"بائعة الزهر"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    "بائعة الزهر"

    "بائعة الزهر"
    ========

    من سنوات قليلة كنت أقوم بعمل تطوّعي نصطحب فيه جمعا كبيرا من النساء المسنّات إلى النزهة والحفلات،، وصادف أن ذهبنا إلى مكان خاص للاحتفال بعيد "الجدّات"
    نعم في تونس نحتفي أيضا بالجدّات............
    وكان المفروض المشاركة في هذا الحفل بالطريقة التي تريد أن تعبّر بها عن مشاعرك نحو جدّتك.
    اخترت أن اقرأ قصيدة عن الجدّة.....كتبتها بعناية فائقة وبحس الفتاة المحرومة من جدّتيها ..
    الأولى ماتت قبل أن أولد، والثانية لمحتها من بعيد على فراش المرض....
    لكن في خضّم الزحمة بين النساء والأطفال والشيوخ والمسؤولين، وشوقي لجدّتي التي لا أعرفها،، لمحتها ،.......
    سيدة في مقتبل العمر يظهر على هيئتها أنها غير متحضّرة ولا متعلّمة، وكنت أيضا أشعر حينها أنها مداهنة ومتسلّقة.....
    لا أعرف لماذا؟؟ لم أنجذب إلى حديثها وثرثرتها بكلّ بساطة واقتناع.....
    فجأة رأيتها تتخاصم مع المسؤول وتقول لديها قصيدة هديّة لرئيس الدولة..
    والحق يُقال أن المسؤول عن الحفل لم يقبل بطلبها واصرارها.... لكنها بطرق ملتوية وصلت إلى المنصة وألقت بقصيدتها التي كانت مجرد ترصيف كلمات ضعيفة البنية والصورة ولا تخضع للوزن لأن القصيدة المحكيّة لها شروطها وأوزانها أيضا.....
    عادت إلى مكانها مهلّلة يرتعش كلّ ما فيها فرحا غريبا.....
    وفي لحظة رأيتهم يرسلون لها ورقة لتكتب اسمها بالكامل وعنوانها....
    أذكر جيّدا كيف التفتت ضاحكة وقالت لي :
    ~~ وينك toi ~~
    أين أنت؟؟؟؟
    استحسن الحضور والمسؤولون مشاركتي بتلك القصيدة عن جدّتي التي لم ألتقها.......
    ثم بعد وقت طويل، بدأت مرحلة الخروج من الصالة الكبيرة....
    رأيتها تهرول في الزحام خلف الشخصيات النسائية السياسية بينما خرجتُ بهدوء إلى الحديقة ، طلبت قهوة وبقيت هناك أتامّل الأشجار والأطفال والجدّات الطيّبات، وأنا في غاية الرضاء عن قصيدتي "الكنز" الذي ضممته في الورقة إلى صدري.....
    .....
    مرّت السنوات بسرعة وقامت الثورة التونسيّة وكم اختنقت بالغاز المسموم وتعرضت عديد المرات لاغتيال من الشرفة التي تطلّ على الشارع الكبير : شارع الحبيب بورقيبة الخط الأحمر كما يقولون.... لانّني مغرمة بالتصوير الفتوغرافي متجاهلة احتراق عيني والتنبيه من الذين صوّبوا نحوي سلاحهم ظنا مني أني "قناص" يرتدي الأسود يطلّ من شرفة عالية........
    المهم.... في هذا الشهر كانت لي دعوة لحضور حفل مجموعة موسيقية لأصدقاء..
    لبّيت الدعوة كما ألبّي دعوات كثيرة رغم أن القلب "حزين" عن وطن يحاول أن يستعيد عنفوانه....
    مرّة أخرى تشاء الصدفة أن ألتقيها....تلك الشاعرة المتسلقة تلك التي مازالت تحتفظ بنفس الضحكة....
    تبيع ماء الزهر ...والزهر باللهجة التونسية يعني "الحظ"
    تحدثنا عن تلك الأمسية – تذكرتها بسرعة غريبة لكن غاب عنها وجهي الذي أصبح أكثر جمالا (هاهاهاها)...
    تحدّثنا طويلا وانزلق منها الكلام لأعلم أنها تحصّلت على مفتاحين لبيتين
    قالت لي متباهية انّ الرئيس سأل عنها ودعاها إلى القصر فأهداها البيت الأوّل ثم الثاني
    لقصائد غير موزونة ولا تحمل صورة الابداع.....
    ونفس الجملة : "وينك toi " ؟؟…
    أنا اليوم أستعد لاحتضان ديواني الثاني لا يحتوي عن قصيدة للرئيس....
    اليوم مازلتُ هناك في الشارع الطويل أصعد أربعة طوابق لبيت "كراء"
    لم أملك بيتا ولا زيارة إلى القصر رغم أنّي أعشق القصور والأمراء والزمن الجميل......"والأميرة النائمة".....
    والسيدة "بائعة الزهر" لها بيتان وتحمل نفس الضحكة ....ومازال كلّ شيء يرتعش في جسمها الممتلئ.

