** غصن الزيتون ** رواية رومانسية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • غالية ابو ستة
    أديب وكاتب
    • 09-02-2012
    • 5625

    #31
    عبير هلال;
    فتحت لها الخادمة بابَ حجرتها وتفاجأت بفخامة الأثاث فيها ، لم تتوقع أن يتم
    معاملتها كسيدة بل ظنت أنهُ سيتم اعطائها حجرة صغيرة .
    كانت تستمع بهدوء لكل ثرثرات الخادمة حتى تجد دليلاً على ذلكَ الشخص
    الذي دعمها وهيَ بأمس الحاجة للمساعدة ..لولاهُ لبقيَ شقيقها بدون عمل
    ولم يستطع أن يحقق شيئا .

    استلقت على السرير واسترجعت كلاماً هاماً قالتهُ لها الخادمة من ضمن ثرثرتها
    التي لا تتوقف :" السيد أوصانا جميعاً أن ندللكِ ، وأنْ ننفذ لكِ كل طلباتك مهما
    كانت ."

    ضربت مخدتها بقوة ثمَ قالت بألم : "منْ هوَ ؟ ولمَ كل هذا التكتم ؟ " ورمت
    المخدة الناعمة على الحائط المقابل تعبيراً عن قهرها الشديد..
    قفزت من مكانها على صوت تهشم زجاج وهمت بمغادرة حجرتها لمعرفة
    ما يحدث وإذ ...




    الأخت عبير--القاصة الجميلة
    يظهر أنني سأستمتع بقصة
    جميلة بمفاجئآتها وأحداثها
    وكأنني بدأت امسك الخيط
    جاء وصفك لما تفاجأت به
    مدهشاً دمت جميلة
    دمت بخير مع تحياتي

    همسة سيتم أعطاؤها--وليس اعطائها

    يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
    تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

    في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
    لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



    تعليق

    • عبير هلال
      أميرة الرومانسية
      • 23-06-2007
      • 6758

      #32
      الشاعرة المبدعة

      غالية

      يسعدني للغاية تتبعك أحداث الرواية

      وترقبك للحدث الأكبر

      محبتي لك

      وشكرا على التنبيه تم التصحيح

      محبتي وورودي
      sigpic

      تعليق

      • عبير هلال
        أميرة الرومانسية
        • 23-06-2007
        • 6758

        #33
        وإذ بصوتٍ نسائيٍ يقول بغضب : "الم أخبركِ مليون مرة ألا تقاطعيني
        وأنا أكتب ..ألم أخبركِ اليوم بالذات ألا تدخلي حجرتي لانني أكتب ذروة
        الأحداث . الأن عليكِ تنظيف الزجاج المتناثر كيلا يجرحني.."
        _ اعتذر لكِ سيدتي ..لن أقاطعكِ مرةً أخرى ولن احضر لك الشاي الساخن
        إلا إن طلبتِ أنتِ ذلك وليس بناءً على أوامر السيد.."

        لم تعلم جمانة ما فائدة تواجدها هنا ..السيدة ليست بحاجة لها _لديها خادمة
        وطباخ الخ ،وهيَ مجرد اضافة لا معنى لها في بيتٍ غريبٍ عنها .
        من الذي يدبر لها هذهِ المزحة غير المنطقية وغير المضحكة لا بدَ يفتقر
        لروح الفكاهة.

