" سدراته " ؛ نعرة و استعلاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
    أهنئك على المتابعة الأديب الجزائري مصباح فوزي، وسؤالي:
    هل هي مشروع رواية كما يبدو لي؟
    جميلة اللهجة الدارجة في النص تعطيه خصوصيته
    تحية
    والله سيدتي الكريمة ؛ ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل)
    يستدرجني ( الحاج ) أتماهى معه لا أعلم كيف بدأتها ولكني أبصرت طريقه قدامي فمشيت - هههه -
    ولعلي سأبقى ماشيًا شئت أم أبيت ..
    شكرا على مساندتك الدائمة لنا
    الأديبة الراقية :
    أميمة محمد -
    نائب رئيس ملتقى القصة -
    خالص الود والتقدير والاحترام
    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 03-11-2016, 15:23.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

    تعليق

    • سالم وريوش الحميد
      مستشار أدبي
      • 01-07-2011
      • 1173

      #17
      رائع ماتكتب أستاذ مصباح .. لقد ابهرتني طريقة السرد
      وتتابع الأحداث ، وقدرتك على التصوير ..
      وكأننا نعيش مع بابا الحاج مأساته وهويتابع حالة ولده في المستشفى
      بنفس يكاد ألاينقطع .. نص يحمل في داخله الجانب الإنساني للعلاقة الأسرية
      وترابطها ..
      وفي ذات الوقت ترينا الجانب السلبي من حياة الناس
      (في المستشقى في المدينة )..
      قلم صادق ينقل الحقيقة بواقعية مؤثرة دون مواربة
      لذا راقني النص ..وتابعته بشغف
      رغم إني لا أميل لا ستخدام اللغة الدارجة في النص لكن
      مما أعجبني أيضا هنا محاولة التجنيس والمواءمة بين اللغة العربية والدارجة
      حيث لم تبد
      حالة من النشاز بل بدت اللغة كوحدة واحدة ..
      ارى ويتفق معي الكثير أن النص ليس من جنس القصة القصيرة
      فهذه الإطالة للأحداث وطول النص هو اقرب إلى جنس
      القصة الطويلة أو الرواية ..منه إلى القصة القصيرة ..
      تحياتي لك إبداع متميز
      على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
      جون كنيدي

      الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

      تعليق

      • مصباح فوزي رشيد
        يكتب
        • 08-06-2015
        • 1272

        #18
        .../...
        آه يا " بابا الحاج " يا- لزرق - بت أخشى عليك من الناس ؛
        هل ستروي لهم قصتك مع تلك الفتاة ؟
        زميلتك " نفيسة " !
        - ( لزرق سعاني يا ماما ودّي عنواني) -
        - هاهاها -
        لا زالت تحمل اسمها معك، ذات الإحساس ، تطالع قدّها المياس ، تنظر إلى عينيها البنيّتين ، وخصلات شعرها الغجري المشدود للوراء ، وبارق تغرها المتبسّم ....
        كم كانت حلوة وجميلة ، وكنت أيَضًا:

        - " مينيون "
        ويحلو لك كثيرًا عندما تقول لك ذلك بالفرنسية ، تحاول إقناعك لتبيّن الفرق بين الرغبة والجمال .
        كم كنت خجولاً !
        يا واحد " الحشّام "
        تتهامسان تحت المطريّة خلف سور الثانوية ، ترويان قصتكما مع الأيام .. ذاك الجمال وتلك الحياة ، روعة !، والشباب أجمل !
        انقطعت أخبار تلك الفتاة و لم يعد لها أيُّ أثر !
        فعلتها ؛ ذهبت وتركتك تعيش في صمت لوحدك !
        – آههههه -
        يا الحاج يا بو الهزب ..
        كم هي مغامراتك شيّقة.
        يتبع .../...

        التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 04-11-2016, 03:26.
        لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

        تعليق

        • مصباح فوزي رشيد
          يكتب
          • 08-06-2015
          • 1272

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة سالم وريوش الحميد مشاهدة المشاركة
          رائع ماتكتب أستاذ مصباح .. لقد ابهرتني طريقة السرد
          وتتابع الأحداث ، وقدرتك على التصوير ..
          وكأننا نعيش مع بابا الحاج مأساته وهويتابع حالة ولده في المستشفى
          بنفس يكاد ألاينقطع .. نص يحمل في داخله الجانب الإنساني للعلاقة الأسرية
          وترابطها ..
          وفي ذات الوقت ترينا الجانب السلبي من حياة الناس
          (في المستشقى في المدينة )..
          قلم صادق ينقل الحقيقة بواقعية مؤثرة دون مواربة
          لذا راقني النص ..وتابعته بشغف
          رغم إني لا أميل لا ستخدام اللغة الدارجة في النص لكن
          مما أعجبني أيضا هنا محاولة التجنيس والمواءمة بين اللغة العربية والدارجة
          حيث لم تبد
          حالة من النشاز بل بدت اللغة كوحدة واحدة ..
          ارى ويتفق معي الكثير أن النص ليس من جنس القصة القصيرة
          فهذه الإطالة للأحداث وطول النص هو اقرب إلى جنس
          القصة الطويلة أو الرواية ..منه إلى القصة القصيرة ..
          تحياتي لك إبداع متميز
          أهلاًبأستاذنا الكبير المبجّل
          وهل تنوون ترشيح ( الخاج ) لجائزة ما ؟
          - لاقدّر الله -
          بت أخشى عليه من الطمع
          - ههههه-
          يسعدني هذا الاهتمام
          تواضعكم يخجلنا .
          جزيل الشكر والامتنان .
          التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 04-11-2016, 03:02.
          لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

          تعليق

          • مصباح فوزي رشيد
            يكتب
            • 08-06-2015
            • 1272

            #20
            .../..
            أين أنت يا ( بابا الحاج ) من تلك الأيام الحلوة الجميلة ؟ كبرت لحيتك واشتعل رأسك شيبًا - هههه- ؟
            صرت جدّا ، وهؤلاء بنوك لا يعرفون قصصك ، و " سّدراته " لم تعد تلك المدينة الصغيرة التي عرفتها ذات يوم ، كما عُرفت بدورها برجال كبار من أمثال " الشيخ بشيشي بلقاسم اللوجاني " و " العقيد عبيد السعيد" :
            لظروف ما ، استطاعت " سّدراته " أن تسحب البساط من تحت أرجل ( العوينات ) عندما كانت دائرة " كلارفونتان " إبّان الاحتلال، تُسيِّرها عن بعد – هههه –:
            - "
            حكومة لالا وشلاغم سيدي " –
            ، لتكتفي هذه الأخيرة باللّقب .وكذلك فعلت مع " مداوروش " ذات الموقع الاستراتيجي الهام ،حين سحبت منها أهم المشاريع التنموية ، قبل آخر تقسيم إداري .
            عرف أبناء " سّدراته " بنعرتهم ونشاطهم السياسي ، وبالترويج للاشتراكية في عهد الرئيس الرّاحل – هواري بومدين - في نهاية السبعينيات ، كما كانت لهم أيادي طويلة تمتد إلى أكبر العواصم الاشتراكية ، ومعاقل الشيوعية الحمراء .
            لا أحد يستطيع إنكار أهميتك يا " سُدراته "
            لكنّك متسلّطة وعنادك زاد عن اللزوم .

            يتبع.../...
            التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 04-11-2016, 06:27.
            لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

            تعليق

            • أميمة محمد
              مشرف
              • 27-05-2015
              • 4960

              #21
              طريقة نقلك للمشاهد والأحداث متمكنة وتميزت في السرد كما أني أتفق مع الاستاذ سالم في تحديد استخدام الدارجة
              خاصة حين يُقدم النص لشرائح مختلفة. الدارجة تخصصه لشريحة ( جزائرية مثلا ) وهذا يعتمد على الهدف الأساسي للقصة والتفرغ ومراجعتها
              النص إذا قصة طويلة أو رواية.. الأحداث متتابعة والسرد ونتابع تأزم العقدة ونترقب النهاية
              استمتعت بما قرأت... وأستاذ مصباح... أشكر لك هذه المثابرة فقلمك في تصاعد منذ أول مرة قرأت لك وأنت تركز على النصوص كأدب يُقدم وهذا رائع
              تحياتي وعذرا على المقاطعة وسننصت ومتابعة موفقة للكتابة حتى النهاية