    /
    /

    سليمى السرايري










    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
  • نورالدين لعوطار
    أديب وكاتب
    • 06-04-2016
    • 712

    #2
    هي تعلم ما تريد و هم يعلمون أنها تتصنع، رغم ذلك يوهمون الناس بالغباء، و ستبقى تستفيد اليوم كما الأمس ، وكل في سبيله يسير، وينك toi ؟ حين يقولها إنسان واضح المقصد والمعالم ، فهي لا تخز في النفس ، لكن حين تسمعها من شخص قريب إلى أدبياتك و من المنتظر من تصرفه أن يعضد ساعدك ، يكون الوقع صادما .

    الأستاذة سليمى
    كنت هنا و لليوميات طعم خاص .

    لها بعد تاريخي ، وبعد إنساني ، وتجربة حيّة، خاصّة حين تعبق بالصّدق.

    تقديري.

    تعليق

    • فواز أبوخالد
      أديب وكاتب
      • 14-03-2010
      • 974

      #3
      في بلادنا العربية .. لايصل الا المتسلقون ... ولن يجدي
      الأديب ولا المبدع مثالياته نفعا ...!

      تحيااااتي وتقديري لك اديبتنا سلمى السرايري .
      [align=center]

      ما إن رآني حتى هاجمني , ضربته بقدمي على فمه , عوى من شدة
      الألم , حرك ذيله وولى هاربا , بعد أن ترك نجاسته على باب سيده .
      http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=67924

      ..............
      [/align]

      تعليق

      • سليمى السرايري
        مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
        • 08-01-2010
        • 13572

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة نورالدين لعوطار مشاهدة المشاركة
        هي تعلم ما تريد و هم يعلمون أنها تتصنع، رغم ذلك يوهمون الناس بالغباء، و ستبقى تستفيد اليوم كما الأمس ، وكل في سبيله يسير، وينك toi ؟ حين يقولها إنسان واضح المقصد والمعالم ، فهي لا تخز في النفس ، لكن حين تسمعها من شخص قريب إلى أدبياتك و من المنتظر من تصرفه أن يعضد ساعدك ، يكون الوقع صادما .

        الأستاذة سليمى
        كنت هنا و لليوميات طعم خاص .

        لها بعد تاريخي ، وبعد إنساني ، وتجربة حيّة، خاصّة حين تعبق بالصّدق.

        تقديري.



