خواطر ومقالات سليمانية !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    مستشار أدبي
    • 23-05-2007
    • 5434

    #16
    [align=justify][align=center]"رزق الهبل على المجانين"![/align]
    يزعم المشارقة أن المغاربة هم حذاق صنعة السحر، ويزعم المغاربة أن المشارقة هم جهابذتها! وعلى الرغم من انتشار ظاهرة "باب سين" والعلاج منه في الشرق والغرب، إلا أن الواقع يشير إلى تفشي هذه الظاهرة في المغرب العربي وفي أوساط المغاربة في أرض المهجر أيضا تفشياً كبيراً. فعندنا في مدينة أنتورب (بلجيكا) حيث أسكن أكثر من عشرين "معالجا" من السحر. وبما أن البضاعة رائجة والتجارة رابحة ـ ذلك أن معدل "المصابين" به الذين يزورون أحد "المعالجين" يتراوح ما بين الثلاثين والخمسين في اليوم ـ فلقد رأى الكثيرون في هذا "العلاج" باباً من أبواب الرزق، فدخل على الخط مصريون ولبنانيون وسوريون، أصبحوا بين ليلة وضحاها ممن "يطرد الأرواح الشريرية" من أجساد "الملبوسين"!

    ولعل أشهر المعالجين في المدينة هو رجل لبناني بزَّ جميع المغاربة والمشارقة في الصنعة، ولا أبالغ إذا قلت إن ثروته التي جمعها من "العلاج" كبيرة جداً، ذلك أني أثبتُّ بأم عيني مرة أن "يوميَّته" لم تقل عن الألف يورو، وهو يعمل سبعة على سبعة، وعمله غير شرعي بمعنى أنه غير مصرح به لهيئة الضرائب، فكل ما يدخله من الصنعة هو ربح صاف! وكنت تعرفت عليه قبل سنوات، عندما أرسل إليَّ تعويذات بالعبرية لأترجمها له، فأثارت تلك التعويذات فضولي لغرابتها، فزرته لأعطيه الترجمة ـ على غير عادة مني ـ وقت "العيادة"، وذلك على الرغم من طلبه مني ألا أزوره وقت "العمل"، فرأيت العجب، وسمعت العجب أيضاً ..

    رأيت العشرات من "المرضى" ببابه، أكثرهم نساء وأقلهم رجال! ورأيته يرتدي لباساً شرقيا أسود وعمامة سوداء، وقد ملأ أصابعه بالخواتم الفارسية ذات الألوان المختلفة، وكان دخان البخور يعج في الغرفة، وكان يُجلس "المريض" على كرسي لصق فوقه قائمة طبعت عليها أسماء الله الحسنى، ثم يتلوها بطريقة عجيبة، ويمط حنكه مطاً يثير لدى "المرضى" الذين يتقبلون ـ بسبب تركيبتهم النفسية ـ هذا الضرب من "العلاج"، انطباعاً مهيباً! وكان يقول لكل مريض يجلس على كرسيه: "أنت مسكون" بعفريتين أو ثلاثة وأحيانا عشرة! وكان يطلب من كل واحد يجلس على كرسيه العجيب ألا يتكلم بل يجيب على أسئلته برفع الشاهد إلى الأعلى كناية عن النفي وخفضه إلى الأسفل كناية عن الإيجاب. ثم يبدأ بالحديث إلى العفاريت التي استوطنت "المريض" ويسألها قائلاً: "بحق فلان وفلان وكذا وكذا: أين سكنتَ هذا المسكين"؟ "في المغرب أم في بلجيكا"؟!!! ثم يدخل إلى الداخل، إلى غرفة مفتوحة على العيادة كان أجلسني فيها، ويأخذ ورقة رسم عليها مربعات بحبر أصفر، كان كتب بداخلها حروفاً، فيدفعها إلى "المريض" ويقول له: "انقعها في طنجرة واتركها ليلة كاملة في الهواء الطلق ثم اشرب ماءها! سوف تستفرغ بعدها فتخرج العفاريت منك .. وإذا لم تستفرغ، فعد إليّ في الحال"!!! وكان في الغرفة التي أجلسني فيها حوالي مائة ورقة معدة سلفا، بعضها منشور على الطاولة ليجف، وبإزائه كيس من الزعفران الاصطناعي .. وربما قال لأحدهم: عليك بالذهاب إلى مطار بروكسيل وقت إقلاع طيارات إلى المغرب .. ثم اقرأ هناك كيت كيت فيخرج العفريت منك ثم يسكن مغادراً فيعود إلى بلاده الأصلية ..

    وكان في وسط الغرفة طاولة عليها حوالي عشرة أجران صغيرة فيها أصناف كثيرة من البخور، وبجانبها طبق فيه ورقات نقدية .. وبما أنه يفعل ذلك "في سبيل الله"، فهو لا يطلب شيئاً لقاء أتعابه! وعندما يعرضون المال عليه ـ بعد الدعاء له ـ كان يقول: لا! ولكن ضع في هذا الطبق ما تجود به تفسك من أجل شراء البخور الذي يطرد الشياطين من الغرفة ويجلب الملائكة إليها!!! فيستحيي الناس ويضعون قطعة ورقية بقيمة خمسين يورو على الأقل، علماً أن زيارة الطيبيب تكلف ثمانية عشر يورو في بلجيكا!

    قلت له بعد ما ناقشنا الترجمة: "من كل عقلك"؟! قال: "طبعاً"، وحاول أن يقنعني أن ما يقوم به شيء حقيقي. فقلت له: "على هامان يا فرعون"؟! فقال: "ما رأيك في تناول العشاء في مطعم فلان الفلاني؟ والعشاء على حسابي"!

