في النّقد الأدبيِّ : النّاقد ذوّاقة (حسين ليشوري)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #31
    المشاركة الأصلية بواسطة إيمان عبد الغني مشاهدة المشاركة
    حسين ليشوري
    جميل ما وجدته هنا و مالفت نظري في البداية ها أنت تعود تشير إليه في النهاية
    التذوق هو إمعان صدقت وبتركيز, متذوق الحرف مثل متذوق الشاي أو القهوة
    يستطيع أن يعطيك مدى جودة المصنوع برشفة لكنه لا يشربه ابداً! حتى يكون دقيق مثله مثل الناقد
    هنا قلما أجد ناقد يكتب في المجال للذي ينتقده لذلك ترى طموحاته واسعة ليرى
    الأجمل والأجود لغوياً! بالنسبة لي اهتم بالنقد جداً ولكني أضع التصحيح اللغوي وإن كان الفرق
    بينهم شتان إلى إني أضعهم في مرتبتين متتاليتان فالأخير يأخذ المقعد الأول ومن ثم يأتي النقد
    سلمت أستاذ حسين ودام ثراء حرفك وارفٌ.
    تحياتي:

    أهلا بك أخيتي إيمان و سهلا دائما و أبدا.
    [align=justify]جميل ما ضربته من مثل ارتشاف الشاي أو القهوة للتذوق ! بيد أن تذوق النصوص يحتاج إلى "لسان" متمرس أو ذائقة ...حساسة !
    و هذه الذائقة الحساسة تكتسب بالتمرس، فالممارسة تكسب الإتقان كما يقال، وكما ورد باللاتينية القديمة :"fabricando fit faber" أي "إن المهنية تصنع المُمتَهِن أو المهني"، أو "إن الصناعة توجد الصانع"، أقول "توجد" و لا أقول "تخلق"، ثم إن النقد عملية تذوق بالأساس و هذا يرجع إلى الثقافة بمفهومها العام و الناس متفاوتون فيها و من ثمة فهم يتفاوتون في التذوق حتما، ثم لا عيب إن لم يستطع أحدنا أن يتذوق شيئا لا تقبله ذائقته و من هنا كان التفاوت في التفاعل مع النصوص الأدبية بمختلف أصنافها و أنواعها ، ثم إن هناك جانبا آخر يغفل عنه كثير من الناس و هو الجانب الأخلاقي في النصوص، أو إن شئت قولي :"الجانب "الشرعي" فيها"! أنا شخصيا أأنف عن كثير من النصوص "الأدبية الإبداعية" لأنني أرى فيها حيدة أو ابتعادا عن الأخلاق التي أومن بها حتى و إن كانت تلك النصوص جميلة من حيث الفن أو الإبداع، و قد حصلت لي بعض "المشاكل" مع أدباء و نقاد غضبوا مني بسبب "نقدي" الأخلاقي لنصوصهم أو لنصوص من يؤازرونهم أو يشجعونهم أو ... يمكنون لهم هنا على حساب الحياء و الفضيلة فرموني بالنقص أو البعد عن "الأدبية" أو "الفنية" حسب زعمهم !
    أما نقد النصوص لغويا فهو ضرورة حيوية للترقي بها، أي بالنصوص، إذ كيف يكون مبدعا من لا يحسن توظيف اللغة التي يبدع بها ؟ و العجيب الغريب أن هذا لا يحصل إلا عند "المعربين" فإنك ترين "المبدع" يزعم أنه صاحب قلم و هو يسلخ اللغة العربية سلخا، بينما لوكتب هذا "المبدع" بلغة أخرى، الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية أو غيرها من اللغات، لوجدته يحاول التأنق في كتابته و يتفنن من حيث اللغة و النحو و الإملاء حتى لا يعاب أو ينكر عليه و تجدينه يستعر من أخطائه و يستحيي لما تبين له، و هذه من التناقضات المعيبة عندنا نحن الكتاب المستعربين عموما ![/align]

    أشكر لك، أخيتي إيمان، تفاعلك الجميل مع كتاباتي المتواضعة البسيطة و هذا لأنك كريمة ونبيلة.
    تحيتي و تقديري.
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #32
      لمن يهمه الأمر هنا رابط موضوعي : "الأنواع الأدبية : تصنيف جديد !"
      الأنواعُ الأدبيَّة: تصنيفٌ جديدٌ ! لعل قراء مشاركتي هذه، و في هذا الموضع بالذات، سيعجبون من التصنيف الجديد الذي أقترحه للأنواع الأدبية. كل طالب أدب يعرف التقسيم التقليدي للأنواع الأدبية المنثورة و المنظومة، و ليس قصدي هنا تكرار ما هو معروف و مألوف و مجتر و مهضوم، لا ! ليس قصدي ها هنا لما قيل أعيد بل الإتيان بالجديد. أرى


      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • شيماءعبدالله
        أديب وكاتب
        • 06-08-2010
        • 7583

        #33
        السلام عليك أستاذي الكريم
        وحياك الله
        وها قد حضرت لطرح الأسئلة المتواضعة بعد جهد وعناء بسبب النت
        واعذر اختصاري فللمرة الرابعة أكتب !!
        - هل يمكن مناقشة الناقد عند نقد موضوع ما يخص الكاتب نفسه؟
        لتوضيح وجهة نظره "على سبيل المثال"
        - هل الناقد دوما على حق؟
        - وإن أحسسنا بقصور الناقد أو عدم قناعتنا به ، ماهو الموقف الذي نتخذه؟
        - يقال ((النصيحة على رؤوس الخلائق فضيحة ))
        ماقولكم بهذه المقمولة ؟
        وبالطبع شرف كبيرأن ينال أحد نصوصي ويحضى بنقدك الرائع هو ليس تطاولا والله إنما طمعا مع امتناني وعرفاني ..
        أستاذي القدير كل الشكر على ماقدمته لي من فيض كرمك وجودك
        مع التقدير "احترت كيف أختم"
        بارك الله بك ولك

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #34
          المشاركة الأصلية بواسطة شيماءعبدالله مشاهدة المشاركة
          السلام عليك أستاذي الكريم
          وحياك الله
          وها قد حضرت لطرح الأسئلة المتواضعة بعد جهد وعناء بسبب النت
          واعذر اختصاري فللمرة الرابعة أكتب !!
          - هل يمكن مناقشة الناقد عند نقد موضوع ما يخص الكاتب نفسه؟
          لتوضيح وجهة نظره "على سبيل المثال"
          - هل الناقد دوما على حق؟
          - وإن أحسسنا بقصور الناقد أو عدم قناعتنا به ، ماهو الموقف الذي نتخذه؟
          - يقال ((النصيحة على رؤوس الخلائق فضيحة ))
          ماقولكم بهذه المقمولة ؟
          وبالطبع شرف كبيرأن ينال أحد نصوصي ويحضى بنقدك الرائع هو ليس تطاولا والله إنما طمعا مع امتناني وعرفاني ..
          أستاذي القدير كل الشكر على ماقدمته لي من فيض كرمك وجودك
          مع التقدير احترت كيف أختم؛
          بارك الله بك ولك

