موضوع للمناقشة ما الفرق بين القصة القصيرة جدا والقصة الومضة والقصة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.نجلاء نصير
    رئيس تحرير صحيفة مواجهات
    • 16-07-2010
    • 4931

    #31
    الأستاذ الفاضل :رجب عبد العال
    مرحبا بك وبمداخلتك التي أثرت المناقشة وأشاطرك الرأي فأمثال وحكم العصر الجاهلي تعد من القصة القصيرة جدا والومضة أيضا فالحكم والامثال كلمات معدودات تعتمد على التكثيف والايحاء ,
    وما ذكرته من أمثلة ومن جهود نشأة القصة القصيرة ف
    ( إدجار ألن بو ) من رواد القصة القصيرة الحديثة في الغرب . وقد ازدهر هذا اللون من الأدب،في أرجاء العالم المختلفة، طوال قرن مضى على أيدي ( موباسان وزولا وتورجنيف وتشيخوف وهاردي وستيفنسن )، ومئات من فناني القصة القصيرة. وفي العالم العربي بلغت القصة القصيرة درجة عالية من النضج على أيدي يوسف إدريس في مصر، وزكريا تامر في سوريا ، كما نضجت في فلسطين و العراق و المغرب الأقصي
    تؤكد لنا أن القصة القصيرة جدا خرجت من عباءة القصة القصيرة لكنها اعتمدت على التكثيف بما لا يخل بسياق النص
    تحياتي وتقديري


    المشاركة الأصلية بواسطة رجب عبد العال مشاهدة المشاركة
    لما لا نعترف أن القصة كانت سائدة في الثقافات التي تعاقبت على مر التاريخ البشري الذي خلد أحداثا لتلك الحركية التي عايشها الإنسان و دونها بالوسائل و الإمكانيات التي توفرت له خلال تلك المراحل المتعاقبة , وقد أشارت إليها مخطوطات و أثار و تلميحات لمحت إلى ازدهار و ارتقاء فنون القصة بمقاييسها الثلاثة الومضة والقصيرة جدا و القصيرة , لما لا نعتبر حكم و أمثال العصر الجاهلي جزء لا يتجزأ من القصة الومضة أو القصة القصيرة جدا أليس هي سرد قصصي قصير يهدف إلى إحداث تأثير مفرد مهيمن ويمتلك عناصر القصة القصيرة جدا. فالتوتر من العناصر البنائية للقصة القصيرة كما أن تكامل الانطباع من سمات تلقيها بالإضافة إلى أنها كثيرًا ما تعبر عن صوت منفرد لواحد من جماعة مغمورة. ويذهب بعض الباحثين إلى الزعم بأن القصة القصيرة قد وجدت طوال التاريخ بأشكال مختلفة ؛ و تجسدت بأروع صورها ..وكانت الأحدوثة وقصص القدوة الأخلاقية هي أشكال العصر الوسيط للقصة القصيرة. ولكن الكثير من الباحثين يعتبرون أن المسألة أكبر من أشكال مختلفة للقصة القصيرة، فذلك الجنس الأدبي يفترض تحرر الفرد العادي من ربقة التبعيات القديمة وظهوره كذات فردية مستقلة تعي حرياتها الباطنة في الشعور والتفكير و الإحساس ، ولها خصائصها المميزة لفرديتها على العكس من الأنماط النموذجية الجاهزة التي لعبت دورا في السرد القصصي القديم. ويعتبر ( إدجار ألن بو ) من رواد القصة القصيرة الحديثة في الغرب . وقد ازدهر هذا اللون من الأدب،في أرجاء العالم المختلفة، طوال قرن مضى على أيدي ( موباسان وزولا وتورجنيف وتشيخوف وهاردي وستيفنسن )، ومئات من فناني القصة القصيرة. وفي العالم العربي بلغت القصة القصيرة درجة عالية من النضج على أيدي يوسف إدريس في مصر، وزكريا تامر في سوريا ، كما نضجت في فلسطين و العراق و المغرب الأقصي
    للقصة القصيرة أنمـــاط أو أنواع عديدة .. أذكر بعضها فقط.. للفائدة.. هي الأنماط الأكــثر انتشارا و تداولا..


