زوبعة في ملعقة!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رضا الزواوي
    نائب رئيس ملتقى النقد الأدبي
    • 25-10-2009
    • 575

    زوبعة في ملعقة!

    ارتسمت ظلال ابتسامة على شفتيها، وهي تلمح حروف الماضي تتراقص حولها ناسجة كلمات؛ جعلت يدها تتلمس طريقها نحوه في ارتعاشة رائقة!
    تمددت ابتسامتها، وتسارعت دقات قلبها، وشعرت بها تداعب أطراف أصابعها!...
    سنوات طوتها من ذاكرتها في رحلة يدها...
    كانت ترى بقلبها، ويدها تتحسس طريقا استطال حتى كاد يقطع حبل ماض يسبيها، وتؤويه...
    لامست أطراف أصابعها المتوهجة يده؛ فانتفض مذعورا، وتناثرت قطرات ماء باردة نحوه، بينما ارتبك فنجان قهوتها؛ فأحدث زوبعة
    في ملعقتها، تناثرت إثرها قطرات ساخنة قربها...
    تماوجت ابتسامتها، ثم تلاشت، وانقبضت ملامحها مترنحة بين أزرار حيرتها، وبينها؛ بينما انطلقت منه عبارات أيقظتها:
    - "أف" أرأيتِ ما فعلتِ؟!!!
    [frame="15 98"]
    لقد زادني حبّـا لنفسي أنني***بغيض إلى كل امرئ غير طائل
    وأنّي شقيّ باللئــام ولا ترى***شـقيّـا بهـم إلا كـريم الشـمـائل!

    [/frame]
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة رضا الزواوي مشاهدة المشاركة
    ارتسمت ظلال ابتسامة على شفتيها، وهي تلمح حروف الماضي تتراقص حولها ناسجة كلمات؛ جعلت يدها تتلمس طريقها نحوه في ارتعاشة رائقة!
    تمددت ابتسامتها، وتسارعت دقات قلبها، وشعرت بها تداعب أطراف أصابعها!...
    سنوات طوتها من ذاكرتها في رحلة يدها...
    كانت ترى بقلبها، ويدها تتحسس طريقا استطال حتى كاد يقطع حبل ماض يسبيها، وتؤويه...
    لامست أطراف أصابعها المتوهجة يده؛ فانتفض مذعورا، وتناثرت قطرات ماء باردة نحوه، بينما ارتبك فنجان قهوتها؛ فأحدث زوبعة
    في ملعقتها، تناثرت إثرها قطرات ساخنة قربها...
    تماوجت ابتسامتها، ثم تلاشت، وانقبضت ملامحها مترنحة بين أزرار حيرتها، وبينها؛ بينما انطلقت منه عبارات أيقظتها:
    - "أف" أرأيتِ ما فعلتِ؟!!!
    مرحبا أخي رضا الزواوي
    ربما يُقال أن النص طويل على جنس القصة القصيرة جدا .
    لكن القفلة قد شفعت لطول النص . لأن كل ما سبق هو
    تحضير لعبارة صاحبنا : - "أف" أرأيتِ ما فعلتِ؟!!!
    فابتسامتها وارتعاشة يدها وتسارع دقات قلبها ..
    كلها توارت خلف الزوبعة . ولو كانت زوبعة في
    فنجان ، لهانت . وتم احتواءها . لكنها زوبعة في ملعقة
    والأذى قد حصل .
    تحياتي ومودتي
    فوزي بيترو

    تعليق

    • فاروق طه الموسى
      أديب وكاتب
      • 17-04-2009
      • 2018

      #3
      فكرة النص جميلة .. وثمة اشتغال على عنصر التشويق .. كما ذكر د. فوزي .. فحضرت معه الدهشة في النهاية ..
      لكن هذا لايشفع للترهل الزائد في النص .. ويمكنك الاستغناء عن بعض الجمل دون أن يتغير مجرى الأحداث ..
      أعجبني النص مع إعادة النظر في الصياغة .. محبتي .
      من لم تحلّق به حصيرة المسجد البالية .. فلن يطير به بساط السندباد

