" سدراته " ؛ نعرة و استعلاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    " سدراته " ؛ نعرة و استعلاء

    https://www.youtube.com/watch?v=cEk6ehUAJRc


    عشق الجزائر في ربوع إلياذة الجزائر الخالدة.
    ***
    الشاعر الكبير المجاهد الشجاع مفدي زكرياء
    ***
    جزائر يا لحكـاية حبـــــي *** ويا من حملت السلام لقلبـــي
    ويا من سكبت الجمـال بروحـي *** ويا من أشعت الضيـاء بدربــي
    فلولا جمالك ما صــح دينــي *** وما إن عرفـت الطريق لربـــي
    ولولا العقيدة تغمــر قلبـــي *** لما كنـت أومـن إلا بشعبـــي
    وإما ذكرتك شع كيـــانــي *** وإما سمعـت نــداك ألبــــــي
    ومهما بعــدت، ومهمـا قربت *** غرامك فــوق ظنوني ولبــي
    فــفي كــل درب لنا لحـــــمة *** مقــــدسة من وشـاج وصلــب
    وفــــي كـــل حــي لنا صبـوة *** مـــرنحـة من غـــوايــات صــب
    وفــي كـل شبــر لنــا قصـة *** مــجـــنحـــة من ســلام وحــرب
    تـنــــبـأت فيــها بإليـــاذتـــي *** فــــآمن بي ، وبها ، المتنبـــي !!
    شغلنا الورى *** وملأنا الدنا.
    بشعر نرتله كالصلاة
    تسابيحه من حنايا الجزاااااااااائر

    ***


    بقلم : رشيد - فوزي - مصباح
    *******
    عنوان البريد الإلكتروني :
    rachidmosbah779@gmail.com
    عنوان المدوّنة :
    ( محاربة الأوهام )

    الرّابط :
    ******
    http://rachidfawzi.blogspot.com/2016/10/blog-post_88.html
    ******************************
    هاتف : (213)+06.76.18.62.64

    عنوان / نهج الإخوة بوخرشوفة
    مداوروش
    *********
    الجزائر
    *******

    سدراته في : 21.10.2016
    الساعة تشير إلى العاشرة ليلاّ ( 22.00سا )
    بتوقيت شرق الجزائر .
    عشية سقط فيها - ضياء الدين - وتم نقله الى مستشفى ( هواري بومدين ) بسدراتة
    ****
    " سُدراته "
    ؛

    نعرةٌ واسْتِعلاءٍ
    ***

    خلق الله آدم من تراب ، ثم سواه بشرًا ، ثم رزقه حواء لمؤانسة وحشته ، فاستأنس إليها فأنجب منها البنين والبنات ، كبر حجم العائلة حتى صارت قبيلة فمجتمعا إنسانيا فشعوباً فأمما انتشروا عبر ربوع الأرض وفيافيها واحتلّوا أرضًا ممهّدة وتقاسموا جغرافيتها فأضحت بلدان ونواحي وراحت تتميّز بألسنتها عن بعضها وأعراقًا تختلف في ثقافاتها ... وليس من اختلاف بين الناس سوى إنسانية يتقاسمونها و آدمية اليها ينتسبون ، أو الانتماء الى الوطن الواحد الذي يجمع بينهم. لكن تشاء السياسات العاهرة ، والغزو ، وبعض المصالح الضيّقة ...أن تخلق الفوارق بين أفراد المجتمع وتميّز بينهم ، لتنشئ مركّبات النقص وعقدًا تصعّد من لغة التخاطب بين أبناء الوطن الواحد .
    الجزائر واحدة من البلدان التي تتميّز عن غيرها بمساحتها الشاسعة وتضاريسها المتنوعة وباختلاف ألوانها وأنماطها البشرية، قارة بمعالمها الجغرافية والبشرية، ما قد صعّب من مهمة تسيير البلد حاليًا ، ودفع بالاحتلال الفرنسي سابقًا إلى إجراء استفتاء لينجلي بعدها تاركًا وراه الخراب والدمار من جراء سياسة " الأرض المحروقة " التي انتهجها، والانقسامات التي كثيرًا ما أسهمت في إحياء النعرات بسبب سياسة " فرّق تسد " ، وغادرها – الجزائر - حقنًا للدماء وحفظًا لماء الوجه وصيانة لكرامة مزعومة . لكنه في الأخير احتفظ لنفسه بحق الشُّفعة ليمارس وصاية أبدية على بلدٍ يختلف عنه عقائديًّا بلغته العربية ودينه الإسلامي .
    توارث المجتمع الواحد أنماطا رديئة واعتبرها " غنيمة حرب " كالتي يروّج لها حكّام - مجرّد قائمين بأعمال - ينفذّون سياسة الاحتلال القذرة ، يستثمرونها خدمة لأغراضهم الشخصية ، وقد ساعد ذلك على بروز النزوات والنزاعات و" جهوية " فروقٍ تميّز بين سكّان متمدّنين ونزوح " مداشر " بدو ؟.
    "إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ "
    قبل أن يضع جنبه على الفراش ليوجّه وجهه إلى الخالق فيترجّاه عسى يرحمه ، لكن طيف خيال كأنه لأحد الأبناء جاء ليودّعه ، يعكّر صفوة أيمانه ، ما لبث حتى اخترق سمعه ، خطوات ابنه البكر أتاه مستنفرًا :
    - " انهض بابا رُّوحو لـسدراته ؟ "
    يطلب منه الاستيقاظ في وقت متقدّم والنهوض فجأة للذهاب لبلدة " سدراته " المجاورة تبعد عشرات الكيلومترات ؟ا
    - " يا ساتر يا رب "
    ما يدفع بابنه الشاب المهذّب في هذه الساعة ولمثل هذا الأمر سوى آمر جلل ااا
    وما من خدمة بمدينة " سدراته " سوى المحكمة التي تحكم عليك بالسجن ولا يبعد سوى خطوات عنها ، أو المستشفى الذي يئن فيه المرضى أصحاب العاهات :
    - " رب اقدّر الخير "
    علم الوالد المنهك بأن الأمور ليست على ما يرام ، وأنها لن تمر بسلام ، فانتفض يتوشّح قميص النايلون المخطّط كان يسخر منه أحد الأصدقاء بأنه يرتدي ثوبًا لا يتجاوز بعض الفرنكات القديمة
    كسروال الشيفون البالي امتطاه وهمّ بالخروج مسرعًا ، لم يعد بإمكانه شراء ثياب من الشيفون وقد صار باهظا هذه الأيام بسبب سياسة " غلق الحدود " التي تقرّرت :
    - لا حول ولا قوة إلا بالله –
    لحقوا بـ " الزوالي " حتى في جرد سروال قديم
    ( يصوم ويفطر على بصلة ) كما يقول المثل
    - اللّهم لا شماتة في البؤس و الشقاء -
    ( ههههه )
    ارتمى كجلمود صخر خلف سائق السيارة ، أقلع دون تردّد ، لم يلتفت طول المشوار ليريه وجهه ، يجيد القيادة و لا يتكلم كثيرًا ، لكن كاد يفلت منه المقود بأحد المنعرجات ليحدث فزعًا ؛ صاحب الوجه المتحفّظ ؟ كأنه يرتدي قناع فصاح فيه :
    - " آه بالعقل "
    - " ماتخافش بابا الحاج خوك موالف "
    ( يطمئنه )
    بصره زاغ عن طريق فقد معالمه :