          و عليك السلام و رحمة الله تعالى و بركاته،
          أهلا بك أخيتي شيماء و سهلا في كل مرة ألف مرة و أكثر و بارك الله فيك أنت كذلك.
          لا أراك الله حيرة البتة و لماذا تحتارين و أنت في بيتك و مع أخوتك ؟
          الناقد إنسان كسائر الناس فهو يصيب و يخطئ مثلهم، و النقد تذوق قبل أي شيء و الناس يتفاوتون في التذوق كثيرا و ليس النقد علما دقيقا و لا الناقد عالما مدققا بالمفهوم العلمي للكلمتين "دقيقا" و "مدققا" و الأمر نسبي تماما و ليس في الأدب عموما و في النقد خصوصا أنبياء يوحى إليهم، بل هم أدباء قد "تخصصوا" في النقد الأدبي كما يتخصص غيرهم في النقد الفني، الرسم أو النحت أو التصوير ...، و ما يروق لواحد منهم قد لا يروق لغيره و هو "ناقد" كذلك ! و النقد مؤسسة على الثقافة و التربية، و إن شئتِ فقولي: "على الأخلاق" بمفهومها الواسع لأن بعض النقاد ما ينقدون إلا انطلاقا من انتمائهم العقدي أو "الأيديولوجي" الخاص فيحكمون على عمل ما بالجمال أو الرقي أو الإبداع بناء على قناعاتهم هم و ليس على "فنية" العمل و من هنا جاء الاختلاف و الاصطدام و حتى الحرب الكلامية بين "النقاد" فيما بينهم من جهة و بينهم و بين المنقودين من جهة أخرى !
          فإذا أحسسنا أن ناقدا ما أخطأ في تقويم نصنا أو لم يفهمهم كما نريد يمكننا مناقشته إن علنا فعلنا و إن سرا فسرا، أي إن كان نقده لنا علانية ناقشناه علانية و إن أسره لنا أسررنا له، هكذا ببساطة تامة ! و النصيحة في الملإ لها شروطها و لا سيما إن كانت الفائدة العامة مرجوة يستفيد منها أشخاص كثر. المشكلة اليوم أن كثيرا من الناس لا يقبلون النقد الذي لا يوافق أهواءهم أو لايسير في اتجاه قناعاتهم حتى و إن كان مبررا أو مؤسسا و قد اعتاد "الأدباء" (؟!) على رفض ما لا يطبب على غرورهم أو لا يربت على كبريائهم!
          أشكر لك، أخيتي، تفاعلك البناء هذا فلا تترددي في "مضايقتي" بأسئلتك الكريمة!
          تحيتي و تقديري و دمت بعافية أنت و "النت" في البيت !
          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • شيماءعبدالله
            أديب وكاتب
            • 06-08-2010
            • 7583

            #35
            السلام على أستاذنا الفاضل ورحمة الله وبركاته
            أتعلم أستاذي : للتو رأيت ردك الكريم الرائع
            كنت بانتظار رسالة تذكير ولم تردني فارتأيت أن أبحث بنفسي ولله الحمد وجدت جوابا "بردا وسلاما" والله لا أتملق ولايحزنون
            ولكن الحيرة التي ذكرتها لك من قِبَلي هي ما أجده من النقد على مختلف العقائد النقدية هذه تسمية مني فاعذرني ..
            فأحدهم ينقد بما يراه هو؛ وقد حكم واستحكم الإغلاق ناسيا أن الكثير من الأجناس الأدبية الحديثة قابلة للتأويل ومتشعبة الطرح ، والاختلاف عليها قائم لهذه اللحظة،
            وبصراحة يقع بها التلميذ ما بين الجذب والرفض والقبول من عدمه !
            سأكون واضحة ولكن دون مسميات ولا تحديد شخص بعينه :
            هناك بعض النقاد أو الشعراء والأدباء ينقدون نصا وفق ما يرون ويأتي ناقدا آخر يشيد بذات النص !
            ثم نجد لهم نصا يستحق النقد بوضوح وحياءً منا كتلاميذ لانتجاوز مطلقا ونكتفي بالثناء ليس تملقا ولكن نثني على مابه من جمال فكل نص قطعا يحيطه الجمال لا سيما لكبار الشعراء والأدباء..
            وإن كان النقد يأتي من تلميذ ؛ فاقرأ على التلميذ السلام !
            أدرك تماما أنني لايحق لي هذ القول ولكن هي رؤية بسيطة مما وجدته هنا وهناك ..
            ناهيك عن فلان صديق فلان حتى الأخطاء اللغوية لاترى بالعين المجردة ! خشية التحسس وقربا وتحزب !! وإن أضيقهما ؛هامش بسيط مع وابل شكر ومحبة وثناء.. وما سوى ذلك لغير الصديق أو القريب تكديس من الأحجار ورشقا ؛ بمبرر ودون مبرر !
            مع احترامي للجميع
            أذكر أحد الأدباء قال مرة في إحدى الـ ...... وبصريح العبارة أنا لاأحترم من يثني على فلان وعلان ولا يرى النص بعين الناقد ، بل يجب التدبر بالنصوص وطرح ما يفيد ووو.... محاضرة كبيرة عريضة وكان يخص بها الق.ج
            ولوحظ بعد حين ذلك الأديب الأريب يخطأ خطأً لغويا جسيما ونصا يفتقر إلى الكثير! وبعد التدقيق والإرسال على"الخاص" وليس على الملأ ارتعدت فرائصه وانهال ضربا وطعنا بالكلمات في ساحة الخفاء ((فكيف إذا على الملأ؟!))
            وأين الخطاب السامي الذي صدّع الرءوس وحمل الأفواه على الثناء وارتياح النفوس ! لمثله فخر على الساحة الأدبية!! (صدّقت أنا)
            والله اعذرني أستاذي لأول مرة أعاتب مع إن متصفحك لاذنب له من تقرحاتي ولاشطحاتي
            وما قرأته من توضيحك الرائع هو عين الصواب وجل ما نريد ونتمنى .
            ونلتمس العذر للجميع علما منا يبقى" الكبير كبيرا" ولنا رجاء أن يلتمسوا لنا العذر أيضا ..
            فعذرا أستاذي على هذا التطاول ،
            فاحببت أن أورد ما في خاطري لأنك سألتني (لما الحيرة؟)
            شاكرة ألف ألف لحسن إصغائك وجميل بيانك وتوضيحك وقد اقتطعت من جهدك الكريم
            دمت مأجورا مغفورا من الله رب العالمين
            تحية تليق مع فائق التقدير

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #36
              و عليك السلام و رحمة الله تعالى و بركاته
              و أهلا بك شيماء و سهلا في "بيتك" و عند أخيك الشيخ العجوز ... المهزوز بالشيخوخة و الدُّوخة !
              النقد، عند بعض "النقاد" كالعقيدة، بل هو منها فعلا، و هذا خطأ علمي و منهجي و ... أدبي كبير، و بعض "النقاد" يتصورون أنفسهم كأنبياء النقد أو الأدب و هذا خطأ آخر جسيم، و بعض "النقاد" يعتقدون أن كتاباتهم "الأدبية" و "النقدية" تنزيل من التنزيل أو هي وحي من الوحي و هذا خطأ ثالث عظيم.
              النقد قراءة لنص و هذه القراءة تختلف من شخص إلى شخص و أو ناقد هو الكاتب نفسه عندما يكتب أو بعدما يكتب بفترة قصيرة أو طويلة، فـ "اليد توحي و العين تمحي"، كما يقال و كما أكرره كثيرا، و لا أنبياء في الأدب و النقد و لا رسلا و لا أربابا و لا آلهة ولا شياطين كذلك ! الناس كلهم سواسية فيه إلا من أخذ بحظ وافر من اللغة و الفن و التعبير الجميل !
              الكتابة الأدبية تعبير و تصوير و تحرير و تحبير و تأنق و تألق و تنميق و تزويق و تمكّن تفنّن !
              معذرة على هذه المبالغة و "الإسهال" (حاشاك) اللغوي التعبيري ! بعض "النقاد" منافقون متأنقون في النفاق، الأدبي و النقدي و حتى الأخلاقي، و متفننون فيه، إنتسبي إلى أية شلة فسترين نفسك "أديبة" كبيرة تأتي بالعجائب الأدبية حتى و إن كنت في نفسك صغيرة و أنت مقتنعة بحجمك الحقيقي، لكن التزلف و التملق و التعظيم و التضخيم ستجعل منك "أديبة" فوق العادة كالسفيرة فوق العادة و ستمنحين الأوسمة و الشارات و الألقاب و العناوين و أنت، في نفسك، مقتنعة أن ما تحصلين عليه ليس من حقك لكن لوجودك ضمن "الشلة" المستطرة أو المتمكنة أو ... القاهرة، و هكذا ...، نسأل الله العفو العافية و السلامة و البعد عن الشلية المنافقة المخادعة المغررة المغرورة في نفسها و أهلها !
              و الآن ماذا علينا فعله للسير بخطى صحيحة ثابتة في دروب الإبداع الأدبي، أو غيره ؟
              علينا أولا ألا نغتر بمدح المادحين و تطبيل المطبلين و أن نعتقد أننا مهما تألقنا فنحن أما المتألقين الحقيقيين صغار و متعلمين ! و ثانيا أن نتعمق في الأدوات الفنية التعبيرية بداية ثم الشكلية، القوالب الفنية أو الأنواع الأدبية التي نريد الكتابة فيها و هذه تخضع لشروطها الكلية الإجمالية و ليست قوالب ثابتة جامدة و هي أساسا من اختراع الأدباء و ليست وحيا أو دينا أو عقيدة !
              هذا من جهة، و من جهة أخرى علينا أن نستمع إلى قول القائلين و لا ننخدع به ما لم يدعم بالبرهان، أو الحجة المقنعة، و هذا، من جهته، يرجع إلى ثقافة "الناقد" و قصده من نقده و الله أعلم بالمقاصد !
              ثم، أخيرا، كوني في نفسك كما أنت و انظري إلى وسائلك الذاتية و حاولي تطويرها و إلى مقاصدك الأدبية و حاولي ترقيتها و لا تبالي بأي كلام عن ابداعك، اللهم إلا نصيحة أو توجيه، لأن الكلام صناعة و الصناعة مؤسسة على التسويق و التسويق في أساسه ...خداع إلا عند المسوقين النجباء الأتقياء و قليل ما هم !
              أكتب إليك عفو الخاطر و أسجل الأفكار كما تأتي و هذا من فضل الله علي و على كثير من الناس و لكن أكثر الناس لا يشكرون !
              أسأل الله لي و لك العافية و السلامة و الغنيمة من كل خير.
              تحيتي و تقديري.
              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • شيماءعبدالله
                أديب وكاتب
                • 06-08-2010
                • 7583

