عندما يتحول الإبداع الأدبي إلى خنجر مسموم.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حسين ليشوري
    رد
    الكاتب، ابن بيئته وهو ابن تربيته كذلك.

    المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم أستاذ حسين، جعل الله أيامك كلها سرورا سيدي الفاضل..
    الحقيقة لقد أغلق موضوعي أوراق صغيرة للمرة الثانية فور مشاركتي السابقة فأرد هنا. والله المستعان. (لم يسمح لي بالمشاركة هناك فلا أملك اللون الأحمر).
    أريد أن أقول يبدو هذه الأيام إن عمليتي النقد والكتابة تسيطران على أفكارنا، لذلك كنت أجدني بصدد تحرير مشاركة ثانية عن الكاتب نفسه ( فالكاتب والناقد لا ينفصلان في الحياة الأدبية، الناقد إتمام لمشروع الكاتب والكاتب حيثما وجد نصه انبثقت الحاجة للنقد والرؤية من طرف ثان يفترض أن يرى من زاوية أخرى وبشفافية وعدل! وليقوم ما يحتج للتقويم إن استدعى..
    كان النص يقول: جاهدَ أن يكتب ليتألق كنجمٍ، لتدوي كلماته صرخة، يُعلن بعدها التصفيق. وعندما تحقق حلمه، اشترى قلماً من ذهب.. وذهب شعره. انتهى.
    علينا أن نقرب تلك الهوى المتسعة بين الناقد والكاتب، وبين التنظير والواقع، الواقع يقول إن كلا من الناقد والأديب ( الإنترنتيان أو المتوفران!) لم يصلا بعد لمرتبة عالم، لهما كمال وتمام الأدوات.
    الكمال أولا لله الرحمن، أما الكاتب أو الناقد إذا وصلا لدرجة عالية، عالية كما يحلم بعض كتابنا (النّقاد) ــ أنا أقولها بصراحة ــ لن نجدهم في الملتقيات.. غالباً، فمكانهم البحث والنشر والتأليف. وعني ــ أمة الله الضعيفة ــ ما زلت أبحث وأقرأ ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) الآية، (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً) الآية.
    والحاصل الآن أن كلا من الأديب والناقد يقدمان ما لديهما من فيض عاطفي وفكري ــ لا يسع رفضه لمجرد نقص في الأدوات أو عدم اكتمالها... لأن الإبداع الأدبي عملية طارئة وولادة لا ينبغي تعسر مخاضها لفلسفة عدم اكتمال النمو، اللهم ما قصر نموه عن المسلمات البسيطة للأدب فيسقط دون أن يُلتقط.
    لعلني أطلت، فعذرا... لكن أحاول أن أعطي كلا من الناقد والأديب عذره إذا بنى نصه على المبادئ ولا نطلب الكمال.
    وللحديث شجون.
    أهلا بك أمة الله الأستاذة أميمة محمد في بيتك ومع أخيك ولا تحملي هما أبدا يبدو أن متصفحك قد أغلق خطأ لسبب فني وقد أعدت فتحه فور قراءة ملاحظتك وقبل أن أكتب ردي هذا.

    ثم أما بعد، كنت أقرأ قبل أن أعود إلى الملتقى منذ لحظات فقط في كتاب الأستاذ سيد قطب، رحمه الله تعالى، "النقد الأدبي: أصوله ومناهجه"، وهو كتاب قيم في بابه ويبدو أن سيد قطب، رحمه الله تعالى، قد كتبه قبل التزامه بمنهج الإخوان المسلمين في الفكر والسياسة والأدب [هذا ما استنجته من بعض كلامه، والله أعلم بالحقيقة]، والمؤلف الأديب يُعرِّف لنا العمل الأدبي كما يلي هو:"التعبير عن تجربة شعورية في صورة موحية"، ويبدو لي أن هذا التعريف يكاد يكون تعريفا علميا كاملا جامعا مانعا لولا أنه يتحدث عن الأدب، والأدب عمل فني ذاتي ذوقي بالدرجة الأولى يتفاوت فيه الناس من حيث ثقافتهم وتربيتهم، فالكاتب، كما يقال، ابن بيئته وهو ابن تربيته أيضا، ومفهوم التربية هنا أوسع بكثير مما قد يتخيله قارئ متسرع عجول.

    الصراع بين الأديب المبدع وبين الناقد "المفزع" (؟!!!) صراع يكاد يكون أبديا لا فكاك منه لكن عند من؟ هو كذلك عند من لم يفهم دور الناقد ولم يدرك أهميته للأديب نفسه وليس للناقد لأن الناقد مجرد مساعد للأديب وهو في خدمته وليس عدوا أو منافسا أو خصما تجب معاداته أو محاربته أو إعدامه ماديا أو معنويا؛ وكما أن الأدباء المبدعين درجات من حيث الإجادة في التعبير والتصوير والتحرير والتحبير فكذلك النقاد مراتب من حيث امتلاك أدوات النقد وإحسان توظيفها.

    وكما قلتِ، الحديث في الأدب والنقد حديث ذو شجون، وهو مسبب للأشجان كذلك، ولذا أكتفي بهذا القدر هنا والآن.
    تحيتي إليك وتقديري لك وأنا أشكر ذلك الخطاء التقني الذي جاء بك إلى متصفح أخيك ليرحب بك ويدردش معك.