      تعليق

      • خديجة بن عادل
        أديب وكاتب
        • 17-04-2011
        • 2899

        #4
        .....
        أخي الفاضل رضا الزواوي الفكرة هنا رائعة وموجودة
        لكن ينقص الإختزال فقط حتى المفارقة تجلت في أمرين
        تحيتي واحترامي .
        التعديل الأخير تم بواسطة خديجة بن عادل; الساعة 14-01-2013, 20:34.
        http://douja74.blogspot.com


        تعليق

        • رضا الزواوي
          نائب رئيس ملتقى النقد الأدبي
          • 25-10-2009
          • 575

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
          مرحبا أخي رضا الزواوي
          ربما يُقال أن النص طويل على جنس القصة القصيرة جدا .
          لكن القفلة قد شفعت لطول النص . لأن كل ما سبق هو
          تحضير لعبارة صاحبنا : - "أف" أرأيتِ ما فعلتِ؟!!!
          فابتسامتها وارتعاشة يدها وتسارع دقات قلبها ..
          كلها توارت خلف الزوبعة . ولو كانت زوبعة في
          فنجان ، لهانت . وتم احتواءها . لكنها زوبعة في ملعقة
          والأذى قد حصل .
          تحياتي ومودتي
          فوزي بيترو
          الأخ الكريم فوزي
          ربما يقال، لأنهم لم يتفقوا على عدد كلمات معينة تدخل نصّا، وعدد آخر يخرج غيره من هذا التصنيف!
          والناظر للنص بعين الناقد المتفحص في عباراته، ودلالات ألفاظه؛ سيدرك لا محالة مدى "الإيجاز" فيه!
          شكرا على مرورك، ورؤيتك...
          دمت بخير، مع تحياتي.
          رضا
          [frame="15 98"]
          لقد زادني حبّـا لنفسي أنني***بغيض إلى كل امرئ غير طائل
          وأنّي شقيّ باللئــام ولا ترى***شـقيّـا بهـم إلا كـريم الشـمـائل!

          [/frame]

          تعليق

          • رضا الزواوي
            نائب رئيس ملتقى النقد الأدبي
            • 25-10-2009
            • 575

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة فاروق طه الموسى مشاهدة المشاركة
            فكرة النص جميلة .. وثمة اشتغال على عنصر التشويق .. كما ذكر د. فوزي .. فحضرت معه الدهشة في النهاية ..
            لكن هذا لايشفع للترهل الزائد في النص ..
            ويمكنك الاستغناء عن بعض الجمل دون أن يتغير مجرى الأحداث ..
            أعجبني النص مع إعادة النظر في الصياغة .. محبتي .
            يسعدني أن تأتيَني من نصّي بجملة واحدة يمكن الاستغناء عنها دون أن يتغيرَ مجرى الأحداث(الحاضر) مع الأخذ بعين الاعتبار "منبع الأحداث"(الماضي)، و"مصبّها" (المستقبل)!
            تأمّل في كلّ جملة؛ لتجدَ فيها دلالة لا يمكن "قطفها" من أيّ عبارة سواها!
            ولتوضيح الأمر أكثر دعنا نتأمل نصّك هذا:


            المشاركة الأصلية بواسطة فاروق طه الموسى مشاهدة المشاركة
            [mark=#F2FF9E][frame="14 70"].. وأذهلَتني أمّونة بصوتها الرخيم " نارة ياولد " .. زقزقةُ عصافيرٍ ..
            وهالني نداء بائع " العرق سوس " .. !
            أُمي توقد التنور .. والقهوة تنتظرني تحت الشجرة .. !
            نظرتُ إلى الحفرة العميقة بجانبها .. فأدركتُ موتي ..
            لكن قبل أن يوارونني(1) الثرى .. عادت أصوات المدافع مدويّة . ![/frame]
            [/mark]
            ما لوّنته بالأخضر قد يظنّ أيّ قارئ ينطلق من نفس "أرضيتك" بأنّه حشو، وتجاعيد يمكن شدّها بحذفها؛ لتزهوَ "جبهة" النصّ!
            وحينئذ سنحصل على هذا المسخ!
            (2)