                #37
                حياك أستاذي القدير توجيه ونصائح أضعها تاجا على رأسي
                وبلا مبالغة مني أنا أرحب بكل نقد طالما يدعم قلمي البسيط ،فلمَ لا ؟ حتى وإن أحزنني أحيانا أمرا فيه تغليط بلا مبالاة ولا تدقيق من قبل الناصح كتقويم كلمة ما ؛ وهي صحيحة أصلا ..
                وعذرا أخرى وأخرى لاقتحام سطور البلاغة بهوامشي البسيطة ..
                وأعلم يقينا أنك تكتب مايرد في خاطرك من غير تدقيق
                وأنت الكاتب الكبير تبارك الرحمن..
                ولكن حسابي عسير وأنا أكتب أيضا ما يرد خاطري فورا وهات يا أخطاء إملائية لاتعد ولا تحصى مني ومنكم السماح
                سلمك الله وبارك بك
                استفدت كثيرا وسعدت جدا وخرجت بغنيمة وبفائدة عميمة
                أدام الله يراعك للخير ووفقك وسدد خطاك
                تحيتي وتقديري

                تعليق

                • ريما ريماوي
                  عضو الملتقى
                  • 07-05-2011
                  • 8501

                  #38
                  استمتعت كثيرا بموضوعك الأساسي,
                  وبمداخلات كتابنا وردودك عليهم,
                  أيها الناقد المتألق دائما,
                  وكما هي صفات السائق
                  "فن وذوق وأخلاق"
                  كذلك الناقد الذواقة
                  "فن وذوق وتذوق وأخلاق"
                  حفظك الله ورعاك وادامك الله في ملتقانا الراقي,
                  ايها الإنسان الراقي.
                  مودتي وتقديري.
                  تحياتي.
                  التعديل الأخير تم بواسطة ريما ريماوي; الساعة 04-07-2011, 11:20.


                  أنين ناي
                  يبث الحنين لأصله
                  غصن مورّق صغير.

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #39
                    موضوع "الناقد ذواقة" في بحث علمي على الشبكة العنكبية الكونية.


                    الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

                    ثم أما بعد، كنت هذه الصبيحة أبحث في الشبكة العنكبية الكونية عن مقالات أو كتب تبحث موضوعي الجديد في النقد الأدبي، و إذا بي أجد رابطا يذكرني و يذكر موضوعي هنا "الناقد ذواقة" فبادرت إلى فتحه و مطالعته و إذا هو بحث في شكل وثيقة "وورد" [
                    DOC] لم تذكر اسم كاتبها للأسف الشديد، و أنقلها كما هي مع ذكر الرابط:
                    http://www.google.dz/url?sa=t&rct=j&...74649129,d.d2s

                    "ع1: مفهوم النقد بين القدماء والمحدثين
                    ج1: أساس البلاغة، للزمخشري. ن ق د: نقده الثّمن، ونقده له فانتقده. ونقد النقّاد الدراهم. ميّز جيدها من رديئها. ونقدٌ جيد، ونقود جياد. وتنوقد الورق. قال:
                    كما تنوقد عند الجهبذ الورق
                    و "أسرى من أنقد" و "بات بليلة أنقد" وهو القنفذ. وتقول: إن جعلتم ليلتكم ليلة أنقد، فقد وصلتم وكأن قد. والطائر ينقد الفخ: ينقره. ونقد الصبيّ الجوزة بإصبعه. ونقدت رأسه بإصبعي نقدةً. قال خلف بن خليفة:

                    وأرنبة لك محمرّة
                    تكاد تقطّرها نقده
                    ونقدته الحيّة: لدغته. وله نقد ونقاد وهي صغار الغنم، وصاحبها: النّقّاد. قال أبو زبيد:

                    كأن أثواب نقّاد قدرن له
                    يعلو بخملتها كهباء هدّابا
                    ومن المجاز: هو من نقّادة قومه: من خيارهم. ونقد الكلام. وهو من نقدة الشعر ونقّاده. وتقول: هو أشبه بالنّقّاد، منه بالنّقّاد؛ من النّقد والنّقد. وتقول: النّقدة إليهم كأنهم النّقد، وقد عاث فيها الذئب الأعقد. وانتقد الشعر على قائله. وهو ينقد بعينه إلى الشيء: يديم النظر إليه باختلاس حتى لا يفطّن له، وما زال بصره ينقد إلى ذلك نقوداً: شبّه بنظر الاقد إلى ما ينقده.
                    ع2: ثقافة الناقد الأدبي وشروطه
                    ج1:
                    في النقد الأدبي، حسين ليشوري. في النقد الأدبي الناقد ذواقة !
                    النقد إبداع عن إبداع، و لذا فهو لا يقل أهمية عن الكتابة الفنية الأصلية، و هو كتابة جديدة للنص المنقود، لكنه، و زيادة عن شروط الكتابة الفنية، يخضع لشروط إضافية تمس الناقد ذاته أكثر مما تمس العملية النقدية، و من هنا أرى أن نركز في حديثنا على "الناقد" و ليس على النقد، و من ثمة فسيكون حديثي السريع هذا عن "الناقد" من حيث ذاتيته.
                    "الناقد" فنان كذلك، و هو قبل هذا إنسان له من ضعف الإنسانية نصيب، أو هو مبدع من نوع آخر ينطلق من عمل فني ليصنع منه عملا فنيا جديدا. "الناقد" قارئ متميز يقرأ لا لتمضية الوقت أو للتلذذ بنص أو أي عمل فني آخر، و إنما يقرأ ليستخرج من النص، أو من العمل الفني عموما، القيم الفنية الجمالية من حيث شكل العمل المنقود أو من حيث المضمون ليستوحي منه القيم الإنسانية فيه، و هذا العمل ليس سهلا و لا ميسورا لأي أحد بل يتطلب حسا متذوقا زيادة على النزاهة و التجرد من الذاتية السلبية السالبة، و ليس الذاتية الإيجابية المضيفة. و هنا مربط الفرس كما يقال، إن الذاتية السلبية السالبة هي التي تسيء إلى النقد أولا و إلى العمل الإبداعي المنقود ثانيا، و هذا ما نعاني منه عادة.
                    إن "الناقد" الذي ينحاز إلى "جماعته" الفكرية أو "شلته" الفنية فيطري و يمدح و يشكر و ينوه بعمل لا لشيء إلا لأنه من عمل "فلان" من الأصحاب أو "علان" من الأحباب، أو "الناقد" الذي يعمل العكس فيقلل من قيمة عمل أو يزدريه أو يسخر منه لأنه من "فلان" الخصم الغريب أو "علان" النكرة البعيد، فلا هذا و لا ذاك ناقد مهما كانت مرتبته بين "النقاد" و مهما ادعى من قدرته أو جدارته أو مكانته العلمية !
                    ثم إن "الناقد" الذي "ينقد" بعقلية القراصنة، إن استضعف شخصا هجم و إن خاف آخر أحجم، فليس بناقد، و إن "الناقد" الذي "ينقد" مُربتا في اتجاه الشعر (بفتح الشين)حتى لا يزعج المنقود ليس بناقد كذلك.
                    الناقد في نظري فنان ذوَاق، أو هو ذواقة إمعانا في المبالغة، يستحسن ليضيف قيمة جديدة إلى العمل المنقود لم تكن ملاحظة من قبل فليفت إليها الأنظار، أو يستهجن ليبين عيبا لم يكن جليا فينصح بتصحيحه، وهكذا...انطلاقا من ذاتيته الإيجابية المضيفة التي أشرتُ إليها آنفا و ليس من الأخرى السلبية السالبة.
                    و أخيرًا، إن النقد و مهما دق لن يكون علما دقيقا مهما حاول ذلك النقاد و اجتهدوا ليقننوه، فهو تذوق أولا و تعبير عن هذا التذوق ثانيا و لذا قلت في بداية مقالتي هذه " النقد إبداع عن إبداع "، و التذوق متفاوت المستويات عند المتذوقين كلهم و في كل مجال من مجالات الحياة ! و على المهتم بالنقد أن يرهف حسه و يرفع ذوقه بالمُمارسة المستمرة و القراءة المستنيرة ليصير ناقدا متميزا يُسمع إذا تكلم و يطاع إذا حكم
                    .
                    3- وظيفة الناقد الأدبي:
                    ج1:
                    النقد الأدبي ومدارسه الحديثة، لستانلي هايمن، ترجمة إحسان عباس.ترجمة: إحسان عباس وهناك قسط كبير من النقد، معاصر، غير أنه لا يسمى حديثا، وفقا للمعنى الذي حددناه من قبل؛ أي أنه لا يستخدم هذه المادة استخداما نقديا منظما؟ (ومن المدهش أنه كثيرا ما يستخدمها عرضا) ؟ ومع أن لهذا النقد مكانا، وهذا المكان كثيرا ما يكون هاما، فإنه حسب تعريفه نوع آخر من النقد، خارج عن مجال اهتمامنا هنا. وبالإضافة إلى ما للنقد الحديث من مهمة خاصة، أو درجة معينة يؤدي بها أشياء كانت تؤدى من قبل عرضا واتفاقا، فإن هذا النقد ما يزال أيضاً يؤدي عددا من الأمور، لم ينفك النقد يقوم بها في كل زمان. أعني تفسير الأثر الأدبي ووصله بموروث أدبي سابق وتقويمه وما أشبه، فهذه كلها مظاهر خالدة لأي نقد (إلا أن التقويم من بينها، فيما قد نلحظه، قد تضاءل شأنه في النقد الجاد في زماننا). ولكن حتى حين ينزع الناقد الحديث ليتخصص في أحد هذه العناصر النقدية الموروثة فإنه يضع إلى جانبها عناصر أخرى غير موروثة، أو يجريها معدلة تعديلا عميقا بما أحرزه تطور العقل الحديث من مميزات وخصائص. لقد ذهب "جون كرو رانسوم؟" الذي كان له أثر كبير في ترويج اصطلاح "النقد الجديد لكتاب ألفه بهذا الاسم مؤكدا الفرق في النوع بينه وبين النقد القديم (على أساس الدراسة المستقصية الحديثة لخصائص المبنى الشعري)؟ ذهب هذا الناقد إلى أن عصرنا هذا يتميز تميزا غير عادي في النقد، وأن الكتابات النقدية المعاصرة، من حيث عمقها ودقتها، قد فاقتجميع النقد القديم المكتوب باللغة الإنجليزية. وهذا كلام لا يعتوره الشك، ولكنا لا نستطيع أن نتملق أنفسنا، فتدعي أن تفوقنا إنما هو في سعة باع نقادنا إذا قايسناهم بأسلافهم؛ كلا، بل من الواضح أن هذا التفوق إنما يكمن في الأساليب والمناهج. ففي متناول النقد الحديث ضروب من المعرفة عن السلوك الإنساني، وفي جعبته تقنيات جديدة مثمرة، فإذا أمكن تركيز بعض هذا كله، وأمكن توحيد أعمال عدد من النقاد، كل يعمل على شاكلته، وبعث الانسجام فيما هو لامع مبدد منها، لأنها تجيء أحيانا متأرجحة أو ناقصة ؟ إذا أمكن ذلك كله اتسعت في مستقبل النقد دروبه ومناظره وانطلقت في اللغة الإنجليزية دراسات أدبية تحليلية جدية من نوع يميز عصرنا. ومن بين المناهج والنظم التي تقررت فائدتها للنقد الأدبي، تخطر العلوم الاجتماعية في الذهن أولا، فهي نبع ثر لم تصهرج قنواته بعد. فمن التحليل النفسي استعر النقاد الفروض الأساسية عن عمل اللاشعور وكيف يعبر عن "رغباته" الكامنة بالتداعي، وبعناقيد من الصور، كما استعاروا كيفية عمل الأحلام وما فيها من تعبير ملتو سيال: مثل الخلط الكلامي والخلط المكاني والفصم، وهذه هي أيضا الكيفية الأساسية للتشكل الشعري. ومن يونج استعاروا فكرة "النماذج العليا" أو محتوى اللاشعور الجماعي وكثيرا غيرها. أما من أصحاب علم النفس الجماعي. وقد كتب اليوت في مقدمة الكتاب الأصلي يقول: " إن من واجب الناقد أن يحفظ الموروث، حيث يكون هنالك موروث جيد "
                    ع4 فائدة النقد الأدبي
                    ج1:
                    جريدة "العرب اليوم" الأردنية بتاريخ 17 يناير 2008 -
                    ما أهمية النقد للأعمال الإبداعية؟، لآية الخوالدة.
                    تكمن أهمية النقد الكتابي في انه الدافع الرئيسي للارتقاء بلغة الكتابة, فالكاتب عندما يعلم أن هناك رقابة تترصد أخطاءه وعثراته يفكر جيدا قبل أن يسرد أفكاره في سطور, فيولي كتابته العناية والاهتمام اللازمين وبالتالي يكسب جمهور القراءة العريض كنتيجة طبيعية للجهد المبذول والتغذية الثقافية السليمة, كما أن الأديب بحاجة إلى النقد الذي يقوم على كشف حقيقة الكتابة ويعّرف بها. حول أهمية النقد للأعمال الأدبية ودورها في الكشف عن جماليات وسلبيات العمل الأدبي كان لنا هذا الحوار مع مجموعة من الأدباء والنقاد فن النقد أهم فنون الكتابة وأكثرها صعوبة: - يرى الناقد والشاعر محمود الشلبي أن النقد مرحلة متأخرة من زمن القول, أو زمن الإبداع, لذا فانه يتناول المادة الأدبية المكتوبة, أو الأعمال الأخرى الإبداعية بالقراءة والتحليل والتمييز والتمحيص, وإبداء الرأي في جودتها أو ضعفها... وهو الذي يوجه مسار العمل الأدبي والفني إلى آفاق سليمة وقويمة. ولا اعتقد إن عملا أدبيا قد ينحو منحى النضج والتمام والتميز من دون حركة نقدية جادة تعمل على توجيهه, لذا فهو فن كتابي يتطلب الدراية والمهارة والثقافة والذوق ليتمكن الناقد من التعامل مع النصوص الأدبية بوعي وعمق وخبرة.. لذا فان النقد في بعض الحالات يشكل حالة إبداعية أيضا توازي العمل المنقود, لأنه كتابة ثانية للنص. ومن هنا تبدو صعوبته وأهميته, وضرورته في مواكبة الحراك الأدبي وتطويره, وتصويب مساره, على أن يكون الناقد مؤهلا لهذا العمل إذا لا بد له من الإحاطة التامة بالنظريات النقدية القديمة والحديثة والتعايش العميق الواعي مع حركة الكتابة الأدبية, والتمتع بوعي نقدي وحسّ قادر على قراءة النص بموضوعية وحيادية وتجرد, بعيدا عن الميل والهوى والانحياز إلى النص وصاحبه مسبقا, كما يحدث في كثير من الأحيان. بينما يرى د. سليمان الأزرعي أن النقد لا يعتبر احد الفنون فهو ليس فنا إبداعيا, الفنون الإبداعية هي الشعر والرواية والقصة, فالنقد هو الفعالية التي تقيّم الفن والعمل الإبداعي, الفعالية الشاملة التي تدخل فيها الثقافة والمعرفة المهنية وكل سبل المعرفة, ومهمتها تقييم النص الإبداعي وإنصافه ومحاكمته, لذلك هي الفعالية الأكثر صعوبة والتي تتطلب أدوات معرفية لا حصر لها. وبرى الناقد د. عزمي خميس أننا لا نستطيع أن نعتبر النقد أهم فنون الكتابة, أو أكثرها صعوبة, ذلك أن الفنون الكتابية المختلفة لا تقاس بهذا المقياس. فكل أجناس الكتابة هامة, وكتابتها تنطوي على صعوبات تخص كل جنس منها.النقد له ضرورته وله وظيفته التي لا يشاركه أي جنس كتابي بها, كما أن الناقد الحصيف من المفترض أن تتوافر لديه الثقافة العميقة الواسعة, والاطلاع الدقيق على جنس الإبداع الذي يتصدى لنقده, وأن يمتلك الأدوات العلمية التي لا غنى عنها والمتمثلة بمناهج النقد المختلفة التي تمكنه من التعامل بموضوعية مع النص المراد دراسته. وعلينا هنا أن لا ننسى أن مفهوم النقد بحد ذاته قد تطور وتغير ولم يعد معنيا بكشف عيوب النص أو الحكم عليه لغويا وأسلوبيا ومضمونيا فقط, فقد أصبح النقد في بعض النظريات نصا إبداعيا شأنه في ذلك شأن الشعر والرواية وغيرهما. وهذا موضوع يطول فيه الحديث ويتشعب. فيما يرى الناقد فخري صالح بان النقد من أهم فنون الكتابة لان المفاضلة بين أشكال الكتابة غير ضرورية, لكن الكتابة النقدية الحقيقية تتطلب استعدادا وثقافة عميقة ومعرفة واسعة من الأشياء, إلى جانب الموهبة التي يصعب أن يكون الناقد ناقدا إذا لم تكن هذه الموهبة التي يصعب موجودة لديه, لان النقد الأدبي والنقد بعامة فيه جانب موضوعي يتطلب إعمال الفكر مما يجعله مختلفا عن كتابة الرواية أو القصة والشعر التي يجد فيها الكاتب نفسه على سجيتها في أحيان كثيرة. غياب النقد الجاد, قد يؤدي إلى مجانية التعبير: - يؤكد الشلبي أن للنقد الجاد أهمية في توجيه النص الشعري, وفي رقيه ونضجه, فآراء الناقد الحصيف ضرورية لرفد الحالة الإبداعية بالضوابط والملاحظات: إيجابا أو سلبا, واعتقد إن قدرة الناقد وثقافته, وتخصصه ستعمل دورها في الارتقاء بلغة الكتابة إذا كان ثمة عناية حقيقية بالعمل المنقود من خلال دراسته وفهمه وتذوقه ومعرفة مواطن القوة والضعف فيه, ونظرا لأهمية اللغة الشعرية وأساليب الكتابة, فإنّ لآراء الناقد دورا في تطويرها والارتقاء بالوعي الشعريّ إلى مشارف فنية متقدمة. ان غياب النقد الجاد, قد يؤدي إلى مجانية التعبير, وهلامية الأسلوب فالناقد رقيب مثقف, معني بدراسة أدوات الكاتب, لغة وأسلوبا من اجل بعث حياة جديدة فيها تعمل إلى جانب إبداع الكاتب إلى تحسين مستوى العمل المنقود.. وتحسين مستواه.. وهذه العناية بالعمل الأدبي من قبل الناقد الموضوعي تُسهم في إضاءة النص, وتنقيته, وتحقيق جماليات إضافية إلى ما في النص الأدبي من قيم فنية وموضوعية أصلا.. باعتبارها الأساس, والأصل الماثل بين يدي الناقد. ويقول الأزرعي في ذلك: يقف وراء العملية النقدية هاجس رئيسي وسبب نبيل واحد وهو الاحتفاء بالعمل الراقي والتوكيد على رقيه ودعوة المبدعين للتوجه نحو هذا النوع من الكتابة أو ذاك, بالطبع لا يستبعد أن يكون وراء العملية النقدية أهداف ليست بريئة او نظيفة وتهدف في العادة إلى تهديم الأسس التي يقوم عليها العمل الإبداعي ومثل هذا النوع من النقد ينطوي على عدائية ما من كاتب ونصه. فيما يعتقد خميس أن للنقد دورا في الارتقاء بأساليب الكتابة لكنه ليس الدور الحاسم ولا الوحيد. فهذه الموضوعات شديدة التداخل ولا نستطيع الحسم والجزم أن سببا واحدا يقف خلف الارتقاء بالكتابة وأساليبها. لكن من المهم أن نتوقف أمام دور النقد, وتأثيره على المبدع وعلى القارئ أيضا. وعلينا التنبه أن هناك الكثير من الشطط في الكتابات النقدية, وهناك أحيانا عدم وضوح في الرؤية لدى بعض النقاد يدفعهم لقول ما لا يفهم من المصطلحات أو التحليلات التي لا تنم عن سعة اطلاع كما يتوهم البعض, بل تنم عن رغبة في الظهور وتأكيد الذات ولو على حساب القارئ والكاتب معا. وربما كان من المهم هنا التأكيد على أن الكثير من أساليب النقد ومناهجه ومدارسه, مستوردة من ثقافة غربية لا تنطبق في كثير من الأحيان مع ثقافتنا الأمر الذي يجعل من النصوص النقدية نصوصا غريبة وهجينة في أغلب الحالات. وحول وظيفة النقد يقول صالح: للنقد وظائف عديدة يصعب حصرها حتى إنني أتساءل أحيانا ما هي وظيفة الناقد, ولماذا يكتب النقاد النقد؟ هل هو بدافع الارتقاء بالذائقة الأدبية أم أنه محاولة لرصد تحولات الأشكال والأنواع الأدبية, في ظني أن الكتابة النقدية هي شكل من أشكال التغيير عن الذات, وما اقصده هو أن الكتابة النقدية ليست مادة جافة لا ماء فيها, بل هي مثل القصة والرواية والشعر بحاجة إلى حضور الأسلوب الشخصي للناقد. على المبدع أن يتقبل النقد: - يبين الشلبي أن على المبدع أن يتقبل النقد, وان ينظر إليه كما ينظرُ إلى عمله المنقود نصا كان, أم عملا فنيا.. وان يتعامل معه بجدّية واحترام, ويُفيد منه في تطوير أعماله الإبداعية.. وينظر إليه على انه محاولة أخرى للدخول إلى العمل وقراءته من اجل تطويره.. وان يأخذ منه ما يعتقد انه المفيد, ويترك ما يراه هامشيا لا قيمة له. فليس كل نقد ذا قيمة, وليس كله من دون قيمة. المهم أن يكون الناقد مؤهلا لهذا العمل الدقيق الشاق, وان يكون مسلحا بالذوق الرفيع, والرؤية الواعظة, والإحساس المرهف, بكثير من التجرد والموضوعية لكي يتمكن من تقديم خبرته الفنية إلى خبرة الفنان صاحب النص. وهذا أمر يتوقف على هدف النقد, وماهيته, وإحاطته بحركة النقد القديم والحديث ومواكبته. ويؤكد الأزرعي على كلام الشلبي إذ يرى أن على المبدع أن ينشغل ويقلق بما يكتب من نقد حول عمله هذا أو ذاك, بغض النظر عن طبيعة ذلك النقد, فالنقد هو الأداة الأساسية لتطوير حرفية المبدع ويشكل دعوة له للمضي قدما في سبيل مواصلة التجربة الإبداعية ولا يجوز للمبدع أن يضيف بالنقد مهما كانت دوافعه. ويوافقهما خميس إذ يرى أن على الفنان أو الأديب الذي يحرص على تطوير ذاته يجب أن يفتح أذنيه على كل ما يقال له أو عنه أو عن إبداعه. وقبل ذلك أن يفتح قلبه وعقله وينظر بروية إلى كل الآراء التي تتناول أعماله. ذلك أن المبدع لا يكتب أو يرسم أو يعزف لنفسه, فهو يقدم عمله للآخرين وعليه أن يقبل آراءهم مهما كانت, وكل رأي مهما كان,له وجاهته ويمكن الاستفادة منه. بينما يعتقد صالح انه ليس هنالك معيار محدد لاستقبال الكتاب للنقد الذي يوجه إلى كلامهم وعادة ما ينزعج الكتاب مما يكتب عن نصوصهم, بل إنهم يوجهون الاتهامات إلى النقاد ويقصونه من جنة الكتابة ويعدونه متطفلين عليها, مع أن تاريخ الكتابة منذ بدأ البشر يدونون أفكارهم وأحاسيسهم, لم يتطور إلا جنبا إلى جنب مع النقد المكتوب لهذه الكتابات, وعادة ما يفتح النقد آفاقا جديدة غير منظورة في تطور الأشكال والأنواع الأدبية ومن هنا, فان النقد يبدو ضروريا لا غنى عنه بالنسبة للكتابة الإبداعية ولا أقول بالنسبة للكتاب المبدعين, فالمطلوب من النقد هو أن يؤثر في المناخ العام وان يحدث تأثيرا في الذائقة الفنية والأدبية. النقد يقوم على توضيح وتقريب العمل الأدبي: - يرى الشلبي أن ثقافة الشاعر ضرورية كثقافة الناقد, والشاعر المثقف معني بالعودة إلى مرجعّية معرفية ينهل منها مادته الثقافية, لأن الشاعر الذي يقتصر في أعماله على موهبته وذوقه وسمعته فقط من دون تعميق اطلاعه, وتوسيع ثقافته, وتعدّد قراءاته, سيقع حتما في دائرة التسطيح والتكرار والضعف. فلم تعد القصيدة مجرد حالة هي أو إلهاما.. بل هي عمل متراكب متراكم, عمل فكري فلسفي نفسي معمّق, عمل يُنجَزُ بالمثابرة والمراجعة والثقافة, عبر مراحل مضنية من قراءة الكتب المتنوعة, والعودة الى المصادر والمراجع اللازمة لمادته سواء كان شاعرا أم ناقدا.. لذا فإن عمل الناقد والشاعر حالة جدلية لتقديم مُنجز أدبي مشترك.. وقابل للتطور والخلود. بينما يؤكد الأزرعي على ذلك بقوله: بالطبع على المبدع أن يسترشد بهذه المصادر سواء كان شاعرا أم روائيا أو قاصا, فهو ليس بغنى عن هذه الكتابات النقدية النظرية لأنها تعمق مفهومه للفن والإبداع, إضافة إلى قدرة النقد المتميزة على كشف جماليات النص الإبداعي المخبئة والتي ليس من اليسير على الناس العاديين أن يدركوها. ويضيف خميس كما قلنا, هناك مدارس نقدية متعددة, ولكل فهمها الخاص للنقد ووظيفته, نعم هناك من يمارس النقد من أجل فك ألغاز العمل الأدبي وتوضيح مراميه التي قد تكون بعيدة عن إدراك القارئ العادي, وفي هذه الحالة فإننا نكون أمام تأويل للنص أو فهم هو تأويل الناقد أو فهمه الشخصي. ومثل هذه النصوص النقدية لها أيضا محاذيرها التي يجب أن ينتبه لها القارئ, فهي أحيانا تشكل حجابا على عقل القارئ وتفرض عليه وجهة نظر محددة قد لا تكون صائبة بالضرورة, وأحيانا يشتط النقد فينسب للكاتب ما لم يقله أو يستخرج من نصه مفاهيم لم تخطر بباله. على أي حال فإن خلاصة أي عمل نقدي تتلخص في كلمتين: أن هذا العمل أعجبني أو لم يعجبني. والبقية هي إثبات هذا أو ذاك. ويرى صالح ضرورة التأمل في أعمال الكتاب الآخرين ومن خلال النظر إلى النصوص النقدية لهذه الأعمال وأظن أن الناقد الكبير لا يمكن أن تصبح كتابته النقدية علامة فارقة في تاريخ الكتابة في لغة من اللغات إلا إذا ترك كتابته على سجيتها في مرحلة من مراحل الكتابة.
                    ع5 أنواع النقد الأدبي
                    ج1: الموسوعة العربية العالمية، لمجموعة من المؤلفين.

