على دين الكلب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أ.د/خديجة إيكر
    أستاذة جامعية
    • 24-01-2012
    • 275

    #31
    المشاركة الأصلية بواسطة طلال سيف مشاهدة المشاركة
    على دين الكلب



    بما لا يخالف شرع الله جلست ، قال كبيرهم : الجلوس أرضا تواضعا لله . سنة عن النبي



    سيماهم فى وجوههم من أثر شيئ ما ... جلابيبهم واحدة . أغطية الرأس البيضاء ذات نسق واحد . لحاهم تغطي الصدور ، وكأنهم خرجوا لتوهم من شركة " ميكروسوفت " أوربما " أبل " فأنا لا أحب الكذب ، ولا أجزم ، أي الشركات استطاعت خلق هذا التوحد . وضعت ابنتى ذات الست سنوات على "حجري" . رحنا نأكل بنهم ، لكننا توقفنا فجأة عندما صرخ" كفيلي" فى وجهي : لا تستخدم يدك اليسرى فى الطعام . بدت ابتسامة الإعجاب على شفتي الشيخ الكبير ، الذي تمطى ثم نظر إلى ذلك الرجل الذي جلبني وأسرتي للعمل فى بلاده ، بعدما حل الربيع العربي بوطني ، ولم أستوعب وعائلتي مشروع النهضة الذي آتانا به رئيس بلادنا الجديدة . بالطبع لم أعقب ، فالكرم من هؤلاء الناس واضح لمن يبصر ولمن لا يبصر أيضا ، فهم لا يدعون أجراءهم لطعام أو متعة كما أخبرني زميلي الحاقد على أهل الإسلام والتقوى. لا أخفيكم أنني لم أنزعج من صرخته بقدر ما كان انزعاجي من بول صغيرتي على جلبابي ، وأخشى ما أخشاه أن أسبب إحراجا " لكفيلي " رحت أهز رأسي ببلاهة . جلت ببصري ناحية الشارع . حيث طفل الشيخ يداعب كلبا ضخما وجروا صغيرا ، لا أعرف سر هياج الكلب ونباحه ، على الرغم من ذلك لم يتعرض للجرو أو للطفل بسوء . انتفض الشيخ الكبير واقفا ، ثم صرخ : تعالَ ياولد .



    أمسكه من أذنه اليسرى ثم استغفر ثلاثا ، وأبدلها باليمنى وراح يعنفه : ألم أقل لك من قبل إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب ولا صورة ؟



    حاول الصغير الإفلات دون جدوى فطفق ينادي على خادمه : أخبره يا حيوان بأن الجرو ليس كلبا ، بل كلبة .



    ضحك الجمع وراحوا ينفضون أيديهم من بقايا الطعام ، الذي تناثرت حباته على وجه ابنتي وجلبابي . نهض " كفيلي " وخلص أذن الصغير التى تلونت بالحمار(= بالأحمر) ، ثم سأله وهو يضحك معجبا ببراءة الرد الطفولي : الجرو أنثى – نعم – لكن ماذا عن الذكر الهائج ؟



    أقسم الصغير أنه ليس له ولا يعرف عنه شيئا . راح الجميع فى ضحك اختلطت فيه المجاملة بالإعجاب ، ثم عادت الجلسة لهدوئها .



    جلس الصغير إلى جواري حتى التصق كتفه بكتف طفلتي . لحظتها جن جنون الشيخ وأمر الخادم بإدخال الطفل إلى القصر ، ثم عقب: الأطفال يفسدون جلسات الكبار .



    راح ينظر لطفلتي بعينين مشوهتين. هممت بالانصراف ، لكن بولها لم يجف بعد . فوليت وجهي ناحية الشارع . مازال الجرو يلعب ببراءة وطفولة ، والكلب الهائج ينبح . وصغيرتي تحاول القيام ، فأشدها إلى مكان البول . فوجئت " بكفيلي " يضع يده على كتفي ويربت عليه بحنان ولطف . قال : أبشرك بما لم يأتِك حتى فى أحلامك . لقد دعوتك إلى هنا كي أزوج ابنتك هذه من شيخنا الكبير .