        غادرت البيت بهدوء كيلا يسمعها أحدهم وذهبت للحديقة .وجدت نفسها
        تبحث عن فاساً ،التقطتهُ عن الأرض ثمَ ابتدات عملها هناك .. ثمَ نظفتْ
        الأعشاب بالمشط .. أراحها هذا العمل كثيراً حيثُ أفرغت كل غضبها المشحون
        بأحزانها ها هنا..
        "اعذرني لما قمت بهِ " قالت للجنائني الذي حضرَ بسرعة ليعلم من اقتحمَ
        مملكتهُ الصغيرة ..توقعت أن يزجرها ،لكنهُ ابتسمَ لها وقالَ لها بحنان الوالد
        الذي افتقدتهُ :"لقد أبليتِ حسنا ،سيدتي ..ليتَ ولدي بمهارتكِ.. "
        -" إن تسمح لي السيدة سأساعدكَ يومياً .."
        - "لقد أخبرني السيد كثيراَ عنكِ سيدتي جمانة حتى أحببتكِ من كثرة كلامهُ
        عنكِ ..كانَ سيحضركِ للعيش معنا قبلَ عام ولكنهُ آثرَ أن يترككِ على حريتك
        وما أنَ علمَ بانكِ بحاجةٍ ماسة لهُ ،قررَ أن تاتِ للعيش معهُ ومع والدتهُ .."
        "يا لكَ من رجلٍ ثرثار ..يا لبختي ،أبني يجبرني أن أتركَ بيتي لأسكنَ معهُ،
        ولا يكفيهِ هذا بل عليَ العيش مع ثرثارين ،لا يستطيعونَ كتمَ السر ، لمَ لم
        تخبرها اسمهُ أيضاً ..اذهب لتروي الزهور وأنتِ أيتها الصغيرة تعالي معي،
        سنذهب للمتحف السائق بانتظارنا ، ولا تنظري إليَ هكذا لستُ مجنونة..
        يهمني جداً الذهاب للمتحف حتى أستطيع تخيل لقاء الحبيبين هناك ..
        روايتي على وشك الإنتهاء ويجب أن تكون نهايتها مرضية لي، تباً لي
        قد أضحيت ثرثارة مثلهم جميعاً ، ما عدا ولدي الحبيب فهوَ نادر الكلام .."
        سارت السيدة باتجاه معاكس للإتجاه الذي دخلت منهُ جمانة الحديقة ولحقت
        بها جمانة وهيَ تقارن بينَ لباس السيدة الأنيقة وبينَ لباسها الذي كانت
        تعمل بهِ وهيَ تحاربُ طواحينَ الهواء وكأنها دون كيشوت..
        sigpic

        تعليق

        • عبير هلال
          أميرة الرومانسية
          • 23-06-2007
          • 6758

          #34
          - ها قد وصلنا عزيزتي للمتحف.. سأنزل هنا ولكن لن أدفنكِ معي ..عادل ، خذها
          لمدينة الملاهي ودعها تقضي نهاراً جميلاً هناك ..
          - سيدتي أنا لم أحضر لأذهب للملاهي سأذهب معكِ إلى كل مكان ستذهبين إليهِ.
          - ستملين أيتها الصغيرة ..
          - لا ، ثمَ أنا لستُ صغيرة لهذا الحد ..
          - حسناَ، تعالي معي ولكن اعلمي أنني سأقضي وقتاً طويلاً هنا ..
          نزلت جمانة من السيارة وتوجهت إلى الناحية الأخرى لتفتح الباب للسيدة ، ولم
          تنتظر أن يفتح لهما السائق الباب .
          توجهتا نحوَ المتحف بهمة ونشاط وكأنَ هناك جائزة بانتظارهما.
          ابتسمت السيدة وقالت لها :" لن ندفع شيئا فولدي الحبيب سيتكفل بكلِ شيء."
          وابتدأت بالقهقهة واستمرت بالكلام وقالت : "لهذا كنتُ أرفض العيشَ معهُ،
          مع أنهُ لم ولن يشتكي من دفع تكاليف رحلاتي من مكانٍ لأخر .. أحب أيتها الصغيرة
          قبلَ أن أكتبَ عن أي مكان ، أن أكونَ قد عاينتهُ عن قرب ..فلا يعقل أن أكتب
          عن الصين مثلاً وأنا لا أعرف أي شيءٍ عنها ،ثمَ أنَ النت ليسَ الوسيلة المثلى
          من وجهة نظري لمعرفة جمالية المواقع كما ترينها على الطبيعة..أتوقع أنَ ولدي
          قرر أن يجعل لي مرافقة حتى لا أسافر في فترةِ غيابهِ عني.."
          سارت جمانة كالمسمرة داخل المتحف وتركت السيدة على حريتها تتنقل من زاوية
          لزواية وتكتب ملاحظات ..وأخيراً لفتَ نظرها وجود رجل يتمعن لوحة مقلدة للموناليزا الشهيرة ، اقتربت منهُ فابتسمَ لها وقالَ لها :" هذا أول
          متحف أزورهُ من فترة طويلة وقد قررت زيارة متحف الشمع ومتحف الأسلحة
          ناهيكِ عن متحف جسم الإنسان ..اعذريني أنستي للتكلم معكِ ولكنني لاحظتُ
          اهتمامكِ باللوحات .."
          ابتعدتْ عنهُ مسرعة وهيَ تعتذر لهُ حينَ سمعت صوت السيدة يناديها :" هيا بنا ،
          يا عزيزتي ..ودعيه ينعم بالهدوء..
          sigpic