    اترك تعليق:


  • أميمة محمد
    رد
    السلام عليكم أستاذ حسين، جعل الله أيامك كلها سرور سيدي الفاضل..
    الحقيقة لقد أغلق موضوعي أوراق صغيرة للمرة الثانية فور مشاركتي السابقة فأرد هنا. والله المستعان.
    (لم يسمح لي بالمشاركة هناك فلا أملك اللون الأحمر).
    أريد أن أقول يبدو هذه الأيام إن عمليتي النقد والكتابة تسيطران على أفكارنا
    لذلك كنت أجدني بصدد تحرير مشاركة ثانية عن الكاتب نفسه ( فالكاتب والناقد لا ينفصلان في الحياة الأدبية، الناقد إتمام لمشروع الكاتب والكاتب حيثما وجد نصه انبثقت الحاجة للنقد والرؤية من طرف ثان يفترض أن يرى من زاوية أخرى وبشفافية وعدل! وليقوم ما يحتج للتقويم إن استدعى..
    كان النص يقول: جاهدَ أن يكتب ليتألق كنجمٍ، لتدوي كلماته صرخة، يُعلن بعدها التصفيق. وعندما تحقق حلمه، اشترى قلماً من ذهب.. وذهب شعره. انتهى.

    علينا أن نقرب تلك الهوى المتسعة بين الناقد والكاتب، وبين التنظير والواقع
    الواقع يقول إن كلا من الناقد والأديب ( الإنترنتيان أو المتوفران!) لم يصلا بعد لمرتبة عالم، لهما كمال وتمام الأدوات.
    الكمال أولا لله الرحمن، أما الكاتب أو الناقد إذا وصلا لدرجة عالية، عالية كما يحلم بعض كتابنا(النّقاد) ــ أنا أقولها بصراحة ــ لن نجدهم في الملتقيات.. غالباً.
    فمكانهم البحث والنشر والتأليف. وعني ــ أمة الله الضعيفة ــ ما زلت أبحث وأقرأ ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) الآية
    (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً) الآية

    والحاصل الآن أن كلا من الأديب والناقد يقدمان ما لديهما من فيض عاطفي وفكري ــ لا يسع رفضه لمجرد نقص في الأدوات أو عدم اكتمالها...
    لأن الإبداع الأدبي عملية طارئة وولادة لا ينبغي تعسر مخاضها لفلسفة عدم اكتمال النمو. اللهم ما قصر نموه عن المسلمات البسيطة للأدب فيسقط دون أن يُلتقط.
    لعلني أطلت، فعذرا... لكن أحاول أن أعطي كلا من الناقد والأديب عذره إذا بنى نصه على المبادئ ولا نطلب الكمال.
    وللحديث شجون.

    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة زهار محمد مشاهدة المشاركة
    أخي العزيز والغالي حسين
    نحن في عصر الماديات حتى في المجال الادبي
    لم يعد النقد هادفا ولا موضوعيا كما كان في العصر الذهبي للأدب العربي المعاصر في القرن الماضي.
    صدقت أخي الحبيب.
    ذهب الرواد بأدبهم ونقدهم وأخلاقهم وشهامتهم.
    انظر ماذا أنتج كلامي إليك فور نشره بدقائق ثم يأتي من يلومني على كلامي هنا:

    عميد النقد العربي!in القصة القصيرة جدا
    تحيتي إليك ومحبتي لك.

    اترك تعليق:


  • زهار محمد
    رد
    أخي العزيز والغالي حسين

    نحن في عصر الماديات حتى في المجال الادبي

    لم يعد النقد هادفا ولا موضوعيا كما كان في العصر الذهبي للأدب العربي المعاصر في القرن الماضي

    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة زهار محمد مشاهدة المشاركة
    الأخ حسين موضوع رائع وهادف
    حقا في المجال الأدبي أصبح النقد شخصيا لا يتناول النص الأدبي ومقوماته الفنية بل يتعرض لصاحب النص شخصيا أو يتناول أشياء تافهة لا تغني شيئا في المضمون لكن تجعل الحديث عنها سلبيات كلها.
    أخي الحبيب محمد زهار هنا؟
    يا مليون مرحبا.
    في الحقيقة ما زلنا نحبو في النقد حبوَنا في الإبداع الأدبي بمختلف أنواعه وألوانه إلا قليلا.
    للكاتب كيان مكون من شخصيتين اثنيتن: شخصية مادية وشخصية معنوية، والحديث يجب أن ينصب على النص ثم على الشخص بالتبعية لأنه هو المسئول عن نصه من حيث أفكارُه ومن حيث طريقةُ عرضه، ولا حديث عن شخصية الكاتب المادية إلا في التحليل النفسي من خلال النص الأدبي، والحديث في هذا قد يطول جدا.
    النص ليس كيانا مستقلا عن صاحبه لأنه لا يأتي من فراغ بل من قناعة وفكر واختيار وكلها انعكاسات لثقافة الكاتب وتربيته، فكما أن الكاتب ابن بيئته فهو ابن تربيته أيضا، والناقد كاتب كذلك.
    سرني حضورك أخي الحبيب كثيرا.
    تحيتي إليك ومحبتي لك.