        أستاذي نورالدين لعوطار

        امتناني لمرورك من يوميات فر اشة تحترق واهتمامك الجميل بوجع يئنُّ تحت عبء هذه الحياة
        وما خلّفته الثورة من فشل وصدمات وفعلا أعتقد أمثال هذه المرأة كثيرون في البلاد العربيّة ككلّ.
        لكن ما ذنب الصادق والمتمسّك بأخلاقه ومبادئه؟ بل ما ذنب هذا الوطن المثقل بالأوجاع؟؟

        مرّة أخرى شكرا ولك فائق التقدير والاحترام.
        /
        /


        لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          بعد القراءة .. وجدتني أنصرف مؤجلا تعليقي على النص حين تهدأ الأمواج في رأسي و تصبح المياه في حالة تسمح برأي ناضج و نقي وواع
          فجأة و في ثورة الأمواج كان أئمة و شعراء و فطاحل .. رأيت منهم النعمان بن المنذر و عبيد بن الابرص و عدي بن زيد التميمي و النابغة
          كما رايت المتنبي و كافور الاخشيدي و النهاية غير السعيدة للمتنبي
          و أيضا رأيت الكثيرين و الكثيرين و هناك على ناصية كان حريق يمتد و كان صراخ و عواء كان أبو حيان التوحيدي يتقدم في حالة أقرب إلي الجنون
          وهو يمزق ما تبقى بين يديه من كتبه و تاريخه و حياته : ما فائدة كل هذا .. ما الفائدة ؟؟؟؟؟
          و على جذوع النخل و الصلبان كان شهداء .. شهداء و أوراقهم تتناثر مع الريح و الأحلام !
          لقد أتيت بتلال من الهم و الوجع حتى كنت أسفله أصرخ
          و لكن بحنين جارف إلي الأرض و الغور فيها و ليس لي من يدين تطلبان السماء و لا عينين ترنوان إلي تحمل من متاع !!

          سوف أعود إلي هنا بعد سبر أغوار ما أحمل من وجع أبطالي ورفاق الطريق

          تحياتي أستاذتي و صديقتي الغالية / سليمى
          sigpic

          تعليق

          • سليمى السرايري
            مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
            • 08-01-2010
            • 13572

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة فواز أبوخالد مشاهدة المشاركة
            في بلادنا العربية .. لايصل الا المتسلقون ... ولن يجدي
            الأديب ولا المبدع مثالياته نفعا ...!

            تحيااااتي وتقديري لك اديبتنا سلمى السرايري .


            أستاذ فواز أبوخالد

            مع الأسف قلت الحقيقة سيّدي
            لكنّنا نحاول ان نجد لنا مقعدا ولو صغيرا ..
            -
            امتناني لاهتمامك ومرورك البهيّ.
            /

            /



            لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

            تعليق

            • سليمى السرايري
              مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
              • 08-01-2010
              • 13572

              #7
              أستاذنا الكبير وصديقي الغالي
              ربيــــــــــــــــع

              نعم، أحتاج توجيهاتك وتعليقاتك وقلمك الذي أحبه كثيرا
              بل أحتاج ابحارك في وجعنا واهتماماتنا وحرقتنا على أوطاننا
              بحاجة إلى الصدق في قولك وفي عمقك وحكمتك
              .......لذلك، سأظلّ هنا أنتظر عودتك....
              /
              /
              تقبّل منّي فائق التقدير.


              لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

              تعليق

              • فوزي سليم بيترو
                مستشار أدبي
                • 03-06-2009
                • 10949

                #8
                قرأت القصة
                ولأن مبدعة هذا النص للشاعرة سليمى السرايري
                فقد تلقفت القصة وكأنها قصيدة


                اخترت أن اقرأ قصيدة عن الجدّة.....كتبتها بعناية فائقة وبحس الفتاة المحرومة من جدّتيها ..
                الأولى ماتت قبل أن أولد، والثانية لمحتها من بعيد على فراش المرض....
                لم أملك بيتا ولا زيارة إلى القصر رغم أنّي أعشق القصور والأمراء والزمن الجميل......"والأميرة النائمة".....
                والسيدة "بائعة الزهر" لها بيتان وتحمل نفس الضحكة ....ومازال كلّ شيء يرتعش في جسمها الممتلئ.


