حيلة أدبية (مقالة ذاتية أو ... أنانية).

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    حيلة أدبية (مقالة ذاتية أو ... أنانية).

    حيلة أدبية

    سأكون في هذه المقالة ذاتيا، أو أنانيا حسب شهوة القارئ وما سيخرج به بعد قراءته إياها إن قرأها كلها، إلى درجة الإزعاج والغلو وصريحا إلى درجة الإقلاق والإقراف، لماذا لا أكون كذلك وأنا إنسان عربي أفلا يحق لي ما يحق لغيري من العرب؟ بلىا ، إذن سأمارس حقي هذا وهنا إلى درجة الإشباع وليس الإمتاع.

    ثم أما بعد، اِنتسبتُ إلى هذا الصرح الأدبي العملاق في 06 ديسمبر 2008 وتعرفت فيه على أساتيذ كبار من الرجال والنساء لهم عليَّ أيادٍ كثيرة ومتنوعة لا أحصيها وإن حاولت إحصاءها، فقد تعلّمت منهم الكثير الطيب وأفادوني بلا حدٍّ ولا عَدٍّ ولا مَنٍّ ولا أذى وصححوا لي الكثير من أخطائي اللغوية والنحوية والإملائية إما مباشرة في نصوصي أو بالرسائل الخاصة "السرية"، فجزاهم الله عني خيرا في الدنيا والآخرة، اللهم آمين؛ كما تعرفت على أشخاص آخرين هم إلى الجنون والخبل أقرب منهم إلى الرشد والعقل تعلمت منهم هم كذلك الكثير؛ كما ربطتني بكثير من الأعضاء صداقات جميلة لم أكن أتصور يوما أنها تكون لي، وشدتني أيضا ببعضهم، على قلتهم، عداوات مؤقتة في حينها أو مستمرة إلى الآن وقد كمنت، أو خمدت، بعضها لعدم توفر أسباب اضطرامها وقد تستعر إن توفرت دواعيها، وأعوذ بالله منها كامنة خامدة ومضطرمة مستعرة، اللهم آمين.

    وقد حاولت فهم أسباب العداوات المعلنة الساخنة منها و المخفية الباردة، ولا أحاول فهم أسباب الصداقات لأنها منحة يزداد بها المرء ثقة وثباتا وطمأنينة، لكن الأخرى، العداواتِ، إنما هي محنة على المرء أن يبذل جهده في فهمها لتجنبها أو للتقليل من آثارها على الأقل، وقد أرجعتُ تلك الأسباب إلى أنني وفي كثير من الأحيان بل كلها أكون صريحا إلى درجة الإزعاج ظانًّا أن الذي أكلِّمه، أو أكتب إليه، يفهم ما أحدثه به أو قد يجد لي مبررا في صراحتي وحديثي المباشر لكن خاب ظني في كثير من الناس فراحوا يسيئون الظن في العبد الضعيف ولم يتوان بعضهم في شتمه وتعييره بما ليس فيه والاستهزاء به لا لشيء إلا لأنه لم يكن مداريا ولا مواربا ولا منافقا في كلامه معهم أو مع غيرهم، وقد اعتمد خمس، بل أكثر، صادات في النقد وفي الحديث وهي: صاد الصدق، وصاد الصراحة، وصاد الصرامة، وصاد الصبر وغيرهن من الصادات ... الصادمات للنفوس الرقيقة الحساسة (تنظر مقالتي:
    في النقد الأدبي: صادات النقد الخمس).


