" أستغرب من الذي يتجاهل انتماءه، ولا يعطي هويّته العربيّة حقّها! برأي هم في غفوة ليس إلّا.
الوطن هو الروح، فكيف أصدّق من يقول بأنّ هناك عميلا عربيا؟! كيف تجتمع هاتان الكلمتان معاً؟! هل يتصاحب المدّ والجزر في طريق واحد؟! كيف يغتال الصيّاد بندقيّته، وهي كلّ ما يملك؟!
لا خونة في بلادي، وإن وُجدوا فهم بالتأكيد ليسوا
الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق
ظلت أنفاسه الحرى تحاصرهم...
تعصرهم...
هزوا جذوع الحقد...
همت ريح ساقت أمامها أعجاز صمت خاوية...
انتفض صوته؛ فغرزوا مزاميرهم بين لهاته وحنجرته...
سال من ظله ماء...
تكالبت عليه الدلاء...
"لا زال في الحرف عبارة!"
قالتها، وهي ترصف قطع الثلج على رصيف لهاثه...
أحست ببرودة أطراف ظنتها له...
شحذت مناقيرها، وخطت:
"جثة
الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق
حتى أنتهي !!
شعور غريب صار يراودني, كلما رأيت امرأة تتأبط ذراع زوجها, تلتصق بجنبه كأنه سيطير منها, تظل عيناي تراقبهما بحسرة, حتى يختفيا, ومرارة تعلق بفمي, أظل بعدها, أبتلع ريقا بطعم القيح المر!
أزدرد خذلاني,
أهرب لأعمال المنزل, أختلقها مذ ذاك اليوم اللعين الذي كنت فيه في الطابق العلوي, هربا من رائحة حفرة العفن, أشاغل نفسي
رسالة عبر البريد الالكتروني
المبدع : ايهاب فاروق حسني
تعليق