خواطر ومقالات سليمانية !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    مستشار أدبي
    • 23-05-2007
    • 5434

    #31
    [align=justify]يا أخي العزيز خليل،

    التحيات الطيبات العطرات والسلام عليكم،

    وشكرا على مرورك الطيب وتعليقك المفيد وتقريظك الطريف.

    إن شراء عطور بمبلغ صغير قدره مليونا دولار "حرية شخصية"!!! ثم لم تذهب بفكرك بعيدا؟ منذ عامين نظم مؤتمر في بروكسيل بعنوان "أيام الخليج في بروكسيل"، استمر أياما، كلف المنظمين حوالي مليون يورو، ناقص حوالي عشرة آلف يورو فاتورة شركتي التي زودت المؤتمرين بالمترجمين الفوريين .. وغني عن الذكر أن الترجمة كانت النشاط الوحيد المفيد في ذلك المؤتمر!

    أما المبالغ التي صرفت على "المؤلفة قلوبهم"، فهذه لا أتحدث فيها لأني لم أكن شاهدا عليها، لكني لاحظتها!

    المؤتمرات الاستهلاكية و"المؤلفة قلوبهم" أيضا "حرية شخصية"!

    في النظام السياسي العربي ينعدم الفرق بين المال العام والمال الخاص، والحديث فيه "تدخل في الحريات الشخصية"!

    حياك الله.
    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 13-07-2007, 19:24.
    عبدالرحمن السليمان
    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    www.atinternational.org

    تعليق

    • عبدالرحمن السليمان
      مستشار أدبي
      • 23-05-2007
      • 5434

      #32
      في فرقة القرائين اليهود، ونحلة القرآنيين العرب

      [align=center]في فرقة القرائين اليهود، ونحلة القرآنيين العرب[/align]
      [align=justify]1. فرقة القرائين اليهود:

      كانت التوراة أصبحت في القرن الثاني الهجري نسياً منسياً لدى جمهور اليهود بسبب طغيان التلمود البابلي عليها. وأدى هذا الوضع إلى نشوء فرقة لدى اليهود أطلق عليها فيما بعد اسم "القرائين" (קָרָאִים: قَرائِيم) نسبة إلى كثرة "قراءة المقرأ" (מקרא: مِقرَأ) وهو كتاب "العهد القديم"، المصدر الأول والأهم لليهودية [1]. أسسس هذه الفرقة في بغداد عنان بن داود الذي ظهر زعيماً للفرقة أيام أبي حعفر المنصور المتوفي سنة 158 هجرية (775 ميلادية)، لذلك تعرف فرقته في المصادر الإسلامية باسم "العَنانِية"[2]. وتركز نقد عنان لأحبار اليهودية في مسائل كثيرة أهمها على الإطلاق رفضه القاطع لكتاب "المشناة" (سنة اليهود المتواترة وتشكل متن التلمود) وكتاب التلمود، واعتباره إياهما بدعة ابتدعها الحاخامات ونسبوها إلى موسى عليه السلام وهو منها براء حسب تعبيره، وكذلك في مطالبته بالعودة غير المشروطة إلى كتاب العهد القديم مصدر الديانة اليهودية الوحيد حسب قوله، ورفض التشبيه في التوراة وتأويله على المجاز، ومأسسة صلاة اليهود على غرار صلاة المسلمين (يصلي القراؤون مثلما يصلي المسلمون). [3]

      أدت حركة القرائين اليهود التي أسسها عنان [4] إلى الاهتمام بأسفار العهد القديم، فقام أحبار "المسوريين"، وهم من القرائين، باستعارة نظامَي الإعجام والتشكيل عن العرب وإدخالهما في عبرية العهد القديم، معتمدين في ضبط نطقه على الآرامية اليهودية، وهي الآرامية التي دون كثير من الأدب اليهودي بها، والتي كان اليهود يتكلمون بها قبل استعرابهم بداية العصر العباسي. وكان أهم علمائهم في هذا المجال هارون بن موسى بن آشر الطبري (مات سنة 960)، وإليه يدين اليهود ـ قرائين وحاخاميين تلموديين ـ بإعجام أسفار العهد القديم وتشكيلها بالحركات، وذلك بعد روايته لأكثر من ألف وثلاثمائة سنة بلغة غير محكية وبدون إعجام ولا تشكيل! [5]

      انتشرت الفرقة القرائية انتشاراً واسعاً بين جمهور اليهود وكادت تطغى على التلموديين حتى قام الحبر المتكلم سعاديا بن يوسف الفيومي وبدأ بمجادلة القرائين معتمداً في ذلك على مناهجهم العقلية التي أخذوها عن متكلمي المسلمين وخصوصاً المعتزلة. فترجم سعاديا العهد القديم إلى العربية ترجمة فسر فيها التشبيه الوارد في التوراة تفسيراً مجازياً، وعالج تلك المشاكل العويصة في النص التوراتي معالجة عقلانية بعض الشيء، وفسر غريب التوراة من العربية والآرامية، فكانت دراساته حلاً وسطاً بين جمهور اليهود الذين يقدسون التلمود ويثبتون التشبيه بأقذع صوره، وبين القرائين الذين لا يأخذون إلا بكتب العهد القديم وينفون التشبيه مثل نفي المعتزلة المسلمين ولا فرق [6]. ثم أتى بعده أهم حبر في تاريخ اليهودية على الإطلاق، وهو موسى بن ميمون طبيب السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمة الله عليه [7]، فهذب الديانة اليهودية في كتابه الكبير משנה תורה: مِشْنِه توراة أي "التوراة الثانية"، وضبط فيه أصول الإيمان والعبادات في الديانة اليهودية بحيث صارت اليهودية ـ كما نعرفها اليوم ـ من وضعه تقريباً!

      ويعتقد أن القرائين اليهود تأثروا بمنهج الشيعة في رفض بعض السنة النبوية، فرفضوا كل سنن اليهود، إلا أنهم اضطروا ـ مثلما اضطر الشيعة ـ إلى وضع سنة خاصة بهم، وهذا عائد لطبيعة الدينين الإسلامي واليهودي، لأنهما ـ على النقيض من المسيحية البولصية [8] ـ دينان تشريعيان. والديانة التشريعية تقتضي وجود سنن وشروح لا يقوم الدين إلا بها. فالتوراة ـ على سبيل المثال ـ تحرم العمل على اليهود يوم السبت، ولكنها لا تشرح ماهية العمل، وهي الماهية التي تشرحها "المشناة"، وهي سنة اليهود!

