التماهي والتعارض ابداعان رديفان لبوح الآخرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • زياد هديب
    عضو الملتقى
    • 17-09-2010
    • 800

    #31
    على خطاك...ربيع



    للتاريخٍ سمةٌ يُتقنُ شعوذتَها الفلاسفة
    يموتُ الحالمونَ في سبيلها
    (كانت) ما يزال قائماً بحُجَّته يذرو
    ما تزال الميتافيزيقا عالماً من تأويلٍ فريد
    فلا الجنَّة استوطنها اليهود
    ولا النَّهرُ الجاري يحفظ وجهاً وحيداً
    على أبواب طروادة ...آثار الشعراء فقط
    أما سنابكُ الخيل...فماتت كأصداء المجد
    وحدَه امتشقَ الزُّجاج
    هلكَ على لوحِ بابلَ وفسَّرهُ الأغنياء
    الرَّغيفُ ملكوتٌ صوفي في بلادنا
    منتهاهُ في أوَّلِه
    ولا عاصمَ من عُتلٍّ يكرَهُ القمح
    بيني وبينك
    قوسٌ من رماد
    كلمة أولى...تشبه فناءَ العالم
    وغيثُ السراب
    أدندنُ كي أحشو الرطانةَ في سماء الوعي
    أنتحلُ كلَّ صفات البحر
    كي أموتَ على رملٍ وسِع أقدامَهم ونسيني
    أحبُّ فيك
    دانتك البعيدة
    أحبُّ فيَّ
    أن أسيرَ ..كي تُظِلَّني
    هناك شعر لم نقله بعد

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #32
      المشاركة الأصلية بواسطة زياد هديب مشاهدة المشاركة
      على خطاك...ربيع



      للتاريخٍ سمةٌ يُتقنُ شعوذتَها الفلاسفة
      يموتُ الحالمونَ في سبيلها
      (كانت) ما يزال قائماً بحُجَّته يذرو
      ما تزال الميتافيزيقا عالماً من تأويلٍ فريد
      فلا الجنَّة استوطنها اليهود
      ولا النَّهرُ الجاري يحفظ وجهاً وحيداً
      على أبواب طروادة ...آثار الشعراء فقط
      أما سنابكُ الخيل...فماتت كأصداء المجد
      وحدَه امتشقَ الزُّجاج
      هلكَ على لوحِ بابلَ وفسَّرهُ الأغنياء
      الرَّغيفُ ملكوتٌ صوفي في بلادنا
      منتهاهُ في أوَّلِه
      ولا عاصمَ من عُتلٍّ يكرَهُ القمح
      بيني وبينك
      قوسٌ من رماد
      كلمة أولى...تشبه فناءَ العالم
      وغيثُ السراب
      أدندنُ كي أحشو الرطانةَ في سماء الوعي
      أنتحلُ كلَّ صفات البحر
      كي أموتَ على رملٍ وسِع أقدامَهم ونسيني
      أحبُّ فيك
      دانتك البعيدة
      أحبُّ فيَّ
      أن أسيرَ ..كي تُظِلَّني
      فماذا عني
      أن أنبتني الحب زغبا أخضر
      بصدر الريح
      طوش كل جنون الحكمة
      أوهام البلغاء
      رزانة أهل الذل
      ليبلغني النهر بكواسره
      ما علمني الطفو و قوانين الماء
      إلا ليكتال الحصبة بقسطاس الكثبان
      قالوا للخدن : مالك تتأبط نخر الوقت
      و أوهام الحمقى
      احذر صدق الرقصة
      لا تأنس لزغب الطير فتهلك تحت حوافر جلوته
      " ما تزال الميتافيزيقا عالماً من تأويلٍ فريد
      فلا الجنَّة استوطنها اليهود
      ولا النَّهرُ الجاري يحفظ وجهاً وحيداً "
      قالت وهي تخض الحصى بين أناملها
      لأفعى الصمت :
      الحب ثوب أتلفه الشعراء
      الشعر ..
      آيتي
      المجتثة من مشيمة الوجع
      ما عاد يجدي اللون الواحد سوى الوجه الآفل
      قلت لدمعة مازالت تبكي حزني :
      لا بأس عليك
      لا تنتهكي كل الملح
      فحارتنا لن يكفيها بحرك
      ولو كان مدادا من نذر الغيث !
      sigpic

      تعليق

      • زياد هديب
        عضو الملتقى
        • 17-09-2010
        • 800

        #33
        تُملأالكنائنُ بالتُّهمِ الصَّفراء قبل سُقوطِ الحصانة
        ما للشِّعرِ من( رزانة)
        كيما يجتثُّ رؤوسَ الغيم
        قلوبَ الهاربينَ من النَّوء إلى العاصفة
        يقفزُ كالمطّاطِ على نهرٍ فِراؤه الثلج
        يغيبُ اليسارُ لوهلةٍ
        ثم تقرأ..من جاءنا بالسيف..بالسيف يقتل
        تميد الأرض من وطأة الحروف
        يختلفُ القومُ على تفسيرِ الخوفِ الأبله
        قبلَ عفوِ القياصِرة
        وبلوغ القيم الزائدة
        جدليةٌ تقفُ بين الشَّوكِ والورد قفازاً من وهم
        باسم الله...الخوفِ..العدالة
        يكتب الشعراء في ظلال المقصلة
        ينحرفُ المدلولُ بأمرِ القيِّم
        رحماك...في أفول الحضارات أكاليلُ النَّشوةِ
        مراثي العاجزينَ
        جداولُ إحصاء القتلى الجدد
        بيانات الحروب
        عفوٌ عام...لا يشتري خبزاً
        لكنَّه يمنحك فرصةً للبقاء
        كي تموتَ ثانية
        هناك شعر لم نقله بعد