    - « وأين عدنا ؟ "
    يسأل الوالد المتحيّر من خلال الحوار المقتضب الذي دار بينه ، و ابنه البكر والسائق المتهوّر ، حول وعكة ألمّت بابنه الأوسط ، ولم تجد معه المحاولات فأخذته سيارة الإسعافات إلى مدينة " سدراته " تكاد تفيض أنفاسه فيلتقطها :
    - " هكذا تسير الأمور بـمدينة " مداوروش " في غياب المرافق الضرورية ااا"
    - " وهذا الابن الأوسط الذي ... كان يركض هنا وينزوي هناك .. لم يجد أبناء المدينة المهمّشين ملجأ سوى ....ااا يفترض في مدينة بحجم " مداوروش " أن توفّر لهم ما يلزم من مرافق رياضية واجتماعية و ثقافية تؤويهم ...."
    – " وصلنا بابا "
    ( ليعود الوعي إلى الوالد الذي تكدّر وتشوّش كأنما تعرض دماغه لقرصنة )
    يتبع ... /...


    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 13-11-2016, 06:56.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    #2
    يستعجل القفز إلى الخارج قبل توقّف السيارة:
    - " لحظة الحاج "
    طلب منه السائق التريّث، ملامح الغضب والإحراج بادية علي محيّاه ، وناور بخبرته وحنكته حتى ركنها :
    - " تستطيعا الآن النزول، تفضّلا "
    ويضيف : - " هاهو مستشفى ( هواري بومدين ) سدراته "
    - " صحيح.. مستشفى سدراته لكن ؛ أين - هواري بومدين - ؟ا "
    يعقّب الحاج على كلام السائق ؛ كأنما يراه يسخر منه وأجابه بغير اقتناع ، ثم هرع بعدها إلى داخل المستشفى كالمعتوه الذي ضاع منه عقله ، يتفقّد يمينًا وشمالاً ، يتوجّس ، ملامح الحيرة تبدو عليه : - " لاشيء يدل على الحياة في هذا الفضاء ، سوى منازعة وصراخ ، وتألّم ، وامتعاض مرضى عانوا على ما يبدو من الإهمال ؟
    - " وأين هو " الفرملي" وأين هو الطبيب ؟ واشي هذه الحالة ؟
    لو يعلم ماذا ينتظره، لطلب النجدة قبل الولوج إلى مصلحة الاستعجالات ؟ااا
    ( سيتعود بابا الحاج على ما كان يخجل منه )
    - هناك أحد ، منزوي ، يستصرخ :
    - " آي يمه اجري لي ااا "
    ومولى جفت عنه الموالي كأنه *** من البؤس مطلي به القار أجرب
    رئمت إذا لم تر أم البازل ابنها *** ولم يك فيها للمبسين محلب
    - " نعم - ضياء - ولدي العزيز ، ماتخافش بابا ، راني جئت "
    اندفع الحاج بلمحة البرق يربت على كاهل الفتى ، يداه ترجف ، يتهته :
    - " طهور إن شاء الله ، أنا هنا جنبك ما تخافش يا لعزيز على باباه "
    مرعوب من حال الولد الشاكي الباكي، لا يترك أحدًا يلمسه، منطويّا على بطنه ،
    عيناه زائغتان ، تعلو وجهه الشاحب زرقة الخوف والارتعاش :
    - « أين ذاك اللون القمحي يا فلذة كبدي ؟ا "
    لم يتمالك الحاج ، عيناه اغرورقت ، راح يردد:
    نزَفَ البُكاءُ دموعَ عينكَ فاستعر ***عيناً لغيركَ دمعُها مِدرارُ
    من ذَا يُعِيرُكَ عَيْنَهُ تبكي بها؟ *** أرأيتَ عيناً للبكا تعار
    يتبع .../...
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