              تعليق

              • مصباح فوزي رشيد
                يكتب
                • 08-06-2015
                • 1272

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
                طريقة نقلك للمشاهد والأحداث متمكنة وتميزت في السرد كما أني أتفق مع الاستاذ سالم في تحديد استخدام الدارجة
                خاصة حين يُقدم النص لشرائح مختلفة. الدارجة تخصصه لشريحة ( جزائرية مثلا ) وهذا يعتمد على الهدف الأساسي للقصة والتفرغ ومراجعتها
                النص إذا قصة طويلة أو رواية.. الأحداث متتابعة والسرد ونتابع تأزم العقدة ونترقب النهاية
                استمتعت بما قرأت... وأستاذ مصباح... أشكر لك هذه المثابرة فقلمك في تصاعد منذ أول مرة قرأت لك وأنت تركز على النصوص كأدب يُقدم وهذا رائع
                تحياتي وعذرا على المقاطعة وسننصت ومتابعة موفقة للكتابة حتى النهاية
                الراقية ؛ الأستاذة الأديبة :
                أميمة محمد
                نائب رئيس ملتقى القصة
                السلام عليك ورحمة الله وبركاته ؛
                - مرة أخرى ، أشكرك على هذا التفاعل وعلى الكلمات الطيّبة المعبّرة التي تدل على مدى كرمك وتواضعك
                - إنما أردت تبرير : محاولتي الزج بــ - اللهجة المحلية - ، العامية من باب :
                1) - الإنشغال بما يجري في الساحة وللحد من التعرية والتآكل ، تتعرّض لهما الذاكرة الشعبية ، ومن آفة الحرب المغرضة التي تريد تغييب الأصيل عن هويته ولغته ودينه من قبل حركات البغي بغرض اقتلاعه من جذوره ، وبتسويق لغات أجنبية والترسيخ للغة الاحتلال ، عقيدة ( الفرنكو-بربرية ) الفاسدة التي تزرع النعرات لتفرّق بين الأفراد .
                2)- من باب الاقتداء بالأدب النزيه الذين تتجلّى فيه الذاكرة الشعبية بمعانيها الراقية وثرائها بالعبر ، يدغدغ الشعور بالوحدة ويزرع حب الانتماء في النفوس ، ويعالج الواقع بــلغة العامّة والأفراد ، ويرصد الواقع لا لاستنساخه لكن من باب الإخلاص ونقل الحقيقة " عارية " كما هي ....
                3)- أحببت أيضًا " الواقعية " من هذا الأسلوب ، والتي ما انفكّت تُميّز ثلّة من الأدباء المعروفين تأثّرت بكتاباتهم ، من أمثال : - ريح الجنوب - ع/الحميد بن هدوقة ، - اللاّز - للطاهر وطار ، " ، - فوضى الأشياء - لرشيد بوجدرة وغيرهم ممن أردت أن أقتفي أثرهم كـ - دار السبيطار - محمد ذيب ....ومولود معمري وكاتب يسين ولم تكن اللغة عائقًا أمام محاولات تصويرهم للواقع المعاش .
                أجمل باقات الود والعرفان .
                التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 05-11-2016, 09:55.
                لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                تعليق

                • مصباح فوزي رشيد
                  يكتب
                  • 08-06-2015
                  • 1272

                  #23
                  .../...
                  - " انس الهم ينساك "
                  - " اللّي فات مات "
                  - " تزوّد بالإيمان و الإرادة وانس " سُدراتة " والتفت إلى الولد ، فحاله لا يُنبئ بخير ...يا عمّ "
                  - " كيف سيواجه ابن العشرين واقعه المزري بشبكة انابيب وثقوب بالبطن ؟
                  وجروح متفاوتة قد لا تلتئم ؟ا "