                سوف أبحر بعيدا عن الإشتباك ما بين الأدب والتأدب والتسلّق .
                سوف أحكي عن الجدات . ما أحلاها لفتة ترفع من قيمة المضمون حاكته سليمى بحنكة ومهارة
                حتى كدت أسرد لأحفادي عن سر هذه الوصفة التي تجمع الأحباء
                شكرا سليمى
                فوزي بيترو

                تعليق

                • سعد الأوراسي
                  عضو الملتقى
                  • 17-08-2014
                  • 1753

                  #9
                  مقياس الحديث في نصك هذا ، هوصدق العاطفة
                  وبقدر رحابة الحسّ وقوته ، كانت المعاني أعمق وأعمق
                  وفي العمق قد نجد بدل الرسالة ، رسلا تهذب فينا ما لم نتوقعه
                  فيذوب التصنيف ، وكل مقومات الشرح والتحليل في ما يريده الكاتب ، وكيف كان وقعه علينا .. ؟
                  أحسنت سليمى ، وقد تجملتِ بفستان فني نادر
                  كل عام وأنت بخير

                  تعليق

                  • ربيع عقب الباب
                    مستشار أدبي
                    طائر النورس
                    • 29-07-2008
                    • 25792

                    #10
                    كل ما أود قوله هنا
                    أنك عريت سواترنا التي نخفي وراءها انغماسنا في الطلب و التدني
                    أننا حين كتبنا نثرا أو شعرا كنا مخدوعين بمواهبنا التي لا ندري عنها أنها قادرة على العطاء حد الرفعة و الرئاسة و التوزر
                    و بقى أن نسأل لم نكتب ؟
                    لأجل منحة / منصب / درجة في سلم التعالى أو العلو ؟
                    فإن كل هذا فعلينا أن نقصف هذا القلم و نرحل إلي مهنة توفر لنا كل هذا بالعرق و الحلال !
                    لقد عريت و سخرت من المتنبي نفسه الذي طلب الحكم بالشعر
                    و كما فعل أبو حيان التوحيدي حين انصرف عنه الجميع على غير ما كان ينتظر !!!!!
                    فيحرق عمره في لحظة أنه لم يعطه ماحلم به من رفعه وقوة و بأس
                    في حين يعتذر محمود درويش عن الوزارة و بأنه لا يصلح للحكم .. لأنه شاعر !!!

                    سلامي لقلبك النفيس حتى و إن نزل درجة لن يحتاج إليها حتى لو ظل في بيت كراء !

                    محبتي غاليتي
                    sigpic

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      اخترت اسما جميلا .. لكنني لم أحسه هنا في سردك أبدا !
                      sigpic

                      تعليق

                      • سليمى السرايري
                        مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                        • 08-01-2010
                        • 13572

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                        قرأت القصة
                        ولأن مبدعة هذا النص للشاعرة سليمى السرايري
                        فقد تلقفت القصة وكأنها قصيدة


                        اخترت أن اقرأ قصيدة عن الجدّة.....كتبتها بعناية فائقة وبحس الفتاة المحرومة من جدّتيها ..
                        الأولى ماتت قبل أن أولد، والثانية لمحتها من بعيد على فراش المرض....
                        لم أملك بيتا ولا زيارة إلى القصر رغم أنّي أعشق القصور والأمراء والزمن الجميل......"والأميرة النائمة".....
                        والسيدة "بائعة الزهر" لها بيتان وتحمل نفس الضحكة ....ومازال كلّ شيء يرتعش في جسمها الممتلئ.


