قضايا فكرية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نورالدين لعوطار
    أديب وكاتب
    • 06-04-2016
    • 712

    #16
    أنت محق لم أفك الشفرة جيدا وذهبت إلى ALAIN TOURAINE و كتابه Nous, sujets humains الفرنسي

    أما الأنجليزي turing تذكرت الآن، فسبق أن تحدّث عنه في احدى مقالاتك

    شكرا لفك الالتباس

    وأنتظر تحليلك

    تعليق

    • محمد شهيد
      أديب وكاتب
      • 24-01-2015
      • 4295

      #17
      تعرفت أكثر على فكر Turing لما حضرت صيف 2012 أشغال المؤتمر العالمي الذي نظمته جامعتنا في مونتريال وشارك فيه باحثون من مختبر التحليل الذهني Laboratoire d’analyse cognitive الذي كنت عضواً فيه. وكانت سنة 2012 كلها سنة احتفاء ب Turing عبر العالم تكريما لما قدمه الرجل من خدمة للبشرية. و لم تعتذر بريطانيا رسمياً على سوء تعاملها معه إلا سنة 2009 أعتقد.

      انظر الرابط
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 14-01-2018, 00:01.

      تعليق

      • نورالدين لعوطار
        أديب وكاتب
        • 06-04-2016
        • 712

        #18
        خلاصة الغرفة الصينية تتمثل في كوني داخل غرفة وحيدا
        قدمت لي أوراق مكتوبة بالصينية وأنا لا أعرف منها شيئا
        وقدمت لي أوراق تقدم شروح بالعربية كيف أركب الرموز الصينية
        فانا هنا أتعامل مع الرموز صوريا كصور لا كلغة
        وفقت في الإجابة عن الأسئلة التي تتضمنها الأوراق الصينية بمساعدة التوضيحات العربية

        الصيني الموجود خارج الغرفة سيعتبرني أعرف الصينية
        لكن في الحقيقة أنا مجرد حاسوب يتبع برنامجا.

        هل هذا التقريب كاف

        تعليق

        • محمد شهيد
          أديب وكاتب
          • 24-01-2015
          • 4295

          #19
          يومك سعيد، فيلسوف المغرب الحبيب،

          بالفعل، "غرفة سورل الصينية" كما قدمتها لنا بإيجاز كان الهدف من ورائها إبراز ضعف فكرة تورين بأن الجهاز الذكي المتطور بإمكانه أن يصبح جهازا "عاقلا" بحيث يتفاعل بكل "وعي" و "روح" Esprit الشيء الذي فنده سورل بطريقة لا تخلو من السخرية - Apagogia ou l’argumentation par l’absurde.

          خلاصة: يقول سورل على أن مجرد معرفة كلمات لغة معينة - صينية أو غيرها - لا يجعل من الإنسان عالماً بها ملمّاً بجميع خصوصياتها (ناهيك عن مداعبة عباراتها إما نثراً أو شعراً أو مجازاً...). الشيء الذي تتطلبه دراية عميقة بما نسميه هنا "جمالية" اللغة و إلمام واسع بعيقريتها. و هنا يأتي ذكر مصطلح مهم جدا داخل منظومة سورل المفاهماتية و الذي ابتبسه من Austin : مفهوم يطلق عليه اسم Intention أو بالفرنسي: l’intentionnalité. لست إدري أي مفهوم يقابله في العربية (أنت أدرى مني بهذا) لكن ربما نسقط عليه عبارة "السياق". لأنه كما تعلم، لكي يتم فهم معنى ملمة معينة، لا بد من إدراجها داخل سياقها العام الذي وردت فيه. و المعجم نفسه يعتمد ذلك ويقصد به Contexte. بالإضافة إلى كون مفهوم intention يحتوي كذلك على مسألة "القصد" أو "النية" والتي لا يمكن ألبتة لأي جهاز مهما تطور أن يكون مدركاً لها على الوجه الأتم.

          لك الكلمة.
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 14-01-2018, 13:37.