                  يستعجل الشفاء من الهواجس والأسى ووخز الضمير، يفتر حاله وقلبه على ولده في ريعان شبابه يجرّ المصيبة جرًّا .
                  - " تركب - الجيناف – "
                  استفاق على كلام ( تقي ) ابنه البكر يخيّره بين سيارة أجرة مريحة وركوب ( ج 9) وسيلة نقل متواضعة لا يركبها إلاّ ( زوالي ) تعيس مثله .
                  لم يتردّد في قبول العرض لأن ( بابا الحاج ) يركب كل ذات عجلة ( ج9 وج 8 وج7 ) ومادونها وما فوق ذلك كالأطباق الطائرة ، وحتى الصواريخ تستوجب ركوبها الآن دون انتظار
                  ولكن ؛ أعفه من النفقة ، فهو على العام – محرّق – مهدهد ، وجيوبه فرغانة مثقوبة ، كثقوب البطن االتي بات يعاني منها ابنه المسكين ااا
                  غير أن أخلاقه وطيبته لا تتركان للمغرضين مجالاً للمناورة، أو أيّة فرصة لمناقشة آفة تآكل جيوبه من النقود، والكل على علم بذلك؛
                  " مكره أخاك لا بطل "
                  – ههههه -
                  يتبع .../...
                  التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 05-11-2016, 11:11.
                  لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                  تعليق

                  • مصباح فوزي رشيد
                    يكتب
                    • 08-06-2015
                    • 1272

                    #24
                    .../...
                    عاد إلى الديار ولم يستحضر وعيه ولا عقله من كثرة التخمين ، لم يحس بطول المسافة والكيلومترات التي تفصل بين " مداوروش " حيث المقر ، و" مستشفى سدراته " أين يرقد ابنه :

                    - " أُوفْ ... كلاهما يعاني من العزلة ومن الجفاء "
                    أخذ نفس عميق يستعين به على الكلام ،
                    كان كل ما نبست به شفاهه خلال كل المشوار الذي قطعه .
                    ليجد زوجته المسكينة ، لم تهنأ ولم يهدأ لها بال ، عند الباب تترقّب:
                    - - " لعلّكِ أنتِ الأخرى
                    لم تنامي طول ليلة البارحة ؟ا
                    - لم تجبه بقدر ما كانت تنتظر منه إجابة فورية ومقنعة يبرّر بها غيابه المفاجئ،
                    - - " تركته في المستشفى يعالج ، راه ما يطوّلش ذرك يعود للبيت "
                    - - " يا للعجب كيف تقول ؟ وأنتما طول اليوم ، ليله ونهاره ، معه خارج البيت ولم أسمع منكما خبرًا واحدًا ؟ا
                    - - رب كذبة لا تنطلي حتى على امرأة " متقاعسة " لا تفارق البيت - ؟ا
                    حاول الرجل بكل ما أوتي من دهاء وبرودة أعصاب تجاوز محنته كي لا يزيد الأمر سوءًا ،
                    ثم تركها لوحدها تتألّم ، وتوجّه مباشرة إلى غرفة النوم ، ورمى بجسدٍ منهكٍ فوق السرير:
                    - لن يكلم أحدًا هذا المساء ولن يفعل شيئًا ااا -
                    فأعصابه لم تعد تتحمّل أكثر مما هي عليه -
                    ترك وراءه كل التساؤلات والواجبات والنقاشات ااا :
                    - قم تصلي يا ترى يا ( حاج ) يا ( مغبون ) ؟
                    - هههه –
                    فــ:
                    "إِنَّ لرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقّاً، ولأهلِك عَلَيْكَ حَقًّا"
                    لكن المغبون خارت قواه ولم يعد قادرًا حتى على مجرّد الكلام ؟ا
                    يتبع .../...
                    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 05-11-2016, 12:58.
                    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                    تعليق

                    • مصباح فوزي رشيد
                      يكتب
                      • 08-06-2015
                      • 1272

