العقل بين الجابري وطه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    مستشار أدبي
    • 23-05-2007
    • 5434

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
    بعد إذن الاستاذ السي نورالدين
    السلام عليكم الاستاذ سليمان
    تقول لي :
    نحن هنا في إطار معر في إنساني بحث
    ولا يجوز لا تقال في هكذا مقام
    لدي كامل الحق في ان اجيز فكرتي إلى ان يثبت خطاها وحين يتبث يكون لي حق الاجتهاد
    لماذا نحن العرب نقف عند دينية المعنى
    وكلمة لا يجوز كبيرة جدا هنا
    العقل العربي من منظور رؤيتي وزاويتها أصبح اليوم هزيلا ومفككا ،ويشتت ويمارس ضغوطات لائية جبرية إنه اليوم ذكي الذكاء الفاجر / لقد ضيع كل ما جاء به نبنيا الكريم صلى الله عليه وسلم ووضع يده في يد الحاقدين على الامة والنتيجة نعيد كتابة فكرهم الذي استقى من فكرنا
    أية مهزلة بهد هذه.وأي هزال بعد هذا الهزال؟
    ذكاء يمحق التربة العربية ويمحق حقوق الوطن والمواطن بتفكيره الهزيل الخائب وهذا التفكير الذي جعل إخوتنا ولحمنا في كثير من بقاع الوطن العربي تحت رحمة الدبابة الصهيونية وبيد عربية: اليمن نموذجا
    ثم
    هذه اللاءات واللا يجوز هي التي حصرت التفكير العربي وحوصر فيها بقوة للأسف الشديد
    كل شيء نموضعه بالقوة في العقيدة حتى نبليه ونشتته
    لا يجوز تقال سيدي الفاضل حين اخرج عن حدود الله
    وانا هنا افكر بطريقتي المتواضعة أفكر بطريقتي الأرضية ولي الحق في أن تكون لي زاوية رؤية
    العمارة التي أتيت بها شاهدة سيدي الفاضل
    سأمثلها بسلة السردين والحكاية معروفة
    يكفي أن تكون سردينة واحدة ليست بخير لتمتد يد الفتك بكل السردين الموجود
    الجابري اجتهد ولم يقل قرآنا

    حين أرى الآن وأنا الصفرية في عالم السياسة / صفر من حيث ُ معرفة ما يحدث و معرفة كواليس لم يحدث
    وأرى صمت المفكرين القادرين على التغيير يرسمني الوجع سؤالا: ماذا استفدنا من تفكيرنا وفكرنا اليوم سوى الشتات
    ويبقى الجابري لحظة منيرة في تاريخ الفكر العربي فلقد اجتهد وله أجر الاجتهاد
    نفس ما قلته عن الجابري استاذ سليمان قيل عن محمد شكري
    للأسف نحن ندحض كل تفكير لا يتماشى وما نريد أن يكون عليه
    وشكرا لكم
    استفدت من مداخلتك القيمة
    أستاذتي الكريمة فاطمة الزهراء العلوي،

    كلام الجابري في كتبه هو عن العقل العربي المؤسس للحضارة العربية الإسلامية، وليس عن عقل عرب اليوم كما فهمت. لا أختلف معك في شيء مما قلته عن واقعنا الحالي، لكن كلام الجابري عن العقل العربي بشكل عام تم تفكيكه وبيان عواره، ويمكن الرجوع إلى من ردّ عليه ومنهم جورج طرابيشي كما تقدم.

    أنا لا أمارس الوصاية على أحد أستاذتي، ولم أقف عند دينية شيء (ولم أفهم هذه العبارة). وقولي (لا يجوز) أعني به: لا يصح إطلاق أحكام عامة على قضية شائكة بدون أن ننظر إلى تلك القضية "نظرة مروحية" أي من فوق وكأننا في هلكوبتر كي نراها من جميع جوانبها. أهم تلك الجوانب: طرح الجابري، ورد من رد عليه. الحقيقة موجودة في الوسط، و(لا يجوز) تسفيه عمل الجابري كله، أو اعتباره صحيحًا كله.

    ولعل في تقديم أخينا الكريم الأستاذ نورالدين لفكره بالمقارنة مع مقاربة الحكيم طه عبدالرحمن ما يعيننا في تكوين النظرة المروحية، فأعتذر لحضرته عن هذا التدخل وأتخذ موقع المتعلم المتابع حتى تكتمل الرؤية.