    ومن أساب الاختلاف، بل الخلاف، والخصومة بيني وبين "خصومي" هنا اختلافُ الثقافة واختلاف الدين أو التدين وتباين مصادر التلقي واختلاف التربية واختلاف المقاصد بالكتابة، فأنا أعتقد عقيدة جازمة أن الكتابة رسالة تُبلَّغ إلى المتلقين وأمانة تُؤدى إلى القارئين وليست عبثا لتمضية الوقت في التباهي والرياء والسعي وراء اعتراف الناس بالمكانة أو الجري وراء الأوسمة والجوائز واللهث خلف ثناء القراء واستثارة إعجابهم، كلا ! الكتابة تعبير عن أفكار والأفكار جزء من عقل الكاتب فإن كانت صحيحة كان عقله صحيحا وإن كانت سقيمة فهي من سقم عقل كاتبها حتى وإن ظن نفسه أعقل العقلاء وأفهم الفُهماء وأكتب الأدباء وأشعر الشعراء وقد يكون أغبى الأغبياء و أبلد البُلداء وأسوء الأدباء وأحمق الشعراء، وقديما قيل:"اختيار المرء جزء من عقله" ولذا وجب على من يرى الخطأ أن يصححه وأن يبدي حكمه حتى وإن غضب المتلقي وثار.

    ومرّ بذهني سبب غريب نوعا ما وهو ما أصدم به كثيرا من "الكُتَّاب" بما أصحح لهم من أخطاء متنوعة: لغوية ونحوية وإملائية وقد دأبت حتى الآن على تحمير الأخطاء (تلوينها بالأحمر) وتبيين الصواب حسب ظني طبعا وهذا ما يُغضب المُصَّحَح لهم فيثورون على المُصحِّح ويجعلهم ينقمون عليه ويضمرون له السوء وقد حصل هذا كله بل أكثر منه لأنهم يظنون أن في تحمير أخطائهم تحميرا [استحمارا] لهم وهذا غير صحيح ألبتّة.

    يطالب بعض الكُتّاب لو أن التصحيح كان بالرسائل الخاصة وفي السر، وقد فعلت هذا مرارا ولا منَّ ولاسيما عندما يكون الكاتب ذا شأن في الملتقى وقد جاء في الخبر "أقيلوا عثرات ذوي الهيئات منكم إلا الحدود"، لكن هؤلاء الناقمين ينسون أن الخطأ إذا نشر في الملإ يجب تصحيح في الملإ كذلك ليتجنبه القراء وليس القصد من التصحيح التقليل من الكاتب المخطئ بقدر ما هو الرغبة في تجنيب القراء التأثر بالخطأِ وتنبيه الكاتب نفسه إلى خطئه ليتجنبه في المستقبل، غير أن هذه النية النبيلة لا تصل عادة إلى الكُتّاب المخطئين فيسيئون الظن بالمصحح ويروحون يكيلون له النقد السيء حتى وإن أبدوا أحيانا شكرهم له وتقديرهم إلا أن هذا الشكر أو التقدير ما يلبث حتى يظهر زيفه وأنه كان للمجاملة فقط وليس فرحا بالتصحيح وينسون قول القائل:"رحم الله امرأ أهدى إليَّ عيوبي" (ينسب هذا القول إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله تعالى عنه)، وينسون القول الآخر:"من علمني حرفا صرت له عبدا" (لا أعرف قائله) أو هم يذكرونه في المجاملات لكنهم ينسونه عند الامتحان بالتصحيح؛ وقد يثور كثير من الكُتَّاب على المصحح لأنه تجرأ وصحح لهم وهو نفسه يرتكب أشنع الأخطاء وأفظعها، فيكف يرى القذة في عيون الناس ولا يرى الخشبة في عينه هو؟ ويروحون يرجمونه ببيت أبي الأسود الدؤلي رحمه الله تعالى:"يا أيها الرجل المعلم غيره = هلا لنفسك كان ذا التعليم" وغيره من الأبيات الواردة في القصيدة الشهيرة، وينسون أن لا أحد يسلم من الخطأ حتى وإن كان أعلم الناس فكيف بمن هو طويلب علم ضئيل مثلي؟ وكان عليهم تبيين أخطاء المصحح في أماكنها بدلا من السكوت عليها ثم استخدامها سلاحا ضده، فما هكذا يكون الإنصاف أبدا إذ لسنا في حلبة صراع ولا في ميدان تناطح لكننا في مجال التناصح وديننا دين التناصح وليس دين التناطح والتفاضح.