          تعليق

          • نورالدين لعوطار
            أديب وكاتب
            • 06-04-2016
            • 712

            #20
            السياق كلمة ربما عامة
            القصدية والإرادة ربما أقرب

            فعندما أقول لك مثلا، "اغلق النافذة"، فلو أخذنا الجملة مجرّدة هكذا، لقلنا أن هناك شخص يأمر شخصا بإغلاق النافذة، فتكون الجملة لها سياق معين و قصد معين، فالسياق هو وجود شخصين، والقصد هو تغيير وضع النافذة. وهذا هو المعنى المجرد، لكن لو قلنا أنه في يوم بارد قال الصديق لصديقه " اغلق النافذة " فالأمر لا يتعلق هنا بتغيير وضع النافذة فقط بل بالأثر الذي ينجم عنها.
            فالسياق فيه الآن تغيير وضع النافذة فيه شخصان وفيه حالة الجو و فيه صداقة و...، لكن القصدية هي أن الآمر يحس بالبرد.

            فتحت نافذة القصدية، والغائية والإرادة.

            شوبنهاور، تحدث عن الإرادة كروح للشيء، أي أن هناك اندفاع في الطبيعة نحو الأمام. إرادة عمياء، نيتشه يتحدث عن إرادة القوة، هوسرل يتحدث عن القصدية كانفتاح للوعي على الأشياء، قصدية فارغة تتجه نحو الأشياء لوعيها... هذه مجرد تمثلات بعض الفلاسفة، للإرادة و القصدية.

            أظنك لم تكمل بعد مداخلتك، أم أنهيتها.

            لدي ملاحظة في تعليقك

            والتي لا يمكن ألبتة لأي جهاز مهما تطور أن يكون مدركاً لها على الوجه الأتم.

            الإطلاق هنا صعب
            لماذ؟ لانك لو قلت لشخص في غابر الأزمان أنني استطيع التحدث إلى محمد شهيد وبيني وبينه مئات الكيلومترات، لقال لك لا يمكن إطلاقا.
            ولكن اللغة كانت تتغاضى عن ذلك كأن تقول
            أيها القمر سلم على صديقي..... فهنا تجد اللغة وسيلة للتواصل بين الأشخاص و لو أنه تواصل غير متبادل لحظيا.

            فعندما حاسوبي أو سيارتي أو هاتفي، لسبب ما هذه الأجهزة لا تستجيب، فأنا أقول، لا يريد حاسوبي أن يعطيني هذه، لا تريد سيارتي أن توصلني في الوقت المحدد، لا يشتغل هذا الهاتف اللعين.

            لاحظ هنا لغويا لا نتحرج من إعطاء الإرادة لهذه الأجهزة. أعيد لغويا، أي أن اللغة لا تعترض على مثل هذا الأسلوب. فعلى الأقل لغويا تملك هذه الأجهزة إرادة ما.
            القصد هل هو عقلي، وهل كل أفعالنا قصدية؟
            الحيوانات على الأقل عنها قصد، فعندما يتربص الأسد بالغزالة فهناك قصد ما لهذا السلوك، هناك إرادة.
            عندما يصنع العصفور عشه ثم يجعله مقرا لبيضه، هناك إرادة، هناك علاقة ما بين العلية والإرادة، فمثلا كل سلوك تتوقعه أن يحدث و يحدث فلكأن هناك إرادة ما تسكنه، فعندما نقول يوم الثلاثاء ستمطر، هنا جعلت الإرادة حتمية، السحب ستأتي والأمطار ستنزل. لكأنك تعرف أين ستكون عندها إرادة النزول أو إرادة منع النزول.
            فعندما تقول اغلق النافذة، فأنت تعرف أن سبب الإحساس بالبرد هي النافذة، فالقصدية هي نوع من تتبع قانون العلية أو نوع من وعي للعلية.

            لو تمكن البرنامج من السيطرة على السياق عامة أي السياق الذي من خلاله ينتج الإنسان اللغة لأمكن الحديث على ذكاء صناعي قريب من الإنسان.
            أقول لأمكن و قد لا يكون ممكنا.

            تحياتي

            تعليق

            • محمد شهيد
              أديب وكاتب
              • 24-01-2015
              • 4295

              #21
              فهمت قصدك من تعقيبك الأخير.