                    أنواع النقد الأدبي: يمكن تقسيم النقد إلى أربعة أنواع رئيسية. وتختلف هذه الأنواع تبعا للجوانب الفنية التي يريد الناقد التركيز عليها. فالنقد الشكلي يبحث في أشكال الأعمال الفنية وبنيتها. كما يمكنه المقارنة بين أحد هذه الأعمال وأعمال أخرى من الفئة ذاتها، كما هي الحال في المسرحيات المأساوية أو السوناتية الأخرى. وقد يكون النقد الشكلي أحيانًا ذاتيا ـ بمعنى أنه يهدف إلى النظر إلى كل عمل فني بشكل مستقل في حد ذاته. أما النقد البلاغي فيحلل الوسائل التي تجعل العمل الفني يؤثر في الجمهور. فهو يركز اهتمامه على الأسلوب ومبادئ علم النفس العامة. وينظر النقد التعبيري إلى الأعمال الفنية، كما لو كانت تعبر عن أفكار الفنان أو مشاعره؛ فهو يبحث في خلفية الفنان ودوافعه سواء الواعية منها أم غير الواعية. كذلك ينظر النقد التقليدي، نقد المحاكاة إلى الفن على أنه محاكاة للعالم. لذلك فهو يحلل الطرق التي يتبعها الفنانون لكي يظهروا الواقع وأفكارهم حول هذا الواقع.
                    ومن الممكن الجمع بين صنوف النقد الأربعة هذه؛ فمثلاً: من الممكن لناقد يهتم بالشكل أن يدرس كيف يؤثر هذا الشكل في الجمهور." اهـ بنصه وفصه.
                    **************
                    فالحمد لله الذي جعل للكلام الصادق سوقا رائجة.