    وبناءً عليه وبعد هذه الحيثيات كما يقول رجال القانون في أحكامهم وقراراتهم قررت أنه ابتداء من هذه المقالة، وإن كنت قد بدأت فعلا في العمل بما قررته فيها قبل كتابتها، أنني، إن شاء الله تعالى، لن أحمر خطأ أبدا وسأكتفي عند نقل كلام الناس في الاقتباس بتصحيح ما يرد فيه من أخطاء بلونه وعلى من أقتبس كلامه أن يقارن ما أنشره منه مع ما كتبه هو، فإن كان نبيها تنبه إلى التصحيح وإن كان غير نبيه فقد أضر نفسه ولم يضرني ألبتة إذ لماذا أضر نفسي بعداوات وخصومات أنا في غنى تام عنها وهذا حتى لا أنشر في متصفحاتي شيئا يشين العربية ويسيء إلى الملتقى وحتى لا يقع السوء والشين إلا على صاحبه وحده فقط.

    لقد وردت على بالي هذه الحيلة الأدبية مؤخرا وتعجبت من نفسي كيف أنها لم تخطر لي حتى الآن وقد ساءت علاقاتي ببعض الزملاء وكان من الممكن جدا ألا تسوء لو أنني تفطنت لها قبل اليوم، لكن وكما يقال في الأمثال الفرنسية "من الأحسن أن تفعل [الخير] متأخرا على ألا تفعل أبدا" (Il vaut mieux [faire le bien] tard que jamais)، وقد رأيت أنه من الخير لي أن أغير من سياستي مع النفس ومع الناس، وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.


    البُليْدة، عشية يوم الأحد 18 شعبان 1438، الموافق 14 مايو/أيار 2017.
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

  • سعد الأوراسي
    عضو الملتقى
    • 17-08-2014
    • 1753

    #2
    أهلا بشيخنا الجميل
    التحمير هو من جلب إليك هذه المشاكل
    ألا ترى سهول متيجة حين يحمر سطحها ، تخضر ، ويزيد انتاجها .. ؟
    شدني العنوان ، وكأنك تختار الحيلة للقيام برسالتك
    وجوازها من جواز الكذب في الاصلاح ..
    نفع الله بك وأصلح .. ( حمر يا رجل )
    احترامي

    تعليق

    • أميمة محمد
      مشرف
      • 27-05-2015
      • 4960

      #3
      السلام عليكم. أحب القراءة لك.. اكتب وحمر.. أذكر أني حزنت عندما تركت الملتقى سابقاً وشكراً لعودتك
      أستاذنا... يقولون ويعيدون أنت حر... ليتركوا لغيرهم الحرية في الكتابة والرأي
      وقد لا أؤمن بالحرية فالإنسان خلق عبداً وليس حراً وليس له الحرية إلا فيما يرضي الله

      تصويباتك سواء لونتها بالأحمر أو لا، انتبه لها على قدر ما أستطيع، وسبق وانتبهت لها وكنت شاكرة لجهدك
      وأشكرك لكتاباتك المغرضة والهادفة