    ثم زرناه فيما بعد بصحبة بعض الظرفاء بحجة أن أحدنا "معقود"، وكانت لنا معه مقامة عظيمة، كاد الضحك فيها أن يأتي علينا لولا عناية الله!!! [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 13-06-2007, 21:01.
    عبدالرحمن السليمان
    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    www.atinternational.org

    تعليق

    • عبدالرحمن السليمان
      مستشار أدبي
      • 23-05-2007
      • 5434

      #17
      قُمْ لِلمُعَلِّمِ أَعطِهِ البَخشِيشا

      [align=justify][align=center]قُمْ لِلمُعَلِّمِ أَعطِهِ البَخشِيشا = كادَ المعلمُ أن يَبِيعَ حَشِيشا![/align]
      استوقفني في كلمة لأحد الأساتاذة قوله ـ وهو يتحدث عن أساتذة سوريين: "وأذكر منهم الأستاذ فلان الفلاني، أستاذ الرياضيات في حلب، وهو صائغ الآن حسبما سمعت من أقاربي في حلب".

      والذي استوقفني في كلام الأستاذ هو استحالة أستاذ الرياضيات صائغاً! نعم، هنالك أساتذة يفضلون العمل الحر على التعليم، وأنا أعرف الكثير منهم. أذكر منهم أخاً لي دكتوراً في العلوم السياسية من جامعة غربية مرموقة عنده اليوم مصنع قماش في دولة عربية ... وأذكر منهم أخاً لبنانياً لي طبيباً يدير الآن سلسة مخابز وكعك ومناقيش زعتر في بلجيكا ...، وأذكر منهم دكتوراً عربياً في القانون الدولي يتجر في الألماس بين سيراليون وبلجيكا ... وأحوال الثلاثة المادية "فوق الريح"، ـ زادهم الله من فضله. وأعرف دكاترة وأساتذة جامعيين بلجيكيين يجمعون بين التدريس الجامعي والعمل الحر. ومعظم زملائي في كلية الترجمة يملكون مكاتب ترجمة ويديرونها بأنفسهم. وأنا بنفسي كنت حتى الصيف الماضي أجمع بين التدريس الجامعي والعمل الحر علماً أني كنت أفضل العمل الحر الذي كنت أمارسه منذ أكثر من عقد من الزمن بأشواط على التدريس الجامعي، لأسباب كثيرة أهمها الاستقلالية من جهة، ومردود العمل الحر الوافر من جهة أخرى.

      ولكن الذين أعرفهم اختاروا العمل الحر بمحض إرادتهم لا غصباً عنهم! إذاً الحديث لا يتعلق بالأساتذة الذين يمارسون بمحض إرادتهم أعمالاً حرةً لا تتعلق باختصاصهم، إنما فيه إشارة إلى ظاهرة مؤلمة جداً في بعض البلاد العربية ـ ومنها سورية التي لا يتجاوز راتب الأستاذ الجامعي فيها الـ 250 دولاراً أمريكياً في الشهر! وأنا لا أدعو إلى مقارنته بزملائه في بلجيكا الذين يتقاضون على العمل ذاته راتباً قائماً بحدود 7500 (سبعة آلاف وخمسمائة) يورو في الشهر الواحد يخصم حوالي 40 بالمائة منه للضمان الصحي والتقاعد، فلا مجال للمقارنة، علماً أن السمكري والتنكجي والقومجي في سورية يكسبون شهرياً أضعاف راتب الأستاذ الجامعي فيها!

      كيف تنهض أمة وأحوال أساتذتها الجامعيين هكذا؟ وكيف لا يستحيل الأستاذ الجامعي في بلادنا صائغاً أو سائق تاكسي في الليل والقومجي يكسب أكثر منه في الشهر! ومتى يكتب هذا الأستاذ أبحاثه إذا كان نهاره درس وليله سَوق؟! وكيف ينهض هذا الأستاذ بمستوى التعليم العالي المتدني حتى الحضيض في بلاده والحال هذه؟! وماذا يفعل وزراء التعليم العالي في بلادنا؟! هل نرد صمتهم المطبق إلى جمعهم بين الوزارة في النهار، والعمل في الليل "شوفيرية تكاسي" لا سمح الله؟! وإذا كانوا يعرفون المشكلة ولا يفعلون شيئاً، فهل جفَّ الدم في عروقهم وأصبحوا لا يجدون الشجاعة الكافية ليستقيلوا من مناصبهم احتجاجاً على وضعٍ القومجيُّ فيه محترمٌ أكثر من الأستاذ الجامعي؟!

      [align=center]قُمْ لِلمُعَلِّمِ أَعطِهِ البَخشِيشا = كادَ المعلمُ أن يَبِيعَ حَشِيشا![/align][/align]
      عبدالرحمن السليمان
      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
      www.atinternational.org

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        مستشار أدبي
        • 23-05-2007
        • 5434

        #18
        متى نفهم؟!

        [align=justify][align=center]متى نفهم؟![/align]
        عندما كانت الأمة تتعرض لأكبر خطر تعرضها في ماضيها، أقصد التحالف الصليبي المغولي ضدها في القرن الثالث عشر، ولم يبق من الممالك الإسلامية إلا أرض الكنانة التي قصدتها جيوش المغول والصليبيين معا في حلف لم ير التاريخ مثله بغية تدميرها وتدمير الإسلام معها لأنها ـ أي مصر ـ كانت آنذاك بقية دار الإسلام وآخر ملاذ له، سخَّر الله للأمة امرأة مملوكة اسمها شجر الدر، ليكون إنقاذ الأمة على يديها!

