المشاركة الأصلية بواسطة رجب عبد العال
مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بعودة المحترم /رجب عبد العال؛
أولا: أستميحُكَ عذرا سأبدأ بالنقطة الثانية لأنها برأيي أهم النقاط المطروحة. ونعوذ بالله من الحور بعد الكور، والإساءة لأي رمز من رموز العقيدة والأخلاق والقيم الإسلامية أو غيرها من الشرائع السماوية الأخرى. ونعوذ بالله من كل كلمة حق يراد بها باطل. ونبرأ لله الواحد القهار ونشتكي إليه من كل نفسٍ خبيثةٍ تلّوي النصوص ليًّا لتخفي مصالحها ببرقع الدين والقيم.
أيها المحترم يؤسفني حقًا أن الدلالة الحقيقية للنص لم تتضح لك مما أسفر عن رؤية ضبابية وسلبية.. ربما سببها الرمزين " الكلاب " و " الجواز الأمريكي ". وغيرتك على الرمز العقدي والتاريخي والأخلاقي " محمد " غيرة تشكر عليها ولكنَّها غيرة فيها شيءٌ من إنَّ ..
فالنص أشاد بمحمد كرمز تاريخي إسلامي أخلاقي. والتلويح هنا دلالته الإظهار والإبراز والإبانة عن الشيء .. و الضمير بعد حرف الجر "لهن" له لطيفة بلاغية سأتحدث عنها لاحقا.. والكلاب رمز يدل على كل سفيه نزق عدواني ذي لؤم وخسة .. والجواز الأمريكي رمز يشير للوثيقة والدليل.
ومن الطبيعي أن يحدث سوء فهم ولكن تُحمل الأمور بحسن النية والسؤال عنها، وليس من الطبيعي مطلقًا أن يتعجل المرؤ ويطلق الأحكام رجمًا بالغيب والظنون ثم يبدأ بالمزايدة يخفي مصالحه ببرقع المثالية.! وإلا أصبح ككلب الحراسة الذي ينبح على كل عابر مالم يأمره سيده بالتوقف والخنوع، وهذا ما حدث تماما لكل عربي مسلم يتمثل الرمز التاريخي الإسلامي المجيد " محمد " فهو يلوح لهن بالوثيقة – الدليل القاطع – يُظهر بذلك زيف الذمم وحقيقة الولاء.. و استطاع العبور حينئذٍ .. والمعاملة الكريمة في وطنه ..وطن التاريخ والعقيدة والأخلاق .. !!
أما قضية أيهما أصح لغويا ؟ يبدو أنك لم تفهم القاعدة فهما سليما لذا تظن أنني أخلط في الضمائر ..
أيها المحترم .. القاعدة تنص على أنّه ( يُعبَّر عن ضمير جمع العقلاء بضمير الغائب " هم " وغير العاقل بالضمير " ها " أو " هن " )
فالكاتب مخير أن يعبر عن ضمير جمع غير العقلاء بالضمير " ها " أو " هن "
ثم ذكرتُ لك أنه غالب وليس مطرد بقول ابن عاشور في جمع العقلاء .. بمعنى أنه يجوز مخاطبة جمع غير العاقل بالضمير هم. وذكرتُ الدليل. الذي ظننتَه احتجاجًا مني ..! وهو شرح للقاعدة لا غير !!
أما حجتي فكلام العرب الموافق لما في القرآن وهذا حجتي:
قال تعالى ( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ ).. سورة يوسف آية 46" فقد أُلحق الفعل " يأكل " بالضمير " هن " الدال على البقرات. وهي غير عاقلة.. ولم يقل : يأكلها ..فلِمَ يا تُرى؟!!
إذًا القاعدة تجيز جمع من يعقل ومن لا يعقل بلفظ واحد ..وكفى ببلاغة القرآن وفصاحته حجةً ودليلًا.
وهذه المقولة التي ذكرتها سابقا ولم تنتبه لها توضح العلة في اختياري للضمير " هن " (والشيء قد يُعامل معاملة شيء آخر، إذا شاركه في صفة ما( بالإضافة إلى مزيد من التنكيل والسخرية والتحقير والاستهزاء وهذه نكتة نحوية بلاغية قصدتها متعمدة. لا رجوع عنها.. استهزاءً من كل الكلاب التي ألقمتْ حجرا وكفتْ عن النباح بعدما أظهر محمدٌ دليلَ ولائها وخيانتها للتاريخ والعقيدة والأخلاق..
وأخيرًا .. وصفي لكلماتك أنها " مهذبة " كانت من باب إكرام الضيف فأنت ضيفٌ من ضيوف صفحتي سواء أكنت تقصدني بها أم تقصد غيري .. وسواء أكنت راضيا عن النص أم ناقما .. فواجب الترحيب والإكرام لابد منه فقد قيل:" إنّ لضيفك عليك حقًا "
تحياتي لك وعذرا لنشوز كلماتي وبياني..
تعليق