أنا أحيا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نادية البريني
    أديب وكاتب
    • 20-09-2009
    • 2644

    أنا أحيا

    لا أكاد أميّز الوجوه.كانوا يحيطون بي.لا أدري ما أصابني.دوار شديد يعصف بي.أصوات خافتة تبلغ مسمعي "لا تفزعي،اطمئني،أنت بخير".
    تلتحف عيناي بضباب يعوقني عن رؤية من يحيط بي.أغمضهما ثمّ أفتحهما مجدّدا فترتسم صورته أمام ناظري والدّموع تبلّل وجنتيه.أتمتم بصوت ضعيف " أنا بخير،لا تفزع".
    لا أدري علّة وجودي في هذا المكان ولا أكاد أذكر شيئا.أدركت من لباس المحيطين بي أنّي داخل سيّارة إسعاف لكن لا أعرف السّبب.اطمأنّت نفسي فقط لوجود أخي بين من يحيط بي.كان يبكي بحرقة.
    تداهمني خيالات مبهمة.أغفو قليلا ثمّ أستفيق.ميّزت وجوه المحيطين بي، أمّي،أخوتي، صغيرتي، رفقتي، وبعض أقربائي.كان الوجوم يخيّم على وجوههم.
    أدركت علّة وجودي في المشفى بعد أن استعدت وعيي تدريجيّا لكن لا أذكر تفاصيل ما حدث.فتح الموت ذراعيه ليضمّني إليه فصدّه القدر عنّي.
    لا أعلم شيئا عن تلك اللّحظة الفاصلة بين الموت والحياة إذ مرّت كبارقة.علمت تفاصيلها لاحقا.كانت بغض الغمغمات تصلني "كانت بين نابي الموت، صدمتها شاحنة وهي تعبر الطّريق".
    لا أستطيع الحركة.مازال الدّوار يعصف بي.نتائج الفحوصات مطمئنة لكنّ الرّضوض شديدة.
    تحيط بي قلوب نابضة.يصلني خفقانها فيشعرني بالدّفء.ينظر إليّ من حولي في حذر خشية أن تصيبني مضاعفات.
    تجلس أمّي حذوي في صمت.رافقتني في تلك الأمسية الصّيفيّة.قسا عليها القدر فأوجعها.أوجعتها كثيرا دون قصد منّي.تنتفض روحي وصدى كلماتها يخرج من أعماقي...
    "كنت أنتظر عودتك.أراقب عبر زجاج السّيّارة الحركة في الخارج.كان الوضع هادئا وفجأة بلغ أذنيّ صوت مدوّ لفرامل شاحنة توقّفت بغتة.استدرت، بدا لي شبح ملقى في الطّريق،توارى هذا الشّبح بجموع التفّت حول المكان.طلبت الرّحمة من اللّه.كنت أعتقد أنّك بين الجموع تتطلّعين إلى ما حدث.جمدت في مقعدي.لم أقو على النّزول لأستجلي حقيقة الأمر.انتظرت في خوف شديد.كان هذا الخوف يقوى تدريجيّا ويقوى معه عجزي عن فعل شيء.أطلّ عليّّ ابن أحد الجيران من نافذة السّيّارة.استقبله سؤالي قبل أن يفوه بكلمة "ليست ابنتي أليس كذلك؟"تلعثم الصّبي وتردّد "لا.. ليست ابنتك.. لا.. هي ..وهي على قيد الحياة،لا تفزعي".
    غامت الدّنيا أمام ناظريّ.بالكاد نزلت من السّيّارة.لم أستطع التّوجّه إلى مكان الحادث.خانتني شجاعتي على غير العادة.أحاط بي بعض النّاس، حاولوا تسليتي...
