ليل المدن القديمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    ليل المدن القديمة

    ليل المدن القديمة




    و الليل يستوي على عرشه اللانهائي ، و يدثر الجفون و الأفئدة بوشاحه الحاني ،كان مسعد يتسلق الجدار الواطئ ، بحذر و تلصص ، و مفاصله ترتعد و تتقلص ،تخونه ليعاود الكرة من جديد . يدوم في أذنيه هذا الصوت الأجش : " هاتفضل طول عمرك عيل .. و لا أنت نافع في شيء "
    تنفلت أصابعه . فيتكور بجانب الجدار باكيا ، ينهض ، وهو أشد إصرارا على معاودة التسلق . يصبح فوق سطح البناء ، يخفض هامته ، يتحاشى السير فوق أوراق القش و الحطب الصائف . يتردد ، يسحب قدما ، يرفعها ، يحط بها متباعدة، ينقل الأخرى محدقا في ظلام الكون الوسيع ؛ عله يرى من خلاله طاقة غضب أوبشارة تأييد ؛ فما وجد غير سماء هائمة في محرابها ، و أصوات كريهة كأنها نزعات مريض على حافة الموت . تتجاوب معها الكلاب فوق الأسطح الهاجعة .
    يخطو فوق الهشيم ، باعثا فيه أصواتا كهسيس النار . يتوقف متفرسا في صحن الدار ، يمط جذعه ، يبحث عن السلم الخشبي النقال . أبصره مركونا إلي الجانب الآخر من بئر السلم . يلف حول نفسه . تنفلت قدماه . يتشبث متدليا ، يتماسك .. يعافر النهوض من عثرته . يكبت مشاعره مرخيا جسده على القش ، يزيح الجلباب عن ساقيه ، يئد رغبة قوية في إشعال سيجارة ، ينتصب ساحبا السلم ؛ متحسسا طريقه .
    :" ليس على من لوم و لا عتب .. طردتني ، ومنعت عني كل شيء .. ما اكتفيت حتى رحت تغلق أمامي كل الأبواب . لم تضطرني إلي هذا . تدفعني إلي كراهيتك .. أنط على الأسطح ؟ ضاع عمري بين يديك .. نعم لا تظن أنك تمن على أو أنك ربيتني لوجه الله .. كنت تعتصرني ، تلاحقني حتى في تلك اللحظات التي أتوارى فيها عنك ؛ لأدخن سيجارتي .. وفوق هذا تضربني .. أنا الرجل .. العائل لأولادي وزوجتي . أنا ما قصرت في عمل .. كنت دائما طوعك ، جاعلا خدي مداسا لك .. و للعائلة كلها ، رضيت بأقل القليل ، ما خنتك في مليم أحمر ..و أنت تخونني في عرقي ، تأكل لحم أولادي تاركا لهم العظام و العفش ، حتى صرة ( الهلاهيل ) نزعتها مني ، و أخرجتني يد وراء و يد قدام .. العيال جوعى .. جوعى، ونصرة رغم أنها رأت بعيني رأسها ، هالها الأمر ، إلا أنها و ألف بلغة قديمة ، ترفض العيش معي إلا في كنفك ، و بين قبضتك . و انا زهقت ، تعبت من الرق .. لم تقفل الأبواب في وجهي .. لم يا رجل ؟ كان لا بد أن يأكل الأولاد ، يعيشوا مثل خلق الله ، ليس الذنب ذنبي .. سامحني ؛ فأنت من دفعني ".
    أتي على آخر درجة في السلم . يحفظ الطريق جيدا . تباغته ضحكة رنانة من حجرة أبيه ، يقترب من الباب ينصت ، ينحني ناظرا من عنق الكالون : عاريا كان بعوده الممتلئ شحما ، وهي كتلة من اللحم المترهل .. يتعابثان . يخور الأب كثور . تتغنج :" و النبي يا إبراهيم .. الصبح .. هيه الصبح ! ".
    : " مش خلاص اتفقنا . الصبح ، و يبقى يضرب دماغه في الحيط ابن أمونة ".
    :" المصنع و البيت .. اوعى تنسى يا حاج ..... ".