    تحياتي العطرة لك ولجميع المشاركين والمشاركات.
    عبدالرحمن السليمان
    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    www.atinternational.org

    تعليق

    • فاطمة الزهراء العلوي
      نورسة حرة
      • 13-06-2009
      • 4206

      #17
      [quote=نورالدين لعوطار;1199826]أستاذتي العزيزة فاطمة

      عالم الأفكار مستوعب للاختلاف، فالجابري يحترم طه غاية الاحترام كما طه يحترم الجابري غاية الاحترام، ولكل منهما أسلوبه وطريقته في التحليل، الجابري بدأ مشروعا لا يزال يتشكل لا يهمّ الرأي، بقدرما يهمّ التفاعل الذي لابد ينتج عنه ما هو أفيد.

      أستاذي الفاضل نورالدين
      لست في مقارنة ما بين هذين الفكرين العظيمين
      ومن انا حتى أقارن؟
      إنما انا بصدد الحديث عن دولة عربية هاجمت فكر الجابري برفض دخول كتاباته الى ارضها
      وكان سؤالي وليس بريئا لم حوصر كتاب الجابري؟؟
      لست أستاذة عليكم واكره الالقاب ولكنني مضطرة للتعامل بها حيث انني ارى في عالم الافتراضي انها صك التعامل
      وشخصيا قلت : أتابع معكم السيد نورالدين
      ومن منا وصل إلى المعرفة في مطلقيتها؟؟ كلنا يزداد علما ومعرفتنا بالأشياء في كل ثانية ذرة من ثانية

      هذه تلميذة في مقامكم وفعلا اتعلم منكم واستعيد ما هرب من ذاكرتي
      تقديري
      همسة /
      إن رأيت سيدي الفاضل نورالدين بأن القوس الذي فتحته مستئذنة منك حول رفض دخول الجابري الى دولة عربية
      رجاء احذفه حتى لا يضيع خط الموضوعة
      وعفوا منك وعظيم امتناني وتقديري لكم استاذنا الفاضل نورالدين
      لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

      تعليق

      • فاطمة الزهراء العلوي
        نورسة حرة
        • 13-06-2009
        • 4206

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
        أستاذتي الكريمة فاطمة الزهراء العلوي،

        كلام الجابري في كتبه هو عن العقل العربي المؤسس للحضارة العربية الإسلامية، وليس عن عقل عرب اليوم كما فهمت. لا أختلف معك في شيء مما قلته عن واقعنا الحالي، لكن كلام الجابري عن العقل العربي بشكل عام تم تفكيكه وبيان عواره، ويمكن الرجوع إلى من ردّ عليه ومنهم جورج طرابيشي كما تقدم.

        أنا لا أمارس الوصاية على أحد أستاذتي، ولم أقف عند دينية شيء (ولم أفهم هذه العبارة). وقولي (لا يجوز) أعني به: لا يصح إطلاق أحكام عامة على قضية شائكة بدون أن ننظر إلى تلك القضية "نظرة مروحية" أي من فوق وكأننا في هلكوبتر كي نراها من جميع جوانبها. أهم تلك الجوانب: طرح الجابري، ورد من رد عليه. الحقيقة موجودة في الوسط، و(لا يجوز) تسفيه عمل الجابري كله، أو اعتباره صحيحًا كله.

        ولعل في تقديم أخينا الكريم الأستاذ نورالدين لفكره بالمقرنة مع مقاربة الحكيم طه عبدالرحمن ما يعيننا في تكوين النظرة المروحية، فأعتذر لحضرته عن هذا التدخل وأتخذ موقع المتعلم المتابع حتى تكتمل الرؤية.

        تحياتي العطرة لك ولجميع المشاركين والمشاركات.
        شكرا جزيلة أستاذنا الفاضل عبد الرحمن
        ودمت نبراسا نتعلم منه
        فائق احترامي وتقديري وشكرا على حوارك الهادىء والمنصت .
        بالحوار نستفيد .
        لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

        تعليق

        • الهويمل أبو فهد
          مستشار أدبي
          • 22-07-2011
          • 1475

          #19
          شكرا للاستاذ لعوطار على هذه الوجبة الفكرية الدسمة
          أما بالنسبة للمرحوم إن شاء الله الدكتور محمد عابد الجابري فهو ومضة ضوء في ليل داج
          تكوين العقل العربي وبنية العقل العربي كتابان سبنتظر العرب قرن آخر وربما أكثر حتى
          ينتج العرب مثلهما. بنى المشارقة آمالهم على المغرب العربي أملا في نهضة فكرية لكن
          يبدو أن مثل تلك الأحلام تبددت مع ثورة الاتصالات إذ بدا (ولا أجزم) أنهم والمشارقة
          في الهم شرق.