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة سعد الأوراسي مشاهدة المشاركة
        أهلا بشيخنا الجميل
        التحمير هو من جلب إليك هذه المشاكل ألا ترى سهول متيجة حين يحمر سطحها، تخضر، ويزيد إنتاجها .. ؟
        شدني العنوان، وكأنك تختار الحيلة للقيام برسالتك وجوازها من جواز الكذب في الاصلاح .. نفع الله بك وأصلح .. (حمر يا رجل).
        احترامي
        وأهلا بك أخي سعد وعساك بخير وعافية.
        سرني مرورك الخفيف وتعليقك الطريف، فشكرا لك.
        ثم أما بعد، يبدو أن تعليمي التقليدي، فأنا من مدرسة تابعة لجميعة العلماء المسلمين الجزائريين إبان فترة الاستدمار الفرنسي الخبيث وقد نُشِّئْنا على حب الإسلام وعلى حب العربية وعلى حب الجزائر كما رُبِّينا على الصدق والصراحة والصبر على الأذى شعارنا [واصبر على ما أصابك]، هو من سبب لي المشاكل وجلب تلك العداوة مع بعض المهزوزين في نفوسهم المهزومين في واقعهم إذ يظنون أنهم صاروا أدباء لمجرد معرفتهم تصفيف الكلمات في جُمَل وقبْله إلصاق الحروف في كلمات ولا يهمهم بعد ذلك إن كانت جملهم مفيدة يحسن السكوت عليها أو موافقةً لقواعد النحو العربي من حيثُ تركيبُها وإن كانت كلماتهم منضبطة بقواعد الصرف من حيث بناؤُها، فهذا غير مهم عندهم، وهذا لا يعني أنه يجب أن تكون الكتابة خالية من أي خطأ فهذا قد يكون من المستحيل تحقيقة لضعف الإنسان أيا كان.
        وهناك في تقديري الشخصي ثلاثة أنواع من الأخطاء:
        1- أخطاء التصحيف وهي الناجمة عن وضع حرف مكان حرف في الكلمة الوحدة مثل: حَمَّر وخَمَّر؛
        2- أخطاء التحريف وهي الناجمة عن استبدال كلمة بكلمة أخرى مثل: الأب والأم أو الأخ؛
        3- أخطاء التزييف وهي الناجمة عن خبث في نفس صاحبها مثل: حطة وحنطة كما فعله من تعرف، وما أظن كاتبا يحترم نفسه يفعل هذا.
        إذن، الأخطاء ورادة جدا لكن وتسمى "سبق القلم" أو "سبق الأنامل" على المِرقن، أو المِرقم، بسبب السرعة أو التسرع وأكثرها من قبل التصحيف وبعضها من زوغان العين وزغللتها من ضوء الشاشة وغيرها من الأسباب، وهذا مفهوم ومقبول لكن ما ليس مفهوما ولا مقبولا أن يسقط الكاتب في أخطاء لغوية ونحوية وإملائية يتعلمها الأطفال في المدارس الابتدائية وإذا رحت تنبهه ثار ومار وجار في رده أو انفعاله فيروح يستهزئ بك أو يسخر منك أو يضحك عليك في أقل المصائب وقد يشتمك أو يعيِّرك أو يحقِّرك لأنك تجرأت على تصحيح أخطائه وإنك لواجد هذا الكاتب نفسه عندما يكتب بلغة أخرى غير العربية فإنه يحرص الحرص كله لتخرج كتاباته صحيحة من كل نقص وسليمة من كل عيب لأنه يخشى إن لم يفعل ذلك أن يسخر منه أهل تلك اللغة حتى وإن كانوا حميرا فيها، وهذا ما يزعجني ويغضبني فعلا.
        ليس التَّحايل على البلداء الأغبياء كذبا إنما هو الانتقاء والارتقاء بالكتابة إلى المطلوب لأننا نكتب بهذه اللغة الشريفة المقدسة باسم الله تعالى وبنزول القرآن الكريم بها وإن الكتابة بها سليمة جميلة واجب كل مسلم وإن الذود عنها فرض على القادرين الأكْفاء.
        أخي العزيز سعد، الحديث ذو شجون ولا أريد الإطالة عليك وقد أطلت فمعذرة.
        تحيتي إليك ومودتي لك.