    تعليق

    • سالم وريوش الحميد
      مستشار أدبي
      • 01-07-2011
      • 1173

      #3
      الأستاذ مصباح فوزي رشيد
      قرأت النص وقد شدتني احدائه كما الحاج الذي راح يبحث عن اسباب ذهابه إلى مدينة سدارته
      دون ان يعرف مايخبيء له القدر .
      وقد سجلت ملاحظاتي على هذه المقدمة الطويلة والغريبة على جنس القصة القصيرة ..التي بداتها
      من اول الكون لما خلق الله ادم وحواء ومن ثم احتلال الجزائر ومن ثم الجلاء لتوضح اسباب التفاوت الاجتماعي
      الذي ترفضه انت ككاتب وانسان ..وسجلت ملاحظاتي حول هذا التقسيم للنص في تتابعه ..
      أستاذي الغالي لا شك انك كاتب مميز وتتمتع بخيال واسع واسلوب شيق وتملك
      قوة شد وتأثير على القاريء،
      لكن هناك شرائط للقصة القصيرة يجب أن نضعها امام اعيننا قبل الكتابة
      وحتى اكون منصفا ارجأت قراءتي لك حتى أكمل قراءة النص ..
      ساكون متابعا

      تقديري ومحبتي
      على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
      جون كنيدي

      الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

      تعليق

      • مصباح فوزي رشيد
        يكتب
        • 08-06-2015
        • 1272

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة سالم وريوش الحميد مشاهدة المشاركة
        الأستاذ مصباح فوزي رشيد
        قرأت النص وقد شدتني احدائه كما الحاج الذي راح يبحث عن اسباب ذهابه إلى مدينة سدارته
        دون ان يعرف مايخبيء له القدر .
        وقد سجلت ملاحظاتي على هذه المقدمة الطويلة والغريبة على جنس القصة القصيرة ..التي بداتها
        من اول الكون لما خلق الله ادم وحواء ومن ثم احتلال الجزائر ومن ثم الجلاء لتوضح اسباب التفاوت الاجتماعي
        الذي ترفضه انت ككاتب وانسان ..وسجلت ملاحظاتي حول هذا التقسيم للنص في تتابعه ..
        أستاذي الغالي لا شك انك كاتب مميز وتتمتع بخيال واسع واسلوب شيق وتملك
        قوة شد وتأثير على القاريء،
        لكن هناك شرائط للقصة القصيرة يجب أن نضعها امام اعيننا قبل الكتابة
        وحتى اكون منصفا ارجأت قراءتي لك حتى أكمل قراءة النص ..
        ساكون متابعا

        تقديري ومحبتي
        ؛ أضحك الله سنّك ( هههههههههههه )
        السلام عليكم مستشارنا الأديب الكبير - سالم وريوش الحميد-
        والله أنعشتم صباحنا بعبق كلماتكم الطيّبة
        فالملتقى كما لا يخفى عليكم سيدي الكريم – لا أضحى الله لنا ظلّكم - ؛ في حاجة لأمثال قاماتكم بعد ما هجره الزملاء .
        تراني أكسر القاعدة ؟ بقصد والله !
        المثل عندنا : " خالف تذكر ! " - ذكركم الله في ملإٍ خير من الذي ذكرتموني فيه -
        و عن الأعرابي: " إذا لم يكن لك في الخير اسم فارفع لك في الشر علما! " ههههههههه – استغفر الله العظيم وأتوب إليه -
        ليس ذاك ما كنت أرنو إليه و أردت السير فقط على الأقدام من كثرة الملل والرتابة ، وقلت : " أكون مبدعًا بحقيق أو لا أكون " أليس من الإبداع ؟!
        سنواصل المشوار - بإذن الله تعالى – مستأنسين بإرشاداتكم القيّمة وأنتم قدوتنا
        - دمتم وطاب ممشاكم وتبوّأتم من الجنة مقعدًا -
        مودّتي واحترامي
        التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 29-10-2016, 14:14.
        لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

