الشاعر حسن رحيم الخرساني أديب حاضر بقوة في العديد من العطاءات الأدبية المميزة القصيدة والقصة والفن السابع من خلال المشاركة في كتابة بعض السيناريوهات لأفلام عربية مثل الفيلم الجاري الاشتغال عليه " مرحبا بك في السويد" نال كثيرا من التقدير لقلمه المعطاء الجائزة الأولى في القصة القصيرة " مسلة الشمس"ّ وعضو فعال في اكثر من منتدى أدبي محاور طيب وأنيق التعامل مشوق الحوار معه ومتواضع جدا ..يغريك هذا التواضع فيه بان يستمر اللقاء طويلا لولا حجم مساحة الورقة ..
نرحب به أجمل ترحيب نحن هنا في ملتقى القصيدة النثرية ونقدم له فنجان قهوة ساخن وهو يكمل مسيرته الإبداعية
شاعرنا حسن صباح النور تعودنا على أن نبدأ حوارنا ببطاقة شخصية لضيفنا العزيز بالقدر الذي يرغب به وتكملة لما جاء في التقديم تفضل شاعرنا ..

ج/ حسن

مساء الخير سيدة فاطمة والدكتور حسام الدين خلاصي وكل الأحبة رواد هذا الملتقى الأدبي الكبير وكل عام وأنتم بألف خير أشكركم على هذه الدعوة اللطيفة منكم ..

حسن رحيم الخرساني

[gdwl]بكالوريوس لغة عـربية..جامعة بغـداد..كلية التربيةـ 1994
عضو أتحاد الأدباء العراقـيين 1987 م .
عضو أتحاد الأدباء والكتاب العـرب 1994 م .
عضو أتحاد الأدباء والكتاب السويدين 2005 م .
عضو المجلس الثقافي العراقي 2007
عضو الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب
عضو جمعية شعراء بلا حدود
عضو المجلس الاستشاري في الفينيق
عمل َ في مجال التدريس في الجماهـيرية الليبية خمس سنوات
لي مشاركات كثـيرة في المهرجانات الثـقافية والأدبية التي تقام في مختلف الدول كالعـراق..الأردن ..تونس ...السويد...الخ حصلت َ على عـدة جوائز أدبية[/gdwl]

له المجاميع التالية :

[gdwl]1 ـ قـمر ليس للموت ـ دار ألواح ـ إسبانيا ـ طبعـة أولى 2002 م .
- قمر ليس للموت ـ البحرين ـ طبعة ثانية 2008 م .
2 ـ سقـوط مـردوخ ـ ضفاف ـ النمسا ـ طبعـة أولى 2005 م .
ـ سقـوط مـردوخ ـ منشورات تموزـ مالموـ السويد ـ طبعة ثانية 2005 م .
3 ـ صمتي جميل يحب الكلام ـ دار نعمان الثقافية ـ بيروت 2007
4 ـ تحت رغبات حقائبي ـ دار نعمان الثقافية ـ بيروت 2008
-5 (كتابات حول مجموعة من الشعراء بالإضافة إلى نصوص أدبية)
6 ـ أنتخبَت كمشرف ٍعلى منتدى قصيدة النثر في موقع أقلام منذ عام 2005 م .
7 ـ حزت على الجائزة الأولى في القصة القصيرة في منتدى دموع لبنان عن قصته ِ { مسلة الشمس }2006 م .
8ـ حزت على جائزة { وسام القلم المتميز } في منتدى دانة نجران عام2006 م .
9 ـ أنتخبت َ كممثل عن مهرجان العنقاء الذهبية الدولي الرحال للثقافة والفنون والإعلام في السويد لعام 2007 م .
10 ـ حزت على جائزة ناجي نعمان الأدبيَّة 2007 م ـ جائزة الأستحقاق ـ عن ديوان قمر ليس للموت .
11 ـ حصلَت على شهادة تقديرية من الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب للعام 2008 .
12 ـ حزت على جائزة النور للإبداع ـ في قصيدة النثرـ دورة الشاعر عيسى حسن الياسري للعام 2008 ـ عن قصيدة حليب الماء.
لي مجموعـتين تحت الطبع ـ تراب الأغنية.................و بياض السواد ـ
لي سيناريو فيلم تحت الطبع بعنوان ـ مرحبا ً بك َ في السويد ـ مع المخرج العراقي سمير الرسام
لي ممارسات في القصة والنقـد أ قيم في السويد منذ عام 2001 م[/gdwl]