    اترك تعليق:


  • زهار محمد
    رد
    الأخ حسين موضوع رائع وهادف

    حقا في المجال الأدبي أصبح النقد شخصيا
    لا يتناول النص الأدبي ومقوماته الفنية
    بل يتعرض لصاحب النص شخصيا
    أو يتناول أشياء تافهة لا تغني شيئا في المضمون
    لكن تجعل الحديث عنها سلبيات كلها

    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
    يقول "حسين علي الهنداوي" في أنواع النقد:
    أ ـ النقد الجمالي والتأثري
    ب ـ النقد الموضوعي
    ج ـ النقد (المذهبي) النقد العقائدي [العقدي]، وهو النقد الذي تتحكم فيه آراء وعقائد خاصة عن [عند] الناقد...... الخ.
    هذا النقد الأخير يذكرني اليوم بنقد لا يغيب عن فكري أسميه "النقد الفكري للنصوص" فكر يتبناه الكاتب من خلال نشره؛ لا أديب ينشر دون أن يضع نصب عينيه هدفا، ولو كان جذب استحسان ولفت الآخرين له، من خلال تعابير خاصة ليست في مجملها جوفاء..؛ بل تخزن بداخلها مخزونا من العواطف أو الأفكار التي يود إيصالها للمتلقي؛ الكاتب في النهاية يتحمل وقع فكرته سيما إذا تبناها، والتبني يكون إما علنا بتبني فكرة وعرضها مباشرة قاصدا لها أو سراً بالنشر المتتابع لذات الفكرة لإقناع المتلقي بأسلوب جذاب مريح!
    بلا وعي منا ننزع لمتابعة كتّاب بعينهم لأنهم يعبرون عنا أو لإعجابنا بهم فكرا وكلمة وأسلوبا ونعرض عن آخرين لابتذال كتاباتهم وآخرين تختلف رؤانا أو معتقداتا عنهم؛ ونعرض رأينا لآخرين مسهبين لغرضين هما: تبيان نقاط نقد الفكرة أو محاولة لفت الانتباه لتقويم الفكرة إذا كانت متقاربة.
    الأدب لا يبرئ! الأديب من الانحياز الفكري الذي نجد أنفسنا أمامه ووجها لوجه أمام الكاتب ولو اختفت الوجوه برزت الأفكار وإذا غابت الغاية عن عقول العابرين لم تغب مقاصدها عن ألباب النقاد الذين لا يقرأون النصوص فحسب بل ما يختبئ خلف النصوص من نواحي دوافعها ومقاصدها.
    رعاكم الله
    ورعاك الله تعالى وحفظك وزادك علما وحلما وفهما وحُكْما، اللهم آمين يا رب العالمين.
    أشكر لك، أستاذة أميمة محمد، أمة الله، تفاعلك المثمر الإيجابي الفعال، وهذا ما نحتاجه في ملتقانا العامر بأمثالك الخيرين.
    قرأت مداخلتك الطيبة بعناية وهي إضافة ممتازة تلخص ما نحن بصدده من حديث عن الكتابة المغرضة، سواء أكان الغرض نبيلا يقصد منه الإفادة أم كان مبتذلا يقصد به الإساءة فقط، الخلاصة، أنه لا يكتب كاتب دون قصد ألبتة، والناقد كاتب هو كذلك، غير أن المقاصد تختلف من كاتب إلى كاتب كما تختلف نياتهما في الأساس.

    النقد في أساسه تذوق، أو هو إصدار حكم على الشيء المُتَذَوَّق أيا كان ذلك الشيء، والتذوق متفاوت بين الناس كتفاوت إحساسهم بالجمال أو بالبنة (نكهة الطعام أو الشراب أو الفاكهة أو الورد أو الروائح أقصد العطور) أو ما يحكم الناس عليه أو يقدرونه أو يقومونه (يحددون قيمته)؛ والذوق الأدبي يربى كما تربى أية حاسة أخرى، والثقافة إحدى وسائل تلك التربية الذوقية، والناس كلهم نقاد بشكل من الأشكال وهم يمارسون النقد في حيواتهم اليومية دون شعور منهم، أو بشعور، فتفضيل شيء على شيء واختياره ضرب من النقد الممارس يوميا بعفوية.

    التصريح بالنيات يحتاج إلى شجاعة أدبية كما أن قبول النقد يحتاج إلى شجاعة عقلية ولاسيما إن جاء النقد مناقضا لآراء الكاتب أو معاكسا لها أو "مهاجما"، وهنا نجد الكاتب الحقيقي الذي لا يهمه من كتابته إلا توصيل فكره، أو فكرته، يستقبل النقد المناقض، أو المعاكس، أو المهاجم، بصدر رحب وأريحية و... شجاعة عقلية (قد نتناول هذه الخصلة في مرة من المرات إن شاء الله تعالى)، ثم يحاول إقناع الناقد بوجهة نظره بكلمات أخرى أو بأسلوب مختلف، وهكذا...

    هذا، والحديث في الأدب والنقد حديث ذو شجون وهو لا يكاد ينتهي إلى رأي متفق عليه، لكننا نحاول تقريب المسافات بين المفاهيم عسانا نصل إلى تصور معقول ومقبول يتفق عليه المهتمون.

    أتمنى ألا يكون حديثي هنا "معلقة" من معلقات النقد كما وصفها أحد الناس حيث زعم:"
    الناظر في أرجاء الملتقى يجد كماً هائلاً من مواضيع النقد الأدبي وتنظيراته المتشعبة، وكل هذا البسط العريض لا نجده مطبقاً في النصوص الأدبية، وأصحاب تلكم المعلقات النقدية الطوال أنفسهم، لا يطبقون ما ينظرون له، وفي نظري هذا مشكل جدير بوقفة جادة لفهم الأسباب والدوافع" اهـ بنصه وفصه، وكأن هذا القائل قد قرأ مشاركاتي الـ 5,670 كلها عدا ونقدا وأحصاها وحللها ثم خرج بهذا الرأي الحاسم (؟!!!).

    تحيتي إليك أختي الفاضلة الأستاذة أميمة محمدن أمة الله، وتقديري لك؛
    ودمت على التواصل البناء الذي يغني ولا يلغي كما هو شأنك دائما.