          الجابري في كتابته وفي حديثه يتسم بالوضوح الذي لا تجده عند من يطرق مثل هذه
          المواضيع الشائكة.

          وتقبلوا تحياتي

          تعليق

          • عبدالرحمن السليمان
            مستشار أدبي
            • 23-05-2007
            • 5434

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة نورالدين لعوطار مشاهدة المشاركة
            أهلا بأستاذيّ العزيزين

            عبد الرحمان السليمان الذي تشرفني أية مداخلة وإضاءة تفضّل بها، ومحمد شهيد وتواضعه الجمّ.
            أفخر بكما فأنا مجرّد صبي تلميذ في حضوركما، وإنزال الناس منازلهم من صميم أصالة لا أدعي شخصيا انسلاخا عنها. بعد إذنكما أقول في الجابري شهادة ما أعرفه عن الرجل:
            الجابري كونه من اليسار فهذا مفروغ منه واليسار المغربي في معظمه يقتبس من أدبيات اليسار الفرنسي فهذا أيضا معروف، لكن الجابري ليس فرنكفونيا، بل ميوله الأيديولوجية قومية عربية، أمّا أن يكون علمانيا متطرفا فهي مسألة غير دقيقة، فهو من التيار التوفيقي بين التراث والحداثة وإن كان شديد الميل للعقلانية التراثية، فهو يرى أن بدايتنا لا بد تكون حيث انتهى المفكرون قبل عصور الانحطاط سواء فقه ابن حزم أو ابن تيمية أو فلسفة ابن باجة وابن رشد وابن خلدون واستبعاد ابن سبعين وابن عربي. فهو يؤمن أن النهضة رهينة بالبناء على الموروث الذي أنتجته الثقافة المحلية، فهو ليس مثل العروي الذي يميل إلى نوع من القطيعة المعرفية، بل يؤمن بالاتصال والخطية. وطه لا يدّعي الانسلاخ عن الحداثة بل يريد روح الحداثة وليس قشورها فهو يعيب على المفكرون الاستنساخ والتقليد الأعمى ويرى أن الحداثة في جوهراها نقد وإبداع وهذا ما يلزم للنهوض وله مساره في النقد ورؤيته في الابداع التي سأدرج أسسها هنا.
            إذن سواء عابد الجابري أم طه عبد الرحمان، هما ناقدان و مبدعان. ويعملان من داخل التراث لا من خارجه، يختلفان فقط في الرؤية وكلتا الرؤيتين ضروريتان، ليحدث التنافس والتلاقح للخروج بتركيب أو أطروحة قابلة للأجرأة.
            محبتي لكما ولكل الملتقويين.
            المعذرة أخي العزيز الأستاذ نورالدين لم أقرأ هذه المشاركة إلا بعد ردي على الكريمة الأستاذة فاطمة الزهراء العلوي والعزيز الأستاذ محمد شهيد.

            أريد أن أشكرك على أدبك الجم وعظيم تواضعك وعلى ما تنثره من علم ومعرفة وأدب. وأنا ممن يقرأ لك ويفيد مما يقرأ ويتعلم في كل مرة جديدًا. ولا أبالغ إذا قلت لك إن لديك قدرة كبيرة على الغوص إلى أعماق المسائل التي تطرحها بطريقة معرفية وبيداغوجية في آن، فتسهل بذلك فهمها واستيعابها على القارئ.

