الرسالة الفنية في الشابكة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. وسام البكري
    أديب وكاتب
    • 21-03-2008
    • 2866

    الرسالة الفنية في الشابكة

    الرسالة الفنية في الشابكة


    إنّ فن الرسائل فن قديم، له أصوله وقواعدهُ، وله أيضاً استثناءاته من حيث اللغة والأسلوب، بل من حيث الوزن أيضاً، فمن الرسائل ما يكون مسجوعاً أو موزوناً بأوزان محددة وهو ما عرفته العصور المتأخرة، وهو عكس ما كان لدى المتقدمين من كتّاب الرسائل.
    ولذلك فلا علاقة لعدد القرّاء في تحديد نوع الفن، رسائل أو خواطر، بل للأسلوب علاقة بتحديد النوع.
    وفن الرسالة يختلف عن فن الخاطرة إلا مَن خلَط بينهما عمداً في الكتابة، ولكن لا يمنع أن تتطعّم الرسالة بأسلوب الخاطرة، أما المائز بينهما فإن الرسالة تحدد مُرسَلاً إليه حقيقياً أو وهمياً، وغيرها من الفروق. أمّا مَن تعمّد من الكتّاب (أقصد الذين يكتبون فعلاً) عدمَ التفريق بينهما (أو هو لا يُفرّق بينهما) فلا يمكن أن يكون مقياساً عِلمياً للخلط بينهما.

    أما النشر الورقي ... فَنَعَم .. يمكن أن يأخذ مجراه، وأن يكون له صداه، ولكن بشروط الرسالة الفنية.

    أما القرّاء .. فهل لهم وجود ؟ ....... نعم ... موجودون ... وباستطاعتنا إيجادهم، وإيجاد الرغبة في التواصل بالقراءة، إن لم تكن الرغبة في الكتابة أيضاً.

    ولكنْ ... ما السبب في عزوف الكثيرين عنها ؟

    العزوف عنها (في الأنترنيت) لعدة أسباب:
    1. عدم التزام كاتب الرسالة بالنمط الفني للرسالة، فلا يشعر القارئ أنها رسالة، وليست أفكاراً منثورة، بلا تحديد مُرسَل إليه.
    2. الكتابة من طرف واحد فقط. وهذا يُضعف جانب الجذب للقرّاء، بمعنى آخر: إن الرسالة فيها من المواصفات اللازمة، ولكنّ القارئ يريد ردّاً أو جواباً لها من المُرسَل إليه، فإذا افتقد هذا الجانب فقَدَ عامِلَ الجذب والاستمرارية في القراءة والمتابعة.
    3. في عدد منها يوجد فيها مرسِل ومُرسَل إليه، ولكن أيضاً ينقطع فيه عامل الجذب، لأن المُرسِل في وادٍ، والمُرسَل إليه في وادٍ آخر !!
    توضيحه: يكتب المُرسِل رسالة أدبية أشبه بالخاطرة وبقصيدة النثر، ثم يجيب المُرسَل إليه المُفترَض (أقول المُفترَض: لأن المُجيب قد يكون هو الشخص ـ المُرسَل إليه ـ فعلاً أو أي شخص آخر موجود في المتصفح نفسه يرغب في التواصل والإجابة)، والمفارقة هي: إن الجواب الذي يرسله المُرسَل إليه لا علاقة له بمضمون رسالة المُرسِل، إلا أن تكون من باب العواطف العامة، وأما التواصل الدقيق لمضامينها فعزيز، أي نادراً ما يحدث.
    ولذلك يُعَدّ هذا النوع من الرسائل رسائل من باب التجوّز وتمشية الحال.
    4. لا ضير أن تكون الرسالة تاريخية أو كأي نوع من الوثائق، ولكن عندما ينقطع التواصل فنوعها يتغيّر لا محالة.

    واستناداً إلى ما تقدّم يكون العيب في الاستعمال، وليس في نوع الفن الأدبي.

    ودمتم بخير
    التعديل الأخير تم بواسطة د. وسام البكري; الساعة 19-12-2008, 14:05.
    د. وسام البكري
  • بنت الشهباء
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 6341

    #2
    أستاذنا الفاضل
    الدكتور وسام بكري
    إن ما نثرته لنا عن هذا العلم والفن البديع الذي أعتبره من أسمى فنون الأدب رقيا وسموا وألقا ..
    وأوافقك على كل ما نثرته لنا هنا من أن الرسالة الأدبية والاجتماعية والسياسية تختلف عن الخاطرة بكل أنواعها شكلا ومضمونا ...
    وجزاك الله خير الجزاء لما قدمته لنا
    ودمت بألف خير

    أمينة أحمد خشفة

    تعليق

    • رشيدة فقري
      عضو الملتقى
      • 04-06-2007
      • 2489

      #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته د/وسام البكري
      شكرا جزيلا لكل التوضيحات التي تفضلت بها
      والني اجد اننا كنا بحاجة اليها فالمبصر ليس كالذي يمشي على غير هدى
      ويسعدني ان اضيف الى موضوعك الغني صورة قد تختزل الموضوع
      وهي ان الالفرق بين الرسالة والخاطرة كالفرق بين باقتي ورد
      واحدة وهي الخاطرة نجمعها من كل ورد جميل فواح ونضعها في اصيص ونزين بها مكانا في البيت بحيث يراه كل من يزورنا ولا نخص به احدا
      والرسالة هي الباقة الثانية ولكننا نخص بها شخصا معينا نقدمها له وعندها يمكنه ان يضعها في الماء او يهملها هو حر
      هذا تصوري المتواضع ولكم جزيل الشكر
      لك مودتي الكبيرة وتقديري العميق
      اختك رشيدة
      [url=http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=1035][color=#008080]رسالة من امراة عادية الى رجل غير عادي[/color][/url]

      [frame="6 80"][size=5][color=#800080]
      عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتـي العَزائِـمُ
      وَتأتـي علَى قَـدْرِ الكِرامِ المَكـارمُ
      وَتَعْظُمُ فِي عَينِ الصّغيـرِ صغارُهـا
      وَتَصْغُرُ فِي عَيـن العَظيمِ العَظائِـمُ[/color][/size][/frame]
      [align=center]
      [url=http://gh-m.in-goo.net/login.forum][size=5]جامعة المبدعين المغاربة[/size][/url][/align]
      [URL="http://mountadaal3acharah.4rumer.com/index.htm"]http://mountadaal3acharah.4rumer.com/index.htm[/URL]

      [url=http://www.racha34.piczo.com/?cr=2][COLOR="Purple"][SIZE="4"][SIZE="5"]موقعي[/SIZE][/SIZE][/COLOR][/url]