        كان علماؤنا وقتها، وكذلك رجالنا وحرائرنا، مشغولين بما هم مشغولون به اليوم: ببعضهم!

        ترى هل يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى ويكون الخير في نساء هذه الأمة، نساء بيت حانون، ونساء العراق، ونساء جنوب لبنان، بعدما قلَّ الخير في رجالها، المشتغلين ببعضهم، كاشفين ظهرهم، ودينهم، وعورات نسائهم، لأعدائهم المتربصين بهم؟!

        وهل يعرف علماؤنا ـ علماء أهل السنة والجماعة ـ حقا ماذا يجري من حولهم، فيتحملون مسؤوليتهم التاريخية أمام الله والدين والأمة، بدلا من بيع ذممهم لسلاطين السوء، والسكوت عن الحق، والاشتغال بالشيعة؟!

        وهل يعرف علماؤنا ـ علماء المذهب الجعفري ـ حقا ماذا يجري من حولهم، فيتحملون مسؤوليتهم التاريخية أمام الله والدين والأمة، بدلا من البقاء في سجن التاريخ، والاشتغال بأهل السنة؟!

        ألا يعرف علماء المذهبين أن الجدل البيزنطي لا يفيد، وأن مرد الخلاف المذهبي إلى كتاب الله هو السبيل الوحيد للتحرر من عُقَد التاريخ وسجنه الذي دخلوه من تلقاء أنفسهم؟!

        لقد وحَّدَ العدو المسلمين بقنابله التي لا تفرق بين سني وشيعي! فمتى يعي علماء المذهبين الدرس؟!

        ألا يفهم العرب والإيرانيون والأتراك أن حلفا استراتيجيا بينهم يتفاهمون فيه على الحد الأدنى من المصالح المشتركة الحاصلة بحكم التاريخ والجوار والدين والواقع، كفيل بتحصين الأرض والعرض بوجه الطامعين، وبحمايتهما من شذاذ الآفاق؟!

        متى نفهم؟![/align]
        عبدالرحمن السليمان
        الجمعية الدولية لمترجمي العربية
        www.atinternational.org

        تعليق

        • عبدالرحمن السليمان
          مستشار أدبي
          • 23-05-2007
          • 5434

          #19
          [align=justify][align=center]الشعوبية الجديدة [/align]
          تنتشر ظاهرة استغلال المواقع العربية التي تشتغل باللغة والترجمة وحوار الحضارات للترويج لأفكار انعزالية ودس أفكار معادية يتم التعرض فيها لثوابت الأمة القومية والدينية ببراءة تنم عن خبث ومكر كبيرين. فحرية الحوار والديموقراطية وحرية التعبير عن الرأي والرأي الآخر وما إلى ذلك مما يسعى المثقفون العرب، على اختلاف مشاربهم ورؤاهم الفكرية وخلفياتهم الإديولوجية، في تحقيقه، أصبح لقومٍ مطية للدس والتدليس وترويج أفكار نعتبر أصحابها ـ بلا مواربة ـ شعوبيين جدداً ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا في موقع الشبهات.

          قبل أشهر من الآن وقعت لي مقامة مع أستاذةٍ في موقع عتيدة لأنها استشهدت لي بكلام منقول من موقع مشبوه يهاجم العرب هجوماً ويفتري عليهم بأبشع القول، فاعترضت على ذلك ثم حذفت إدارة عتيدة المداخلة المحتوية على الروابط المشبوهة فيما بعد. ومنذ أشهر كتب الدكتور دنحا كوركيس، الأستاذ في إحدى الجامعات الأردنية، في أحد المواقع التي يزعم أصحابها أنهم يشتغلون بالترجمة واللغة ما نصه:

          القلب، لعنة الله عليه، والمنطق العلمي، وحدهما، الكفيلان بتحديد ما الذي ينبري القول في الفصاحة [كذا]. ربما. اللغة أهل زمانها [كذا]. ولا أريد أن أكون حجة عن، أو ربما نسخة من، طبق الأصل عما [كذا] سبقني. لاتتخدوا لي من الدين أو الأدب الجاهلي حجة، ولا تقولوا لي بأن الله كان ( وما زال) عربيا [كذا]، وأن حراس الخميني في جنته من الأعاجم، لأن المتكلمين بحدود سبعة الآف لغة في العالم ليسوا من العرب أو الأعاجم [كذا]. أعذرونني [كذا] لأن أقول لكم بأنني جدكم، وحسبما يرويه التاريخ الذي أشك فيه، شئتم أم أبيتم. أقيموا الحجة، وفي الاختلاف قوة. دنحا كوركيس، آرامي الأصل والنسب والحسب، وعربي في السبب.

          كما قرأنا للمدعو سامي خمو ـ وهو يعرف بنفسه في الموقع ذاته ـ قوله إنه من سكان العراق الأصليين تمييزاً لنفسه ـ بصفته مسيحياً كلدانياً ـ عن سكان العراق غير الأصليين، وهم العرب والمسلمون الذي يعتبرهم دخلاء عليه! والأمثلة كثيرة، وما يهمني من سردها الآن هو الإشارة إلى ظاهرة الشعوبية الجديدة وبث الأفكار الشعوبية ودسها بخبث في المواقع التي لا يوجد فيها أصحاب اختصاص يفضحون الشعوبيين المحدثين ويفضحون معهم شعوبيتهم المبطنة وأهدافهم بل وحتى ارتباطاتهم المشبوهة.

