جراحة الأفكار بين المدارسة و الممارسة (مقدمة في التغيير السلمي).

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى شرقاوي
    أديب وكاتب
    • 09-05-2009
    • 2499

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
    [frame="10 98"]بسم الله الرحمن الرحيم


    جراحة الأفكار
    بين المُدراسة و المُمارسة
    (مقدمة في أساليب التغيير السلمي)


    { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِم ْ}
    (الرعد 11)

    {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيم ٌ}
    (الأنفال 53)

    {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }
    (التوبة 115)

    ***
    الإهداء

    إلى الشيخ عبد الحميد بن باديس، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الأول، رحمه الله تعالى و غفر له، والذي آمن بالتغير السلمي فلسفة حياة، فهو وحده الجدير بإهداء هذه المحاولة المتواضعة إليه.

    حسين

    ***

    [align=justify]كتبت هذه المقدمة أوّل ما كتبت في جمادى الأولى عام 1417هـ الموافق لشهر أكتوبر 1996 م،
    و نشرت أولا على صفات جريدة "العالم السياسي" (الجزائرية)، في العددين 419 و 421 لشهر شعبان 1418هـ /ديسمبر 1997م، ثم نشرت ثانية على صفحات جريدة "الفجر"( الجزائرية) في ذي الحجة 1421هـ /فيفري 2001م في العددين 120 و 121، و كان القصد من إعادة نشرها الأمل في إثارة النقاش لعلي أستمر في الدراسة و توسيع البحث في هذا المجال الخطير و الحيوي في آن واحد، لأنه يدخل ضمن مشروع ضخم يحتاج لدعم و تشجيع و تمويل، غير أن الذين افترضت فيهم أن يعتنوا به و يقفوا معه لا يهمهم من التغير الحقيقي إلا الشعارات و الادعاءات فقط.
    ولا بد لفهم مقاصد هذه المقدمة من استحضار ظروف سنوات الجمر التي عشناها - نحن الجزائريين - في التسعينيات و التي لا نزال نعاني مخلفاتها حتى اليوم ولا تزال عقابيلها بادية للعيان، و من ثم ندرك أهمية البحث في مثل هذا الموضوع و نفهم ملابساته في تلك الفترة العصيبة من حاضر الجزائر !
    و هأنا ذا أعيد نشرها هذه المرة في شكل كتيب يسهل حمله و يتيسر نقله بعدما أدخلت عليها تعديلات ضرورية تناسب شكل الكتيب خلافا لهيئتها الأولى الموافقة لشكل المقالة الصحفية، لعلي أستثير همم المهتمين بالتغيير السلمي فيتبنوا المشروع ماديا و معنويا لنؤسس معا لنظرية تغييرية سلمية لا غاية لنا من ورائها إلا خدمة هذه الأمة الجزائرية الأبية و التي لها علينا جميعا حق النصح، و الدين النصيحة !
    و الله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.[/align]
    [align=left]البليدة في 29 من ذي الحجة 1425هـ
    الموافق 8 فيفري 2005م[/align]
    ***

    بين يدي الموضوع

    [align=justify]إن الحمد لله، نحمده تعالى و نشكر له، و نستعينه و نستغفره و نستهديه، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا
    و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد و من يضلل فلا هادي له من بعده.
    و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، بعث الرسل مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، وأشهد أن محمدا عبده الله ورسوله  بعثه لله بالهدى و دين الحق بين يدي الساعة ليخرج الناس من الظلمات إلى النّور بإذن ربهم و يهديهم صراطا مستقيما و يأبى الله إلاّ أن يتمّ نوره و يظهره على الدّين كله، و لو كره المشركون.
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } (آل عمران102)،
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} ( النساء (1)،
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما} (الأحزاب (71)،
    أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، و أحسن الهدي هدي محمد، صلى الله عليه و سلم، و شر الأمور محدثاتها و كل بدعة ضلالة.
    لعل من أصعب ما يواجهه صاحب الفكر بعد مشاق الدراسة و متاعب التنقيب و المثابرة في البحث و الصبر على التحصيل هو كيفية عرض بضاعته - مزجاة كانت أم وافرة – على الناس. ولا يتوجه حديثنا هنا إلى المعلمين و المدرسين و الأساتذة في مؤسسات التربية المختلفة ما علا منها و ما سفل فإنه – فيما يخص هؤلاء جميعا – يظن أنهم تلقوا دروسا في البيداغوجيا أو علم التدريس و طرائق أدائه و وسائل إيصاله و فنون تبليغه، و يفترض أنهم موجهون أصلا لتلقين الناشئة ما تلقوا، إنما حديثنا يتوجه إلى الذين يحملون فكرا و يودون نقله إلى غيرهم باستعمال وسائل الاتصال المختلفة و قنوات الإعلام المتنوعة ليشاركهم الناس قناعاتهم و يقاسمونهم همومهم، و يتوجه حديثنا عامة كذلك إلى الذين يحبون نقل ما يسمعون إلى الناس فتزدان أحاديثهم بالنقاشات الفكرية و تزين جلساتهم بالمواضيع العلمية، لكنهم يواجهون صعوبات مختلفة و يقفون أمام عقبات كأداء في إدارة الحديث و تسيير النقاش، و عادة ما تنتهي أحاديثهم بالاصطدام فالاحتدام فالاختصام ...
    و من أجل تذليل العقبات و تسهيل الصعوبات ارتأينا التعرض إلى هذا الموضوع الحساس في شكل مقالة مطولة تعرضه بطريقة متميزة و أسلوب ظريف و هي "جراحة الأفكار" و كأن الأفكار جسوم يمكن إخضاعها للرؤية و اللمس و الجس و من ثم إجراء العمليات الجراحية التصحيحية عليها.
    ولابد قبل الحديث عن التغيير و ضرورته في تكوين المواطن الصالح و بناء المجتمع المنظم(1) من الإشارة ولو بإيجاز شديد إلى موضوع التغيير و مادته و كيفياته و وسائله و من يقوم به و متى و أين ؟
    إن موضوع التغيير هو الإنسان، و مادته هي الأفكار و كيفياته و وسائله هي الإقناع بقوة الحجة و ليس بحجة القوة، و السلوك الحسن و النصيحة بالحسنى و غيرها من وسائل التأثير الهادئ الهادف الهادي (2)، أما من يقوم بالتغيير فهم الأشخاص الذين يستشعرون في أنفسهم واجب النصح لإخوانهم، أما متى و أين فيقدران حسب ملابساتهما و يحددان وفق الوسائل المتوفرة، فالفتوى في هذا الشأن تقدر زمانا و مكانا و إنسانا عملا بفقه الأولويات و بفقه الموازنات كما يحددهما العلماء وليس كما يمارسها الغوغاء، إن كان للغوغاء فقه ما اللهم إلا فقه الفوضى وما أضله من "فقه"، و هذه المواضيع كلها تحتاج إلى بسطة في الحديث و سعة في الحيز حتى نستوعب جوانبها و نلم بجزئيتها و ليست هذه التقدمة بمحل لذلك كله ولا يكفي هذا الكتيب نفسه لمناقشتها.
    صحيح أن الكتيب صغير الحجم لكنه كبير الحلم، يحمل في صفحاته القليلة نواة مشروع إنساني لو تجد من يرعاها لصارت شجرة طيبة تأتي أكلها كل حين بإذن ربها فينتفع بها النّزاع إلى الخير.
    _______________________
    (1) للمؤلف مجموعة مقالات في هذا الشأن نشرت على صفحات جريدة "الشعب" عامي 1989 و 1990 و ستنشر في كتاب مستقل بعنوان " فصول في تكوين المواطن الصالح و بناء المجتمع المنظم " إنشاء الله تعالى.
    (2) الهاءات الثلاث والتي تحدثت عنها مرارا في ركن " قيم اجتماعية" الذي كنت أكتبه في الصحافة المعربة الجزائرية لسينين عديدة.[/align][/frame]

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

    الإنسان بطبعه متعجلا لذا تعجلت في الرد عليك قبل انتهاءي من لملمة جميع الجوانب حتى أني وصلت للحالات المستعصية وقرأت في العلاج وتأملت مع بعض تأملاتك وتواصلت معك حتى أني رأيت القلم يجري منك وأنت لا تستطيع السيطرة عليه أحيانا , كما كانت لي زاوية جميله عندما أراك تعود بسرعه لصلب فكرتك بهاءاتك الثلاثة ....