    اغرورقت عيناه . ما عاد يرى شيئا . تشرخه الأصوات ، تضخم حالة اليتم التي تمزق جسده و روحه . يتقدم من المخزن بالدور الأرضي ، يعود محملا بكوفيرتات* مغلفة بالبلاستيك . ترتفع همهمة داخل حجرة أخويه غير الشقيقين . يختبئ .. تتلاشى الهمهمة .

    يتحرك من كمونه كفراشة نازفة ، يطوي درجات السلم إلي الدور العلوي ، يدنو من حجرة والده . يختلس النظر :" تعبث بمعطف أبيه المقدس ، تقلب بعض الأوراق ، تنسل جزءا منها ، تخبئه خلف بطيختي صدرها ، بينما شخير الأب يتعالى كهزيم الرعد في بدنه .
    اندفع صاعدا الي السطح ، وهو أكثر تماسكا . انهار جسده بجانب الجدار ، أخذ الكوفيرتات تحت إبطه ، انزلق ملتويا بين الحارات :" سأقول لها ، إن أبي استرضاني بها .. ومن الفجر أكون في ( سمنود )* لأبيعها .. و لا من شاف و لا من درى . أشتري قدرا ، و بعض الزجاجات للخل و الزيت الحار و الشطة و الطحينة ، أشتري مغرفة كبيرة أيضا ، و أقف أمام البيت ؛ و ليخبط رأسه في الحائط .. لن أعود ثانية ؛ ليغضب كيف شاء ، و إذا ما لم تلن رأس نصرة ، ارمي عليها اليمين ، و انتهي ".
    ضاع في هواجسه . كان البيت على امتداد ذراعين ، حين داهمته كف غليظة . صرخ مرتعبا ، لوى رقبته بصعوبة . طالعه البيريه المطل من جبهته الطائر النحاسي لآكل الرمم :" قدامي يا حرامي .. إياك ترمي ما تحمل ".
    عند الظهر وساعة شزر إليه والده ، وهو خلف القضبان ، وطالع نظرات الشماتة على وجهه ، أدرك أنه غريب عن هذا الرجل ، و أنه لابد من معاودة الكرة ، و ألا يرتمي في أحضان والده كامرأة أذلتها الحاجة !




    كوفيرتات* : نوع من المنسوجات ( المفروشات )
    سمنود : مدينة صغيرة قريبة من مراكز محافظة الغربية
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 05-07-2012, 15:57.
    sigpic
  • حورالعربي
    أديب وكاتب
    • 22-08-2011
    • 536

    #2


    ما أصعب أن يعيش الإنسان تحت رحمة الآخرين
    يستنزفون عرق جبينه،ويجردونه من كرامته وإنسانيته
    خاصة إذا كان الوالد هوالمتسلط على أبنائه
    فلا يجدون مخرجا لمآسيهم.

    مشاهد درامية من صميم واقع المستضعفين في الأرض.
    تقبلوا أستاذنا الكريم مروري وعميق تقديري

    تعليق

    • صالح صلاح سلمي
      أديب وكاتب
      • 12-03-2011
      • 563

      #3
      الاستاذ ربيع.. انا احسب الف حساب حين اكون بصدد المداخلة على نصوصك
      لا اقول هنا الا أنني قرأت واستمتعت
      وعايشت الحالة بمشهدية عالية تصل حد الانفاس
      كان قصا نموذجيا وبرؤية واقعية محلية
      شكرا لك.

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة حورالعربي مشاهدة المشاركة


        ما أصعب أن يعيش الإنسان تحت رحمة الآخرين
        يستنزفون عرق جبينه،ويجردونه من كرامته وإنسانيته
        خاصة إذا كان الوالد هوالمتسلط على أبنائه
        فلا يجدون مخرجا لمآسيهم.