تعليق / فاطمة

ما شاء الله عليك أستاذ حسن ومبروك على كل الجوائز انأ اكتشف قلمك كل يوم وكل يزداد إعجابي به ونحن في انتظار الفيلم ّ مرحبا بك في السويد " لنكون عن قرب من جاليتنا العربية في كل شبر من هذا العالم ولتكن البداية من السويد

طيب

حرية المعرفة والتعبير مرهونة بالواقع لأنها ( جوهر كل إبداع خلاق بالواقع والعصب الأساس للتنوع الإبداعي ، وما يستتبع ذلك من بناء عقل نقدي قادر على الفرز والتقييم لكل ما يتلقاه من أفكار وبناء على منهج عقلي متطور يرفض كل وسائل التلقين ) كيف يساهم هذا الواقع في انطلاق هذه الحرية من زاوية رؤية الشاعر ؟

ج ـ سيدتي

يجب أن تبدأ الحرية ُ من الداخل ـ أي من داخل الإنسان نفسه ـ وإلاّ لا وجود للحرية أصلا ً، حتى وإن كان الواقع يسمح ُ بذلك، والدليل على هذا هناك َ الكثير من الكتاب في البلدان المتقدمة لا يستطيعون أن يكتبوا ما يفكرون به ، وذلك لأن هناك حواجز تمنعهم من ذلك، وهذه الحواجز أو المطبات الكونكورتية احتلت مساحات كبيرة من الذاكرة بحيث لا تسمح اختراقها حتى وإن كان الواقع مفتوحا على مصراعيه أمام الكاتب للتعبير عما يريد ..
نعم الواقع وما تشكله ثقافة البلد والسياسات التي تحرك عجلة الحياة في تلك المساحة لها تأثير في بنية الإنسان وخلق القاعدة الأساسية للحرية بمفهومها المتحرك

تعليق /فاطمة

نعم هذا ما اشار إليه الأديب الكبير " واسيني الأعرج" حين تحدث عن عدة لاءات جبرية ذهنية كرقابة تمنع ان يتمدد الحرف بحرية اكبر واعتقد بان يجب علينا ونحن نمتهن الكتابة عدم الاستسلام والنحت دائما اعقتد بالكلمة لنخرج من هذه اللاءات ستكون الضريبة كبيرة ولكن ثمن الحرية يتطلب ذلك
طيب .
سنبقى في نفس السؤال ونعمقه من وجهة أخرى ونلتقي بالسؤال الأول هناك انفجار معرفي / صناعة أدب عبر الشبكة العنكبوتية كيف يقرأ شاعرنا هذا الانفجار ؟

ج ـ سيدتي

المعرفة ُ مفهوم ٌ مطلق، يتشكل ُ باتجاهات مختلفة ٌ، ينمو ويتطور في ظل التواصل الناهض تحت خيمة ِ الوعي، شرط أن يكون هذا الوعي مبنيا ً على أُسس علمية خالية ً من التأثير المشروط، بسبب الثقافات المتوارثة، والتي تكون أداة قمع لولادة الفكرة ِ وجمال طفولتها ...
وسؤالك ِ حول َ الانفجار المعرفي والذي يخص الشبكة العنكبوتية في صناعة الأدب، لابد لنا قبل َ كل شيء أن نعترف َ بأن هذه الشبكة العنكبوتية قد حققتْ للبشرية ِ الكثير من الخدمات، ليس في مجال الأدب فحسب، بل في جميع مجالات الحياة، أما من ناحية الأدب فقد حققتْ الكثير لدى المبدع الذي يخلص من أجل الفن الذي ينتمي إليه نتيجة اختفاء المسافات والحصول على المعلومات المتجددة من مختلف روافد الإبداع الثقافي، وبالتالي تتسع دائرة ُ الميدان المعرفي للفنان الجاد والمخلص، والذي يحترم ُ إبداعه ُ وإبداع الآخرين

