الصراصير تنادي قائلة : تسقط حماس
هذه قضية منطقية ... في الأيام التي تطفح فيها المجاري تنتشر بيننا الصراصير ، ونظراً لأن المجاري طفحت في هذه الأيام وذلك فى صورة هذا الإعتداء والعدوان الوحشي الهمجي الصهيوني على غزة الصامدة الجريحة فقد تكاثرت الصراصير وزحفت علينا من كل حدب وصوب ، وأصبح لزاماً علينا أن نبحث عن مبيد صراصير قوي وفعّال يردعها ويدخلها فى جحورها الكريهة ويعيدها إلى البلاعات من جديد حيث شبيه الشيء مشدود إليه ، ومما لا شك فيه أن غضبة الشعوب العربية وثورتها من جرّاء تلك الهمجية البربرية التي لا مثيل لها في تاريخ البشرية ـ والتي تقابل بخنوع وخضوع من الحكام العرب ـ تخيف هذه الصراصير وتصيبها بالهلع والفزع ، لذلك توحدت هذه الصراصير على إطلاق الشائعات وبث الفتن والتفنن في الحط من مصداقية حركة حماس كحركة مقاومة شرعية فريدة ومتفردة والنيل من الشعب الفلسطيني كله والبحث عن مبرر للصهاينة في محارقهم الدموية، وقد شاء سوء حظى أن أتقابل منذ يومين مع أحد هذه الصراصير وأثناء المقابلة أخذ هذا الصرصور يعرر ـ والعرير هو صوت الصراصير ـ على مسامعي أن حماس إرهابية وإسرائيل مضطرة لضرب غزة حتى تقضي على الإرهاب وتحمي شعبها وتعيد الشعب الفلسطيني القاصر المُضَلَل لقيادته الحرة " فتح " !! ثم أخذ هذا الصرصار يحدثنى عن قيادات حماس الإرهابيين مصاصي الدماء وأننا يجب أن نترك إسرائيل تفنيهم عن بكرة أبيهم !!ثم أسر في أذني ـ لا فض فوه أو فض وتتعتع ـ أنه يعلم باعتباره من الذين يعلمون بواطن الأمور أن إيران الشيعية تساعد حماس السنية وذلك لخدمة مخططات الشيعة التي تستهدف من ضمن ما تستهدف بسط نفوذ أبناء بلاد فارس على هذه المنطقة بل والأكثر من ذلك فإنهم يريدون تحويل الخليج العربى إلى خليج فارسي لذلك يجب إفناء الآلاف من أهل غزة حتى تفشل مخططات إيران !! واسترسل قائلا : ثم أن حماس هي ابنة الإخوان المسلمين وقد وصلت للحكم في فلسطين ودحرت فتح العلمانية فإذا تركنا لها الحبل على الغارب شجعنا الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي للوصول إلى سدة الحكم وهذا هو الأمر الحرام !! وعندما انتهى المتصهين من كلامه كان السيل قد بلغ الزبى وطفح الكيل ولم يبق في قوس الصبر منزع ، أما الذي أفرغ صبري فهو منطق من حدثني وشوشر على أذني وهو يظن أنه يُحسن صنعا في حين أنه لا يدرك أنه من الأخسرين أعمالا !! حيث يقف أمامك يحدثك عن خوفه من وصول الإسلاميين إلى الحكم وسيطرتهم على الحكومات العربية وهو في ذات الوقت لا يعنيه على الإطلاق سيطرة أمريكا الحقيقية على كل المنطقة منذ سنوات بعيدة !!! ولم يهتز له جفن من احتلال الصهاينة لأرض المقدس وتدنيسهم للمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين !!.. كما أن من أصابه الهلع من جراء مقاومة حماس الشرعية للاحتلال الصهيوني ـ تلك المقاومة التي تقرها كل المواثيق الدولية ـ لم يتحرك له رمش إعتراضاً على المذابح الوحشية التى تتم على يد الصهاينة وأذنابهم للمدنين العزل تلك المذابح التي لم تُفرّق بين من ينتمي إلى حماس وبين من قضى عمره في فتح فالكل إلى فلسطين ينتمي والكل في المذبح واحد ، فضلاً عن ذلك فإن هذا الصرصور الذي انتفض غضباً من حماس التي رفعت شعار المقاومة .. واهتز هلعا من صمود الشعب الفلسطيني رغم الحصار اللا إنساني .. وارتعش من الأسى وعينه تذخر بالدمع السخين على رئيس السلطة وعلى قيادات فتح مهيضة الجناح وعلى الحكام العرب الذين يتهددهم المد الإسلامي لم يتغير لون وجهه غضباً من أولئك الذين يقتلون الصبية والأطفال الصغار والنساء والعجائز دون تفرقة بين هذا وذاك وبغير ذنب جنوه .. هذا الذى يصب جام غضبه على حماس إنتصر لمن وقف تحت حذاء أمريكا خانعاً خاضعاً يتوسل لمولاه بوش كى يرضى عنه ويقبله من ضمن عبيده المخلصين.