          وأنا أتذكر أن بعض الأساتذة من كلدان العراق طرح في الموقع القديم للجمعية أفكاراً شعوبية سحبها بعدما واجهته بالحجة أن علاقة ليست موجودة بين أتباع الكنيسة الكلدانية من جهة، والآشوريين من جهة أخرى، وتحديته ـ وقتها ـ أن يذكر لي نصاً واحداً يُسمى السريان والكلدان فيه بالآشوريين قبل التمهيد لاحتلال الإنكليز للعراق، فانسحب من النقاش لأن ذلك النص ليس موجوداً، لأنه لا علاقة لأتباع الكنيسة الكلدانية أو السريانية في العراق، الذين يسمون لغتهم ـ بلغتهم ـ ܣܘܪܬ = سُورِثْ أي "السريانية"، بشيء اسمه سومر أو بابل أو آشور، إلا في المخططات الاستعمارية أواخر القرن التاسع عشر، وعقول الشعوبيين الانعزاليين الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا مطية للأجنبي في سعيه لتفتيت البلاد العربية تمهيداً للاستيلاء عليها.

          وأنا إذ أعبر عن حزني لأي ظلم كان ألحقه نظام دموي دكتاتوري بأية أقلية ـ دينية كانت أم إثنية ـ مقيمة بين ظهراني العرب، وأدين ذلك بأشد العبارات، فإني في الوقت ذلك أدين بأشد العبارات أيضاًَ هذه الشعوبية المبطنة في أقوال الشعوبيين الجدد، وأرى فيها سابقة خطيرة في التعبير عن الكراهية الكامنة في العقل الباطن لبعض المثقفين من أبناء الأقليات الدينية والإثنية في دنيا العرب، الذين فضلوا الانضمام إلى الأجنبي بالترويج لمخططاته (وربما بتنفيذها أيضاً) على المواطنة المبنية على احترام الذات والحقوق المتبادلة!

          ونظراً للخطورة الناتجة عن الجهل بأساليب الشعوبيين المحدثين في الدس والتدليس، فإني أدعو جميع الأعضاء للمشاركة في مناقشة هذا الموضوع وسرد تجاربهم وملاحظاتهم في هذا الأمر حتى نتعرف على تلك الأساليب وتبويبها وتعميمها على المنتديات العربية الرئيسية لتحذير الناس منهم ومن أباطيلهم التي يدسونها باسم الحوار العلمي وهم أقل الناس حياء من الهرب من الحوار العلمي كما وقع لي أكثر من مرة مع بعض هؤلاء.
          [/align]
          التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 23-07-2007, 21:29.
          عبدالرحمن السليمان
          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
          www.atinternational.org

          تعليق

          • عثمان علوشي
            أديب وكاتب
            • 04-06-2007
            • 1604

            #20
            الأستاذ عبد الرحمن، السلام عليكم:

            لقد أصبت في كل ما قلته عن "الشعوبيين الجدد" الذين لا يخافون في الله لومت لائم لأن أغراضهم-وليس غرضا واحدا- هو التفرقة وزعزعة الصفوف التي ما إن تستعيد توازنها حتى يخرج من الخلف من يريد تشتيتها.

            والحال ما نعيشه في المغرب تحت ما بات يحمل اسم "حركة الثقافة الامازيغية". وهي حركة عنصرية شعوبية تعتبر العرب مستعمرين، ويعتبرون العربية لغة غازية يجب دحرها والاستغناء عنها. وأنا متأكد أن أحدهم سيأتي ويهاجمني بقوله لي أنني لست إلا عربيا أو "عروبيا" أتى من الجزيرة العربية واستعمر "بلاد تمزيغت". والحال أنني امازيغي حتى النخاع، ولدت في قمم جبال الريف وأتحدث الريفية بطلاقة مع أفراد أسرتي وزملائي الريفيين بالرغم من أنني أعيش خارج الريف ما يزيد على ست عشرة سنة. ولكن السؤال هو: ما الذي يؤكد لي أن دمي أمازيغي قح؟ أنا لست عدوا للأمازيغية ولا للأمازيغ. أنا عدو لمن يُعتبر في نظري عميلا لمن له مصلحة في تخريب العقول وزعزعة الوحدة. وأستند في قولي هذا بآخر ما توصلت إليه "عبقرية صاحب هذه الحركة" وهو تأسيس جمعية أمازيغية إسرائيلية. وهي حسب زعمهم جمعية للصداقة بين اليهود الامازيغ الذين عاشوا في المغرب في قرى كان أهلها أمازيغ،(وحسب روايات أهلي لم تكن هناك أية صداقة بينهم وبين اليهود آنذاك، اللهم بعض الصراعات الطاحنة التي كان يذهب ضحيتها اليهود) بعد طردهم من شبه الجزيرة الأيبيرية بعد إنشاء ما كان يطلق عليه "محاكم التفتيش". وتساءلت بعض الصحف عن سبب هذا التطبيع مع اليهود فقال "أهل الرأي منهم" أن هناك حكومات عربية تمارس التطبيع مع اليهود في الخفاء. الله الله، ألا تستحيون من الله؟؟أ كلّ ما بقي لنا هو أن نمشي على خطى حكوماتنا بدل المشي على خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم؟؟؟

            هذه الحركة لم تكتفي بهذا بل تمادت في غيها وقالت أنه على العرب أن يجمعوا "قْشَاوْشْهُومْ"(أمتعتهم) ويعودوا أدراجهم إلى الجزيرة العربية. ويجب على المغاربة الامازيغ ألاّ يتحدثوا العربية العامية في حياتهم اليومية...