    المــيثولوجـيا.. هو المــزج بين الأساطير و الزمن المعـاصر..دون التــأثر بما شكلته لنا الأسـاطير من سحر و جمــال.. أو حتــى التقيد بأزمنتها و أمكنتها..
    التسجيلية.. تعني الخــواطر و الوجدانيات..أو الكتابة الإنشائية. بل هي قصص في إطارها المألوف.. و لكن بإضافات إبداعية جديدة.. تضمن للكاتب الحرية و الوجدانية معــا..
    السيكولوجــية .. قصص.. تطمح إلى تصوير الإنســان. و عكس أفكــاره الداخلية.. تصل إلى المستوى النفسي للإنسـان.. و تفند مشــاعره و أحاسيسه..و تتحدث دائمـا عن أشياء خفية في النفس البشرية.... أعتبره أشرس أنواع القصة القصيرة..فهو ذو طـابع متمرد..متميز بالغربة و الضيــاع..هو أسلوب ثوري..على الأساليب التقليدية.
    ..و خروج غير مألوف عن الـدارج بحيث يطغى على المـادة... يهدف كاتب هذه النوعية من القصص إلى إبراز مـدى الفوضى الفكـرية و الحضـارية..لدي إنسـان هذا العصــر.. و حياته..فهو يرفض التقيد أو الرضوخ للواقع
    sigpic

    تعليق

    • رجب عبد العال
      تاجر أقفال و مفاتيح
      • 06-05-2016
      • 106

      #32
      أعود ثانية لقراءة المقارنة بين القصة الومضة و القصة القصيرة جدا و القصة , و قد اشرت في مداخلتي السابقة إلى أمثال و حكم العصر الجاهلي باعتبارها قصص قصيرة جدا , في غياب وسائل التواصل و النشر , إلا أنها خطت طريقها إلى قلوب و عقول الناس , و انتزعت اهتماماتهم و إعجابهم أيضا , و بقيت مصدر إلهام للنقل الشفهي لتلك الوقائع التي أبدع فيها الإنسان في تلك المرحلة الصعبة من الحياة الإنسانية , و في زحمة الشعر الفصيح الذي غيب الكتابات النثرية و قزمها و ضيق عليها هوامش التجدر و الرسوخ , وإذا كانت بعض التعاريف قد أشارت إلى خريطة طريق القصة القصيرة جدا في أن تتجلى أركانها الأساسية في: القصصية، والجرأة، والوحدة، والتكثيف، والمفارقة، وفعلية الجملة، والسخرية، والادهاش، واللجوء إلى الأنسنة، واستخدام الرمز والإيماء والتلميح والإيهام ، والاعتماد على الخاتمة المتوهجة الواخزة المحيرة ، وطرافة اللقطة، و تعطي لها القراءة المتشعبة و المحيرة التي تأسر قلب القارئ و عقله وتضيق عليه جانب التفكيك و التحليل و التأويل
      في الأخير تبقى القصة القصيرة أم القصة القصيرة جدا . و قد تعرضت إلى جملة التكثيف و الاختصار و التركيز في حين يبقى المعنى واضح المعالم و الإحداثيات

      تعليق

      • د.نجلاء نصير
        رئيس تحرير صحيفة مواجهات
        • 16-07-2010
        • 4931