      2. نحلة القرآنيين العرب:

      استوحى القرآنيون منهجهم من القرائين اليهود لأن المنطلق واحد والمنهج واحد ولا يكاد يوجد فرق بين النحلتين إلا في المرجعية الدينية، وهي أسفار العهد القديم للقرائين اليهود والقرآن الكريم للقرآنيين، وهم بالتالي نسخة "إسلامية" طبق الأصل عن القرائين اليهود، شاؤوا أم أبوا لأن التاريخ لا يكذب! ولا شك في أن فرقة القرآنيين نشأت في ظروف مشبوهة للغاية وتهدف إلى ضرب الإسلام السني من الداخل، لأن القرآنيين يتظاهرون بقبول القرآن الكريم وينطقون بالشهادتين، وفي ذلك تعمية على الجهلاء، لأن النطق بالشهادتين وحده لا يجعل من شخص ما مسلماً إذا لم يلتزم ذلك الشخص بالنتائج المترتبة عن النطق بالشهادتين، ذلك لأن النطق بالشهادتين وحده لا يجعل الناطق مسلما إذا لم يلتزم الناطق بما تقتضيه الشهادتان من قبول للقرآن والسنة قبولا كليا، وإذا لم يخالف معلوما من الدين بالضرورة (مثلا: سنة مؤكدة)، لأن من يخالف معلوما من الدين بالضرورة (مثل عدد ركعات صلاة الظهر على سبيل المثال، وهو ما لم يرد في القرآن الكريم) كافر بإجماع علماء أهل السنة والجماعة، سواء أنطق بالشهادتين أم لم ينطق بهما. وهذا ليس تناقضا، لأن الدين يؤخذ كله، أو يترك كله، ولا يجوز أخذ بعضه ورد بعضه الآخر! وهذا ليس في الإسلام فقط، بل في اليهودية والمسيحية وغيرهما من الأديان. وقد كفر موسى بن ميمون القرائين اليهود لإنكارهم سنة اليهود، ومثله كثير. ولقد أفتى علماء أهل السنة والجماعة الثقات بتكفير القرآنيين، فلا فائدة من التكرار.

      وأخيرا أشير إلى أن القرآنيين والملاحدة قد يسمون أهل السنة والجماعة "بالمحمديين"، وهي تسمية يطلقها على المسلمين من يصرون على نسبة الإسلام إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مثلما ينسبون "المسيحية" إلى "المسيح" أو "النصرانية" إلى "يسوع الناصري" (نسبة مدينة الناصرة)، ومثلما ينسبون "اليهودية" إلى "يهودا" ـ أحد أسباط بني إسرائيل ـ ومثلما ينسبون "البوذية" إلى "بوذا" وهلم جراً. إن تسمية "المحمديين" تسمية ذات شحنة دلالية سلبية جداً يتمترس وراءها أعداء كثيرون للإسلام عموماً والسنة النبوية الشريفة خصوصاً، فليتنبه إلى ذلك.

      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      حواش:

      [1] كان اليهود المستعربون يستعملون كلمة "قرآن" ـ بصفتها مصدرا للفعل "قرأ" ـ للدلالة على كتب العهد القديم. ثم ـ بعد ترجمة الكتب العربية إلى العبرية، ترجم المصدر العربي "قرآن" إلى العبري "مِقرأ" (מקרא = مِقرَأ = "ما يُقرأ" وهو اسم الآلة من الفعل "قرأ" الذي يرد في العبرية أيضاً مع فارق بسيط هو أنه يعني فيها "القراءة بصوت مرتفع/التلاوة"). ولقد بلغ تأثير الحضارة الإسلامية في اليهود مبلغا استعاروا معه الألفاظ الإسلامية القحة للدلالة على مسميات بعينها من الشريعة اليهودية مثل القرآن "للعهد القديم" والفقه "للتلمود" والسنة "للمشناة" الخ.
      [2] راجع كتاب الملل والنحل للشهرساتني وكتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم . وانظر أيضا كتاب الأنوار والمراقب لأبي يعقوب إسحاق القرقساني. المجلد 1، الصفحة 13. نيويورك، 1939. والقرقساني واحد من أهم متكلمي الفرقة القرائية.
      [3] كل المعلومات الواردة في هذه المقالة بشأن فرقة القرائين اليهود مأخوذة من الكتابين التاليين: أبو يعقوب إسحاق القرقساني، الأنوار والمراقب. نيويورك، 1939 وإبراهيم بن دواد، ספר הקבלה (سِيفِر ها قَبلاه)، لندن، 1969. والكاتبان من أهم متكلمي الفرقة القرائية.
      [4] تآمر اليهود على عنان وشكوه إلى الخليفة الذي أودعه السجن بتهمة الهرطقة. ويقول القرقساني (الأنوار والمراقب، المجلد 1، الصفحة 13) إنه التقى في السجن بالإمام أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه، الذي أشار عليه بلقاء الخليفة أبي جعفر المنصور وشرح معتقده له، وهو ما تم بالفعل حسب رواية القرقساني فعفا المنصور عنه وأطلق سراحه. وتعرف فرقته في المصادر الإسلامية باسم "العنانية".
      [5] يقول سيبويه النحاة اليهود وخليلهم مروان بن جناح القرطبي (القرن الرابع الهجري) مدافعاً عن اشتغاله بعلم اللغة ضد أصحاب التلمود: "ورأيت القوم الذين نحن في ظهرانيهم [= العرب] يجتهدون في البلوغ إلى غاية علم لسانهم على حسب ما ذكرناه مما يوجبه النظر ويقضي به الحق. وأما أهل لساننا في زماننا هذا فقد نبذوا هذا العلم وراء أظهرهم وجعلوا هذا الفن دبر آذانهم واستخفوا به وحسبوه فضلاً لا يُحتاج إليه وشيئاً لا يُعرج عليه فتعروا من محاسنه وتعطلوا من فضائله وخلوا من زينه وحليه حتى جعل كل واحد منهم ينطق كيف يشاء ويتكلم بما أراد لا يتحرجون في ذلك ولا يشاحّون فيه كأنه ليس للغة قانون يُرجع إليه ولا حد يُوقف عنده قد رضوا من اللسان بما يَسُر أمره عندهم وقنعوا منه بما سَهُل مأخذه عليهم وقَرُب التماسه منهم لا يدققون أصله ولا ينقحون فرعه، فلهم في اللغة مناكير يُغرب عنها وأقاويل يُزهد فيها. وأكثر من استخف منهم بهذا العلم وازدرى هذا الفن فمن مال منهم إلى شيء من الفقه [= التلموديون] تيهاً منهم بيسير ما يحسنونه منه وعجباً بنزر ما يفهمونه من ذلك حتى لقد بلغني عن بعض مشاهيرهم أنه يقول عن علم اللغة إنه شيء لا معنى له وإن الاشتغال به غير مجدٍٍٍٍ ولا مفيد وإن صاحبه مُعنّى وطالبه متعب بغير ثمرة ينالها منه. وإنما استسهلوا ذلك لقراءتهم ما يقرؤون من الفقه ملحوناً ودراستهم ما يدرسون منه مُصحّفاً وهم لا يشعرون وذلك لعدمهم الرواية وفقدهم الإسناد. وقد بعث ذلك أكثرهم على الاستخفاف بتقيد القرآن [= أسفار العهد القديم] وتمييز الـ קמץ من الـ פתח والـ מלעל من الـ מלרע. وأما علم التصريف والتكلم فيه فهو مما يتشاءمون به ويكادون يجعلونه من جملة الزندقة"! المصدر: كتاب اللمع لابن جناح، صفحة 2-3. الكتاب مطبوع بالعنوان التالي: Le Livre des Parterres Fleuris d’Aboul’l-Walid Merwan Ibn Djanah de Cordoue. Publiée par: Joseph Derenbourg. Paris, 1886. وليس بمستبعد عندي أن يكون ابن جناح قرائيا، فلقد هاجم التلموديين بحدة وفي مواطن كثيرة من كتاب اللمع وكتاب الأصول وسائر كتبه وخصوصا في "كتاب المستلحق" وفي "رسالة التشوير" التي هاجم فيها الحبر الحاخامي المعروف اسماعيل بن الغريلة (الذي استوزره حبوس أحد ملوك الطوائف، والذي كتب فيه ابن حزم رسالة يرد فيها على نقد للقرآن الكريم ينسب إليه، حققها الدكتور إحسان عباس) هجوما منكرا واصفا إياه "بالنعل والعقرب"!
      [6] انظر التعريف بكتاب "بستان العقول" لنتانئيل بن الفيومي على الرابط التالي:

      [7] لذلك يقول اليهود في موسى بن ميمون: "من موسى [النبي] إلى موسى [بن ميمون] ليس مثل موسى [بن ميمون]"!
      [8] يرى الكثير من الباحثين ـ بعد اكتشاف مخطوطات البحر الميت واستشفاف الخطوط الرئيسية للمسيحية كما بشر بها عيسى بن مريم عليه السلام ـ أن المسيحية الحالية من وضع القديس بولص، من ثمة مفهوم Paulinism أي "الديانة البولصية". انظر كتاب " The Dead Sea Scrolls Uncovered " لـ: Robert Eisenman و Michael Wise (يمكن شراؤه عبر الرابط التالي: http://www.amazon.com).
      [/align]
      التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 14-07-2007, 21:56.
      عبدالرحمن السليمان
      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
      www.atinternational.org

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        مستشار أدبي
        • 23-05-2007
        • 5434

        #33
        [align=justify]تعقيب لقراء المقالة الأخيرة (رقم 33):

        كنت أجريت على المقالة ـ بعد نقلها إلى هنا ـ تعديلين اثنين هما:

        1. إضافة كلمة "بعض" المظللة بالأحمر إلى العبارة التالية لأنها تساعد على فهم المقصد فهما أدق وتعيننا في تجنب الفهم الخاطئ:

        "ويعتقد أن القرائين اليهود تأثروا بمنهج الشيعة في رفض بعض السنة النبوية، فرفضوا كل سنن اليهود، إلا أنهم اضطروا ـ مثلما اضطر الشيعة ـ إلى وضع سنة خاصة بهم ..".

        2. حذف الكلمات المظللة بالأحمر من العبارة التالية لحدتها مع تأكيدي على وحدة المعنى واستقامته بها وبدونها:

        "وأخيرا أشير إلى أن القرآنيين والملاحدة من علمانيي العرب وزنادقتهم قد يسمون أهل السنة والجماعة "بالمحمديين" ...".

        وسأعود لأشرح مفهوم "المحمديين" فور توفر الوقت لذلك إن شاء الله.

        وتحية طيبة. [/align]
        التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 15-07-2007, 15:02.
        عبدالرحمن السليمان
        الجمعية الدولية لمترجمي العربية
        www.atinternational.org

        تعليق

        • عبدالرحمن السليمان
          مستشار أدبي
          • 23-05-2007
          • 5434

          #34
          في العلاقة العربية التركية الإيرانية

          [align=justify][align=center]في العلاقة العربية التركية الإيرانية[/align]
          كنت قرأت قبل فترة مقالاً لكاتبه الأستاذ ناظم مهنا بخصوص العلاقة العربية التركية. وأشار الكاتب إلى مؤتمر عربي تركي انعقد في دمشق، نوقشت فيه نظرة الطرفين إلى بعضهما بعضاً، وأعلن فيه عن النية للنظر بجد وموضوعية في العلاقة بين الأمتين العربية والتركية.

          هذا خبر سار جداً لأسباب عديدة أهمها أن النظرة إلى العلاقة العربية التركية لا تزال محكومة بالأحكام المسبقة التي خلقت هوة كبيرة بين الطرفين، ساعد في خلقها وتعميقها القوميون من الأمتين والاستعمار. فمنذ قام الشريف حسين بالثورة على الأتراك مستزلماً عليهم بالإنكليز وضربهم من الخلف ـ ليُضرب هو الآخر من الخلف فيما بعد ويورط العرب في مصائب لا نزال نعاني من ويلاتها حتى اليوم ـ والقوميون العرب يعزون فشلهم وإحباطهم بل وحتى خيانة أكثرهم إلى الأتراك العثمانيين! أصبح العثمانيون مسؤولين عن كل مصيبة تقع على أرض العرب. ولو لم تقم تلك الحركة العربية المشؤومة، ولم يخن الشريف حسين الأتراك ويحاربهم بدعم من الإنكليز، لما كانت معاهدة سايكس بيكو، ولا بِيعت فلسطين، ولكان للتاريخ مجرى آخر، ولكن التاريخ اتخذ مجرى آخر لا نحبه. فبينما يصر القوميون العرب على تحميل الأتراك المسؤولية الكاملة في كل النكبات التي حلت بالعرب، معتمدين في ذلك على وثائق أحنبية كما ذكر المقال، ملَّ القوميون الأتراك من العرب وأسقطوهم من حساباتهم الاستراتيجية وتحالفوا مع إسرائيل ضدهم. وبهذا يرتكب الطرفان خطأً فادحاً في حق تاريخهما الوطني، وهو تاريخ مشترك بين الأمتين يربطه رباط العقيدة والدم (التزاوج).