        تعليق

        • مصباح فوزي رشيد
          يكتب
          • 08-06-2015
          • 1272

          #5
          .../...
          .../...
          عندها خرج بابا الحاج وملامح الحزن والبغض والغضب بادية عليه يستوقف كل من يعترضه أو ينظر إليه يسأل عن الممرضة التي يفترض فيها أن تكون بجنبه لا تفارقه :
          - " من فضلكم ..ماشفتوش الفرملية انتاع ولدي ؟ "
          - " راني هنا حذاك يا الحاج ."
          هل يعقل أن تغادر الممرضة مريضها وتتركه يلاقي مصيره بنفسه وتجلس بعيدة عنه ، متفرّجة كبقية من يأتوا إلى ذات المكان يشبعون فضولهم ، يتلذّذوا بالمشاهدة - الحيّة – معاناة على المباشر - بدون رقابة –
          - " يا بنتي من الصباح واين كنتي انسقسي عليك فين رحتي ؟ "
          تجيب الممرضة بكل برودة وهدوء كما ليست معنية بصفة مباشرة ؟ا فاحتار الحاج وله أن يحتار ؟اا - سبحان الله – ليس هذا من أبجديات الطب المعروفة ولا من المواثيق الإنسانية المألوفة ؟ا
          - " ولم تجلسين هنا متفرّجة ؟ "
          - " أنتظر الأوامر "
          - " من شكون ؟ " دخل معها في حوار فعرفت أن الحاج جاد أكثر من ذي قبل وقد يرفع سقف المطالب إلى ما لا يحمد عقباه وطفح الكيل فخرجت إحدى الممرضات ترتدي مئزرًا أبيضًا :
          - " واش ماعندكمش سبيطار في ( مداوروش ) انتاعكم ؟ا
          ( إنّها تزيد الطين بلّه هذه المخلوقة )
          وهذه الموظّفة وتبدو وكأنها كانت تتابع الحوار من داخل مكتب الطبيب ، ثم خرجت تستفزّه وقد استغلّت النقص والضعف الذي رأته في الممرضة التي ترافق ابنه ، وحتى ربما طيبة ولطافة ( بابا الحاج ) لم يتمالك فقد الصبر ، لم يعد في قوسه منزِع - كما يقال-
          - " لا سيّدتي ليس عندنا سوى سياسيين ، و متشدّقين ، وانتهازيين ، ومتنطّعين ، تحيّنوا الفرص ، وركبوا الأمواج ، يتملّصون من الواجب " . وأضاف :
          - " هل لي بسؤال سيدتي الفاضلة ؟ "
          - " تفضّل هات ماعندك "
          - يمكن تشرحي لنا معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - :
          - " أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ" ؟
          يتبع .../...
          التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 29-10-2016, 14:34.
          لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

          تعليق

          • مصباح فوزي رشيد
            يكتب
            • 08-06-2015
            • 1272

            #6
            .../...
            -

            - " أكملوا كافة الإجراءات والتحاليل اللاّزمة ثم قوموا بإحضاره إلى غرفة العمليات "
            قالها على عجل وخرج من غرفة الاستعجالات أين يرقد – ضياء –
            - " الطبيب الجرّاح " ا؟ :
            تمتم أحدهم
            - " نعم يبدو ذلك ولكن كيف لم نشعر بوجوده ولم يخطرنا أحد ؟ " :
            عقّب عليه الآخر .
            - " الحمد لله حان وقت الرّواح " :
            وفرحت ممرضة – ضياء – كثيرًا لأن مهمّتها تنتهي عندها والآن تستطيع الانصراف لتعود على أدراجها من حيث جاءت.
            - " وأنا يا أنا ااا كيف سيكون حالي مع ولدي أنا ؟
            تنهّد ( الحاج ) تنهيدة خشي عليه منها الحضور فتداركه ابنه البكر :
            - " ما تخفش ( الحاج ) معانا ربي "
            فرد عليه بتنهيدة ثانية أكبر منها :
            - " سبحانه "
            وراح يردد :
            ربٌ رحيمٌ مشفقٌ متعطفٌ
            لا ينتهي بالحصرِ ما أعطاه
            نزل خبر العملية كالصاعقة على دماغ المعتوه ليحدث تصدّعًا بنفسيته يضاف إلى رصيده القديم من المعاناة
            معاناة مستعصية مستديمة كـ ( القرينة ) ولا تريد التماثل للشفاء حتى بالرّقى .
            كيف جاء ومن أين دخل الطبيب الجرّاح ؟
            لم يشعر بقدومه أحد ، تسلّل الى غرفة الولد وقام بفحصه ثم قرّر إجراء عملية له هكذا وبدون سابق إنذار ااا؟
            غريب أمر هذا المستشفى ، مستشفى – سدراتة – والزّعيم ( هواري بومدين ) منه ومن طاقمه براءٌ .
            يتبع .../...
            التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 29-10-2016, 15:24.
            لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

            تعليق

            • مصباح فوزي رشيد
              يكتب
              • 08-06-2015
              • 1272