        تعليق

        • مالكة حبرشيد
          رئيس ملتقى فرعي
          • 28-03-2011
          • 4544

          #34
          أقف تقديرا واجلالا لحروف
          ليست ككل الحروف
          لكلمات يمتزج فيها التاريخ بالاحتمال
          تكشف القناع عن زمن
          مسكون بالنقص الارثي
          وبوجع النسيان

          هنا لقاء العمالقة وهذا لعمري
          ما كنت اهدف اليه مذ فكرت بمتصفح التماهي
          فاكتبوا أيها الكبار لنتعلم ..
          ليلبس البيت ضوءه....
          يتزين بنجوم أنهكها الانتظار
          ألقوا القصائد نهرا
          يروي ضفافا شققها الامساك

          أستاذ ربيع ..أستاذ زياد
          لا اعرف كم يلزمني من شكر من تقدير
          لأفي هذه القامات الادبية حقها
          شكرا لكما حد المدى ...وتقدير لا يشيخ

          التعديل الأخير تم بواسطة مالكة حبرشيد; الساعة 25-12-2012, 14:03.

          تعليق

          • مهيار الفراتي
            أديب وكاتب
            • 20-08-2012
            • 1764

            #35
            آلام بوشكين محاولة لمعارضة قصيدة نشيد ريلكة للشاعرة المبدعة سليمى السرايري

            آلام بوشكين محاولة لمعارضة قصيدة نشيد ريلكه للشاعرة المبدعة سليمى السرايري

            نشيـــد ريلكـــه



            كأنّكَ سكبْتَ الحدائقَ على راحتيَّ

            فأطبَقْتُ كفّي على الأُرْجوانِ المُمتدِّ إلى أوَّلِ بابٍ أعماهُ القِدَمُ

            أنتَ وحْدكَ ترى الأشجارَ حقائبَ لهجْرَتِنا الصغيرةِ

            تُشعِلُ أرضي همساتٍ غريبةً

            وَتشْعِلُ المعجزاتُ بيتاً لأسمائنا الأولى

            يَغْزِلُ لنا الضّبابَ في لُغةٍ تأْخذُنا نائمينَ إلى ليلٍ أقلَّ

            تُلوِّنُ الأَبْجديّةَ بشمُوسٍ مُنسكبةٍ منْ عينيْكَ

            وَتقتَرِفُ لُغة َ العُشَّاقِ

            تَعْلو خفيفاَ إلى السماءِ التي أوْرَثـَتـْكَ جِزْيةَ المَجَرَّاتِ

            يُبلّلُني مَطرٌ أسْوَدُ مِثلَ شَهْوةٍ قديمةٍ أيْقظَها مِعْولٌ عَاشِقٌ ذبَحَتْهُ المَرايا ...

            وَجَمْراً يَعْزِفُ نَشيدَ الجَسَدِ

            أَهْمُسُ لِلاشيْءِ ، وأُشيرُ إلى حَجر ٍ يَسْقطُ في البئرِ ولا يَصِلُ...

            هَلْ عَادتْ قصائدنا مِن قلْعةِ الرِّيحِ ؟

            وَهَلْ قفزَتِ الأسْمَاكُ المُلوَّنةُ مِنْ" أكـْوَارِيوم" أكثرَ آتِّساعاً مِنْ البَحْرِ إلى الشَّرَكِ المَنْصُوبِ لِعُزْلتِنَا

            هُناكَ حيْثُ البحْرُ مُصْطَخِبا في تـَفاصِيلِكِ

            حَيْثُ الحُبّ يَطفُو مُرْتَجِفاً على شَهَقَاتِ أصَابِعِنَا

            أدخلْ غربتي و ألبسني


            أنا ثوْبٌ كالأحلامِ النائمةِ

            جَسدٌ يفيضُ أنْهاراً وَسَواحلَ


            يَحْرِقـُني المَدُّ والجَزْرُ

            ومِزَاجُكَ المُسَطّحُ على رِمالٍ مُتَحَرِّكةٍ

            مَاذا لو عَبَرْنا بُحَيْرةَ الذِّئابِ إلى الشّجَّرةِ المُحَرّمَةِ ؟

            وَصَحَوْنا على حُلُمٍ في زَمَنٍ مُحنّطٍ ؟

            وَهذي آخِرُ فراشاتي بِلا أثَرٍ

            قبْلَ أنْ تَحْمِلَني المَوَاكِبُ

            قبلَ أنْ يَبْدَأَني الاغْتِيالُ

            لا أحَدَ غَيْركَ يُعِيدُ للخيولِ قافيةَ الرِّمالِ

            يَزْرَعُني أُنْثى في وادٍ غَيْرِ ذي زرْعٍ

            هَل قُلتُ أُحِبُّكَ ؟

            هَلْ قلْتُ لا قافلةً ترْحَلُ إلى تُرابي دونَ نبْعِكَ ؟

            ما مَعْنى قصَائِدِنا إنْ غَرّبَتـْنا حُروفٌ بلا ضَحكاتٍ ؟

            وَسَكَـنَتـْنا تَراتيلُ الهِدايةِ ؟

            آهِ لو تُعَطّرْنا بِطيبِ الغَجَريّاتِ

            هلْ كُنّا خلقْنا حِكْمَةً جديدةً للعُشَّاقِ ؟

            يا طِفلةً تُصلّي قبلَ الوِلادةِ بِقليلٍ ..

            ثـُمّ تَضِيعُ في تَشَابُهِ الخَسَاراتِ المُضيئةِ

            عُودي مِنْ آخِرِ الزُّرقةِ
            مثلَ حَيْرَةِ رِيْلكه "
            Rélka" المَصْلوبِ في الغِيَابِ...