          إن محاولة التقارب وإعادة النظر في تلك الأحكام المسبقة التي تحكم النظرة المتبادلة وتحقيق تقارب استراتيجي بين إخوة العقيدة والتاريخ والمصير أمور جد مهمة في زمن التكتلات الاستراتيجية والعقائدية. وأول ما ينبغي فعله لإنجاح تلك المحاولة هو سحب تلك الأدبيات المغرضة المنتشرة انتشاراً مريباً في أسواق الطرفين، ومنع بث تلك المسلسلات السورية المغرضة التي تظهر الأتراك بمظهر الوحوش وتختزل تاريخ الدولة العثمانية، بصفتها آخر الإمبراطوريات الإسلامية المجيدة، بجمال باشا السفاح والسفربرلك! إن من شأن التقارب الاستراتيجي بين العرب والأتراك من جهة، وبين العرب والإيرانيين من جهة أخرى، أن يخلق أرضية مشتركة يتفق عليها العرب والأتراك والإيرانيون، وتكون بمثابة المنطلق لتحصين هذه الأمة المنكوبة بوجه الطامعين، وما أكثرهم! ولتحقيق ذلك، لا بد من المصارحة والمصالحة، ولا بد من التحرر من كل عُقد الماضي، ولا بد من الاعتراف بالخطأ كي لا نقع فيه مرة أخرى.

          فلتتصارح الأمتان، ولتتصالحا. ولتتوج المصالحة باعتذار تاريخي يقدمه العرب إلى الأتراك، والأتراك إلى العرب، وذلك دون الالتفات إلى عُقد الماضي، ففي ذلك خير الأمة. وليُشْرَكَ الإيرانيون في هذه المصالحة، فتتوحد الطاقات، وتتكاتف الأيدي، فتُسَدَّ بذلك المنافذ بوجه الأجنبي الذي لا يزال ينجح كل يوم في دق أسافينه بين العرب والأتراك والإيرانيين، بالتواطؤ مع بعض العرب وبعض الأتراك وبعض الإيرانيين! [/align]
          عبدالرحمن السليمان
          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
          www.atinternational.org

          تعليق

          • عبدالرحمن السليمان
            مستشار أدبي
            • 23-05-2007
            • 5434

            #35
            [align=justify][align=center]في الرقمنة والتوطين[/align]
            جيل الحواسيب الحالي مؤسس على الأبجدية اللاتينية، وجميع مطوري البرامج الحاسوبية يستعملون اللغة الإنكليزية في تطوير برامجهم، بحيث تراكمت كمية هائلة من البرامج في اللغة الإنكليزية، يمكن لأي عارف بتلك اللغة أن يفيد منها.

            لنأخذ، على سبيل المثال، مصرفا نسميه "المصرف المصري"، يريد أن يقدم لزبائنه خدمة الصيرفة عبر الحاسوب، كما تفعل المصارف الغربية. الخيارات المطروح أمامه هي:

            1. إما تطوير برنامج مخصوص به وبخدماته المصرفية التي يقدمها؛
            2. أو استعارة البرنامج الذي يستعمله مصرف آخر، لنسمه "المصرف الفرنسي"، وتوطينه في العربية.

            في الحالة الأولى: سوف يقوم المبرمج المحلي بتطوير البرنامج باللغة الإنكليزية، ثم تعريب واجهته. إن جميع الأوامر الحاسوبية خلف الواجهة، هي باللغة الإنكليزية. والذي لا يعرف الإنكليزية، لا يمكن له أن يبرمج. وهذا يعني حصر علم البرمجة بعارفي الإنكليزية، والحيلولة دون نشر هذا العلم والإفادة منه إفادة كاملة.

            في الحالة الثانية: "توطين" برنامج "المصرف الفرنسي" في اللغة العربية. و"التوطين" يعني ترجمة البرنامج إلى العربية بأجزائه الثلاثة: 1. الواجهة 2. ملفات المساعدة الموجودة داخل البرنامج 3. دليل الاستعمال الورقي (على شكل كتاب).

            وفي الحالتين: لا يمكن أن نبرمج مباشرة في العربية لأن أنظمة البرمجة الحاسوبية لا تدعم اللغة العربية ولا الأبجدية العربية. ولا نزال حتى اليوم مضطرين إلى توطين برنامج التشغيل "وندوز" وكذلك برنامج "أوفيس"، أي إلى ترجمتهما إلى العربية ترجمة، وهما برنامجان أساسيان جدا.

            إذن المقصود بـ "رقمنة اللغة العربية" هو إدخالها (أبجدية ولغة) في جيل الحواسيب الجديد، وفي أنظمتها التشغيلية، وجعلها ـ أي العربية ـ جزءا منهما. والنتيجة في هذه الحالة هي إفادة مستعمل العربية تلقائيا من الكم الهائل من البرامج المتراكم في الإنكليزية منذ إدخال الحاسوب في الاستعمال، وتسهيل تطوير برامج جديدة تفي بأغراض المستهلكين العرب، والإفادة بشكل مباشر من أي تطور يكون في العالم الحاسوبي بدون كلفة إضافية.

            كيف "نرقمن" العربية؟ بداية أقول إن شركة "صخر" الكويتية قطعت شوطا لا بأس به في هذا المجال، وهذا أمر محمود يحسب للشركة وللقائمين عليها والداعمين لها. لكن عمل شركة صخر هو "توطين" البرامج في العربية (Localization)، وليس "رقمنة" (digitalization) أي إدخال العربية في البرامج القائمة. وهذا الأخير بحاجة إلى مال مقدور عليه (لنقل ميزانيات خمسة وعشرين مهرجانا غنائيا عربيا خليعا!) و"شوية" اهتمام رسمي باللغة العربية!
            [/align]
            التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 16-07-2007, 21:59.
            عبدالرحمن السليمان
            الجمعية الدولية لمترجمي العربية
            www.atinternational.org

            تعليق

            • عبدالرحمن السليمان
              مستشار أدبي
              • 23-05-2007
              • 5434

              #36
              خيبة أمل شديدة!