        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم.
          أحب القراءة لك.. اكتب وحمر.. أذكر أني حزنت عندما تركت الملتقى سابقاً وشكراً لعودتك أستاذنا... يقولون ويعيدون أنت حر... ليتركوا لغيرهم الحرية في الكتابة والرأي، وقد لا أؤمن بالحرية فالإنسان خلق عبداً وليس حراً وليس له الحرية إلا فيما يرضي الله.
          تصويباتك سواء لونتها بالأحمر أو لا، انتبه لها على قدر ما أستطيع، وسبق وانتبهت لها وكنت شاكرة لجهدك وأشكرك لكتاباتك المغرضة والهادفة.
          وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
          أهلا بك أختي الفاضلة الأستاذة أميمة محمد وعساك بخير وعافية.
          أشكر لك تعقيبك النبيل وقد رفعت من معنوياتي المحبطة رفع الله من شأنك، آمين.
          ثم أما بعد، الناس ليسوا سواءً وقد خلقهم الله متفاوتين في أرزاقهم والعقل منها وما قد يعجبك أنت ويروق لك بحكم ثقافتك وتربيتك وفهمك للحياة ولدورك فيها لا يروق لغيرك ممن لم يتلق التربية نفسها وقد تجدين أشخاصا من جِلدتك ويتكلمون لسانك يعادونك لأنهم لا يشاركونك قناعاتك وهذه إحدى عجائب الإنسان العربي المعاصر.
          ومما أعجب له كذلك هو أننا نعامل الناس بأخلاقنا الكريمة ونياتنا الحسنة ظانين أنهم قد يجدون لنا عذرا إن "أخطأنا" في حقهم وإذا بهم ينزعجون وينفعلون ويثورون وقد يصلون إلى مواقف سيئة جدا كالشتم والتهديد، نعم التهديد وقد حصل لي هذا من أحد السفهاء التفهاء هنا في الملتقى ما جعلني أغادره بنية عدم الرجوع إليه أبدا لكنني رجعت لما رأيت الطيبنين أمثالك يطالبونني بالرجوع فرجعت تلبية لنداءاتهم المتكررة الملحاحة، بارك الله فيكم جميعا.
          الحرية قيمة إنسانية لا يدرك معناها كثير ممن يدّعونها وقد اتخذوها ذريعة لنثر سخافاتهم ونشر تفاهتهم باسم الأدب والإبداع والفن ولا يدركون أن فنَّهم عفن وأدبهم فتن
          وعطرهم نتن، نسأل الله السلامة والعافية، والعجيب في هذا كله أن بعض "الأدباء" قد تخصصوا في الكتابات الداعرة الماجنة والأعجب أنهم يجدون من يشجعهم على ذلك تحت كثير من التبريرات التي لا قيمة لها إلا في نفوس أولئك "الأدباء" البُعداء، أبعدهم الله وأقصاهم وطرح إنتاجهم في مزابل "الأدب"، وفي نفوس مؤيديهم ومشجعيهم وأنصارهم الأشقياء الجهلاء البلداء، نعم، هم كذلك وأكثر أقولها بصراحة ووضوح أحب من أحب وكره من كره لأن الذي يريد أن تشيع الفاحشة في الناس فاجر ولا حرمة لفاجر أيا كان.
          أتوقف عند هذا الحد مرجيا بقية الحديث إلى فرصة أخرى إن شاء الله تعالى.
          أشكر لك أختي الفاضلة أميمة محمد تعليقك الجميل وتشجيعك النبيل بارك الله فيك والمؤمن ضعيف بنفسه قوي بإخوانه وقد قل الإخوان في هذا الزمان.
          تحيتي إليك وتقديري لك.

          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • سوسن مطر
            عضو الملتقى
            • 03-12-2013
            • 827

            #6
            سبحان الذي خلق البشر متفاوتين في ما لديهم من علوم وثقافات.
            سبحان الذي خلق الاختلاف في كل شيء.
            فاطر السماوات والأرض، قال في كتابه الكريم:

            (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ)

            (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)

            هي فطرة الله، قسم بيننا العلم، حُسن الخُلق والخَلق، النعم، المواهب، القدرات... بالنسب التي يشاء، كي نكمل بعضنا، نتساعد... (أحد الأسباب).