                      #25
                      .../...
                      من عادة ( الحاج ) أن يضع الهاتف عند رأسه، نسي هذه المرّة ..
                      يكون ربما قد ضيّع الصلاة ، عن أي صلاه يتكلّم ولم يصلّي يومًا كاملاً ؟
                      فتح عينيه على ظلام دامس، شخير زفير، زوجته كالعادة " تلازقه " تلصق به :
                      ( أين ستفلتين منه يا هذه ؟ا)
                      اختلفت الأوقات عليه كأنما مُسحت من الذاكرة :
                      - " كم تكون السّاعة الآن ؟ "
                      قام يتلمّس عند رجليه، فأخرج هاتفه - النقّال – من جيب السترة ، يخلعها ثم يضعها عادةً فوق الكرسي حتى لا تنكمش:
                      - " إنّها الثانية بعد منتصف اللّيل ؟ا"
                      غاص ااا
                      لم يفق ليقضي ما فاته من صلاة .
                      انتفض قائمًا حرصًا على الوقت ،
                      لا يزال أمامه الكثير ،
                      يجب أن يأخذ زوجته إلى " سُدراته " كي تطمئنّ على ابنها
                      نزل فتوضّأ بعد أن خرج من بيت الخلاء ، ثم عاد فصعد مرة أخرى إلى غرفة النوم حيث السجّادة - منشورة على العام - لا تفارق مكانها :
                      - بم سيبدأ ؟ وقد فاتته جميع الأوقات ؟ا
                      استعاذ بالله من الشيطان ثم كبّر ودخل الصلاة .
                      - - " حتى شيء ما يهمّش ، الله غفور رحيم "
                      - لا يدري كم من ركعة صلّى ، ولم يؤذّن بعد لصلاة الفجر ؟ا
                      - عاود النزول إلى أسفل ، حيث " الديوان " ( ديوان الصالحين ) – هههه - صديقه " الجهاز " الحميم الذي لا يفارقه ، مهووس به .
                      - فتحه ثم انتظر ريثما يستجيب ،
                      - الوقت صار يمر بسرعة هذه المرّة :
                      - " يا خي قصّة ؟ا "
                      الجهاز يتباطأ ااا
                      تثاقل من كثرة الملفات التي تجهد آلية الاستحضار؛
                      - " كأنه تعب هو الآخر من كثرة المشاكل ؟ا "
                      ( تنرفز ) قلق و ضجر ، ثم فجأة:
                      " الله أكبر ، الله أكبر ، حيا على الصلاة ، حيا على الفلاح "
                      رفع أذان الفجر ولم يقم بشيء يذكر ،
                      فخرج يجري كالمعتوه ، يطلب المسجد .
                      .../يتبع ...
                      التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 06-11-2016, 12:45.
                      لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                      تعليق

                      • مصباح فوزي رشيد
                        يكتب
                        • 08-06-2015
                        • 1272

                        #26
                        .../...
                        - " شكون ؟ا
                        - " ( مش مش ) ؟ا هنا ف المسجد ؟ا وفي هذا الوقت بالذات ؟ا
                        ااا يا سبحان الله ااا "

                        ليس كل صديق كـ( مش مش ) ؛ تجده في هكذا وقت من أوقات الفجر ؟ا
                        هو الآخر له حكاية مميّزة مع " سُدراته "

                        وآه من تلك الأيام " السوداء " وقد مرت عليهما بسلام...
                        الوقت ليس مناسبًا فهناك أشياءٌ تنتظرك يا ( الحاج.)...:
                        - تعال اشرب حاجة "
                        يناديه
                        كعادته ، يجلس ( مش مش ) بطريقة " دراماتيكية " بإحدى شرف المقاهي الشعبية
                        - " هات حليب بلا بُن "
                        رد ( الحاج ) على النادل ، وهو يتابع كلام صديقه المعتاد بلا معنى ولامغزى ، هذيان ، تيهان ، كلام طويل بدون فائدة .
                        ( جل من لا يسهى ااا )
                        - المشاغبان -
                        وقتها كانا تلميذين بالثانوية و لم تكن لديهما رغبة كبيرة في الدراسة
                        - " اشرب قهوتك يا ( الحاج ) "
                        - نعم بدون شك ااا "
                        عاد إليه الحاج ليتدارك كلامه
                        - " نروحو للسبيطار في سيارتك مع بعضنا ؟ "
                        سيارته التي صار لا يستغني عنها بتاتًا
                        ( لوكان إصيب ما ينزلش منها إلا عندما يجيه النعاس )
                        - " عندي شغل "
                        يعتذر له ،