            تحياتي العطرة.
            عبدالرحمن السليمان
            الجمعية الدولية لمترجمي العربية
            www.atinternational.org

            تعليق

            • نورالدين لعوطار
              أديب وكاتب
              • 06-04-2016
              • 712

              #21
              الأخت العزيزة فاطمة الزهراء مرحبا بك وبرأيك في الموضوع، لعل الأستاذ عبد الرحمن السليمان أجاب عن سؤال المنع والذي لا يقبله أحد. لكن السياسة شيء والمعرفة شيء آخر، والمنع بصفة عامة قرار سياسي، والمتناول هنا موضوع معرفي، ونحن في الغالب نحترم القرارات السيادية التي تنبني على دراسات، لكن من حيث المبدأ لا تستطيع أن تكون إلاّ ضدّ المنع، والمنع في كل الثقافات يكون مؤقتا يعني تفرضه أشياء وظروف لا تظهر للإنسان العادي أمثالنا.

              تقديري الكبير




              شكرا لاهتمامك

              دمت مبدعة

              تعليق

              • نورالدين لعوطار
                أديب وكاتب
                • 06-04-2016
                • 712

                #22
                الأستاذ العزيز الهويمل

                يقولون لا تستطيع تجاهل فلسفة كانط سواء كنت معه أم ضده، فإن كان كانط نقد العقل الغربي ووضعه في إطاره في وقت كان العقلانيون والحسيون يتباريان حول السيادة النظرية، فجاء النقد الكانطي وسطا بين المدرستين، فنقد العقل العربي لا يستطيع الباحثون الذين يأتون بعده تجاهله سواء كانوا مع أم ضدّ مخرجاته، فهو سؤال عريض وإن كان قدّم بعض أجوبة قد تكون مفيدة أو تحتاج لمزيد من التدقيق.
                شكرا

                تعليق

                • نورالدين لعوطار
                  أديب وكاتب
                  • 06-04-2016
                  • 712

                  #23
                  أستاذي الغالي عبد الرحمن السليمان

                  شكرا على دعمك المستمر

                  تعليق

                  • نورالدين لعوطار
                    أديب وكاتب
                    • 06-04-2016
                    • 712

                    #24

                    نقد الحداثة الغربية

                    العقل النظري
                    خلاصة كتاب سؤال الأخلاق عند طه عبد الرحمن هي اعتبار خصيصة الإنسان الأساسية هي الأخلاق.
                    انطلق طه عبد الرحمان من الافتراض الغربي القائل بأن خصيصة العقل هي ميزة الإنسان وهو ما يسمى في الرياضيات بالبرهان بالترجّع أو البرهان بالخلف، أي تفترض شيئا ومن ثم تصل إلى نتائج غير منطقية فتستنتج خطأ الافتراض.
                    لذلك رأى طه أن العقل كلّما توخى الصّلاح كانت مخرجاته ضارّة، فيحاول الغربيون بالعقل نفسه تجاوز تلك الأضرار وهكذا فتعدد مخرجات العقل كما الأضرار الناجمة عنها مما جعلهم يفترضون مقولة أن العقل من مميزاته أنه لا ينتج صلاحا لا ضرر فيه، وهذا التوصيف للعقل هو قوة الإدراك التي يشترك فيها الإنسان مع الحيوان، فالبهيمة لا تهتدي إلى غرضها إلا بعد محاولات عديدة تخطئ فيها أكثر ممّا تصيب. لهذا لا يمكن اعتبار هذه الخصيصة هي ما يميز الإنسان عن الحيوان. لذلك وجب التمييز بشيء آخر لا ينقلب فيه الصلاح ضررا وهذا الشيء هو الأخلاق.
                    فالأخلاق عند طه هي الصلاح، والأخلاقية هي طلب الصلاح، وعزا طه مشكلة الحداثة في كونها اعتبرت العقل جوهرا، والصحيح أن هناك عقلانية مجرّدة و أخرى مسدّدة بالأخلاق وهذه الأخيرة هي خصيصة الإنسان، من هناك فصلاح العقل رهين بجوهرية القلب.