            المشاركة الأصلية بواسطة فاروق طه الموسى مشاهدة المشاركة
            [mark=#F2FF9E][frame="14 70"].. أُمي توقد التنور ..
            نظرتُ إلى الحفرة العميقة بجانبها .. فأدركتُ موتي ..
            فجأة، عادت أصوات المدافع مدويّة . ![/frame]
            [/mark]
            هل تغيّر"مجرى الأحداث" بعدما حذفت أكثر من أربع عبارات من نصّك؟!
            نظرة سطحيّة ستخبرنا أن لا شيء تغيّر؛ فالحركة، وبهجة الحياة، ودبيبها، وحرارتها تمثّلها عبارة (أمّي توقد التنّور)، وقتامة الواقع، واستطالة الحزن في تهاديه مع ذاكرة الهوّة الصّاعقة؛ ليسلب اللّحظة الفارهة نضارتها تمثّلها عبارة (نظرت إلى الحفرة العميقة)، وتناقض المكان، واستدارة الأمام للوراء في حركة تناغميّة تجعل الآخر يتماهى مع الأنا؛ ليستقرَّ مع آخر منّا تمثّلها عبارة (بجانبها)، والوعي بالحاضر السّاكن مع حركة الماضي المتثائب على جدر المستقبل الدّاكن تمثّله عبارة (فأدركت موتي)، وعودة الوعي بالأنا، مع عودة النّبض للآخر المتمدّد فيّ، واقتناص لحظة الحياة من رحم الموت، واتّحاد الزّمان في حركة دائريّة جعلت الماضي ينبئ بالحاضر في صمت الطّلقات تمثّلها عبارة (عادت أصوات المدافع)...
            لكن المتأمّل بعين فاحصة يدرك أنّ ما حذف عبارة عن عظم لن يستقيم بعده النّص وقد صار كومة لحم، وكيف "يستقيم الظلّ، والعود أعوج"؟!
            شكرا أخي فاروق لمرورك البهيّ.


            ========
            (1) الصّواب:أن
            يواروني (فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون الأولى لأنّه من الأفعال الخمسة والنون الثانية تبقى لأنّها نون الوقاية المتصلة بياء المتكلم المبنيّة على السكون، وهي في محلّ نصب مفعول به، والواو التي سبقت نون الوقاية هي واو الجماعة ضمير متصل في محلّ رفع فاعل)
            (2) وهو يشبه المسخ الذي تحصّلت عليه الأديبة خديجة بن عادل لمّا حذفت ما رأته "تجاعيد" في نصي!
            [frame="15 98"]
            لقد زادني حبّـا لنفسي أنني***بغيض إلى كل امرئ غير طائل
            وأنّي شقيّ باللئــام ولا ترى***شـقيّـا بهـم إلا كـريم الشـمـائل!

            [/frame]

            تعليق

            • خديجة بن عادل
              أديب وكاتب
              • 17-04-2011
              • 2899

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة رضا الزواوي مشاهدة المشاركة

              ========
              (2) وهو يشبه المسخ الذي تحصّلت عليه الأديبة خديجة بن عادل لمّا حذفت ما رأته "تجاعيد" في نصي!
              هذا الرد الذي نحترمه يمثل وجهة نظر الناص فقط
              تحيتي ويومك مشرق .
              http://douja74.blogspot.com


              تعليق

              • فاروق طه الموسى
                أديب وكاتب
                • 17-04-2009
                • 2018

                #8
                مرحباً أخي رضا ..
                يبدو أنك تضايقت من تعليقي .. فرحت تبحث عن نصوصي .. وأضحكني فعلاً المسخ الذي استنسخته .. والذي لايمكن لأي قارىء مبتدىء أن يفكر فيه حتى لو كان على نفس الأرضية التي انطلقت منها .. على عكس ماذكرت .. وكنت أتمنى أن ينحصر النقاش هنا في هذا النص دون هذه الدوامة .. التي لاتغني الطرح .. وأن تناقش نصي في مكانه .. حسناً ..
                أنا لم أفرض عليك سيناريو لنصك .. لكنني الأن سأوضح لك وجهة نظري ..
                ليست القضية قضية الاتفاق على حجم الق.ق.ج بقدر ماهي قضية قصر .. وأيحاء مكثف ونزعة قصصية موجزة .. إلى سمات الحذف والاختزال واجتناب الحشو والاستطراد ..
                وهنا سأضع لك بعض الأمثلة التي تتعارض مع ماذكرت ..
                1ـ وهي تلمح حروف الماضي تتراقص حولها ناسجة كلمات
                2ـ سنوات طوتها من ذاكرتها في رحلة يدها...