    اترك تعليق:


  • أميمة محمد
    رد
    يقول "حسين علي الهنداوي" في أنواع النقد:
    أ ـ النقد الجمالي والتأثري
    ب ـ النقد الموضوعي
    ج ـ النقد ( المذهبي ) النقد العقائدي . وهو النقد الذي تتحكم فيه آراء وعقائد خاصة عن الناقد...... الخ.

    هذا النقد الأخير يذكرني اليوم بنقد لا يغيب عن فكري أسميه "النقد الفكري للنصوص" فكر يتبناه الكاتب من خلال نشره
    لا أديب ينشر دون أن يضع نصب عينيه هدف، ولو كان جذب استحسان ولفت الآخرين له،
    من خلال تعابير خاصة ليست في مجملها جوفاء..؛ بل تخزن بداخلها مخزون من العواطف أو الأفكار التي يود إيصالها للمتلقي
    الكاتب في النهاية يتحمل وقع فكرته سيما إذا تبناها، والتبني يكون إما علنا بتبني فكرة وعرضها مباشرة قاصدا لها
    أو سراً بالنشر المتتابع لذات الفكرة لإقناع المتلقي بأسلوب جذاب مريح!
    بلا وعي منا ننزع لمتابعة كتّاب بعينهم لأنهم يعبرون عنا أو لإعجابنا بهم فكرا وكلمة وأسلوبا
    ونعرض عن آخرين لابتذال كتاباتهم وآخرين تختلف رؤانا أو معتقداتا عنهم
    ونعرض رأينا لآخرين مسهبين لغرضين هما: تبيان نقاط نقد الفكرة أو محاولة لفت الانتباه لتقويم الفكرة إذا كانت متقاربة.
    الأدب لا يبرئ! الأديب من الانحياز الفكري الذي نجد أنفسنا أمامه ووجها لوجه أمام الكاتب ولو اختفت الوجوه برزت الأفكار وإذا غابت الغاية عن عقول العابرين لم تغب مقاصدها عن ألباب النقاد الذين لا يقرأون النصوص فحسب بل ما يختبئ خلف النصوص من نواحي دوافعها ومقاصدها

    رعاكم الله

    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    التفريق بين كيان الكاتب المادي وكيانه المعنوي.


    الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على مَنْ هدانا بأوضح البينات إلى طريق النجاة.

    ثم أما بعد، منذ مدة وأنا أفكر في كيفية التفريق بين نقد النص، ونقد الشخص، ونقد الكاتب، لأن هذين الأخيرين قد يختلطان فيُظنُّ أن الشخص والكاتب شيء واحد، مع أن الكاتب هو الشخص الذي يكتب ما يكتب؛ وما زاد في حيرتي ما أوردته في بعض مشاركاتي أو مواضيعي المتواضعة والتي هي أقرب إلى التأمل الفكري الذاتي منها إلى الدراسة العلمية الموضوعية، وقد سبق لي نشر ما يلي وأعدته هنا للتذكير به (
    تنظر مشاركتي رقم:#20 في موضوعي: في النقد الأدبي: صادات النقد الخمس، بل السبع):

    "(...) يمكننا أن نوجز محاور النقد في ثلاثة محاور لا رابع لها وهي:1- نقد النص؛ 2- نقد صاحبه كمبدع مسئول عن عمله؛ 3- نقد الشخص في ذاته كإنسان؛ والفرق بيْن هذين المحورين الأخيرين (2 و3) بَيِّنٌ عند من عنده تمييز أدبي أو معرفة بالنقد.

    1- نقد النص كمادة أدبية: وهو المطلوب في النقد الأدبي أو هو الغاية من النقد، له وجهان أو مستويان، مستوى الشكل (القالب أو الوعاء) ومستوى المضمون (المحتوى أو الموضوع)، ولن نستطيع نقد المضمون إلا بعد نقدِ الشكلِ والتأكدِ من سلامته إملاءً وضبطا بالحركات حقيقة أو تقديرها صحيحةً، و الإعرابِ لأن الشروع في نقد المضمون والحكم عليه سلامةً أوسقامةً أو جَمالا أو قُبحا أو إعجابا أو استهجانا إخلال بالنقد كفن أدبي له قواعده ومناهجه.

    2- نقد المبدع، (لأنه المسئول الوحيد عن عمله): ينصب النقد على المبدع من حيثُ قدراتُه على التعبير الفني أو الأدبي و من حيث ثقافتُه ومعرفتُه أو علمُه وهذه تنعكس حتما على النص، فالأسلوب هو الرجل كما يقال، وفي هذا يتفاوت المبدعون من حيث الجودة والإجادة ويتميزون.

    3- نقد الشخص كإنسان: وهذا ليس من النقد الأدبي في شيء ألبتة، وهو إلى التعيير والتشهير أولى به من النقد الأدبي، ويجب التمييز بين تحليل النص و تعليل ما كُتِب دون التعرض إلى تعيير الشخص أو انتقاصه أو السخرية منه.