              في مفهوم الابتسامة مثلاً: هل بإمكان الجهاز (مثلا هاتفك) أن يأتيك بتعبير عن معنى الابتسامة من خلال "ذاته" (هب أننا اتفقنا مبدئياً مع Turing) و بمحض "إرادته" (هب أنني سلمت لك بمعنى الإرادة كما ورد في تعقيبك)؟ كل ما سيحصل، هذا و إن حصل، فأن الهاتف سيأتيك ب Smily يشبه الابتسامة كما هي متعارف عليها في العالم "الحسي" لكن بالنسبة ل"عقل" الهاتف إنما هي بمثابة "غرفة صينية" مجردة من كل "روح" لمفهوم الابتسامة الذي اختبره الإنسان في عالم المحسوسات الواسع.

              أو ربما!؟

              تعليق

              • محمد شهيد
                أديب وكاتب
                • 24-01-2015
                • 4295

                #22
                بطبيعة الحال، كما هو الشأن بخصوص أي نظرية فكرية، فقد لاقت "غرفة سورل الصينية" انتقادات ربما نتطرق إلى أهمها في معرض حوارنا الهاديء هذا.

                بما أن حديثنا اليوم عن فلسفة اللغة، حضرني مثال يمكن الاستشهاد به لتوضيح فكرة "غائية" أو "قصدية" اللغة (بمفهومها الواسع الذي يشمل كل أساليب التعبير من كلام و إشارات و حتى السكوت الخ). و له علاقة بما يسمى La pragmatique du langage

                المثال:

                إعلان دعائي شائع: "المسحوق تايد يجعل الغسيل أكثر بياضاً" Tide lave plus blanc

                المستويات البراغماتية الثلاث لتفكيك الإعلان الدعائي:

                1- مستوى يخص اللغة
                2 - مستوى يخص المعنى
                3 - مستوى يخص الغاية

                سوف أفصل في المستويات الثلاث


                أمثلة أخرى ذكرتها في مقالة فرنسية بعنوان Les 3 niveaux de la communication

                تعليق

                • نورالدين لعوطار
                  أديب وكاتب
                  • 06-04-2016
                  • 712

                  #23
                  أهلا بصديقي شهيد

                  الابتسامة خاصية إنسانية تعبر عن درجة ما بالشعور الإيجابي، بالارتياح، يمكن أن نجد لها أصولا عند الحيوان، قط يلاعب كرة معلقة، كلب يلاعب ذيله، كلب يفتعل أنه يعضك يمازحك. يمكن أن نجملها مرح مصحوب بالحركة.
                  عندما تقول لي هاتفي الآن سأقول لك طبعا لن يبتسم و لا يستطيع أن يشعر فهو مادة صماء بالمطلق.
                  لكن هذا لا ينفي أن تجد في المستقبل مقرا ضخما مدينة معلوماتية صيغت على نموذج جهاز عصبي بشري بأغلب مميزاته، يوجد على اتصال مع ربوتات في كل انحاء المعمور عبر الأقمار أو بوسائل أخرى هذه الربوتات مثلا مجهزة بجهاز طاقي قابل للتعبئة شمسيا أو طاقنة نووية، أنت تعلم أن كيلو من الفحم قادر على إضاءة روما، الا يستطيع هذا الربوت التصرف كأن له إرادة، أقول كأن له، لأن تمثلنا للإرادة هو تمثل لا أظن أن أحدا يستطيع أن يجزم أنها إرادة مطلقة، فأنت تريد ما تستطيع، وهذا الحاسوب الذي أمامي يستجيب لما يستطيع، فيكفي مثلا أن أقول لك سر فوق الماء حتى تذهب إرادتك، أي أنك لن تندفع للقيام بالفعل، فالإرادة تنتهي عند العجز وعدم القدرة، ولو أنها تبقى في الخيال كإمكان وجودي قد يتحقق يوما.
                  عودة للإبتسامة، هل هي شعور حقيقي أم توازن مشاعري ما، عندما تأخذ "منشطا" فربما أصبحت مسببات قلقك مثيرة للضحك، أو العكس "
                  الابتسامة هي شعور بالارتياح مصحوب بحركات في الملامح، فلو أسقطنا ذلك على الروبوت و زودناه ببرنامج أن يرقص مثلا كلما وجد أمام قرد فلا أظنه لن يفعل، فتكرار الحدث مرارا وتكرارا قد يوحي كأن له إرادة ما، ولعلك تعرف قصة الغزالي مع العليّة و قصّة هيوم أيضا، فاقتران حدثين يجعلك تعتقد أن أحدهما مسبب للآخر، رغم أنني لا أوافق على التوصيف، لكنه يحمل في داخله إشارة ما. توحي بوجود توازن تفاعلي " التفاعلي بوجهه الكميائي"
                  فالابتسامة في الأخير يمكن مقاربتها على شاكلة عرض من أعراض توازن كميائي معين.