                        هكذا الحال مع " نرجسية " هذا الصديق .
                        اختصر ( الحاج ) الحديث معه بكلمة واحدة :
                        - " لو سمحت ... عندي طريق "
                        غادره وعاد إلى البيت مسرعًا :

                        - " راكِي موجدة نفسك ؟ "
                        زوجته المفجوعة في ولدها، وجدها تنتظر مجيئه بفارغ الصبر وتترقّب
                        كان خلالها يثرثر مع معتوه يشبهه ااا
                        .../يتبع ...
                        التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 09-11-2016, 02:56.
                        لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                        تعليق

                        • مصباح فوزي رشيد
                          يكتب
                          • 08-06-2015
                          • 1272

                          #27
                          .../..
                          - كبرت " مــــــداوروش " في جميع الاتجاهات ولم تعد تلك البلدة التي ، كان لا ينام حتى يفليها ، وتوسّع عمرانها بشكل غير صحيح حتى استعصت على المتجوّلين أمثاله:
                          راح يطلب من زوجته أن تتريّث ، فتجيء سيارة أجرة وتحملهما ، وفي طريقهما إلى المحطّة الرئيسية:
                          - " بابا " " بابا "
                          - " واش ( تقي ) ؟ا "
                          - " – بابا - أتّصل بهم "
                          فهم من كلام ولده عبر الهاتف، أن أخاه بات يعاني طول الليلة من كثرة الإهمال وشدّة الألم ، فيترجّاه عسى أن يتّصل بالقائمين ...
                          لكن بمن سيتّصل و هو لا يعرف أيّ واحد ؟ا
                          حتى أن الممرّض المناوب تملّص حين طلب منه رقم الهاتف ، قبل مغادرته المستشفى ؟اا
                          تزداد أموره تعقيدًا ،
                          لا يجد ما يقوله لزوجته،
                          وساد الصمت فتبادره :
                          - " الدنيا مليحة "
                          تحاول المسكينة أن ترفّه عنه قليلاً ااا
                          فلا يلتفت إليها، ولا إلى المناظر الطبيعية التي تشد إليها غيره ، والدنيا لا تزال بخير كما تقول هي ، لكنها لم تعد كذلك بالنسبة إليه
                          - " الأوغاد "
                          متى سيصل إليهم ، أولئك السفلة ، فينهال عليهم ، الواحد تلو الآخر ، يسبّ هذا ويشتم ذاك ، فإن لم يُجدِ ذلك فيهم ، رفع دعوى ضدّهم جميعًا لدى وكيل الجمهورية بالمحكمة التي لا تبعد سوى خطوات عن المستشفى ، وسيذهب إلى مدينة ( قالمة ) ليستأنف دعواه ، حتى وإن بعدت الشُقّة ، فوزير العدل بعدها ، فرئيس الحكومة ..فالبرلمان..و...و...و ، ثم عاد إلى رشده ؛
                          خفّض سائق الأتوبيس من سرعته معلنًا وصوله لمدينة " سُدراتة " .
                          يا له من مشهد وأتوبيس ... مسرحية على طريقة " الزعيم " للمثّل ( عادل إمام ) .
                          .../يتبع ...
                          التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 09-11-2016, 03:08.
                          لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                          تعليق

                          • مصباح فوزي رشيد
                            يكتب
                            • 08-06-2015
                            • 1272

                            #28
                            .../...
                            إنها التاسعة صباحًا، نزل الزوجان من الأتوبيس وهرولا باتجاه المستشفى ، يحرصان على ربح أكبر قسط ممكن من الوقت لمؤانسة ومؤازرة ولديهما الذي يستصرخ .
                            لم يكن ( الحاج ) على علم بأوقات الزيارة
                            ولم يبحث عنها الـ..أ.حـ.مـ ...؛
                            ( لولا أنه زار بيت الله ) :