        مشاهد درامية من صميم واقع المستضعفين في الأرض.
        تقبلوا أستاذنا الكريم مروري وعميق تقديري


        شكرا كثيرا أستاذة على مرورك
        و قراءتك التي أسعدتني

        خالص احترامي
        sigpic

        تعليق

        • عائده محمد نادر
          عضو الملتقى
          • 18-10-2008
          • 12843

          #5
          صفعني النص ربيع
          لطمني بكل قسوة الأحداث
          لم يقسون بكل هذه البشاعة
          كنت معه حتى أني أحسست بهسيس النار تلتهب برأسي
          غبت أياما وحين دخلت وجدت نصك فطرت إليه لأفجع
          ربيع الغالي
          أحب روحك التي تبحث ‘ن أوجاع المظلومين وحرقات قلوبهم وحسرتهم
          أحسك تجد بعض المواساة وأنت تكتب عنهم كي يعرف الناس اكثر
          نص جميل وفيه شجن من نوع غريب
          أحبك لأنك بهذه الروحية
          محبتي لك خالصة
          الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

          تعليق

          • مالكة حبرشيد
            رئيس ملتقى فرعي
            • 28-03-2011
            • 4544

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
            ليل المدن القديمة
            المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة




            و الليل يستوي على عرشه اللانهائي ، و يدثر الجفون و الأفئدة بوشاحه الحاني ،كان مسعد يتسلق الجدار الواطئ ، بحذر و تلصص ، و مفاصله ترتعد و تتقلص ،تخونه ليعاود الكرة من جديد . يدوم في أذنيه هذا الصوت الأجش : " هاتفضل طول عمرك عيل .. و لا أنت نافع في شيء "
            تنفلت أصابعه . فيتكور بجانب الجدار باكيا ، ينهض ، وهو أشد إصرارا على معاودة التسلق . يصبح فوق سطح البناء ، يخفض هامته ، يتحاشى السير فوق أوراق القش و الحطب الصائف . يتردد ، يسحب قدما ، يرفعها ، يحط بها متباعدة، ينقل الأخرى محدقا في ظلام الكون الوسيع ؛ عله يرى من خلاله طاقة غضب أوبشارة تأييد ؛ فما وجد غير سماء هائمة في محرابها ، و أصوات كريهة كأنها نزعات مريض على حافة الموت . تتجاوب معها الكلاب فوق الأسطح الهاجعة .
            يخطو فوق الهشيم ، باعثا فيه أصواتا كهسيس النار . يتوقف متفرسا في صحن الدار ، يمط جذعه ، يبحث عن السلم الخشبي النقال . أبصره مركونا إلي الجانب الآخر من بئر السلم . يلف حول نفسه . تنفلت قدماه . يتشبث متدليا ، يتماسك .. يعافر النهوض من عثرته . يكبت مشاعره مرخيا جسده على القش ، يزيح الجلباب عن ساقيه ، يئد رغبة قوية في إشعال سيجارة ، ينتصب ساحبا السلم ؛ متحسسا طريقه .
            :" ليس على من لوم و لا عتب .. طردتني ، ومنعت عني كل شيء .. ما اكتفيت حتى رحت تغلق أمامي كل الأبواب . لم تضطرني إلي هذا . تدفعني إلي كراهيتك .. أنط على الأسطح ؟ ضاع عمري بين يديك .. نعم لا تظن أنك تمن على أو أنك ربيتني لوجه الله .. كنت تعتصرني ، تلاحقني حتى في تلك اللحظات التي أتوارى فيها عنك ؛ لأدخن سيجارتي .. وفوق هذا تضربني .. أنا الرجل .. العائل لأولادي وزوجتي . أنا ما قصرت في عمل .. كنت دائما طوعك ، جاعلا خدي مداسا لك .. و للعائلة كلها ، رضيت بأقل القليل ، ما خنتك في مليم أحمر ..و أنت تخونني في عرقي ، تأكل لحم أولادي تاركا لهم العظام و العفش ، حتى صرة ( الهلاهيل ) نزعتها مني ، و أخرجتني يد وراء و يد قدام .. العيال جوعى .. جوعى، ونصرة رغم أنها رأت بعيني رأسها ، هالها الأمر ، إلا أنها و ألف بلغة قديمة ، ترفض العيش معي إلا في كنفك ، و بين قبضتك . و انا زهقت ، تعبت من الرق .. لم تقفل الأبواب في وجهي .. لم يا رجل ؟ كان لا بد أن يأكل الأولاد ، يعيشوا مثل خلق الله ، ليس الذنب ذنبي .. سامحني ؛ فأنت من دفعني ".
            أتي على آخر درجة في السلم . يحفظ الطريق جيدا . تباغته ضحكة رنانة من حجرة أبيه ، يقترب من الباب ينصت ، ينحني ناظرا من عنق الكالون : عاريا كان بعوده الممتلئ شحما ، وهي كتلة من اللحم المترهل .. يتعابثان . يخور الأب كثور . تتغنج :" و النبي يا إبراهيم .. الصبح .. هيه الصبح ! ".
            : " مش خلاص اتفقنا . الصبح ، و يبقى يضرب دماغه في الحيط ابن أمونة ".
            :" المصنع و البيت .. اوعى تنسى يا حاج ..... ".