    فكما يظهر من المحاور الثلاثة المقترحة هنا فإن النقد الأدبي أو العلمي أو الموضوعي إنما يهتم بالأولين فقط: نقد النص ونقد صاحبه من حيث قدراتُه التعبيريةُ، ولا يجوز نقد الشخص في ذاته وهذه المحاور الثلاثة هي التي عبر عنها الفيلسوف الألماني "آرثور شوبنهاور" في كتابه المعنون بـ"فن أن تكون دائما على صواب" كما أثبته المترجم الأستاذ المغربي الدكتور رضوان العصبة[أو "فن أن تكون على صواب دائما" كما أقترحه أنا "
    L'art d'avoir toujours raison"] وهي حسب ترتيبها أعلاه:
    1- Ad rem وتعني "الشيء أو الموضوع"؛
    2- Ad hominem وتعني "تجاه الإنسان، أي الكاتب هنا"؛
    3- Ad personam وتعني "تجاه الشخص".
    ونحن كنقاد (؟!!!) مُنْبَتِّينَ، وإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، لا نميز بين الأنواع الثلاثة وإننا لنخلط خلطا مزريا بالنقد ذاته ولا نفصل بين نقد الكاتب كمبدع مسئول عن إبداعه وبين نقده كشخص بل إن كثيرا من "المبدعين" ليعتبرون نقد نصوصهم نقدا لشخوصهم فتراهم ينبَرون منافحين ومكافحين ومناضلين لأن أحد القراء تجرأ ونقد نصا لهم فهم لا يميزون بين نقد النص ونقد الشخص وهذا أسوأ ما يمكن أن ينزل إليه سوء الظن من انحطاط أدبي.
    "(اهـ بنصه وفصه)؛ ومن هنا، كيف يمكننا أن نفرق بين شخص الكاتب، أي ذاته أو كيانه المادي، وبين الكاتب كمبدع أو، إن شئتم، كنفس كاتبة مبدعة مخترعة أو كيان معنوي؟

    وإن عدم التفريق بين الكيانين، كيان الكاتب كشخص مادي وكيانه كشخص معنوي، يوقعنا في تلك الاختلافات وتلك النزاعات وتلك المخاصمات التي نشهدها في الملتقيات والمنتديات الأدبية وغيرها مما تجري فيه تلك المناقاشات الحادة والصاخبة في كثير من الأحيان والتي تجر عادة إلى العداوات الصريحة المعلنة أو المموهة المستورة.

    الكاتب قبل أن يكون كاتبا هو كيان مادي يكتب، أو هو كائن كاتب مهما كانت صفاته الخَلْقِيَّة، والكتابة لا علاقة لها بصفات الكاتب الخَلْقِيَّة ولا بعيوبه الجسدية إن كان فيه عيب أو نقص مادي، ولا يكون التعامل مع الكاتب في هذه الصفات الجسدية المادية "الفِطْرِيّة" ولا يعاب عليها ألبتة لأنه غير مسئول عنها (وهو فيها مجبر)؛ إنما يكون التعامل مع الكاتب ككيان معنوي له صفاته الخُلُقِيَّة المكتسبة والتي هو مسئول عنها شاء أم أبى، رضي أم لم يرض (وهو فيها مخير)، والكتابة من مسئولية الكاتب لأنها من كسبه ومن اختياره، واختيار المرء جزء من عقله كما يقال، ومن هنا يتسرب النقد إلى الكاتب من خلال كتابته وليس من خلال ذاته أو كيانه المادي، وهذا ما استنجته من كلام آرثور شوبنهاور سالف الذكر، وقد أكون مخطئا في استنتاجي هذا.

    إذن، التفريق بين العناصر الثلاثة الواردة أعلاه ضروري لفك النزاع بين "الفرقاء" الأدباء في موضوع النقد الأدبي إذ من الصعوبة بمكان ألا نتجاوز النص إلى الشخص لأن أكثرنا لا يفرق بين كيان الكاتب المادي وكيانه المعنوي والذي هو محل النقد بعد نقد نصه وهو مربط الخصومة لأن الكاتب نفسه، وفي كثير من الأحيان، لا يفرق بين نصه وبين شخصه هو في "تمتاهٍ" عجيب كما وصفته في موضوعي: "
    الهُمْهِيَّة في الكتابة الأدبيَّة"، بحيث يتوحَّد شخص الكاتب مع نصه فيصير كأنه هو، كأنه نصه، أو يتوحد نصه معه كأنه شخصه، والتفريق ضروري للكاتب نفسه ولنصه كذلك.

    هذا ما أحببت إضافته في هذه الصبيحة المباركة، صبيحة يوم الجمعة 7 صفر 1439 الموافق 27 أكتوبر/تشرين الأول 2017، وقد يعِنُّ لي جديد في الموضوع فأثبته إن شاء الله تعالى، وبالله التوفيق، والحمد لله أولا وأخيرا.

    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    تذكير بما قيل.

    أحب أن أنقل إلى هنا ما كنت قلته في بعض مواضيعي عن النقد لما له من مناسبة (وتنظر مشاركتي رقم:#20 في موضوعي: في النقد الأدبي: صادات النقد الخمس، بل السبع):

    الحمد لله أنزل القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان، الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم، وصلَّى الله على النبي الأمي محمد الذي علم العرب ما لم يكونوا يعلمون فتحولوا من رعاة غنم إلى رعاة أمم ومن ساسة إبل إلى ساسة دول وسلم تسليما كثيرا أبدا لا ينقطع.

    ثم أما بعدُ، هذه خواطر جديدة عنَّت لي في النقد الأدبي فأحببت العودة إلى موضوعنا هنا لمسيس الحاجة إليه فما أحوجنا إلى التذكير بمبادئ النقد الأدبي أو غيره، وحتى يكون حديثنا هادفا هادئا هاديا وحتى لا ينحرف إلى الثرثرة المثيرة للخصومة والعداوة بسبب جهلنا المزري بأسس النقد ومبادئه لا بد من توضيح أمرين اثنين مهمين في تقديري الشخصي، أحدهما له علاقة باللغة العربية عموما وبنحوها خصوصا واللغة هي الوعاء المادي لكل عمل إبداعي أيا كان نوعه أو ميدانه؛ وثانيهما متعلق بالنقد الأدبي أو العلمي أو الموضوعي كفَنٍّ من فنون الأدبي فالنقد الأدبي إبداع عن إبداع كما سبق لي قوله في مقالتي الأولى أعلاه.