                            - " على الساعة الواحدة ، عد بعد صلاة الظهر يا الحاج "
                            - " هذه أمه والولد رآه في خطر ااا"

                            يلح المسكين بشدّة، ويحاول استعطاف العون الذي يقف في وجهه لمنعه من الدخول:
                            - " قلت لك ممنوع يا الحاج أبَّا ما هو وقت زيارة ..جاتنا تعليمات من عند المدير شخصيًّا "
                            كأنّ الحاج لا يعرف معنى التعليمات البخسة والمناصب التي تولاّها في زمن الأراذل كل من هب ودب
                            (
                            ترخسي يا الزرقا ويركبوك بني عداس )
                            ولا يدري هذا الذي كان يقسو - أسد عليه ونعامة أمام الآخرين- مع من يتكلّم ؟
                            وقف الحاج يخاطبه بلغة الأعين البريئة ، ينظر تارة إليه وأخرى إلى زوجته ، لعلّه يلين قلبه.. وبين هذه وتلك ، يمر بعض الغرباء أمامه ومن خلف الرجل ؟؟؟
                            - " يا راجل أحشم عيب عليك .. كيف هذا؛ أنا فقط وإلا هؤلاء اللّي قاعدين امرّوا قدام عيني؟ "
                            من أين جاء هؤلاء ..؟ا
                            غريب أمر هؤلاء الأعوان الذين يتعاملون بمكيالين مع مواطنين من أمثالهم كأنهم من الدرجة الثانية ؟ا
                            بلغ الغضب مبلغه من الأب الذي شعر بالظلم وبنخوة الفحولة تسري في عروقه فرفع من لهجته وراح يسأل كل الواقفين داخل المستشفى عن مكان الإدارة بعدئذ أمر زوجته بعدم مغادرة مكانها ريثما :
                            - " ذرك أنخلّط دين يمّاها .."
                            ( ألم أقل لك أن هؤلاء هم بني عداس )
                            يتبع .../...
                            التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 12-11-2016, 07:22.
                            لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                            تعليق

                            • مصباح فوزي رشيد
                              يكتب
                              • 08-06-2015
                              • 1272

                              #29
                              .../...
                              قام بمغادر بوّابة " الخفارة " الزّائرين بالقبلة ، وتوجّه شمالاً لعلّه يستطيع التسلّل إلى الداخل ، فاستوقفه أحد الأعوان:
                              - " ممنوع "
                              بنفس لهجة زميله الآخر
                              - " وعلاش وكيفاش ؟ا "
                              دخل معه الحاج في شد ومد وصراع :
                              - " و أين هو مكتب المدير من فضلك ؟ "
                              وتوتّرت الأمور بينهما فثار فيه الحاج مهدّدًا ومتوعّدًا .
                              تقدّم إليه شرطي كان يجلس بعيدًا ، جاء يستفسر عن سبب توتّره، فأخبره بأن الحراس منعوا زوجته من رؤية ولدها الذي بات يعاني ويتألّم ، ولم يجد من يحنو عليه أو يسعفه، وأصرّ عليه أن يأتيه قبل طلوع النهار أو يحدث له أيّ مكروه...
                              وكلما طال الكلام زاد ( الحاج ) من نبرة صوته .
                              حتى صار كأنّما يصرخ محدثًا ضجّة كبيرة داخل صالة الانتظار ما دفع بالشرطي إلى إدخاله عنوة على الحارس:
                              - " ألحقني "
                              في طريقهما إلى السلالم همس الحاج بأذنه:
                              - " ابن زميلك ومجاهد "
                              وأضاف :
                              " أفنى المسكين شبابه - رحمة الله عليه - في الجبال يحارب فرنسا وبالأمن عمره، خدمةً للوطن، ولحراسة أمثال هؤلاء..." ؛
                              ( كأنه أراد يقول للشرطي إن أباه كان غلطان )
                              لكنه سحبها مخافة أن ينفر منه الشرطي.
                              آهٍ يا الحاج، فعلتها يا واحد الماكر، ولم تعد ذاك البريء الذي بات يتوسّل لغيره، إنّك بالفعل صعب المراس وجئت هنا وبدأت تخلّط.

