خواطر ومقالات سليمانية !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    مستشار أدبي
    • 23-05-2007
    • 5434

    خواطر ومقالات سليمانية !!

    هذه الخواطر وهذه المقالات، يا أحباب، هي خواطر ومقالات مستوحاة من وحي التجربة الشخصية، أبثها هنا لاستخلاص العبرة من بعضها، أو لإيصال معلومة ما، أو رسالة ما، أو إبداء رأي ما في قضية ما، أو لمجرد الإمتاع والمؤانسة ..

    إذاً ليست هذه الخواطر والمقالات إسهامات أدبية بقدر ما هي ترجمة صادقة لمواقف إنسانية معينة كنت طرفاً فيها وأحببت مشاكرتكم فيها، أو مساهمة مني في معالجة موضوع ما، أنطلق فيها من وحي التجربة الشخصية ...


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    [align=justify][align=center]القاموس الخاص! [/align]
    أحيانا أقرأ كلاما يعتبره أصحابه أدبا ولكنه يحفل بتعابير ومصطلحات لغوية وصور "بيانية" ما أنزل الله بها من سلطان، وفي الوقت ذاته فإنها لا ترقى لتصل إلى مرتبة الإضافات الإبداعية في اللغة. وسبق لي أن راسلت أحد الناس بخصوص تعابير ومصطلحات لغوية وردت في نص له استعجم علي فهمها واستعصى علي تصنيفها، فأجابني بأنها من "قاموسه الخاص به". كما شهدت أكثر من مرة خلافات في مواقع أدبية كانت بين "أدباء مبدعين" ونقاد لغويين، كان الكتاب "المبدعون" فيها يتمترسون خلف "الإبداع" للدفاع عن أخطائهم اللغوية الفادحة، مستخفين بسلوكهم هذا بعقول القراء استخفافا معيبا.

    إن انتشار المواقع التي تشتغل باللغة والأدب والشعر والترجمة ظاهرة صحية بحد ذاتها، إلا أنها قد تصبح ظاهرة خطيرة إذا لم تُحتَرم اللغة وأصول الكتابة فيها، لأن للغة قوانين لا يخرج عنها إلا بإجماع أهل اللغة أو بإبداع فني خارق للعادة!

    والسؤال المطروح هنا هو: هل يحق لكل من هبَّ ودبَّ أن يكون له قاموس خاص مخصوص به؟ وهل القاموس الخاص مخصوص بالمبدعين أم هو مجرد ادعاء للتغطية على الجهل بالقاموس العام للغة؟! وهل كان لأحمد شوقي ونزار قباني وغيرهما من أهل الإبداع قواميس مخصوصة بهم لا يفهمها عباد الله الآخرون؟ وهل صحيح أن "الصدق الفني" مناقض للصدق الأخلاقي؟ ألا يمكن أن يكون هنالك صدق فني غير مناقض للصدق الأخلاقي؟!

    أم أننا نشهد ظاهرة تمييع للأدب على غرار ظاهرة تمييع سائر الفنون، من شأنها أن تؤدي إلى تمييع للغة، لأن أصحاب القواميس الخاصة والتمترس خلف الأبداع لاغتصاب اللغة أصبحوا أكثر من الهم على القلب؟![/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 03-06-2007, 08:24.
    عبدالرحمن السليمان
    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    www.atinternational.org
  • عبدالرحمن السليمان
    مستشار أدبي
    • 23-05-2007
    • 5434

    #2
    تأملات في مسألة تخلف الجامعات العربية

    [align=center]تأملات في مسألة تخلف الجامعات العربية [/align]
    [align=justify]قبل أشهر ناقشنا قضية عدم ورود أسماء جامعات عربية بين أسماء أفضل خمسمائة/ثلاثة آلاف جامعة في العالم. رد بعض المتحاورين مشكلة تخلف الجامعات العربية إلى الفساد المستشري في تلك الجامعات، بينما رد آخرون تخلفها والمستوى المتدني في أدائها إلى انعدام وجود الشروط الأساسية لعمل الجامعات العربية بطريقة طبيعية، ولتطورها وتطور العلم معها، لأن العلم مثل النبات، لا ينمو ولا يتطور إلا في الأرض الصالحة.

    هنالك سبب ثالث لتخلف الجامعات العربية وتعثرها في أدائها، أريد أن أتطرق إليه في هذه المشاركة، هو إقصاء جميع الأساتذة والعلماء ذوي التوجه الديني منها بطريقة بنيوية. إن المراقب يلحظ عملية إقصاء لأكثرية المتدينين من الجامعات العربية، ومن مراكز القرار فيها، ومن هيئة التدريس، وحتى من الوظائف الإدارية، مما يجعل أكثر الجامعات العربية (ما عدا جامعات المملكة العربية السعودية) "معاقل عَلمانية" بامتياز.

    يرافق هذا الإقصاء للدين وأهله من الجامعات العربية محاولات تهدف إلى الربط بين التخلف والدين من جهة، والتشجيع على انتهاج "منهج العلمانية" من جهة أخرى. وهذا الفكر ليس جديدا، فقد طرح في الماضي كثيرا، وكان أبرز من طرحوه بهذه الصيغة الدكتور فؤاد زكريا في كتابه "التفكير العلمي". ولكن الذي يلفت نظري في هذا الطرح هو اعتقاد شريحة كبيرة من المثقفين أن العَلمانية "منهج علمي" لا بد من انتهاجه لتحقيق النهضة العلمية والخروج من مستنقع التخلف. لذلك ينطقونها بكسر اللام اعتقادا منهم أن الكلمة ـ أي العَلمانية ـ منسوبة إلى العِلم، وناهيكم بذلك جهلا، ذلك لأنه لا علاقة تربط بين العِلم (بكسر اللام) ومذهب العَلمانية إلا في الأحلام .. [1]

    يبقى الربط بين العلمانية (بفتح اللام) وهي "اللادينية" من جهة، والتفكير العلمي والتقدم العلمي من جهة أخرى. إن هذا الربط غير منطقي أصلاً لأنه لا علاقة ـ من حيث المبدأ ـ بين حرية التفكير العلمي من جهة، والمعتقد الفكري للعالم والمتعلم من جهة أخرى. ومخطئ من يظن أن التفكير العلمي هو نتيجة حتمية للادينية، أو لأي مذهب فكري آخر، وإلا لجاز لنا أن ننفي صفة الإسلام عن الحضارة الإسلامية، ولجاز لنا أيضا اعتبار كل علماء تلك الحضارة عَلمانيين "لادينيين".