                        سوف أبحر بعيدا عن الإشتباك ما بين الأدب والتأدب والتسلّق .
                        سوف أحكي عن الجدات . ما أحلاها لفتة ترفع من قيمة المضمون حاكته سليمى بحنكة ومهارة
                        حتى كدت أسرد لأحفادي عن سر هذه الوصفة التي تجمع الأحباء
                        شكرا سليمى
                        فوزي بيترو
                        دكتورنا العزيز
                        فوزي سليم بيترو

                        شكرا على مرورك الطيّب وأنت الخبير في عالم السرد ولك تجارب عديدة رائعة
                        وهذه تجربة مرّت بي لما رأيته وأراه لحدّ الآن من حلازين متسلّقة
                        مع الأسف الشديد على حساب الحرف والضمير للوصول إلى أهدافهم ومصالحهم.

                        من جديد شكرا جزيلا دكتور فوزي.
                        /



                        تقديري

                        لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                        تعليق

                        • عائده محمد نادر
                          عضو الملتقى
                          • 18-10-2008
                          • 12843

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
                          "بائعة الزهر"
                          ========

                          من سنوات قليلة كنت أقوم بعمل تطوّعي نصطحب فيه جمعا كبيرا من النساء المسنّات إلى النزهة والحفلات،، وصادف أن ذهبنا إلى مكان خاص للاحتفال بعيد "الجدّات"
                          نعم في تونس نحتفي أيضا بالجدّات............
                          وكان المفروض المشاركة بهذا الحفل بطريقة التي تريد أن تعبّر بها عن مشاعرك نحو جدّتك.
                          اخترت أن اقرأ قصيدة عن الجدّة.....كتبتها بعناية فائقة وبحس الفتاة المحرومة من جدّتيها ..
                          الأولى ماتت قبل أن أولد، والثانية لمحتها من بعيد على فراش المرض....
                          لكن في خضّم الزحمة بين النساء والأطفال والشيوخ والمسؤولين، وشوقي لجدّتي التي لا أعرفها،، لمحتها ،.......
                          سيدة في مقتبل العمر يظهر على هيئتها أنها غير متحضّرة ولا متعلّمة، وكنت أيضا أشعر حينها أنها مداهنة ومتسلّقة.....
                          لا أعرف لماذا؟؟ لم أنجذب إلى حديثها وثرثرتها بكلّ بساطة واقتناع.....
                          فجأة رأيتها تتخاصم مع المسؤول وتقول لديها قصيدة هديّة لرئيس الدولة..
                          والحق يُقال أن المسؤول عن الحفل لم يقبل بطلبها واصرارها.... لكنها بطرق ملتوية وصلت إلى المنصة وألقت بقصيدتها التي كانت مجرد ترصيف كلمات ضعيفة
                          البنية والصورة ولا تخضع للوزن لأن القصيدة المحكيّة لها شروطها وأوزانها أيضا.....
                          عادت إلى مكانها مهلّلة يرتعش كلّ ما فيها فرحا غريبا.....
                          وفي لحظة رأيتهم يرسلون لها ورقة لتكتب اسمها بالكامل وعنوانها....
                          أذكر جيّدا كيف التفتت ضاحكة وقالت لي :
                          ~~ وينك toi ~~
                          أين أنت؟؟؟؟
                          استحسن الحضور والمسؤولون مشاركتي بتلك القصيدة عن جدّتي التي لم ألتقها.......
                          ثم بعد وقت طويل، بدأت مرحلة الخروج من الصالة الكبيرة....
                          رأيتها تهرول في الزحام خلف الشخصيات النسائية السياسية بينما خرجتُ بهدوء إلى الحديقة ، طلبت قهوة وبقيت هناك أتامّل الأشجار والأطفال والجدّات الطيّبات، وأنا في غاية الرضاء عن قصيدتي "الكنز" الذي ضممته في الورقة إلى صدري.....
                          .....
                          مرّت السنوات بسرعة وقامت الثورة التونسيّة وكم اختنقت بالغاز المسموم وتعرضت عديد المرات لاغتيال من الشرفة التي تطلّ على الشارع الكبير : شارع الحبيب بورقيبة الخط الأحمر كما يقولون.... لانّني مغرمة بالتصوير الفتوغرافي متجاهلة احتراق عيني والتنبيه من الذين صوّبوا نحوي سلاحهم ظنا مني أني "قناص" يرتدي الأسود يطلّ من شرفة عالية........
                          المهم.... في هذا الشهر كانت لي دعوة لحضور حفل مجموعة موسيقية لأصدقاء..
                          لبّيت الدعوة كما ألبّي دعوات كثيرة رغم أن القلب "حزين" عن وطن يحاول أن يستعيد عنفوانه....
                          مرّة أخرى تشاء الصدفة أن ألتقيها....تلك الشاعرة المتسلقة تلك التي مازالت تحتفظ بنفس الضحكة....
                          تبيع ماء الزهر ...والزهر باللهجة التونسية يعني "الحظ"
                          تحدثنا عن تلك الأمسية – تذكرتها بسرعة غريبة لكن غاب عنها وجهي الذي أصبح أكثر جمالا (هاهاهاها)...
                          تحدّثنا طويلا وانزلق منها الكلام لأعلم أنها تحصّلت على مفتاحين لبيتين
                          قالت لي متباهية انّ الرئيس سأل عنها ودعاها إلى القصر فأهداها البيت الأوّل ثم الثاني
                          لقصائد غير موزونة ولا تحمل صورة الابداع.....
                          ونفس الجملة : "وينك toi " ؟؟…
                          أنا اليوم أستعد لاحتضان ديواني الثاني لا يحتوي عن قصيدة للرئيس....
                          اليوم مازلتُ هناك في الشارع الطويل أصعد أربعة طوابق لبيت "كراء"
                          لم أملك بيتا ولا زيارة إلى القصر رغم أنّي أعشق القصور والأمراء والزمن الجميل......"والأميرة النائمة".....
                          والسيدة "بائعة الزهر" لها بيتان وتحمل نفس الضحكة ....ومازال كلّ شيء يرتعش في جسمها الممتلئ.