            اغرورقت عيناه . ما عاد يرى شيئا . تشرخه الأصوات ، تضخم حالة اليتم التي تمزق جسده و روحه . يتقدم من المخزن بالدور الأرضي ، يعود محملا بكوفيرتات* مغلفة بالبلاستيك . ترتفع همهمة داخل حجرة أخويه غير الشقيقين . يختبئ .. تتلاشى الهمهمة .

            يتحرك من كمونه كفراشة نازفة ، يطوي درجات السلم إلي الدور العلوي ، يدنو من حجرة والده . يختلس النظر :" تعبث بمعطف أبيه المقدس ، تقلب بعض الأوراق ، تنسل جزءا منها ، تخبئه خلف بطيختي صدرها ، بينما شخير الأب يتعالى كهزيم الرعد في بدنه .
            اندفع صاعدا الي السطح ، وهو أكثر تماسكا . انهار جسده بجانب الجدار ، أخذ الكوفيرتات تحت إبطه ، انزلق ملتويا بين الحارات :" سأقول لها ، إن أبي استرضاني بها .. ومن الفجر أكون في ( سمنود )* لأبيعها .. و لا من شاف و لا من درى . أشتري قدرا ، و بعض الزجاجات للخل و الزيت الحار و الشطة و الطحينة ، أشتري مغرفة كبيرة أيضا ، و أقف أمام البيت ؛ و ليخبط رأسه في الحائط .. لن أعود ثانية ؛ ليغضب كيف شاء ، و إذا ما لم تلن رأس نصرة ، ارمي عليها اليمين ، و انتهي ".
            ضاع في هواجسه . كان البيت على امتداد ذراعين ، حين داهمته كف غليظة . صرخ مرتعبا ، لوى رقبته بصعوبة . طالعه البيريه المطل من جبهته الطائر النحاسي لآكل الرمم :" قدامي يا حرامي .. إياك ترمي ما تحمل ".
            عند الظهر وساعة شزر إليه والده ، وهو خلف القضبان ، وطالع نظرات الشماتة على وجهه ، أدرك أنه غريب عن هذا الرجل ، و أنه لابد من معاودة الكرة ، و ألا يرتمي في أحضان والده كامرأة أذلتها الحاجة !




            كوفيرتات* : نوع من المنسوجات ( المفروشات )
            سمنود : مدينة صغيرة قريبة من مراكز محافظة الغربية
            انتابني حزن كبير وغريب
            وانا بين السطور
            امتلأت عيوني دمعا عند الانتهاء
            ووجدتني اسال =حتى المنسوجات لم يسمح له بها ؟
            كان يفكر ان يشتري مغرفة ؟يالله كل هذا الحرمان !!!!!
            رغم الشقا والتعب واستنزاف العرق ؟
            استمتعت كثيرا ايها الربيع رغم الوجع الذي اعتصرني ومازال
            هو الواقع المر الذي نحاول جاهدين تجاهله برسم ابتسامات
            تعتصر وجعا وتتحول قبل ارتفاع التنهيد الى دمعة حارقة

            شكرا ايها الربيع رائع كما دائما

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة صالح صلاح سلمي مشاهدة المشاركة
              الاستاذ ربيع.. انا احسب الف حساب حين اكون بصدد المداخلة على نصوصك
              لا اقول هنا الا أنني قرأت واستمتعت
              وعايشت الحالة بمشهدية عالية تصل حد الانفاس
              كان قصا نموذجيا وبرؤية واقعية محلية
              شكرا لك.