            عن نفسي مثلا، في حال اعتبرت الانتقاد في حقي أمرا معيبا، هذا معناه أني أعتبر نفسي أتقنت اللغة والأدب مئة في المئة، وهو المستحيل!

            أستاذ حسين، سعدت كثيرا بعودتك والله.. وأرجو أن تداوم على ما أنت عليه فنحن نستفيد منك كثيرا.
            وبالنسبة للحيلة الأدبية إن اتبعتها حضرتك، أظن أن الانتباه لها سيتفاوت حسب المستوى الأدبي للكاتب، على أية حال تبقى التجربة خير برهان.

            بارك الله بك، ما دمنا نسعى للإصلاح في أنفسنا وفيما حولنا سنرتقي بإذن الله.

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة سوسن مطر مشاهدة المشاركة
              سبحان الذي خلق البشر متفاوتين في ما لديهم من علوم وثقافات؛ سبحان الذي خلق الاختلاف في كل شيء.
              فاطر السماوات والأرض، قال في كتابه الكريم:
              - (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ)
              - (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)
              هي فطرة الله، قسم بيننا العلم، حُسن الخُلق والخَلق، النعم، المواهب، القدرات... بالنسب التي يشاء، كي نكمل بعضنا، نتساعد... (أحد الأسباب).
              عن نفسي مثلا، في حال اعتبرت الانتقاد في حقي أمرا معيبا، هذا معناه أني أعتبر نفسي أتقنت اللغة والأدب مئة في المئة، وهو المستحيل!
              أستاذ حسين، سعدت كثيرا بعودتك والله.. وأرجو أن تداوم على ما أنت عليه فنحن نستفيد منك كثيرا.
              وبالنسبة للحيلة الأدبية إن اتبعتها حضرتك، أظن أن الانتباه لها سيتفاوت حسب المستوى الأدبي للكاتب، على أية حال تبقى التجربة خير برهان.
              بارك الله بك، ما دمنا نسعى للإصلاح في أنفسنا وفيما حولنا سنرتقي بإذن الله.
              أهلا بك أختي الكريمة سوسن مطر وعساك بخير وعافية.
              أشكر لك مشاركتك الطيبة الدالة على الوعي بالذات وبضرورة مواصلة التعلم إلى النهاية كما أشكر لك تشجيعك القوي لأخيك الضعيف، والمؤمن ضعيف بنفسه قوي بإخوانه.
              ثم أما بعد، الناس معادن كمعدن الذهب والفضة والحديد و... القصدير ولذا فهم يتصرفون حسب معادنهم ولن يستطيعوا أن يتفلتوا منها وإنا لنجد في المعادن النفيس والخسيس والغالي والرخيص فإن وجدت شخصا يتصرف بنبل فمن معدنه يصدر وإن رأيته يتلكم برخص فعن أصله يعبر والكتابة الأدبية نوع من أنواع الكلام إلا أنه كلام بالأقلام وهذا لا ينفي الهفوات والزلات والأخطاء فكل بني آدم خطَّاء وخير الخطائين التوابون لكن الأخطاء المتكررة التي لا يبالي بها أصحابها فلم تعد أخطاء بل صارت تعمدا وإصرارا وإمعانا في الإساءة كما أن المجاهرة بالسوء والفحشاء والرذائل لا تصدر إلا من أشخاص قليلي الحياء بل عادميه أصلا.
              سعدت بحضورك الطيب هنا وقد وقع كلامك عندي موقعا حسنا بارك الله فيك وجزاك عني خيرا.
              تحيتي إليك وتقديري لك.

              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • نورالدين لعوطار
                أديب وكاتب
                • 06-04-2016
                • 712

                #8
                أهلا و سهلا
                تصحيح الأخطاء مستحب و فيه فائدة للجميع ربما هناك أسباب كثيرة تجعلنا نرتكب الأخطاء و إذا استثنينا الأخطاء المرتكبة عن جهل و عدم معرفة الصواب ، كانت معظم الأخطاء ناجمة عن التّسرّع وعدم مراجعة النص قبل النشر و بعده .