        #33
        المبدع الفاضل : رجب عبد العال
        أتابع ما يجود به فيض يراعك الذي يثمر المناقشة
        تحياتي وتقديري
        المشاركة الأصلية بواسطة رجب عبد العال مشاهدة المشاركة
        أعود ثانية لقراءة المقارنة بين القصة الومضة و القصة القصيرة جدا و القصة , و قد اشرت في مداخلتي السابقة إلى أمثال و حكم العصر الجاهلي باعتبارها قصص قصيرة جدا , في غياب وسائل التواصل و النشر , إلا أنها خطت طريقها إلى قلوب و عقول الناس , و انتزعت اهتماماتهم و إعجابهم أيضا , و بقيت مصدر إلهام للنقل الشفهي لتلك الوقائع التي أبدع فيها الإنسان في تلك المرحلة الصعبة من الحياة الإنسانية , و في زحمة الشعر الفصيح الذي غيب الكتابات النثرية و قزمها و ضيق عليها هوامش التجدر و الرسوخ , وإذا كانت بعض التعاريف قد أشارت إلى خريطة طريق القصة القصيرة جدا في أن تتجلى أركانها الأساسية في: القصصية، والجرأة، والوحدة، والتكثيف، والمفارقة، وفعلية الجملة، والسخرية، والادهاش، واللجوء إلى الأنسنة، واستخدام الرمز والإيماء والتلميح والإيهام ، والاعتماد على الخاتمة المتوهجة الواخزة المحيرة ، وطرافة اللقطة، و تعطي لها القراءة المتشعبة و المحيرة التي تأسر قلب القارئ و عقله وتضيق عليه جانب التفكيك و التحليل و التأويل
        في الأخير تبقى القصة القصيرة أم القصة القصيرة جدا . و قد تعرضت إلى جملة التكثيف و الاختصار و التركيز في حين يبقى المعنى واضح المعالم و الإحداثيات
        sigpic

        تعليق

        • إقبال ورغلي
          أديب وكاتب
          • 02-10-2013
          • 62

          #34
          أتعلم منكم أساتذتي.سعيدة بانتمائي لهذا الملتقی العتيد

          تعليق

          • د.نجلاء نصير
            رئيس تحرير صحيفة مواجهات
            • 16-07-2010
            • 4931

            #35
            مرحبا بالمبدعة : إقبال ورغلي
            شرفت بمرورك الراقي
            فائق تقديري وتحياتي
            المشاركة الأصلية بواسطة إقبال ورغلي مشاهدة المشاركة
            أتعلم منكم أساتذتي.سعيدة بانتمائي لهذا الملتقغŒ العتيد
            sigpic

            تعليق

            • فاطمة الضويحي
              أديب وكاتب
              • 15-12-2011
              • 456

              #36
              أهلا أخية
              وأهلا بالأعضاء الكرام
              أرى أن القصة القصيرة جدا تعني القصة الومضة
              لأنه مأخوذ من الإمضاء
              ولاتكون القصة القصيرة فن أدبي هادف إلا من قبل الكتاب المتمكنين ؛لِتفي بالشروط ويتقبلها المتلقي ...
              التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة الضويحي; الساعة 10-07-2016, 11:29.
              ذكريات عبرت مثل الرؤى : ربما أفلح من قد ذكرى
              ياسماء الوحي قد طال المدى: بلغ السيل الزبى وانحدرى

              تعليق

              • د.نجلاء نصير
                رئيس تحرير صحيفة مواجهات
                • 16-07-2010
                • 4931

                #37
                مرحبا بك مبدعتنا الفاضلة : فاطمة الضويحي
                أشكرك على مرورك الراقي واثراء محتوى المناقشة
                تحياتي وتقديري
                المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة الضويحي مشاهدة المشاركة
                أهلا أخية
                وأهلا بالأعضاء الكرام
                أرى أن القصة القصيرة جدا تعني القصة الومضة
                لأنه مأخوذ من الإمضاء
                ولاتكون القصة القصيرة فن أدبي هادف إلا من قبل الكتاب المتمكنين ؛لِتفي بالشروط ويتقبلها المتلقي ...
                sigpic

                تعليق

                • نورالدين لعوطار
                  أديب وكاتب
                  • 06-04-2016
                  • 712

                  #38
                  أهلا بمحبي القصّة .

                  سأتناول الموضوع من زاوية أخرى ، أولا عناصر القصة ظاهرة وجلية و منها يمكن تحديد الجنس الأدبي و تصنيفه هل هو قصة أو غيرها ، فالقصة من عناصرها ، وجود شخصيات و أحداث و عقدة و حل في زمان و مكان محدّدين ، هذه العناصر تترابط في سرد يبدأ غالبا بالزمكانية و من ثم بناء الشخصيات و الشروع في أحدات جزئية تصّب في الفكرة أو الحدث الرئيسي الذي أشارت إليه المقدّمة ، هذه البناء يتجه نحو التأزيم لإثارة و شد القارئ و خلخلة توازنه و إشعاره بالتوتر ، و بعد ذلك يأتي الحل الذي يعطي إشباعا للقارئ .