      تعليق

      • طه محمد عاصم
        أديب وكاتب
        • 08-07-2007
        • 1450

        #4

        د وسام البكري
        بداية أشكرك على هذا الحوار المفتوح حول الرسالة الأدبية وأهميتها في تطوير اللغة والأدب والفرق بينها وبين ما استحدث من جديد النثر لا أقول الخاطرة وفقط بل قصيدة النثر والشعر المنثور (هذا عند من فرق بين قصيدة النثر والشعر المنثور).......الخ مشتقات النثر الحديثة وصولا إلى آخر أنواعة وهي الردود الأدبية في المنتديات (إن شاء الله سأتحدث عنها في موضوع منفصل كفن نثري مستحدث له أهميته في تطوير الأدب )
        أستاذي الفاضل
        نعم أنا في موضوع الرسالة الأدبية حاولت البحث عنها منذ كانت نطفة قبل أن تدخل رحم الإبداع الأدبي وتمر بما مرت به من مراحل التطور منذ العصر الجاهلي وصولا إلى عصرنا الحديث (أعتذر عن عدم اتمام ما بدأته هناك في موضوع الرسائل وهذا لظروفي الخاصة ).
        ولقد رأيت سؤال الأستاذة ريمة الخاني واسمح لى أن أهنأك على جوابك الجميل ولكن اسمح لي بمداخلة بسيطة وهي :
        الرسالة الأدبية ابتدعت عندما كان الإنسان بحاجة ماسة اليها مثلها كباقي فنون الأدب وتطورت إلى أن وصلت إلى هذا الموجود أمامنا في الساحة الأدبية ومن اختلاط جيناتها بالخاطرة الأدبية إلى حد أن البعض لا يستطيع التفرقة بينهما (الرسالة والخاطرة)
        وهذا إنما يرجع إلى :(إضافة إلى ما ذكره الدكتور وسام البكري)
        عدم الحاجة إلى التراسل المباشر بين الأشخاص لوجود المستحدثات الالكترونية الحديثة من( هواتف خلوية وانتر نت)ومع هذا لم تخلُ قوائمها هي الأخرى من مسمى الرسالة سواء كانت قصيرة أو عبر الاميل ولكن هذه السرعة الموجودة في حياتنا الحديثة أفقدتها رونقها الأدبي المميز وجعلها بسيطة مباشرة ولأننا شعوبا نحب الموروث ونعشقه نقوم بتطوير هذا الفن عن طريق التخيل والكتابة بأسلوب أدبي يفهمه الجميع ويستمتع به من أراد الولوج إلى إلى هذا النوع الراقي من فنون الأدب .
        الرسالة عندما تكتب توجه إلى محدد (حتى وإن كانت خيالية) كما أنها تتميز بالتماسك في جميع أجزائها من المقدمة مرورا بالموضوع وصولا إلى الخاتمة وهذا أهم ما يميز الرسالة عن الخاطرة لأن الخاطرة أفكار مبعثرة لملمتها الذاكرة في صور وجدانية جميلة ثم سردتها كشريط فيديو رائع يستمتع به الجميع دونما النظر إلى وجهته ومدلوله فالخاطرة حمالة أوجه ترجع إلى حالة الكاتب المزاجية والعوامل النفسية يظهر فيها فكره وفلسفته ومعتقداته ،.أما الرسالة كونها موجهة فليس لها سبيل غير وضوح الهدف والوصول إلى الغاية المرجوة من الرسالة بتوصيل فكرة معينة أو شرح موقف أو تقديم برهان أو أو أو ....
        وإضافة إلى ما ذكرت أقول أن الرسالة يمكن أن تطعم بجماليات الخاطرة فتكتسب ألقا جديدا وشكلا مختلفا ولكن هذا التطعيم لا يفقدها كونها رسالة فالرسالة يستطيع القارئ الانتباه لها من أول وهلة كما يستطيع التفرقة بينها وبين الخاطرة
        وأقول أيضا أن هناك أنواعا من الخاطرة لا يمكن أن تدخل الرسائل لتباعد الأنساب بينهما وهي الخواطر التأملية ...القصصية ..الخربشات اليومية ...الومضات الفكرية........الخ .
        فكل هذه الأصناف وأشباهها خاصة بالكاتب فهى منه وإليه وكثيرا ما يتنقل الكاتب فيها بين المحسنات اللفظية والتنسيق الكتابي ، معتمداً على نَفَسِ القارئ واستجادته لما يقرأ فهى رؤية خاصة بتصوره الشخصي المنبعث من ذاته وغالباً ما تحمل صورا خيالية يلجأ إليها الكاتب للإرتقاء بالتجربة إلى اللا مرئي فإن استطاع الكاتب بمقدرته الخاصة أن يجعل عقل المتلقي يقبل هذه الصور بهذا يكون الكاتب وصل إلى مبتغاه من الخاطرة.
        أما احتمالية نشرها ورقيا وهل ستجد صدى وقراء فأقول ما من عمل جيد إلا وله قراء يحرصون على قراءته .
        وإلى لقاء آخر في هذا الحوار الجميل
        وموضوع نثري آخر
        sigpic

        تعليق

        • د. وسام البكري
          أديب وكاتب
          • 21-03-2008
          • 2866

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
          أستاذنا الفاضل
          الدكتور وسام بكري
          إن ما نثرته لنا عن هذا العلم والفن البديع الذي أعتبره من أسمى فنون الأدب رقيا وسموا وألقا ..
          وأوافقك على كل ما نثرته لنا هنا من أن الرسالة الأدبية والاجتماعية والسياسية تختلف عن الخاطرة بكل أنواعها شكلا ومضمونا ...
          وجزاك الله خير الجزاء لما قدمته لنا
          ودمت بألف خير
          [align=justify]أديبتنا الفاضلة بنت الشهباء
          لقد أوجزتِ في تعقيبك الكريم أهمية الرسالة الأدبية أو الفنية ، فهي فعلاً من (أسمى فنون الأدب رقيا وسموا وألقاً) إذا أجَدنا صياغتها، وأوجزتِ موضوعاتها، وفَرْقَها عن الخاطرة ... وهذا الإيجاز له تقديره الخاص عندي، لأنه مُتأتٍ من أديبةٍ لها الريادة في إنشاء الرسالة الفنية في الملتقى الموقر.

          أديبتنا الفاضلة بنت الشهباء
          شكري وتقديري لكِ، وأرغب بفتح المجال لمشاركاتكم القيّمة مجدّداً، ومشاركات الأدباء الآخرين أيضاً، لمحاولة الوقوف على أهم ما يعترض الرسالة الفنية من معوقات انتشارها في الأنترنيت بصورتها الفنية.