          تعليق

          • عبير هلال
            أميرة الرومانسية
            • 23-06-2007
            • 6758

            #35
            " اذهبي معها يا صغيرتي " غمزها بينما كانت تنظر إليه بأسلوب من ليسَ
            بيدهِ حيلة ..أخذت تجري وراء السيدة ، ولم تنتبه أنَ عينيهِ استمرتا بملاحقتها
            إلى أن تركت المعرض.
            -بسرعة يا طفلتي ، سنعود للبيت قبلَ أن أنسى الأحداث التي أود أن أكتبها،
            أريد أن أكتب والفكرة لا تزال طازجة في فكري.
            وجدتا السائق ينتظرهما عندَ المدخل ،ويبدو أنهُ معتاد على تصرفات السيدة.
            بمجرد ركبتا في السيارة انطلقَ بها كالغزال.
            ما أن نزلتا من السيارة تفاجأت بسرعة صعود السيدة السلالم .
            -"لا تقلقي عليها هيَ ليست بحاجة لأي مساعدة ، هي ذاهبة لغرفتها وستغلقها
            عليها لمدة ساعة ،ثمَ بعدها ستخرج ما أن تجوع.. " قالت لها الخادمة التي
            قابلتها عندَ الباب ..
            -"وجدت لديكم مكتبة كبيرة فهل عليَ أن أستأذن من السيدة لأخذ كتاب للقراءة..فلا يوجد لدي ما أقوم بهِ طالما السيدة مشغولة .."
            -"تعالي معي يا سيدتي الصغيرة ، سأخذكِ إلى المكتبة لتختاري منها ما يحلو
            لكِ ولا تنسي أنَ السيد أوصانا بكِ كثيرا.."



            بينما كانت جمانة تقرأ في المكتبة ،الرواية التي اختارتها سمعت صوت الهاتف
            يرن ، وحينَ وجدت أن لا أحد قد ردَ عليهِ ، تناولت السماعة وسمعت صوت
            شقيقها على الطرف الآخر وهوَ يبكي " أريد جمانة .. أرجوكم.."



            sigpic

            تعليق

            • براءة الجودي
              أديب وكاتب
              • 30-11-2012
              • 15

              #36
              متابعة لهذه الرواية الرائعة بصمت منذ فترة , وأتمنى منكِ ن تواصلي نشر أجزائها ولاتحرقي اشواقنا فنحن شغوفون بأن نقرها إلى النهاية
              لك اسلوب خاص يميزك وسرد للمواقف والأداث ممتع ووصف جميل غير مبالغ فيه لاهو مسهب ولاقصير
              تقديري
              سلكتُ طريقي ولا لن أحيد = عزمتُ المسير بعزم حديد
              وودع دنياي قلب عنيـــــد = توجه طرفي لأرض الأسود

              تعليق

              • عبير هلال
                أميرة الرومانسية
                • 23-06-2007
                • 6758