              #7
              .../...
              الممرّضة تدور حول نفسها ، تغدو مبهمة وتروح مبهمة ، تجري كالمعتوهة مثله ، الغادي و الجواء ، تستهلك وقتها وعرضها ، تجتر الأوامر والنواهي التي تصدر من زملائها اجترار من لا حول ولا قوة له ، تجري خلفهم وكذلك يفعل ( الحاج) يتكركر كالطير المطارد يتبعها ، كظلّ يستخبر على حال ولده ، يتفرّس في الوجوه تتراءى له قراءات مختلفة ؛ مرة تطمئنه على حاله ، وأنه - ابنه ضياء - بخير ولا بأس عليه ، وسيخرج بسلام من هذه التجربة ، وأخرى تأتي مغايرة فيتشاءم وتحط من معنوياته ، عندما يلاحظ وكأن بعض من بيدهم العلاج يتكتّمون عليه من خطورة الأمر ، متحفّظين من طبيعة المرض ، لا يدرك سوى الذي يعرف الطب ويمارسه ، يحتفظون بالمعلومات لأنفسهم وللزملاء و فقط ،
              - " لديهم الحق ربما ااا؟ "
              يشاطرهم بابا الحاج مناصفة لهم
              - " من باب الأخلاق المهنية " ديونتولوجي "
              يلتمس لهم الأعذار .
              له يقول أحد أفراد الطاقم :
              - " الحاج ااا "
              تنبّه لأمره أحدهم
              - " نعم ولدي ؟ "
              - " روح جيب الكرسي المتحرّك من ذاك المكان "
              - " يريد أن يتخلّص مني على طريقته " استشاط منه
              - " لعبة التغميض " هذه وإلّا " رمي العظم "
              هضمها ( بابا الحاج ) بلع " الموسى على الحدين بدمه " كما يقول المثل ، وخرج مرغمًا من قاعة الاستعجالات .
              صار ( بابا الحاج ) يشك في كل الأنفاس التي تزفر حوله ، وفي جميع الأفراد على اختلاف ألوان مآزرهم ، الأبيض والأخضر لكنها لا تشبه ألوان العلم بأيّ حال ، اللّهم إلا فيما يتعلّق بالدم الذي يسيل كاللعاب بين أيديهم وأرجلهم ، وبصقه المرضى خفية تحت أسرة لم تعد تتجاوب والعدد الغفير منهم بسبب القدم ، وفي غياب النظافة والصيانة المفروضة ، وكذلك تدنّي مستوى الخدمات التي يقدّمونها ، بدليل أن الشخص ، والذي لا يعرف اسمه ، يأمره بإحضار الكرسي المتحرّك لا لشيء سوى لحاجة في نفسه ، يتصرّف على هواه دون مراعاة لعاطفة الأبوة التي تنزف من عروقه مثل الدم الذي قد يحتاجه ابنه – ضياء – في أيّ لحظة من اللحظات ؟اا
              يتخلّص منه ومن وجوده وفضوله ، يأمره على طريقة الكلاب .
              يتبع .../...
              التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 01-11-2016, 07:07.
              لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

              تعليق

              • مصباح فوزي رشيد
                يكتب
                • 08-06-2015
                • 1272

                #8
                .../...
                حضر الكرسي المتحرك رغم كل شيء، وحضر البعض لمساعدة الولد ويده إلى كيس مصل معلّقة بالمشجب ، في طريقه إلى غرفة العمليات .

                - " إلى الطابق الرابع "
                بدأت الصرامة تتجلّى من خلال بعض الأوامر التي تصدر من هنا وهناك
                والكل رئيس ، والكل مرؤوس
                سارع أعوان الأمن إلى فتح الأبواب المؤدّية إلى الداخل حيث المصعد
                الجرّاح بانتظار الولد المريض لإجراء العملية .
                وكلما بعدت المسافة زادت المخاوف ،وكبرت معها الهواجس ،واستوحش - الأب المرافق - الطريق وشعر بالغربة و:

                - " ليس من سمع كمن رأى "
                تزداد مخاوفه

                في البداية تفاجأ الوفد بالمصعد قد علق ، لم يعد في الخدمة ؟! لكن ;بعد محاولاتٍ عِدّة ، تبيّن مدى عجز المرفق العام :
                - " عبّز مليح "
                أحد العمّال يطلب من زميله أن يضغط بقوّة على الزر الأحمرااا
                جاءت البشرى، وفي الأخير:

                - " الحمد لله ، إنّه يشتغل "
                فتنفّس - ( الحاج ) ومن معه - الصعداء
                لكن لم يسمح لأحد منهم باستخدامه فهو:
                - " ما عادش يتحمل الأعباء مثل قبل ؟ "
                كانت مفاجأة أخرى ، لتضاف إلى رصيد المفاجآت العابرة لمنطق تسيير المرافق العامّة في هذه البلدة الطيّبة ااا
                - " ما يهمّش ليلة بين الليالي وتفوت "
                عبثًا يحاول ( عمي الحاج ) استرجاع ثقته بالمكان المذكور، وما خفي يكون أعظم:
                - " كيفاش تضع ولدي بحذا واحد مهبول ؟ "
                داخ ، لم يفهم شيء ؟
                - " لكنّه ناس ملاح يا الحاج " يردّ عليه الممرّض المناوب يحاول يهدّئ من روعه
                سيتقاسم الولد الغرفة مع أحد المجانين ، لا يحدث هذا إلاّ في مستشفى سدراتة ااا؟
                - " - مجنون لكن ناس ملاح، هذه قالت لهم الكل أسكتوا ؟ااا "
                عقّب الحاج مستغربًا .
                يتبع .../...

                التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 31-10-2016, 09:18.
                لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                تعليق

                • مصباح فوزي رشيد
                  يكتب
                  • 08-06-2015
                  • 1272

                  #9
                  .../...
                  الأوامر تقضي بإحضار المريض إلى قاعة العمليات، وما هي إلا لحظات حتى طلب من المرافقين له - الأب وابنه البكر - مغادرة المستشفى على أمل العود ة إليه بعد إجراء العملية.
                  الساعة تشير إلى الثانية بعد منتصف الليل
                  اِلتفت ( الحاج ) إلى ابنه البكر:

                  - " ( تقي ) أين السائق ؟ "
                  - " راح .. تركته يذهب لما علمت بأن الأمر سيطول "
                  ثمن أجرته سيرتفع عند كل لحظة تمر ، ولأن السعر بالليل ليس نفسه بالنهار
                  تعقّدت أمورك يا الحاج يا مغبون ؛ أين ستذهب ، والصقيع في هذا الفصل من أواخر الخريف ، و( سدراته ) بالليل ليست كما بالنهار ، وأنت لا تملك درهمًا ولا دينارًا ( ههههه )
                  وحتى ولو كنت مرفّها - فرضًا - فمن عساه يستقبلك في ساعة متأخّرة من الليل ، ويفتح لك الباب ؟
                  ليس هناك سوى مسجد يقابله وهو يجلس بالمقهى المناوب
                  وبعدئذ نشبت معركة بالأسلحة البيضاء بين صاحبه – المقهى - وبعض المتشردين وسال الدم وتدخّل رجال الأمن
                  فهرعا إلى الخارج يطلبان صلاة الفجر في وقت مبكّر قبل الآذان .
                  - " - السلام عليكم - انتظرا قليلا ريثما يحضر القائم "
                  - " وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته " يردان على " سراب " عجوز يبدو ولأول وهلة أنه من شيوخ البلدة المواظبين على صلاة الفجر
                  - " الحمد لله هناك حياة بهذا المكان " نظر الوالد إلى ابنه فإذا به يرتعب من شدة الخوف والبرد .
                  وَلَيسَ يَصِحُّ في الأَفهامِ شَيءٌ إِذا اِحتاجَ النَهارُ إِلى دَليلِ
                  يتبع .../...
                  التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 31-10-2016, 07:23.
                  لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                  تعليق

                  • مصباح فوزي رشيد
                    يكتب
                    • 08-06-2015
                    • 1272

                    #10
                    .../...
                    لحظات ثم رفع الآذان مهلّلاً مكبّرا بعدها:
                    - " فتح المؤذّن من الدّاخل ؟ "
                    - " يقيم بحرمة المسجد "
                    يرد الأب على الاستفسارات .
                    ولجا المائضة وتوضّآ الاثنان ، قصدا المصلّى ، يرتعشان ، تصطك أسنانهما
                    دَخَلاَ كلٌّ على حِدَه يُصلّي النافلة ؛
                    اختلفا في أداء الصلاة،
                    - وجد الاختلاف مكانة مميّزة بين الجزائريين في الأيام الأخيرة -

                    هنيهة لإقامة صلاة الصبح ،
                    يشهدها عدد ضئيل،
                    ثم انفرد بعدها ، على غرار بعض من تبقّى من القائمين ، يذاكر،

                    النوافذ على مصراعيها مفتوحة ؛
                    قام ( الحاج ) بغلق العديد منها.

                    - " أف آح .. ابـْــرّ..........دت ااا "
                    يقفقف
                    - " قرّب "
                    يطلب من الولد
                    يجلس بجنبه، الكتف إلى أختها :
                    ( لتغنينّ يارب )
                    اسند رأسه إليه
                    يغفو قليلاً، تنام عينه وقلبه لا ينام جأشه مشتعل:
                    ( تذرف العين لا أغفيت، والقلب إلى المريض الغائب؛ كيف من بعد تخديره يكون حاله ؟ )
                    لسان حاله يقول .
                    كانا قد تركا متاعهما وأحذيتهما بالرفوف، ما جعل ( الحاج ) يخرج من صمته:
                    - " أقرأ حسابك راني رايح نرقد "
                    يشدّد على الولد قبل أن يدخل في نوم عميق.
                    كثرت سرقة الأحذية من المساجد في هذه الآونة ، فقلّ الخشوع وذهبت الطمأنينة من النفوس
                    - ولا حول ولا قوة إلاّ بالله -
                    يتبع .../...
                    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 01-11-2016, 07:24.
                    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                    تعليق

                    • مصباح فوزي رشيد
                      يكتب
                      • 08-06-2015
                      • 1272