                  القصة تكون إما طويلة أو قصيرة ، القصّة القصيرة اليوم جمعت بين الأقصوصة و القصة القصيرة فلو رجعنا القهقرى فلن تجد من يصف نصوص القصّة القصيرة التي تكتب اليوم بغير لقب الأقصوصة نظرا لكونها قصيرة جدّا بالنسبة للقصة القصيرة التي كان يشترط فيها أن يبلغ زمن قراءتها ما بين 15 و 45 دقيقة و اليوم حتى أطول القصص القصيرة لن تتعدى في قراءتها أكثر من عشر دقائق ، و القصّة الطويلة ما فات وقت قراءتها 45 دقيقة و هنا تدخل الرواية القصيرة أو الرواية .
                  لنعد إلى القصة القصيرة ، هناك من يشترط فيها أن تحدث في زمن يصل إلى ثلاثة أيام ، و فيها ثلاثة أحداث و فيها ثلاثة أمكنة و فيها ثلاثة شخصيات و يقيس على هذا المعيار للتأكد من قصر الزمن والأحداث والشخصيات و النصّ .
                  هناك من ألغى هذا التصنيف و اقتصر على شخصية رئيسية وشخصية ثانوية وحدث رئيسي وحدث ثانوي على أن يكون فيها الزمن لحظة و قد يسترسل إلى ساعات أو يوم ، و لغتها يجب أن تكون مكثفة و فيها ملمح شعري و تعتمد الإيحاء و التلميح أكثر من التصريح . و يشترطون حدوث الانقلاب في النهاية .

                  الآن ننتقل إلى القصة القصيرة جدّا التي هي في الأصل جاءت من الأقصوصة أي اختزال للأقصوصة ، القصيرة جدّا تعني أنها لا يجب أن تتجاوز صفحة ، مئة كلمة ، طبعا هذا الصّنف الآن لا تكاد تلمحه رغم أنه الأقرب و هو القادر على إظهار ملامح القصة التي تحدثنا عنها في البداية .
                  تحولت القصة القصيرة جدّا إلى القصّة الومضة انسجاما مع أنماط التواصل الجديدة ، الرسالة القصيرة ، التغريدات ، وغيرها من أجناس الاختزال رغم أنها تظل بعيدة على احتواء عناصر القصة لذلك تم ابتكار ما يسمّى التعبر بالحذف ، أي أن المتلقي هو من يكمل النص ، وهنا تفترض القصّة القصيرة جدّا ، أن جمهورها مثقف بالكامل و واع لأحداث قرية العالم و ثقافته ، فيكون التعبير بالإيحاء والإشارة ، فكلمة واحدة تحيلك إلى حقل دلالي واسع و يؤتى بها لتغطّي تناصا مع حدث أو واقعة أو تراثا حضاريا كاملا ، و هنا تأتي صعوبة كتابة و صعوبة قراة القصّة القصيرة جدّا ، فهذا النوع من الكتابة في الأصل تحتاج إلى كاتب موسوعي الثّقافة و ليس مجرد لاقط للإشارات ، و الومضات التي تكاد تكون عبارة عن مستملحات أو ألغاز .
                  جميل هذا كله من حيث التعريف بأجناس القصة .
                  الآن لو شئنا أن نقيس الأدب بأثره ، لو قلت لشخص ما هات بيتا شعريا أو قصيدة ، ربما أعطاك مجوعة من القصائدة أو على الأقل مجوعة من الأبيات لا تستطيع الذاكرة محوها عبر السنّين ، لأن الشعر فن حقيقي ، هات عنوان رواية قرأتها ، ربما أعطاك من العناوين الكثير و بل سيلخص لك الحكاية و سيعبر عن إعجابه بشيء ما ، هات عنوان قصّة قصيرة قرأتها ، هنا ستجده يفكر قبل أن يجيب ، و بعدها قد يجيبك ، لأن القصة القصيرة الحالية بالذات أصبحت قصيرة أكثر من اللازم ،تتفاعل معها لحظيا لا أكثر ، ربما أعطاك عناوين لقصص قصيرة طويلة نسبيا ، أما لو سالتني شخصيا عن عنوان قصة قصيرة جدّا فلا أتذكر شيئا ، رغم أنّني قرأت منها المئات على الأقل . من هذا المنطلق أعتقد أن القصة الومضة ، أو القصيرة جدّا ، لم تجد بعد الطريقة المثلى للتعبير عن نفسها ، وماهي إلا تعبير عن حالة الفوضى التي تعم العالم ، التي تتميز بهدم الأنساق ، كتعبير عن حالة رفض ما ، أكثر من البناء ، و بعدها ربما سيتمخض جنس تعبيري جديد سيكون عنوان إنسان المستقبل .
                  تحيتي