          ودمتِ بخير [/align]
          د. وسام البكري

          تعليق

          • د. وسام البكري
            أديب وكاتب
            • 21-03-2008
            • 2866

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة رشيدة فقري مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته د/وسام البكري
            شكرا جزيلا لكل التوضيحات التي تفضلت بها
            والني اجد اننا كنا بحاجة اليها فالمبصر ليس كالذي يمشي على غير هدى
            ويسعدني ان اضيف الى موضوعك الغني صورة قد تختزل الموضوع
            وهي ان الفرق بين الرسالة والخاطرة كالفرق بين باقتي ورد
            واحدة وهي الخاطرة نجمعها من كل ورد جميل فواح ونضعها في اصيص ونزين بها مكانا في البيت بحيث يراه كل من يزورنا ولا نخص به احدا
            والرسالة هي الباقة الثانية ولكننا نخص بها شخصا معينا نقدمها له وعندها يمكنه ان يضعها في الماء او يهملها هو حر
            هذا تصوري المتواضع ولكم جزيل الشكر
            لك مودتي الكبيرة وتقديري العميق
            اختك رشيدة
            [align=justify]الأديبة الفاضلة رشيدة فقري
            تشبيه أدبي بارع في تصوير الرسالة والخاطرة والتمييز بينهما، وفعلاً تكون الرسالة موجّهة إلى مُرسَل إليه سواء أكان حقيقياً أو وهمياً.

            أديبتنا الفاضلة أسعدتني مشاركتك القيمة ... وأنتظرك مجدداً للحوار بصورة أوسع؛ من أجل الوقوف على أهم ما يعترض الرسالة الفنية من معوقات انتشارها في الأنترنيت بصورتها الفنية.

            ودمتِ بخير[/align]
            د. وسام البكري

            تعليق

            • تحسين
              عضو الملتقى
              • 03-06-2008
              • 177

              #7
              شكرا لكم
              ما أود قوله وبكلمات : كثيرا ما قرأن كتابات راقية جدا وهي بعيدة كل البعد عن القوالب الأدبية الجامدة أو الهندسة الأدبية المتعارف عليها .
              فكم من كتابة ادبية عظيمة في مدلولاتها ومحتواها بدون أن نضعها في أغلال خاصة بها لهي معبرة وقوية وغنية . مودتي لكم
              [COLOR="Red"][FONT="Arial Black"][SIZE="4"]متى تثورون ضد جلاديكم ؟ متى تنتفضون ضد قهركم ؟ متى تنتقمون لكرامتكم؟ وعفاف المسلمات أمامكم ينتحر، وبلاد المسلمين تغتصب ، والأمة تتعرض للذبح والتنكيل ، والشعوب المسلمة مغلوب على أمرها ، ونطفة الإجرام على مرآكم تتهكم وتنتقل، وصعاليك الكفر لأعراضكم تنهش ثم تستتر؟ هبوا ... انتفضوا ... ثوروا ... انتقموا... فالعمر محدود والرزق مقسوم ، والدنيا فانية ، والآخرة باقية [/SIZE][/FONT][/COLOR]

              تعليق

              • د. وسام البكري
                أديب وكاتب
                • 21-03-2008
                • 2866

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة طه محمد عاصم مشاهدة المشاركة

                د وسام البكري
                بداية أشكرك على هذا الحوار المفتوح حول الرسالة الأدبية وأهميتها في تطوير اللغة والأدب والفرق بينها وبين ما استحدث من جديد النثر لا أقول الخاطرة وفقط بل قصيدة النثر والشعر المنثور (هذا عند من فرق بين قصيدة النثر والشعر المنثور).......الخ مشتقات النثر الحديثة وصولا إلى آخر أنواعة وهي الردود الأدبية في المنتديات (إن شاء الله سأتحدث عنها في موضوع منفصل كفن نثري مستحدث له أهميته في تطوير الأدب )
                أستاذي الفاضل
                نعم أنا في موضوع الرسالة الأدبية حاولت البحث عنها منذ كانت نطفة قبل أن تدخل رحم الإبداع الأدبي وتمر بما مرت به من مراحل التطور منذ العصر الجاهلي وصولا إلى عصرنا الحديث (أعتذر عن عدم اتمام ما بدأته هناك في موضوع الرسائل وهذا لظروفي الخاصة ).
                ولقد رأيت سؤال الأستاذة ريمة الخاني واسمح لى أن أهنأك على جوابك الجميل ولكن اسمح لي بمداخلة بسيطة وهي :
                الرسالة الأدبية ابتدعت عندما كان الإنسان بحاجة ماسة اليها مثلها كباقي فنون الأدب وتطورت إلى أن وصلت إلى هذا الموجود أمامنا في الساحة الأدبية ومن اختلاط جيناتها بالخاطرة الأدبية إلى حد أن البعض لا يستطيع التفرقة بينهما (الرسالة والخاطرة)
                وهذا إنما يرجع إلى :(إضافة إلى ما ذكره الدكتور وسام البكري)
                عدم الحاجة إلى التراسل المباشر بين الأشخاص لوجود المستحدثات الالكترونية الحديثة من( هواتف خلوية وانتر نت)ومع هذا لم تخلُ قوائمها هي الأخرى من مسمى الرسالة سواء كانت قصيرة أو عبر الاميل ولكن هذه السرعة الموجودة في حياتنا الحديثة أفقدتها رونقها الأدبي المميز وجعلها بسيطة مباشرة ولأننا شعوبا نحب الموروث ونعشقه نقوم بتطوير هذا الفن عن طريق التخيل والكتابة بأسلوب أدبي يفهمه الجميع ويستمتع به من أراد الولوج إلى إلى هذا النوع الراقي من فنون الأدب .
                الرسالة عندما تكتب توجه إلى محدد (حتى وإن كانت خيالية) كما أنها تتميز بالتماسك في جميع أجزائها من المقدمة مرورا بالموضوع وصولا إلى الخاتمة وهذا أهم ما يميز الرسالة عن الخاطرة لأن الخاطرة أفكار مبعثرة لملمتها الذاكرة في صور وجدانية جميلة ثم سردتها كشريط فيديو رائع يستمتع به الجميع دونما النظر إلى وجهته ومدلوله فالخاطرة حمالة أوجه ترجع إلى حالة الكاتب المزاجية والعوامل النفسية يظهر فيها فكره وفلسفته ومعتقداته ،.أما الرسالة كونها موجهة فليس لها سبيل غير وضوح الهدف والوصول إلى الغاية المرجوة من الرسالة بتوصيل فكرة معينة أو شرح موقف أو تقديم برهان أو أو أو ....
                وإضافة إلى ما ذكرت أقول أن الرسالة يمكن أن تطعم بجماليات الخاطرة فتكتسب ألقا جديدا وشكلا مختلفا ولكن هذا التطعيم لا يفقدها كونها رسالة فالرسالة يستطيع القارئ الانتباه لها من أول وهلة كما يستطيع التفرقة بينها وبين الخاطرة
                وأقول أيضا أن هناك أنواعا من الخاطرة لا يمكن أن تدخل الرسائل لتباعد الأنساب بينهما وهي الخواطر التأملية ...القصصية ..الخربشات اليومية ...الومضات الفكرية........الخ .
                فكل هذه الأصناف وأشباهها خاصة بالكاتب فهى منه وإليه وكثيرا ما يتنقل الكاتب فيها بين المحسنات اللفظية والتنسيق الكتابي ، معتمداً على نَفَسِ القارئ واستجادته لما يقرأ فهى رؤية خاصة بتصوره الشخصي المنبعث من ذاته وغالباً ما تحمل صورا خيالية يلجأ إليها الكاتب للإرتقاء بالتجربة إلى اللا مرئي فإن استطاع الكاتب بمقدرته الخاصة أن يجعل عقل المتلقي يقبل هذه الصور بهذا يكون الكاتب وصل إلى مبتغاه من الخاطرة.
                أما احتمالية نشرها ورقيا وهل ستجد صدى وقراء فأقول ما من عمل جيد إلا وله قراء يحرصون على قراءته .
                وإلى لقاء آخر في هذا الحوار الجميل
                وموضوع نثري آخر
                [align=justify]
                تعقيب الأديب الفاضل
                طه محمد عاصم
                في نقاط محددة