              [align=justify][align=center]خيبة أمل شديدة![/align]
              لم أكن في حياتي طائفيا، وأكره الطائفيين وأصحاب الفكر الطائفي كرها شديدا لأن الطائفية والفكر الطائفي من أعظم أسباب بلوانا، فهي ــ الطائفية ــ من عيوبنا المزمنة التي منها ينفذ الأجنبي إلينا ليؤلبنا على بعضنا. وأتجنب ـ قدر المستطاع ـ الخوض في مسألة الطائفية والطوائف لأني لا أحكم على أحد بناء على معتقده ــ فللناس رب كفيل بهم وبما يعتقدون ــ ولأن من بين معارفي وأصدقائي أشخاصا ينتمون إلى كل الطوائف والمذاهب المعروفة في دنيا العرب (ما عدا أتباع طائفة الصابئة المندعية المعروفة في العراق باسم "الطائفة اليزيدية").

              ولكني شهدت أمس حالة جعلت أملي يخيب في صديق لي من أبناء إحدى الطوائف الإسلامية، أعرفه منذ عقد ونصف من الزمن، ما كنت أشك قط في أنه أكثر وعيا من التقوقع داخل الفكر الطائفي المقيت، سمعته يقول عن أبناء طائفة أخرى ــ في زلة لسان كبيرة ــ إنهم مجرد "كلاب"، وأن فلانا من الناس "كبر في عينه لأنه يحتقرهم"!

              غضبت غضبا شديدا، ولم تهدئني محاولته في إصلاح الزلة، وبهدلته بهدلة شديدة، ثم غادرت المجلس وأنا أشعر بخيبة أمل شديدة من تصرفه، فلقد كنت أعتبره صديقا وأخا، ولقد سافرنا معا، وأقمنا معا، وضحكنا معا، وحزنا معا، وأكلنا معا، وشربنا معا، عقدا ونصف من الزمن، ثم أكتشف في لحظة أن العلم والثقافة والغربة والتعرف على الناس والثقافات والصداقة والأخوة، كل ذلك لم يساعده على التحرر من عقده التاريخية، وطائفيته المقيتة.

              فهل أصبحت الطائفية جزءا من أصالتنا لا يمكن لنا أن نكون إلا بها؟!

              ألا يكفينا أن أكثر أنظمتنا السياسية التي ابتلينا بها أنظمة طائفية الفكر والتوجه والتطبيق، فمزقت بانتهاجها النهج الطائفي النسيج الوطني لشعوبنا تمزيقا، وخلقت بين طوائفنا عداوات مجانية، نحن في أمس الحاجة إلى تجنبها؟!

              وأين يكون الأمل إذا كان الشخص المثقف ثقافة ممتازة غير قادر على التحرر من العقد التاريخية المعششة في عقله وضميره، ومن رواسبها القذرة المترسخة في جوفه، فيستفرغها ـ في زلة لسان منكرة ـ حقدا وكراهية؟!

              ثم من يؤاخذني إذا تخليت عن حيادي الطائفي بعد اليوم، وقد يستحيل الحوار العقلاني فيها؟!
              [/align]
              التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 17-07-2007, 22:27.
              عبدالرحمن السليمان
              الجمعية الدولية لمترجمي العربية
              www.atinternational.org

              تعليق

              • د. محمود بن سعود الحليبي
                عضو الملتقى
                • 02-06-2007
                • 471

                #37
                [align=center] أخي الدكتور عبد الرحمن أهلا بك

                لقد أجدت ؛ حيث عبرت عن موقف كثيرا ما يمر بنا فتأخذنا الفجيعة في هذا الإنسان الذي نعايشه
                بحيادية بل وثقة وطيب نفس ونصح وسرعان ما ينقلب عليك فجأة مستغلا حدثا من الأحداث لينكشف مستوره .

                أخي الحبيب أنت تعلم أن ( كل إناء بما فيه ينضح ) ويبدو أن القضية كل القضية أن بعضهم يحاول قدر الإمكان أن يحكم غطاء إنائه ليخفي عنك ما يسوء البعيد وينوؤه لغرض في نفسه ؛ لكن ما يعتمل في صدره ولو رأيته رمادا سرعان ما يستحيل نارا بل انفجارا يطير ذلك الغطاء ! ؛ وحينها تعرف من كنت تظن أنك تعرفه !! .

                داء هذه الأمة مزمن وعضال يا دكتور أسأل الله لها الشفاء ! [/align]
                [size=4][align=center][color=#FF0000]هنا حيث تنسكب روحي على الورق :[/color]

                [url]http://www.alqaseda.com/vb/index.php[/url]

                [url]http://dr-mahmood.maktoobblog.com/[/url] [/align][/size]

                تعليق

                • عبدالرحمن السليمان
                  مستشار أدبي
                  • 23-05-2007
                  • 5434

                  #38
                  [align=justify]اللهم آمين أخي الحبيب الدكتور محمود.

                  والمفجع في الأمر أن الممارسات الطائفية باتت تستفحل وتسبب للجميع قلقا قد يصعب التعامل معه بالحسنى .. وأنا لا أزال أتذكر النكد والهم والغم فجر الأضحى الماضي، فلقد نهضت في ذلك اليوم مبكراً من النوم، ثم ذهبت ـ برفقة أبنائي ـ إلى المسجد لتأدية صلاة العيد. لم أطلع على الأخبار لأني أحرص على عدم فعل ذلك أيام الأعياد الفضيلة تجنباً للهم والغم ـ من كثرة مزاحمتهما لقلبي أيام الأعياد. وكنت سعيداً فجرَ ذلك العيد، على غير عادة مني في العيد، لأن ابني الصغير قرأ عليَّ الفاتحة وسورة الناس بدون خطأ، فألبسته أمه جلباباً أبيض وطاقية بيضاء ـ كانت جدته جلبتهما له من الحج العام الأسبق ـ وحملتُه معي إلى المسجد، وذهبتُ به وهو يعاود القراءة عليَّ بصوت عذب ندي بلغ مني مبلغاً طربت معه حتى الوجد ...

                  وفي المسجد، أحسستُ أن في صوت الخطيب شيئاً ما. كان صوته حزيناً، وكانت خطبته غاضبة. وكان من دعائه آخر الخطبة: "اللهم عليك بيهود العرب قبل يهود بني إسرائيل" ... ففهمت أن بلاء شديداً كان في العيد، سبّبه "يهود العرب"، فأفسدوا على المسلمين يومهم الأكبر ..