    لم تكن المسافة الفاصلة بين منزلي ومكان الحادث كبيرة، مائة متر أو أكثر بقليل.أسرعت الخطى وأنا أصارع الزّمن حتّى أصل إلى البيت فأعلمهم بالخطب قبل أن تصل سيّارة الإسعاف فتحملك إلى المشفى.
    طرقت الباب طرقات عنيفة وأنا أردّد "أسرعوا،أسرعوا،شقيقتكم تفارق الحياة".
    لم أكن على يقين أنّك نجوت فعلا من الموت.أعرف أنّ الخبر صدمهم لكن لم أكن أستطيع إخفاء فزعي بل كان يسيطر عليّ ويتحكّم في أفعالي.شحبت وجوههم ودمعت عيونهم تحت تأثير الخبر الصّاعق.
    خرج شقيقك لا يلوي على شيء.كان يذرف الدّمع مدرارا.نادية القريبة إلى نفسه قد تكون فارقت الحياة. ويح هذا الزّمن الذّي يجمع الأحبّة ويفرّقهم.
    وجم والدك.ردّد في حزن شديد أنا المذنب لو لم أكن قد كلّفتها بشراء تلك الحاجيات المشؤومة لما تعرّضت ابنتي إلى الأذى.أشفقت عليه وأشفقت على نفسي.لم نقوعلى الوقوف.لم نستطع الذّهاب إلى مكان الحادث.كنّا ننتظر.أصابتنا حالة من الذّهول التي انقشعت بعض الشّيء عندما أخبرتنا شقيقاتك أنّك مازلت على قيد الحياة فعلا.
    بدأت نفسي تهدأ وتطمئنّ لمّا رأيتك في المشفى تستعيدين وعيك.خفّت حدّة الصّدمة لكنّ الخوف لازمني وكيف لا يلازمني وقد كدت أفقد ابنتي للأبد.
    أنت الآن تتعافين وتتعافى نفسي من وطأة ما حلّ بها ".
    ...لم يخب ما في أعماقي بل يعيش داخلي بالتّفاصيل التي وعيتها وتلك التي أخبروني بها لاحقا.أعيشه الآن لحظة الكتابة فتصيبني قشعريرة تبادلني إيّاها صغيرتي التّي تشاركني آلامي وأحلامي.لقد رافقت دموعها حروفي.ألحّت عليّ البارحة حتّى أقرأ لها بعض ما كتبت.أشفقت عليها من وقع كلماتي في نفسها فامتنعتُ لكنّها أصرّت.قرأت في سكون اللّيل وتلقّت حروفي عبر الهاتف.اختنقَتْ، تفجّر ما بداخلها،بكت كثيرا.هي تعيش الماضي الذّي لم يهدأ داخلها.كانت تخشى أن تفقدني.نزل عليها الخبر يومها نزولا صاعقا.أثّر كثيرا في نفسها الحالمة.كنت أبني معها عوالم جميلة تنسجها خيالاتنا المفعمة بالأمل...
    إنّني أرى الأمل قائما فأنا أحيا بفضل الله سبحانه وتعالى.زلزل جسدي لكن لم تزلزل إرادتي.بقيت طريحة الفراش لا أقوى على الحركة زمنا ثمّ استعدت عافيتي شيئا فشيئا.
    أنا أحيا لأتمّ رسالتي في الحياة. أخذت الكثير وأعطيت الكثير لكنّني أريد أن أعطي أكثر فأكثر.
    التعديل الأخير تم بواسطة نادية البريني; الساعة 24-01-2013, 14:14.
  • مُحبّة الرحمان
    عضو الملتقى
    • 05-12-2011
    • 19