تعليق / فاطمة

وهو كذلك نحن لا ننفي هذه القوة المعلوماتية التي حققتها الشبكة العنكبوتية ولكن المشكل في غربلة هذا الزخم من العطاء / كتابة / لأنه اعتقد هنا دور المتلقي.
نقف عند أول خربشة لشاعرنا ماذا نقرا ..؟ وكيف عشت تجربة الكتابة الأولى

ج ـ سيدتي

أنا أقرأ كل َ شيء، الفن السينمائي، المسرح، الرواية، القصة، النقد، الشعر والنثر، وأحاول في كل ِ مرة ٍ أن أخلص في القراءة، من أجل قطف ثمرة ماهية الفكرة، والتي أرادَ الكاتب توصيلها للمتلقي ..وعندما أفشل ُ في ذلك، أُحاسب ُ نفسي على التقصير، من أجل شل حركة الفشل، وتحقيق النجاح..أما بالنسبة لتجربة الكتابة الأولى، فهي تجربة ٌ جميلة ٌ ولذيذة، فأنا بدأت ُ الكتابة في الثمانينات، ونشرت معظم قصائدي في الصحف والمجلات العراقية والعربية

تعليق / فاطمة

جميل هذا الحس الأدبي الرفيع والمسئول أيضا ولا عجب أن نقرا عمقا في كل تجاربك الكتابية ان صح القول استاذ حسن :
الإنسان لا يفكر في شخصه{ وإنما يفكر للتواصل مع غيره ممن يتفاعل معهم من البشر وبما يضطرب فيه من الأحوال والمعطيات المادية ومجريات الأحداث المجتمعية } د.حامد عمار
كيف يمكن للكلمة أن تعبر نافذة التواصل حياديا ومعطيات الواقع مؤلمة إلى حد الوجع أحيانا
كما حدث في آخر لقاء رياضي مؤخرا بين مصر والجزائر ؟

ج ـ سيدتي

إذا أردنا أن نتحدث َ عن ما حدث َ في أخر لقاء رياضي بين مصر والجزائر، فهذا يتطلب منا الكثير من أجل توضيح أسباب الحدث، وما ترتب َ عليه ِ في العلاقات السياسية بين الدولتين..
المهم نحن نحتاج إلى ثقافة حقيقية تشع بالاحترام في كل مجالات الفنون، من أجل الظهور بالمظهر الحضاري أمام العالم ,, أما بالنسبة ِ للكلمة التي ترتقي فوق المصالح الشخصية، فهذا يحتاج منا الكثير أيضا ً من أجل خلق هذه المفردة وتشكيلها بطفولة ٍ خالية ٍ من الشوائب