                  تعليق

                  • د.نجلاء نصير
                    رئيس تحرير صحيفة مواجهات
                    • 16-07-2010
                    • 4931

                    #39
                    مرحبا بك مبدعنا :نور الدين لعوطار
                    لقد بدأت مداخلتك لتعريف القصة وعناصرها من شخصيات وأحداث وعقدة وزمان ومكان
                    وانتهيت بوجهة نظر تحترم وهي أن القصة الومضة أو القصة القصيرة جدا لم تجد بعد الطريقة المثلى للتعبير عن نفسها
                    كما أشرت إلى أنها تعبر عن حالة الفوضى التي تجتاح العالم
                    أشكرك على مداخلتك التحليلية التي تعبر عن وجهة نظر تستحق الاحترام
                    المشاركة الأصلية بواسطة نورالدين لعوطار مشاهدة المشاركة
                    أهلا بمحبي القصّة .

                    سأتناول الموضوع من زاوية أخرى ، أولا عناصر القصة ظاهرة وجلية و منها يمكن تحديد الجنس الأدبي و تصنيفه هل هو قصة أو غيرها ، فالقصة من عناصرها ، وجود شخصيات و أحداث و عقدة و حل في زمان و مكان محدّدين ، هذه العناصر تترابط في سرد يبدأ غالبا بالزمكانية و من ثم بناء الشخصيات و الشروع في أحدات جزئية تصّب في الفكرة أو الحدث الرئيسي الذي أشارت إليه المقدّمة ، هذه البناء يتجه نحو التأزيم لإثارة و شد القارئ و خلخلة توازنه و إشعاره بالتوتر ، و بعد ذلك يأتي الحل الذي يعطي إشباعا للقارئ .

                    القصة تكون إما طويلة أو قصيرة ، القصّة القصيرة اليوم جمعت بين الأقصوصة و القصة القصيرة فلو رجعنا القهقرى فلن تجد من يصف نصوص القصّة القصيرة التي تكتب اليوم بغير لقب الأقصوصة نظرا لكونها قصيرة جدّا بالنسبة للقصة القصيرة التي كان يشترط فيها أن يبلغ زمن قراءتها ما بين 15 و 45 دقيقة و اليوم حتى أطول القصص القصيرة لن تتعدى في قراءتها أكثر من عشر دقائق ، و القصّة الطويلة ما فات وقت قراءتها 45 دقيقة و هنا تدخل الرواية القصيرة أو الرواية .
                    لنعد إلى القصة القصيرة ، هناك من يشترط فيها أن تحدث في زمن يصل إلى ثلاثة أيام ، و فيها ثلاثة أحداث و فيها ثلاثة أمكنة و فيها ثلاثة شخصيات و يقيس على هذا المعيار للتأكد من قصر الزمن والأحداث والشخصيات و النصّ .
                    هناك من ألغى هذا التصنيف و اقتصر على شخصية رئيسية وشخصية ثانوية وحدث رئيسي وحدث ثانوي على أن يكون فيها الزمن لحظة و قد يسترسل إلى ساعات أو يوم ، و لغتها يجب أن تكون مكثفة و فيها ملمح شعري و تعتمد الإيحاء و التلميح أكثر من التصريح . و يشترطون حدوث الانقلاب في النهاية .