    #2
    جمييييل ما خطّت أناملك ماما. إحساس صادق إلى أبعد الحدود. أحمد الله الذي نجّاك وحفظك لي أمّا حنونا يشعّ قلبها بالحبّ والدفء.
    أعلم أنّ الحادث لم يكن بالأمر الهيّن ولا زِلت تصارعين أوجاعه. فجعلت من الكتابة متنفّسا لك بل ومتنفّسا لي أيضا حبيييييبتي.
    إنّ حبّك للحياة و أحلامك التي لاطالما تسعين لتحقيقها هي التي جعلت منك أكثر تمسّكا بالحياة و إقبالا عليها. لذلك وددت لو كان العنوان أكثر أملا وتفاؤلا بمستقبل مشرق على عكس ما جاء من آلام وآهات داخل النصّ. "أنا أحيا": كلمتان تشتملان على الهمزة وهي حرف شديد فلا تجعلي من المستقبل شدّة وعسرا. "أحْ": توحي هذه الكلمة كما تعلمين بالوجع والألم... تفاءلي تفاءلي ماما بمستقبل جميل سعيد تتحقّق فيه أحلامنا.
    أحبّك ماماتيييييييييييييييييييييي

    تعليق

    • سالم وريوش الحميد
      مستشار أدبي
      • 01-07-2011
      • 1173

      #3
      الأستاذة نادية البريني
      جاء رد ابنتك محبة الرحمن ليكشف لنا أن ثمة حادث قد أصابك وأرجو أن تتعافين منه وأن تنجلي أثاره النفسية من داخلك ، إن حالة التصوير التي كتبتيها باسلوب جزل ورائق ومتميز أعطى النص بعدا منظورا وكأننا نشاهد الأحداث ونتعايش معها ونتعاطف مع بطل النص الذي كتبتيه بلغة الأنا وجعلنا ننشد إلى التفاصيل الدقيقة
      أستاذتي
      أعجبني النص وكم تمنيت أن توظفي النهاية بشكل يجعل الصدمة أو عنصر المفاجأة حاضرا لولا أنك تركت النص يسير في ذات المجرى السردي
      النص يحمل رسالة إنسانية مؤداها أن الأنسان يجب ألا يستسلم مهما حصل له من إنتكاسات أومحن
      طريقة السرد واللغة كانت متمكنة وفيها قوة ووضوح واختيار رائع للجمل
      تعكس الثقافة والثروة اللغوية التي تملكها الكاتبة
      جمال النص يأتي من أنه معاناة حقيقة للكاتبة
      تقديري لك واحترامي الكبير
      على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
      جون كنيدي

      الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        فتح الموت ذراعيه ليضمّني إليه فصدّه القدر عنّي.

        قصة لم تتخلى عن التوتر حتي السطور الأخيرة
        رغم أن الحادث من كثرة ما نرى عادي ، و يحدث كل يوم .. بل كل لحظة
        إلا أن السرد كان يحاول إقامة بناء يتفاعل و الحدث
        يتنفسه في صدر المتلقى
        من خلال روايتين كانت إحداهما أطول من الأخرى و أقدر على تعرية جوانب
        أو توابع ما تم و تأثيره على المحيطين
        ثم كانت القفلة التي أوحت بالأمل و الاستمرار
        بل و التأكيد على روح الإنسان الحالم بالمثل و اليقين في دوره في هذه الحياة

        أكتفي و إن كان العمل يستدعي الكثير من الحديث
        و كيفية تحويل العادي إلي غير عادي في القص