                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • حسين ليشوري
                      طويلب علم، مستشار أدبي.
                      • 06-12-2008
                      • 8016

                      #40
                      الحمد لله الذي بنعمته تتم الصَّالحات.
                      الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.

                      ثم أما بعد، عنَّ لي كلام أريد إضافته هنا تجليةً لما قد يغمض من حديث عن الكتابة الإباحية المستهجنة، نحن ننقد، نُقوِّم، ظاهرة غريبة استشرت في الكتابات "النتية" و نحن إذ ننقد هذه الظاهرة الغريبة السلبية إنما ننقدها هي كظاهرة فقط و لم نتعرض لا لنص ولا لشخص، و بناءً على هذا فالنقد ثلاثة أنواع:
                      1- نقد ظاهرة ؛
                      2- نقد نص ؛
                      3- نقد شخص.

                      و الذي يعنينا بالدرجة الأولى هنا إنما هو نقد الظاهرة السلبية و التي تكتسب سلبيتها لأنها لا تضيف شيئا ذا بال إلى الأدب كأدب أي فن من فنون التعبير القَوْلي المنطوق أو المكتوب، المنظوم أو المنثور، أما فنون التعبير فهي كثيرة ولا تعنينا هنا إنما الذي يعنيننا هو التعبير القولي في نوعيه المنطوق والمكتوب و شكليه المنظوم والمنثور و لسنا معنيين بنص بعينه أو بشخص بنفسه.

                      تنوعت ظاهرة "الأدب" الإباحي المستنكر في الشكلين المشار إليهما، المنظوم والمنثور، واستشرت في الشبكة العنكبية الكونية، الـ "ش.ع.ك"، لما تضمنه من إمكانية التخفي وراء حُجُب الشاشات وفُرَص التمويه بالتسجيل في المنتديات بأسماء مستعارة نسوية و ذكورية تمنح قسطا وافرا من "الحرية" الافتراضية الكاذبة لأن هذه الحرية الممنوحة هي فعلا حرية كاذبة زائفة مغشوشة لأن المسلم الحقيقي يعرف أنه مراقب من الله تعالى فلا يجرؤ على كتابة ما سيحاسب عليه غدا بين يدي الله {فَيَوْمَئِذٍ لَّا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ}(الروم/57).