                  هل شعورنا حقيقي، وضع أشخاص في غرف متعددة و تم تعريضهم لموجات كهرومغناطيسية مختلفة التردّد، حسب المجموعات، فلوحظ أن الموجات َa مثلا تثير عند الأشخاص الذين تعرضوا لها ردودا روحانية.
                  هذا مؤشر ولا أجزم بشيء على أن المشاعر لها علاقة ما مع العالم الخارجي بمعنى التوازن الكوني و ليس التوازن الداخلي والتفاعل الضيق لخبرة الإنسان الواعية، أنا لا أقول أن الفلاسفة لم يتفطنوا هذه الأشياء، لكن لمقاربة موضوع معين لابد تأخذ الاشياء التي تبدو لك متناسقة وتهمل الباقي، فمثلا عند الفزيائيين في معادلاتهم يقول لك في الحركة مثلا اعتبر الاحتكاك مهملا، وزن الجسم مهمل عند قياس قوى مسلطة على جسم كتلته صغيرة جدّا.
                  فقضية إهمال بعض الأشياء في النسق ظاهرة موجودة، لكن هذه المهملات نفسها يمكن أن تحدث نسقا جديدا.
                  الآن اللغة
                  أول لعبة تلعبها اللغة هي الإصطلاح، أي تنقل المفردة من سياق تداولي معين لتسقط عليها قوة الفعل والتأثير.
                  فعندما نقول، نظرية مثلا تستدعي عالما من الأفكار، فهناك من يسبّ المصطلحات كأنها كائنات حية، فهذا المصطلح أصبح فاعلا مؤثرا.
                  وربما هذا منشأ اهتمام الفلسفة المعاصرة باللغة، حتى ساد نوع من التوهم أن اللغة هي صاحبة القرار في الأخير.
                  في حين أن اللغة ربما تمثل جزءا من أنساق تفاعلية ضخمة، رغم أنها تحاول كلّ مرة أن تكون مرآة لهذه النسق وتعبر عنه وفق إمكانياتها.

                  سأكون ممتنا صديقي محمد إذ تفصل هذا الإشهار
                  فرغم سيطرة أسلوب التفلسف على كلامي
                  فأحب الأكاديميات
                  وربما تعلم كما أعلم أنني طلبت منك أن تتوسع في علم النفس المعرفي ذات يوم، أو البراديغم المعرفي بصفة عامة، و أعرف أنك تستجيب بطريقتك التي رأيتها ربما أفيد.

                  تعليق

                  • محمد شهيد
                    أديب وكاتب
                    • 24-01-2015
                    • 4295

                    #24
                    صديقي نور الدين،
                    الوقت الآن بعد منتصف الليل عندي. في الغد إن شاء الله أواصل حديثي إليك.

                    سلامي إلى كل الرودانيين.

                    تعليق

                    • محمد شهيد
                      أديب وكاتب
                      • 24-01-2015
                      • 4295

                      #25
                      لو أمكن، صديقي، اطلع على نص المقالة الوارد في مداخلة أستاذ الهويمل.
                      نواصل حديثنا في المساء.