              كانت البداية صالح صديقي
              منذ أكثر من خمس وعشرين سنة
              و هذا العمل على وجه الخصوص حمل اسم المجموعة بعد ذلك ( ليل المدن القديمة 1990 - عن دار الغد بالقاهرة )

              شكرا لك على الزيارة الجميلة

              محبتي
              sigpic

              تعليق

              • عبد الله راتب نفاخ
                أديب
                • 23-07-2010
                • 1173

                #8
                قاتل الله أباً كهذا
                و بارك بقلمكم الناضح عذوبة و شاعرية و إنسانية
                أستاذنا الغالي
                سلمكم الله و بارك بكم
                الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ

                [align=left]إمام الأدب العربي
                مصطفى صادق الرافعي[/align]

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                  صفعني النص ربيع
                  لطمني بكل قسوة الأحداث
                  لم يقسون بكل هذه البشاعة
                  كنت معه حتى أني أحسست بهسيس النار تلتهب برأسي
                  غبت أياما وحين دخلت وجدت نصك فطرت إليه لأفجع
                  ربيع الغالي
                  أحب روحك التي تبحث ‘ن أوجاع المظلومين وحرقات قلوبهم وحسرتهم
                  أحسك تجد بعض المواساة وأنت تكتب عنهم كي يعرف الناس اكثر
                  نص جميل وفيه شجن من نوع غريب
                  أحبك لأنك بهذه الروحية
                  محبتي لك خالصة
                  حقيقتي السافرة في بداياتي ( عائدة )
                  وهذه كانت بداية البداية
                  لا أدري لم أنا قلق عليك
                  أرجوكي .. لا ترهقي نفسك عائدة
                  كل حروفك لها لون واحد ( قزح متكامل ) هو لون قلبك الجميل
                  ربي أسألك شفاء لأختي الغالية
                  ربي إنك سميع بصير
                  و أنك على كل شىء قدير

                  تقديري و محبتي
                  sigpic

                  تعليق

                  • غالية ابو ستة
                    أديب وكاتب
                    • 09-02-2012
                    • 5625

                    #10
                    ضاع في هواجسه . كان البيت على امتداد ذراعين ، حين داهمته كف غليظة . صرخ مرتعبا ، لوى رقبته بصعوبة . طالعه البيريه المطل من جبهته الطائر النحاسي لآكل الرمم :" قدامي يا حرامي .. إياك ترمي ما تحمل ".
                    عند الظهر وساعة شزر إليه والده ، وهو خلف القضبان ، وطالع نظرات الشماتة على وجهه ، أدرك أنه غريب عن هذا الرجل ، و أنه لابد من معاودة الكرة ، و ألا يرتمي في أحضان والده كامرأة أذلتها الحاجة !
                    **********************************************
                    يااااااااااااااااه ياربيع كم أنت بارع في التقاط الاصداف
                    (الطائر النحاسي آكل الرمم)-----هذا الطائر كم كانت توصيفك له في الصميم
                    أي والله في بطونهم رمم ورمزوا لها وأنت من أعطيته المسمى الصحيح
                    المشكلة أن من يحلق على الحزانى --حزينُ منهم!!!!
                    أما (ابن أمونِة) فرأيت فيه (الحكومِه) يعطي ويحرم كيف شاء--وهو ملقى
                    كشوال تبن وجيوبه تفتش!
                    والله نصرة! ملتزمة--محترمة راضية بالهم--- صحيح راسها وستين بلغة-------------------!
                    أنا أعجبني جداً أنه سيعيد الكّرة------يعني من تفتش وتكوّش أمينة--بينما الاخر يريد لقمة لعياله حرامي!
                    قصة من الواقع المرير عالجها جرّاح ماهر
                    دام الحسّ الصاحي ودمت يا ربيع مبدعاً جميلاً
                    تحياتي ودمت بكل إبداع جميل
                    يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
                    تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

                    في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
                    لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



                    تعليق

                    • محمد فطومي
                      رئيس ملتقى فرعي
                      • 05-06-2010
                      • 2433

                      #11
                      ستعذرني و ستفهمني أستاذ ربيع،انا على يقين من ذلك،
                      ستفهم أنّنا لفرط ما تجرّعنا القصص و قراناها و عبرناها و عبرتنا و أحببنا كتابتها أكثر،صار طبعا متأصّلا فينا كحقيقة جسديّة أن يعيش القاصّ لغيره أو فلا معنى لما ينجز،و أنّي مثلا لم أعد أهتزّ كثيرا لما أطالع من معاناة،رويدا رويدا كحفر الماء،صرت أصيب دهشتي و فتنتي و انبهاري و إعجابي و نشوتي من تلك النوّارة الجبليّة التي أذن بها صدق الصّخور و حنانها الصّلب، كيف قُطفت،كيف زُوّدت بتميمة إبداع تنفعها بعد القطف ،كيف لُفّت و كيف قُدّمت و متى ..