                          /
                          /

                          سليمى السرايري











                          العنوان جاء جميلا
                          لكن هذه المرأة لاتستحقه
                          أكره المنافقين بطبعي ولو كانت تحب رئيسها فعلا لما انزعجت منها
                          النفاق آفة كبيره

                          لونت لك مارأيته فائضا غاليتي وتقريري
                          وأحببت حبك للشعر لأني أدري أنك تحبينه فعلا
                          وأنك تختارين أجمل الكلمات لتبدأي الرحلة
                          محبتي وباقات غاردينيا يالغلا
                          الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                          تعليق

                          • سليمى السرايري
                            مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                            • 08-01-2010
                            • 13572

                            #14
                            لي عودة لأرد على ما تفضلتم به من ردود

                            شكرا
                            لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                            تعليق

                            • سليمى السرايري
                              مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                              • 08-01-2010
                              • 13572

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة سعد الأوراسي مشاهدة المشاركة
                              مقياس الحديث في نصك هذا ، هوصدق العاطفة
                              وبقدر رحابة الحسّ وقوته ، كانت المعاني أعمق وأعمق
                              وفي العمق قد نجد بدل الرسالة ، رسلا تهذب فينا ما لم نتوقعه
                              فيذوب التصنيف ، وكل مقومات الشرح والتحليل في ما يريده الكاتب ، وكيف كان وقعه علينا .. ؟
                              أحسنت سليمى ، وقد تجملتِ بفستان فني نادر
                              كل عام وأنت بخير


                              أستاذنا سعد الأوراسي

                              أهلا بك بين سطوري المتواضعة
                              دائما المواضيع الصادقة من صميم الواقع، تصل إلى المتلقّي مهما كان تصنيفها
                              لذلك أسعدني جدّا انّ ما كتبته وصلك جميلا.

                              -
                              شكرا من القلب سيّدي.


                              لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                              تعليق

                              يعمل...
                              X