                الأديب الفاضل الأستاذ طه محمد عاصم
                مشاركة رائعة وقيّمة ... وجديرة بالنقاش والحوار ... وتدلّ على رؤية واضحة .. فشكراً جزيلاً؛ ولكن اسمح لي بإيجاز الأفكار الواردة في تعقيبك الكريم مع بعض التصرّف في نقاط محددة، لتتضح وسيتبعها ـ إن شاء الله ـ تعقيبي وتعقيبات الأعضاء الكرام عليها:

                1. فن الردود: فن نثري مُستَحدَث بتأثير الأنترنيت، يستحق الدراسة.

                2. تطورت الرسالة إلى أن وصلت إلى هذا الموجود أمامنا في الساحة الأدبية، ومن اختلاط جيناتها بالخاطرة الأدبية إلى حد أن بعضهم لا يستطيع التفرقة بينهما (الرسالة والخاطرة)؛ ممّا أدى إلى عدم الحاجة إلى التراسل المباشر بين الأشخاص لوجود المستحدثات الالكترونية الحديثة من( هواتف خلوية وانترنت) ومع هذا لم تخلُ قوائمها هي الأخرى من مسمى الرسالة سواء كانت قصيرة أو عبر الاميل.

                3. السرعة الموجودة في حياتنا الحديثة أفقدت الرسالة رونقها الأدبي المميز، وجعلتها بسيطة مباشرة.

                4. الفرق بين الرسالة والخاطرة:

                ـ الرسالة عندما تُكتَب تُوجّه إلى مُحدّد (حتى وإن كانت خيالية) كما أنها تتميز بالتماسك في جميع أجزائها من المقدمة مروراً بالموضوع، وصولاً إلى الخاتمة، وهذا أهم ما يميّز الرسالة عن الخاطرة.

                ـ الخاطرة أفكار مبعثرة لملمتها الذاكرة في صور وجدانية جميلة ثم سردتها كشريط فيديو رائع يستمتع به الجميع، دونما النظر إلى وجهته ومدلوله؛ فالخاطرة حمّالة أوجه، ترجع إلى حالة الكاتب المزاجية والعوامل النفسية، يُظهِر فيها الكاتب فكره وفلسفته ومعتقداته.

                ـ بما أنّ الرسالة موجَّهة، فليس لها سبيل غير وضوح الهدف، والوصول إلى الغاية المرجوة منها، بتوصيل فكرة معينة أو شرح موقف أو تقديم برهان أو .. أو .. أو ..

                ـ يُمكن أن تُطعَّم الرسالة بجماليات الخاطرة فتكتسب ألقاً جديداً وشكلاً مختلفاً؛ ولكنّ هذا التطعيم لا يفقدها كونها رسالة، فالرسالة يستطيع القارئ الانتباه لها من أول وهلة كما يستطيع التفرقة بينها وبين الخاطرة .

                ـ إنّ هناك أنواعاً من الخاطرة لا يمكن أن تدخل الرسائل، لتباعد الأنساب بينهما وهي الخواطر التأملية والقصصية والخربشات اليومية والومضات الفكرية ...الخ .

                هذه أهم النقاط الواردة في مشاركة الأستاذ طه محمد عاصم.

                وننتظر وجهات نظر الأدباء والباحثين الكرام.


                ودمتم بخير[/align]
                د. وسام البكري

                تعليق

                • د. وسام البكري
                  أديب وكاتب
                  • 21-03-2008
                  • 2866

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة تحسين مشاهدة المشاركة
                  شكرا لكم
                  ما أود قوله وبكلمات : كثيرا ما قرأت كتابات راقية جدا وهي بعيدة كل البعد عن القوالب الأدبية الجامدة أو الهندسة الأدبية المتعارف عليها .
                  فكم من كتابة ادبية عظيمة في مدلولاتها ومحتواها بدون أن نضعها في أغلال خاصة بها لهي معبرة وقوية وغنية . مودتي لكم
                  الأستاذ الفاضل تحسين
                  نعم .. هناك كتابات ذات مستوى راقٍ جداً .. ولكن اسمح لي بالقول: إنّ التجنيس في النتاج الأدبي ضروري، الذي يضع اُطُراً أو حدوداً واضحة (ولو بصورة نسبية) للنتاج، فبهِ تتحدد صورة الرواية والقصة والأقصوصة وأنماطها، وبه يتحدد الشعر بأنواعه وأنماطه، وينطبق هذا على الرسالة والخاطرة وغيرهما من الأنواع النثرية.