    فأما الأول: يجب التنبيه إلى ما يقع فيه كثير من الكتاب من أخطاء نحوية خطيرة تشوه أعمالهم الأدبية وهم يحسبون أنهم أحسنوا وقد أساءوا من حيث علموا أو لم يعلموا، وهذه الإساءة تكمن أساسا في تشكيل كلماتهم بعلامات الإعراب الصغيرة المختلفة (ــَـ ــُـ ــِـ ــْـ) وهذه العلامات الصغيرة في حجمها والتي توضع على حروف الإعراب (آخر حرف في الكلمة المعربة) كالفتحة والضمة والكسرة، وتسمى الحركات، والسكون وهو علامة الجزم في الفعل المضارع وهو أيضا علامة الوقف في الأسماء الموقوف عليها، وهذا الوقف ليس إعرابا أو ليس عملا ناتجا عن عامل نحوي ظاهر أو مقدر ولكن الجزم عمل إعرابي ناتج عن عامل، فهو علامة إعراب كالحركات الإعرابية الثلاث المتحدث عنها.

    وهذه العلامات الأربع الصغيرة إنما هي رموز مصطلح عليها تبين ما طرأ على الكلمات من إعراب بسبب العوامل النحوية اللفظية والمعنوية المختلفة المؤثرة في المعمولات من المرفوعات والمنصوبات والمجرورات والمجزومات (إنما المجزوم واحد وهو الفعل المضارع وحده وقد عبرنا عنه بالجمع للاتباع فقط).

    وهي، العلاماتِ، على صغرها تحمل دلالات كبيرة وخطيرة، أي مهمة، وهي التي تحدد المعاني المرادة بالتعبير، فإذا وُضِعت في غير محلها أو موقعها أو أبدلت خطأ بغيرها من غير وجه لغوي معروف ومصطلح عليه فالعلامات ينوب بعضها عن بعض كنيابة الكسرة عن الفتحة في جمع المؤنث السالم ونيابة الفتحة عن الكسرة في الممنوع من الصرف مثلا، تغيرت المعاني واختل النظام النحوي بل بطل المعنى أو زال، فمثلا إذا قلنا:"شرحَ المعلِّمُ الدَّرسَ للتِّلميذِ ولم يضجرْ" أدركنا الفعل والفاعل والمفعول به والمجرور والمجزوم بالعلامات الموضوعة على حروف الإعراب وهي أواخر الكلمات المعربة وكان الكلام، أو التعبير، صحيحا مفيدا تاما يحسن السكوت عليه؛ أما إذا قلنا:"شُرِحَ المعلمَ الدرسُ للتلميذُ، أو للتلميذَ، ولم يضجرُ، أو لم يضجرِ" اختل النظام و فسد الكلام ولم ننتحِ سمتَ كلامِ العربِ وهذا ما أعيبه على كثير من "الكُتَّاب" و "الأدباء" و"الشعراء" لكنهم، للأسف الشديد، يغضبون لما ينقدون في مثل هذه النقاط بل يزعمون أنهم لا يبالون بمثل هذه الملاحظات أو أنهم لا يكترثون لما يقترفونه من طوام نحوية، نسأل الله السلامة والعافية.

    هذا وإن كاتبا أو أديبا أو شاعرا لا يعرف الفرق بين الفاعل المرفوع أصالة وبين المفعول به المنصوب أصالة كذلك و المجرور والمضاف إليه المجروريْن أصالة أيضا أو يرفع بحروف الجر أو ينصب بها أو يرفع بأدوات النصب وغيرها مما نراه من جهالات في الكتابات الأدبية لكاتب دعي وليس كاتبا أصيلا ثم تراه يتبجح بأن النحو أو الإعراب آخر همه لكاتب فاشل حتى وإن عده الناس عبقريا أو رأى نفسه كذلك، نسأل الله السلامة والعافية من كل بلاء.

    وأما الأمر الثاني (والذي يخص النقد الأدبي أو العلمي أو الموضوعي): يمكننا أن نوجز محاور النقد في ثلاثة محاور لا رابع لها وهي:1- نقد النص؛ 2- نقد صاحبه كمبدع مسئول عن عمله؛ 3- نقد الشخص في ذاته كإنسان؛ والفرق بيْن هذين المحورين الأخيرين (2 و3) بَيِّنٌ عند من عنده تمييز أدبي أو معرفة بالنقد.

    1- نقد النص كمادة أدبية: وهو المطلوب في النقد الأدبي أو هو الغاية من النقد، له وجهان أو مستويان، مستوى الشكل (القالب أو الوعاء) ومستوى المضمون (المحتوى أو الموضوع)، ولن نستطيع نقد المضمون إلا بعد نقدِ الشكلِ والتأكدِ من سلامته إملاءً وضبطا بالحركات حقيقة أو تقديرها صحيحةً، و الإعرابِ لأن الشروع في نقد المضمون والحكم عليه سلامةً أوسقامةً أو جَمالا أو قُبحا أو إعجابا أو استهجانا إخلال بالنقد كفن أدبي له قواعده ومناهجه.

    2- نقد المبدع، (لأنه المسئول الوحيد عن عمله): ينصب النقد على المبدع من حيثُ قدراتُه على التعبير الفني أو الأدبي و من حيث ثقافتُه ومعرفتُه أو علمُه وهذه تنعكس حتما على النص، فالأسلوب هو الرجل كما يقال، وفي هذا يتفاوت المبدعون من حيث الجودة والإجادة ويتميزون.