                    الآن ننتقل إلى القصة القصيرة جدّا التي هي في الأصل جاءت من الأقصوصة أي اختزال للأقصوصة ، القصيرة جدّا تعني أنها لا يجب أن تتجاوز صفحة ، مئة كلمة ، طبعا هذا الصّنف الآن لا تكاد تلمحه رغم أنه الأقرب و هو القادر على إظهار ملامح القصة التي تحدثنا عنها في البداية .
                    تحولت القصة القصيرة جدّا إلى القصّة الومضة انسجاما مع أنماط التواصل الجديدة ، الرسالة القصيرة ، التغريدات ، وغيرها من أجناس الاختزال رغم أنها تظل بعيدة على احتواء عناصر القصة لذلك تم ابتكار ما يسمّى التعبر بالحذف ، أي أن المتلقي هو من يكمل النص ، وهنا تفترض القصّة القصيرة جدّا ، أن جمهورها مثقف بالكامل و واع لأحداث قرية العالم و ثقافته ، فيكون التعبير بالإيحاء والإشارة ، فكلمة واحدة تحيلك إلى حقل دلالي واسع و يؤتى بها لتغطّي تناصا مع حدث أو واقعة أو تراثا حضاريا كاملا ، و هنا تأتي صعوبة كتابة و صعوبة قراة القصّة القصيرة جدّا ، فهذا النوع من الكتابة في الأصل تحتاج إلى كاتب موسوعي الثّقافة و ليس مجرد لاقط للإشارات ، و الومضات التي تكاد تكون عبارة عن مستملحات أو ألغاز .
                    جميل هذا كله من حيث التعريف بأجناس القصة .
                    الآن لو شئنا أن نقيس الأدب بأثره ، لو قلت لشخص ما هات بيتا شعريا أو قصيدة ، ربما أعطاك مجوعة من القصائدة أو على الأقل مجوعة من الأبيات لا تستطيع الذاكرة محوها عبر السنّين ، لأن الشعر فن حقيقي ، هات عنوان رواية قرأتها ، ربما أعطاك من العناوين الكثير و بل سيلخص لك الحكاية و سيعبر عن إعجابه بشيء ما ، هات عنوان قصّة قصيرة قرأتها ، هنا ستجده يفكر قبل أن يجيب ، و بعدها قد يجيبك ، لأن القصة القصيرة الحالية بالذات أصبحت قصيرة أكثر من اللازم ،تتفاعل معها لحظيا لا أكثر ، ربما أعطاك عناوين لقصص قصيرة طويلة نسبيا ، أما لو سالتني شخصيا عن عنوان قصة قصيرة جدّا فلا أتذكر شيئا ، رغم أنّني قرأت منها المئات على الأقل . من هذا المنطلق أعتقد أن القصة الومضة ، أو القصيرة جدّا ، لم تجد بعد الطريقة المثلى للتعبير عن نفسها ، وماهي إلا تعبير عن حالة الفوضى التي تعم العالم ، التي تتميز بهدم الأنساق ، كتعبير عن حالة رفض ما ، أكثر من البناء ، و بعدها ربما سيتمخض جنس تعبيري جديد سيكون عنوان إنسان المستقبل .
                    تحيتي
                    sigpic

                    تعليق

                    • أشرف الفار
                      أديب وكاتب
                      • 30-05-2008
                      • 106

                      #40
                      القصة القصيرة جدا هي قصة مكثفة والومضة لقطة اكثر تكثيفا.
                      لكن يشترط فيهما ان لا يزيد التكثيف حتى تصبح القصة لغزا.
                      مع كامل الحرية للكاتب فيما يكتبه
                      الا انها وجهة نظر لي ان لا اجده مناسبا للمتلقي ان يجد عملا ادبيا غامضا يحتمل الكثير من التأويل او عمل العقل في حل لغز .
                      ان الهدف الرئيسي للقصة ان تكون خفيفة ذات هدف وقصيرة تقرأ في دقائق وشيقة.
                      الحياة لا تساوي شيئا مقابل سعادة قلب إنسان

                      تعليق

                      • د.نجلاء نصير
                        رئيس تحرير صحيفة مواجهات
                        • 16-07-2010
                        • 4931