                  ومع ذلك، يجب أن لا نُلغي سُنّة التطور والتأثر والتأثير بين الأجناس الأدبية، التي ربما تُنتج لنا جنساً آخر لم يعرفه الأوائل. قد يكون هجيناً أو مُطعّماً سواء أكان التأثير عربياً صرفاً أم أجنبياً. وفضلاً عن ذلك تأثير الوسائل الحديثة التي أشار إليها الأستاذ طه مشكوراً.

                  شكري وتقديري لمشاركتك القيّمة، وبانتظار وجهة نظرك في التعقيب.

                  ودمت بخير
                  د. وسام البكري

                  تعليق

                  • د. وسام البكري
                    أديب وكاتب
                    • 21-03-2008
                    • 2866

                    #10
                    [align=justify]أكرر شكري وتقديري للأديب طه محمد عاصم. أما بشأن تعقيبه الكريم، فأتفق معه بصورة عامة. وسيتضح أغلبه من خلال النقاش.

                    الأدباء الأفاضل ....

                    تبادرَ إلى ذهني عدد من الأسئلة، هي:

                    1. هل يمكن الخروج من نمط الرسالة التقليدية (مقدمة وغاية وخاتمة) بحجة متطلبات الأنتريت والوسائل التكنولوجيا الأخرى ؟ وإذا كان الجواب نعم ... فكيف نميّز بين الرسالة والخاطرة، إذا ما سلّمنا بوجود تأثير للخاطرة في الرسالة أو كما قيل: إن الرسالة تكون مُطعّمة بالخاطرة ؟ علماً أن عنوانها (رسالة) لا يُفيدنا ـ بالقطع ـ أنها رسالة فعلاً، فلربما تكون خاطرة أو قصيدة نثرية ولا تصلُحُ أن تكون رسالة.

                    2. لندخل إلى التطبيق، بما هو متعارف لدينا في رسائل الأنترنيت، فنقول: إنّ عدم وجود المرسل إليه (الطرف المُستقبِل للرسالة) ألاَ يُفقد عنصر الجذب للقارئ، علماً أني لا أقصد بهذا فقدان جمالية النص، بل فقدان متعة سماع الطرف الثاني، فَبِه تكتمل صورة الرسالة لدى القارئ، وتكون الرسالة صورة حية من حوار الطرفين، فتُضفي اَلَقاً مُميّزاً...... وأشد ما يظهر هذا في الرسائل العاطفية، وهي الأكثر انتشاراً.

                    أما قولكم بوجود ردّ من شخص آخر ... فالظاهر الذي تبيّنتهُ من الرسائل أمران:

                    أ. إن المُجيب هو أي شخص موجود في المتصفح يُبادر إلى الإجابة عن الرسالة، وبنظري المتواضع أن هذا يُفقد الرسالة رونقها، وبخاصةٍ فيما إذا أجاب إجابة منقطعة عما ورد فيها من أفكار تفصيلية.

                    ب. إنّ المُجيب هو شخص محدّد، ولكنه لا يُشعِر القارئ أن الرد هو إجابة فعلية للرسالة، بل أقصى ما تجدهُ هو الاشتراك في الموضوع العاطفي فقط.

                    3. نتيجة لما تقدّم نلحظ تكرار وصف المشاعر العاطفية الحسية وغير الحسّية.

                    والخلاصة أنها تفتقد إلى وحدة الموضوع بين الطرفين.

                    أرجو مراجعة المشاركة رقم 1 النقاط 2، 3

                    وإذا ما صحّ ما تقدّم افتراضاً .. فهل انقضى عهد الرسائل الحقيقية المتبادلة ؟ !
                    ودمتم بخير[/align]
                    د. وسام البكري

                    تعليق

                    • يسري راغب
                      أديب وكاتب
                      • 22-07-2008
                      • 6247