                  وتحية طيبة عطرة.
                  [/align]
                  عبدالرحمن السليمان
                  الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                  www.atinternational.org

                  تعليق

                  • أسامة أمين ربيع
                    عضو الملتقى
                    • 04-07-2007
                    • 213

                    #39
                    [align=right]الأستاذ عبد الرحمن،

                    لم أفهم مقصدك بعملية رقمنة البرامجيات، هل تقصد أن تصبح الأوامر المعلوماتية باللغة العربية مثلا ؟

                    إذا كان كذلك فليس الأمر مسألة إرادة أو تمويل، لأن البرمجة الحديثة قد تجاوزت هذه الفكرة بسبب العلمنة، وأصبحت اللغات تعتمد على لغة موحدة يمكن تعريفها بشكل شخصي من جهة (مثل لغة XML) بحيث تصبح الأوامر كيفية بأية لغة شئنا فرنسية أو عربية أو عبرية أو صينية، المهم أن تكون البرمجة صحيحة، أو من جهة ثانية هي برمجة تستند إلى تقسيم البرنامج إلى قلب له برمجة بلغة واحدة عالمياً وواجهة (ِCGU) يمكن وضع أية لغة فيها فقط بتغيير الجمل في مواضعها من لغة إلى أخرى.

                    بالمناسبة، لاأعد أن شركة صخر أفادت كثيراً في العالم العربي، وفي منتجاتها من الصورة أكثر من الحقيقة ولذلك تجاوزتها الأيام وهي الآن في انحسار كبير...[/align]

                    تعليق

                    • عبدالرحمن السليمان
                      مستشار أدبي
                      • 23-05-2007
                      • 5434

                      #40
                      [align=justify]أستاذي أسامة،

                      قصدت في الحقيقة سلسلة الأوامر البرمجية التي تكتب بها الـ strings في أثناء توطين البرامج، فلقد كنت ألاحظ أثناء التوطين أنه يجب علينا دائما إدخال النص العربي الذي يظهر على واجهة الاستعمال بين فاتحة أوامر وخاتمة أوامر برمجية مكتوبة باللغة الإنكليزية، وكنت أتساءل: لو كانت العربية مرقمنة مثلما الإنكليزية (أو الكتابة اللاتينية) مرقمنة، أليس يكون من الأسهل على مستهلكي العربية أن يبرمجوا مباشرة باللغة العربية بدلا من التوطين المكلف؟

                      منذ سنة ونصف تقريبا وطنت لشركة فيليبس الدليل الإلكتروني لاستعمال تلفزيون حديث من نوع "بلازما" متطور الوظائف، معقد الأوامر، واجهتني فيه مشكلة ظهور الكلمات العربية التي أدخلت بين طرفي الـ strings (ولا أدري كيف أعرب هذه الكلمة) في نظام التوطين المخصوص بشركة فيليبس، وذلك نتيجة لخطأ في التكويد. استغرق حل المشكلة وقتا طويلا وفوتت الشركة على نفسها فرصة المشاركة في معرض لذلك في الخليج فيما أتذكر.

                      فما أقصده من الطرح هو: إمكانية البرمجة مباشرة بالحرف العربي. ولا أدري فيما إذا كان ذلك ممكنا الآن لأني لا أتابع الموضوع منذ حوالي سنة.

                      أما بالنسبة لشركة صخر فلا شك في أن التكنولوجيا الحديثة تجاوزتها ما عدا في مجال القواميس الإلكترونية التي أصدرتها، وهي جيدة نسبيا. وأنا لا أزال أتذكر نهاية الثمانينات، حيث كنت طالبا واضطررت للعمل أثناء إجازة الصيف في دهن السفن الراسية في ميناء بروج شمال بلجيكا من أجل توفير ثمن "الكرت الإلكتروني" الذي صنعته شركة صخر، فلما استلمته وحاولت تركيبه في الحاسوب كسرته وكسرت لوحة الحاسوب الإلكترونية معه وأنا لا أدري .. [/align]
                      التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 19-07-2007, 09:07.
                      عبدالرحمن السليمان
                      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                      www.atinternational.org

                      تعليق

                      • أسامة أمين ربيع
                        عضو الملتقى
                        • 04-07-2007
                        • 213

                        #41
                        [align=right]الأستاذ عبد الرحمن،
                        String
                        نضيد : مجموعة فقرات متجاورة ومتتالية ومتماثلة، ويكون النضيد عادة نضيد بتات أو نضيد سِمات.

                        الحقيقة أن اللغات البرمجية هي (بحسب تقسيم شومسكي) لغات تتطور في بنية شبه مقتصرة على الحروف اللاتينية الأساسية (كود ANSI)، وكلماتها بسيطة ومتعارف عليها عالمياً، ولاتوجد أية فائدة من وضع رموز بالعربية وخاصة أنَّ نظام الترميز العربي يعتمد على منظومة تكويد أعقد. ولذلك لانجد حتى الحروف اللاتينية المزيدة مثل é ،è في هذه اللغات...

                        وأذكر أنه في بدايات نظام التشغيل DOS كان هناك نظام عربي كما تظن، أي بالحروف العربية، ولكن كانت الأوامر وقتها لاتتجاوز ثلاثمئة، أما اليوم فهي مئات الآلاف...

                        أما في مايتعلق بتوطين الأجهزة فهذه قصة أخرى، لأن هذه أيضاُ لغات تسمى "لغات الآلات" (أكثر بدائية بحسب تقسيم شومسكي)، وكل شركة كبرى تتبنى لغة خاصة بها تقريباً، ولذلك أيضاً لايمكن الاعتماد على لغات غير الإنكليزية التي تضمن البساطة (الشكلية) أولاً والعالمية ثانيا في هذه الاستخدامات، ويبقى وضع الأوامر بين نضدد البرنامج في اللغات المرجوة. كما في تعريب الشيبَّات Chips وأجهزة الساتل والتلفزيون والتلفون المحمول...

                        كما قلت هناك أمل باستعمال الأوامر بلغات غير الإنكليزية وغير لاتينية من خلال لغة XML ومن قبلها لغة SGML، التي تعتمد على بناء مختلف للوثائق والملفات (يصعب شرحه في هذا المجال) وهي تنتشر الآن رويداً رويداً ولعلها تصير السائدة في المستقبل... ولعلك لاحظت أن وثائق وورد بنسخة 2007 أصبحت تسجل بالامتداد docx أي doc و XML مدمجين معاً...