            هذا حبيبُكِ لم تَعُدْ كَفُّهُ وَطناً

            وهذِهِ شجرةُ الحُزْنِ تُوزِّعُ سُلَّمَ الزَّفَراتِ على جَوْقَةِ الخَاسرينَ ..

            يا طفلةً يَمْلؤُها الرَّحيلُ

            أنتِ مَنْ نوّرتِ على ضفافِهِ

            وزيّنتِ أعْمِدةَ قَصْرِهِ المِزَاجيِّ

            عُودي مِن ثنايا الحَجَرِ

            ولا تَكُفــّي عَنِ الطّـوَاف ِ ...


            التعديل الأخير تم بواسطة مهيار الفراتي; الساعة 28-12-2012, 21:41.
            أسوريّا الحبيبة ضيعوك
            وألقى فيك نطفته الشقاء
            أسوريّا الحبيبة كم سنبكي
            عليك و هل سينفعك البكاء
            إذا هب الحنين على ابن قلب
            فما لحريق صبوته انطفاء
            وإن أدمت نصال الوجد روحا
            فما لجراح غربتها شفاء​

            تعليق

            • مهيار الفراتي
              أديب وكاتب
              • 20-08-2012
              • 1764

              #36
              آلام بوشكين محاولة لمعارضة قصيدة نشيد ريلكة للشاعرة المبدعة سليمى السرايري


              آلام بوشكين



              فراشةً كان النهارُ وصوتكِ رِغاوة الحنين
              ما زالت مخالبكِ في القلب
              كل يومٍ أنا في حزنْ
              مترعاً بالآس كرمادٍ في منفضتك الباردةِ
              أنزفُ مقلةَ اليأس يجترّني حزنٌ عتيق
              أنا الشارع اللا مؤدي إلا إليك
              إلى الفرح الــ قيلَ مفتاحُه الحبُّ
              نم أيها القلبُ على عتبات الوحدة القارسةْ
              انتعليني أيّتها الطرقاتُ السافرةُ حتّى الجوع
              أيّتها المنافي توسّدي سندس الروح
              كلي صدري بحرارة أنفاسك الذائبةِ
              أيتها المسافات
              و أحرقي ظلاليَ الهاربةَ إليك
              أيّتها اللا نهايات المؤبّدة
              أنا الماخرُ عبابَ الأمل
              يخلع عليّ الحب قداسة نسيانه الأبيضِ
              يزرعني جوريةً على لسانِ العطشِ الدائمِ
              يا للجسور التي تربطُ خاصرة الحلم بالوهم
              و يا للنسيان الذي يكتبني في زجاجةٍ
              تحوّم كنسر ٍ حول شطآنك العاريةْ
              فراشةً كان النهارُ
              و طيفك عصفورٌ زمرديُّ الرؤى أحرقَ الغاباتِ
              طيفك الأخضرُ نَوْرَسَ الحلمَ في مقابرِ التيه
              طيفك المعلّق في خزائنِ الذكريات
              نادلُ الوجع الوحيدِ
              في مشربِ الصمتِ المكتظّ بالأخيلة
              يالتي تُعرِّشينَ في الريح و لا توقِضكِ الأشجارُ
              يالغيمةُ المنزوعةُ الأرحامِ قلبي عشبة الإنتظار
              أيتها الحديقة الشرسة قلبي عصفور وحيد
              لأصابِعكِ وردٌ مسمومٌ يكتبني على ألواح المتاه
              البسُ حريرَك الشوكيَّ
              و أستيقظُ على صباحِكِ الدامس
              أنا العصفور البائس ملكُ الظلال الباردة
              و الليالي المشرقة بالوحشة
              أفقِسُ عن الحنينِ كما تفقسُ أسماكٌ
              تناديها فطرةُ عشقِ سماءها الأولى
              أغدو ممتلئا بالهواء و بالضوء
              أؤوب غابةً خانقةَ العتمةِ
              أتّكأ على حمامةِ القلب
              تقتلني بلاهةُ الحبِّ و لعنةُ الانتظارِ
              ثمّة ضبابٌ في المنعطف ضبابٌ عالقٌ ما بيننا
              ثمّة غربةٌ حملتها داخلي
              كما تحمل الألسنةُ منافي أنبياءها
              و الأصابعُ مشانقَ شعراءها
              صاعداً قمّة الهاوية
              أدحرج ما تبقّى من قلبٍ على شوكِكِ الفولاذيِّ ,
              قدمايَ حريرُ الرؤى جسدي أجنحةُ الفراش
              عقيمٌ هو الضوء ما تبعثهُ عيناك في رحمِ عتمتي
              و أنا أتجرّع هزائمي سقوطاً سقوطاً
              أيّتها الممتدة على قيعانِ السراب
              أنا المطلُّ على مشارفِ الخيبةِ و المنذورُ للوهمِ القاتل
              من يعيد إليّ بعضيَ المراقَ على عتباتكِ الجاحدةِ
              من يرفعُ عنّي حزنَ بوشكين
              الناشبَ في ظلالِ الريبِ الرماديّةِ الماءِ
              من ينفخُ في نهاراتيَ الفلَّ و الياسمينَ
              بعيداً عن سماء الرصاصِ الصدفيّةِ الموت ؟؟؟
              يا للعتمةِ التي تشربني حتّى آخرَ ضوءٍ
              يا للرحيل الذي غادرني مضغةَ وجدٍ
              على شاطئ الفقد الرجيمْ
              فراشةً كان النهارُ و صوتك رِغاوة الجحيمْ