فى طرفة عين يا ولداه تحولت حماس إلى سليلة الشياطين المردة وأصبحت ليفني ـ الخفاش ـ عصفورا يغرد للسلام وينتصر للإنسانية وأضحى بوش المجرم البليد أميراً للمؤمنين !! لذلك وتتويجاً لهذه التحولات الدراماتيكية ومباركة منا لهذا النهج وعلى ضوء ردود فعل الأنظمة الحاكمة على الإعتداءات الصهيونية على غزة الجريحة فإننا سنقوم بتبديل بعض الأدوار وإجراء بعض التغيرات وفقاً للآتى:
أولاً: نزع العقال العربى من على الرؤوس العربية لنضع بدلاً منه "طاقية اليهود" السوداء.
ثانياً: تحويل قبلة الأنظمة الحاكمة إلى البيت الأبيض بدلاً من بيت الله الحرام.
ثالثاً: إلغاء الأسلحة من كافة الدول العربية وتسليح الجيوش بعدد كاف من الميكروفونات بإعتبار أن العرب ظاهرة صوتية.
رابعاً: إنشاء نوط للإمتياز يسمى "نوط الصراصير" يتم منحه للمتحذلقين المتنطعين الأذلاء الأغبياء العملاء الخانعين الذين لا يفقهون ويشق عليهم أن يفقه أحد من العالمين.
خامساً: تحويل جامعة الدول العربية إلى معهد عالي لعلوم الشجب والاستنكار
وأظن أن هذه الإقتراحات مناسبة تماماً للوضع العربي الراهن ، أما الشعوب فلها الله فهى تقع بين سطوة وطغيان حكامها وبين الصراصير المنتشرة فى ربوع الوطن تحاول دائماً أن تبث الفرقة والفتنة فى داخل أرجاء البلاد.
ويا حسرتاه حيل بين الشعوب وبين أن تبدي غضبها .. كمموا افواهها ... خدروا جسدها ... سعوا إلى تبليد أحاسيسها ... غيبوا عقلها ... طمسوا على مشاعرها ... ولكني أكاد أسمع رغماً عن الجميع ثورة هذه الجماهير وهى تصيح غضباً – بعد أن تدهس بأقدامها على صراصير أنظمتها – قائلة لإخوانها فى غزة

ضنـوا علينـا يـا صديقي بالغضـبْ ** ضنـوا علينـا والمـجـازر ترتـكـبْ
ضنـوا علينـا والصغـار بـلا سبـبْ ** قـد ذبّحوهـمْ في أتـونٍ مـن لهـبْ
حتـى المشاعـر بلَّـدوهـا والـدمـو ** ع المستغيثـةَ حجّروهـا مـن حـقـبْ
سالـت دمــاءٌ والإمــاء الحاكـمـو ** ن الحاملـون لسيفهـمْ ذاك الـخـربْ
لا يعرفـون سـوى الجهالـة والعـمـا ** لـة مـن قديـمٍ والسفاهـة والخُطـبْ
يا جالسون على العـروشِ ألـم تـروا ** أن العروبـةَ مـن يـهـودٍ تُغتـصـبْ ؟
دار الزمـانُ وليـس نـدرى نـصـرةً ** بـغـدادُ أرضٌ للمنـايـا والـعـطـبْ
هـذى الكـلابُ تسـافدتْ في قدسنـا ** ورجالنـا مـثـل الصبـايـا تنتـحـبْ
يـا ويـح قومـيّ لسـتُ أدرى مـلـةً ** لا تستـبـاح بـلادهـا إلا الـعــربْ
دهــراً غضبـنـا للعـروبـة كلـمـا ** جـال الأعادي مـن بعيـدٍ أو كثـبْ
ما عـاد يجـدي ذا التغضـب واجتمـا ** عات الرئاسة والخطابـة والحَـرَبْ
يا قدس ليـس النصـر يأتي للبلـيـ ** ـدِ وللقــعيـد وللعــقيـد وذي الـذنـــب
الحـر يصـفـو للجـهـاد ويمتـطـى ** والعبـد يغفـو في الديـارِ ويحتلـبْ

ثروت الخرباوي
ملحوظة : تم تغيير كلمة تفاسدت في بيت الشعر ( هذه الكلاب تفاسدت في قدسنا .. ) إلى تسافدت بناء على ملحوظة صائبة من الأخ الحبيب والشاعر القدير عبد الرحيم محمود فله كل الشكر والتقدير