    3- نقد الشخص كإنسان: وهذا ليس من النقد الأدبي في شيء ألبتة، وهو إلى التعيير والتشهير أولى به من النقد الأدبي، ويجب التمييز بين تحليل النص و تعليل ما كُتِب دون التعرض إلى تعيير الشخص أو انتقاصه أو السخرية منه.

    فكما يظهر من المحاور الثلاثة المقترحة هنا فإن النقد الأدبي أو العلمي أو الموضوعي إنما يهتم بالأولين فقط: نقد النص ونقد صاحبه من حيث قدراتُه التعبيريةُ، ولا يجوز نقد الشخص في ذاته وهذه المحاور الثلاثة هي التي عبر عنها الفيلسوف الألماني "آرثور شوبنهاور" في كتابه المعنون بـ"فن أن تكون دائما على صواب" كما أثبته المترجم الأستاذ المغربي الدكتور رضوان العصبة[أو "فن أن تكون على صواب دائما" كما أقترحه أنا "
    L'art d'avoir toujours raison"] وهي حسب ترتيبها أعلاه:
    1- Ad rem وتعني "الشيء أو الموضوع"؛
    2- Ad hominem وتعني "تجاه الإنسان، أي الكاتب هنا"؛
    3- Ad personam وتعني "تجاه الشخص".
    ونحن كنقاد (؟!!!) مُنْبَتِّينَ، وإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، لا نميز بين الأنواع الثلاثة وإننا لنخلط خلطا مزريا بالنقد ذاته ولا نفصل بين نقد الكاتب كمبدع مسئول عن إبداعه وبين نقده كشخص بل إن كثيرا من "المبدعين" ليعتبرون نقد نصوصهم نقدا لشخوصهم فتراهم ينبَرون منافحين ومكافحين ومناضلين لأن أحد القراء تجرأ ونقد نصا لهم فهم لا يميزون بين نقد النص ونقد الشخص وهذا أسوأ ما يمكن أن ينزل إليه سوء الظن من انحطاط أدبي.
    (اهـ بنصه وفصه، والحمد لله أولا وأخيرا).

    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    تذكير بما قيل.

    كنت منذ لحظات فقط أتصفح بعض كتاباتي السابقة فعثرت على هذه المشاركة لي فأحببت إدراجها هنا ليس لمناسبتها ما نحن بصدده ولكن لأن فيها نظرة نقدية قد تفيدنا:
    "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصَّالحات.
    الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.

    ثم أما بعد، عنَّ لي كلام أريد إضافته هنا تجليةً لما قد يغمض من حديث عن الكتابة الإباحية المستهجنة، نحن ننقد، نُقوِّم، ظاهرة غريبة استشرت في الكتابات "النتية" و نحن إذ ننقد هذه الظاهرة الغريبة السلبية إنما ننقدها هي كظاهرة فقط و لم نتعرض لا لنص ولا لشخص، و بناءً على هذا فالنقد ثلاثة أنواع:
    1- نقد ظاهرة ؛
    2- نقد نص ؛
    3- نقد شخص.

    و الذي يعنينا بالدرجة الأولى هنا إنما هو نقد الظاهرة السلبية و التي تكتسب سلبيتها لأنها لا تضيف شيئا ذا بال إلى الأدب كأدب أي فن من فنون التعبير القَوْلي المنطوق أو المكتوب، المنظوم أو المنثور، أما فنون التعبير فهي كثيرة ولا تعنينا هنا إنما الذي يعنيننا هو التعبير القولي في نوعيه المنطوق والمكتوب و شكليه المنظوم والمنثور و لسنا معنيين بنص بعينه أو بشخص بنفسه.

    تنوعت ظاهرة "الأدب" الإباحي المستنكر في الشكلين المشار إليهما، المنظوم والمنثور، واستشرت في الشبكة العنكبية الكونية، الـ "ش.ع.ك"، لما تضمنه من إمكانية التخفي وراء حُجُب الشاشات وفُرَص التمويه بالتسجيل في المنتديات بأسماء مستعارة نسوية و ذكورية تمنح قسطا وافرا من "الحرية" الافتراضية الكاذبة لأن هذه الحرية الممنوحة هي فعلا حرية كاذبة زائفة مغشوشة لأن المسلم الحقيقي يعرف أنه مراقب من الله تعالى فلا يجرؤ على كتابة ما سيحاسب عليه غدا بين يدي الله {فَيَوْمَئِذٍ لَّا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ}(الروم/57).

    أما نقد النص فهو فن آخر من فنون الأدب، فالنقد الأدبي إبداع عن إبداع كما قلته في موضوعي "في النقد الأدبي : الناقد ذوّاقة" هو محاولة قراءة النص من زواياه المختلفة شكلا ومضمونا، أداءً ورسالة، لأن الكتابة الأدبية، أو الإبداع الأدبي، كيفية أداء و رسالة تُؤَدَّى، فإن لم يكن لها، الكتابةَ الأدبيةَ، رسالة تؤديها فهي لغو و لهو وعبث و ضلال و تضليل مهما كان القالب الذي يعبر به صحيحا أو بليغا أو جميلا، فما يغني الجمال عن الضلال ؟

    وأما نقد الشخص كشخص فهذا مما لا ينظر النقد الأدبي إليه لذاته و ما يجب أن ينظر إليه إلا من حيث الاستعانة بمعرفته لفهم النص من خلال بيئة كاتبه الاجتماعية و الثقافية و حالته النفسية و سلامته العقلية، و لهذا البعد أهميته في تقويم النصوص، نقد الشخص لا يعني تجريحه أو تشريحه و إنما يعني التعرف عليه كمساعد لفهم النص لا غير، أما التحول من نقد النص كمادة أدبية إلى قذف الشخص و شتمه أو سبه أو تعييره فهذا مما لا صلة له لا بالنقد الأدبي ولا بالإبداع الأدبي، و قديما كان نقد الرجال وهو علم "الجرح والتعديل" علما قائما بذاته لقبول النصوص الشرعية، الأحاديث و أقوال السلف، فيما يخص التدين ؛ و كذلك يجب أن يكون نقد الشخص في قبول النص الأدبي، فمعرفة الشخص تعين على فهم النص.