تعليق /فاطمة

بالأمس كنت بصدد الحديث مع صديق لي حول المفردات ودور المثقف في إلغاء مفهوماتها السلبية لأنه شريك في عملية إعادة البناء لهذا المجتمع ومؤسس للحفاظ على توازنه
والتوازن يكون خال من كل الشوائب يحضرني اللحظة هذا القول للروائية الكرواتية " دوبرافكا" (لا تبقى اللغة ملاذا حين تتوسلها الشعوب لتبادل الكراهية والتنازع والتقاتل )
وإذا تعلق الأمر بالأخوة فعلينا كما تفضلت أستاذي بمواجهة الذات والحوار النقي والحيادي
وسنصل ربما يوما ما لإرساء دعائم التواصل الحقيقي طيب ننتقل الى الكتابة من جديد .
في موضوع المحاكاة الشعرية التي تشرف عليه شاعرتنا نجلاء كان هناك حضور مكثف للشعراء تناصا ما مع جاء في المقطع المختار من قصيدتك ما هو شعورك وأنت ترى القصيدة في ميزان رؤية المتلقي و / الريشة محاكاة/ ؟ وما هي المحاكاة التي قالت المقطع بدقة ووقفت عندها متأملا نصك من جديد ؟
ممنوع المجاملات شاعرنا هاهاهاهاهاهاهاه لا تختار محاكاتي هاهاهاهاه
تفضل أخي ...

ج ـ سيدتي

في البداية ِ أُقدم الشكر الجزيل للسيدة المبدعة نجلاء الرسول على تواصلها المستمر مع جميع الأخوة الأعضاء، بالإضافة ِ إلى ذلك اختيارها لمقطع من قصيدتي ـ نوافذ التراب ـ
سيدتي: ـ أي ُ قصيدة ٍ عندما تخرج ُ للضوء وتكون بين يدي المتلقي ، سوف تـُنتج مرة ً أخرى بميزان فعل إنساني آخر، ويولد ُ من خلالها فعل ٌ جديد ٌ من المنتج الثاني للنص، وهو المتلقي، ومن هذا المنطلق فإنّ جميع مـَنْ كتبوا في محاكاة مقطع قصيدتي، هم بالتأكيد مبدعون ومنتجون لإبداع ٍ جديد ٍ يتفاعل ُ مع مقطعي الشعري بالإنسانية

تعليق / فاطمة

ديبلوماسي انيق سيدي هه كنت اعتقد بانها محاكاتي هي الأجمل ..لا؟ حاضر هه. طيب سننتقل إلى ملف ساخن أدرنا الحديث فيه مع كل الأدباء الذين مروا من هنا وهو نقطة لقاء في هذا الحوار أين يكمن خلل الأزمة العربية اليوم؟
هل لان العلاقة / مشوهة / ما بيننا وبين الذات ؟ أم ما بيننا وبين الآخر ؟

ج ـ سيدتي

سؤالك ِ هذا عام ــ أي ُ أزمة ِ عربية ٍ تقصدين ؟ ــ ونحن نعيش ُ، كما أرى أزمات مستمرة ٍ في كل لحظة ..ابتدأ ً من ــ صباح الخير ــ حتى ــ تصبحون على خير ــ
وإذا أردنا أن نتحدث َ عن مفهوم الأزمة العام بالنسبة ِ للعام العربي علينا أن لا ــ نتكهرب ـ عندما نقف ُ عراة ً أمام هذه المفردة وأمام ذواتنا ،وعلينا أن نقول َ للأزمة ِ إننا ــ أزمة ٌ ــ قبل أن تدخلي خيمتنا أيتها ــ الأزمة ـ

سيدتي

هناك َ مجرات في داخلنا يجب إعادة تنظيمها وتصفيتها من أجل خلق العلاقة مع الأخر والتواصل معه ُ، ويجب علينا أن نحددَ مـَنْ هو ذلك الأخر

تعليق / فاطمة

حديثي عن الأزمة بالجمع نعم للخروج من أية أزمة لابد من الدخول فيها ..وهذا اعتقد ما يجعلنا لم نصل بعد إلى وجود الحلول لأننا لسنا في عمق الأزمة ونتهرب كثيرا من المواجهة
طيب نعود إلى حنايا الكلمة المتدفقة جمالا ونقف عند محطة شعرية رائدة السياب حين اقرأ السياب يعتريني إحساس جميل واعشق لغتي العربية في حنايا قصائده الحزينة {أنشودة المطر" ، نستقرىء فيها منذ أكثر من خمسين سنة ، مستقبلية الأحداث في العراق اليوم ؟
الحركة الشعرية العراقية اليوم أستاذ حسن ؟؟
وماذا تحفظ للسياب اللحظة ؟ بيت أو بيتين ؟ إذا ممكن..