                      أصبتُ ضالّتي من خلال هذا النصّ أخي العالي ربيع.
                      محبّتي الكبيرة.
                      مدوّنة

                      فلكُ القصّة القصيرة

                      تعليق

                      • شمس الموعود
                        عضو الملتقى
                        • 10-06-2012
                        • 31

                        #12
                        تتعذر الكلمات عن التعليق ..

                        رائع .... رائع استاذ ربيع

                        الاتقان وجمال المفردة حليفا نتاجكم الراقي دائما

                        تقبل مروري المتواضع

                        تعليق

                        • ربيع عقب الباب
                          مستشار أدبي
                          طائر النورس
                          • 29-07-2008
                          • 25792

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة مالكة حبرشيد مشاهدة المشاركة


                          انتابني حزن كبير وغريب
                          وانا بين السطور
                          امتلأت عيوني دمعا عند الانتهاء
                          ووجدتني اسال =حتى المنسوجات لم يسمح له بها ؟
                          كان يفكر ان يشتري مغرفة ؟يالله كل هذا الحرمان !!!!!
                          رغم الشقا والتعب واستنزاف العرق ؟
                          استمتعت كثيرا ايها الربيع رغم الوجع الذي اعتصرني ومازال
                          هو الواقع المر الذي نحاول جاهدين تجاهله برسم ابتسامات
                          تعتصر وجعا وتتحول قبل ارتفاع التنهيد الى دمعة حارقة

                          شكرا ايها الربيع رائع كما دائما
                          كل ما يطلبه أن يتركه ، ينسى أمره .. و ألا يطارده ، فيغلق أمامه أبواب الرزق ، و يتوعد من يستخدمه !
                          فكان الحل أن يسرق هذه المنسوجات ، ليبيعها و يشتري بثمنها قدرا و مغرفة ، ويقف أمام البيت ( في الحارة )
                          فوالا ، ليوفر اللقمة لأولاده .. و لكن !

                          شكرا لمرورك الجميل أستاذة مالكة
                          و تلك المعايشة للعمل
                          كلماتك نور يضئ عتامة ليل المدن القديمة !

                          تقديري و احترامي
                          التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 07-07-2012, 09:12.
                          sigpic

                          تعليق

                          • فوزي سليم بيترو
                            مستشار أدبي
                            • 03-06-2009
                            • 10949

                            #14
                            منذ أكثر من خمس وعشرين سنة

                            و هذا العمل على وجه الخصوص حمل اسم المجموعة بعد ذلك ( ليل المدن القديمة 1990

                            كلما تعتَّق النبيذ طاب مذاقه
                            هكذا هو الإبداع الحق . يزدهر مع مرور الوقت .
                            اللغة عبّرت عن القهر الذي يلازم بطل القصة
                            فجائت ملائمة وموائمة للحدث حزينة ولاسعة
                            ولو جائت غير ذلك لقلت أن ربيع يهادن الكلمة
                            لا صلح ولا هدنة مع الوجع ، فاليأخذها مني عارية
                            بلا تزيين ولا تزييف .
                            محبتي لك أخي ربيع
                            فوزي بيترو

                            تعليق

                            • ربيع عقب الباب
                              مستشار أدبي
                              طائر النورس
                              • 29-07-2008
                              • 25792

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة عبد الله راتب نفاخ مشاهدة المشاركة
                              قاتل الله أباً كهذا
                              و بارك بقلمكم الناضح عذوبة و شاعرية و إنسانية
                              أستاذنا الغالي
                              سلمكم الله و بارك بكم

                              شكرا كثيرا أخي الجميل عبد الله لقراءتك و تفاعلك مع مسعد
                              سرني وجودك هنا

                              محبتي
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X