        تقبلي خالص احترامي و تقديري سيدتي نادية

        و أهلا بك بعد غياب طال كثيرا


        sigpic

        تعليق

        • نادية البريني
          أديب وكاتب
          • 20-09-2009
          • 2644

          #5
          مُحبّة الرحمان جمييييل ما خطّت أناملك ماما. إحساس صادق إلى أبعد الحدود. أحمد الله الذي نجّاك وحفظك لي أمّا حنونا يشعّ قلبها بالحبّ والدفء.
          أعلم أنّ الحادث لم يكن بالأمر الهيّن ولا زِلت تصارعين أوجاعه. فجعلت من الكتابة متنفّسا لك بل ومتنفّسا لي أيضا حبيييييبتي.
          إنّ حبّك للحياة و أحلامك التي لاطالما تسعين لتحقيقها هي التي جعلت منك أكثر تمسّكا بالحياة و إقبالا عليها. لذلك وددت لو كان العنوان أكثر أملا وتفاؤلا بمستقبل مشرق على عكس ما جاء من آلام وآهات داخل النصّ. "أنا أحيا": كلمتان تشتملان على الهمزة وهي حرف شديد فلا تجعلي من المستقبل شدّة وعسرا. "أحْ": توحي هذه الكلمة كما تعلمين بالوجع والألم... تفاءلي تفاءلي ماما بمستقبل جميل سعيد تتحقّق فيه أحلامنا.
          أحبّك ماماتيييييييييييييييييييييي


          تعيشين في أعماقي صغيرتي الجميلة لذلك تحسّين بوجعي وفرحي.عشت الحدث معي وساندتني في محنتي.لا تقلقي، ما دام الله سبحانه وتعالى يلفّني برحمته ومغفرته فأنا على ما يرام.
          أردت فقط أن أخلّد هذا الحدث لأستقي منه حكما كثيرة.
          لم أستطع أن أنقل المشهد بغير ما عشته وأحسسته فجاء كما قرأت...
          ذرفتِ الدّمع كثيرا ابنتي الحبيبة وتألّمتِ لألمي...منحني الله الحياة رغم هول الحادثة لأكون قربك فأنعم بدفئك وتنعمين بدفئي.ممتنّة لهذا المشاعر الصّادقة وهذا الحبّ العميق.
          مودّي وأكثر

          تعليق

          • عائده محمد نادر
            عضو الملتقى
            • 18-10-2008
            • 12843

            #6
            نادية البريني صديقتي الغالية
            اعتصر قلبي الوجع حين عرفت أنك أنت من تعرض فعلا للحادث
            ياويلي
            اقشعر بدني صدقا ناديه
            حمدا لله على سلامتك
            تجربة الإقتراب من الموت عشتها مرة وأعرف كم تقصف بالروح وتبقى عالقة ولو مرت سنوات على الحادث
            حمدا لله على سلامتك حبيبة قلبي
            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

            تعليق

            • هناء عباس
              أديب وكاتب
              • 05-10-2010
              • 1350

              #7
              جميلة جدا ا عائدة شعرت ا ن جاكلين بطلة قصة انتحار قد تطورت في قصتها هنااااااااااعلي يد اناملك
              جميل ما خط قلمك
              تحياتي
              يستطيع أي أحمقٍ جعل الأشياء تبدو أكبر وأعقد, لكنك تحتاج إلى عبقري شجاع لجعلها تبدو عكس ذلك.
              هناء عباس
              مترجمة,باحثة,مدربة الترجمة ومناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية,كاتبة

              تعليق

              • ريما ريماوي
                عضو الملتقى
                • 07-05-2011
                • 8501

                #8
                يا لروعة ما قرأت.. السرد رفع درجة التوتر إلى أقصى درجة..
                احتشدت كل احاسيسي وتعاطفت معك، أحببت سردك ورد ابنتك...
                الحمد لله على سلامتك، اسعدتني النهاية،
                وتبقى آمالنا برحمة ربنا كبيرة.
                عوفيت وبورك القلم...
                تحيتي وتقديري.
                التعديل الأخير تم بواسطة ريما ريماوي; الساعة 13-02-2013, 13:08.


                أنين ناي
                يبث الحنين لأصله
                غصن مورّق صغير.

