فلسفيّات ...من كتاب المدينة والفضيلة
فلسفيّات
الكونُ يشرقُ بالوجودِ
الكونُ دلالةُ الموجود
الموجودُ يرسمُ الكونَ
الموجودُ دلالةُ الوجود .
بيني وبينَ العالمِ ، لا فواصلَ ولا شهود
لكنّي أكتبُ الشعرَ فتحبسني اللغةُ ، ويأخذني الكلامُ
بيني وبينَ نفسي ، عوالمٌ كثيرةٌ
فواصلٌ وشهود
الفضيلةُ : مرارةُ الأعشابِ الطبيّةِ ، بنكهةٍ مهذّبة
( خذ الخبزَ كفافا ، وتجنّب التجربة )
المدينةُ :أحجيةٌ ، بنكهةٍ مهذّبة
ابحث عن قطعِ الحلوى في مرارةِ التجربة .
تعلّم : إن شكلَ الماءِ للمدينةِ
تدرّب : إن الفلاذَ الصلبَ شكلٌ للفضيلة
أفلاطونُ ، كان يصلّي
والسفسطائيونَ كذلك
الفارابي ، كان يصلّي
والغزالي كذلك
أينشتاينُ ، يوحنّا ، المعري ، نيتشه
ماركس ، وغيفارا – أيضا – كذلك
الصلاةُ بحثٌ عن الذاتِ خارجَ اللغة .
اللغةُ : سياجُ الحقيقة
الكلامُ : ثقوبٌ في السياج
الحقيقةُ : رمالُ التشابهِ خارجَ الحديقة
الإنسانُ تهشّمَ ، من الرتابةِ كالزجاج .
كانت الحياةُ بخطيئتي أبليسَ وآدم
الحياةُ من خطيئةٍ ، والفضيلةُ تزاحم
تزاحمُ الموتَ على الحياةِ
وإبليسَ وآدم .
فتاهَ الطريقُ بينَ مضيقٍ ومضيق
كلّ المضائقِ ، ( تؤدي إلى روما )
ولكنّ روما ليست الفكرة .
لو لمستُ قلبي ، عدّتُ إلى الله
لو لامستُ وجهي ، ساقتني الرذيلة
لو لامستُ جرحي ، بكيتُ على الإنسان
ولو سرحتُ قليلا
لفظتني الغربةُ ، عندَ أقربِ وطن .
والوطنُ حكاية الجَمالِ
رؤيةُ ، عن تفاصيل لذيذة
تتقافزُ القصيدةُ نحو الكمالِ
نحو رؤيا الغموضِ ، للتفاصيلِ البعيدة
لو كان الشاعرُ (( يمرحُ بالدلالِ ))
والعشقُ تيمتهُ والوحيدة .
يا عشقُ ما أنبلك
تحرقُ قلبَ العاشقِ ، دون أن يعلمَ المعشوقُ هيبَتك
يا عشقُ ما أظلمك
يغفو المعشوقُ عن العاشقِ ، ولا يقضُّ فراقُهما مضجَعك
مرّ الفلاسفةُ من خرمِ إبرةٍ ، كي يروا الحقيقة
غفى المتصوّفةُ على شرفةِ الكونِ
كي يرسلوا سلاما ، للعوالمِ الصديقة
احترق الشعراءُ ، كي يمزّقوا اللغةَ
حولَ ذواتٍ طليقة
فراح العلماءُ والنقّادُ – بعنجهيّةٍ – ينثرونَ الغبارَ حولَ بصماتهم
مدّعينَ الفحولةَ والرجولة .
مرّوا على خيولهم الحديديّةِ سريعا
لم ينتبهوا لصوتِ البحرِ والصدى
كيفَ يغري بالغرق
لم ينتبهوا
على المدى يشقُّ الأفق
لم ينتبهوا
كم هو كسولٌ تثاؤبُ الغروبِ
على إطلالةِ الشفق .
الفضيلةُ ، تقطرُ لزوجةً من شرفةِ الزمان
المدينةُ ، تتسلّقُ بنهمٍ على شرفةِ المكان
الإنسانُ تهشّمَ ، من كثرةِ البكاءِ
كالزجاجِ
على شرفةِ الإنسان .
هيثم
تعليق