            والنتيجة التي كنت أتوقعها (لأنه طلب مني يوما الانضمام إلى صفوفهم) هي ما عاشته الجامعة المغربية من صراعات دامية بين أنصار هذه الحركة والطلبة القاعدين (الذين ألهمهم الله-بالبصر والبصيرة- الذكاء والفطنة فيما يخص الخطر المحدق الذي يهدد شمل المغاربة وبخطر الأفكار التي تروج لها هذه الحركة). والصراع الذي دام لأسابيع وخلف ضحايا في صفوف الطرفين راحوا فيها هباء منثورا.
            وكل ما يسعني قوله هو أننا امة إسلامية على اختلاف مشاربنا ومذاهبنا وأعراقنا، والفرق الحقيقي فيما بيننا هو التقوى، تقوى القلوب طبعا، مصداقا لقول الله في أواخر سورة الحجرات: §§ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ §§، الآية.
            عثمان علوشي
            مترجم مستقل​

            تعليق

            • عبدالرحمن السليمان
              مستشار أدبي
              • 23-05-2007
              • 5434

              #21
              [align=justify]أخي العزيز عثمان،

              وعليكم السلام ورحمة الله،

              للأسف الشديد هذه حالنا: في كل بلد هنالك من أبناء الجماعات أو الأقليات الإثنية أو الدينية ممن يرضى أن يكون مطية للأجنبي لقاء وعود كاذبة وقليل من الدولارات!

              وكنت في الحقيقة قصدت بكلمتي أعلاه الشعوبيين الجدد من غير العرب وغير المسلمين، من أمثال سامي خمو ودنحا كوركيس، ولكن لا بأس من الحق!

              إن الدعوة إلى القومية دعوة عصبية جاهلية، فضلا عن أنها قائمة على عقيدة علمانية إلحادية تحارب الدين. وأعتقد ـ ولا أريد أن أجرح أحدا بهذا القول ـ أن الفكر القومي المطلق لا يكون إلا عند من خرج الإسلام من قلوبهم خروجا مطلقا أيضا، لأن الفكرين لا يلتقيان. صحيح إن هنالك توأمة بين العروبة والإسلام لأسباب لا تخفى عن ذي بصيرة، لكن هذا تحصيل حاصل كما ذكرت من قبل، ونحن لسنا بحاجة إلى ميشيل عفلق وإلى صلاح الدين بيطار وغيرهما من الملاحدة الدهريين ليتفسلفوا علينا بذلك. إن الحركة الأمازيغية التي ترى أن العرب مستعمرون يجب إخراجهم من "تمزغة" (وهنالك من يقول: "ليبيا"!) وردهم إلى الجزيرة العربية، هي حركة تضم لفيفا من العلمانيين المتطرفين، وأنا أعرف الكثير منهم في هذه البلاد، وهم أقلية قليلة بين صفوف الأمازيغ، إلا أن عقيرتهم ترتفع يوما بعد يوم بسبب الدعم الخارجي والتحريض الصهيوني لهم. فليس عجيبا أن ينشئوا "جمعية أمازيغية إسرائيلية"، لأن الموضة اليوم تقتضي أن يتقرب كل من يريد النيل من العرب إلى إسرائيل، لأنها المدخل إلى أمريكا. وما نشاهده اليوم فيما يسمى بـ "كردستان العراق" خير دليل على ذلك: قامت أمريكا بتدمير جماعة "أنصار الإسلام" الكردية في شمال العراق لتمكين الخونة من القوميين العلمانيين الأكراد من السيطرة على المناطق التي يحكمونها، ثم دخلت إسرائيل على الخط بحيث تمت محاصرة سورية من الشمال حصارا أمنيا محكما، فضلا عن تخريب العراق والتجسس على إيران وتركيا!

              إن الفكر القومي فكر علماني ملحد، ونحن نعيش في وطن كبير هو بقية الدولة الإسلامية الكبرى، التي كان رباطها الإسلام وليس القومية الجاهلية. لقد كان الكردي والتركي والأمازيغي والعربي والفارسي وغيرهم من سكان الدولة إخوة متساويين في الحقوق والواجبات. وكان المسيحي واليهودي فيها محترمين بشهادة علماء المسيحيين وعلماء اليهود قبل علمائنا. فهاهم اليهود، وهم لم يكونوا في أية مرحلة أقرب إلى العرب والمسلمين من المسيحيين، يجعلون "القرن الذهبي" لآدابهم في العصر العباسي، وفي ذلك أكبر دليل على البحبوحة التي كان أهل الكتاب يشعرون بها في الدولة الإسلامية، حتى لما غلب الإفرنج على الأندلس، نزح اليهود إلى المغرب وإلى الدولة العثمانية، أي إلى ديار المسلمين. إنه الفكر القومي، الذي أتى مع الاستعمار، هو الذي جلب البلاء لوطننا، وهو المسؤول ـ إلى جانب التحريض الخارجي وغياب الحريات العامة ـ عن نشوء حركات قومية علمانية متطرفة مثل "حركة الثقافة الامازيغية"، تطالب بالمستحيل. ولا يمكن وضع حد لشطط هذه الحركة وغيرها من الحركات المماثلة إلا بتطبيع العمل الثقافي الأمازيغي في المغرب، وهو التطبيع الذي بدأ مع مجيء الملك محمد السادس إلى الحكم، والذي أتمنى له ـ التطبيع ـ النجاح الكامل. وحده التطبيع التام للغة والثقافة الأمازيغية في إطار الهوية الوطنية المغربية، هو الذي سيؤدي إلى اختفاء هذه الحركة من الوجود بطرق سلمية إن شاء الله.