                      أما نقد النص فهو فن آخر من فنون الأدب، فالنقد الأدبي إبداع عن إبداع كما قلته في موضوعي "في النقد الأدبي : الناقد ذوّاقة" هو محاولة قراءة النص من زواياه المختلفة شكلا ومضمونا، أداءً ورسالة، لأن الكتابة الأدبية، أو الإبداع الأدبي، كيفية أداء و رسالة تُؤَدَّى، فإن لم يكن لها، الكتابةَ الأدبيةَ، رسالة تؤديها فهي لغو و لهو وعبث و ضلال و تضليل مهما كان القالب الذي يعبر به صحيحا أو بليغا أو جميلا، فما يغني الجمال عن الضلال ؟

                      وأما نقد الشخص كشخص فهذا مما لا ينظر النقد الأدبي إليه لذاته و ما يجب أن ينظر إليه إلا من حيث الاستعانة بمعرفته لفهم النص من خلال بيئة كاتبه الاجتماعية و الثقافية و حالته النفسية و سلامته العقلية، و لهذا البعد أهميته في تقويم النصوص، نقد الشخص لا يعني تجريحه أو تشريحه و إنما يعني التعرف عليه كمساعد لفهم النص لا غير، أما التحول من نقد النص كمادة أدبية إلى قذف الشخص و شتمه أو سبه أو تعييره فهذا مما لا صلة له لا بالنقد الأدبي ولا بالإبداع الأدبي، و قديما كان نقد الرجال وهو علم "الجرح والتعديل" علما قائما بذاته لقبول النصوص الشرعية، الأحاديث و أقوال السلف، فيما يخص التدين ؛ و كذلك يجب أن يكون نقد الشخص في قبول النص الأدبي، فمعرفة الشخص تعين على فهم النص.

                      أما اليوم، و الحال كما يعلم الجميع، نصوص و شخوص و ... لصوص، اختلط فيها الحابل بالنابل أو العاقل بالمائل والمهتدي بالضال فكيف نميز ؟ لم يبق لنا سوى نقد الظواهر السلبية وحده أو نقد النصوص كنصوص ولا نحكم على شخص ما، كأديب أساء "الأدب" وليس ككيان أو كإنسان، إلا من خلال ما يقذِف به عيون القراء و قد علَّمنا الإسلام أن نعيب الأعمال ولا نعيب الأشخاص كأشخاص إن هم أتوا ما يعيبهم في قيم الإسلام الحنيف و الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام وجعلنا من أمة خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام.

                      هذا و للحديث بقية، إن شاء الله تعالى، والسلام ختام.
                      sigpic
                      (رسم نور الدين محساس)
                      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                      "القلم المعاند"
                      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                      تعليق

                      • حسين ليشوري
                        طويلب علم، مستشار أدبي.
                        • 06-12-2008
                        • 8016

                        #41
                        خواطر جديدة في النقد الأدبي.


                        الحمد لله أنزل القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان، الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم، وصلَّى الله على النبي الأمي محمد الذي علم العرب ما لم يكونوا يعلمون فتحولوا من رعاة غنم إلى رعاة أمم ومن ساسة إبل إلى ساسة دول وسلم تسليما كثيرا أبدا لا ينقطع.

                        ثم أما بعدُ، هذه خواطر جديدة عنَّت لي في النقد الأدبي فأحببت العودة إلى موضوعنا هنا لمسيس الحاجة إليه فما أحوجنا إلى التذكير بمبادئ النقد الأدبي أو غيره، وحتى يكون حديثنا هادفا هادئا هاديا وحتى لا ينحرف إلى الثرثرة المثيرة للخصومة والعداوة بسبب جهلنا المزري بأسس النقد ومبادئه لا بد من توضيح أمرين اثنين مهمين في تقديري الشخصي، أحدهما له علاقة باللغة العربية عموما وبنحوها خصوصا واللغة هي الوعاء المادي لكل عمل إبداعي أيا كان نوعه أو ميدانه؛ وثانيهما متعلق بالنقد الأدبي أو العلمي أو الموضعي كفَنٍّ من فنون الأدبي فالنقد الأدبي إبداع عن إبداع كما سبق لي قوله في مقالتي الأولى أعلاه.

                        فأما الأول: يجب التنبيه إلى ما يقع فيه كثير من الكتاب من أخطاء نحوية خطيرة تشوه أعمالهم الأدبية وهم يحسبون أنهم أحسنوا وقد أساءوا من حيث علموا أو لم يعلموا، وهذه الإساءة تكمن أساسا في تشكيل كلماتهم بعلامات الإعراب الصغيرة المختلفة (ــَـ ــُـ ــِـ ــْـ) وهذه العلامات الصغيرة في حجمها والتي توضع على حروف الإعراب (آخر حرف في الكلمة المعربة) كالفتحة والضمة والكسرة، وتسمى الحركات، والسكون وهو علامة الجزم في الفعل المضارع وهو أيضا علامة الوقف في الأسماء الموقوف عليها، وهذا الوقف ليس إعرابا أو ليس عملا ناتجا عن عامل نحوي ظاهر أو مقدر ولكن الجزم عمل إعرابي ناتج عن عامل، فهو علامة إعراب كالحركات الإعرابية الثلاث المتحدث عنها.

                        وهذه العلامات الأربع الصغيرة إنما هي رموز مصطلح عليها تبين ما طرأ على الكلمات من إعراب بسبب العوامل النحوية اللفظية والمعنوية المختلفة المؤثرة في المعمولات من المرفوعات والمنصوبات والمجرورات والمجزومات (إنما المجزوم واحد وهو الفعل المضارع وحده وقد عبرنا عنه بالجمع للاتباع فقط).

                        وهي، العلاماتِ، على صغرها تحمل دلالات كبيرة وخطيرة، أي مهمة، وهي التي تحدد المعاني المرادة بالتعبير، فإذا وُضِعت في غير محلها أو موقعها أو أبدلت خطأ بغيرها من غير وجه لغوي معروف ومصطلح عليه فالعلامات ينوب بعضها عن بعض كنيابة الكسرة عن الفتحة في جمع المؤنث السالم ونيابة الفتحة عن الكسرة في الممنوع من الصرف مثلا، تغيرت المعاني واختل النظام النحوي بل بطل المعنى أو زال، فمثلا إذا قلنا:"شرحَ المعلِّمُ الدَّرسَ للتِّلميذِ ولم يضجرْ" أدركنا الفعل والفاعل والمفعول به والمجرور والمجزوم بالعلامات الموضوعة على حروف الإعراب وهي أواخر الكلمات المعربة وكان الكلام، أو التعبير، صحيحا مفيدا تاما يحسن السكوت عليه؛ أما إذا قلنا:"شُرِحَ المعلمَ الدرسُ للتلميذُ، أو للتلميذَ، ولم يضجرُ، أو لم يضجرِ" اختل النظام و فسد الكلام ولم ننتحِ سمتَ كلامِ العربِ وهذا ما أعيبه على كثير من "الكُتَّاب" و "الأدباء" و"الشعراء" لكنهم، للأسف الشديد، يغضبون لما ينقدون في مثل هذه النقاط بل يزعمون أنهم لا يبالون بمثل هذه الملاحظات أو أنهم لا يكترثون لما يقترفونه من طوام نحوية، نسأل الله السلامة والعافية.

                        هذا وإن كاتبا أو أديبا أو شاعرا لا يعرف الفرق بين الفاعل المرفوع أصالة وبين المفعول به المنصوب أصالة كذلك و المجرور والمضاف إليه المجروريْن أصالة أيضا أو يرفع بحروف الجر أو ينصب بها أو يرفع بأدوات النصب وغيرها مما نراه من جهالات في الكتابات الأدبية لكاتب دعي وليس كاتبا أصيلا ثم تراه يتبجح بأن النحو أو الإعراب آخر همه لكاتب فاشل حتى وإن عده الناس عبقريا أو رأى نفسه كذلك، نسأل الله السلامة والعافية من كل بلاء.