    وعودة إلى موضوع الجامعات وتقدمها، أقول إن تقدم الجامعات المرموقة في العالم يعود إلى ثلاثة عوامل يجب أن نفهمها جيداً قبل طرح مسألة العلم والتفكير العلمي:

    1. توفير الدولة الأرضية الجيدة للجامعة كي تؤدي دورها بشكل جيد.
    2. الاستقلالية المطلقة في العمل والتعيين والبحث العلمي وتطبيق نتائج البحث العلمي!
    3. جذب الطاقات العلمية إليها بغض النظر عن الأصل والدين والمعتقد الفكري لتلك الطاقات.

    ونحن إذا نظرنا في جامعاتنا العربية وجدنا أن هذه الشروط غير متوفرة فيها!

    إذن ليس الدين، بل الفساد وتدخل ذوي السلطان وتعيين الناس حسب الحزب والطائفة والملة والاتجاه الفكري هو سبب تخلف جامعاتنا. ونكون ظالمين للحقيقة إذا اختزلنا الأمر بالدين وحده، أو بمذهب فكري معين. ومن المستحيل تحسين أداء جامعاتنا دون القضاء على الفساد، بإخراج ذوي السلطان منها، وإقالة كل من تم تعيينهم بقضاء وقدر، وتحريرها من كل القيود المفروضة عليها، مهما كانت تلك القيود.

    فالأمر لا يتعلق هنا بالحقيقة، بل بحقائق مرة منها أن أكثر الجامعات العربية بات في قبضة العلمانيين الذين يقصون المتدينين منها بالقوة وبالتواطؤ مع السلطان. وغني عن القول إن التدين منتشر في بلاد العرب، وإن إقصاء المتدينين من المراكز العلمية يعني تعطيل دور شريحة واسعة من شرائح المجتمع في عملية التنمية الملحة. إن العلم والفكر ـ أي علم وأي فكر ـ لا يتطوران إلا بمشاركة الجميع وبحرية مطلقة. وهذا هو بيت القصيد الذي يستعصي على فهم وزراء التعليم في بلاد العرب، ويجعلهم لا يفهمون مبدأ حرية الفكر للجميع، ومبدأ تطبيع مبدأ حرية الفكر للجميع، فلا يعون نتائج إقصاء كوادر علمية بسبب توجهاتها العقائيدة، الوخيمة على تطور جامعاتنا. إن تلك الكوادر العلمية تهاجر إلى الغرب، فتزدهر فيه، وتتبوأ فيه مناصب علمية عليا، بينما لا يبقى في الجامعات العربية عقول يعول عليها في شيء، إلا من رحم ربي! إن هذه الحرية، وهذا التطبيع، غير متوفرين في الجامعات العربية، التي نصب السلطان في أكثرها أصحاب التيارات العلمانية الذين أقصوا أصحاب الأديان والفكر السياسي المختلف وسائر المخالفين منها، فجعلوا منها أسوء جامعات في العالم!

    أما الجامعات المتطورة في العالم، فهي جامعات مستقلة استقلالية تامة: تستلم إدرتها سنويا من وزير التعليم "ظرفا" فيه ميزانية الجامعة، ثم تقوم إدارة الجامعة بإدارة ذلك باستقلالية تامة، فتعين الأساتذة دون العودة إلى أية سلطة خارج سلطة الجامعة، وتقيلهم، وتجذب الباحثين، وتنشئ الشركات (شركات الـ Spin-offs) شراكة مع الشركات التجارية والمصانع الكبيرة، وتستثمر الأرباح في ما يعود على الجامعة والبحث العلمي والأساتذة والطلاب والباحثين والمجتمع بالخير، وذلك في استقلالية تامة كما ذكرت. ولكل أستاذ جامعي ميزانية مالية سنوية لدعوة الأساتذة من الخارج وللسفر الخ. والقرار ـ قرار الدعوة والسفر إلى الخارج ـ بيده وحده لا يتدخل فيه أحد كائنا من يكن. لذلك يقوم كل واحد بدوره على أكمل وجه بعيدا من البيروقراطية والتدخل في عمل الجامعة والأساتذة ومراكز البحث العلمي. للأستاذ ما يريد بشرط واحد هو: قيامه بالبحث العلمي والنشر الدائم وإلا أقيل من العمل بلا رحمة!

    والسؤال الآن: كيف نجعل من جامعاتنا جامعات متطورة؟

    أعتقد أن تحرير الجامعة من أية تبعية للسلطة السياسية هو الخطوة الأولى لذلك. وأعتقد أن إيجاد تمويل مناسب لعمل الجامعة هو الخطوة الثانية لذلك، وأعتقد أن اعتماد نظام محاسبة صارم بعيدا من المحسوبية هو الخطوة الثالثة. وأعتقد أن جذب الأكفاء من الأساتذة والباحثين بغض النظر عن تياراتهم الفكرية ومعتقداتهم الشخصية هي الخطوة الرابعة. وأعتقد أن إشراك المجتمع بشرائحه الفكرية والاقتصادية في عمل الجامعات هو الخطوة الخامسة. وهذه الخطوات تكفي لتطهير الجامعات من الفساد وبدء تحقيق نهضة علمية. إذ لا بد للجامعات المتطورة من ممارسة دور اجتماعي أيضا، فهي لم تعد مؤسسات نخبوية كما كانت في في الماضي، بل باتت تشرك الجمهور معها وتجذبه إليها عبر وسيلتين:

    1. تنظيم دروس مسائية في كل فروع العلوم والمعرفة يتابعها الجمهور العام في المساء (وهذا الإجراء إجباري فرض على أكثر الجامعات الغربية منذ حوالي خمس سنوات)؛

    2. تطبيق النظريات والمكتشفات العلمية في ما يفيد المجتمع. (مثال: يقوم طالب ببحث علمي يؤدي إلى وضع تصور لاختراع كرسي مفيد للظهر في الجلوس، فتقوم الجامعة بإنشاء شركة Spin-off شراكة مع مصنع أثاث وتترجم التطور النظري إلى الواقع فتفيد المجتمع من وجوه كثيرة أهمها تقديم اختراع جديد وتوفير عمل لليد العاملة وضخ جديد في الحركة الاقتصادية).