    أما اليوم، و الحال كما يعلم الجميع، نصوص و شخوص و ... لصوص، اختلط فيها الحابل بالنابل أو العاقل بالمائل والمهتدي بالضال فكيف نميز ؟ لم يبق لنا سوى نقد الظواهر السلبية وحده أو نقد النصوص كنصوص ولا نحكم على شخص ما، كأديب أساء "الأدب" وليس ككيان أو كإنسان، إلا من خلال ما يقذِف به عيون القراء و قد علَّمنا الإسلام أن نعيب الأعمال ولا نعيب الأشخاص كأشخاص إن هم أتوا ما يعيبهم في قيم الإسلام الحنيف و الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام وجعلنا من أمة خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام.

    هذا و للحديث بقية، إن شاء الله تعالى، والسلام ختام." اهـ بنصه وفصه من غير تغيير حرف.

    (تنظر مشاركتي رقم#48 في قصتي المثيرة للجدل وقتها: العفن في طبق بِلَّوْرٍ)

    اترك تعليق:


  • عمار عموري
    رد
    كلانا يشبه المتنبي : تارة يكذب في مدحه حين يمدح، وأخرى يصدق في هجوه حين يهجو!

    اترك تعليق:


  • الهويمل أبو فهد
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة سميرة رعبوب مشاهدة المشاركة
    نعم قلت ذلك وقلت أيضا:
    والاستهانة هي أن أعلم بكل ذلك وأبتسم لك
    والقائل الأديب الكبير نجيب محفوظ.
    ابتسامة بحجم الوجود تهدى إليك أستاذ هويمل.

    الأستاذة سميرة رعبوب حفظك الله بحفظه
    بارك الله فيك، حقيقة كان اقتباسك صاعق وظننت أن العبارة لك ولا تريدين الإفصاح
    والمرحوم نجيب محفوظ حقيق بأن يأتي بمثلها.

    شكرا لك

    ومني لك خالص التقدير والتحية

    اترك تعليق:


  • الهويمل أبو فهد
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
    أهلا بك أستاذنا الجليل المحنك الهويمل أبوفهد وسهلا ومرحبا، وعاش من قرأ لك يا أستاذنا.
    ثم أما بعد، القول ما قلت بأن الملتقى، مجتمعنا الصغير هذا، صورة مصغرة عن المجتمع الكبير وما يجري في الكبير يجري حتما في الصغير فالضمير الجمعي واحد والمكبوتات واحدة والنوازع تكاد تكون واحدة كذلك.
    وإنني أرى أن من الشجاعة مواجهة المشاكل، الأدواء، ومحاولة معالجتها بما يليق بدلا من الفرار منها والخوف من تبعاتها أو التغاضي عنها وتركها تستفحل حتى تقضي على الأصحاء بعد قضائها على المصابين بها.
    وكما تعلم أن وضع المصابين في العزلة الصحية الربعينية (quarantaine) إجراء وقائي وعلاجي في الوقت نفسه حتى يشفى المصابون ويسلم الصحيحون (الأصحاء)، وقانا الله من الأدواء كلها ظاهرها وباطنها، مادييها ومعنويها، اللهم آمين.
    نعم، هي مجرد إشارة فقط، وقد يغني التلميح عن التصريح وفي المعاريض غينة عن التصاريح عند الألباء النبهاء الفطناء.
    وما استنسر البغاث إلا بغياب النسور أو سكوتهم أو تغاضيهم أو خوفهم أو فَرَقِهم.
    سرني حضورك أستاذنا الجليل أيما سرور ولعلنا سنتحاور أكثر في ما سيأتي إن شاء الله تعالى.
    تحيتي إليك ومحبتي لك.

    الشيخ العزيز حسين ليشوري حفظك الله ومنحك الصحة
    والحمد لله أن عافاك

    سلام الله عليك وبعد

    أحجمت عن المحاورة أثناء مسيرة الخير حتى جاء ختامها عنبر
    تذكرت أياما خوال وخشيت أن تصل المحاورة ما كانت تصله عادة
    أيام الشباب (شبابي وشبابك)، لكن يبدو أن المنتدى وصل مرحلة من النضج بحيث
    لا عودة إلى الوراء. أعجبتني الردود وروح الود حتى "تطيرت" ظنّا أن عودتي كانت سببا في
    ما جرى للخنجر المسموم حتى لو لم تكن لي ناقة البسوس ولا عصا جساس.


    حمدا لله على سلامتك وأرجو أن تسود روح الأدباء

    لك خالص التقدير

    اترك تعليق:


  • سميرة رعبوب
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
    -- الوقاحة هي أن تحدثني وتبتسم لي وقد أكلتَ من لحمي حتى جفّ لسانك (قالت الأستاذة رعبوب إنها اقتباس )
    نعم قلت ذلك وقلت أيضا:
    والاستهانة هي أن أعلم بكل ذلك وأبتسم لك
    والقائل الأديب الكبير نجيب محفوظ.
    ابتسامة بحجم الوجود تهدى إليك أستاذ هويمل.

    اترك تعليق:

يعمل...
X