                #37
                المشاركة الأصلية بواسطة براءة الجودي مشاهدة المشاركة
                متابعة لهذه الرواية الرائعة بصمت منذ فترة , وأتمنى منكِ ن تواصلي نشر أجزائها ولاتحرقي اشواقنا فنحن شغوفون بأن نقرها إلى النهاية
                لك اسلوب خاص يميزك وسرد للمواقف والأداث ممتع ووصف جميل غير مبالغ فيه لاهو مسهب ولاقصير
                تقديري
                الله يسعدك غاليتي براء.. سأكملها بإذن الله .. ظننت أن لا أحد يتابعها ..شكري لأنك خرجت عن صمتك وأخبرتيني وإلا ما كنت لأعلم.. محبتي
                sigpic

                تعليق

                • عبير هلال
                  أميرة الرومانسية
                  • 23-06-2007
                  • 6758

                  #38
                  _ أنا معك ،حبيبي ..ما بك ؟ لمَ تبكي؟
                  _رهام .. اجهضت..
                  _يا الهي .. متى حدثَ هذا ؟ ولمَ لم تخبرني؟
                  _ قبلَ يومين ..كانت تكلمني قبلها وهي بقمة سعادتها عن المهد الذي
                  تعده للصغير وعن الملابس التي ستأخذها معها للمستشفى للصغير..تركتها
                  وذهبت يومها كعادتي لعملي ..بعدَ ساعتين اتصلت بي وقالت انها ستذهب
                  مع شقيقها الصغير بسيارتهُ لزيارة عائلتها ..المهم كنتُ أضع البضاعة
                  في المخزن وإذ بجوالي يرن وشقيقها الأكبر يخبرني أنَ السيارة قد اصطدمت
                  بسيارة أخرى مسرعة.. افهميني حبيبتي ،بقيت بقربها طيلة اليومين الماضيين
                  نجت وشقيقها من الموت بأعجوبة ولكنها.....
                  _سأتي فوراً ..قالت جمانة والدموع تسقط مدراراً من عينيها اللتين كانتا
                  في عهد متزامن من الحزن والألم..
                  لم تبال بتعليمات السيدة المشددة ..اقتحمت حجرتها وتوقعت أن تزجرها أو تطردها
                  لكنها تفاجأت بها تقول لها :طفلتي الصغيرة .. شعرت بيدي السيدة تحضناها
                  لم تعلم لما كانت السيدة تبكي معها..
                  همست لها وقالت : عليَ الذهاب ،أخي بحاجتي ..وأخبرتها باختصار عما حدث..
                  توجهت السيدة نحوَ الباب وصرخت بأعلى صوتها : رناد ،أخبري السائق أن
                  يكونَ مستعداً بعدَ عشر دقائق ، هذا كل ما يلزمني لأبدل ملابسي فأمامنا سفر..
                  نظرت جمانة إليها بتعجب وفرح لم تشعر بهِ طيلة حياتها : هل أنتِ جادة ،سيدتي؟
                  - لا تضيعي وقتي الثمين .انتظريني بالحديقة بينما استعد..
                  توجهتْ للحديقة وجلستْ على المقعد القريب من شجرة الياسمين ..وضعت كفي
                  يديها على وجهها وانفجرت بالبكاء المرير ..شعرت بيدين تبعدانهما عن وجهها
                  وبعيون تطالعها برقة وحنان ..تلكَ البسمة لا زالت تتذكرها جيداً ..الرجل
                  في المتحف ..
                  _ قد وعدتكِ أننا سنلتقي مرةً أخرى وها قد حضرت لأطمئن عليك يا صغيرتي..
                  كوني قوية ،شقيقك بحاجةٍ ماسة لتلك القوة التي تنبعث من اعماقك..
                  _ من أنت؟

                  التفتا للخلف على صوت السيدة تقول :هيا بنا يا صغيرتي لئلا نتأخر ..
                  امسكتها من يدها متجاهلة الغريب ..
                  حاولت أن تكلمهُ ولكن كانت السيدة تحثها أكثر على الإسراع ..
                  نظرت إليه ووجدتهُ يهمس لها بكلمات لم تستطع أن تفهمها من بعيد