    ولا شك في أن المجتمع يفرض طرائق تفكير معينة بعضها سلبي للغاية، لكن تغيير تلك الطرائق السلبية لا يكون إلا بالإبداع وطرح الفكر الجديد والمفيد للمجتمع. فأي اهتمام يكون للمجتمع في الجامعات إذا كانت مؤسسات حكومية نخبوية مشبوهة يتصرف الأساتذة فيها وكأنهم أنصاف آلهة؟! وأي اهتمام للمواطن العادي في الجامعات إذا كانت لا تعتني به في أية مرحلة من مراحل عملها؟ وأي اهتمام للمواطن العادي في الجامعة إذا كان القائمون عليها أبواقا للنظام السياسي، سواء أكان ذلك النظام صالحا أم طالحا؟

    إن المشكلة متشعبة، بعضها يأتي نتيجة لبعض، ولكن حلها في متناول اليد، وهو ترك الجامعات تمارس دورها باستقلالية، لأن في ذلك مخرجا لها وللعلم والثقافة من مستنقع التخلف. والاستقلالية والتمويل الجيد كفيلان بإقناع أصحاب رأس المال في الاستثمار في البحث العلمي كما يحصل اليوم في الغرب. وهما أيضا كفيلان بجذب المجتمع إليها والتأثير فيه بطريقة إيجابية بعد إشراكه في عملية التنمية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    [1] العَلْمانِيَّة ـ بفتح العين ـ مشتقة من الكلمة عَلْم (بفتح العين)، وهي مرادفة لكلمة عالَم، ولا علاقة لها بالعِلْم (بكسر العين)، لا من قريب، ولا من بعيد، لا في اللغة العربية، ولا في أية من لغات البشر المعروفة. (قارن الإنكليزية Laicism والفرنسية Laïcisme وهما مشتقتان من الكلمة اليونانية /Λαος: لاوُس/ "شعب"، "رعاع" أي عكس "الكهنة" وهم النخبة في الماضي. من ثمة صارت الكلمة تدل على القضايا الشعبية "الدنيوية"، بعكس الكهنوتية "الدينية". وكلمتنا العربية هي ترجمة مستعارة من السريانية لأن السريان اشتقوها أولا في لغتهم ترجمة مستعارة عن اليونانية أيضا. (قارن السريانية: /ܥܠܡܐ: عَلْما/ "العالم، الدهر، الدنيا"، فالعلماني في السريانية هو "الدنيوي، الدهري"، ولا علاقة لهذا المعنى بالعلم (بكسر العين). وخلاصة القول إنه لا علاقة بين مفهوم العلمانية (بفتح اللام) ومعناه "الدنيوية، الدهرية" ومن ثمة "اللادينية"، من جهة، والعلم والمعرفة من جهة أخرى.
    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 03-06-2007, 08:30.
    عبدالرحمن السليمان
    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    www.atinternational.org

    تعليق

    • عبدالرحمن السليمان
      مستشار أدبي
      • 23-05-2007
      • 5434

      #3
      الفن السابع

      [align=justify][align=center]الفن السابع[/align]
      أنا لست مولعاً بالفن السابع، ولا أشاهد أفلاماً ولا مسلسلات ولا حتى أخباراً لأني آثرت الحفاظ على ما تبقى لدي من راحة بال هي في جميع الأحول قليلة. وكنت اقتنيت قبل أشهر من الآن فلم "أيام السادات" لأنه يجب علي إغناء مكتبة الجامعة السمعية البصرية بـ "أفضل عشرة أفلام عربية"، فزرت مكتبات الأفلام العربية في بلجيكا وما وجدت فلماً يعول عليه غير فلم "أيام السادات"، ذلك لأني توقعت له أنه يسرد تاريخ فترة مهمة من تاريخ العرب الحديث، ولكني ـ والحق يقال ـ لم أشاهده حتى الآن لانعدام الرغبة في ذلك. وكنت بحثت كثيراً في مكتبات بلجيكا عن أفلام عربية جيدة أستعملها في "مادة الترجمة التلفزيونية" التي يجب علي أن أدرسها لطلاب يفدون إلينا من المغرب للتدرب على تقنيات الترجمة الحديثة، ولم أجد إلا أفلام عنتر بن شداد ورابعة العدوية وتحية كاريوكه وأبي فوق الشجرة وطائفة كبيرة من الأفلام الهندية!

      فقال لي أحد معارفي بعد استشارته إن مسلسل أم كلثوم حاجة بديعة، وإن المأخذ الوحيد عليه ـ برأيه ـ هو أنه تجاهله ذكر اسمهان وفريد الأطرش تجاهلا تاماً! وأضاف أن سبب ذلك التجاهل هو منافسة أسمهان لأم كلثوم في التربع على عرش الغناء العربي، وهي المنافسة التي تجعل مخيلة بعض الناس تشطح وتنسب موت أسمهان الغامض إلى حاشية أم كلثوم. وقال إن هذا التجاهل المصري المريب لأسمهان وأخيها "ملك العود" جعل السوريين ينتجون الآن مسلسلاً يروي تاريخ أسمهان وأخيها فريد على مذهب "ما حدا أحسن من حدا"! فقلت له إني كنت قرأت ذات مرة ـ ولا أدري أين قرأت ـ أنه كان لأسمهان ارتباطات مشبوهة بالمخابرات الفرنسية، وأن موتها الغامض أتى نتيجة لتلك الارتباطات. فكيف سيعالج المخرج مسألة موتها والباعث على إنتاج المسلسل هو تجاهل مسلسل أم كلثوم لها كما تزعم؟ هل سيقول إنه كان نتيجة لارتباطها بالمخابرات الفرنسية، وتجسسها لصالح تلك المخابرات، أم سيعتمد رواية "اللت والعجن" الشعبية وينسب موتها الغامض إلى "حاشية أم كلثوم"، لأن رواية "اللت والعجن" أقرب إلى السلامة منها إلى الحقيقة التاريخية التي سوف تضطر كتبة التاريخ الرسميين إلى تغيير المناهج المدرسية التي تلقن الناس في سورية أن آل الأطرش كانوا أبطالاً وطنيين قادوا ثورة ضد الاستعمار الفرنسي؟! ثم قلت له: ما لي ولأم كلثوم وأسمهان! أنا أريد أفلاماً تصلح مادة لمكتبة الجامعة ولدروس الترجمة التلفزيونية، و"بس"!