ج ـ سيدتي

الشعر ُ في العراق يضحك ُ على الموت، لذلك لا يموت ولن يموت، فالحركة ُ الشعرية ُ العراقية ُ، أمس، واليوم، وغدا، تتجدد ُ نتيجة بذور جلجامش الخالدة، والتي أمتدتْ إلى يومنا هذا بطلعتها البهية، وستمد ُ مادام الإنسان العراقي في هذا الوجود ..
والدليل على وجود هذه الحركة الشعرية المتألقة ما يقطفـُه ُ العراقيون من الجوائز الأدبية في الدول العربية والعالمية، رغم الكارثة التي أكلتْ العراق َ ومازالتْ تنهش ُ في لحمه ِ كل يوم ، وليستْ الجوائز هي الدليل فقط، بل المنتج العراق وما يزدهر به من أبداع وتجدد.
يقول ُ السياب .

الشمس ُ أجمل في بلادي من سواها والظلام
حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن ُ العراق

نعم فمفردة ( المطر) الحاضرة بقوة مفكر فيها بعمق في كتابة وقصائد السياب هي الانفتاح والسيرورة المستمرة للحياة انها / الماء / في دلالته العميقة هو صانع الحياة وهو قاهر لكل جنحة ظلام معتدية ومن بين اجمل ما اردد له دائما

عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
او شرفتان راح ينأى عنهما القمر

من أجمل ما قرات وأبدا لا أمل من ترداد هذا البيت وهو مهدى مني لصديقتي الحبيبة بديار الغربة فاطمة .

نتوقف عند محطة اخرى شاعرنا حسن

الشعر العربي ذو ثروة غنائية كبيرة على امتداد عصوره وخصوصا في لحظة جميلة فيه (الموشحات الأندلسية) لكن لا تستغل هذه الثروة اليوم سواء على مستوى الغناء والطرب مثلا فما نسمعه مصيبة ونشاز ولغط..أو على مستوى الإرث الذي يجب العودة إليه فالشباب أحيانا لا يرجع إلى هذه الثروة كيف يمكن إعادة القراءة في هذا الموروث الثقافي المهم لاستغلاله أدبيا ؟

ج ـ سيدتي

عند الدخول إلى الموروث الثقافي، والخوض في رؤيا ذلك الإرث الحضاري العميق، علينا الوقوف أمام َ هذا الموروث والتوهج معه ُ بما يتناسب مع الحاضر ، ولغة العصر,,, نعم هناك الكثير من المفاهيم التي يجب علينا سحبها إلى ألوان ثوبها الجديد، كي تتناسب معه ُ، وإلاّ أصبحتْ هناك خطورة على أفكار الأجيال التي تقرأ هذا الموروث، ومثال على ذلك دلالة الدم التي تقتحم ُ جمالية الحب يقول عنترة العبسي :

ولقد ذكرتـُك ِ والرماح ُ نواهل ٌ مني
وبيض الهند ِ تقطر ُ من دم ِ
فوددتُ تقبيل ُ السيوف لأنها
لمعتْ كبارق ِ ثغرك ِ المتبسم ِ

هنا السيف الملطخ بالدماء يساوي شفاه الحبيبة الذكرى .. الحب .. القبلة التي تتحد من خلالها المشاعر الإنسانية، ولكن الدم أصبح البديل..يا للهول