                              يتبع .../...
                              التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 15-11-2016, 08:43.
                              لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                              تعليق

                              • مصباح فوزي رشيد
                                يكتب
                                • 08-06-2015
                                • 1272

                                #30
                                …/…
                                - « صباح الخير ( بابا ) كيف أصبحت ؟ا"
                                الولد مستلقى ، لا يقدر على الكلام بسبب أنبوب أنفي يصل إلى المعدة لارتجاه الحموضة الزائدة .
                                قبّله على الجبين ثم جلس جنبه على أحد الكراسي .
                                تفحصّه من اليافوخ إلى أصبع القدمين ،
                                خمص الجوع بطنه حتى ضمر ودخل في جوفه اااا فحزّ ذلك في نفس أبيه :
                                - " قدّموا لك شيئًا تتقوّت به ؟ا"
                                - " مـُـــــــــــــنِعــــــــــــ.....تُ من..أكــ..ل ...؟ك؟ل؟؟؟؟ط؟؟؟؟ع؟؟مـاء ...." قاطعه أبوه :
                                - " نعم فهمت ..لا تستطيع الأكل بسبب الأنبوب الأنفي "
                                بلادة ؛
                                يراه لايقدر حتى على نطق الكلمة فكيف يهضم الأكل بهذا الأنبوب ؟ا
                                غريب أمرك يا الحاج ااا ساعة ساعة وتروح فيها – هههه -
                                جاء زعم يؤنسه فتسبّب له في زيادة الألم .
                                دقائق معدودة ثم عاد إليه برفقة الأم المسكينة انتظرت خارجًا بما يكفي من المعاناة المستديمة
                                بدورها انهالت عليه تقبّل جبينه وأطرافه ، ثم صرفت وجهها لتخفي دموعها التي انهمرت :
                                - " لابأس بابا ؟ا"
                                -" حاولوا أن تجلسوه كي يتخلّص من غازات البطن "
                                الطبيبة على ما يبدو كانت قريبة تراقب المشهد ، وتفحص أحد المرضى و لم يتنبّه لوجودها من بالغرفة ؟ا :
                                أجابها الحاج بلهجة غير عادية :
                                - " هذا شغلكم أنتم يا حكيمة ، لسنا مؤهّلين ولا مخوّلين لذلك .."
                                ونهض إليها يريد المزيد فخرجت مسرعة ،
                                لحق بها إلى مكتبها واستأذن منها فأذنت له بالدخول .
                                كبرت في رأسه و" تقيّأ " حتى لم تجد ما تقوله ،
                                عندها تدخّل أحد الموظّفين يبدو ممرّضًا بزي أخضر مستثنى ، يتكلّم بيديه كما لو يقاضيه :
                                - " أحنا هم من يتكفّل بالمرضى ، وأحنا من يقرّر كيفية العلاج ، وكيفما نشاء ، ومتى نريد ، ولا واحد يدبّر علينا وووو."
                                فقاطعه الحاج :
                                - " ماذا تريد أن تقول... ما فهمتش ؟ا "
                                وزاد عليها :
                                - " راك في مرفق عام ، فوقه علم وطني يرفرف ، وأنت تتلقى أجرًا كاملاً مقابل ما يفترض فيك أن تقدّمه من رعاية للمرضى ..... ثم من تكون لتصرخ في وجهي بهذه الحدّة .. أعطني اسمك من فضلك أرفعه للمسئول اللي فوقك ؟ا "
                                استدار الممرّض :
                                - " روح وأين أحببت ما علا بالي حتى بواحد "
                                - " حاميها حراميها " ؟ااا "
                                كان آخر كلام ( الحاج ) انصرف بعدها يطلب المدير.
                                سلوك قديم مشين يتجدّد كل لحظة وحين ؛
                                ما حاجة هذا الموظّف يتدخّل بينه وبين الطبيبة ؟ا
                                هل يرغب في " الحنانه " :
                                (
                                أطعم الكرش تستحي العين )
                                -
                                يتبع .../...
                                التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 13-11-2016, 07:18.
                                لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                                تعليق

                                يعمل...
                                X