    حطت( = حطَّ) البلاء على رأسي . رحت ألعن ضميري والنهضة وكل من أخرجني من بلادي . حاولت الإجابة بتولية وجهي ناحية الشارع ، حيث براءة الجرو وهياج الذكر ، الذي انتفض فجأة حينما مرت أمامه كلبة تحمل أثداء تهتز يمينا ويسارا ، فاعتلاها وراح يعنفها ، بينما كان الجرو منشغلا فى ملاعبة كرة مطاطية ألقاها صغير الشيخ من شباك القصر . بدا العنف فى حديث " الكفيل " : ما قولك فى هذا الحلم ؟



    لم أجد بدا من الوقوف حتى بدت بقعة البول وكأنني فاعلها ، قلت : فى أي شرع ما تقول ؟!!!



    صرخ الشيخ الكبير : أكفرت يا ابن الحرام ؟ تسأل فى أي شرع ؟!!!



    ألست على ديننا ؟



    حملت صغيرتي على كتفي ، نظرت إليهم جميعا ، ثم نظرت ناحية الكلب وأنثاه التي ما زال معتليها ثم قلت : على دين هذا يا أولاد الحرام.



    لن ننظر إلى شكل النص و ركاكته و امتلائه بالأخطاء اللغوية ، فقبْل أن نتجرّأ على الله و على رسوله صلى الله عليه و سلم ، لا بدّ أن نعرف الفرق بين همزة القطع و الوصل ، ولا نخلط بين العامية و الفصحى ، و نعرف متى يكون النصب والجزم و...
    سنتغاضى عن كلّ ذلك إلى الحديث عن مضمون ما سمّي " قصة " و هو مليء أيضاً بالافتراءات و الشّبهات التي تُفصح عن عداء مكنون وجهل بحقيقة الإسلام و نبيه صلى الله عليه و سلم .
    و نقول لكاتب " القصة القصيرة "معلومة إن كان يحبّ معرفتها – و ما أظنه يكترث لذلك – إنّ الاستهزاء بالدين يُخرج صاحبه من الملة : ( قُلْ أَبالله وآياته وَرَسُولهِ كُنْتُمْ تَسْتَهزءون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) كما أنه من غير المنطقي أن أنتميَ لدين أستهزئ به و أُضحك به الناس !!!
    و أسأل كاتب " القصة"سؤالا واحداً : هل هذه الجرأة على الله و على رسوله صلى الله عليه و سلم التي نلاحظها في ما صُنّف هنا " بالقصة القصيرة" و ما دام صاحبها يؤمن بحرية التعبير ، هل يستطيع أن ينتقد بالجرأة نفسها مجتمع البلد الذي ينتمي إليه ، أو سياسته أو حاكمه ؟.
    أم أن الألسنة تخرس و الأقلام تشلّ عن انتقاد الأوضاع ، و لا يكون التسابق إلا إلى سبّ الدين و الاستهزاء بالرسول صلى الله عليه و سلم و سنّته ؟
    إن هذا النوع من الكتابات ليس جديدا ، فقد أصبح التطاول على الله و رسوله نوعا ًمن "الموضة" يتبجّح بها كلّ مغمور من الكتّاب حتى يصبح مشهوراً ، ألم يقولوا : " خالفْ تُعرفْ" ؟ . فهذا الانحراف و الشذوذ في فنون الأدب كالشعر والرواية والمسرحية والقصة ...بدأ انتشاره مع الأدباء " الحداثيين !! " أمثال أدونيس و نزار قباني و الفيتوري و محمود درويش ..و تلاميذهم ... واللائحة طويلة لمن يعتبرون العَبَث أدبًا ، بينما الأدب الحقيقي ينسجم مع الفطرة البشرية ، يدعو إلى الفضائل والمكرمات و لا يكون همّه و شغله الشاغل تلويث عقول الناس بمثل هذه التّرهات .
    إن هذا الذي سمّي " قصة" لا يأتي بجديد غير مسبوق ، لقد مللنا هذا النوع من الكتابة من كثرته ، و لم يقُل كاتب هذه " القصة"أشنع مما قاله محمود درويش :(إنا خُلقنا غلطة ) ، (إلَهٌ يتعرَّى فوق خطٍّ داكن الخضرة )
    و لا أفظع مما قاله نزار قباني : (من أين يأتي الشعر يا قرطاجة.. والله مات وعادت الأنصاب ) ، (ماذا تشعرين الآن؟ هل ضيعت إيمانك مثلي بجميع الآلهة؟ ) ، ( حين رأيت الله في عمان مذبوحًا على أيدي رجال البادية ) ، (يصبح الملائكة أحرارًا في ممارسة الحب، ويتزوج الله حبيبته في السماء)