تعليق / فاطمة

) الذي لا يقوى على معارضة ماضيه لا ماضي له .أو بالأحرى هو يعيش فيه باستمرار (شييلينغ - والمعارضة هنا ليست القطيعة بل مواجهة هذا الماضي / الموروث الثقافي ومسائلته حاضرا ليكون واجهة للمستقبل وما يتطلبه هكذا فعل هؤلاء في الضفة الغربية مع موروثهم الثقافي والنتيجة تقدما علميا بينة وواضحة إذا الإشكال لدينا نحن هو كيفية قراءة هذا الموروث الثقافي طيب شاعرنا في نفس سياق السؤال السابق) النص يزداد كثافة ويكتسب دعما آخر بالقراءة( ادوارد الخراط>
ما الذي يمكن أن يغيب القراءة / نقدا / في العمل الأدبي ؟

ج ـ سيدتي

لم أفهم السؤال بشكل دقيق، ولكن القراءة تحتاج إلى الكثير من أجل السيطرة على المفاتيح التي تـُتيح للقارئ الدخول إلى النص بأصابع بيضاء، وذلك لأن القارئ العربي بالذات يقع ُتحت خيمة ٍ حبلى بالكثير من الموروثات الدينية والقيمية والمعرفية ، مما يجعل النص رهين هذه الموروثات

تعليق /فاطمة

قصدت الكتابة متى تكون منغلقة على نفسها ولا تسمح بشراكة القراءة .بمعنى متى تغيب القراءة عن الكتابة وقد فهمت السؤال من خلال الإجابة العميقة سيدي.نعود إلى نتاجك وقصائدك الجميلة ليس من السهل الخوض فيها نظرا للتكثيف والصورة الفنية العميقة التي تفتح النص على أكثر من قراءة واحتمال وإيحاء هل هذا مفكر فيه شاعرنا؟

ج ـ سيدتي

في طريقي إلى كتابة ِ النص ، أقف ُ كثيرا ً وأتأمل ُ فيما أُريد أن أضعه ُ على بياض الورقة، لذلك يأخذ ُ مني النص الكثير في بناء اللغة ، وهي تحتض ُ طفولة ِ الفكرة ِ والهدف وآليات التوحد من كل شيء له علاقة من بعيد أو قريب لكتابة ذلك النص.
أما سؤالك ِ حول الجائزة الأولى لـ ( قصة مسلة الشمس ) وتغيب تلك الجائزة .. سيدتي
نحن مغيبون أصلا ً ــ الكاتب العربي ـ مغيب بسبب ما يحيط بالبلدان العربية من مجرات السياسة وخذلان المثقفين، وانسحابهم بطريقة ٍ مخجلة أمام مايقع لهذه البلدان.... لا أُريد الخوض في هذا الحديث لأنه يحتاج إلى حوار ٍ مطول ٍ وعريض.
وهذا حضور في السؤال الذي سبق الذي يغيب القراءة المجرات السياسية وخذلان المثقفين وهذا ما تحدثنا عنه في بداية هذه الجلسة فالمثقف له دور كبير جدا وحين يغيب هذا الدور او يغيب لسبب أو اخر فالأدب والكتابة في مأزق كبير ستكون.

طيب

ننتقل الى دور الترجمة استاذ حسن .نلحظ اليوم قوة حضور الترجمة من خلال المكتبات الرقمية / العنكبوتية /هل يعي المثقف العربي أهمية ترجمة النص في إيصال صوته ؟؟ وهل ترى بان الترجمة قادرة على ان تحرك فضاء عين المتلقي في الضفة الأخرى للنص العربي؟؟

ج ـ سيدتي

للترجمة ِ أهمية كبيرة في إيصال مفهوم الحضارات بجميع أنواعها، والتي تـُضيف للأخر أراء جديدة ومفاهيم جديدة وطرق جديدة للعلاقات الإنسانية بمختلف أواصرها,,, والترجمة ُ تحتاج إلى مترجم ماهر في نقل الصورة اللغوية من حيث المعنى المراد إلى اللغة ِ الأخرى، وإلاّ تصبح ُ الترجمة ُ أداة خطرة ٌ على المتلقي من حيث الرحيل مع النص إتجاه معاكس للحقيقة.