      فبحثت عن أفلام وثائقية توثق لفترات مهمة من تاريخنا الحديث، فتوقعت أن أفلاماً وثائقية تصلح لما أريد غير موجودة لأنها غير ممكنة في ظل أنظمة تحكم منذ أكثر من نصف قرن! فكيف سنوثق توثيقاً أميناً لسقوط القدس والجولان وسيناء بأيدي الصهاينة، أو لاحتلال الكويت وسقوط العراق، ولا يزال أكثر المعنيين بالأمر في الواجهة؟!

      فلم يبق أمامي إلا الأفلام والمسلسلات التاريخية! فتذكرت ما قرأت عن مسلسلات تاريخية تزور التاريخ بعد قلبه رأساً على عقب، ذلك أن أكثر المسلسلات التاريخية العربية باتت تهدف إلى النقيض من رواية التاريخ رواية صحيحة، فصارت ـ بإيعاز من ذوي السلطان ـ شريكة في تزوير التاريخ، وقلب الحقائق، وتخدير العامة، وترهيب الخاصة ... ولعل المسلسلات التاريخية السورية خير مثال على ذلك. إن انعدام وجود رؤى ثقافية لدى أكثر المخرجين العرب، والرقابة الرسمية، والانتهازية والسعي وراء الربح السريع كله بات يفرض الغباء حتى على مخرجين ما كان يتوقع منهم أن يكونوا إمعات مع الأنظمة التي تدور في فلك الأمريكان (كما يفعل المخرج السوري نجدت أنزور في مسلسل "الإرهاب")، أو أن يكونوا مزوري تاريخ (كما يفعل مخرج مسلسل "أبناء الرشيد: الأمين والمأمون")، أو أن يكونوا دعاة حقد وكراهية (كما يفعل مخرجو المسلسلات السورية التي تظهر الأتراك بمظهر القتلة والوحوش)!

      لا أريد أن أبدي رأياً في الفن السابع العربي لأن شهادتي فيه سوف تكون ناقصة لأني لا أعرف عنه شيئا يذكر، ولأنه لا يهمني أصلاً ذلك أني لست من مستهلكيه. كل ما أعرفه هو أن الفنون والآداب والعلوم لا يمكن لها أن تتطور وتصبح ذات رسالة في ظل بيئة اجتماعية معقدة، وبيئة ثقافية متأخرة، وبيئة اقتصادية سيئة، وبيئة سياسية ظالمة، ورقابة لا تسمح حتى للشجر بالنمو بدون ترخيص. لقد اكتشفت ـ وأنا أبحث عن أفضل عشرة أفلام عربية لمكتبة الجامعة، وعن أفلام عربية جيدة أستعملها في مادة الترجمة التلفزيونية ـ أنه ليس لدينا فن سابع. لدينا شيء من هذا القبيل يصلح تصنيفه على أنه "طابور فني خامس" لوزارات الإعلام العربية، أو آلة لتخدير العامة في رمضان وسائر أيام السنة، أو سقط متاع لتسلية الرعاع!
      [/align]
      التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 03-06-2007, 20:27.
      عبدالرحمن السليمان
      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
      www.atinternational.org

      تعليق

      • د/ أحمد الليثي
        مستشار أدبي
        • 23-05-2007
        • 3878

        #4
        [align=right]هذا اسم كتاب جميل يا دكتور عبد الرحمن: [/align]

        [align=center]سقط المتاع في تسلية الرعاع
        [/align]
        د. أحمد الليثي
        رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
        ATI
        www.atinternational.org

        تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
        *****
        فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

        تعليق

        • عبدالرحمن السليمان
          مستشار أدبي
          • 23-05-2007
          • 5434

          #5
          شر البلية ما يضحك أخي الدكتور أحمد. والله عنوان "مش بطال"!
          عبدالرحمن السليمان
          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
          www.atinternational.org

          تعليق

          • عبدالرحمن السليمان
            مستشار أدبي
            • 23-05-2007
            • 5434

            #6
            وشهدت حرباء من أهله!

            [align=center]وشهدت حرباء من أهله![/align]
            [align=justify]إحدى الوسائل المؤدية إلى الغنى السريع هي وسيلة الكتابة المثيرة التي يُهاجم فيها دين بأكمله أو ثقافة بأكملها. ويكون الانتشار أوسع إذا كان الكاتب من جلدة المهاجَمين لأنه في هذه الحالة يكون "شاهداً منهم وفيهم". هذا هو انطباعي عندما أقرأ الكتب التي يكتبها بعض الكتاب العرب المقيمين في الغرب ويتحدثون فيها عن الإسلام والتراث والحداثة وقضية المرأة والجنس والفكر الحر وما إلى ذلك من القضايا، وهم أجهل الناس بها أو ببعضها. وكان من آخر ما قرأت كتاباً لكاتب هولندي مغربي الأصل اسمه "قدما عبدالله" اتهم النقاد الهولنديون كاتبه بأنه يعاني من عقدة "كره الذات" لشدة ما حقَّر العرب عموماً والمغاربة خصوصاً وسائر المسلمين والشرقيين فيه. وعلل ناقد هولندي وجود هذه العقدة لدى الكاتب لكونه مِثليا لوطياً في بيئة لا مكان فيها للمِثليين (بعد)!