    أبدأ أولا بالأمل قبل أن أقرأه منك وبرؤيا الخير رغم نظارتي سواء بعدساتها أو بعالم الرؤيا الذاتية , قبل أن أغوص ليستوجب فكري بترا من جانب أجزاء وتنمية في جانب آخر ... قبل أن أغوص في الرد عليك أحاول أن أتمهل في الرد كي أستحضر مشاعري حين قراءتي كلماتك وكأنك إحساسي وكأني متنفسك ... ربما أشهق الآن شهقه من هناا نعم من داخل الداخل مع قشعريرة تمر في أوصالي وتسري في جسدي وتسيطر على اناملي فتنطلق نحو الرد عليك ..
    فتقول لك
    ها أنا مجردة وستري مكشوف
    ها أنا أتواصل بلا قلق ولا خوف

    عالم الأفكار لا يحتاج لمفكر او متامل بقدر ما يحتاج إلى فكرة ... فأنا لازلت أبحث معك الفكرة وأغوص وأغوص فأخرج بدرر من داخلي بعدما هيئتني كلماتك وجعلت عقلي الآن في حالة من الإسترخاء يحاول إخراج جميع الأفكار لأعرضها على مائدتكم ...
    الفكرة التي تحتاج إلى علاج ... عالجوها
    الفكرة التي تحتاج إلى تخدير مؤقت خدروها
    الفكرة التي تستحق البتر ... نفذوا فيها ولا ترحموها

    المهم الأفكار ... الأفكار .... قبل القرار هناك شئ من فرار في داخلي من هذا القرار لما وجدت لمقدمتكم تأثيرا بشئ من الشده ورغم رقتكم إستخرجت في وقت أنموذجا للحده ... هل تبحث معي عنه ... ولكنه في داخلك وفي عالمك أنت الذي تعرفه ... ربما تستره كي تقدم فكرتك للجميع ربما يتبناها من يكون لي مرآه ...

    ولما كنت في فكركم فكرة ولموضوعكم عنوان تواصلت معكم رغم المسافات وحاولت الولوج لمنطقة غير كل المناطق ... فأنا بطبع فكري أحب الدخول في دقائق الأمور (( ولست منهم )) !!!!

    شئ ما قبل أن أترك ردي واعادود التفكير ... ردي هذا ليس مرتبا ولا منظما لو رأيته واضحا فهذا من صفاء نظارتكم وجلاء عدساتها وإن كان من مبهم فيه فاعذر مني بلادة لفظي وضعف تعبيري ....
    نتواصل إن شاء الله

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى شرقاوي مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

      الإنسان بطبعه متعجلا لذا تعجلت في الرد عليك قبل انتهاءي من لملمة جميع الجوانب حتى أني وصلت للحالات المستعصية وقرأت في العلاج وتأملت مع بعض تأملاتك وتواصلت معك حتى أني رأيت القلم يجري منك وأنت لا تستطيع السيطرة عليه أحيانا , كما كانت لي زاوية جميله عندما أراك تعود بسرعه لصلب فكرتك بهاءاتك الثلاثة ....
      ...
      نتواصل إن شاء الله
      [align=center]أخي مصطفى : و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته.[/align]
      ألست معي أن لـ "النت" بركة كبركة النيل ؟
      [align=justify]ها نحن نتكاتب و نتحاور رغم حجاب "النت" الكثيف و بعد المسافات لكن الأفكار و تخاطرها و لو عن بعد قد قربتنا و جاورت بيننا رغما عنا.
      عالم الأفكار عالم فسيح و ولوجه و العيش فيه متعة لا تقدر بثمن إلا بثمن الراحة النفسية و الطمأنينة الروحية، فقدرهما إن استطعت !
      و السباحة الفكرية لمن يملك أدواتها و له نَفَسٌ و صبر عبادة و كما قال المرحوم عباس محمود العقاد "التفكير فريضة إسلامية" و نحن مأمورون بالتفكر في خلق الله لتوحيده سبحانه و تعالى.
      غير أن الأفكار، و هي في العقول، تمرض كما تمرض الجسوم و كما تسقم النفوس و تحتاج إلى مداواة و تطبيب، إلا أن لخصوصيتها و عدم ماديتها تحتاج ليس إلى علم واحد فقط و إنما إلى علوم و علوم تتعاون و تتآزر في العلاج !
      أرأيت يا أخي كيف جعلتني أستحلب خاطري فجاد بهذه الكلمات الآن و لم تكن لتخطر على بالي لولا سؤالك ؟
      أشكرك أخي مصطفى على تفاعلك و أنتظر منك المزيد من الاستعجال حتى أستزيد من استحلاب خاطري فعساه بالخير يدر فينفع و لا يضر ![/align]
      [align=center]تحيتي و مودتي.[/align]
      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • مصطفى شرقاوي
        أديب وكاتب
        • 09-05-2009
        • 2499

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
        [frame="10 98"]-1- في قاعة الفحص