س / فاطمة

نعرف أيضا بأنه لك اهتمام بالسينما والمجال السمعي البصري من خلال حضورك كتابة
في سيناريو فيلم { مرحبا بك في السويد} الجاري الاشتغال عليه السينما اليوم تعيش على أنقاض مخلفات الحرب وكل الانهزامات في خارطة وطننا العربي
كيف يمكن للسينما اليوم الخروج من أزمة الواقع بإعطاء البديل ؟
بمعنى كيف يحضر النص الواقع / في النص الإبداع / السينما ؟؟

ج ـ سيدتي

قبل كل شيء تحتاج ُ السينما إلى الدعم المادي، من أجل تحقيق الهدف بشكل يتناسب مع فكرة الفلم، وبعدها دور المخرج والممثل، والدلالات التي تساعد في إيصال الفكرة,, والسنما العربية تفتقر إلى الكثير الكثير..أولها الرقابة التي تقلم رأس النص السينمائي على مزاج السيد الرقيب ومزاج الدولة.. كذلك المؤسسات التي تقوم ببناء الممثل وإيصاله إلى العالمية، وهناك الكثير أيضا ً .. سيدتي:
النص الإبداعي هو الذي يتكأ في البداية على الواقع ويفصّل ُ له ُ أثوابا ً من ثقافة المنتج ليجعل َ من هذا الواقع يتوهج أمام المتلقي..ولغة السينما مثلما قلت ُ تحتاج ُ إلى الكثير من أجل بزوغ جمالها أمام المشاهد

فاطمة

نعم .نبقى في السويد بعض الوقت ونتحدث عن الغربة كيف يعيش شاعرنا هذه الغربة عن الوطن يوميا؟ وهل هناك تواصل بالجالية العربية هناك ؟ موائد أدبية مثلا بين المثقفين ؟
تفضل شاعرنا ...

ج ـ سيدتي

الغربة ُ زائد الغربة ُ تساوي الإنسان العربي الإنسان ُ العربي يساوي الغربة زائد الغربة في السويد توجد بعض الجمعيات الثقافية تتحقق من خلالها عملية التواصل الثقافي والمعرفي، ولكن بنسبة ضئيلة نظرا ً لظروف المجتمع الغربي

فاطمة

طيب ) دور النشر في الغرب شريكة للمبدع في العملية الإبداعية .فهي تطالب الكاتب بتغيير عنوان الرواية أو إعادة كتابة فصل وفصول للارتقاء بالمستوى الفني (محمد سليمان مصري
الشاعر حسن والنقد ؟؟

ج ــ سيدتي

الشعر والنقد يتحدان ِ تحت مجرة ِ الإبداع، فهما يتحاوران، يتفقان أو يختلفان.. ولكن النص في النهاية هو السيد الأول والأخير للغة الإبداعية التي تنثر ُ جمالها على المتلقي.


كلمة أخيرة نختم بها هذا اللقاء.

ج

شكرا ً لك ِ سيدتي فاطمة الزهراء العلوي على هذا الحوار اللذيذ وشكر للدكتور حسام الدين خلاصي أتمنى للملتقى مزيدا ً من التقدم وتحقيق الجميل.


الدكتور حسام الدين خلاصي / فاطمة الزهراء العلوي

ونحن بدورنا نتمنى لك المزيد من العطاء الأدبي والفكري ونشكرك كثيرا على استجابتك لدعوتنا ونقدم لحضرتك فنجانا آخر ساخنا ينسي برودة السويد ههههه مع باقة من عباد الشمس لتشرق دائما جمالا مستمرا ممتدا في حروفك الجميلة
نشكرك ونتمنى لقاءك قريبا عبر جديدك في ملتقى قصيدة النثر التي تقدر حضورك وحضور كل الشعراء والقراء


أصدقاءنا الأدباء نحييكم ونستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

الدكتور حسام الدين خلاصي

فاطمة الزهراء العلوي