                        #41
                        مرحبا بك مبدعنا الفاضل :أشرف الفار
                        أشكرك على مداخلتك وأشاطرك الرأي فالنص لابد أن يصبح نصا يثير دهشة المتلقي
                        لا يستغلق عليه فهمه
                        تحياتي وتقديري
                        المشاركة الأصلية بواسطة أشرف الفار مشاهدة المشاركة
                        القصة القصيرة جدا هي قصة مكثفة والومضة لقطة اكثر تكثيفا.
                        لكن يشترط فيهما ان لا يزيد التكثيف حتى تصبح القصة لغزا.
                        مع كامل الحرية للكاتب فيما يكتبه
                        الا انها وجهة نظر لي ان لا اجده مناسبا للمتلقي ان يجد عملا ادبيا غامضا يحتمل الكثير من التأويل او عمل العقل في حل لغز .
                        ان الهدف الرئيسي للقصة ان تكون خفيفة ذات هدف وقصيرة تقرأ في دقائق وشيقة.
                        sigpic

                        تعليق

                        • ســعيد مصــبح الـغــافـري
                          أديب وشاعر
                          • 08-10-2014
                          • 122

                          #42
                          ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

                          المشاركة الأصلية بواسطة د.نجلاء نصير مشاهدة المشاركة
                          القصة القصيرة جدا جنس أدبي جديد شق طريقه في عالم القص
                          فالقصة القصيرة جدا هي فن السهل الممتنع فن يعتمد على التكثيف
                          فن يعتمد على الانتقاء وتحتاج لقاص حاذق متمكن حتى يصل للقارئ في سطور مقتضبة
                          يقول الكثير ،وهي فن الدهشة فالقفلة لابد أن تشد انتباه المتلقي
                          والسؤال الذي يطرح نفسه الآن
                          هل تندرج القصة الومضة والقصة الحوارية تحت عباءة القصة القصيرة جدا ؟!!
                          الموضوع مطروح للمناقشة
                          موضوع جميل جدا بنقاشات أدبية راقية جدا تابعتها باهتمام متمنيا في الختام أن نصل بالنقاش إلى بر إتفاق جعي حول هذه المسألة الأدبية الجديرة فعلا بالطرح والأخذ والرد ..
                          كل الشكر والتقدير لكم جميعا أخوتي

                          أنا حريَّتي فإن سرقوها
                          تسقطِ الأرضُ كلُّها والسماءُ
                          ما احترفتُ النِّفاقَ يوماً وشعري
                          ما اشتراهُ الملوكُ والأمراءُ
                          كلُّ حرفٍ كتبتهُ كانَ سيفاً
                          عربيّاً يشعُّ منهُ الضياءُ

                          تعليق

                          • حسين ليشوري
                            طويلب علم، مستشار أدبي.
                            • 06-12-2008
                            • 8016

                            #43
                            موضوع ذو صلة مباشرة بما هو معروض هنا:

                            ميكروققج !
                            sigpic
                            (رسم نور الدين محساس)
                            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                            "القلم المعاند"
                            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                            تعليق

                            • د.نجلاء نصير
                              رئيس تحرير صحيفة مواجهات
                              • 16-07-2010
                              • 4931

                              #44
                              استاذي القدير : حسين ليشوري
                              مرحبا بمرورك الراقي
                              سأتابع الموضوع ومرحبا بعودتك لبيتك الثقافي مبد عنا القدير

                              المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                              موضوع ذو صلة مباشرة بما هو معروض هنا:
                              ميكروققج !
                              sigpic

                              تعليق

                              • نبيل عودة
                                كاتب وناقد واعلامي
                                • 03-12-2008
                                • 543

                                #45
                                الموضوع مهم ويستحق دراسات جادة. رؤيتي الأساسية ان القصة هي قصة ولا ارى اهمية لمساحتها. بنفس الوقت ارى ان الكثيرين من الفاشلين بصياغة القصة القصيرة يلجأون للقصيرة جدا.لي مداخلة عن مجمل الأدب القصصي سانشرها لعلها تعطي مساحة جديدة لهذا الحوار الهام. طبعا لا انفي اي ابداع لأي كاتب ان كان طويلا او قصيرا وجوابي بمداخلتي التي انشرها مستقلة.
                                نشرت مقالا بزاوية النقد بعنوان :"الأدب القصصي عبر رؤيتي وتجربتي" أطرح فيه رؤيتي حول الفن القصصي.
                                التعديل الأخير تم بواسطة نبيل عودة; الساعة 24-12-2017, 03:18.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X