                    العقل العملي

                    حاول الغربيون الخروج من المأزق بتقسيم العقلانية إلى نظرية "عقل مجرد" وعملية "أخلاق" فإن كان العقل النظري يخطئ فالعملي لا يخطئ أبدا ومن هنا انطلق طه لنقد العقل العملي الغربي.
                    مظاهر التخبط والفوضى الفكرية في الأخلاق:
                    ـ الخلق واقع موضوعي في الفعل أو في الشخص " الاتجاه الواقعي.
                    ـ الخلق ذاتي اللاأدرية.
                    ـ الخلق رغبة وعاطفة.الاتجاه الوجداني.
                    ـ الخلق حكم معرفي يحتمل الصدق والكذب. الطبيعانية
                    ـ الخلق مرتبط بالتاريخ والثقافة.
                    ـ الخلق شعور به يدرك الشيء موضوعيا "الحدس"
                    ـ الخلق تضبطه معايير كلية، الإطلاقية.
                    هذه التعددية والتضارب في مخرجات العقل العملي الغربي مؤشر على لاعقلانية، فأصبحت اللاعقلانية عقلانية.
                    من فوضى المخرجات انتقل طه عبد الرحمن إلى فوضى المصطلح بين " إيثيك" و"مورال"
                    مصطلح "إيثيك" يأتي بمعنى تحسين الأفعال وتقبيحها، ومرة باسم السعادة والحياة الطيبة، ومرة بكونه متعدد وشخصي" جزئي" مرة كفعل مرغوب من خلال خطاب معياري، أو بمعنى الخلاص.
                    و"مورال" بمعنى الأوامر والنواهي في ثقافة ما، أو الوجاب الكلّي، كلّ غير مرتبط بالأجزاء، أو فعل مفروض مرتبط بخطاب معياري، أو هي ما يجب أن يكون.
                    وطه لا يرى لهذا التقسيم من ضرورة فلا فرق حقيقي بين الخير كخير والاتصاف بالخيرية مثلا. ونفس الشيء بالنسبة للأخلاق التطبيقية، كأخلاق المهنة أو أخلاق التواصل ...

                    الدين والأخلاق

                    بعد رسم مساوئ العقلانية المجردة والعقلانية الأخلاقية توجه طه لتناول علاقة الدين بالأخلاق عند الغربيين.
                    ــــ الأخلاق تابعة للدين:
                    من خلال تناول سان أوغستين والأكوني للموضوع استخلص طه
                    أن أصل الأخلاق عندهما هي الإيمان بالله ثم إرادة الله.
                    فلا أخلاق بدون إيمان يقيني وتصديق بوجود الله عن طريق القلب. فإذا كانت الأخلاق ترمي إلى الحياة الطيبة فلا شيء يحرص على الإنسان في حياته عاجلها وآجلها أكثر من الدين والإيمان بالله القادر على كلّ شيء، يعين المؤمن على الحياة الطيّبة حيث يتفضل عليه بجوده ورحمته وشفقته.
                    يكبر الإيمان في القلب فيتحول إلى محبة، ثم يتصف المؤمن بالرجاء فيفوز بمقام الخلاص.
                    فهذه أخلاق الإحسان " إيمان، محبة، رجاء"
                    ومنها تنبعث فضائل العدل: "العفة، الروية، الشجاعة، العدل" وهي وسائل لبلوغ مقاصد فضائل الإحسان.
                    للإشارة فطه لم يقدم اعتراضات مباشرة على هذا التوجه و إن كان وجه له اعتراضات حين تحدث عن الأخلاق كما تناولها الفكر الإسلامي. فطه لا يحب حصر الأخلاق في فضائل معينة بل يعتبرها لا متناهية بعدد الأفعال، ولأن الأكويني جمع الدين بفلسفة الأخلاق العقلانية فأخلاق العدل أخلاق أفلاطونية "أخلاق عقلية".
                    بعد ركن الإيمان تحدث عن إرادة الله. وهي جملة الأوامر والنواهي التي أرادها الله، واليونان لا علم لهم بها لأنهم يعيشون تعدّد الآلهة ولكون آلهتهم تتصف بصفات بشرية، أي مجرد عقول إنسانية، فالأمر عندهم في الأخير أمر عقلي .
                    يتبع

                    تعليق

                    • نورالدين لعوطار
                      أديب وكاتب
                      • 06-04-2016
                      • 712

