا لسهرات آخر العتمة حين يسكن الليل إلى نفسه ولا يبقى سوى "بقبقة " في براد شاي يلتهم
                    حروفا تبكي وكلمات تحترق......
                    -
                    ربيع عقب الباب، جعلنا فعلا نتأرجح بين الجمال حدّ السعادة وبين الحيرة حد الضياع...
                    لنغوص أعمق في اللوحة الأخيرة وقد وظف بذكاء ملفت،
                    قدرته على توظيف الأسطورة، اشارة إلى المرأة الأفعى...

                    ولمحنا من خلال هذا التوظيف "لاميا"
                    ضحيّة الغيرة والحقد كيف تحوّلت إلى أفعى تخرج ليلا لقتل الأطفال......
                    وهي تلبس في الليل غير ما تظهر به على جسد النهار....

                    -
                    نحن أمام شخصيّة كبيرة بمخزونها الثقافي الواسع
                    بانسانيّتها الراقية
                    بضعفها وقوّتها في آن ٍ
                    بصبرها
                    بشجنها
                    بغضبها
                    بطيبتها...

                    شخصيّة لا نستطيع أن نمرّ بها مرور الكرام

                    هي:

                    ربيـــع عقـــب البـــاب.

                    فإذا أنت أنا في كل حال
                    و إذا الحنين يبارح الصدفة إلي واقع الأحوال و يكون كائنا حيا في القلوب الطيبة

                    دمت بكل خير و سعادة سليمى زميلة و رفيقة و أختا غالية لم تزل !
                    sigpic

                    تعليق

                    يعمل...
                    X