                        [/align]
                        التعديل الأخير تم بواسطة أسامة أمين ربيع; الساعة 19-07-2007, 12:10.

                        تعليق

                        • عبدالرحمن السليمان
                          مستشار أدبي
                          • 23-05-2007
                          • 5434

                          #42
                          [align=justify]الأستاذ أسامة،

                          أشكرك شكرا جزيلا على الشرح الوافي. ولا أخفي عنك إعجابي بوضع كلمة "نضيد" مقابل string، فهي جد موفقة.

                          وقلت: "كما قلت هناك أمل باستعمال الأوامر بلغات غير الإنكليزية وغير لاتينية من خلال لغة XML ومن قبلها لغة SGML، التي تعتمد على بناء مختلف للوثائق والملفات (يصعب شرحه في هذا المجال) وهي تنتشر الآن رويداً رويداً ولعلها تصير السائدة في المستقبل... ".

                          ألا يشكل ذلك قيمة مضافة بالنسبة إلى البرمجة باللغة العربية؟ أقصد القيمة المعنوية، لأنه قد ينشأ في المستقبل جيل عربي يبرمج مباشرة باللغة العربية بدلا من الإنكليزية، وبالحرف العربي بدلا من الحرف اللاتيني المبسط، وهذا أفضل من التوطين لأنه يفتح الباب للإبداع في البرمجة باللغة الأم على مصراعيه، بينما يقتصر التوطين على ما يراد توطينه من برامج فقط، ولا مجال للإبداع فيه.

                          وفي الحقيقة إن هذا ما قصدته بقولي "رقمنة". وربما تعبر "تكويد" (أو "ترميز" ــ كما يقترح بعض العاملين في هذا الحقل) عن ذلك أفضل من "رقمنة"، لأني أعتقد أن تكويد اللغة ـ في نهاية المطاف ـ أفضل من "التوطين" على المدى البعيد.

                          وتحضرني في هذا المجال مقولة لطه حسين فيما أتذكر: "العلم إن أنت ملكته بلغتك، ملكته، وإن أنت ملكته بلغة غيرك، ملكك"!

                          وتحية طيبة عطرة.[/align]
                          عبدالرحمن السليمان
                          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                          www.atinternational.org

                          تعليق

                          • أسامة أمين ربيع
                            عضو الملتقى
                            • 04-07-2007
                            • 213

                            #43
                            [align=right]الأستاذ عبد الرحمن،
                            البرمجة باستعمال لغة XML العربية هي واقع نعيشه في بعض المواقع العربية المهمة مثل محطات الأخبار العربية ومحركات البحث العربية وحتى موقع شركة صخر... يبقى على المبرمجين تعلمها ثم استعمال اللغة التي يريدون في أوامر البرنامج. لكن هذا لايعني أنه يمكن تطبيقها في جميع الاستعمالات، فهي لغة راقية ولاتصلح مثلاً لوضعها في الشيبَّات المستعملة في البطاقات البنكية والتلفونية التي تعتمد لغة بدائية موجزة ومحددة لاتقبل تعدد اللغات. ويصح ذلك على ذاكرات الأجهزة المنزلية التي تستعمل هذه اللغة البدائية...

                            أمَّا من ناحية القيمة المضافة لإدخال العربية في أوامر البرمجة فهي شيء أكيد لأنَّ استعمال اللغة الأم هو دائماً مصدر إثراء لللغة ويسمح بإحراز تقدم أكبر للمتلقي. ولكن يبقى أنَّ الاستعمالات العربية محدودة جداً وهناك مشكلات كثيرة لم نسطع لها حلاً، مثل التعرف على الحروف العربية عند مسح الوثائق، وهي في رأيي من أهم المشكلات التي تواجه الكتابة العربية، مع وجود حلول باهظة وغير مجدية (من شركة صخر ومن شركة بلجيكية Readiris، ويبدو أن منتجاً جديداً هو VERUS في الأسواق حالياً بسعر يتجاوز ستة آلاف دولار)، وأيضاً، من الجانب الآخر، تصميم حروف مركَّبة رغم وجود التقانة التي تسمح بذلك تماماً...

                            وكلام طه حسين دقيق وفي هذه الأيام صدر التقرير العالمي عن تصنيف الجامعات في العلوم والتقانة، حيث لاتجد فيه أية جامعة عربية ضمن الألف الأولى (أعتقد تصنيف الجامعات السعودية 2998 وبعدها مباشرة تأتي الصومال والحبشة)، أما جامعة القاهرة فحدث ولاحرج...

                            ومنيتي أن أعرف مقدرات المتخرجين في ماجستيرات الترجمة على ترجمة المعلومات العصرية...[/align]
                            التعديل الأخير تم بواسطة أسامة أمين ربيع; الساعة 19-07-2007, 21:28.

                            تعليق

                            • عبدالرحمن السليمان
                              مستشار أدبي
                              • 23-05-2007
                              • 5434

                              #44
                              المشاركة الأصلية بواسطة أسامة أمين ربيع مشاهدة المشاركة
                              ومنيتي أن أعرف مقدرات المتخرجين في ماجستيرات الترجمة على ترجمة المعلومات العصرية...
                              [align=justify]صفر أستاذي أسامة. وأكاد أجزم أن الهوة بين مترجمينا والسوق الدولية كبيرة جدا جدا جدا!

                              وقد قمت قبل عامين من الآن بجرد ميداني في هذا المجال، والنتيجة كانت صفرا من جهة، ومشروعا أوربيا لتطوير "ماجستير في تكنولوجيا الترجمة" بميزانيته أولية قدرها نصف مليون يورو من جهة أخرى. ولقد عملنا في إعداد ذلك المشروع كثيرا، وكان تحقيقه قاب قوسين أو أدنى، إلا أن تقاعس أحد الأطراف (التلفزيون المغربي، القناة الثانية بصفتها مستهلكة لمادة الترجمة المرئية) عن تقديم أوراق الاعتماد ضمن المهلة المحددة لذلك أفسد علينا الأمر .. إنها البيروقراطية العربية! لم يلغ المشروع لكنه أجل إلى العام المقبل ..

                              ويتكون المشروع من ثلاث مراحل: 1. تدريب الأساتذة العرب في بلجيكا على تكنولوجيا الترجمة الحديثة 2. إدخال ماجستير الترجمة في مدرسة الملك فهد العليا للترجمة في طنجة المغرب (ثم تعميمه فيما بعد ـ ولم تحسم هذه النقطة بعد) 3. تطوير مواد رقمية ذات صلة تدرس عن بعد وتقدم إلى جميع الجامعات العربية التي تدرس الترجمة.