                      #11
                      الدكتور / وسام البكري الموقر
                      كل عام وانت بخير
                      انا الان اكتب الرساله الادبيه اليك
                      واعتقد ان اي مساجلات ادبيه بين اثنين هي من نوع الرسائل الادبيه
                      رسائل مي وجبران من النوع الوجداني بين اديبين
                      رسائل غسان كنفاني وغاده السماان من نفس الطراز
                      رسائل بدر السياب الى لميعه عماره على نفس النهج
                      هنا الرسائل المباشره بين اثنين كل منهما يرد على الاخر برساله حول نفس الموضوع المشترك / عاطفيا- وجدانيا - ادبيا
                      هناك رسائل الى الاخر الغير موجود تكتب على شكل خاطره او مقاله ادبيه الى الاخر - الذي لاينتظر منه ردا - كما اكتب رساله الى مثلي الاعلى في الحياة والفكر والادب - تاخذ شكل الخاطره - ومثل الرسائل الوجدانيه الى الام في عيدها - خاطرة انسانيه ابثها كل عواطف التقدير والاحترانم والمحبه
                      رساله الى صديقي الدكتور وسام البكري اتحدث له فيها عن ذكريات جمعتنا وعن معاناة اعيشها وافتقد وجوده معي - ساذكر له فيها عما اعانيه من حصار في بلدي وانتظر منه دعما - انا اخاطب صديقي - وليس كل الناس
                      في الخاطره اقول المعاناة او الفرح بلغة مستقله ربما لنفسي وربما لكل الناس - الرساله محدده بوجود اخر محدد - شخص بعينه - اما او وطنا او مثل اعلى - دون انتظار رد - ورسائل مباشره بالردود عليها مع اخر يشترط ان تكون همومهما ادبيه او فكريه يتبادلان فيها الاراء ويناقشان الحلول والمقترحات
                      الان في الانترنت - الرسائل عبر الايميل اسرع من البريد العادي يشترط وجود جهاز كمبيوتر لدى الطرفين - والماسينجر بين اثنين يبحثان قضايا حياتية عامه يمكن ان تكون مساجلات ادبيه - وهل المساجلات مابين مجموعه من الاشخاص نوع من الرسائل الادبيه - ليس بالمطلق - لكن ما يحدده العضو موجها الى الى شخص بعينه في دائرة النقاش يمكن تخصيصه بين الاثنين كرساله ادبيه - فمثلا موضوع محموددرويش كله على بعضه اشبه بحلقة نقاش او ندوة ادبيه - لكن لو اخذنا منها جزئية واحده بين الدكتور مازن والاستاذ العفنان - بينهما الاثنان فقط يمكن ان تكون رساله ادبيه بين اثنين
                      نستنتج من ذلك مايلي
                      ان اشتراطات الرساله الادبيه انها محدده الاطراف
                      وغالبا ما يكون من طرف واحد الى اخر- ثنائيه الاتجاه-
                      رسائل مردوده برسائل يشترط ان تبحث قضايا عامه فكريه وانسانيه
                      الايميل والماسينجر بين اثنين على مستوى فكري وثقافي معين من الرسائل العصريه - الاسرع -
                      نحن في هذه الصفحه نجري ما هو اشبه بحلقة نقاش - لكنني حين حددت الرساله اليك - الدكتور وسام البكري - شخصيا - اصبحت رساله ادبيه - لكنني لو تركت الامر دون تحديد المرسل اليه تتحول الى مقاله ادبيه -
                      اذن الفرق بين الرسال الادبيه والاجناس الادبيه الاخرى انها بين طرفين محددين
                      تتلمس مواضيع عامه - وتتم بين طرفين على مستوى ثقافي وفكري معقول لانها في هذه الحاله ستاخذ صفة العموميه والشموليه في طرح المواضيع والردود عليها - واعتقد ان الاخوه قبلي طرحوا الموضوع من كافة جوانبه - - ومتفق معهم - من خلال هذه التفسيرات العمليه - التي تخضع لرؤيه وتجربه ذاتيه - وكما قالت الاستاذه / بنت الشهباء/ الرسالة الأدبية والاجتماعية والسياسية تختلف عن الخاطرة بكل أنواعها شكلا ومضمونا ... وكما قالت الاستاذه رشيده فقري / الخاطرة نجمعها من كل ورد جميل فواح ونضعها في اصيص ونزين بها مكانا في البيت بحيث يراه كل من يزورنا ولا نخص به احدا
                      والرسالة هي الباقة الثانية ولكننا نخص بها شخصا معينا نقدمها له وعندها يمكنه ان يضعها في الماء او يهملها هو حر وكما قالت الاستاذه / ريم الخاني قائله /الفكرة التي لم أقتنع بها: إفراد قسم خاص لها عندي؛
                      فهل يمكننا إفراد نشر ورقي لها ؟
                      وهل نجد لها قرّاءً في الاقل حالياً ؟
                      هنا الفكرة ... لذلك اتركها للخواطر
                      او كما اثرى الاستاذ / محمد عاصم في الطرح قائلا / الرسالة عندما تكتب توجه إلى محدد (حتى وإن كانت خيالية) كما أنها تتميز بالتماسك في جميع أجزائها من المقدمة مرورا بالموضوع وصولا إلى الخاتمة وهذا أهم ما يميز الرسالة عن الخاطرة لأن الخاطرة أفكار مبعثرة لملمتها الذاكرة في صور وجدانية جميلة ثم سردتها كشريط فيديو رائع يستمتع به الجميع دونما النظر إلى وجهته ومدلوله فالخاطرة حمالة أوجه ترجع إلى حالة الكاتب المزاجية والعوامل النفسية يظهر فيها فكره وفلسفته ومعتقداته ،.أما الرسالة كونها موجهة فليس لها سبيل غير وضوح الهدف والوصول إلى الغاية المرجوة من الرسالة بتوصيل فكرة معينة أو شرح
                      وهذا كله اثراء للنقاش
                      حيث اميل الى ان بعض الخواطر العاطفيه الموجهه الى ذات صفه قد تكون من الرسائل
                      لكن لنتفق على التحديد في الرسائل لنفرق بينها وبين الخواطر الموجهه لذي صفه وليس لشخص محدد
                      وهكذا علينا ان نصل في تهاية النقاش الى محددات تلخصها لنا دام فضلم
                      ولكل الاخوه المشاركين التحيه والتقدير ولشخصك الكريم

                      تعليق

                      • د. وسام البكري
                        أديب وكاتب
                        • 21-03-2008
                        • 2866

                        #12
                        [align=justify]
                        ملحوظتان مهمتان:


                        1. إن الرسائل العاطفية ورسائل الإخوانيات هي الأكثر عُرضةً للنقد في نقاشنا، لأنّها تعتمد التبادل في المشاعر الإنسانية. ولذلك ـ بحسب رأيي المتواضع ـ أن الرسائل التربوية والوعظية والدينية قد تكون خارجةً عن موضوعنا ! فما رأيكم ؟

                        2. عندما أقول (فقدان الجذب) لا أقصد به فقدان جمال النص، بل أقصد فقدان التواصل، وجذب القارئ لمتابعة المشاعر الإنسانية، لأن أغلبها من طرف واحد، أو من طرف آخر لا يعنيه المُرسِل وتفاصيل رسالته بقدر تواصله هو في الكتابة، والتعبير عن مقدرته على الإنشاء فقط.
                        [/align]

                        د. وسام البكري

                        تعليق

                        • عبد الرحيم محمود
                          عضو الملتقى
                          • 19-06-2007
                          • 7086

                          #13
                          إخواني الكرام
                          الرسالة فن قديم استمر من العصور الأولى للكتابة فعلمنا عن رسائل إخوان الصفا في العهد العباسي ورسائل الفلاسفة الرواقيين الذين حظروا في بلادهم فلجأوا لفن الرسائل ، وفي عصرنا الحاضر تراسل العقاد ومي زيادة وبقيا دون زواج حتى لا يموت الحب بينهما بالزواج وما يليه من متطلبات ونكد وغمة بال !
                          والرسالة تختلف عن الخاطرة كثيرا ، وكلاهما يمكن أن يكتبا نثرا أو شعرا أو من كلا الفنين ، واختلافهما في الشكل والمضمون كبير ، فمن حيث الشكل الخاطرة تكتب لغير مخصص ولهدف واحد قد يكون اجتماعيا أو إنسانيا أو فكريا أما الرسالة فتكون لمخصص ولهدف شخصي ذاتي لا يخص غير المرسل والمرسل إليه ، وقد يكون موضوعا فلسفيا علميا كرسائل أبناء شاكر وغيرهم ، ولا يستطيع أحد أن يلغي أحد الفنين لصالح الآخر ، غير أن كثرين منا يخلطون بين الاثنتين خلطا في الشكل والمضمون .
                          وقد تكون الرسائل خاصة تتحول لموضوع عام بعد عصور كما في الفلسفة الرواقية ورسائل اخوان الصفا إلى غير ذلك ، ولكن يبقى الفنان مختلفان / تحيتي .
                          نثرت حروفي بياض الورق
                          فذاب فؤادي وفيك احترق
                          فأنت الحنان وأنت الأمان
                          وأنت السعادة فوق الشفق​

                          تعليق

                          • طه محمد عاصم
                            أديب وكاتب
                            • 08-07-2007
                            • 1450