                      #25

                      ــــــ الدين تابع للأخلاق
                      انطلق كانط من الإرادة الخيرة للإنسان و أسس عليها عقله العملي فالعقل الأخلاقي عنده غاية في ذاته، غير مرتبط برغبة في الجزاء والمصلحة.
                      الإرادة مرتبطة بالعقل لا بالغريزة هو ما يجعلها خيرة وهكذا تظهر الأخلاق كواجب، فالإرادة الخيرة تعمل بمقتضى الواجب.
                      هذه الإرادة الخيرة هي التي تشرّع لذاتها ولا يمكن أن تمتلك القدرة على التشريع الذّاتي لو لم تكن حرّة، هذه الإرادة الخيّرة الحرّة، تتوخى تشريع قوانين تكون ساريّة على الناس جميعهم، فعند كانط لا تحتاج الأخلاق إلى الدّين بل تحتاج فقط للعقل العملي، وللجمع بين الفضيلة والسعادة، أي أنّ تقوم بالواجب مرتاحا لأن بعض الفضائل لها بعض ضريبة تجعلك غير مرتاح "غير سعيد" يأتي دور الدين مكملا. أي خلود الروح ووجود الله، أي وجود علّة تجمع بين الفضيلة والسعادة، أي تدخل العقل النظري للجمع بين الفضيلتين والاعتقاد بمسلمتين هما خلود الروح ووجود الله.
                      يعترض طه عبد الرحمان على النقد الكانطي كالتالي:
                      المبادلة: بدل المقولات الدينية وضع كانط مقولات عقلية أي السّير وفق النسق الديني، مفهوم العقل بدل الإيمان، والإرادة الحرة الإنسانية بدل إرادة الله المطلقة، والإرادة الخيّرة للإنسان بدل الإحسان المطلق لله.
                      المقايسة :
                      أخلاق من تقرير الدين ـــــــ أخلاق من طرف العقل المجرد
                      الله يشرع القوانين ـــــ الإنسان يشرع القوانين
                      الله غني عن العالمين ــــ الإنسان لا يبتغي جزاء وراء الأخلاق
                      ـــــــــــ استقلال الأخلاق عند الدين
                      ينطلق طه من قانون هيوم "لا وجوب من الوجود"
                      حيث يرى هيوم أن الأخلاقيين ينتقلون من قضية الوجود إلى الوجوب وهي مغالطة منطقية.
                      أي تحوّل من قضايا وجودية إلى قضايا وجوبية و أخلاقية. وهذا اللّزوم المنطقي غريب.
                      فهيوم يعارض هنا تأسيس الأخلاق على ما هو خبري مثل: "العلم مفيد فيجب أن نطلبه"
                      اعتراض طه عبد الرحمن:
                      هيوم يعتبر الدين مجرد أخبار عن المغيبات، يجعله كنظرية في الطبيعة لا تتحدث عن الأخلاق.
                      هيوم يعتبر الدين مجرد افتراضات وضعها الإنسان لتفسير العالم بدل استكشاف العلل الطبيعية.
                      يرى طه أن الدين ليس نظرية بل هو مؤسسة أي هناك أحكام ثم معايير لتلبية حاجات معينة أي هناك أقوال خبرية ثم أقوال وجوبية تجلب النفع وتدفع الضرر فالخبر الديني آية وليس حكاية أي فيه معرفة وعمل.
                      أمّا الحس الأخلاقي المشترك الذي تحدث عنه هيوم فهو مجرد مرادف للفطرة السليمة الدّينية، فإن لم ينقله من الدين فقد نقله من قبله منه بوعي أو بدونه.
                      وفي نهاية الفصل انتقد طه منهج الأصوليين حيث يعتبرون الأخلاق تكملة للدّين "عقيدة عبادة ثمّ أخلاق" في حين أن التكامل لا يعني أنها مكملات بل تأثير الشعيرة في السّلوك أي بمفهوم الأثر. فالأخلاق عند طه هي الفطرة التي فطر الله عليها الناس.
                      بعد هذه التوطئة سيبسط طه عبد الرحمان منهجه في النقد ومنها لتأسيس مشروعه الأخلاقي.
                      معايير لنقد العقلانية
                      من اللغوس عند اليونان التي تعني العقل والقول لاحظ طه عبد الرحمان أخذ العقلانية بدل القولانية، والتركيز على العقلانية بشدّة رغم أن هذه القولية ستظهر لاحقا في ما يسمى بالتواصل أو الإعلامية.
                      معيار الفاعلية: أفعال مجالها متسع ومتنوع أو بصيغة أخرى مجموع الوسائل التي بها نصل إلى هدف معين لتحقّق الذّات، وتتصف بالتغيير مثلا لحفظ الصحة قد نحتاج إلى دواء أو حمية أو غذاء والخصوص "كل وقدرته على مزاولة الفعل" والنجاعة بمعنى مدى اختيار الوسيلة الموفقة .
                      معيار التقويم: وهو مجموع القيم أو المقاصد الموجّهة للفعل. وتتصف هذه المقاصد بالثبات فهي ثابتة لا يلحقها تغيير، كما تتصف بالشمول بمعنى لا يستقل بها الفرد بل هي مشتركة.
                      معيار التكامل: وهو حصول تلاؤم بين الفعل والقيمة وبمعنى آخر انسجام الوسائل مع المقاصد.
                      هذه المعايير شرط للحصول على عقلانية حقيقية حسب طه عبد الرحمان.
                      التعديل الأخير تم بواسطة نورالدين لعوطار; الساعة 05-03-2018, 15:25.