                      Palimpseste بالفرنسية أو Palimpsest بالانجليزية من الاصل اللاتيني Palimpsestus تعني، لغةً، الرقوق القديمة الممسوحة؛ سميت كذلك لأن المدونين القدامى كانوا يقومون بمسح محتواها في كل مرة ثم يعيدون تدوين مخطوطات أخرى عليها مما تسبب في إتلاف العديد من المخطوطات القديمة النفيسة تم التنقيب على بعضها حديثاً بواسطة الأدوات والتقنيات

                      تعليق

                      • محمد شهيد
                        أديب وكاتب
                        • 24-01-2015
                        • 4295

                        #26
                        مساء الخير، نور الدين

                        المستويات الثلاث في تفسير الخطاب الدعائي (الإشهار).

                        مثال: المسحوق تايد يجعل ثيابك أكثر بياضاً.

                        المستوى الأول: لغوي صرف.

                        الخطاب (لنسميه النص) هنا جاء بعبارات (مفردات) ست وهي: مسحوق/تايد/ يجعل/ثيابك/أكثر/بياضا، طبقا لترتيب متعارف عليه داخل لغة معينة :العربية من المفروض أن يشترك في تداولها على هذا النحو - وعلى الأقل - كل الأطراف المعنية بالخطاب : انطلاقا من صاحب النص (Emetteur) و انتهاء بالمتلقي (Récepteur). ثم تأتي مفردة (تايد) التي هي الأخرى و إن كانت لا تنتمي إلى القاموس اللغوي العربي الموحد (كمرجعية لغوية يعتمد عليها الطرفان) إلا أن استعمالها هنا يؤدي نفس الوظيفة اللغوية الأولى بحيث أنها لوحدها تشكل لغة مفهومة واضحة متعارف عليها كذلك عند كل من الطرفين (أو أكثر إن كان هناك أطراف أخرى معنية بالخطاب). فهذا المستوى الأول يشكل عتبة الدخول الى عمق النص فلذلك يشترط فيه : لغة مفهومة منطقياً، متعارف عليها مبدئيا، تستلزم التراتبية في تركيب المفردات...
                        فلولاه لما خرج النص من العدم (اللهم إن كان السكوت في هاته الحالة يعتير لغة متعارف عليها فستؤدي نفس الغرض الأول (وفي هاته الحالة سوف نكون أمام "لغة صامتة" تؤدي وظيفة سيميائية معينة داخل سياق محدد تم التوافق عليه مسبقاً).

                        لكن هل هذا المستوى اللغوي وحده كاف كي نفهم المعنى الدفين للخطاب؟ أكيد لا، ولو أنه ضروري و لا معنى يشيد إلا على أساسه.

                        إذن من هنا وجب الاجتياز إلى المستوى الثاني : المعنى. La fonction sémantique

                        2. مستوى المعنى
                        ممكن أن نطلق عليه مصطلح (المدلول) Signifié في حين أن المستوى اللغوي الأول يكون يمثابة Signifiant (الدال).

                        هنا تبدأ عملية تفكيك الخطاب : المفردات الست تفيد أن الأمر يتعلق بمسحوق غسيل ثياب وظيفته المتعارف عليها اجتماعيا هي تنظيف الملابس وهو القوة العاملة على تغيير الثوب من حالة 1 (وسخ) إلى حالة 2 (تنظيف). و هنا يلعب (تايد) دور البطولة لأننا نتحدث عن مسحوق بعينه (تايد) نميزه عن باقي المساحيق من جنسه والتي بإمكانها أن تلعب نفس الدور البطولي لي تنظيف الملابس وتحويلها من حالة 1 إلى حالة 2. وهنا جوهر الخطاب: لماذا (تايد) بالذات دون غيره من منافسي الشركة الأم؟ المعنى يوطده ما سيأتي بعد عبارة (تايد) انطلاقا من مبدإ التراتبية التي أسسنا عليه مشروع بناء المعنى للنص. "يجعل ثيابك أكثر بياضا". ركز معي على عبارة "أكثر": جاءت على صيغة أفضل أي يفهم من خلالها على أن هناك تفاضلية (وإن كانت خفية Sous-jacente) انطلاقا دائما من فهمنا اللغوي و إدراكنا المعرفي الأول حول ما توارتناه عن "اكثر". فمثلا لو أتى الخطاب على صيغة تقريرية صرفة (تايد يجعل ثيابك نظيفة) لاختل المعنى الذي نحن بصدده ونحن نتحدث عن "الأفضلية". إذن لولا عبارة "أكثر" لما فهمنا أولاً، على أن هناك تنافسية؛ و ثانيا على أن الخطاب يتحدى المستهلك (كاف المخاطب في عبارة "ثيابك") واضعا بهاته الطريقة المتلقي تحت سقف عين حدده المخاطِب كي يكون مرجعية يقاس عليها كل أداءات المساحيق المنافسة. الشيء الذي يوحي للمتلقي ذهنيا على أنه أمام المسحوق الأفضل على الإطلاق.