                            #14
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            أساتذتي واخواني الكرام
                            أولا أشكر كل من أدلى بدلوه في هذا الموضوع فالفائدة تكون أعم اذا كانت الآراء أكثر .
                            بداية أقول:
                            الرسالة تعني المخاطبة للغائب ولا فرق اذا ما كان هذا المخاطب انسانا أوجمادا أوطيرا أو حتى خيالا، مادامت تقدم ترجمة لوجدان المرسل بلسان القلم .
                            ولأن الرسالة الأدبية بوح وجداني وتعبير شفاف موجه إلى محدد (وهذا المحدد يمكن أن يكون أي شئ مما في الحياة )فإنها تحمل بداخلها قيمة يختلف الأسلوب فيها من كاتب لآخر و الهدف واحد وهو إثارة احساس القارئ تجاه مانكتب فتتحرك انفعالاته ويستوعب الفكرة الموجهة إليه من خلال الرسالة.
                            همسة(الرسالة تحتاج إلى مهارة في الصنعة وقوة في الاقناع واحساس عال بالجمال)
                            وأبدأ بإذن الله التدخل مع الدكتور وسام البكري فيما أتى به من أسئلة
                            السؤال الأول"هل يمكن الخروج من نمط الرسالة التقليدية (مقدمة وغاية وخاتمة) بحجة متطلبات الأنتريت والوسائل التكنولوجيا الأخرى ؟ وإذا كان الجواب نعم ... فكيف نميّز بين الرسالة والخاطرة، إذا ما سلّمنا بوجود تأثير للخاطرة في الرسالة أو كما قيل: إن الرسالة تكون مُطعّمة بالخاطرة ؟ علماً أن عنوانها (رسالة) لا يُفيدنا ـ بالقطع ـ أنها رسالة فعلاً، فلربما تكون خاطرة أو قصيدة نثرية ولا تصلُحُ أن تكون رسالة.)
                            الاجابة بسيطة أستاذي فلأنها تفتقر إلى مقدمة وخاتمة ولا تعني غير الغاية فأتت تسميتها (رسائل قصيرة)واذكر مثالا من أقصر الرسائل ألا وهو (كلمني.. شكرا)اذا فهذا النوع من الرسائل لا يرتقي إلى درجة الرسالة الأدبية ولا الخاطرة .
                            أما تطعيم الرسالة بجماليات الخاطرة فهذا لا يفقدها كينونتها المخاطبية وانما قصدت بالتطعيم توضيح الغاية بوضع بعض الصور البلاغية والجمالية كإضائة تزينية لموضوع الرسالة .
                            أما بالنسبة للسؤال الثاني "إنّ عدم وجود المرسل إليه (الطرف المُستقبِل للرسالة) ألاَ يُفقد عنصر الجذب للقارئ، علماً أني لا أقصد بهذا فقدان جمالية النص، بل فقدان متعة سماع الطرف الثاني، فَبِه تكتمل صورة الرسالة لدى القارئ، وتكون الرسالة صورة حية من حوار الطرفين، فتُضفي اَلَقاً مُميّزاً...... وأشد ما يظهر هذا في الرسائل العاطفية، وهي الأكثر انتشاراً."
                            وهنا أقول عندما يفقد الطرف المستقبل يكون عنصر الجمال والصور هو وسيلة جذب القارئ فالذهن البشري يستمتع بالجمال اللفظي كما تستمتع العين بالجمال المرئي .
                            أستاذ نا الفاضل /يسري راغب شراب
                            أشكرك على كل ما أتيت به من توضيحات مفيدة وقيمة
                            د وسام البكري شكرا لك ولمجهودك الواضح في الحفاظ على الموروث اللغوي والأدبي
                            كونوا جميعا بخير
                            طه عاصم
                            sigpic

                            تعليق

                            • د. وسام البكري
                              أديب وكاتب
                              • 21-03-2008
                              • 2866