        [align=justify]جرت العادة في عالم الأفكار على استعارة الأمثلة من عالم المادة لتقريب المعاني المجردة، أو بتعبير آخر أكثر فلسفة أو ميتا فيزيقية نقول: إننا – ولست بدعا في هذا – نستعير الأمثلة من عالم الشهادة للتعبير عما نقصده من عالم الغيب، و الأفكار من عالم الغيب بلا ريب ‍‌‌‍‌‍!‍‌ و لذا فسيكون حديثنا عن عالم الأفكار صحيحها وسقيمها بالحديث عن عالم المادة جميلها و قبيحها بالقدر الذي يمكننا من توضيح ما نقصده من حديث عن الدعوة إلى القيم و المبادئ الصحيحة التي يحملها بعض الناس ويريدون إبلاغها إلى الآخرين ليشاركوهم فيها ويقاسموهم إياها حتى يعم الخير و ينتشر الصلاح، و هذه رغبة كل صاحب فضيلة حقيقية أو مزعومة، و إدعاء كل صاحب فكرة صحيحة أو فاسدة ! غير أن الدعوة إلى الفضيلة تحتاج إلى قواعد و أسس و طرائق حتى تصل إلى المتلقي سالمة صحيحة ينتفع بها و يعمل بموجبها و يبلغها بدوره إلى الآخرين ليحقق لهم جميعا ما يطمحون إليه من مجتمع فاضل،
        و هكذا في كل الأمور دقيقها و عظيمها، سهلها و صعبها، بسيطها و جليلها، و لذا يوصي أصحاب الدعوة الإسلامية بأن يكون الأمر للمعروف بالمعروف و ألا يكون النهي عن المنكر بالمنكر.
        يمثل الإسلام بمصدريه (الكتاب و السنة الصحيحة) و بفُهوم (جمع فهْم) الناس(1) لكلا المصدرين مجمع القيم الفاضلة و المبادئ السامية و الأخلاق الحسنة عند المسلمين قاطبة عالمهم و جاهلهم عارفهم و غافلهم شاهدهم و غائبهم، و هذا أمر حسن بلا شك لكن شريطة أن يدرك الناس أن بين النصوص كنصوص صامتة و بين فهوم الأشخاص لتلكم النصوص فروقا بينة ما لم يأت نص قطعي الدلالة و الثبوت عن الله أو عن المعصوم، صلى الله عليه و سلم، يبين المقصد أو المقاصد من نص آخر و إلا لكان للاختلاف في الفهم مندوحة ولوجهات النظر المتعددة فسحة، و ليس في هذا عيب ولا منقصة للنصوص ولا للناظرين فيها بل العكس هو الأسلم
        و الأعلم حتى تكون للناس فُسْحٌ في حيواتهم المختلفة و إثراء للأفكار و وجهات النظر المتنوعة.
        و من هنا كان تصنيف علماء الأصول للنصوص حسب قطيعتها و ظنيتها ثبوتا و دلالة،(2) و إن أخطر الخطأ أن تُلبَسَ فُهُومُ الأشخاص قُدسيَّةّ الوحي، بل أحيانا تفوق الفهوم الوحي قدسية عند المتعصبين الجهال ! وقد تفطن لهذا الأمر فطاحل علماء الإسلام و كتبوا في الإختلاف كثيرا حتى يتنبه طلبة العلم لهذا الموضوع الخطير (المهم) فلا يقعوا في المحظور و هو تكفير المخالفين لهم في فهم النصوص الظنية الدلالة، فكتب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى في هذا المجال كتابه القيم "رفع الملام عن الأئمة الأعلام" و غيره كثير و جرت على ألسنة العلماء مقولة هذا العالم نفسه "أن من عادة أهل البدع أنهم يُكفِّرون ومن عادة أهل العلم أنه يخطئون" (برفع حرف المضارعة في الفعلين و كسر الحرف الثالث فيهما مع تشديده) و ألا يلجأ صاحب الفكرة إلى وسائل شتى "لإقناع" (؟!) الناس بأفكاره حتى ولو كانت تلك الوسائل الأسحلة، القاطع منها و الصاعق، لما تعوزه الوسائل السليمة و السلمية لتحقيق مراده و هو جعل الغير يشاركونه قناعاته التي يراها صحيحة و صائبة "يجب" (؟!) الأخذ بها و العمل بمقتضاها و إلا فالويل لمن خالف أو شك أو تردد أو ناقض أو حاول معارضتها باللسان فضلا عن السنان (القلم) بدلا من إبطال الحجة بالحجة و نقض الدليل بالدليل كما يفعل العلماء الحقيقيون !
        لجأت للتمهيد لحديثي عن جراحة الأفكار إلى هاتين المقدمتين حتى أجعل القارئ يتهيأ فكريا لما سيعرض عليه من حديث ولا يصدم لما سأتحدث عن التخدير والشق و البتر (وهي خطوات التدخل الجراحي) و قبلها التشخيص و المداواة ولوازم العلاج الأولية قبل اللجوء إلى الحلول الكبرى و هي هنا الجراحة!
        كما أنا حديثي هنا لا يتعرض لا من قريب ولا من بعيد لمداواة النفوس كما يفعل أهل السلوك والصوفيون فذلك حديث آخر لست أهلا لمعالجته (الحديث فيه) فهناك أرباب الرياضة الروحية وهم جديرون بتناوله و مناقشته، و إنما أقصر حديثي عن الدعوة بصفة عامة كما يحلو للبعض الحديث فيها.
        كنت في حديث حميم خاص مع المفكر و الباحث السوري الأستاذ جودت سعيد لما زار الجزائر عام 1991 (يوليو) و نحن في منزل المفكر الجزائري مالك بن نبي -رحمه الله- و كأن الجو المفعم بالروحانية أوحى لنا بحديث فكري متميز، فقلت له ضمن كلام طويل عن الدعوة و الدعاة ما معناه و فحواه : "إننا نحتاج في ممارسة الدعوة إلى الإسلام لدعاة تتوفر فيهم صفات ثلاث: حكمة الطبيب العالم، و دقة الصيدلاني الحاذق، و ثبات الجراح الماهر ولو نقصت صفة من هذه الصفات في الداعية لكان ناقصا بقدر ما نقص منها فيه " و هذا ما لا أزال أعتقده دائما.
        يعرف عامة الناس فضلا عن خاصتهم فضلا عن المختصين منهم أننا لا نلجأ إلى العمليات الجراحية لتصحيح خلل أو عطب في البدن إلا عند الضرورة القصوى و هذا حفاظا على حياة المصاب، و قبل الجراحة تكون هناك العمليات الطبية العلاجية من تشخيص و وصف للدواء و أخذ بالكيفيات الموصوفة من الطبيب العام و تحضيره من الصيدلاني الحاذق و العلاج الإكلينيكي (السريري أو العيادي)، فإذا استعصى الداء ولم يكن هناك بد من استئصال سببه المادي نلجأ إلى الجراح الماهر بعد اتخاذ كل الإجراءات الوقائية اللازمة (المحل الملائم و الأدوات اللازمة المعقمة و التخدير الكافي) حتى تنجح العملية و ينجو المريض من الهلاك بإذن الله تعالى و منّه و كرمه.
        و بدون الدخول في التفاصيل الدقيقة لكل مراحل التشخيص و العلاج الكمياوي و العلاج الإكلينيكي و العلاج الجراحي و بدون استعمال لغة المختصين (jargon des spécialistes) و التي أجهل منها الكثير، و حتى نقرب ما نريد إفهامه إلى القارئ، نقول: لم لا نقوم في عمليات معالجة الأفكار السقيمة(3) بالخطوات التي تقتضيها الحالات المرضية كلها مستفيدين في ذلك بالتقنيات و الممارسات و حتى لغة الاختصاص التي يستعملها الأطباء والصيادلة و الجراحون في معالجة الأسقام و الأورام و الخلال (جمع خلل) و المعاطب (و المهالك) و التي تتعرض لها جسوم الناس ولا يسلم منها كلها أو جلها أو قلها أحد من البشر مهما كان ؟ غير أن اللجوء إلى عمليات التصحيح على بساطتها و اختلافها أو خطورتها أو تعقدها تختلف من حالة إلى أخرى و تقدر حسب أهميتها و ضرورتها لإعادة التوازن المفقود و إزالة الضرر الموجود، و إننا لا نلجأ في علاج خدش بسيط في أنملة إلى بتر الذراع كلها أو في صداع عابر إلى قطع العنق من أصلها أو في مداواة مغص في البطن إلى بقرها و استئصال أحشائها أو أعضائها (؟!) و هكذا إلى مالا نهاية حسب الحالات كلها، فلماذا لا نعمل بنفس هذا التعقل مع الأفكار و هي إن مرضت فستعدي في صمت رهيب و ثبات عجيب أكثر مما تعدي الأوبئة و الأسقام ؟ و هي (أي الأفكار السقيمة) قاضية لا محالة على حاملها و ناقلها ما لم نتداركه بالعلاج ! أليس من الحكمة أن نبادر بمعالجة الأفكار الهدامة و هي أخطر من الأوبئة الفتاكة بأضعاف الأضعاف.
        ألم تكن الحروب الدولية و الأهلية و النزاعات الطائفية و الخلافات المذهبية من أصل فكرة أو أفكار مريضة سقيمة عليلة يحملها شخص أو مجموعة أشخاص ثم يفرضونها على الباقين من قومهم أو على العالمين بالقوة؟ بلى، و ألف بلى ! وقد يهلك في الحروب أضعاف أضعاف منهم في الأوبئة الفتاكة ! و لسنا في حاجة إلى سوق الأدلة وضرب الأمثلة من الواقع المحلي و الإقليمي و الدولي حاضرا و ماضيا فهي من الكثرة بحيث يعلمها الأمي فضلا عن المتعلم.
        __________________________
        (1.[/align][/frame]
        أعجبني قطع العنق ... وبماذا يفيد لو قطعت عنقه

        المهم أننا في قاعة التشخيص فمرحبا بالطبيب ....