                تعليق

                • عبير هلال
                  أميرة الرومانسية
                  • 23-06-2007
                  • 6758

                  #9
                  الشكر لله العظيم على سلامتك

                  أديبتنا الجميلة نادية


                  قلم رائع وأسلوب بديع


                  محبتي لك أيتها الرائعة


                  وامنياتي لك بالعمر المديد والصحة
                  sigpic

                  تعليق

                  • ميساء عباس
                    رئيس ملتقى القصة
                    • 21-09-2009
                    • 4186

                    #10
                    نااااديا الجميلة والغالية
                    والكبيرة حرفا وخلقا
                    افتقدناك جدا جدا
                    وكم احزنني ماعرفته هنا
                    واحمد الله ان اتحادثة مررت على خير
                    ليتك تواصلتي معنا منذ اول الحادث
                    ليتك تعرفي قيمتك عندنا
                    لاتغيبي نحبك ونحتاج وجودك دائما
                    محبتي ودعائي
                    حماكي الله واسرتك
                    ميساء العباس
                    مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
                    https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

                    تعليق

                    • مصطفى الصالح
                      لمسة شفق
                      • 08-12-2009
                      • 6443

                      #11
                      حمدا لله على سلامتك أولا

                      نص اجتث من قلب وجع ذكريات تأبى الرحيل.. وخيرا فعلت

                      بأسلوبك السلس المعهود قدت السرد بحرفية متناهية في الإتقان

                      كوني بخير

                      ود وتقدير
                      [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                      ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                      لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                      رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                      حديث الشمس
                      مصطفى الصالح[/align]

                      تعليق

                      • نادية البريني
                        أديب وكاتب
                        • 20-09-2009
                        • 2644

                        #12
                        تحيّة للجميع
                        أسرتني حروفكم الغالية على قلبي فبادرت بكتابة هذه الكلمات ردّا على كلماتكم التي نزلت بردا وسلاما على روحي...نحتاج جميعنا إلى هذا الدفء الإنسانيّ الذي يهبنا السّكينة...مررت فعلا بمحنة خفّف الله وطأتها عليّ بمن أحاط بي من الأهل والأصدقاء وأنتم أخواتي وإخوتي ،ربطتني بكم مشاعر سامية حتّى وإن نأيت بسبب ظروف طارئة فإنّني أحنّ إلى هذا المكان وأريد أن أعطيه بقدر ما أخذت منه وأكثر...أختي ميساء لم أجد الشجاعة فعلا لأكتب فأرى الحادث ماثلا أمام ناظريّ عبر حروفي لكنّني كتبت أخيرا...
                        بادرت بكتابة هذا الرّد الجماعي- في انتظار أن أحيّي كلّ أخت وأخ بما يفيه حقّه- تأكيدا على أنني اشتقت إليكم كثيرا لكنّ الزّمن قاهر...علينا فقط أن نقهره بالإرادة.
                        دمت بخير جميعا وشكرا لأنّكم جعلتموني أحسّ أنّكم كنتم من بين ضمّد جراحي ماضيا لأنّني متيقّنة أنّكم لو علمت بأمر الحادث زمن وقوعه لسارعتم إلى مواساتي وتسليتي.
                        الحمد لله أنّي بخير وأنّ الله كتب لي أن أكون معكم مجدّدا
                        تصبحون على خير

                        تعليق

                        • إيمان الدرع
                          نائب ملتقى القصة
                          • 09-02-2010
                          • 3576

                          #13
                          أختي الحبيبة ناديا:
                          قلبي الموجع معك ...
                          الحمد لله على سلامتك، وعودتك بيننا ..قلباً نديّاً ، وارفاً..لم يمنح إلا الحبّ، والسلام ، والخير..
                          افتقدتك زمناً طويلاً، لم أكن أجد تعليلا ينبي عن هذا الغياب
                          وجرفتني أنواء بلدي بعيداً... طحنتني في رحاها...ولكن صدقاً .. لم تغيبي عن بالي..أنت وكلّ الزملاء والأخوة هنا..
                          الآن عرفت أي ظرفٍ مؤسفٍ لازمك هذه الفترة!!!
                          الحمد لله على قدره...وأشكره على سلامتك...
                          دمتِ لهذه القلوب، التي تحمل إليك كلّ مودة وإخاء..ولابنتك الحبيبة..ولأهلك، ولمحبّيك..
                          أمنياتي الخيرة لك ناديا...سلامي لتونس ...