            وأنا لا أقصد كتاباً مثل أمين معلوف وأمثاله من الموهوبين الذين يكتبون بلغات غربية وتترجم أعمالهم إلى كل اللغات الحية لروعتها وعظيم موهبة أصحابها، إنما أقصد كتاباً سطحيين ما كان ليُكتب لكتاباتهم أيُّ نجاح يذكر لولا هجومهم السافر على الإسلام ولولا تبني بعض المؤسسات الغربية لتلك الكتابات. وعلى رأس هؤلاء الكاتبة نوال السعداوي، وسمية حمداوي، وربما فاطمة المرنيسي! وهنالك أسماء أخرى لأناس معروفين بالفضيلة في بلاد العرب يحاضرون أحياناً في هذه البلاد أو يتكلمون إلى صحف ومجلات محلية تسمع منهم العجب وتقرأ لهم العجب أيضاً.

            منحت الملكة بياتريس، ملكة هولندة، جائزة "إرازموس" الأوربية ـ وهي من أشهر الجوائز الأوربية وقيمتها 150.000 يورو ـ سنة 2005 لثلاثة مفكرين عرب هم الدكتور صادق جلال العظم والكاتبة فاطمة المرنيسي والثالث نسيت اسمه الساعة. تلقيت دعوتين لحضور الحفل المهيب، الذي صادف تنظيمه اليوم الثالث من رمضان المعظم في تشرين الثاني/نوفمبر من سنة 2005، كانت إحداهما من منظمة ثقافية في هذه البلاد أنتمي إليها، وكانت ثانيتهما من الدكتور صادق جلال العظم الذي تربطني به علاقة طيبة. لم أستطع حضور الحفل بسبب مرض شديد ألم بابني الصغير وقتها، ولكني استلمت لاحقاً بواسطة البريد كل النصوص والوثائق التي وزعت في الحفل المهيب.

            وعلى الرغم من أن لي حكمي المسبق في العلمانيين العرب، وخصوصا في المتلونين منهم الذين يأتون إلى الغرب لإسماع الناس فيه ما يودون سماعه، فيُستغلون لأبشع الأهداف ولا يحترمهم في نهاية المطاف أحد، فإني أكن احتراماً كبيراً للدكتور صادق جلال العظم، وذلك على الرغم من علمانيته الشديدة! فلعله الكاتب أو المفكر العلماني العربي الوحيد الذي تقرأ له وتستمع له لا يداهن ولا يمالق أحداً في أطروحاته، ويقول قوله الواحد أمام المؤمن والملحد والشرقي والغربي والشمالي والجنوبي دون مساومة، بخلاف هؤلاء الذين تختلف أطروحاتهم باختلاف الجمهور المتلقي، وما أكثرهم عند أدعياء الثقافة من العرب!
            [/align]
            التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 04-06-2007, 16:53.
            عبدالرحمن السليمان
            الجمعية الدولية لمترجمي العربية
            www.atinternational.org

            تعليق

            • د. جمال مرسي
              شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
              • 16-05-2007
              • 4938

              #7
              [align=right]1- القاموس الخاص
              2- تأملات في مسألة تخلف الجامعات العربية
              3- الفن السابع
              4- وشهدت حرباء من أهله

              أربعة مواضيع أو خواطر هي رحلة مفكر عربي كبير لا يسعني إلا التوقف أمام كل واحدة منها منبهراً
              و متعجباً كيف لم يمر عليها قراء كثيرون رغم أنها جميعها تحتاج للقراءة الواعية و النقاش الجاد .


              1- في القاموس الخاص أقول : ربما تكون هذه المقولة صحيحة لو ألم كل كاتب أو أديب بكل قواميس اللغة و المعرفة
              بحيث يستخلص منها مفرداته التي تبرز ثقافته و ساعتها نقول أن لسين أو صاد قاموسه الخاص بلا تشدق أو تنطع .
              أنا أعجب فقط من القاموس الخاص العسكري اللهجة لبعضهم و هم أجهل من أن يفتحوا حتى أي قاموس .


              2- في التأملات في أسباب تخلف الجامعات العربية : و احتلالها المراكز المتأخرة جدا على مستوى العالم بل إن معظمها لم يشمله التصنيف أو الترتيب . كنت أسأل نفسي : لماذا نبغ أحمد زويل و فاروق الباز و كبار العظماء و العلماء العرب على مستوى العالم . و عرفت الإجابة هنا .
              و لكن ماذا عن تخلف الجامعة العربية ؟؟؟

              3- الفن السابع :
              الفن السابع يسير بنا للهاوية بكل أسف و لك أن تنظر لكم الأفلام و المسلسلات الهابطة التي تصور المجتمع المصري على سبيل المثال و كأن كل فرد فيه يعيش في شارع الهرم و حاناته الشهيرة . و كيف أصبحت البارات و الخمور في هذا الأفلام كمثل شرب الببسي أو السفن أب ( هههههههههه دعاية غير مبررة )

              4- و شهدت حرباء :
              أول ما تبادر إلى ذهني هو ما ذكرته أنت ( وعلى رأس هؤلاء الكاتبة نوال السعداوي، )
              و لو لم تذكر هذه الحرباء .. أقصد الرقطاء لكنت وعدتك ( بزعل ) كبير و لكن الحمد لله لم تخيب رجائي .
              فيا أخي هذه نعرفها في مصر عن كثب بفكرها المنحرف و هجومها الغير مبرر على الإسلام و السنن التي سنها الله لعباده في الأرض و كان آخرها هذه الخزعبلات التي أطلقتها ابنتها بوجوب تسمية المرأة باسم امها . كأن يقال على بن محسنة أو محمد نفيسة أو ما شابه و انساق وراءها فئة ضالة مضللة رأيتهم مرة أمام شاشة التلفاز فكدت أن أبصق ( مع أسفي ) على التلفاز و سنينه السوداء .
              و قد كنت قديما أحب المثل الذي يقول ( هذا الشبل من ذاك الأسد ) فكرهته و وجدته لا يؤائم عصر نووووله و ابنتها و قلت في نفسي يا ولد لابد و أن تغير المثل إلى ( هذه اللـ،،،،،، من تلك اللـ...... ) و الله لساني يعف عنها .