                              ولكن تأجيل المشروع لم يمنع من قيام كليتنا بعقد شراكة مع مدرسة الملك فهد العليا للترجمة في طنجة وإدخال تكنولوجيا الترجمة فيها شيئا فشيئا مقابل خدمات تقدمها المدرسة لطلابنا. وأنا كثير الانتقال بين بلجيكا وطنجة لهذا السبب. وقد دربنا هذا العام أول مجموعة ..

                              وإذا شئت أرسلت إليك النص الكامل للمشروع الذي يقع في حوالي خمس وسبعين صفحة باللغة الإنكليزية، ففيه رؤية شاملة لحل مشكلة "تكنولوجيا الترجمة" في الجامعات العربية المتخلفة جدا في هذا المجال (وغيره أيضا) ..
                              [/align]
                              التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 19-07-2007, 22:36.
                              عبدالرحمن السليمان
                              الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                              www.atinternational.org

                              تعليق

                              • عبدالرحمن السليمان
                                مستشار أدبي
                                • 23-05-2007
                                • 5434

                                #45
                                [align=justify][align=center]رحلة الصيف[/align]
                                ما إن يطل الصيف علينا في هذه البلاد، وتبدأ عطلة المدارس الصيفية، حتى يحزم المهاجرون أمتعتهم ويتجهزون للسفر إلى بلادهم الأصلية. والمهاجرون في بلجيكا وغيرها من دول أوربا الغربية كثر، وهم وافدون من دول كثيرة أهمها المغرب وتركيا. وغالباً ما يكون النصف الثاني من شهر حزيران/يونيو من كل عام وقتَ استعداد للسفر صوب الوطن، فتزدحم وكالات السيارات بالسيارات التي أتى بها أصحابها لإجراء صيانة عامة لها قبل السفر ـ حتى لا تخذلهم في الطريق ـ وتذهب الأمهات إلى الأسواق لشراء الهدايا للأقارب في الوطن .. وما إن يحين وقت السفر في بداية تموز/يوليو حتى ينطلق المهاجرون في قوافل مكونة من خمس أو عشر سيارات، وتبدأ رحلة طويلة تستغرق يومين أو ثلاثة أو أربعة أيام أحيانا؛ فيسافرون معاً، ويتوقفون للاستراحة معاً، فيستأنسون ببعضهم، ويتقون بذلك مخاطر الطريق الطويلة ووحشتها.

                                ورحلة هؤلاء المهاجرين إلى أرض الوطن رحلة مثيرة بكل معاني الكلمة. فبالإضافة إلى كونها حركة اقتصادية ينتعش منها الكثيرون مثل أصحاب المتاجر في بلجيكا والبلديات الأوربية التي تفرض ضريبة على مستعملي طرقها السريعة (مثل فرنسا وإسبانيا)، وشركات النقل البحري التي تعبر بالمسافرين وسياراتهم البحار التي تكون في طريق العائدين إلى الوطن (مثل مضيق جبل طارق وغيره)، وأهل البلاد، هي أيضا رحلة تمتزج بها المشاعر الانسانية ـ كالحنين إلى الأوطان وبقية الأهل فيها ـ بالمشاعر الحزينة أو السلبية التي قد تنتج عن تلك الرحلة، سواء أكان مبعثها فقدان حبيبٍ توفاه الله، أو خيبة أملٍ من تصرفات شتى. وقد تنقلب هذه الرحلة، التي طالما انتظرها المهاجرون بفارغ الصبر، جحيماً بسبب ما قد يحدث لهم فيها، سواء بتعرضهم للسطو وهم في طريقهم إلى الوطن، أو لحادث سير يرديهم ضحايا الحنين. لا يمر موسم إلا وتسمع بعده بوفاة فلان من الناس وسائر أهله في حادث سير مأسوي وهم في طريقهم إلى أرض الوطن أو في أثناء عودتهم منه، فيجتمع الناسُ، ويجمعون المال الكافي لأهله، ويقيمون صلاة الغائب عليه، ويترحمون عليه ويذكرونه بالخير.

                                إن المهاجر المقيم في هذه البلاد حريص أشد الحرص على القيام برحلة الصيف هذه لأنها زاده الذي يمكنه من قضاء سنة أخرى في أرض المهجر دون أبابة ... فيدخر لها من ماله لأنها رحلة مكلفة لرب أسرة مكونة من خمسة إلى سبعة أفراد، خصوصاً حينما يتوجب عليه القيام برحلات سياحية داخل أرض الوطن إرضاءً لأولاده الذين ولدوا وكبروا في أرض المهجر ولا يشدهم ـ بعكس والديهم ـ أيُّ حنين إلى تلك القرية النائية في أقاصي الريف، التي ولد فيها والداهم ... أو تطييباً لخاطر بنت أو بنات تُطلب أيديهن كل يوم في قرية الوالدين، ليس لوجه الله، بل محاولة لاستغلالهن مطية للهجرة إلى الغرب، بعدما أوصدت أبواب الهجرة الأخرى ...

                                ولكنها تبقى رحلة الميسورين مالياً. فكم من مهاجر تعثرت حالته لا يستطيع القيام بهذه الرحلة، فيبقى يكد ويشقى ويدخر ليتمكن من القيام بها كل خمس سنوات ... وكم من مهاجر ليس يملك أوراق إقامة رسمية في أرض المهجر فلا يستطيع مغادرتها ... وكم من مهاجر ميسور الحال ليس بمقدوره الذهاب إلى وطنه الأصلي لأن أبوابه موصدة بوجهه ... الأول يمزقه الحنين ـ وقد يجد من يجبر له عثرته فيعطيه مالاً يعينه على رحلته. والثاني يقضي صيفه في وحدة قاتلة وكآبة دائمة .. والثالث يعلل نفسه بزيارة بلاد أخرى ..

                                قال:

                                [align=center]ما مِنْ غَرِيبٍ وَإِنْ أَبْدى تَجَلُّدَهُ ***** إلا سَيَذْكُرُ عِندَ العِلَّةِ الوَطَنا[/align]
                                [/align]
                                التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 21-07-2007, 09:47.
                                عبدالرحمن السليمان
                                الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                                www.atinternational.org

                                تعليق

                                يعمل...
                                X