                  وجدت نفسها تقول لهُ وهيَ تركب السيارة الفارعة : متى التقيك؟
                  ورأت وردة تطير لها عبر المسافة لتهبط على أناملها وكأنها تداعبها..
                  sigpic

                  تعليق

                  • عبير هلال
                    أميرة الرومانسية
                    • 23-06-2007
                    • 6758

                    #39
                    كانت هذه أطول رحلة قامت بها في حياتها_ لم تقس المسافة بالأمتار
                    بل بالأفكار.. أحست بكل نكهات الألم التي عانى منها شقيقها ولا زالَ
                    يعاني وزوجتهُ المسكينة التي فقدت جنينها قبلَ أن تعلم معجزة الولادة..
                    كانت السيارة تخترق الشوارع بسرعة البرق وكأنها تنوي اختراق غيمة
                    ما تغطي على المساحات الواسعة ..
                    السؤال تلوَ السؤال كانَ يلاحقها ..ولا تعلم لمَ كل ما شعرت بالكرب تجد صورة
                    ذلكَ الرجل الغريب ماثلة بمخيلتها..
                    من هوَ؟ ولمَ يظهر لها فقط في الوقت الذي تكون فيهِ بحاجة ماسة لكتف
                    تبكي عليه؟؟
                    sigpic

                    تعليق

                    • عبير هلال
                      أميرة الرومانسية
                      • 23-06-2007
                      • 6758

                      #40
                      ما أن هبطت من السيارة حتى وجدت شقيقها يقف على باب المشفى لاستقبالها..ضمها لصدره بقوة
                      وانفجرَ الشقيقان ببكاء مرير..
                      _كنا نخطط بعد ولادة الطفلة أن نبني غرفة خاصة لها..
                      _هذهِ مشيئة الله ..ثم أحمده على نجاة زوجتك..ستنجبان غيرها..لا زلتما شابين ..
                      _تعالي لتر
                      ي زوجتي وتقدمين دعمك لها فهيَ تحبكِ جداً وتثق بك وترتاح جداً لوجودك معها..
                      وضع ذراعهُ حولَ كتف شقيقتهُ ودخلا للمستشفى وهما يتهامسان بكلمات التشجيع والمواساة
                      لحقت بهما السيدة بخطوات رشيقة برغمِ سنها.
                      ترجلَ المجهول من سيارته ووقف يراقبهم عن بعد ..وما أن تأكد أنهم أصبحوا بعيداً عن مرمى البصر، ركبَ سيارتهُ مرةً أخرى وأنطلقَ بها .
                      _ الو سامية .. جهزي لي طائرتي الخاصة سأسافر مرةً أخرى فقد تأكدت أن كل شيء على ما يرام.
                      سمعَ صوت سكرتيرته من الجانب الآخر تقول لهُ : لمَ تفعل كل هذا لأجلها؟
                      أغلقَ سماعة الهاتف وانطلقَ مسرعاً بسيارته ..
                      همست لهُ أغصان شجر الزيتون المتراقصة على نغمات النسيم العليل : غداً ستطلى السحب السوداء بألوان زاهية..
                      ابتسمت عيناه، التي فقدت بريقها منذُ أمد بعيد، منذ اكتشفَ خيانة والدهُ لأمه المرهفة الحس بسرير الزوجية مع ابنة عمها .
                      لم يعلم يومها كيف تعرت أحلامه على طوق النجاة الذي كانَ يعتبرهُ مثلهُ الأعلى ..والأدهى من ذلك أنهما حين رأياه لم يبديا أي شعورٍ بالخوف أو الندم؛ بل ابتسما لهُ ..
                      تأملها جيداً ليرى ما الذي وجدهُ والده فيها.. ولم يعلم حينها كيفَ أصابتهُ هستيريا الضحك ..طفولتهُ لم تمنعهُ من رؤية الأشياء بوضوح _ هذهِ لم تكن الخيانة الأولى بينهما، بل هي جزء من سلسلة طويلة
                      من الخيانات. تعجب كيفَ ينصهر القبح تحت أقدام الرغبة وتضيع القيم.. ومن أجل ماذا؟؟
                      رغيف خبز لم يتخمر ليضحي ما تشتهيه العين ..
                      حينَ عادت والدتهُ من سفرها وجدتهُ يجلس مع والده صامتين وعشيقة والده تقدم لهما الطعام..
                      قبلتها ابنة عمها وقالت لها بفخر: لقد اعتنيت بزوجك جيداً.. لم أدع أي شيء ينقصه، إن لم أعتن بزوج أختي وابنها فبمن أهتم!..
                      حين تأكدت أن الوالدة أدارت ظهرها لها لتكلم الصغير، غمزت عشيقها بنصر ودعوات مجددة لعش غرامهما بأقرب ما يكون..
                      دعتهم السيدة لقضاء وقتاً طيباً معها في المزرعة حتى تجتاز زوجة الأخ الصدمة..
                      وتم الاتفاق أن تأتي زوجة الأخ مع زوجها للاستراحة بمجرد تمائلها للشفاء.