                أما العداوات هنا فهي متخيّلة هنا لا أكثر ، إذ لا أجد ما يستحقّ العداء شخصيّا بين عضوين من أعضاء الملتقى ، قد يكون هناك سوء تفاهم عابر ، لكن هذا لا يهعني أن البعض يحب ممارسة نوع من الوصاية و هذه نابعة من تربية الشّخص و غالبا يكون التجاهل هو الحل الأنسب .
                ليس الناس كلّهم عبيدا بل الحرية هي الأساس والعبودية اختيار ، فحتى الخالق ما أجبر شخصا على عبادته ، بل نبّه و أرسل الرّسل و ما أكره قوما على عبادته ، ما أخذ بالعذاب المهين في الدنيا غير الّذين منعوا رسله عن أداء رسالتهم ، وحالوا بينهم وبين بقية النّاس المستضعفين والله أعلم .

                وشكرا للجميع

                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة نورالدين لعوطار مشاهدة المشاركة
                  أهلا و سهلا
                  (...) أما العداوات هنا فهي متخيّلة هنا لا أكثر، إذ لا أجد ما يستحقّ العداء شخصيّا بين عضوين من أعضاء الملتقى.
                  وأهلا بك أخي الكريم الأستاذ نور الدين لعوطار وسهلا ومرحبا.
                  ثم أما بعد، لا يا حبيبي ليست العداوات هنا متخيلة ولا متوهمة بل هي "حقيقة تاريخية" عشناها، أما كون ما يحدث من خلافات بين عضوين أو أكثر فهي فعلا مما لا يستوجب العداء المزمن لكن بعض الناس أحقد من الجَمَل وأحسد من أبي جهل.
                  سرني مرورك الكريم.
                  تحياتي الأخوية.

                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  • محمد ابوحفص السماحي
                    نائب رئيس ملتقى الترجمة
                    • 27-12-2008
                    • 1678

                    #10
                    الاستاذ الجليل..حسين ليشوري..أصمعي الملتقى
                    تحياتي
                    اتمتع كثيرا بمقالاتك و بكتاباتك..بهذا الاسلوب الذي اصبح نادرا لغلبة اللحن و العجمة على كتاباتنا.. ولا مجاملة و لا مداهنة بيننا..فاني اشم صادقا في ما تكتب آثار العقاد و طه حسين و المازني و من سبقهم .. اولائك آبائي فجئني بمثلهم... اذا جمعتنا يا جرير المجامع
                    اين منا تلك الاقلام التي تكتب فتخشع لها القلوب و تخضع لها العقول.. اين منا اولائك الرجال و النساء الكاتبون و الكاتبات و الشعراء و الشاعرات الذين تعلمنا منهم ادب الاخلاق قبل ادب الكتابة..
                    يحكى ان امراة صالحة ذهبت بابنها الى معلم القرآن ليبدأ تعليمه..وقالت للمعلم قد جئتك بابني لتعلمه الاخلاق اما القرآن فالرحمان علم القرآن...
                    اشكرك اولا على هذه الكلمات التي اخرجتها مني.. فلولا نصك البهي ..ما كنت اكتب ما كتبت..و لمررت به مر الكرام.. او مر غيرهم..ثم ما يبهرني في مواضيعك انني احسها مرآة لما اجده في نفسي طبقا لما تجده في نفسك من الم .. لوضعية اللغة العربية.. و ما آلت اليه على يد ابنائها و بناتها.. فهي تذبح على ايديهم كل يوم و ليلة بسادية قل نظيرها..كانهم يطلبون منها ثأرا.. و كما جاء في مقالتك انهم يحترمون الكتابة باللغات الاخرى فاذا كتبوا بالعربية اهانوها.. و مرغوها في تراب الاخطاء و الازدراء .. ولم يعلموا و ليتهم علموا ان عقلاء اللغات الاخرى علموا علم اليقين و نشروا ما علموا بان اللغة العربية ارقى اللغات و اغنى اللغات..و اكثر و اعمق اللغات تعبيرا و باقل الكلمات...و حسبها ما نالت من شرف ..ان كرمها الله بحمل كلامه..
                    حفظك الله ايها السيد الاصيل على ما تثري به النقاش و على المواضيع التي تتناولها..و لا ارى غضاضة ان تصلح لي اخطائي الاملائية و النحوية و التركيبية.. فانا رغم تقدمي في السن اتعلم من امثالكم و انحني امام اساتذة اللغة و الادب و الفكر و ارى ملاحظاتهم شرفا لي لأني كنت محل اهتمامهم..
                    مع خالص الود و التقدير
                    [gdwl]من فيضكم هذا القصيد أنا
                    قلم وانتم كاتب الشعــــــــر[/gdwl]