        وهاهي أفكاري سيدي الأستاذ الدكتور أخصائي المخ والأفكار

        تعال معي لفكرتي من الناحية التخيلية .... فأنا ..." أتخيل عالما مليئا بالأشخاص والأشياء والأصوات عالم حي يستمد قوته من صوت الرياح التي حركت الساكن وذهبت في جميع الإتجاهات والأماكن , كما أنني أتفاعل مع صوت الطيور ويحضر ذهني تمام الحضور ويبدا الآن الفكر في ان يدور .... فنخرج من اللب إلى القشور ولولا القشر ما كان للب أن يحفظ ولا للبطيخ أن يدور داير ميدور .

        سامح تعبيري ورقق حالك فحالي حالك لو أني ابتعدت بالأفكار وغصت بها في عالم البحار وكان غطسي في مستقر القرار وهبطت في أودية وفكرت في الأدوية وجئت ثانية بنفس الخيال إلى مكمن الحضور وخالص الإمتثال .

        أفكاري من حيث التجريد ....
        أجرد المنتفش من نفشته فيظهر على هيئته كما أن للسلب في ذلك شئ من ظهور إلا إنني أقوم بمحاولة رؤيا الإيجاب كما أن للفهم أبواب وللقاصي غياب وللداني جواب فتجردت الأفكار من الإنتفاش تندهش لو رأيتها قمة الإندهاش .

        أفكاري من حيث النظم والترتيب ....
        أخرجت المختزل والجد والهزل والسخرية والغزل , فقلت في المجون وفكرت بشجون حتى دمعت مني العيون وأحسست أني مفتون وعزمت على أن لا اهون وكان الإصرار وكان الفرار لذاك القرار من منبت جذري إلى أعالي الأشجار في حواصل طير خضر ... فياليت يحدث منك استشعار .

        أفكاري في هذا السياق لذاك السباق ...
        تخيلت نفسي في مجموعه والكل قائدها وفي سفينه وكل ربانها وأحسست بشجرة والجميع فروع وفي الأخيرة تكون الثمرة .. وفكرت في منظومة والكل حروفها والنظم الحكيم كلمها فتقدمت السبق ونظرت إلى الرفاق ... فوجدت من همه في المعالي ومن همه في الدون وما دون الدون كثير ....

        أفكاري وداخلي ....
        تحدثت مع النفس عن حلم الغد وحقيقة الأمس فتلمحت العواقب والكل مجازى بعمله ومعاقب فكان الخوف برجاء وكان التفكير في النور والضياء وإحساس الحس بكلمات الوفاء وتفكر العقل في التواصل مع المقربين الأحباء , فأحسست بنفسي مع نفوس وبداخلي مع دواخل وفكرت وتفكرت وجئت وأملت وعزمت وعلى ربي توكلت .

        أفكاري والخارج ....
        الفكرة هو أن يكون الجميع واحدا وأن يكون لنا إصبع كاتبه وعقول مفكرة وقلوب عاقله متدبره وباقي الجسد يتواصل من ذات الأنامل والمفاصل وأن نقابل جند النفس بحرب صافيه هي للخير جاذبة جالبه وللأصفياء حاوية آتيه ... يحسها من له من الحس نصيب ... ويعقلها من هو عاقل لبيب .


        نتواصل بعد المفاصل ..........إن شاء الله

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى شرقاوي مشاهدة المشاركة
          أعجبني قطع العنق ... وبماذا يفيد لو قطعت عنقه

          المهم أننا في قاعة التشخيص فمرحبا بالطبيب ....
          ...
          نتواصل بعد المفاصل ..........إن شاء الله
          [align=justify]أخي مصطفى لقد أذهلتني بفيض تعابيرك، و يبدو أنك تملك ثروة لغوية لا بأس بها تمكك من التفكير و التعبير بسهولة.
          أن قطع العنق لا يعجب بل يزعج و يؤلم من يسمع به فكيف بمن يقع له ؟!!!
          لقد عشنا في الجزائر سنوات الجمر و الدم منذ 1992 و لا نزال نعاني من ويلاتها إلى اليوم...!
          إن اليد التي تمسك الخنجر لتقطع رقبة إنسان بريء لا حول له و لا قوة لم تمسكه عمليا حتى أمسكته ذهنيا و هذا الذي يهمني علاجه : الأفكار قبل الأعمال ! فما الأعمال إلا انجاز للأفكار، و ليس عجبا أن تكون الأعمال بالنيات قبل الحركات !
          أشكرك اخي مصطفى على هذا التفاعل الثري و ليتك تركز تعليقك في نقاط محددة بلغة بسيطة أستطيع فهمها لأن الهرم قد بدأ يعمل في عمله المهدم و المهدد بالرحيل و لم أعد أقوى على الشطحات لا الحركية و لا ... اللغوية !
          تحيتي و مودتي ![/align]
          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • مصطفى شرقاوي
            أديب وكاتب
            • 09-05-2009
            • 2499

            #20
            ردي على التشخيص

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أستاذي الطيب ...

            نظرا لإطنابي في شرح الحالة في قاعة الفحص سأحاول الآن تحقيق رغبتك في تقصير الحديث وأن أتكلم بصوره منظمه مفهومه إن شاء الله لي ذلك :-

            لما نطق الرويبضه وتكلم من ليس أهل ضاع الكثير ...
            لما توفرت وسائل فيسرت الكثير ضاع الكثير ...
            لما كان المنطق بقدر التشدق والتفزلك تكلم الكثير ...
            لما كان المنطق بقدر التصوير الدقيق ولا تهم الصورة المهم التصور نطق الكثير..

            واللسان مرسول الفكر ... والفكر حصاد من التجارب ( سلبية أو إيجابية ) المهم تجارب .

            قبل أن نقوم بالتشخيص أرى من وجهة نظري أنه من لديه الخبرة في مواقعة الأشياء أو على الأقل متابعتها ومتابعة اهلها والسؤال عن أخبارها لن يستطيع تشخيص حالته فكل بحسب حياته وكل له طريقته وإسلوبه ومنهجه .

            حتى لا تتشعب الأفكار لابد من وجود جراحين مساعدين واستشاريين فخبره واحده لا تكفي واستعانتي بتجارب الآخرين هي حياة بعدد من استشرتهم لا حياتي أنا فقط ولا خبراتي .. فلا ننكر على من ضاع في ظلام الفهم واستمسك بأحبال الوهم فهو له فكر وأنت لك فكر ... والسؤال متى تتفق الأفكار ليزول عن أحدهما الغبار ليذهب مع الثاني في خيار .

            تكلمت عن الجهل بنوعيه
            وانا أقول بلا إضافه بأن الجهل ليس المقصود به أمية التعليم مثلا أو عدم تملك الشهادات الورقية ولا العلم بالضد ... ولكن الجاهل من تجاهل غيره ولم يرى سوى نفسه .
            لذا كان العلم ثلاثة أشبار :::
            من دخل في الشبر الأول تكبر
            من دخل في الشبر الثاني تواضع
            من وصل للشبر الثالث علم أنه لا يعلم شئ
            حينما يصل المرء للأخير وجب عليه أن يتعلم من الأطفال فضلا عن الكبار .