                      #11


                      .../...
                      - " نوض بابا بابا .."
                      بعض من كانوا يتذاكرون غادروا أماكنهم ولم يبق سواهما في المصلّى ، فخرجا يطلبان المستشفى ، الجهد والإعياء باديّان عليهما من أثر التعب والسهر:
                      - " ليس لدينا الوقت الكافي لذلك "
                      يقول للولد الذي ذهب يبحث عن مرآة في زوايا و أركان المسجد الفسيح ليتفقّد مظهره.
                      - " قداش راهي الساعة ؟ "
                      - السادسة تقريبًا " يرد عليه
                      - " كم بالضبط ؟ " يحرص على الوقت .
                      المستشفى لا يبعد كثيرًا عن المسجد، ما هي إلاّ خطوات حتى دخلا مصلحة الاستعجالات:
                      - " نعم ؟ "
                      تقدّم إليهما أحد الأعوان يرتدي سترة سوداء مكتوب عليها - عون أمن – يتحرّى هويّتهما
                      - " لحظة "
                      ذهب يتفقّد ثم عاد برفقة موظّف آخر تبدو عليه مظاهر البيروقراطية من خلال بذلته المحترمة ونظّاراته السّميكة وخاطبهما بعبارات لطيفة كأنما انتقاها ، فنصحهما بالانتظار أمام مصلحة العمليات حتى الساعة التاسعة ، وأن ينتهزوا فرصة دخول أو خروج أحد العمال أو الموظّفين ، ثم يتوجها مباشرة إلى الغرفة أين سيريان الولد .
                      و أضاف ابتسامة حلوة :
                      - «"من فضلك لا تفشي أمري لأحد يا الحاج أبّا."
                      - " بارك الله فيك .. ماتخافش سرّك في بئر . "
                      رد عليه ثم انصرف هو وابنه حيث يستطيع هضم ما تبقّى من الوقت والذي يقارب ثلاث ساعات كاملة .
                      وفي قاعة الانتظار التي توجد في الطابق الأرضي :
                      - " كم هي الآن ؟ "
                      يتقصّى بابا الحاج عما يجري في الأعلى ، معصور الوجه ، قلبه الذي يكاد ينفجر خفقاته تسمع عن بعد .
                      - " إنّها (7) سا و45 عندي أنا "
                      - " ليس كما تقول أنت ( 7 ) سا و 44 د. "
                      يرد على ولده ، يتحرّى الجزيء من الوقت ، على أحر من جمر .
                      دقّت الثامنة ، وتوافد الموظّفون ، امتلأت و ضاقت بهم :
                      - " ما شاء الله لو كنا نعمل بجد لصرنا أمّة ؟ا "
                      يستغرب العدد الهائل من العمال، صار القطاع العام يعاني من التضخّم بسبب المصاريف الزائدة عن اللزوم، بينما تبقى نوعية الخدمات في تدني ملحوظ.
                      يتبع .../...

                      التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 04-11-2016, 04:46.
                      لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                      تعليق

                      • مصباح فوزي رشيد
                        يكتب
                        • 08-06-2015
                        • 1272

                        #12
                        .../...
                        إنها التاسعة صباحًا ،
                        تسمّر ( الحاج ) والولد ( تقي الدين ) أمام غرفة العمليات
                        - " وراه ( تقي ) اتبعه "
                        لم يتردد الولد في تنفيذ أوامر أبيه ،
                        اقتفيا أثر موظف كأنه كان في انتظارهما فقام بفتح الباب لهما
                        - " أظنّكما من ...جئتما البارحة ؟ "
                        - " كيف حاله ؟ أين هو ؟ " يستقصيان عن مريضهما وعن أحواله
                        لحقاه حتى آخر رواق أين يرقد الولد ( ضياء ) كالسّمكة، مّجمّد فوق السرير عيناه مفتوحتان:
                        - " إنّه تحت التخدير " يقول الموظّف
                        - " سنحوّله إلى القاعة اللّي فوق .. ارجعا إليه بعد أن يكون قد أفاق وعاد الوعي إليه "
                        من الجانب الآخر خلف زجاج الواجهة يحاولان تقديم التحية ، الصبي ليس في وعيه التام ، انصرفا على أمل معاودة الزيارة ، ريثما يتم نقله إلى صالة الرجال أين سيكون ( السبتي ) بن الحي البلدي ( لاكومين ) الـمهبول " لكن ناس ملاح " في انتظارهما بعقل فاقد للصواب ، وستكون المفاجأة جد سارّة للوالد وما ولد الصحيح فيهم والمريض – ( ههههههههه ) استغفر الله العظيم .
                        الصالة دهليز فارغة فاغرة ، وليست وفيرة فارهة ، أسِرَّتها العديدة شاغرة والإنارة بها منعدمة ، معزولة تقع في أعلى طابق فوق غرفة العمليات .
                        تستجير للخالق من سحابة كثيفة لكنها لا تمطر ، غيمة بيضاء تعلوها ، دخان السجائر العديدة التي يلتهمها ابن الحي البلدي المقيم الوحيد ( السبتي ولد لاكومين ) عندما يفقد الصواب والذي صاح فيهم :
                        - " قلت لك ما نخرجش من السبيطار حتى لو كان إيجي ربي "
                        لمّا طلب منه الممرّض التوقف عن التدخين ورمي السيجارة التي بيده .
                        يتبع .../...
                        التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 02-11-2016, 07:03.
                        لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                        تعليق

                        • مصباح فوزي رشيد
                          يكتب
                          • 08-06-2015
                          • 1272