                    تعليق

                    • حسين ليشوري
                      طويلب علم، مستشار أدبي.
                      • 06-12-2008
                      • 8016

                      #11
                      السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
                      أهلا بك أخي العزيز الشاعر الأستاذ محمد أبو حفص السماحي وبأهلنا في وجدة وعساك بخير وعافية.
                      رفع الله من قدرك كما رفعت من قدري بمشاركتك الطيبة فألحقتني بالكبار من ذلك الجيل الجليل وأنا الصغير الضئيل.

                      ثم أما بعد، الاعتناء بالعربية لا يقل أهمية عن الاعتناء بالهُوية والإسلامية لأنها منهما بل هي بعد الإيمان بالله تعالى ركيزتهما وأُسّهما، فمن فرَّط في العربية فإنما يفرِّط في دينه وهويته فما قيمة امرئ لا هوية له ولا دين؟ تخيل شخصا يعيش "sans identité" كيف يعيش؟

                      إن مصيبة اللغة العربية بأبنائها أكبر وأخطر من مصيبتها في غيرهم، ولننظر إلى حرص الفرنسيين في الاعتناء بلغتهم الهجينة وغيرتهم عليها وكيف يذودون عليها مع كونها لغة متخلفة مقارنة بلغات أعجمية أخرى فليس في الفرنسية -مثلا- أسماء العقود بعد السِّتين إلى المئة فهم يقولون: ستون-عشرة(soixante-dix)، أربعة عشرينات(quatre-vingts)، أربعة عشرينات-عشرة(quatre-vingt-dix) فما أفقرها من لغة ومع هذا الفقر البيِّن نرى أبناءها يحرصون عليها ويقاتلون دونها، أما العربية اليتيمة فلا ناصر لها ولا مقاتل دونها اللهم إلا بالعاطفة والبكاء والنحيب كما أفعل أنا.

                      تعجب بعض من يقرأ لي يوما عندما وصفت اللغة العربية بالمقدسة فقال مستنكرا:"إذن أنا أكتب بلغة مقدسة فكلامي مقدس" أو ما شابه هذا التعبير فأنا أذكر بالمعنى ثم وبعد سنين عديدة سمعت أحد الباحثين العرب متخصص في اللغات يقول:"إن العربية لغة مقدسة لما فيها من اسم الله تعالى: الله، إذ لا توجد لغة ألبتة فيها لفظ الجلالة بهذه الصغة: الله، وأن لفظ الجلالة لا يترجم إلى أية لغة، وأتركك تستمتع بهذا الشريط الخطير:

                      والحديث ذو شجون ولا أريد أن أثقل عليك بثرثرتي.
                      تحيتي إليك أخي العزيز ومحبتي لك.

                      sigpic
                      (رسم نور الدين محساس)
                      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                      "القلم المعاند"
                      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                      تعليق

                      يعمل...
                      X