    تعالى الله عن كلّ ذلك علواً كبيراً .
    إلى غير ذلك من الشّطحات و الهلوسات التي يهذي بها من سمّوا أنفسهم شعراء و أدباء .
    إن تصرفات بعض المسلمين لا تُبيح لصاحب " القصة " التعرّض للدين ولا لسنّة الرسول صلى الله عليه و سلم بالتهكم ، فلو أراد معرفة الدين على حقيقته فعليه أن يعود إلى مصادره الصحيحة ، و أن يعالج جهله بالإسلام ، و ألا يعتمد على التقاليد و الأعراف في فهم الدين ، و ألا يحاسب الإسلام بسلوكات الناس ، بدل أن ينفث سموم جهله بالدين الصحيح بالاستهزاء :
    بالصلاة : "سيماهم فى وجوههم من أثر شيئ ما "...
    وبالسنة النبوية المطهّرة : " لحاهم تغطي الصدور ، وكأنهم خرجوا لتوهم من شركة "ميكروسوفت " أوربما " أبل "
    و بالحديث النبوي الشريف : " الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب ولا صورة"
    و اعتبار كلّ من هبّ و دبّ شيخاً !،
    و اعتبار تزويج الطفلة الصغيرة من المسلّمات في الدين في حين أنه أساء الكثيرون فهم وتطبيق ما أورده بعض العلماء من أنّ الرسول صلى الله عليه و سلم تزوّج السيدة عائشة رضي الله عنها و هي بنت تسع سنين. فلو بذل صاحب" القصة " قليل جهدٍ في المسألة لوَجد أن الكثير من العلماء أنكروا هذه الرواية و أكدوا أنها رضي الله عنها تزوجت وعمرها تسع عشرة سنة . و قد أورد ذلك ابن عبدالبرّ في (الاستيعاب في معرفة الأصحاب ) و شمس الدين الذهبي في (سير أعلام النبلاء )، وابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) و الإمام النووي في ( تهذيب الأسماء ) والإمام الصنعاني في( سبل السلام ) ...و غيرهم. فقد قارنوا تاريخ ميلاد السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها (قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة )، و هي تكبر أختها لأبيها السيدة عائشة رضي الله عنها بعشر سنوات . فاستنتجوا أن عائشة رضي الله عنها تزوّجها الرسول صلى الله عليه و سلم وعمرها تسع عشرة سنة و ليس تسع سنوات كما هو شائع .
    فكفى جهلاً بالإسلام ، و كفى حقداً عليه و استهزاء به ، فالله سبحانه غنيّ و رسوله صلى الله عليه و سلم أيضاً غنيّ عنّا و عن مدحنا أو قدحنا .

    (و اعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه )

    تعليق

    • عبد اللهِ العباسيّ
      محظور
      • 09-10-2012
      • 16

      #32
      إن من المُعيبِ أن نجد من يخوض في الدين على غير بصيرةٍ أو درايةٍ بالأمر ، فأصبح الدّينُ الآن تتقاذفهُ الآرآء من هُنا وهُناك دونَ علم يُنتفعُ بهِ أو دليلٍ يؤاخذُ بهِ أو يُستند عليه ، فيُشنعُ على أتباع السلف الصالح وأهل السنّةِ عامةً من أحدٍ رأى رأياً مِنْ تلقاءِ نفسهِ وترك الدليل والقياس ضارباً بهِ عرضَ الحائط لينتصر لرأيهِ ويتركَ السنن والأحاديث بقصصٍ أنا متيقنٌ أنها فريةٌ لا وجودَ لها في الدّين وإنما اختُلقت لينالَ الدين من قبلها وما كانتْ حقاً وإنما من فعل المُغرضين ، واللهُ المستعان على ما تصفون.
      التعديل الأخير تم بواسطة عبد اللهِ العباسيّ; الساعة 12-10-2012, 16:18.

      تعليق

      • م. زياد صيدم
        كاتب وقاص
        • 16-05-2007
        • 3505

        #33
        ** الاديب الهادف والجرىء طلال..

