جدار فولاذي مصري لحماية اهل قطاع غزة من انفسهم
تقليص
X
-
نهج القرضاوي هو المستهدف
بقلم/ عبد الباري عطوان
23/01/2010
يتعرض الدكتور يوسف القرضاوي الى حملة اعلامية شرسة هذه الايام من قبل اطراف عديدة في الوطن العربي، محسوبة بالدرجة الاولى على ما يسمى بمحور 'الاعتدال'، لانه ادان السور الفولاذي الذي تبنيه السلطات المصرية، تنفيذا لاتفاق مصري ـ اسرائيلي، لخنق المحاصرين المجوّعين في قطاع غزة.
الاتهام الابرز الموجه الى الدكتور القرضاوي رئيس المجلس العالمي للعلماء المسلمين، اقدامه على تسييس الدين، وادلاؤه بدلوه في القضايا المطروحة، والفلسطينية على وجه الخصوص، اي ان هؤلاء يريدونه واحدا من اثنين:
الاول: ان يلتزم مسجده، ولا يشاهد مجازر الاسرائيليين في قطاع غزة، والخراب الذي حل بالعراق على ايدي الاحتلال الامريكي، ويدير ظهره كليا للفتن الطائفية التي تعصف بالعالمين العربي والاسلامي، ويقصر فتاواه على قضايا النكاح، وزواج المسيار، وآداب الوضوء ومفسداته،وهكذا.
الثاني: ان يتدخل في السياسة، ولكن على طريقة شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي، ومجمع البحوث الاسلامية الذي يرأسه، اي ان 'يبصم' على جميع قرارات الحكومة، وان يصافح شمعون بيريس الرئيس الاسرائيلي، ويشرّع حصار قطاع غزة.
الشيخ القرضاوي، ومجموعة كبيرة من امثاله، بعضهم معزول ومطارد، والبعض الآخر خلف القضبان، يرفضون ايا من الخيارين، وينحازون الى ضميرهم الوطني وعقيدتهم السمحاء، وتعاليم دينهم، ويتصدون لمهمة محاولة انقاذ الأمة من حال الوهن والهوان والمذلة التي وصلت اليها بفضل حكام فاسدين فشلوا في كل شيء، وسخّروا انفسهم في خدمة مشاريع الهيمنة الامريكية.
نسأل لو ان الشيخ القرضاوي والقلة القابضة على الجمر من العلماء الأفاضل من امثاله، قد ايدوا الجدار الفولاذي، واصدروا فتاوى تؤيد الاستعانة بالقوات الاجنبية لتدمير العراق ومن ثم احتلاله، ودعموا مبادرة سلام عربية تعترف باسرائيل وتعطيها اربعة اخماس فلسطين، واسقطوا جميع الخيارات الاخرى، هل كان هؤلاء سيواجهون هذه الحملات الاعلامية الهابطة في مضامينها والفاظها؟
الاسلام كان، ولا يزال، اكبر انتفاضة على مدى التاريخ ضد الظلم الاجتماعي، والتمييز الطبقي العنصري، والعبودية في ابشع صورها واشكالها، وانحاز دائما للحق والعدالة والمساواة، ونشر رسالة العقيدة والاصـــلاح ومواجهة اشكال الاستبداد والطغيان كافة.
' ' '
وعاظ السلاطين، الذين يتعيشون من هبات الزعماء ورواتب وزارات الاوقاف، يريدون إسلاما مختلفا، يبرر الظلم، ويشرّع القمع، ويدعو للخنوع، تحت مسميات عزل الدين عن السياسة واطاعة ولي الامر، حتى لو كان فاسدا مقصّرا في واجباته الدينية والوطنية.
نحن مع فصل الدين عن السياسة، اذا كان هناك ساسة يقودون الامة على طريق التقدم والازدهار وتحقيق الرخاء والعدالة، وحفظ كرامة الامة وعزتها، واستعادة حقوقها المغتصبة، ولكن عندما يعزّ وجود هؤلاء في منطقتنا الاسلامية، ونحن نستثني هنا اردوغان ورفاقه في تركيا، ومهاتير محمد في ماليزيا، فإن من واجب رجال الدين ان يملأوا الفراغ، وينزلوا الى الساحة لانقاذ الأمة من محنتها.