            حتى يستجيب المريض للعلاج من وجهة نظري لابد أن يخضع لجلسه مكثفه بينه وبين نفسه يكتشف بشكل غير مباشر بانه يحتاج إلى الكثير والكثير فقد سبق السابقون بفكرهم ولازال هو في الفكر متأخر ...
            والأمثلة على ذلك
            من تعلق بمباراة نقول له سبقت الأفكار وفكرك تأخر
            من علق نفسه على شماعة اليأس واللا أمل نقول له سبقك العازمون
            من تعلق قلبه بامرأه نقول له سبقك خُطاب الحور وتأخر البطالون
            من كان همه مراءاة الناس نقول له قلوبهم بيد من تراءي فهدئ من روعك
            من كان شغله الشاغل جرعة يتلقاها من خبيث التيه يتلقاها من منخريه أو من فيه نقول له جد المجدون وتأخر الدون .

            وهكذا دواليك كل بقدر ما في جعبته ....
            إترك له رسالة تلامس داخله ولابد ان يقتنع بها ويتبناها في أفكاره فالملامسة للداخل تحدث كثيرا .

            وبما أننا لازلنا في التشخيص واعذر مني ذلك فأنا لا أتدخل في الأفكار بقدر ما أحب أن أدع من أمامي يعرضها لي ولكن جل عملي على داخله وسريعا تكون استجابته ولكن بقدر سرعة الاستجابه تكون سرعة العوده ثانية إلى مالانرغبه ... لأنه وكما نعلم أن الموعظه في ساعتها تكون كالسياط يؤلم وقت وقوعه أكثر ألما بعد انقضائه لما خلي القلب عن الدنيا وما فيها ولكن هذا يحتاج إلى شئ آخر بجوار قلبه وهو الربط بين القلب والفكر ( بالعقل ) حتى يكون القرار داخليا بقناعه كافيه .

            وفي الأخير كي يكون تشخيصك لي تشخيصا دقيقا فلا تظلم القلب على حساب العقل ولا العكس اعط للحس والشعور نصيبه كما تعطي الفكر .

            فالإنسان بالروح والروح من أمر ربي والقلب قريب والعقل عين القلب الناظره

            والسلام

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #21
              [align=center]أخي الحبيب مصطفى تحية مباركة طيبة : السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
              ألم أقل لك أنك تملك من اللغة و القدرة على التعبير ما يدلنا على إمكانياتك في التفكير ؟ و اللغة وعاء الفكر و أنت تملك الوعاء الصالح و ما وعى و هو الأصلح !
              لقد أعجبني كثيرا تحليلك و وضعك أصبعك على مكمن الداء فما يبقى علينا إلا مواصلة البحث عن الدواء، أو الأدوية للأدواء الكثيرة البسيطة و المستعصية معا.
              سأعود، إن شاء الله تعالى، لما آخذ قسطا من الراحة و قد رجعت الآن من الجامعة ![/align]
              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • مصطفى شرقاوي
                أديب وكاتب
                • 09-05-2009
                • 2499

                #22
                أنتظرك إن شاء الله

                تعليق

                • يحيى الحباشنة
                  أديب وكاتب
                  • 18-11-2007
                  • 1061

                  #23
                  [frame="1 98"][frame="1 98"] موضوع التغيير هو الإنسان، و مادته هي الأفكار و كيفياته و وسائله هي الإقناع بقوة الحجة و ليس بحجة القوة، و السلوك الحسن و النصيحة بالحسنى و غيرها من وسائل التأثير الهادئ الهادف الهادي[/frame]أستاذي القدير .. والأديب الكبير حسين ليشوري حفظه الله

                  بكل استمتاع وبنهم أقبلت على ما ورد في مقالتكم الطيبة ، أتفق معك كل الاتفاق حول مفهوم التغيير والطرائق حسب ما ورد في الاقتباس الوارد أعلاه .

                  وهذا قريب جدا من مفهوم صديقي المفكر المرحوم نبيل عطية ، والذي يقاربك في مفهوم التغيير وطرائقة ، لذا ابتكر اسلوبا جديدا في الدعوة الى الله حسب رأيه في دحض افكار بعض الفلاسفة ..من خلال آيات القرآن الكريم .. وكانت رؤيتي أن نستخدم المسرح كوسيلة للتوصيل .. ( مسرحة الفكرة ).. باسلوب فلسفي مبني على قاعدة التسلسل المنطقي العقلاني للأحداث .. لنصل الى نتيجة حتمية يقرها اصحاب العقول السليمة .. والحقيقة أنني نشرت بعض هذه الأعمال التي آمنت بها اسلوبا خفيا في الدعوة الى الله .. مستخدمين اسلوب تحريض العقل واستفزازه للوصول الى الحقائق من أقرب الطرق .. وكانت تتمحور جميع الأفكار حول ثلاثة محاور رئيسية هي الروح ، والنفس ، والعقل .
                  فالقرآن الكريم لم يترك شاردة ولا واردة في هذه الدنيا الا وتطرق لها .. وكان رحمه الله يقول لي دائما ، لو أن الفلاسفة امثال سارتر وديكارت وكانط وكولن ولسون قرؤوا القرآن الكريم لما كتبوا شيئا على الاطلاق .
                  وكما تفضلت أنت به من خلال المقال .. "حول الأفكار ووسائل الاقناع وقوة الحجة لا حجة القوة "
                  هذا يندرج في مفهوم البراهين .. والحجج القوية لما نود أن نوصله للمتلقي دون فرض هيمنتنا بأي حال من الأحوال .
                  وهذا يستدعي منا فهما ووعيا وايمانا مطلقا بالفكرة التي نوصلها للمريد ..
                  كنت أتمنى يا سيدي لو تسترسل في هذا الموضوع الشيق .. لما فيه من فكر ثاقب ورؤيا متقدمة تتصل بايمان راسخ .
                  أتمنى سيدي أن نربط الحلقات .. بين قدراتنا الابداعية لنشكل حالة تطبيقية لما طرحته في مقالتك التي قرأتها أكثر من مرة .. ولأني أعلم أنني لم أصل الى ما ترمي اليه دون الرجوع لكتاباتك الأخرى والتي تساعد كثيرا في اكتمال الصورة

                  وبالمناسبة سيدي سوف اقدم عملا مسرحيا يتلخص بمقولة للحسن البصري رحمه الله :
                  "ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت"
                  وكان شيخي وصديقي نبيل عطية يقول :
                  "ما رايت يقينا يشبه الشك كيقين الانسان بالموت "
                  ربما أن ( نبيل ) ردد نفس نفس المقولة وكان قد سمعها من قبل ولكن باختلاف بسيط لكن المعنى واحد .

                  هذه المقولة انتجت عمل مسرحي .. يدهش من يقرأ ، ومن يشاهد ، ومن يسمع
                  لأن المشاهد المتلقي لا يعلم مسبقا ماذا أعد له المعد او المخرج والكاتب .. وسوف يستمتع في مشاهدة أو ، قراءة ، أو سماع الحوار المسرحي باسلوب لم يعهده أو يتوقعه من قبل .. وفي النهاية يجد الدهشة .. ويكتشف عضمة هذه المقولة الحكيمة التي تدفعك للتفكر في آلاء الله .. حتى لو كان المتلقي ملحدا .. يجد نفسه يتفكر
                  وهذه من الخصائص الناجعة في مخاطبة العالمين ، للدعوة الى الله .. الى الايمان
                  وعندما يقتربون من ضفة الايمان الأولى .. يكتشفون عظمة الاسلام واعجاز القرآن .. لا اريد أن أطيل سيدي .. لكن هذا الموضوع هو في غاية الأهمية .. وكان من المفروض أن أكون سباقا الى المشاركة به .. لكن كنت ولا أخفي عليك اسير بحذر راغبا في التعرف عليك من الداخل أكثر لذلك كنت أقرأ لك دون أن أبادر في الحوار .. لكني الآن أعتقد أننا نسير باتجاه واحد .. وهدف واحد باذن الله .. لما يخدم ديننا وامتنا والارتقاء بها كل حسب قدرته .
                  دمت أخي الكبير ودام قلمك وفكرك .[/frame]
                  شيئان في الدنيا
                  يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
                  وطن حنون
                  وامرأة رائعة
                  أما بقية المنازاعات الأخرى ،
                  فهي من إختصاص الديكة
                  (رسول حمزاتوف)
                  استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
                  http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
                  ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




                  http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #24
                    شكر و إضافة.