                      sigpic

                      تعليق

                      • عبير هلال
                        أميرة الرومانسية
                        • 23-06-2007
                        • 6758

                        #41
                        طالما كرهَ الإنتظار،فهوَ يجعله يعود بذاكرته للوراء لذلك اليوم الذي يتمنى أن يمحوه ليس من ذاكرته وحسب بل من حياته للأبد.. تذّكرَ جيدا الصفعات التي تلقاها على وجهه اثرَ رميه الطعام على الأرض وطرده لتلك الحقيرة من البيت.

                        لا يعلم لمَ كانت عينيه البريئتين الدامعتين تراقب والدته وهو يتلقى االصفعة تلوَ الصفعة.

                        نهرت زوجها بحزم وقالت له : توقف فورا .. وحولت نظرها لقريبتها ومن ظنتها صديقتها المفضلة وسألتها بحنق وغضب : ما الذي يحدث هنا؟؟

                        أجابتها قريبتها : لا أعلم .. عالجي ابنك أنه مجنون تتهيأ له أشياء لم تحدث.

                        أستغلَ الصغير هذه الفرصة وهربَ من والده وأختبأ خلف والدته..

                        - والدتي ، اطرديها من هنا .. لقد وجدتهما معا في سريرك..

                        ثم هرب من البيت ..كانت الصدمة أكبر من ان يحتملها فاستعد للقفز نحو المياه الباردة لينهي حياته البائسة .شعرَ بيدين قويتين تمسكانه من الخلف ..قاوم بضراوة ظناً منه أنهُ والدهُ ..

                        تغلغلت لروحه تلكَ الكلمات : " أيها الطفل ..لا شيء يستحق ان ننهي حياتنا لأجله .. توكل على الله .

                        نظرَ للخلف ليجد سائق والدهُ الخاص يهدئه فارتمى بين ذراعيه وأجهش ببكاء مرير ..

                        ضمهُ السائق بحب وحنان بالغين

                        - لا أريد العودة للبيت ..لا أريد ..

                        - اذن سأطلب من السيدة أن تبقى معي ومع عائلتي عدة أيام.. لا أعلم أيها الصغير ما الذي حدث، ولكن قريبة والدتك غادرت بيتكم بحالة مزرية وهي تغالب دموعها .. حين حاولت أن أوقفها لأوصلها انتهرتني السيدة وطلبت مني أن الاحقك هنا لأنها تعلم انه مكانك المفضل ..

                        أيضا سمعت والدتك تقول لها : لا تعودي هنا مجددا .. اياك أن أرى وجهك القبيح مرةً اخرى..

                        - ووالدي ، هل رأيته؟؟ إن عدت سيضربني مجددا ..

                        - صغيري أنا وانت أتفقنا كرجلين ناضجين انك ستمكث عدة أيام ببيتي المتواضع معززا.. مكرماً ..

                        عاد السيد للحاضر على صوت طياره الخاص :سيدي!! اسرع بالله عليك ..علينا الإقلاع قبلَ وصول العاصفة..