                من الجملة الأولى يستطيع المتلقي أن يدرك العامل الزمني .. الذي تكرر في الثانية " سنوات " ..
                3ـ ويدها تتحسس طريقا استطال .. وهذه الجملة تلبي نفس الغرض في الجملة رقم 2 ..
                وتخبرنا بطول الطريق .. وهنا بالغت في التوضيح والتأكيد على عدم السماح للمتلقي بالتحليق .. وكأنك تقول له لاتحيد عن فكرة العامل الزمني .. في حين كان عليك الاكتفاء بالتلميح ..
                جعلت يدها تتلمس طريقها نحوه في ارتعاشة رائقة ، ويدها تتحسس طريقا استطال ، لامست أطراف أصابعها المتوهجة يده؛
                وهنا السؤال مع هذه الجمل .. هل تقبل الق.ق.ج هذا الترادف .. وهذا التكرار .. ؟

                كانت ترى بقلبها ... جملة اعتراضية أيضاً لاتقبلها الق.ج .. وهي أيضاً أتت لتقييد خيال المتلقي ..
                ارتسمت ظلال ابتسامة على شفتيها / تمددت ابتسامتها / تماوجت ابتسامتها ..
                اتفق معك أنها مراحل للابتسامة .. لكنها في النهاية تكرار ..

                تماوجت ابتسامتها، ثم تلاشت، وانقبضت ملامحها مترنحة بين أزرار حيرتها، وبينها؛

                عندما تتلاشى الابتسامة .. ستنقبض الملامح حتماً .. وأيضاً يستطيع أي متلقي أن يتخيل مشهد الانقباض دون الإشارة إليه ..

                - "أف" أرأيتِ ما فعلتِ؟!!!

                هذه الجملة زائدة .. وبما أنك أقفلت النص بها فلا مجال للدهشة التي هيأت لها مسبقاً .. وقد حضرت قبل ذلك .. ولايستدعي الأمر لكل هذه الإشارات .. وبالتوقف عند الجملة التي قبلها .. تجعل القفلة مفتوحة على عدة احتمالات .. وكلها تلبي الغرض .. وللمتلقي أن يتخيل سيناريو الجمل مثلما شاء .. وأعد القراءة كمتلقي وليس ككاتب للنص .. ستكتشف ذلك بنفسك ..
                في النهاية أقول .. ماذكرته في تعليقي السابق .. وهذا التعليق .. يعتمد على وجهة نظر شخصية .. ولم أفرض عليك صياغة ..
                علماً أنه ثمة صياغات كثيرة تقدم الفكرة دون أن تخدشها .. ومنها صياغة الأستاذة خديجة ..
                محبتي ..




                من لم تحلّق به حصيرة المسجد البالية .. فلن يطير به بساط السندباد

                تعليق

                • أمنية نعيم
                  عضو أساسي
                  • 03-03-2011
                  • 5791

                  #9
                  لله درك من فنان ...لله درك
                  أدهشتني برسم الصورة حد الصمت
                  رائع وأكثر
                  [SIGPIC][/SIGPIC]

                  تعليق

                  • ظميان غدير
                    مـُستقيل !!
                    • 01-12-2007
                    • 5369

                    #10
                    نص رائع رضا الزواي
                    شخصيا استفدت من آراء الاخوة حول النص
                    ارى ان جنس القصة القصيرة جدا ميزته في الاختزال وقدرته على جعل جملتين بمثابة عشرة فصول من رواية
                    شكرا لقلمك
                    تحية
                    نادت بإسمي فلما جئتها ابتعدت
                    قالت تنح ّ حبيبي لا أناديكا
                    إني أنادي أخي في إسمكم شبه
                    ما كنت َ قصديَ إني لست أعنيكا

                    صالح طه .....ظميان غدير

                    تعليق

                    يعمل...
                    X