              مهيار الفراتي
              التعديل الأخير تم بواسطة مهيار الفراتي; الساعة 29-12-2012, 11:17.
              أسوريّا الحبيبة ضيعوك
              وألقى فيك نطفته الشقاء
              أسوريّا الحبيبة كم سنبكي
              عليك و هل سينفعك البكاء
              إذا هب الحنين على ابن قلب
              فما لحريق صبوته انطفاء
              وإن أدمت نصال الوجد روحا
              فما لجراح غربتها شفاء​

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #37
                أنا المطلُّ على مشارفِ الخيبةِ و المنذورُ للوهمِ القاتل
                من يعيد إليّ بعضيَ المراقَ على عتباتكِ الجاحدةِ
                من يرفعُ عنّي حزنَ بوشكين
                الناشبَ في ظلالِ الريبِ الرماديّةِ الماءِ
                من ينفخُ في نهاراتيَ الفلَّ و الياسمينَ
                بعيداً عن سماء الرصاصِ الصدفيّةِ الموت ؟؟؟
                يا للعتمةِ التي تشربني حتّى آخرَ ضوءٍ
                يا للرحيل الذي غادرني مضغةَ وجدٍ
                على شاطئ الفقد الرجيمْ
                فراشةً كان النهارُ و صوتك رِغاوة الجحيمْ

                أيها كان أجمل
                الأول أم الثاني
                سليمى أم مهيار
                ريلكه أم بوشكين
                هنا رأيت تفوق الروح الشاعرة
                كما رأيت الشعر يليل : الله

                أسعدني ما قرات أستاذي مهيار
                لا فض فوك

                محبتي


                sigpic

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #38
                  العشاء الأخير للشاعر الكبير محمد مثقال الخضور


                  في آخرِ الأَمرِ . .
                  لا بُدَّ من سماءٍ تُـوزِّعُـنا على النهاياتِ
                  بعدالةٍ لا تقوى عليها الأَرضُ المُثخنةُ . .
                  بالتضاريسِ وتأْويلاتِ الكَـهَـنَةِ وجُـثثِ البراكين

                  حكايـتُـنـا تبحثُ عن إطارٍ يرافـقها إلى جدارٍ هادئٍ
                  يستأثرُ بالشمسِ فيمنعُـها من الدخولِ إِلى الغرفِ المُعتمةِ
                  قادرٍ على حمايتنا من المفاجآت وأَخطاء المؤرِّخين

                  فتعالَ نحملُـنا إِلى حدثٍ حياديٍّ
                  كأنْ نُرتِّب الأَمر فيما بيننا . . ونقتسمُـني !
                  آخذُ ما أَتاحَ لي ليلُكَ من النجوم والرؤى
                  وتأخذُ ما أَباحني لك من الوقتِ
                  فنتخلَّصُ من عقدةِ الانتصارِ
                  ثم نأوي إلى موتٍ يُحرِّرنا من الأَماكن والهواء
                  غريمـيْـنِ . . يخسرانِ أَنفاسهما على مائدةِ القمارِ
                  فيجنحانِ إِلى السلمِ . . والاختناق

                  شمعةُ عشائِنا لا يكفيها خيطٌ واحدٌ
                  لإِكمالِ دائرتها على السقفِ . .
                  واستدراجِ الفراشاتِ الحزينةِ إلى غفوةٍ بلا مُسَكِّـنات !
                  تتراكمُ فوق تجاعيدها . .
                  وتبحثُ في عروقِـنا عن شيءٍ قابلٍ للاحتراقِ
                  قابلٍ . . للالتصاقِ بالخشب

                  سأَتـركُ لكَ جسدي كُـلَّـهُ على المائدة . .
                  فأَنـا . . . لا آكلُ الترابَ !
                  ولا أَكترثُ كثيرًا بنصيبي من الموتِ
                  كما لا تكترثُ السماءُ بِـأَنـاقَــتِــنـا حين نتسامى إِليها
                  هاربينَ من بشاعةِ الأَعمار

                  سوفَ أُودِّعُـكَ بعدَ موتِـنا بقليل
                  فأَنـا . . لم أَكتملْ بعدُ
                  لم أُجـرِّب نكهةَ القهوةِ كيفَ تكونُ بلا حسابٍ للزمن !
                  لم أَعثر بعدُ على امرأةٍ أقول لها "كل شيء"
                  ولم أَتـعلَّم بعدُ . . طريقةً مُـرَّةً للبكاء

                  سوف أُكمِلُـني بِطينٍ أَجمعُهُ من تـلَّـةٍ عذراءَ
                  وأرميني في الكون نذرًا تـقطـعُـهُ على نفسِها الأَرضُ . .
                  أَن تشربَ البحارَ كُـلَّـها إِن عَـثَـرتْ عليَّ
                  وعهدًا على أَوديـتـهـا إِن أَضاعـتـني مرةً ثانيةً . .
                  أَن لا يُذيـبـَني المطرُ
                  وأَن يفديني الخيالُ بِحُلمٍ مُـؤسِفٍ
                  تنساهُ القبورُ عند الصباح
                  فأَجيءُ كالفجرِ . . طفلًا
                  تضعُـني العتماتُ الباردةُ على أَوَّلِ الشمسِ
                  أُغَـيِّـرُ أَسمائي كيفما ساقني الظلُّ . .
                  ولا أَشيخُ . . عند الغروب !
                  فعلى مرمى الحكاياتِ المشلولةِ . .
                  يتوقَّـفُ الزمنُ قليلًا
                  يُـلملِمُ ما ضاعَ منه فينا . . ويمضي !!!