                    المشاركة الأصلية بواسطة يحيى الحباشنة مشاهدة المشاركة
                    [frame="1 98"][frame="1 98"] موضوع التغيير هو الإنسان، و مادته هي الأفكار و كيفياته و وسائله هي الإقناع بقوة الحجة و ليس بحجة القوة، و السلوك الحسن و النصيحة بالحسنى و غيرها من وسائل التأثير الهادئ الهادف الهادي[/frame]
                    ...
                    لكن هذا الموضوع هو في غاية الأهمية .. وكان من المفروض أن أكون سباقا الى المشاركة به .. لكن كنت ولا أخفي عليك اسير بحذر راغبا في التعرف عليك من الداخل أكثر لذلك كنت أقرأ لك دون أن أبادر في الحوار .. لكني الآن أعتقد أننا نسير باتجاه واحد .. وهدف واحد باذن الله .. لما يخدم ديننا وامتنا والارتقاء بها كل حسب قدرته .
                    دمت أخي الكبير ودام قلمك وفكرك .[/frame]
                    أخي الحبيب يحيى تحية تقدير تليق بك !
                    و دمت على التواصل البناء الذي يغني و لا يلغي.
                    و قبل أي كلام : رحم الله أخانا نبيل عطية و غفر لنا و له و أسكنه فسيح جنانه، و جعلنا الله من المفكرين المخلصين العاملين اللهم أمين !
                    إن الدعوة عموما، و ليس إلى الاسلام فقط، تحتاج إلى علم غزير و حِلم كبير !
                    و هما ما نفقده عادة و لذا يكثر الاختلاف فالخلاف فالخصام فالصدام !
                    الموضوع الذي نحن بصدده، جراحة الأفكار، موضوع مبتكر و يحتاج مني إلى دراسة عميقة و اطلاع واسع، ليس فقط في تراثنا الاسلامي فحسب، بل في علم النفس، الاجتماعي منه خاصة، و علم الاتصال و التواصل ثم، و هذا هو المأمول،
                    التعرف على العلم الجديد، أقول الجديد بالنسبة إلينا نحن العرب، علم نفس الإخضاع، أو الخضوع، psychologie de la soumission، و فرع في علم النفس تدرس فيه أساليب التأثير في المشترين و الزبائن ليغيروا أساليب استهلاكهم و منتقياتهم. و قد برز في هذا العلم عالم النفس الأمريكي Kurt Lewin الذي أسس لهذا الفرع من علم النفس الاجتماعي خلال سني 1940.
                    و يدخل موضوعي كذلك ضمن ما يسمى فن التأثير من أجل تغيير المعتقدات و الآراء أو ما يسمى بالفرنسية technique pour changement d'opinions و الذي تميز فيه الباحث الفرنسي العبقري Roger Mucchelli و له فيه أبحاث و محاضرات.
                    إننا لو نستطيع الاستفادة من هذه "التقنيات" في الدعوة عموما و الاسلامية منها خصوصا لتقدمنا أشواطا كبيرة في التغيير و السلمي منه خاصة !!!
                    لست أدري، و الله، كيف أشكرك أخي الحبيب يحيى، فقد غمرتني بكرمك مرة بالتعليق على مواضيعي و مرة بدعوتي إلى زيارة منتدى المسرح و أخيرا بإهدائي مسرحيتك "زائر الدير" فجزاك الله عني خيرا، اللهم آمين !
                    ملحوظة : موضوع "جراحة الأفكار" المنشور هنا ما هو إلا مقدمة لموضوع طويل و عريض يستوجب مني وقتا طويلا لبحثه و التأسيس له لتوظيفه في الدعوة
                    و هو مشروع عمر بأكمله فأحببت التعجيل بنشر بعضه لعله يثير المهتمين فنتعاون لاستكماله بحثا و مناقشة و أنا أنتظر من يتكرم بتبني المشروع !!!
                    أخي يحيى : لك ودي و وردي كما تحب و ترضى.
                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • يحيى الحباشنة
                      أديب وكاتب
                      • 18-11-2007
                      • 1061

                      #25
                      [align=center][frame="1 98"]




                      سيدي العزيز .. والأخ الكبير حسين ليشوري

                      إن الفضل يعود لأصحاب الفضل .. وأود هنا أن أقدم عميق امتناني .. وجزيل الشكر .. لأصحاب الملتقى .. الذي فتح أبوابه ونوافذه .. وزرع جميع حدائقه بالورود والأشجار ..بمختلف ألوانها .. والمتمثلة بالإخوة رواد وأعضاء الملتقى الذي نعتز به جميعا .. والذي كان السبب في التقائنا .. وفي خصامنا وخلافنا ومحبتنا التي بدأت تنمو يوما بعد يوم .. وفتحت بابا من التعارف الجاد .. الذي يخلو من كل مصلحة شخصية أو جهوية .

                      في هذا الملتقى .. كان حسين ليشوري ، محمد سليم ، والكبير وصاحب البيت العامر " محمد شعبان ألموجي " و الكثير من الإخوة الذين تطول بهم القائمة ، وهم أعمدة وأعلام في كل المجالات الفكرية والعلمية إضافة إلى الخبرات الطويلة .

                      لماذا لا نقدم عملا عظيما برجال كبار .. فالأعمال العظيمة لا يقوم بها الصغار
                      لماذا لا ننظر بعمق وبجدية ..إلى هذه الفكرة المتميزة .. وهذا الفكر الوهاج .. كرجال يؤمنون بالله وبأنفسهم وبقدراتهم .. وهذا لن يكلفنا أكثر مما ننثره على صفحات الورق ؟ .

                      لماذا لا توضع الأفكار الأكثر جدية .. على مائدة البحث والحوار .. لماذا لا ننشئ مجلس حكماء للملتقى .. ليكون لهذا الملتقى شأن وأي شأن لماذا لا تكون ولادة فكر الأمة من هنا ..؟




                      أما موضوعك يا سيدي الفاضل.. حسين ليشوري حفظك الله .. لهو من الأهمية الكبيرة .. ما يجعلني أكون أول من يبشر به ويدعو به .

                      وللحقيقة أقول : أنه فتح جديد .. يمكن أن نتعاضد جميعا في الخوض فيه .. والتفاعل معه بجدية .. لما يحويه من أفكار قد تعيد مجد هذه الأمة .. وتداري خيباتها المتوالية .. فلسنا أقل من الغرب في شيء إلا بما حبانا الله في هذا الدين العظيم الذي ننتمي إليه جميعا .

                      كلنا يبكي ويعتصره الألم .. على ما جرى وما سوف يجري في واقعنا العربي والإسلامي .. وأعني هنا كل المعتقدات مسيحي ومسلم .. على السواء .. وصلنا أسفل درك من الانحطاط ،والتفسخ ،والتشرذم ،والتمزق .