              أخي الحبيب د. عبد الرحمن
              أنت ممتع
              جزاك الله كل الخير[/align]
              sigpic

              تعليق

              • عبدالرحمن السليمان
                مستشار أدبي
                • 23-05-2007
                • 5434

                #8
                [align=justify]أخي الحبيب الدكتور جمال،

                أجمل تحية،

                شكرا على مرورك الندي وتعقيبك المفيد.

                بالنسبة إلى الكاتبة نوال السعداوي، فهي مما يجمع أكثر الناس ـ بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية ـ على شذوذ تجربتها وخطورة تعميمها على المجتمع. وفي الحقيقة يجب حماية المجتمع منها ومن كان على شاكلتها من أصحاب الدعوات الشاذة الناتجة عن تجارب شخصية مريرة أو عقائد منحرفة أو مجرد شذوذ.

                لكن ظاهرة نوال السعداوي ظاهرة تزول بزوالها. وتبقى مشكلة تخلف الجامعات العربية المشكلة الأكثر إلحاحا لأنها أحد الأسباب البارزة في تخلف العرب. ولا بد من جعلها مستقلة حتى تمارس دورها العلمي والاجتماعي من جهة، وكي نرد إليها اعتبارها من جهة أخرى.

                وتحية طيبة عطرة.
                [/align]
                عبدالرحمن السليمان
                الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                www.atinternational.org

                تعليق

                • عبدالرحمن السليمان
                  مستشار أدبي
                  • 23-05-2007
                  • 5434

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة مها النجار
                  أصبح من الموجع حقا ان العالم كله يتقدم ما عدا العرب ...

                  [align=justify]تحية طيبة مباركة لك يا دكتورة مها. قلت فأوجعت.

                  لا أريد أن يفهم من كلامي أني أمارس رياضة جلد الذات، أو ألقي باللائمة على غيرنا. الغرب دول يحكمها القانون! فهذا ملك بلجيكا يطرد ابنه ولي العهد من القصر بسبب تجديده مطبخ الفيلا التي يسكنها من ميزانية الجيش وليس من ميزانيته الخاصة، لأن المالك القانوني للفيلا هو الجيش وليس الأمير. وبما أن الأمير يتقاضى راتبا سنويا فإن الملك ارتأى أن على الأمير تمويل ما يفعل في مسكنه من ميزانيته الخاصة وليس من ميزانية غيره. وقد تكلف هذه الغلطة الأمير ولاية العهد! وهذه بلدية سنت ترادنس جنوب بروكسيل ترفض منح أميرة من الأسرة المالكة رخصة بناء لإجراء تعديل طفيف جدا على واجهة الفيلا التي تسكنها، لأنها ـ أي البلدية ـ لا تسمح بإحداث تغيير في البنية العمرانية للمدينة. عندما يحكم القانون، يوضع حد للمروق بجميع صوره.

                  المشكلة يا دكتورة مها هي أن العولمة عرتنا، وكشفت عن كل مواطن القبح فينا. لقد أصبح الفرق بين العالم المتطور وبلادنا كبيرا جدا، لأنه بقدر ما يتطور العالم، تتأخر بلادنا. والسبب عائد إلى ظاهرة لا يفيها الناس حقها من البحث، وهي ظاهرة هجرة العقول العربية المستمرة، وظاهرة التهريب المستمر لرؤوس الأموال إلى الخارج. إن بلادا تهجرها العقول ويُهرب منها المال ليستثمر في دول أكثر أمنا، بلاد تشق طريقها إلى هاوية الجحيم بإصرار لاعقلاني مريب. هذه حالة لا تطاق ولا يمكن معالجتها إلا بإحداث تغيير جذري في العقل السياسي العرب المصاب بالإيدز والسرطان معا. إلا أن توريث ذلك العقل السياسي ـ بجميع أمراضه غير القابلة للعلاج ـ للأبناء يقضي على كل أمل في التغيير نحو الأفضل بسبب وجود آليات تشل قرارات التغيير (إن وجدت أصلا).

                  وأنا لا أعرف اليوم دولة عربية غير نفطية تتطور بطريقة ملحوظة إلا المغرب، لأن تغييرا جذريا حدث في البلاد منذ مجيء الملك محمد السادس إلى الحكم، وهو التغيير الذي جعل من المغرب البلد العربي الوحيد (غير النفطي) الذي يستقطب رؤوس الأموال إليه بدلا من تطفيشها وأصحابها معها، فضلا عن مساحة كبيرة في حرية الرأي يعز نظيرها في بلاد عربية أخرى! لعله البلد العربي الوحيد (غير النفطي) الذي يقترب راتب الأستاذ الجامعي الشهري فيه من الـ 2500 دولار، أي حوالي خمسة أضعاف راتب نظيره في دول عربية أخرى، وفي ذلك إشارة واضحة إلى الأهمية التي يوليها المغاربة للتعليم العالي!

                  تحية طيبة عطرة.[/align]
                  التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 05-06-2007, 10:17.
                  عبدالرحمن السليمان
                  الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                  www.atinternational.org

                  تعليق

                  • د/ أحمد الليثي
                    مستشار أدبي
                    • 23-05-2007
                    • 3878

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
                    [align=justify]
                    فهذا ملك بلجيكا يطرد ابنه ولي العهد من القصر بسبب تجديده مطبخ الفيلا التي يسكنها من ميزانية الجيش وليس من ميزانيته الخاصة، لأن المالك القانوني للفيلا هو الجيش وليس الأمير. وبما أن الأمير يتقاضى راتبا سنويا فإن الملك ارتأى أن على الأمير تمويل ما يفعل في مسكنه من ميزانيته الخاصة وليس من ميزانية غيره. وقد تكلف هذه الغلطة الأمير ولاية العهد! وهذه بلدية سنت ترادنس جنوب بروكسيل ترفض منح أميرة من الأسرة المالكة رخصة بناء لإجراء تعديل طفيف جدا على واجهة الفيلا التي تسكنها، لأنها ـ أي البلدية ـ لا تسمح بإحداث تغيير في البنية العمرانية للمدينة. عندما يحكم القانون، يوضع حد للمروق بجميع صوره.
                    [/align]
                    سبحان الله! هذا مبدأ إسلامي:

                    إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه،
                    وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد.