              حياك الله أخي عثمان على طرحك الصافي.[/align]
              التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 04-08-2007, 16:30.
              عبدالرحمن السليمان
              الجمعية الدولية لمترجمي العربية
              www.atinternational.org

              تعليق

              • حسام عبد الغفور
                عضو الملتقى
                • 03-06-2007
                • 346

                #22
                أخي الفاضل الدكتور عبدالرحمن..
                كل الشكر لك على هذه المقالات التي شدتني لآخر حرف..
                حين أضحى مجتمعا فئويا ويعامل أفراده على هذا الأساس كانت بداية الضياع..وحين أضحر الروتين الخانق سدا منيعا في وجه الابداع والاختراع والنجاح كان بداية السقوط..
                أمتعتنا ببديع حرفك لا عدمناك..

                تعليق

                • عبدالرحمن السليمان
                  مستشار أدبي
                  • 23-05-2007
                  • 5434

                  #23
                  حياك الله أخي العزيز الدكتور حسام،
                  مرورك العطر يدخل البهجة إلى قلبي .. ويختصر مسافات ومسافات ..
                  ويعيدني إلى أحلى ما تختزن به الذاكرة من ذكريات ..
                  تكفيني إطلالتك البهية أيها المبدع البهي.
                  آنسك الله.
                  عبدالرحمن السليمان
                  الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                  www.atinternational.org

                  تعليق

                  • عصام مشعل
                    أديب وكاتب
                    • 16-05-2007
                    • 299

                    #24
                    [align=center]أخي العزيز الدكتور عبد الرحمن السليمان

                    رُحت أقرأ خواطرِك وتجاربك الجميلة وتعمقت فيها

                    ووجدتني في حيرة أيهم أختار لأعلِق عليها

                    والحق يُقال أن كل واحدة منهم تحتاج إلى تعمُق

                    في القراءة لِما فيها من حقائق وهموم أوردتها بكل سهولة

                    لذلك وجدت نفسي عاجزاً عن التعليق

                    وهي في تصوري ليست خواطر وإنما دراسة راقية

                    لواقع أمتنا العربيه في كل شيئ

                    بورِكت أخي العزيز دكتور عبد الرحمن

                    وزادك الله من فضله وعِلْمِه

                    مع خالص التحية والتقدير

                    أخوكم

                    عصام مشعل
                    [/align]
                    [align=center][/align]
                    [align=center][/align]
                    [align=center][/align]

                    تعليق

                    • عبدالرحمن السليمان
                      مستشار أدبي
                      • 23-05-2007
                      • 5434

                      #25
                      هلا وغلا، وغلا وهلا بأخي العزيز المكرم الأستاذ عصام مشعل،
                      وشكرا على مرورك الندي العطر، فلقد فاح عبيره وغمرني عن بعد!
                      حياك الله.
                      التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 02-07-2007, 12:18.
                      عبدالرحمن السليمان
                      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                      www.atinternational.org

                      تعليق

                      • عبدالرحمن السليمان
                        مستشار أدبي
                        • 23-05-2007
                        • 5434

                        #26
                        كلام في الحق

                        [align=justify][align=center]كلام في الحق [/align]
                        لا يعرف الحق بالرجال بل يعرف الرجال بالحق مقولة معروفة والحكمة فيها بادية والرسالة فيها لا تخفى عن الأفاضل. فنحن عندما نعترض على قول زور أطلقه شاهد زور بحق أناس لا يعرفهم ولا يعرفونه، فإننا ننطلق من الحق ومن الشرع ومن الأعراف بل وحتى من ناموس الطبيعة والفطرة السليمة التي لا تبيح لأحد أن يتحدث فيما يجهله، فضلا عن تقديم شهادة الزور فيه ورمي الناس بما ليس فيهم. ليست هذه أخلاق أهل الحق وأهل العدل ..

                        [align=center]***** [/align]
                        إن الحق واحد لا يتجزأ، ومحال أن تتحرى الحق مع أناس ولا تتحراه مع أناس آخرين .. إن الذي يزعم أنه تحرى الحق في أناس وبرّأ ذممهم مما قيل فيهم ظلما وعدونا، ثم يمشي في طريق الضلال وأهله، ويخادن النصابين والنصابات، والكذابين والكذابات، والهابطين والهابطات، والفاسقين والفاسقات، والفاجرين والفاجرات، والرامين المحصنات بالإفك والراميات، وذلك بعدما تبين له نصبهم وكذبهم وهبوطهم وفسقهم وفجورهم وإفكهم، هو ليس من أهل الحق والعدل، ولا يمكن له يكون من أهل الحق والعدل، حتى يهجر أهل الباطل والضلال، ويتبرّأ منهم أولا وأخيرا، لأن هذا وذلك لا يستقيمان معا ..

                        [align=center]***** [/align]
                        إن أعراض المسلمين واحدة، لا يجوز لمسلم يتقي ربه أن ينهش في بعضها ويذود عن بعضها الآخر. ما هكذا يكون سلوك المسلم، وما هكذا علمنا ديننا. جاء في الحديث الشريف مما أخرج البخاري قوله صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة". وجاء في سنن النسائي قوله صلى الله عليه وسلم: "المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم، ويرد عليهم أقصاهم، وهم يد على من سواهم ..". فلقد قال المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، صلى الله عليه وسلم، ذمتهم ولم يقل ذممهم، لأن ذمة المسلمين واحدة.

                        [align=center]***** [/align]
                        إنه الحق الذي يجب أن يكون معيار التعامل مع الناس، جميع الناس، وخصوصا في لحظات الخلاف الحرجة، إذ ليس أسلم من الالتزام بالحق، فهو أنجى من مليون "تكتيك"!!! فإذا كانت الاستعانة بشيطان على شيطان "تكتيكا" ناجحا في بعض الأحيان، فإنها لا تجوز في شرع الحق، وإذا كانت صولة الباطل ساعة، فإن صولة الحق إلى قيام الساعة!