                          تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                          تعليق

                          • نادية البريني
                            أديب وكاتب
                            • 20-09-2009
                            • 2644

                            #14
                            سالم وريوش الحميد; الأستاذة نادية البريني
                            جاء رد ابنتك محبة الرحمن ليكشف لنا أن ثمة حادث قد أصابك وأرجو أن تتعافين منه وأن تنجلي أثاره النفسية من داخلك ، إن حالة التصوير التي كتبتيها باسلوب جزل ورائق ومتميز أعطى النص بعدا منظورا وكأننا نشاهد الأحداث ونتعايش معها ونتعاطف مع بطل النص الذي كتبتيه بلغة الأنا وجعلنا ننشد إلى التفاصيل الدقيقة
                            أستاذتي
                            أعجبني النص وكم تمنيت أن توظفي النهاية بشكل يجعل الصدمة أو عنصر المفاجأة حاضرا لولا أنك تركت النص يسير في ذات المجرى السردي
                            النص يحمل رسالة إنسانية مؤداها أن الأنسان يجب ألا يستسلم مهما حصل له من إنتكاسات أومحن
                            طريقة السرد واللغة كانت متمكنة وفيها قوة ووضوح واختيار رائع للجمل
                            تعكس الثقافة والثروة اللغوية التي تملكها الكاتبة
                            جمال النص يأتي من أنه معاناة حقيقة للكاتبة
                            تقديري لك واحترامي الكبير


                            هي معاناة حقيقيّة كما ذكرت أخي الكريم لذلك انفلتت من عقال نفسي بهذا الشّكل...عشتها بهذه التفاصيل التي تحيا داخلي إلى الآن.
                            أشكر تفاعلك مع ما خطه قلمي وأحترم وجهة نظرك التي تعني لي الكثير
                            دمت بخير أخي الكريم

                            تعليق

                            • نادية البريني
                              أديب وكاتب
                              • 20-09-2009
                              • 2644

                              #15
                              ربيع عقب الباب فتح الموت ذراعيه ليضمّني إليه فصدّه القدر عنّي.

                              قصة لم تتخلى عن التوتر حتي السطور الأخيرة
                              رغم أن الحادث من كثرة ما نرى عادي ، و يحدث كل يوم .. بل كل لحظة
                              إلا أن السرد كان يحاول إقامة بناء يتفاعل و الحدث
                              يتنفسه في صدر المتلقى
                              من خلال روايتين كانت إحداهما أطول من الأخرى و أقدر على تعرية جوانب
                              أو توابع ما تم و تأثيره على المحيطين
                              ثم كانت القفلة التي أوحت بالأمل و الاستمرار
                              بل و التأكيد على روح الإنسان الحالم بالمثل و اليقين في دوره في هذه الحياة

                              أكتفي و إن كان العمل يستدعي الكثير من الحديث
                              و كيفية تحويل العادي إلي غير عادي في القص

                              تقبلي خالص احترامي و تقديري سيدتي نادية

                              و أهلا بك بعد غياب طال كثيرا

                              بدا الحدث عاديّا كما ذكرت أستاذي ربيع لكن عندما عشته أدركت أنّه يهزّ كيان الفرد نفسيّا وجسديّا...مازال يعشّش في أعماقي ...صدمتني الشاحنة يوم16 يوليو من السّنة المنقضية ...لكن الخوف كامن داخلي...أحمد الله كثيرا أنّني نجوت...لكن ليس من السّهل أن نخترق هذا الماضي.
                              أنا أحيا بفضل الله سبحانه وتعالى
                              أشكر لك وجودك في ثنايا خطابي
                              دمت بألف خير ومصر الحبيبة

                              تعليق

                              يعمل...
                              X