                        لكن، علام كل هذا العناء و ما الفائدة (الغاية بتعبير فلسفي) منه اذا وصل بنا المطاف هنا و توقفنا؟ خدمة لمبدإ "الغائية" يأتي الانتقال إلى المستوى الثالث و الأخير -على الأقل هنا- و هو تحديد الغاية القصوى من الخطاب.

                        نعلم على أن الاشهار يخدم على الأقل ثلاث وظائف: الاعلان أو الإخبار على أن المنتوج موجود. إذن إثبات الحضور و الوجود. ثم تموقع المنتوج داخل منظومة المنتجات الاستهلاكية وذلك يتحديد جنسه و صنفه (البسة، تغذية، نقل، جمال،...) و وظيفة ثالثة ألا وهي تموقعه داخل نفس الصنف الذي ينتمي إليه وجعله متميزا عن المنافسة. لكن لماذا؟ وهنا تأني الوظيفة البرغماتية الأخيرة: الغاية.

                        3- مستوى الغاية.

                        تايد ينظف أفضل من غيره من المساحيق: فهمناها. الآن، ينتظر من المستهلك الحركة Action أي الخروج عمليا إلى السوق و شراااااء تايد (ولا شيء سوى تايد).

                        Buy me. Achetez-moi. اشتريني.

                        إنها خاصية التأثير التي تمارسها الشركات ك"قوة" ضاغطة حتى يقوم المتلقي المستهلك بالقيام بالحركة المطلوبة منه والتي تخدم بالضرورة مصلحة صاحب الخطاب العليا: بيع منتوجه و قهر المنافسة.

                        وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار هذا المستوى البراغماتي من الخطاب لوجدناه الغاية الأسمى والمبتغى الأعلى لكل خطاب (سواء كان استهلاكيا ماديا صرفا أو أخلاقيا معنويا بحتا). فكل من يخاطبك يود أن تتفاعل و تتحرك للقيام بحركة معينة. و لذلك جعلها الفلاسفة البراغماتيون أم الوظائف.
                        ومن اجل خدمتها خصص لها Austin كتابه الشهير How to do Things with Words الذي ترجم إلى الفرنسية تحت عنوان Quand dire c’est faire

                        تعقيبك.
                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 16-01-2018, 19:17.

                        تعليق

                        • نورالدين لعوطار
                          أديب وكاتب
                          • 06-04-2016
                          • 712

                          #27
                          تحليل دقيق بالفعل
                          يعتمد على دعامات ثلاث

                          المبنى كعامل رئيس في صياغة المعاني.
                          المعنى ومستويات الدلالة
                          القصد المؤسس لظهور الخطاب على هذا الشكل.

                          كتبت هذا اليوم تحليلا لنفس الجملة لكن بصيغة مخالفة
                          لكن الكهرباء لها رأي آخر.

                          سألخصه قليلا:

                          قبل ذلك سأضع هنا مقاربة للوعي.
                          الوعي هو القدرة على التعبير عن الشيء،كتابة أو نطقا.
                          ملكات الوعي:
                          الترميز، مثلا تحويل الصوت f إلى الحرف f وهذا الترميز يكون متعدّدا. مثلا ف .......
                          العقل مهمته " هو الإتيان بالرمز المناسب في الوقت المناسب، أي تنظيم المتواليات اللغوية، وترتيبها وفق أنساق، أي الاجتهاد في توفير النسق اللفظي المعبر عن الشيء وفق قوانين، مرتبطة بالصياغة اللفظية والصياغة "المنطقية" فالعقل هو صانع هذه القوانين اعتمادا على مبادئ غريزية.
                          الإبداع، إنشاء عوالم جديدة وماهيات مستجدّة.
                          الغريزة هي كلّ سلوك حيواني:
                          سآخذ منها بعض الأشياء:
                          الإدراك الحسي
                          الفعل الإرادي
                          العلية
                          التخيل
                          .......