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة يسري راغب شراب مشاهدة المشاركة
                              الدكتور / وسام البكري الموقر
                              كل عام وانت بخير
                              انا الان اكتب الرساله الادبيه اليك
                              واعتقد ان اي مساجلات ادبيه بين اثنين هي من نوع الرسائل الادبيه
                              رسائل مي وجبران من النوع الوجداني بين اديبين
                              رسائل غسان كنفاني وغاده السماان من نفس الطراز
                              رسائل بدر السياب الى لميعه عماره على نفس النهج
                              هنا الرسائل المباشره بين اثنين كل منهما يرد على الاخر برساله حول نفس الموضوع المشترك / عاطفيا- وجدانيا - ادبيا
                              هناك رسائل الى الاخر الغير موجود تكتب على شكل خاطره او مقاله ادبيه الى الاخر - الذي لاينتظر منه ردا - كما اكتب رساله الى مثلي الاعلى في الحياة والفكر والادب - تاخذ شكل الخاطره - ومثل الرسائل الوجدانيه الى الام في عيدها - خاطرة انسانيه ابثها كل عواطف التقدير والاحترانم والمحبه
                              رساله الى صديقي الدكتور وسام البكري اتحدث له فيها عن ذكريات جمعتنا وعن معاناة اعيشها وافتقد وجوده معي - ساذكر له فيها عما اعانيه من حصار في بلدي وانتظر منه دعما - انا اخاطب صديقي - وليس كل الناس
                              في الخاطره اقول المعاناة او الفرح بلغة مستقله ربما لنفسي وربما لكل الناس - الرساله محدده بوجود اخر محدد - شخص بعينه - اما او وطنا او مثل اعلى - دون انتظار رد - ورسائل مباشره بالردود عليها مع اخر يشترط ان تكون همومهما ادبيه او فكريه يتبادلان فيها الاراء ويناقشان الحلول والمقترحات
                              الان في الانترنت - الرسائل عبر الايميل اسرع من البريد العادي يشترط وجود جهاز كمبيوتر لدى الطرفين - والماسينجر بين اثنين يبحثان قضايا حياتية عامه يمكن ان تكون مساجلات ادبيه - وهل المساجلات مابين مجموعه من الاشخاص نوع من الرسائل الادبيه - ليس بالمطلق - لكن ما يحدده العضو موجها الى الى شخص بعينه في دائرة النقاش يمكن تخصيصه بين الاثنين كرساله ادبيه - فمثلا موضوع محموددرويش كله على بعضه اشبه بحلقة نقاش او ندوة ادبيه - لكن لو اخذنا منها جزئية واحده بين الدكتور مازن والاستاذ العفنان - بينهما الاثنان فقط يمكن ان تكون رساله ادبيه بين اثنين
                              نستنتج من ذلك مايلي
                              ان اشتراطات الرساله الادبيه انها محدده الاطراف
                              وغالبا ما يكون من طرف واحد الى اخر- ثنائيه الاتجاه-
                              رسائل مردوده برسائل يشترط ان تبحث قضايا عامه فكريه وانسانيه
                              الايميل والماسينجر بين اثنين على مستوى فكري وثقافي معين من الرسائل العصريه - الاسرع -
                              نحن في هذه الصفحه نجري ما هو اشبه بحلقة نقاش - لكنني حين حددت الرساله اليك - الدكتور وسام البكري - شخصيا - اصبحت رساله ادبيه - لكنني لو تركت الامر دون تحديد المرسل اليه تتحول الى مقاله ادبيه -
                              اذن الفرق بين الرسال الادبيه والاجناس الادبيه الاخرى انها بين طرفين محددين
                              تتلمس مواضيع عامه - وتتم بين طرفين على مستوى ثقافي وفكري معقول لانها في هذه الحاله ستاخذ صفة العموميه والشموليه في طرح المواضيع والردود عليها - واعتقد ان الاخوه قبلي طرحوا الموضوع من كافة جوانبه - - ومتفق معهم - من خلال هذه التفسيرات العمليه - التي تخضع لرؤيه وتجربه ذاتيه - وكما قالت الاستاذه / بنت الشهباء/ الرسالة الأدبية والاجتماعية والسياسية تختلف عن الخاطرة بكل أنواعها شكلا ومضمونا ... وكما قالت الاستاذه رشيده فقري / الخاطرة نجمعها من كل ورد جميل فواح ونضعها في اصيص ونزين بها مكانا في البيت بحيث يراه كل من يزورنا ولا نخص به احدا
                              والرسالة هي الباقة الثانية ولكننا نخص بها شخصا معينا نقدمها له وعندها يمكنه ان يضعها في الماء او يهملها هو حر وكما قالت الاستاذه / ريم الخاني قائله /الفكرة التي لم أقتنع بها: إفراد قسم خاص لها عندي؛
                              فهل يمكننا إفراد نشر ورقي لها ؟
                              وهل نجد لها قرّاءً في الاقل حالياً ؟
                              هنا الفكرة ... لذلك اتركها للخواطر
                              او كما اثرى الاستاذ / محمد عاصم في الطرح قائلا / الرسالة عندما تكتب توجه إلى محدد (حتى وإن كانت خيالية) كما أنها تتميز بالتماسك في جميع أجزائها من المقدمة مرورا بالموضوع وصولا إلى الخاتمة وهذا أهم ما يميز الرسالة عن الخاطرة لأن الخاطرة أفكار مبعثرة لملمتها الذاكرة في صور وجدانية جميلة ثم سردتها كشريط فيديو رائع يستمتع به الجميع دونما النظر إلى وجهته ومدلوله فالخاطرة حمالة أوجه ترجع إلى حالة الكاتب المزاجية والعوامل النفسية يظهر فيها فكره وفلسفته ومعتقداته ،.أما الرسالة كونها موجهة فليس لها سبيل غير وضوح الهدف والوصول إلى الغاية المرجوة من الرسالة بتوصيل فكرة معينة أو شرح
                              وهذا كله اثراء للنقاش
                              حيث اميل الى ان بعض الخواطر العاطفيه الموجهه الى ذات صفه قد تكون من الرسائل
                              لكن لنتفق على التحديد في الرسائل لنفرق بينها وبين الخواطر الموجهه لذي صفه وليس لشخص محدد
                              وهكذا علينا ان نصل في تهاية النقاش الى محددات تلخصها لنا دام فضلم
                              ولكل الاخوه المشاركين التحيه والتقدير ولشخصك الكريم
                              [align=justify]الأستاذ الفاضل يسري راغب شراب
                              لك مني جزيل شكري وتقديري لتفضلك بالتعقيب المفيد والجميل، وما تبعه من خلاصة لما قدّمه الأفاضل من قبلُ، وأعذرني أنّي بعد أن نشرتُ مشاركتي رأيت مشاركتك الكريمة منشورة بفارق دقيقتين فقط. ومما زاد الطين بلة انقطاع خط الأنترنيت فجراً، فاكتفيت بحفظ التعقيب على مشاركتك الكريمة إلى أن تيسّر لي نشرها. فأعتذر لك مجدداً.

                              أستاذي العزيز ... إنّ ما تفضّلتَ به لهو صحيح، فالرسائل تختلف بحسب مُنشئِها، أو المُرسَل إليه من حيث وجوده أو عدمه، أو موضوعاتها؛ أو بحسب المتغيرات التكنولوجية التي تعددت فيها صيغ الرسائل.
                              ولكن لِنُلغِ الرسائل والمحادثات الماسنجرية والرسائل الهاتفية التي تختلف عن الرسائل الفنية في ميزاتها، وكذلك الرسائل التربوية والوعظية والدينية لأهدافها التبليغية، ونؤكد على الرسائل المتبادلة العاطفية أو الإخوانية (الإخوانيات)، لأنها تحتاج إلى تبادل أو تواصل عاطفي وإنساني بالطريقة نفسها، وهنا نُشير إلى السؤال الآتي:

                              هل يمكننا إحياء الرسائل الفنية المتبادلة بين طرفين محدّدين ـ كما أشرتم إلى رسائل الأدباء مثل مي زيادة وجبران وغيرهما ـ وتجنّب الجديد الذي أحدثه الأنتريت، فجعلَ للرسالة العاطفية الوجدانية أكثر من مُجيب عنها (تعدد الرد) أو تكون عشوائية فيجيب عنها أي شخص في المتصفح نفسه، والذي أفقدَ الرسائل وحدة الموضوع ؟ ؟

                              وسأشير إلى أن بعضهم يكتب خاطرة من الخواطر ويعدّها رسالة جوابية، أو يكتب قصيدة نثر أو ما أشبهها ويعدّها رسالة جوابية فنية !! عِلماً أن أصحاب هذا الفن لا يقصدون بلفظة (رسالة) أية عبارات جميلة أو غير جميلة تؤدي معنى الإبلاغ، فاللغة في الأصل هي عملية إبلاغ وتواصل، ولا يقصدون حلول القصيدة النثرية محل الرسالة بل يعنون بها مفهوم مصطلح (رسالة) بوصفه جنساً أدبياً قائماً بحدّ ذاته؛ ولا بأس من أن تتضمّن الرسالة خواطر أو قصيدة نثرية بشرط عدم الخروج عن جنسها الأدبي.

                              فما رأيكم الكريم ؟

                              ودمتم بخير[/align]
                              د. وسام البكري

                              تعليق

                              يعمل...
                              X