                        [align=center]***** [/align]
                        اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، واجمعنا دائما مع أهل الحق على الحق، وأبعدنا من الباطل وأهله.
                        [/align]
                        التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 07-07-2007, 23:27.
                        عبدالرحمن السليمان
                        الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                        www.atinternational.org

                        تعليق

                        • عبدالرحمن السليمان
                          مستشار أدبي
                          • 23-05-2007
                          • 5434

                          #27
                          "بَعد الكَبْرَة، جُبّة حَمْرَة"!!!

                          [align=justify][align=center]"بَعد الكَبْرَة، جُبّة حَمْرَة"!!![/align]
                          جاري البلجيكي لِيُو، وجارتي الإيطالية الأصل مِرْيَم ـ ودارهما تحد داري من جهة الشرق ـ تزوجا أمس، في اليوم السابع من الشهر السابع من السنة السابعة من الألفية الثالثة .. ليو في الخمسين من عمره، ومريم في الأربعين من عمرها، ولهما بنت عمرها ثماني سنوات، وغلام عمره خمس سنوات، وهو صديق ابني فارس ..

                          يسكن ليو ومريم معاً منذ عشرين عاماً تقريباً، ولم يتزوجا قبل الأمس، لأن الزواج في بلجيكا وغيرها من دول الغرب أصبح اليوم "دقة قديمة"، وارتباطاً غير مرغوب فيه، يجلب صداعاً لأصحابه وقت المشاكل والطلاق، لذلك يهجره المؤهلون طبيعاً للزواج، ويصر عليه غير المؤهلين طبيعياً أو دينياً للزواج!

                          بكلام آخر، لا أحد يصر اليوم على الزواج ويحافظ على مؤسسته إلا أقلية قليلة جداً من الناس الطبيعيين المتدينين ـ يشكل المسلمون واليهود غالبيتهم ـ من جهة، واللوطيون والسحاقيات، بعدما شرّعت بلجيكا وكثير من دول الغرب تزويجهم رسمياً (لأسباب تتعلق بجبي الضرائب)، من جهة أخرى. أما المطالبون بحقهم في الزواج ـ وهم القساوسة والراهبات الكاثوليك الذين تحرّم الكنيسة الزواج عليهم للعهد الذين يقطعونه على أنفسهم وقت التزامهم بالرهبنة ـ فإن صوتهم يعلو يوماً بعد يوم، ومطالبتهم تشتد حدتها، والكنيسة لا تلبي طلبهم، وهو ما جعل الرهبنة الكاثوليكية في الغرب تكاد تصبح نادرة، فالكنيسة الكاثوليكية اليوم تعاني من نقص شديد في القساوسة والراهبات، وهو ما جعلها تستورد القساوسة والراهبات من جنوب أمريكا، وإفريقيا، والفلبين، فتؤهلهم لغوياً للوعظ في أبرشياتها المنتشرة في البلاد ..

                          المهم نعود إلى جاريَّ ليو ومريم! تزوجا أمس زواجاً مدنياً رسمياً في البلدية، واضطر المحافظ ـ وهو منتخب عن الحزب الديموقراطي المسيحي ـ إلى إحضار كرسيين إضافيين لابنهما وبنتهما أثناء الجزء الرسمي من عقد الزواج، وهو "يحوقل بالكاثوليكي"، لأن المراسيم تقتضي تخصيص كرسيين اثنين فقط لعروسين اثنين بلا أولاد ..، ولأنه ـ أي المحافظ ـ كان زوّج قبل جاريَّ العزيزيْن، لوطيَّيْن اثنيْن، أنهيا المراسيم بقبلة طويلة مثل قبلات فلم "أبي فوق الشجرة"، وسط غمز ولمز وسهسكة بلا صوت .. ومن الجدير بالذكر أن الليبراليين هم الذين شرّعوا تزويج المِثليين من لاطة وسحاقيات، وفرضوا ذلك فرضاً على الكاثوليك لأنهم ـ الليبراليون ـ كانوا يحكمون البلاد مع الاشتراكيين وبدون الكاثوليك، فشرّعوا ذلك وأخرجوا من خطبة الزواج الرسمية كل إشارة دينية، واستبدلوها بكلام الفلاسفة والشعراء وجبران خليل جبران كما سمعت بأم أذني، وسندانها، أمس! وبما أن ليو ومريم "غير مؤمنين"، فإنهما لم يتبعا زواجهما المدني بزواج كنسي، بل بحفلة "بدائلية" في الشارع، جبيا فيها من الأصحاب والجيران ثمن تذكرتين وإقامة شهر عسل في نيويورك ..

                          أضحكني منظر جاري أمس وهو يرتدي بدلة عرسان .. فمازحته وعلمته المثل السوري: "بَعد الكَبْرَة، جُبّة حَمْرَة"، فقال لي: "أمي امرأة كاثوليكية مؤمنة، وهي "تنق برأسي" منذ عرفت مريم، وتطالبني، منذ ولادة البنت والولد، بالزواج في الكنيسة. وبما أنها شاخت وأصبحت في أيامها الأخيرة، فإني بررتها بالكفاية بالزواج في البلدية"!