                          الآن تحليل الجملة بعد لحظات




                          ........

                          تعليق

                          • نورالدين لعوطار
                            أديب وكاتب
                            • 06-04-2016
                            • 712

                            #28
                            المستوى الأول، يمكن افتراضه كمعطى لأنني لن أبرهن عليه. و إن كنت قدمت له بعض تلمحات في مقالة النقد في موضوع " في رحاب الإنسان "

                            رصد الثابت والمتغير في الجملة:
                            الثابت: الجملة كبنية من الألفاظ أو الكلمات مكتوبة على سند علبة، كيس، "هذا المتصفح".
                            الجملة تعطي ماهية لمادة التيد استنادا على ماهيات ثابثة أخرى، المسحوق، البياض. النظافة.الثوب
                            المتحول: أكثر "هناك انتقال بين المساحيق بمعنى التعدد"، يبيض أو يجعل أو ينظف" حركة الفعل" ثم الإنتقال من الحالة عدم النظافة إلى حالة النظافة.
                            المستوى الثاني: الغريزة
                            هناك الفعل الإرادي، يجعل، ينظف، يبيض
                            العلية: سبب النظافة التيد
                            الإدراك الحسي، مسحوق، بياض، الملابس

                            على مستوى الوعي
                            الترميز، الحصول على نسق من رموز قابلة للتقاسم على مستوى الوعي.
                            العقل: شرع قانونا جديدا يجعل التيد أكثر المساحيق نظافة إعتمادا على مبادئ غريزية، مقارنة وعلية.
                            اختيار الماهيات و استدعاء الفاظ لها علاقة بالقيم، النظافة " الملابس والنظافة كسلامة للجسد، والطهارة كسلامة للروح..والملابس ستر العورة..." دون إغفال علاقة الماهيتينبالجمال، البياض دون غيره من الألوان، بياض السريرة، القلب الأبيض، الكذبة البيضاء....
                            على مستوى الإبداع، غالبا ما تعتمد هنا التغييرات التي تلحق بالمنتوجات لكسر الرتابة وقد نتحدث عن الجانب الجمالي لكتابة الجملة أو الإضاءة....

                            هذا تحليل الجملة بعيدا عن السياق، فعندما مثلا نكون في سياق إشهار على التلفاز، نجد امرأة ورغوة و غسيل ... وهنا يمكن الحديث عن التحقق التجريبي، أي صدقية الجملة..... وعندما نوسع السياق فنقول هذا حقل الإشهار، هنا تدخل عوامل أخرى تؤثر على الصدقية......

                            شكرا

                            تعليق

                            • محمد شهيد
                              أديب وكاتب
                              • 24-01-2015
                              • 4295

                              #29
                              ...حينها تدخل عوامل أخرى مثل: الصور النمطية و المعاني المستهلكة.

                              تعليق

                              • محمد شهيد
                                أديب وكاتب
                                • 24-01-2015
                                • 4295

                                #30
                                سلام يليق بالعزيز نور الدين،

                                جئتك بنازلة واقعية حديثة على هامش حوارنا خول فلسفة اللغة.

                                موضوع البحث والنقاش: علاقة الذهن باللغة

                                النازلة:
                                أخذت بيدي اليمنى شومبوان لأضعه على شعري وأنا أستحم. بينما يدي ترتفع نحو رأسي، ذكرت بصوت مسموع Shiseido وهو اسم ماركة منظف الوجه الذي أستعمل. فإذا بيدي أجدها و بدون ما أشعر تطبق الشمبوان على الوجه عوض الشعر. لم أستوعب ما الذي حصل بالضبط - لا شعورياً - إلا بعد أن فرغت من دهن الوجه بالشمبوان. ما الذي حصل ذهنياً في هذا الوقت الوجيز جداً؟ من هنا حضرتني فرضية العلاقة بين اللغة والذهن. أنتظر تعليلك للظاهرة.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X