هذه الخواطر وهذه المقالات، يا أحباب، هي خواطر ومقالات مستوحاة من وحي التجربة الشخصية، أبثها هنا لاستخلاص العبرة من بعضها، أو لإيصال معلومة ما، أو رسالة ما، أو إبداء رأي ما في قضية ما، أو لمجرد الإمتاع والمؤانسة ..
إذاً ليست هذه الخواطر والمقالات إسهامات أدبية بقدر ما هي ترجمة صادقة لمواقف إنسانية معينة كنت طرفاً فيها وأحببت مشاكرتكم فيها، أو مساهمة مني في معالجة موضوع ما، أنطلق فيها من وحي التجربة الشخصية ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[align=justify][align=center]القاموس الخاص! [/align]
أحيانا أقرأ كلاما يعتبره أصحابه أدبا ولكنه يحفل بتعابير ومصطلحات لغوية وصور "بيانية" ما أنزل الله بها من سلطان، وفي الوقت ذاته فإنها لا ترقى لتصل إلى مرتبة الإضافات الإبداعية في اللغة. وسبق لي أن راسلت أحد الناس بخصوص تعابير ومصطلحات لغوية وردت في نص له استعجم علي فهمها واستعصى علي تصنيفها، فأجابني بأنها من "قاموسه الخاص به". كما شهدت أكثر من مرة خلافات في مواقع أدبية كانت بين "أدباء مبدعين" ونقاد لغويين، كان الكتاب "المبدعون" فيها يتمترسون خلف "الإبداع" للدفاع عن أخطائهم اللغوية الفادحة، مستخفين بسلوكهم هذا بعقول القراء استخفافا معيبا.
إن انتشار المواقع التي تشتغل باللغة والأدب والشعر والترجمة ظاهرة صحية بحد ذاتها، إلا أنها قد تصبح ظاهرة خطيرة إذا لم تُحتَرم اللغة وأصول الكتابة فيها، لأن للغة قوانين لا يخرج عنها إلا بإجماع أهل اللغة أو بإبداع فني خارق للعادة!
والسؤال المطروح هنا هو: هل يحق لكل من هبَّ ودبَّ أن يكون له قاموس خاص مخصوص به؟ وهل القاموس الخاص مخصوص بالمبدعين أم هو مجرد ادعاء للتغطية على الجهل بالقاموس العام للغة؟! وهل كان لأحمد شوقي ونزار قباني وغيرهما من أهل الإبداع قواميس مخصوصة بهم لا يفهمها عباد الله الآخرون؟ وهل صحيح أن "الصدق الفني" مناقض للصدق الأخلاقي؟ ألا يمكن أن يكون هنالك صدق فني غير مناقض للصدق الأخلاقي؟!
أم أننا نشهد ظاهرة تمييع للأدب على غرار ظاهرة تمييع سائر الفنون، من شأنها أن تؤدي إلى تمييع للغة، لأن أصحاب القواميس الخاصة والتمترس خلف الأبداع لاغتصاب اللغة أصبحوا أكثر من الهم على القلب؟![/align]
إذاً ليست هذه الخواطر والمقالات إسهامات أدبية بقدر ما هي ترجمة صادقة لمواقف إنسانية معينة كنت طرفاً فيها وأحببت مشاكرتكم فيها، أو مساهمة مني في معالجة موضوع ما، أنطلق فيها من وحي التجربة الشخصية ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[align=justify][align=center]القاموس الخاص! [/align]
أحيانا أقرأ كلاما يعتبره أصحابه أدبا ولكنه يحفل بتعابير ومصطلحات لغوية وصور "بيانية" ما أنزل الله بها من سلطان، وفي الوقت ذاته فإنها لا ترقى لتصل إلى مرتبة الإضافات الإبداعية في اللغة. وسبق لي أن راسلت أحد الناس بخصوص تعابير ومصطلحات لغوية وردت في نص له استعجم علي فهمها واستعصى علي تصنيفها، فأجابني بأنها من "قاموسه الخاص به". كما شهدت أكثر من مرة خلافات في مواقع أدبية كانت بين "أدباء مبدعين" ونقاد لغويين، كان الكتاب "المبدعون" فيها يتمترسون خلف "الإبداع" للدفاع عن أخطائهم اللغوية الفادحة، مستخفين بسلوكهم هذا بعقول القراء استخفافا معيبا.
إن انتشار المواقع التي تشتغل باللغة والأدب والشعر والترجمة ظاهرة صحية بحد ذاتها، إلا أنها قد تصبح ظاهرة خطيرة إذا لم تُحتَرم اللغة وأصول الكتابة فيها، لأن للغة قوانين لا يخرج عنها إلا بإجماع أهل اللغة أو بإبداع فني خارق للعادة!
والسؤال المطروح هنا هو: هل يحق لكل من هبَّ ودبَّ أن يكون له قاموس خاص مخصوص به؟ وهل القاموس الخاص مخصوص بالمبدعين أم هو مجرد ادعاء للتغطية على الجهل بالقاموس العام للغة؟! وهل كان لأحمد شوقي ونزار قباني وغيرهما من أهل الإبداع قواميس مخصوصة بهم لا يفهمها عباد الله الآخرون؟ وهل صحيح أن "الصدق الفني" مناقض للصدق الأخلاقي؟ ألا يمكن أن يكون هنالك صدق فني غير مناقض للصدق الأخلاقي؟!
أم أننا نشهد ظاهرة تمييع للأدب على غرار ظاهرة تمييع سائر الفنون، من شأنها أن تؤدي إلى تمييع للغة، لأن أصحاب القواميس الخاصة والتمترس خلف الأبداع لاغتصاب اللغة أصبحوا أكثر من الهم على القلب؟![/align]
تعليق