                  تعال إذن . .
                  إلى حَدثٍ أَكثرَ حياديَّـةً من الليلِ . .
                  في توزيعِ المخاوفِ والأُحجيات
                  نُـرتِّـبُ الأَمر فيما بيننا . . ونقتسمني
                  لكَ ما أَحـبَّـكَ مـنِّـي فماتَ على يديك
                  ولي ما أَحـبَّـني من الكونِ فعشتُ على يديه . .

                  (( شجرةٌ أَعادتْ تقديمَ نفسِها للمُـتـعَـبـين من الظلالِ . .
                  على هيئةِ مقعدٍ خشبيٍّ ! ))

                  (( قرنفلةٌ طـيِّـبةٌ أَجَّلتْ تَـفـتُّـحَـها إِلى حينِ عودتي منك ! ))

                  (( قلمٌ وورقةٌ يكفيانِ . . لكي أَكتبَ لأُمي رسالةً
                  أَقولُ فيها : "إنني بخير" ))

                  sigpic

                  تعليق

                  • ربيع عقب الباب
                    مستشار أدبي
                    طائر النورس
                    • 29-07-2008
                    • 25792

                    #39
                    في أولِ الأمرِ
                    أكانَ لنا حقُّ الحرثِ
                    في الماءِ و الريحِ
                    قبلَ أنْ تتشكّلَ الأسماءُ
                    تُوضعَ الريحُ على مفازةِ الطَّلْحِ
                    و الماءُ بين قبضتينِ
                    و حجرٍ
                    ألاَّ تكونُ الأرضُ صادقةً
                    ويعتذرُ للحجرِ مرتينِ
                    ولي خمسَ
                    ولآدم سبعَ




                    أواثقٌ أنتَ ..
                    أنك لا تركضُ على صدرِ سماءٍ
                    وتلك الخيمةُ المخضودةُ
                    تُثيرُ الرُّعبَ و الشَّفقةَ
                    رغم تهالكِ عناقيدِها
                    ما هي .. سوى أرضٍ أخرى
                    و أن من أطلق عليها وعورتَها ..
                    ربما أضلَّهُ الطاووسُ المتعكزُ على عصا آدمٍ
                    مُذ أسقطتُّهُ الغوايةُ
                    سلِ الجدارَ المتهالكَ تحتَ نفخةِ الوليِّ
                    كيف ارتقى من خلفِهِ
                    صَبيّانِ ناعمَانِ
                    تّفجَّرُ من عيونِهما الشمسُ ؟




                    ليظلَّ بيننا ما نَقْتَرِعُه
                    دون صلبٍ للنجوى
                    أو بهلوانيةٍ رعناء ..
                    لن تأتي مُجددًا بما هو مفقودٌ بيننا
                    سوى أنكَ في نهايةِ الأمرِ .. ماضٍ إلي حتفٍ
                    لنبدأَ من حيثُ انْقسمّْنَا :
                    سمراءٌ
                    بيضاءٌ
                    كليلةٌ
                    ماضيةٌ
                    عجفاءٌ
                    وارفةٌ
                    هذي بكفٍّ
                    وتلك بالأخرى
                    يمينًا شَمالًا
                    شمالًا يمينًا
                    سوف أناشدُ عملِي بعدمِ التَّهورِ
                    كي نحظى بمائدةٍ مباركةٍ
                    لنطلقَ الروحَ في فضاء مالكها
                    ثم نعجن الوعاءين تحت نار مشاغبة
                    هكذا .. نُقيمُ بعضَ عدلٍ
                    لم يكنْ للأرضِ ..
                    و لن يكونَ لي حين يطاردُك جُحودي اللئيم
                    سوف نحتاجُ لبعضِ مشهِّياتٍ
                    خارجَ نطاقِ عصياننا
                    على زعمِ حزنِك
                    كلٌّ على قدمٍ وريحٍ .. فقط تعوزُنا
                    سرقةُ بعضِ الملائكةِ
                    لترقصْنَ و تغنينَ .. لكن
                    دلني .. من على أيِّ جبلٍ في جلبابِ أبينا ؟
                    دموعُك لا تتركُ لي فرصةً لرؤيةٍ أنقع
                    لنقتلعَها إذًا من فمِ الشيخِ
                    وكتابِ الأسماءِ ..


                    تركتُني في بركانٍ
                    وسوف يأكلُّني
                    إن لم أكلّهُ
                    و آنَ وقتُ العشاءِ
                    ليس من مهربٍ
                    لي .. و لكَ
                    كُلْ عدلِي
                    أليسَ أجملَ .. و أليقَ ؟
                    إني أناديك
                    أنادي عدلَك و عدلَ السماءِ
                    و الأرضِ إن شئت
                    أكان علىّ أن أضاجعَ أنفاسي من دُبرٍ
                    ثم أعطها لك لتأتيها من قبلٍ
                    و تكونُ دولةً بيننا
                    أم أن تكونَ أنتَ ... وليمتي ؟!