                        وأما الأمر الثاني (والذي يخص النقد الأدبي أو العلمي أو الموضوعي): يمكننا أن نوجز محاور النقد في ثلاثة محاور لا رابع لها وهي:1- نقد النص؛ 2- نقد صاحبه كمبدع مسئول عن عمله؛ 3- نقد الشخص في ذاته كإنسان؛ والفرق بيْن هذين المحورين الأخيرين (2 و3) بَيِّنٌ عند من عنده تمييز أدبي أو معرفة بالنقد.

                        1- نقد النص كمادة أدبية: وهو المطلوب في النقد الأدبي أو هو الغاية من النقد، له وجهان أو مستويان، مستوى الشكل (القالب أو الوعاء) ومستوى المضمون (المحتوى أو الموضوع)، ولن نستطيع نقد المضمون إلا بعد نقدِ الشكلِ والتأكدِ من سلامته إملاءً وضبطا بالحركات حقيقة أو تقديرها صحيحةً، و الإعرابِ لأن الشروع في نقد المضمون والحكم عليه سلامةً أوسقامةً أو جَمالا أو قُبحا أو إعجابا أو استهجانا إخلال بالنقد كفن أدبي له قواعده ومناهجه.

                        2- نقد المبدع، (لأنه المسئول الوحيد عن عمله): ينصب النقد على المبدع من حيثُ قدراتُه على التعبير الفني أو الأدبي و من حيث ثقافتُه ومعرفتُه أو علمُه وهذه تنعكس حتما على النص، فالأسلوب هو الرجل كما يقال، وفي هذا يتفاوت المبدعون من حيث الجودة والإجادة ويتميزون.

                        3- نقد الشخص كإنسان: وهذا ليس من النقد الأدبي في شيء ألبتة، وهو إلى التعيير والتشهير أولى به من النقد الأدبي، ويجب التمييز بين تحليل النص و تعليل ما كُتِب دون التعرض إلى تعيير الشخص أو انتقاصه أو السخرية منه.

                        فكما يظهر من المحاور الثلاثة المقترحة هنا فإن النقد الأدبي أو العلمي أو الموضوعي إنما يهتم بالأولين فقط: نقد النص ونقد صاحبه من حيث قدراتُه التعبيريةُ، ولا يجوز نقد الشخص في ذاته وهذه المحاور الثلاثة هي التي عبر عنها الفيلسوف الألماني "آرثور شوبنهاور" في كتابه المعنون بـ"فن أن تكون دائما على صواب" كما أثبته المترجم الأستاذ المغربي الدكتور رضوان العصبة[أو "فن أن تكون على صواب دائما" كما أقترحه أنا "
                        L'art d'avoir toujours raison"] وهي حسب ترتيبها أعلاه:
                        1- Ad rem وتعني "الشيء أو الموضوع"؛
                        2- Ad hominem وتعني "تجاه الإنسان، أي الكاتب هنا"؛
                        3- Ad personam وتعني "تجاه الشخص".
                        ونحن كنقاد (؟!!!) مُنْبَتِّينَ، وإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، لا نميز بين الأنواع الثلاثة وإننا لنخلط خلطا مزريا بالنقد ذاته ولا نفصل بين نقد الكاتب كمبدع مسئول عن إبداعه وبين نقده كشخص بل إن كثيرا من "المبدعين" ليعتبرون نقد نصوصهم نقدا لشخوصهم فتراهم ينبَرون منافحين ومكافحين ومناضلين لأن أحد القراء تجرأ ونقد نصا لهم فهم لا يميزون بين نقد النص ونقد الشخص وهذا أسوأ ما يمكن أن ينزل إليه سوء الظن من انحطاط أدبي.


                        هذا وقد أعود، إن شاء الله تعالى، إلى هذا الحديث بعد الاطلاع على تفاعل القراء معه إن اطلعوا عليه أصلا.

                        sigpic
                        (رسم نور الدين محساس)
                        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                        "القلم المعاند"
                        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                        تعليق

                        • حسين ليشوري
                          طويلب علم، مستشار أدبي.
                          • 06-12-2008
                          • 8016

                          #42

                          الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
                          تنقل بعض المواقع، ولله الحمد والمنة، بعض مواضيعي المتواضعة، ما يسمح بانتشار الأفكار الصحيحة بفضل الله تعالى الصائبة، ومن المواضيع التي لاقت قبولا عند المتلقين في الوطن العربي موضوعي هذا الذي نقله موقع "جريدة شباب مصر" والموجود في الرابط التالي:
                          في النّقد الأدبي : الوعي بدور الناقد | جريدة شباب مصر
                          فالحمد لله أولا وأخيرا على توفيقه وما حدثت بهذا إلا من باب {وأما بنعمة ربك فحدِّث} (الضُّحى:11).
                          sigpic
                          (رسم نور الدين محساس)
                          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                          "القلم المعاند"
                          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                          تعليق

                          • حسين ليشوري
                            طويلب علم، مستشار أدبي.
                            • 06-12-2008
                            • 8016

                            #43
                            sigpic
                            (رسم نور الدين محساس)
                            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                            "القلم المعاند"
                            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                            تعليق

                            • عمار عموري
                              أديب ومترجم
                              • 17-05-2017
                              • 1299

                              #44
                              أحطت بالناقد من كل الجهات
                              وعرفت بعمله الإبداعي بأسهل ما يكون التعريف
                              لأن المقصود هو تقريب الكاتب من الناقد
                              أو الناقد للكاتب
                              وكسر ما بينهما من هواجس نفسية لا مبرر لوجودها
                              شكرا لك على كتبت وأفهمت، أخي الحبيب الأستاذ الجليل حسين ليشوري،
                              ولك تحيتي الحسنة.

                              تعليق

                              • حسين ليشوري
                                طويلب علم، مستشار أدبي.
                                • 06-12-2008
                                • 8016

                                #45
                                المشاركة الأصلية بواسطة عمار عموري مشاهدة المشاركة
                                أحطت بالناقد من كل الجهات وعرفت بعمله الإبداعي بأسهل ما يكون التعريف لأن المقصود هو تقريب الكاتب من الناقد أو الناقد للكاتب وكسر ما بينهما من هواجس نفسية لا مبرر لوجودها.
                                شكرا لك على ما كتبت وأفهمت، أخي الحبيب الأستاذ الجليل حسين ليشوري، ولك تحيتي الحسنة.
                                أهلا بك أخي العزيز الأديب الأريب والكاتب اللبيب أستاذنا عمار عموري وسهلا ومرحبا.
                                أشكر لك مرورك الكريم وتعليقك العليم وما أحييت به هذا المتصفح من بعث جديد.
                                ثم أما بعد، النقد الأدبي فن من الفنون الأدبية الكثيرة والمتنوعة وليس علما دقيقا، وأذكر أنني لما كنت في الجامعة كنا مع بعض الأساتيذ المهتمين بالأدب والنقد نتجادل حول "علمية" النقد الأدبي ولست أدري من أين تأتي العلمية إلى النقد وهو مؤسس على الذوق الأدبي، أو التذوق، والذوق، أو التذوق، أمر ذاتي يتفاوت فيه الناس حسب أدواتهم التذوقية، أو حسب "حواسهم" التي يتذوقون بها الأدب إن جاز هذا المجاز.
                                النقد الأدبي، وأنت الأعلم، مؤسس على الثقافة الأدبية وغيرها من المعارف وكلما زاد رصيد الناقد منها ازداد نقده تحليلا وتعليلا وجاء تقويمه للنص المنقود أعمق وأشمل وهكذا... ونحن نعيش أزمة نقد أدبي حقيقية تضاف إلى قائمة الأزمات الطويلة التي نعيشها كمجتمع عربي عرف، ويعرف، التخلف المزري في كثير من المجالات فكيف بمجال النقد الأدبي؟
                                النقد الأدبي فن والفن معرفة نظرية وممارسة عملية فمن أتقنهما أتقنه ومن خاب فيهما خاب فيه.
                                تحيتي إليك ومحبتي لك.

                                sigpic
                                (رسم نور الدين محساس)
                                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                                "القلم المعاند"
                                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                                تعليق

                                يعمل...
                                X