                          [/align]
                          التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 08-07-2007, 12:44.
                          عبدالرحمن السليمان
                          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                          www.atinternational.org

                          تعليق

                          • عثمان علوشي
                            أديب وكاتب
                            • 04-06-2007
                            • 1604

                            #28
                            بدأت مؤسسة الزواج تنهار في العالم بأسره بعد موجة الانفتاح والتحرر المزيفين اللذين لا يعدوان عن كونهما سياسة خبيثة لإشغال المجتمعات عن الهموم والمشاكل الحقيقية. ولن يستطيع أحد أن ينفي هذه الوضعية حتى في المجتمعات العربية لأنه، ببساطة، وبالرغم من بعض التحفظات، كثر الزواج وأنواعه، وكثرت الفتاوى حتى لم يعد في عالمنا العربي عالم "ورع تقي" ولم يدلوا بدلوه في هذا الصدد: فهذا يدعوا إلى زواج المتعة، والآخر إلى زواج "بوي فراند" وذاك يفتح المجال لزواج المثليين والسحاقيات (وبالمناسبة فقد أسس اللوطيون والسحاقيات جمعية في المغرب تحمل اسم "كيف كيف"، يعنى "نحن متساوون")
                            دون أدنى شك فالوضعية تحيّر العقول، خصوصا عقول الشباب الملتزم الذي تربى وترعرع في أحضان محافظة ويصبو إلى بناء حياته داخل نمط مجتمعي يجمع بين المحافظة والتحديث – نظرا لطبيعة التعليم الذي نهلوه- ويكون أسرة إسلامية بكل المقاييس، فكيف يمكن لهؤلاء أن يتعايشوا في مثل هذه البيئة المختلطة؟
                            والقبول الذي لقاه الزواج الذي ذكرته في مقالك أستاذ عبد الرحمن يرجع إلى كون الفئة التي تؤمن به هي فئة لا تريد المشاكل و"صداعْ الرًّاسْ" ويمكن لأي طرف من الأطراف أراد، مثلا، "تشْتيت الشمل" بسهولة تامة ومن دون خسائر تذكر، أن يقول للطرف الثاني أنت في طريق وأنا في طريق آخر..."وما درْنَا في الطاجِينْ مَا يْتحْرق"... على رأي المثل المغربي.
                            وما علينا إلا أن نتبع سنن الحبيب المصطفى والنبي الهادي محمد (ص)، ونكثر من دعاء "اللهم أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"... والزواج أنواع...منها الضار والنافع...عليك بإتباع المناسب...طبعا على خطى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.

                            وعلى فكرة، أضحكتنى أضحك الله سنك، كما أنني حضرت زفاف مدرس جار لي تزوج في اليوم السابع من الشهر السابع من السنة السابعة من الألفية الثانية...
                            عثمان علوشي
                            مترجم مستقل​

                            تعليق

                            • عبدالرحمن السليمان
                              مستشار أدبي
                              • 23-05-2007
                              • 5434

                              #29
                              [align=justify]شكرا على تعقيبك المهم أخي عثمان.

                              في الحقيقة إن كل مشاكل الزواج والطلاق واللواط والسحاق المنتشرة في الغرب منتشرة بين صفوف المسلمين فيه أيضا ولكن بنسبة أقل ما عدا الطلاق الذي تبلغ نسبته بين صفوف المسلمين في بلجيكا وهولندة حوالي 50 بالمائة (حوالي 55 بالمائة لدى السكان الأصليين) بسبب ثقافة الزواج التعيسة لدى نصف المسلمين في الغرب، يرحمهم الرحمن.

                              ويوجد "للأقلية الجنسية" بين صفوف المسلمين في هولندة وبلجيكا جمعية قوية اسمها "جمعية يوسف"، تمثل مصالحهم!

                              ومرة شاركت في ندوة في مدينة أنتورب بصحبة إمام ولوطي وسحاقية موضوعها: "الإسلام والمِثلية"، نظمت إثر ضجة أثارها (قبل ثلاث سنوات) تصريح لإمام مغربي في هولندة، جاء لتوه من الريف، كانوا سألوه في ندوة عامة عن رأيه الشخصي في المثلية، فأجاب بأنه ينبغي حرقهم بالنار لأنهم مرضى، وذلك في بلد ثلث سكانه تقريبا مثليون!!! تصور حجم الضجة الإعلامية التي أثارها تصريحه!!!

                              أما جمعية "كيف كيف" في المغرب فلا أدري فيما إذا كانت مرخصة ترخيصا قانونيا.

                              و"خلي الشختورة مستورة" يا أستاذ عثمان، فبعد عقد أو اثنين من الزمان، قد لا يبقى فرق بين مروان وسوزان، وبين جيهان وصفوان!!!

                              وتحية طيبة.[/align]
                              التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 10-07-2007, 13:11.
                              عبدالرحمن السليمان
                              الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                              www.atinternational.org

                              تعليق

                              • خليل حلاوجي
                                عضو الملتقى
                                • 04-06-2007
                                • 97

                                #30
                                هذه ليست مقالات ...


                                هذه قذائف الحق اطلقها الاستاذ السليمان ... في كبد واقعنا المؤلم ... لعل الباطل يزهق ... ونكف عن الشخير فننهض

                                \

                                يذكر روجيه غاردوي في احدى مقالاته ان دول الخليج اشترت في احد الاعوام عطورا ً بمبلغ 2 مليار دولار
                                الحقيقة لو انا اشترينا محاريث لارض تشتكي الكسل
                                اما كان أجدى ؟

                                \

                                والقرآن المجيد وهو يقرن حالة النهوض بنا فيقول

                                {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال53

                                { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }الرعد11

                                فالبداية وكما يتضح من هذه المقالات الثرية لابد وان تكون بتجديد وعينا لمهامنا ..

                                \

                                تقبل بالغ تقديري

                                تعليق

                                يعمل...
                                X