                    العشاءُ لم يطبْ لك
                    و لا لي
                    جاذبيةُ الحجرِ تخنقُ اصطباري
                    فلنتركَهُ للرّيحِ ..
                    لأرضٍ أخرى
                    لا تنجبُ سوى ثقوبٍ .. نتسلَّلُ إليها
                    حين أطاردُنِي .. أطاردُنا
                    أكنتُ جريمتي
                    حين خلفتنُي هناك
                    بقعًا على صدرِ الريحِ
                    أعطيتُها اسمًا و لونًا
                    كما أعطيتُنِي ..
                    كي ننسى جريمتَنا ..
                    دون أن نشعرَ بوخزِ الالتباسِ
                    أو نرجمَ ما حلّ في بطنِ الشجرة
                    حين ذُبحتْ
                    فتطايرتْ من هولِ .. ما هَمُّوا بها
                    ربما لم أكنْ سوى ذاك الاسمِ
                    و في تلك الجغرافيا
                    لكنني رأيتُني .. بذاتِ الحزن
                    أحملُ فأسي
                    أبحثُ عني ..
                    لأجدَني .. قبضةً سابحةً في الغروب
                    ولوعةً في صدرِ امرأةٍ تسكنُّني
                    تخشى العشاءاتِ ..
                    تغزلُني علي أصابِعها
                    ديمةً مهاجرةً .. وقلبًا غارقًا في ريحِ الصبا !
                    sigpic

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #40
                      ما بين أوَّلِـهِ وآخرِهِ ، يلوذُ الأَمـرُ بسطورٍ أَضاعتْ قافـيـتـَها
                      أَرهـقـتـها علاماتُ الترقيمِ ، فبانتْ على قمةِ شجرةٍ متعبة

                      الشجرُ ليس الشيء الوحيدَ الذي يعرفُ كيفَ يموتُ واقفـًا
                      ربما . . هو الشيءُ الوحيدُ الذي لا يعرفُ كيفَ يستلقي على علاماتِ الاستفهامِ حين تُـتـعـبُـهُ التضاريس
                      وربما . . هو الشيءُ الوحيدُ الذي يُـتـقـنُ التعاملَ مع تَـقَـلُّبِ الفصول !

                      لا . . لستُ واثـقـًا بأنَّ صدرَ السماءِ مفتوحٌ للراكضين خلف الشمس
                      ولستُ واثـقـًا بأَنَّ على ناصيةِ إِحدى الطرقاتِ التي لم ترني بعد ، سأَجدُ خيمةً أُعاقبُ بها الشمسَ على خرق المواعيد

                      المائدةُ - شئنا أَم أَبينا - جسدٌ قتيل
                      إِن لم يسبق إِليه جوعٌ . . يتسابقُ الدود إِليهِ
                      كيفَ تبدأ الأسئلة بعد أن ينتهي الاختبار ؟
                      وهل هناكَ فصلٌ أَخيرٌ في المسرحِ المُمِلِّ ؟
                      رأَيـتُـني أَتباعدُ كلما انتحرتْ قطرةُ ماءٍ على نافذتي
                      ليت لي خاصيةَ النفاذِ لأَعرفَ ماذا يُرسلُ الجذرُ إِلى الشمس
                      على أَطرافِ سيقانِ الحكاية

                      لا إِطارَ لنا على الجدران !
                      تستطيعُ أَن تتجوَّلَ بِحُريَّـةٍ بينَ زوايا المسأَلةِ
                      تستطيعُ أَن تنزفَ لو أَردتَ كلما صادفَكَ ثقبٌ في الجدار
                      وتستطيعُ أَن تبكي لكي تغسلَ أَيَّ شيءٍ على الطريق
                      فأنتَ وحدَكَ . . سيِّـدُ الضياع

                      لم نُـتقن كلَّ شيءٍ قبلَ العشاء
                      لم نحترق بما يكفي لقراءةِ هياكِلنا العظمية ونشرها على سطوح الحقيقة
                      لم نشرب من النبيذِ ما يكفي لإِعادة العقول إلى مصباتها
                      ولم نسمع في آخر الأخبار أَينَ ستجتمعُ جُـثـثـنـا في غيابنا
                      لكي نتشكَّل من جديد
                      نحب شيئا آخر غير ذاك الذي يأكل الوقت حولنا
                      وننام على صدر امرأة لا ترانا
                      ونكتب - بالفؤوس - حكايات جديدة

                      محمد مثقال الخضور
                      sigpic

                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        #41
                        المائدة أعدت نفسها في أوان أخر
                        قبل الحضور بيقظة
                        وربما بيقظة و تفاحتين
                        الخواء لا يأتي هكذا مثل زائر غير مرغوب فيه
                        في دعاوي الصدق بلاغة
                        تعطيه بعض الماء ليلوك ما استطاب
                        انه ينمو بالقرب من أنامل الاسترخاء في المعنى
                        هكذا يعشوشب
                        هكذا يستطيل على جدار المس
                        مثل دودة
                        أو فورة نابحة في قلب أنثى
                        نجوى تميس عصمة الروح في أول الصفحة
                        و في أعلى نقطة على سطر طائر
                        ربما مرت السخرية بباب ابن خلدون
                        و غلقت أبوابها على ما غفل
                        من حساب القمر
                        ثم أذاقته خمرتها
                        و انسحبت في ثوب حكمة
                        لتحط في قلب فتى
                        كان يعاقر العشب
                        و أوهام البلغاء
                        من قدامي العاهرين
                        العشاء ينحدر من قلب الفتى
                        إلي قلب العشب الذي ثنى زنديه
                        بالقرب من وجه التواطؤ المشرع على كل أزقة الأوراد

                        sigpic

                        تعليق

                        • مالكة حبرشيد
                          رئيس ملتقى فرعي
                          • 28-03-2011
                          • 4544

                          #42
                          المشاركة الأصلية بواسطة مهيار الفراتي مشاهدة المشاركة