                      وصل الأمر أن ينهش المرء أخيه .. ويخونه ويقصيه ويلغيه .. وهذه ليست من ديننا ولا حتى عاداتنا العربية القبلية وحميتنا المهدورة ولا الشيم .

                      أشير إلى عالمنا العربي وأمتنا .. جغرافياً .. وإنسانياً .. ووعياَ وثقافة .

                      لأننا بحاجة إلى نظرية فكرية .. تعالج خيباتنا.. وتقود هذه الأمة .. و يُخرِجَ هذه الأمة من ( البين ) والهوان الذي نحن فيه .

                      لا أحد من أمتنا راضٍ عن نفسه .. اقصد هنا نحن كأفراد وجماعات .. لا أحد هانئ بمعيشته ، ولا أحد هاني بلقمته وهو يرى بأم عينه ما يجري في فلسطين والعراق والسودان .

                      أما أعتبره أشد إيلاما .. هو ما يحدث في دول الخليج ومصر والأردن وغيرها حيث الأمن الوهمي والاستقرار المزعوم .

                      أن في المقاومة مهما كان نوعها أو جنسها تعتبر
                      ( حياة )حتى لو كانت هذه المقاومة على خطأ .

                      ولأن ما تعتبره بعض الدول نعيما وأمنا واستقرارا .. ما هو إلا زيف وحلم آني قصير المدى .. أمام قوى الظلام التي تستشري في جسم الأمة ..

                      وهنا أقول أن المقاومة على حق .

                      وفي نفس الوقت ليس ما تقوم به الصواب المطلق وهذا يجب ألا نغفل عنه .. لأنها لا تقوم على فكر واحد .. وهذا ما يفسر مرض العمى الذي أصاب الأمة من الالتفات إلى مصالحها الحقيقية .. والدفاع عنها .. وخنوعهم واستسلامهم للخداع الأمريكي الغربي المستفحل حد النخاع .

                      نحن بحاجة إلى فكر.. فكر .. حقيقي له نظريته الخاصة به .. لا ينهض به إلا العقل ، فاحترام العقل وأخذ أي فكرة على محمل الجد فربما الخلاص يكون فيها .. نريد فكر..ليكون السياج الحقيقي ، الآمن لمستقبل هذه الأمة على المدى البعيد ..

                      وأتمنى من كل قلبي على ألأخ الكبير .. محمد شعبان ألموجي أن يؤسس بيتا للحكمة في هذا الملتقى .. قوامه معلمينا ومفكرينا وأدباؤنا الأفاضل .. ولا تنقصهم الدراية ولا المعرفة والحكمة في دراسة نظرية الأخ الفاضل المفكر حسين ليشوري .

                      ودمتم جميعا لخدمة ألإنسانية .. ولا أقول أمتنا العربية والإسلامية فقط .. بل العالمين .. فالله سبحانه وتعالى أنزل الرسالة لجميع البشر دون استثناء .

                      دمتم بخير جميعا .[/frame][/align]
                      شيئان في الدنيا
                      يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
                      وطن حنون
                      وامرأة رائعة
                      أما بقية المنازاعات الأخرى ،
                      فهي من إختصاص الديكة
                      (رسول حمزاتوف)
                      استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
                      http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
                      ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




                      http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

                      تعليق

                      • حسين ليشوري
                        طويلب علم، مستشار أدبي.
                        • 06-12-2008
                        • 8016

                        #26
                        [frame="10 98"][align=center]شكرا لك أخي الحبيب يحيى و زادك الله حرصا ![/align][/frame]
                        sigpic
                        (رسم نور الدين محساس)
                        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                        "القلم المعاند"
                        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                        تعليق

                        • رزان محمد
                          أديب وكاتب
                          • 30-01-2008
                          • 1278

                          #27
                          [align=right] أستاذنا ليشوري،

                          جزاك الله خيرا لمقالاتك الغنية، والحقيقة أحب ان أفهم في النص عادة كل مايكتب كلمة بكلمة، فاسمح لي أن أطرح أسئلة بين الحين والآخر
                          كتبت حضرتك في"في قاعة الفحص"

                          فكتب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى في هذا المجال كتابه القيم "رفع الملام عن الأئمة الأعلام" و غيره كثير و جرت على ألسنة العلماء مقولة هذا العالم نفسه "أن من عادة أهل البدع أنهم يُكفِّرون ومن عادة أهل العلم أنه يخطئون" (برفع حرف المضارعة في الفعلين و كسر الحرف الثالث فيهما مع تشديده) و ألا يلجأ صاحب الفكرة إلى وسائل شتى "لإقناع" (؟!) الناس بأفكاره حتى ولو كانت تلك الوسائل الأسحلةَ(؟)، القاطع منها و الصاعق، لما تعوزه الوسائل السليمة و السلمية لتحقيق مراده و هو جعل الغير يشاركونه قناعاته التي يراها صحيحة و صائبة
                          ولم تتضح لي كثيرا

                          كيف يحصل أنَّ أهل البدع يكفرون بتشديد الفاء وكسرها، في حين أنَّ ما نعلمه أنهم يكفرون بتشديد الفاء وفتحها؟


                          مع الشكر والتقدير.[/align]
                          أراها الآن قادمة خيول النصر تصهل في ضياء الفجر
                          للأزمان تختصرُ
                          وواحات الإباء تفيء عند ظلالها الأقمار تنهمرُ
                          وأقسم إنها الأحرار تنتصرُ
                          سيكتب مجدها ألقا نجوم الدهر والقدرُ
                          بلى؛ فالله لايغفو ..يجيب دعاء مضطرٍ بجوف الليل
                          للمظلوم، والمضنى
                          فيشرق في الدجى سَحَرُ
                          -رزان-

                          تعليق

                          • حسين ليشوري
                            طويلب علم، مستشار أدبي.
                            • 06-12-2008
                            • 8016

                            #28
                            اختلاف درجات النص، ثبوتا و دلالة، مظنة الاختلاف.

                            المشاركة الأصلية بواسطة رزان محمد مشاهدة المشاركة
                            [align=right] أستاذنا ليشوري،

                            جزاك الله خيرا لمقالاتك الغنية، والحقيقة أحب ان أفهم في النص عادة كل مايكتب كلمة بكلمة، فاسمح لي أن أطرح أسئلة بين الحين والآخر
                            كتبت حضرتك في"في قاعة الفحص"

                            ولم تتضح لي كثيرا

                            كيف يحصل أنَّ أهل البدع يُكَفِّرُون بتشديد الفاء وكسرها، في حين أنَّ ما نعلمه أنهم يكفرون بتشديد الفاء وفتحها؟