                    آمنت بالله.
                    د. أحمد الليثي
                    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                    ATI
                    www.atinternational.org

                    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
                    *****
                    فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

                    تعليق

                    • عبدالرحمن السليمان
                      مستشار أدبي
                      • 23-05-2007
                      • 5434

                      #11
                      [align=justify]طبعا أخي الدكتور أحمد هذا مبدأ إسلامي مشهور. فمن منا لا يتذكر جواب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد توسط أسامة بن زيد رضي الله عنه لديه في الفتاة المخزومية: "والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها". فمن يداني فاطمة بنت محمد في الشرف والمرتبة والمنزلة؟

                      وفي سيرة الأئمة الراشدين، رضي الله عنهم أجمعين، مواقف كثيرة مشهورة في هذا الشأن.
                      [/align]
                      عبدالرحمن السليمان
                      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                      www.atinternational.org

                      تعليق

                      • عثمان علوشي
                        أديب وكاتب
                        • 04-06-2007
                        • 1604

                        #12
                        الأستاذ الكبير وشيخ الترجمة الجليل:
                        لو كنت عرفت قبلا أنك تبث خواطرك هنا لتبعتك زحفا، ولكن كما يقال: فاتتني هذه.
                        وما يسعني إلا القول أن هذه الخواطر تنم عن ذقة في الملاحظة لا يمتاز بها الكثيرون.
                        رعاك الله
                        عثمان علوشي
                        مترجم مستقل​

                        تعليق

                        • عبدالرحمن السليمان
                          مستشار أدبي
                          • 23-05-2007
                          • 5434

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة عثمان ع مشاهدة المشاركة
                          الأستاذ الكبير وشيخ الترجمة الجليل:
                          لو كنت عرفت قبلا أنك تبث خواطرك هنا لتبعتك زحفا، ولكن كما يقال: فاتتني هذه.
                          وما يسعني إلا القول أن هذه الخواطر تنم عن ذقة في الملاحظة لا يمتاز بها الكثيرون.
                          رعاك الله


                          هلا وغلا بمترجم الفرنسية والإسبانية البارع الأستاذ عثمان علوشي، هلا وغلا بالورد!

                          وسلامي لطنجة وأهل طنجة من العرب والأمازيغ والبلجيك!

                          وتحية عطرة.
                          عبدالرحمن السليمان
                          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                          www.atinternational.org

                          تعليق

                          • عبدالرحمن السليمان
                            مستشار أدبي
                            • 23-05-2007
                            • 5434

                            #14
                            [align=justify][align=center]الأزمة الأخلاقية للأخلاقيين العرب![/align]
                            قد يبدو هذا العنوان غريباً بعض الشيء إلا أنه مقصود. والأخلاقيون العرب الذين أعنيهم في هذا المقام هم هؤلاء المثقفون والكتاب والشعراء وممثلو "الجمعيات المدنية" ونقابات المحامين وحقوق الانسان الخ الذين تعلو أصواتهم عندما يمُاط اللثام عن جريمة يرتكبها المحتل الأمريكي في العراق أو المغتصب الصهيوني في فلسطين، بينما تختفي أصواتهم عندما يرتكب مستبدٌ أو طاغيةٌ من بني جلدتنا جريمة ضد أهلينا، مثل تلك الجريمة التي يرتكبها المحتلون ضد أهلينا أيضاً، أو أفظع منها، وذلك على الرغم من كون الخنجر الذي يطعن في الحالتين هو الخنجر ذاته، وكون الضحية التي تسقط في الحالتين هي الضحية ذاتها ... فما أن فُضِحَت التصرفات الأمريكية المشينة بحق الانسان وحقنا نحن العرب في سجن "أبو غريب" في العراق، حتى طلع علينا مئات المتحدثين بحقوق الانسان، وما أن نسمع بجريمة منكرة يرتكبها الأجنبي ضد أهلنا، حتى ينبري المئات من الكتاب للدفاع عن الضحية، بينما لا تسمع لهؤلاء صوتاً عندما يكشف سجين عربي عن بعضٍ مما يحدث في بعض سجون العرب من تعذيب لسجناء الرأي، ولا ترى أحداً منهم يتفلسف في برامج الأخبار الكثيرة عندما يكون الجاني من ذوي سلطاننا. فعلى قدر الكبت والخوف من الكلام عندما يكون المجرم والقاتل والمغتصب منا، تكون حدة الاعتراض عندما يكون المجرم والقاتل والمغتصب أجنبياً، فنُنَفِّثُ في حديثنا عن الأجنبي، عن غيظٍ نكتمه إزاء ما يرتكبه العربي!

                            لماذا هذه الازدواجية الأخلاقية؟ ولماذا هذا الكيل بمكيالين؟! لماذا لم يعترض أحد ـ غير ذوي الضحايا العراقيين ـ على الممارسات الجهنمية في سجن "أبو غريب" إبان حكم صدام حسين؟ أليس عندنا اليوم سجون أفظع من سجن "أبو غريب"؟! ألم تسحق أنظمة عربية مدناً بأكملها؟ ألا يستعمل "قانون محارب الإرهاب" اليوم في تصفية آخر هامش طبيعي للحرية في بلاد العرب؟ ألم يصبح كل شيء شاذاً عند العرب، بما في ذلك الشذوذ ذاته؟! فلماذا لا يعترض الأخلاقيون العرب على ذلك، وعلى حالة الحرية في بلاد بات كل شيء فيها زفتا ما عدا الطرقات؟!