                          آلام بوشكين



                          فراشةً كان النهارُ وصوتكِ رِغاوة الحنين
                          ما زالت مخالبكِ في القلب
                          كل يومٍ أنا في حزنْ
                          مترعاً بالآس كرمادٍ في منفضتك الباردةِ
                          أنزفُ مقلةَ اليأس يجترّني حزنٌ عتيق
                          أنا الشارع اللا مؤدي إلا إليك
                          إلى الفرح الــ قيلَ مفتاحُه الحبُّ
                          نم أيها القلبُ على عتبات الوحدة القارسةْ
                          انتعليني أيّتها الطرقاتُ السافرةُ حتّى الجوع
                          أيّتها المنافي توسّدي سندس الروح
                          كلي صدري بحرارة أنفاسك الذائبةِ أيتها المسافات
                          و أحرقي ظلاليَ الهاربةَ إليك أيّتها اللا نهايات المؤبّدة
                          أنا الماخرُ عبابَ الأمل
                          يخلع عليّ الحب قداسة نسيانه الأبيضِ
                          يزرعني جوريةً على لسانِ العطشِ الدائمِ
                          يا للجسور التي تربطُ خاصرة الحلم بالوهم
                          و يا للنسيان الذي يكتبني في زجاجةٍ
                          تحوّم كنسر ٍ حول شطآنك العاريةْ
                          فراشةً كان النهارُ
                          و طيفك عصفورٌ زمرديُّ الرؤى أحرقَ الغاباتِ
                          طيفك الأخضرُ نَوْرَسَ الحلمَ في مقابرِ التيه
                          طيفك المعلّق في خزائنِ الذكريات
                          نادلُ الوجع الوحيدِ
                          في مشربِ الصمتِ المكتظّ بالأخيلة
                          يالتي تُعرِّشينَ في الريح و لا توقِضكِ الأشجارُ
                          يالغيمةُ المنزوعةُ الأرحامِ قلبي عشبة الإنتظار
                          أيتها الحديقة الشرسة قلبي عصفور وحيد
                          لأصابِعكِ وردٌ مسمومٌ يكتبني على ألواح المتاه
                          البسُ حريرَك الشوكيَّ
                          و أستيقظُ على صباحِكِ الدامس
                          أنا العصفور البائس ملكُ الظلال الباردة
                          و الليالي المشرقة بالوحشة
                          أفقِسُ عن الحنينِ كما تفقسُ أسماكٌ
                          تناديها فطرةُ عشقِ سماءها الأولى
                          أغدو ممتلئا بالهواء و بالضوء
                          أؤوب غابةً خانقةَ العتمةِ
                          أتّكأ على حمامةِ القلب
                          تقتلني بلاهةُ الحبِّ و لعنةُ الانتظارِ
                          ثمّة ضبابٌ في المنعطف ضبابٌ عالقٌ ما بيننا
                          ثمّة غربةٌ حملتها داخلي
                          كما تحمل الألسنةُ منافي أنبياءها
                          و الأصابعُ مشانقَ شعراءها
                          صاعداً قمّة الهاوية
                          أدحرج ما تبقّى من قلبٍ على شوكِكِ الفولاذيِّ ,
                          قدمايَ حريرُ الرؤى جسدي أجنحةُ الفراش
                          عقيمٌ هو الضوء ما تبعثهُ عيناك في رحمِ عتمتي
                          و أنا أتجرّع هزائمي سقوطاً سقوطاً
                          أيّتها الممتدة على قيعانِ السراب
                          أنا المطلُّ على مشارفِ الخيبةِ و المنذورُ للوهمِ القاتل
                          من يعيد إليّ بعضيَ المراقَ على عتباتكِ الجاحدةِ
                          من يرفعُ عنّي حزنَ بوشكين
                          الناشبَ في ظلالِ الريبِ الرماديّةِ الماءِ
                          من ينفخُ في نهاراتيَ الفلَّ و الياسمينَ
                          بعيداً عن سماء الرصاصِ الصدفيّةِ الموت ؟؟؟
                          يا للعتمةِ التي تشربني حتّى آخرَ ضوءٍ
                          يا للرحيل الذي غادرني مضغةَ وجدٍ
                          على شاطئ الفقد الرجيمْ
                          فراشةً كان النهارُ و صوتك رِغاوة الجحيمْ


                          مهيار الفراتي


                          احييك استاذ مهيار الفراتي
                          على ما نثرت هنا من جمال
                          تعارضا مع قلم الاستاذة الرقيقة
                          سليمى السرايري...
                          كانما كان التعارض في نفس اللحظة
                          فجاء موضحا لبعض ما خفي في النص
                          شكرا استاذ مهيار الفراتي على هذا الحوار الشعري
                          شكرا سليمى على الحروف التي استفزت القريحة
                          مودتي لكما ...وكل عام وانتما بخير

                          تعليق

                          • مالكة حبرشيد
                            رئيس ملتقى فرعي
                            • 28-03-2011
                            • 4544

                            #43

                            طعنات في جسد الضوء
                            منـــــــار يــــــوسف





                            * هيباتيا *
                            انثري حبات النور في الزوايا المعتمة
                            ممرات الظلام تشتاق لعبورك البهىّ
                            الحقيقة تشرّع لك نوافذها
                            تطلق أسراب أقمارها فوق تعاويذ الانتظار
                            انفضي شوائب الوهم عن جدران الصباح
                            و عند منعطف الظلال ادفعي هذيان الريح
                            اعبري أنفاق الليل بشعلة المؤمنين
                            لم يحن الأوان بعد
                            أن تلقي بأوراق الزيتون على التلال المقفرة
                            لازال هناك وقت لإشراقة أخرى

                            طلاب اليقين على بابك القرمزي
                            ينتظرون طلائع الفجر من محياك البهيّ
                            افتحي برفق و احذري شهيق السمّ من وجه البراءة
                            جمالك أيقونة ساحرة .. ابنة البحر
                            صوتك تراتيل نهر
                            يجذب عصافير الحقول في طريقك العاجي
                            شواطىء الليمون حائرة عند شعرك المجدول
                            تدعو مراكب الورد أن ترسو عند مرافىء أنفاسك
                            سيدتي .. اغلقي أبواب السراب
                            انحتي أسرار الشُهب في كهوف الأسئلة
                            و عند قبة الشفق ابدأي معركة الصمود