                            مع الشكر والتقدير.[/align]
                            [align=justify]أختي الدكتورة رزان محمد المحترمة : تحية ود و ورد من البُليدة مدينة الورود.
                            من حقك أن تسألي و من واجبي أن أجيب فإن عجزت قلت ’’الله أعلم’’ و أحيل السؤال على من هو أدرى و أعلم إن أمكن !
                            من عادة أهل العلم و الحلم أن يقولوا ’’رأينا صواب يحتمل الخطأ، و رأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب’’ و أن الجهال يُكفِّرون غيرهم بينما العلماء يخطئون الناس و لا يُكَفِّرونهم برأي رأوه أو اجتهاد وصلوا إليه إلا إن كان لا يحتمل حكما غير الكفر و بعد إقامة الحجة و البينة على ذلك.
                            إن المصيبة التي وقع فيها المكفرون لغيرهم أنهم لا يرون الصواب إلا عندهم و إن كان النص يحتمل أكثر من دلالة، و النصوص في الشرع أربعة أنواع من حيث ثبوتها و دلالتها و قطعيتها و ظنيتها :
                            1: نصوص قطعية الثبوت و الدلالة معا؛
                            2: نصوص قطعية الثبوت ظنية الدلالة؛
                            3: نصوص ظنية الثبوت قطعية الدلالة؛
                            4: نصوص ظنية الثبوت و الدلالة معا.
                            فإن كان النص من الصنف الأول فهو المقبول الذي لا يحتمل التاويل أو الاختلاف و هو قليل مقارنة مع باقي النصوص؛ أما إن كان من الصنف الثاني فهو الذي يحتمل أكثر من فهم أو تأويل و للعلماء فيه آراء مختلفة، كل حسب علمه و قدراته الفكرية، أما أن كان من الصنف الثالث فهو و إن لم تثبت نسبته إلى مصدره فيفهم حسب قطعية دلالته، أما إن كان من الصنف الرابع فهو ما يرد
                            و لا يجوز التحارب فيه و به و من أجله !!! و أكثر النزاعات الفكرية أو العقدية أو الفقهية ناتجة عن هذا الصنف الأخير المثير للوهم و الهم !!!
                            لا أريد أن أطيل عليك، و قد أطلت، و أشكرك على تفاعلك المفيد.
                            دمت على التواصل البناء الذي يغني و لا يلغي.
                            تحيتي و تقديري.[/align]
                            sigpic
                            (رسم نور الدين محساس)
                            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                            "القلم المعاند"
                            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                            تعليق

                            • رزان محمد
                              أديب وكاتب
                              • 30-01-2008
                              • 1278

                              #29
                              [align=right]نعم، أشكرك جزيل الشكر أستاذنا الفاضل للإجابة.

                              لي تعقيب على فكرة مرت في قسم التشخيص، وقد ذكرتم:
                              نلجأ في الإصابات الفكرية إلى العلماء لتصحيحها (معالجتها) ؟
                              السبب في ذلك واحد لكنه ذو ثلاثة أبعاد:
                              1- إننا لا نستشعر في أنفسنا الآلام الفكرية كما نشعر بآلامنا الجسمية.
                              2- إننا نستحي (؟!) من إظهار جهلنا أمام الملأ، و هذا مرض ثان إذا أضيف إلى غيره صار مهلكا لا محالة.
                              3- إننا نجهل طرائق العلاج الفعالة وهذه داهية أخرى تحتاج إلى وقفة طويلة.
                              إن عدم معرفة المختص في علاج مرض ما خطيرا كان أم لا مهلكة و هي غباوة و حمق كذلك، كمن يذهب لمداواة سن مسوسة إلى حداد، و علاج صداع نصفي إلى ميكانيكي و في تصحيح الرؤية (النظر) إلى نجار، فما أبعد هذه عن تلك ! كذلك عدم معرفة المختصين من أهل العلم و المعرفة في القضايا الفكرية الدقيقة خطير و مهلك كخطورة ذهاب أصحابنا في مداواة السن المسوسة والصداع النصفي و النظر الضعيف (؟!)


                              وبرأيي المتواضع هناك سبب آخر مهم وهو

                              الكبر، وبسكون الباء، في طلب الحق أو القبول به بعد معرفته، فليت كل جاهل سبب جهله هو الحياء- وإن كان المذموم منهما- لهانت المصيبة، ولبين العلماء لهم ضرورة نزع هذا الحياء الذي لافائدة منه ترجى، أما من يعرف الداء ولا يطلب الدواء كبرًا وغرورًا على التعلم، فهذا قد فضل الموت على الحياة كي لايطلب العون من الآخرين.



                              تقديري واحترامي[/align]
                              أراها الآن قادمة خيول النصر تصهل في ضياء الفجر
                              للأزمان تختصرُ
                              وواحات الإباء تفيء عند ظلالها الأقمار تنهمرُ
                              وأقسم إنها الأحرار تنتصرُ
                              سيكتب مجدها ألقا نجوم الدهر والقدرُ
                              بلى؛ فالله لايغفو ..يجيب دعاء مضطرٍ بجوف الليل
                              للمظلوم، والمضنى
                              فيشرق في الدجى سَحَرُ
                              -رزان-

                              تعليق

                              • حسين ليشوري
                                طويلب علم، مستشار أدبي.
                                • 06-12-2008
                                • 8016

                                #30
                                شكر و امتنان.

                                المشاركة الأصلية بواسطة رزان محمد مشاهدة المشاركة
                                [align=right]نعم، أشكرك جزيل الشكر أستاذنا الفاضل للإجابة.

                                لي تعقيب على فكرة مرت في قسم التشخيص، وقد ذكرتم:


                                وبرأيي المتواضع هناك سبب آخر مهم وهو

                                الكبر، وبسكون الباء، في طلب الحق أو القبول به بعد معرفته، فليت كل جاهل سبب جهله هو الحياء- وإن كان المذموم منهما- لهانت المصيبة، ولبين العلماء لهم ضرورة نزع هذا الحياء الذي لافائدة منه ترجى، أما من يعرف الداء ولا يطلب الدواء كبرًا وغرورًا على التعلم، فهذا قد فضل الموت على الحياة كي لايطلب العون من الآخرين.


                                *ملاحظة على الهامش "
                                ورد في مقالتكم أستاذنا الكريم



                                أظن أن حرف الجر هو أقصر حديثي على، وليس عن، إن كان المراد سنتكلم عن الدعوة فحسب، أم إن كان العكس ولن نتكلم عن الدعوة فيكون حرف الجر سأقصر حديثي عن موضوع الدعوة، وأكون عندها آسفة للملاحظة، وسأمحو هذه الملاحظة بكافة الأحوال حالما أتأكد من حضرتك المراد من الفكرة.

                                تقديري واحترامي[/align]
                                الأستاذة الدكتورة رزان محمد : تحية أخوية فالسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
                                أنا الذي أشكرك و أهنئك على اهتمامك و متابعتك للموضوع و أنا ممنون لك كثيرا على الملاحظات الصائبة و المفيدة حتما.
                                نعم ! يشكل الكِبْرُ عائقا كبيرا في سبيل العلاج و لاسيما إن امتزج بالجهل بنوعيه المعرفي و السلوكي ! و إن الجاهل ليفعل بنفسة ما لا يفعله العدو بعدوه كما يقال و قد يظن السم دواءً و السقم شفاءً !
                                أما عن حرف الجر ’’عن’’ بدلا من ’’على’’ فأنا معك تماما و قد يقع الكاتب في الخطإ بسبب التسرع أو الغفلة أو ...الجهل !!! و أنا ممن تنتابهم الحالات الثلاث الواحدة تلو الأخرى أو معا دفعة واحدة و أعوذ بالله منها كلها و أستغفره !
                                فالقصد هو الحديث عن الدعوة وحدها أما الفعل ’’اقتصر’’ فيتطلب حرف الجر ’’على’’ كما قلتِ زادك الله علما و حلما.
                                أستاذة رزان : لست أدري و الله كيف أشكرك و ليتك تفيدينني بالمفردات العلمية التي تخص موضوعي هذا إذ فكرته الأساسية هي استعارة مصطلحات الطب و الصيدلة و الجراحة في مجال الفكر كما ذكرت ذلك في بحثي المتواضع أو أن تكتبي مقالة مستقلة تكون تكملة لموضوعي و بهذا نكون ممن قال فيهم الله سبحانه و تعالى ’’و تعاونوا على البر و التقوى’’ الآية !
                                تحيتي و تقديري و امتناني كله !

                                sigpic
                                (رسم نور الدين محساس)
                                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                                "القلم المعاند"
                                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                                تعليق

                                يعمل...
                                X