                            هل جفّ الدم في عروقهم؟!
                            [/align]
                            التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 05-06-2007, 20:49. سبب آخر: الأزمة الأخلاقية للأخلاقيين العرب!
                            عبدالرحمن السليمان
                            الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                            www.atinternational.org

                            تعليق

                            • عبدالرحمن السليمان
                              مستشار أدبي
                              • 23-05-2007
                              • 5434

                              #15
                              في مستقبل اللغة العربية

                              [align=justify][align=center]في مستقبل اللغة العربية[/align]
                              في الوقت الذي ينظر فيه بعض العرب نظرة ازدراء إلى لغتهم الفصيحة ويعتقدون أنها من أسباب تخلفهم، ويقترحون إلغاءها أو استبدالها بالعاميات أو استبدال كتابتها بالكتابة اللاتينية أو إلغاء الجنس والمثنى منها إلى غير ذلك من دعوات الهدم والتدمير، تنتشر اللغة العربية في العالم انتشاراً مثيراً للدهشة والنظر والتأمل. فلقد زاد عدد الطلاب الأجانب الذين يقبلون على دراستها أضعافاً مضاعفةً في السنوات الأخيرة، وازداد اهتمام الأجانب بتدرسيها حتى برمجوها في المراحل الإعدادية والثانوية كما فعلت فرنسا، وكما تفعل بلجيكا هذه الأيام، التي تبحث بجدية في إمكانية برمجتها في المرحلة الثانوية أيضاً، وذلك إلى جانب الإنكليزية والفرنسية والألمانية التي تدرس فيها في المرحلتين الإعدادية والثانوية.

                              يزداد اهتمام الغربيين باللغة العربية لأسباب كثيرة منها تقرير مجلة Science الذي أشار إلى أن العربية ستحتل بحلول سنة 2050 المرتبة الثالثة بين لغات البشر، بعد الصينية والهندية، وقبل الإنكليزية والإسبانية. ومن شأن الغربيين أن يهيئوا أنفسهم لتطورات تحصل في العالم بناء على قراءات علمية وإحصائيات دقيقة تنبئ بما سيؤول الحال اللغوي عليه في المستقبل، فيستثمرون في برمجة اللغات الذي سيكون لها شأن أكبر في المستقبل وذلك بهدف تأمين وسائل اطلاعهم على أحوال المتحدثين بتلك اللغات وتوفير وسائل التواصل معهم! والمقبلون على دراسة العربية في الغرب اليوم ليسوا فقط من طلاب العربية التقليديين مثل المستشرقين والمستعربين والمترجمين، بل اتسع نطاق الاهتمام بها ليشمل جميع شرائح المجتمع مثل المحامين والاطباء والقضاة والمهندسين والتجار والسماسرة والصحفيين والباعة وربات المنازل والفنانين والموسيقيين والداخلين في الإسلام الخ.

                              من جهة أخرى بلغ نفور بعض العرب من لغتهم وازدراؤهم لها مبلغاً جعل بعض زوارنا من المثقفين العرب يطرح علي ذات مرة سؤالاً عن جدوى تعلم الأجانب العربية وكأن تعلمها خلا من أية فائدة تذكر! فمن الطبيعي إذاً أن يُقترح إلغاؤها من الاستعمال لغةً دوليةً في هيئة الأمم المتحدة، لأن كثيراً من أبنائها بدؤوا فعلاً بإسقاطها من حساباتهم لدى تعاملهم مع الآخرين. فهاهم مسؤولونا باتوا لا يتكلمون بالعربية في أثناء زياراتهم إلى الخارج مثلما يفعل سائر مسؤولي الأمم الذين يصرون على استعمال لغاتهم الوطنية في المواقف الرسمية، علماً أن أكثرهم يتحدث اللغات الأجنبية بركاكة مثيرة للضحط، وبعضهم ـ ومنهم رؤساء دول ـ يبدون كالأطفال وهم يتحدثون بالإنكليزية! فالأنظمة العربية ومجامع اللغة ووزارات الثقافة والتعليم والمراكز القومية للأبحاث والقائمون على الفضائيات العربية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة كلهم مسؤولون عن تراجع العربية في عقر دارها وفي أوساط المحافل الدولية.

                              وقد أدى هذا النفور وهذا الازدراء للغة العربية إلى تعرضها لغزو لغوي كبير لها في عقر دارها يتمثل في الانتشار المريب للمدارس والجامعات الأجنبية في البلاد العربية. لقد كثرت هذه المدارس الأجنبية كثرت في ديار العرب في الآونة الأخيرة، وبات أهل النخب الاقتصادية والفكرية يثقون بها ثقة كبيرة، ويرسلون إليها أبناءهم وبناتهم، وناهيك بذلك خطراً على مستقبل الأمة!

                              فماذا نحن فاعلون من أجل اللغة العربية، لغة ديننا الحنيف ووعاء ثقافتنا العزيزة؟ ماذا نحن فاعلون من أجل إيقاف انصراف بعض شبابنا عن العربية؟ ماذا نحن فاعلون من أجل دعم المقبلين على تعلمها من الأجانب، علماً أن لكل لغة مؤسسات تسهر على نشرها في العالم إلا العربية؟ وكيف يمكن لنا أن نجعل العربية تواكب العصر؟ وهل تجديد المجامع اللغوية وإعادة هيكلتها وبث الحياة فيها أمر محال أيضاً؟ وهل بلغ الخذلان بالعرب أن يعجزوا عن إيجاد تمويل يدعم لغتهم دولياً، ويضمن لمكتب تنسيق التعريب في الرباط (المهدد بالإغلاق بسبب شح الموارد المالية) الاستمرارية، في وقت ينفقون فيه على المهرجانات والفضائيات العربية ما ينفقون؟ ولماذا لا يعتني بها مثقفونا في كتاباتهم في مواقع الشبكة الكثيرة، ليكونوا بذلك الاعتناء قدوة لغيرهم من النشء، بدلا من ذلك الاستهتار الملحوظ بها، حتى من قبل من يزعمون أنهم أدباء وشعراء وصحفيون؟!

                              أم هي العناية الإلهية التي تضمن لهذه اللغة استمرارها رغم تكالب بعض أبنائها مع المغرضين من شذاذ الآفاق على تدميرها لحرمان الإنسانية من فوائدها الجليلة؟

                              [/align]
                              التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 08-06-2007, 05:59.
                              عبدالرحمن السليمان
                              الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                              www.atinternational.org

                              تعليق

                              يعمل...
                              X