                        لا أعلم سبب مجازفتك بالعودة هنا من رحلتك في مثل هذا الوقت.

                        - هيا بنا يا فؤاد .. لا تضع وقتك بالثرثرة الفارغة ..أنا جاهز .. يبدو أنَ خزينة أفراحي ترفض أن أدخر فيها شيئا..

                        sigpic

                        تعليق

                        • عبير هلال
                          أميرة الرومانسية
                          • 23-06-2007
                          • 6758

                          #42
                          سيري ببطء حبيبتي، لا تتعجلي .. نعم هكذا.. سترتاحين هنا كثيرا.. حيث الهدوء والمناظر الخلابة .. السيدة تنتظرك كذلك ..
                          - اعتن بها أختي الحبيبة.. سأتي لهنا من وقت لآخر لأتفقد كيف أصبحت .. هي بحاجة للراحة ..وتوجه بالكلام لزوجته : حبيبتي، أعدك ستكونين بخير .. الطبيب طمأنني عليك وأخبرني أنه بإمكانك الإنجاب .. عن قريب ستصبحين أماً .. أعدك..

                          ابتسمت زوجتهُ له بحزن وكانت عيونها تتفقد كل ما تراه وكأنها تنظر لأماكن لا تتواجد فيها إلا هي وظلال سوداء تحيط بها...
                          كنت أتمنى أن أقضي وقتي معك هنا..لكن كما تعلمين لا أستطيع ترك عملي.. سنبقى على تواصل ..أعدك ..
                          sigpic

                          تعليق

                          • الاديبة منى البنا
                            أديبة وكاتبة
                            • 31-10-2013
                            • 32

                            #43
                            فيييييييييييييييييييين الباقى اسفة لن اقرأ الا اذا اكتملت الرواية

                            تعليق

                            • عبير هلال
                              أميرة الرومانسية
                              • 23-06-2007
                              • 6758

                              #44
                              المشاركة الأصلية بواسطة الاديبة منى البنا مشاهدة المشاركة
                              فيييييييييييييييييييين الباقى اسفة لن اقرأ الا اذا اكتملت الرواية
                              بصراحة كسل مني وضغط شغلي

                              لكن راح أحاول جهدي

                              أكملها طالما بنيتك قرأتها كاملة

                              محبتي غاليتي
                              sigpic

                              تعليق

                              • عبير هلال
                                أميرة الرومانسية
                                • 23-06-2007
                                • 6758

                                #45
                                كانت جمانة تراقب زوجة شقيقها من بعيد وهيَ تسير في الحديقة ثم في الحقول القريبة

                                كالتائهة.. لم تعد تعلم ما يتوجب عليها فعله- ما بين عنايتها بالسيدة وزوجة شقيقها .
                                شلالات من الانفعالات كانت تغمرها.

                                أصبح تأخر زوجة أخيها في العودة يقلقها ..يا ترى أين أصبحت تختفي.؟.

                                لمحتها تدخل لكوخ وسمعت صوت قهقهات .. فتحت الباب بقوة لتجدها جالسة

                                في مرسم وشاب يرسمها بحرفية..

                                - تعالي عزيزتي .. لا تقلقي .. ريمون موهوب ,, ما أن ينهي اللوحة
                                سأهديها لزوجي الحبيب..

                                جلست على مقعد وشعرت بالخجل من نفسها لشكها بزوجة شقيقها ..
                                - اذن هنا تقضين وقتك ؟
                                - تعرفت على ريمون قبل أيام وأخبرني أنه سيرسمني ووافقت .
                                سينهي اللوحة بعد يومين وربما ثلاثة .

                                على فكرة ريمون خفيف الظل .. يضحكني حين يجدني

                                سارحة وغارقة بمحيط أحزاني.. أخبرته عما حدث معي

                                وابدى تعاطفه ووعدني أنه سيهاتف صديق له والده طبيب أخصائي

                                ليحجز لي موعداَ معه .
                                sigpic

                                تعليق

                                يعمل...
                                X