                            * هيباتيــا * .. اسمع صليل الغدر على أسنّة الأفواه

                            اهربي على سفينة التاريخ
                            لم يعد هناك متّسع لبقعة ضوء في خرائط الليل
                            طعنات الغضب تنتصب في جسد الحلم المضىء
                            أنهم يعدّون محرقتك بأغصان الليل الواجمة
                            بدهشة الطرقات
                            بفجيعة عرائس المطر

                            اسمع أنين أرصفة المدينة .. انكسار ملامحك
                            حين يغتالك .. الحجر
                            انتفاضة ضفائرك في ذروة الأفول
                            يا سليلة .. الشمس
                            حلّقي
                            بأجنحة الياسمين
                            روحك الآن
                            آمنة
                            التعديل الأخير تم بواسطة مالكة حبرشيد; الساعة 02-01-2013, 11:25.

                            تعليق

                            • مالكة حبرشيد
                              رئيس ملتقى فرعي
                              • 28-03-2011
                              • 4544

                              #44
                              حالة تمويهية توهيمية ....تماهيا مع هيباتيا ...
                              للشاعرة الجميلة =منار يوسف


                              حالةٌ تمويهيةٌ

                              توهيميةٌ

                              تعتري ذاكرةَ الكون

                              ينتعلُ الغيابُ خفّي الحضور

                              يعتلي عرشَ الافتراضِ

                              في خارطةٍ مزورةٍ

                              للذاتِ المشردةِ

                              على حدودِ زمنٍ لا عاد

                              ولا مألوفٌ

                              فَقَدَ فيه التاريخُ ملامحَهُ

                              على سُلمِ ريختر

                              وعلى سلمِ أحلام

                              حاصرها الرّعبُ في الزوايا

                              لتكملَ المتاهةُ استدارتَها

                              فكيف نمدِّدُ ثوبَ الخشوعِ

                              ليغطي سيقانَ المهانة ؟


                              الصمتُ استلقىَ على شاطئ العتمة

                              حزينًا ينتظرُ أشلاءً متمردةً

                              سبحتْ ضد التيار

                              تعتكفُ العيونُ

                              في ثقوبِ الظّلامِ

                              تعيشُ زمنًا بلا عمر

                              عمرًا بلا زمنٍ

                              شد أوتادَهُ إلى رملٍ

                              موشىَ بالنزفِ

                              حين تشظىَ

                              تحتَ تلاحق أمواجِ الوجعِ


                              الشّمسُ تدورُ

                              حولَ بؤرةِ القلقِ

                              صوتُ الدّفوفِ يرتفعُ

                              احتفالا بكرنفالاتِ الموتِ

                              هل سيُحْكِمُ الفجرُ قبضتَهُ

                              على قمرٍ كسّر النّواحُ دورتَهُ؟

                              اللّيل يغترفُ النّورَ

                              من شهقةِ أنفاسٍ

                              من لمعةِ حزنٍ

                              تشقُّ الخطوَ بثباتٍ

                              نحو النارِ

                              هاهي تُمسكُ بخيوطِ اللهبِ

                              ترسمُ خارطةً جديدةً

                              لدورةِ الدّمِ

                              الرّصيفُ يَنفضُ غربتَهُ

                              يقتلعُ الانتظارَ من جذورِهِ

                              يُلقِيهِ في حُلكةِ الأمس


                              من عُمقِ الأنينِ تخرجُ جزرٌ

                              لم تلدْها المحيطاتُ

                              ولا رسمتْهَا براكينُ التهويلِ

                              حولَ ينابيعِ النداءِ

                              يلتفُّ ما تبعثرَ من هديلِ الشّجرِ

                              عندَ حدودِ الصّبرِ

                              أينعَ الرّبيعُ

                              في العيونِ المصابةِ بالخريفِ

                              أجنحةُ الانبعاثِ تفردُ ريشَها

                              وسطَ ليلٍ مهووسٍ بالبياض

                              رُغمَ خفافيشِ السوادِ

                              التي عمّتْ أديمَ الكونِ


                              اليومَ تنسلُّ صرخةُ الوليدِ

                              من زحمةِ التيهِ

                              ورجفاتِ الهواءِ

                              لترسمَ على شاشةِ الأفقِ

                              وجهَ الحريّةِ

                              وتُسفكَ زغرودةُ ارتواءٍ

                              في حقولِ ربيعٍ ظامئٍ

                              إلى بللِ الأرواحِ



                              أنفاس ترجُّ طرقاتِ الوطنِ

                              التي نسيتْ بعضَها

                              لتستعيدَ ذاكرتَها

                              وتشدَّ الرحلَ نحو الضّفةِ المشتهاةِ

                              لحلمٍ ترفلُ أزهارُه

                              على بُعدِ جثةٍ وبضعِ تراتيل


                              تعليق

                              • مالكة حبرشيد
                                رئيس ملتقى فرعي
                                • 28-03-2011
                                • 4544

                                #45
                                أشكر الاستاذ ربيع
                                على تفاعله وتماهيه وتعارضه
                                على حروفه الشامخة التي اثرى
                                بها المتصفح وهذا الحوار الشعري
                                الجميل ...الراقي والذي يحمل بين طياته
                                كما كبيرا من المعرفة والتجربة
                                اتمنى ان نستفيد ونتعلم منها جميعا
                                شكرا ايها الربيع
                                دمت مزهرا دائما

                                تعليق

                                يعمل...
                                X