        قص ينقل جانب من الواقع المأساوى الذى يتنامى ؟!! وما انت الا ناقل لها بامانة..
        انه عفن اللاهون المشوهون والمحرفون لكتاب الله وسنته ..المنبطحون على ثلة المثنى والثلاث والرباع ولم يكتفوا بل وما ملكت اياديهم النجسه..
        اعلم باننا شعوب لن ترى العدالة ولن تعيش السلام طالما يتقدم امثال تلك الثلل الحارقة للضمير والانسانية والغارقة فى اتون الخزعبلات الماجنة والجنس الماتع بكل طرقه المشروعة افتاءا والغير مشروعة تبريرا جاهزا من شيوخ السلطان..
        اننا شعوب لن تعيش الكرامة ولا الابداع ولا الازدهار طالما امثال اولائك المهاويس للجنس قائمين او متحكمين بالبلاد التى ينفقون اموالها بالباطل وقد ارتضوا عن قناعة كاذبة حيث ارتضى شيوخ الافتاء بجعلهم ينامون على الوفير والحرير ويتمرغون على اجساد الطفولة والبراءة وقد استكانت ضمائرهم وتوهجت غرائزهم...هذا يحدث من ناحية.
        ومن الناحية الاخرى شعوب تطهى الزلط لكسب الوقت لتنام اطفالها بطون خاوية وملابس رثة .. وفى نفس الوقت تتفاقم المشاكل الاجتماعية بكل انواعها الخبيثة والشيطانية..وفى نفس الوقت تطحن البطالة خريجى الجامعات وتتفسخ الامنيات وتتشظى باعلاء قيم الدين الحنيف وقيم العدل والخير والجمال...

        اشكرك من كل قلبى على هذا القص القوى والهادف والذى اوجد وفتح نقاشا وبالتالى حصل على اهدافه وبالتالى وقع النجاح له ..
        تحياتى بعبق الزعتر.
        التعديل الأخير تم بواسطة م. زياد صيدم; الساعة 12-10-2012, 18:34.
        أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
        http://zsaidam.maktoobblog.com

        تعليق

        • م. زياد صيدم
          كاتب وقاص
          • 16-05-2007
          • 3505

          #34
          ** الاديب الراقى طلال..

          اود ان تقرأ ومضات او قفشات او ق.ق.ج كنت كتبتها من واقع معاش واعيد ارفاقها اليك تدعيما لقصك الهادف والقوى ..وهى من وقع الحياة:


          لحى.. ولكن! ( ق. ق. ج ) م. زياد صيدم


          يفز من نومه مذعورا .. مبتلة لحيته بعرقه.. يرتعش كمن لفحته ريح صفراء.. يتناهى إلى سمعه مؤذن قريته .. وصياح ديكة مزرعته لصلاة الفجر..يقع في حيرته اليومية.. إلا هو؟ يعود ليُغرقه في كابوس نومه من جديد !!

          ****


          يلبس عباءته.. يعتمر طربوشه الأحمر وعمته البيضاء .. يُمسد لحيته بعطر المسك.. في كل ليلة معتمة، كان يخرج لكسب قوته.. قبل أن يهوى من أعلى سور جاره.. بحبل ربط نهايته في عنقه.. حين تم مباغتته آخر مرة !!

          ****


          داهمت الشرطة بيت الشيخ الجليل.. استهجنوا بربريتهم.. ذُهلوا من سخافتهم وقله حيائهم!.. مع انتهاء البحث والتفتيش.. كانوا قد عثروا على صندوق المصوغات لطليقاته العشرة .. وبداخله كانت تقبع لحيته المستعارة !!
          =================
          التعديل الأخير تم بواسطة م. زياد صيدم; الساعة 12-10-2012, 18:35.
          أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
          http://zsaidam.maktoobblog.com

          تعليق

          • جودت الانصاري
            أديب وكاتب
            • 05-03-2011
            • 1439

            #35
            مساؤك الورد اخ سيف
            انحني اجلالا امام نصك الجرئ على ما فيه من مبالغه
            ودعني اقولها علانية مثلك يا سيدي ما خفي كان اعظم ,, وخصوصا حين يبيعنا الرعاع
            لاولائك المسوخ ولا كرامه لربيعهم القارص هذا
            كأن نصينا متشابهان ( حديث في الوقت الضائع )
            اقرأه ونتواصل بود

            لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

            تعليق

            يعمل...
            X