                      تعليق

                      • محمد شهيد
                        أديب وكاتب
                        • 24-01-2015
                        • 4295

                        #26
                        سجلت مجموعة من الأفكار المطروحة عند الحكيم طه عبد الرحمن، سوف أخصص لها وقتاً لوضعها على مائدة الحوار الهاديء (الهادف) في ضيافة السي نور الدين و الصحبة النبيهة.

                        شهية (فكرية) طيبة للجميع.

                        تعليق

                        • سليمى السرايري
                          مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                          • 08-01-2010
                          • 13572

                          #27
                          أستاذي نورالدين لعوطار

                          انا هنا لأتعلّم الكثير في حضرتك وحضرة الأساتذة الكرام
                          فأنت حقيقة مدرسة وعقل شاسع ،لذا سوف أتابع في محراب العلم دون كلل .
                          ولكن هل لي الحق في هذه الأسئلة ؟
                          1- ما الفرق بين ( العقل الواعي ) و ( العقل اللاّ واعي) في العقل الباطن
                          2- هل
                          يمكن أن يعمل العقل الواعي والعقل اللاواعي معاً بطريقة صحيحة وبتزامن وقتي ؟؟
                          -
                          تقبل أسمى تحياتي

                          لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                          تعليق

                          • نورالدين لعوطار
                            أديب وكاتب
                            • 06-04-2016
                            • 712

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
                            سجلت مجموعة من الأفكار المطروحة عند الحكيم طه عبد الرحمن، سوف أخصص لها وقتاً لوضعها على مائدة الحوار الهاديء (الهادف) في ضيافة السي نور الدين و الصحبة النبيهة.

                            شهية (فكرية) طيبة للجميع.
                            أهلا بكم أستاذي محمد شهيد

                            أفضّل أن أكمل الموضوع وبعد ذلك مرحبا بمداخلاتك

                            معذرة نسيت أن أكتب يتبع

                            تعليق

                            • محمد شهيد
                              أديب وكاتب
                              • 24-01-2015
                              • 4295

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة نورالدين لعوطار مشاهدة المشاركة
                              أهلا بكم أستاذي محمد شهيد

                              أفضّل أن أكمل الموضوع وبعد ذلك مرحبا بمداخلاتك

                              معذرة نسيت أن أكتب يتبع
                              سير عل الله با نورالدين، حتا تسالي لينا مع راسك وحنا معاك. ههه

                              تعليق

                              • نورالدين لعوطار
                                أديب وكاتب
                                • 06-04-2016
                                • 712

                                #30
                                أهلا بالأستاذة سليمى السرايري ومعذرة عن كتابتك اسمك بشكل مختلف في مداخلة سابقة

                                العقل الباطن أوالعقل اللاواعي هذه مصطلحات تدلّ على وجود نشاط ذهني مكثف يتحكم في كيفية الإدراك والوعي والتصرف، في التحليل النفسي اللاشعور هو المهيمن والمسيطر وهو الشخصية المتوارية والتصرف هو ماهو إلا عرض من خلاله يظهر اللاشعور. والجابري بنى العقل السياسي تحديدا على نظرية يونغ اللاشعور الجمعي. لكن معرفيا بنى التصور على التمثلات الذهنية القبلية عند بياجي"البنيوية" الذي تأثر بدوره بنمائية التطور والتحليل النفسي عند فرود لكن قدم تصوّرا معرفيا وليس نفسيا صرفا، "علم النفس المعرفي" الذي تطّور مع الذكاء الصناعي ويشتغل على الذّاكرة.
                                تحيّاتي.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X