                          #13
                          .../...
                          لم يتردّد - بابا الحاج ، ففكّرثمّ قدّر - قُتِل كيف قدّر - (هههه ) وأخيرًا قرّر - في قرارة نفسه - تحويل الولد إلى مكان آخر .
                          بعد طلوع النهار استردّ – ضياء الدين – بعض قواه، فراح أبوه يبحث عن مكان آخر له يكون الأمن فيه والأمان أكثر.
                          وبالغرفة الصغيرة المجاورة سرير شاغر بجانب شيخ محترم ، حاوره ( الحاج ) فالتمس فيه صفات الطيبة والنبل فاستأذن منه فأذن له بإحضاره ليرقد بالسرير الذي بجانبه :
                          - " ما من مشكلة يا أخي "
                          - " جازاك الله عنّا يا شيخ "
                          شكره الحاج وخرج مسرعًا وساعد بمعية من حضر ابنه على المشي حتى أجلسه بمكانه الجديد .
                          فعلها ( بابا الحاج ) دون سابق إذن ولا ترخيص من أحد فقد ركب رأسه.
                          ومن حظّه أن كان موعد خروج ذاك الشيخ تاركًا مكانه للحاج الذي استلقى فيه مغشيًّا من أثر السهر والصقيع الذي نال منه:
                          - " انتهى موعد الزيارة الحاج "
                          قام يدعوه أحد لمغادرة الغرفة ،
                          استعطفه ( الحاج ) مستعملاً معه كافّة الأساليب لعلّه يتغاضى عنه، وعبثًا حاول جاهدًا إقناعه:
                          - " ماعندكمش إحساس "
                          صرخ ( الحاج ) في وجهه .
                          فقد هؤلاء – الأطباء والممرضون وكل من يزاول مهنتهم – الإحساس البشري من كثرة مشاهد نزاع المرضى تحت تأثير الألم.
                          يتبع .../...
                          التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 05-11-2016, 09:22.
                          لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                          تعليق

                          • مصباح فوزي رشيد
                            يكتب
                            • 08-06-2015
                            • 1272

                            #14
                            .../...
                            أسرّها الممرّض الشاب في نفسه ، وترك ( الحاج ) لوحده يغلي ، ثم انصرف دون أن يتعرّض له بشيء.
                            - " لمَ تؤذيه يا ( بابا ) ؟"
                            ( تقي الدين ) ولد شاب ومهذّب ، عاتب أباه ولامه كثيرًا على تصرّفه وسلوكه المشين.
                            نسأل الله أن يغفر لنا جميعًا ، وللحاج المسكين الذي يعلم جيّدًا بأن الممرّض الشاب لا يجد ما يقوله سوى " مكره أخاك لا بطل " ، تتمثّل فيه الأوامر بحذافيرها ، ويسهر على تنفيذها من أجل كسب قوت يومه ،
                            ومن عساه يلوم الناس اليوم على ذلك ؟ا

                            يكون ( الحاج ) قد فعلها استكبارًا أم انتقامًا لنفسه ؟
                            فـ" لَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ "
                            وما ذنب المسكين إن كان مطيعًا لأوامر غيره ينفّذها بحذافيرها ،وهل يُرجى من هؤلاء الشبّان - المغلوبين على أمرهم في دولة القوانين ...- سوى المواظبة على العمل لا يعصون " المساهيل " ما أمروهم ، لكن البعض يبالغون بكثرة انضباطهم ويبدون صرامة غير مسبوقة : " لا يعصون ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " ملائكة ؟ا أغغغ ااا
                            نسي ( الحاج ) فضل – سُدراته - على أمثاله من المتعلّمين وقد زاول تعليمه بثانوية العلاّمة الزاهد المتصوّف ( محمد السعيد الورتيلاني ) رحمه الله ، وحصل له الشرف في إقامة علاقات طيّبة مع من أحبّهم وأحبّوه من الزّملاء من أمثال – بودي ، و الجودي ، وعبد الكريم بو...– والتلميذة النجيبة التي كان معجبًا بها وقد أضحت من الوجوه المعروفة الآن و..و..والقائمة طويلة ..وهل ينكر ( باباهم الحاج ) المغامرة - العاطفية – العابرة من تلك القصة القصيرة التي جمعته بـزميلته - نفيسه - التي أحبّها بشغف ؟ا ( ههههه )
                            غفر الله لك يا عم كم أنت طيب ، لكن الناس ربي يهديهم ؛ لم يمنحوا لك فرصة لإبدائها .
                            ليس من الوفاء ولا من الأخلاق أن ينكر الإنسان فضل الآخرين عليه ، ولكن هناك من يأتي متأخّرًا ليفسد الفرحة على غيره ؛ لا تستهويه الأخلاق ولا المبادئ ولا القيّم ولا يرى في الناس سوى المصالح العابرة .
                            يتبع .../...
                            التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 03-11-2016, 07:11.
                            لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                            تعليق

                            • أميمة محمد
                              مشرف
                              • 27-05-2015
                              • 4960

                              #15
                              أهنئك على المتابعة الأديب الجزائري مصباح فوزي، وسؤالي:
                              هل هي مشروع رواية كما يبدو لي؟
                              جميلة اللهجة الدارجة في النص تعطيه خصوصيته
                              تحية

                              تعليق

                              يعمل...
                              X