هكذا فعل الأزهر عندما تغوّل الاحتلال البريطاني، وفسدت القيادة في مصر، وهكذا فعل المجاهد محمد الخامس في المغرب، وعبد الكريم الخطابي في الجزائر، وعمر المختار في ليبيا، والحاج امين الحسيني في فلسطين. فهل هؤلاء اخطأوا عندما خاضوا غمار السياسة ورفعوا راية الجهاد ضد الظلم والطغيان؟ ونحن هنا لا نريد العودة الى تجارب الاسلام السياسي في زمن الايوبيين والمماليك، والفاطميين والعثمانيين، وانتصاراتهم المشرفة التي غيرت مجرى التاريخ.
حتى السلطة الفلسطينية المنبثقة من رحم الاحتلال التي اصبح لها أئمة مساجد، دخلوا غمار الحملة على هذا العالم الجليل، وسخّروا المنابر للتطاول عليه بطريقة مخجلة، بل وطالبوا بالتراجع عن تصريحات لم يفهموا مضمونها، في غمرة نفاقهم لرئيسهم، فانطبق عليهم مثل 'الدب الذي قتل صاحبه'.
الدكتور القرضاوي قال 'اذا' كان الرئيس محمود عباس تواطأ مع العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، واقدم على تأجيل تقديم تقرير غولدستون للمناقشة امام المجلس الحقوقي الدولي، فانه يستحق الرجم، ولكن هؤلاء الاقل خبرة ومكانة انبروا في حملة ظالمة ضد الدكتور العلامة، مؤكدين بذلك الشبهات التي حامت حول الرئيس بدلا من ان يفندوها او يتجاهلوها تماما، لان من المفترض ان رئيسهم لم يؤيد العدوان ولم يؤجل التقرير، حسب ما يقول في تصريحاته العلنية.
' ' '
هذه الحملات، المرشحة للاستمرار والتصعيد فيما هو قادم من ايام، بفعل اكتمال بناء الجدار وعملية الخنق المرجوة من ورائه، وبدء الاستعدادات لغزو لبنان والعدوان على غزة مجددا، هذه الحملات لا تستهدف شخص الشيخ القرضاوي فقط، وانما النهج المقاوم الذي يؤمن به ويعمل على ترسيخه، من خلال برامجه الدينية والدعوية، وتروّج له كتبه (ستون كتابا).
ومن المفارقة انه يواجه حملات تحريض مماثلة من قبل اسرائيل وانصارها في الغرب، ادت الى منعه من دخول عديدة على رأسها بريطانيا والولايات المتحدة، بحجة دعمه للارهاب ومساندته للعمليات الاستشهادية.
فالاسلام الذي يتبنى 'ثقافة المقاومة' يصنّف على انه الاسلام المتطرف، او الاسلام الارهابي، الذي يجب تجريمه ومقاومته، فهل هناك دولة عربية او اسلامية واحدة تعلن مساندتها لمقاومة طالبان للاحتلال الامريكي، وهي مقاومة مشروعة لاحتلال غير مشروع؟ وهل هناك حكومة عربية تدعم المقاومة علانية في العراق او فلسطين؟
ألم تدعم انظمة عربية الاسلام المقاوم للاحتلال السوفييتي لافغانستان لاكثر من ثماني سنوات، عززته بإنفاق اكثر من عشرين مليار دولار، فهل الاحتلال الامريكي 'حلال' والسوفييتي 'حرام'؟
كفّروا العروبة وتياراتها عندما كانت عروبة مقاومة للهيمنة الامريكية، والآن يعودون اليها لاستخدامها في ضرب 'الاسلام السياسي' المقاوم، مثلما استخدموا الاخير ضدها اي 'الاسلام' في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، ولمصلحة المشاريع الامريكية ايضا.
' ' '
نحن الآن امام معجزة انقلاب السحر على الساحر، بعد ان اتضحت اللعبة وانفضح اللاعبون، وبات كبيرهم الذي علمهم السحر (امريكا) يواجه الهزائم في العراق وافغانستان، وقريبا في اليمن بعد الصومال، وفلسطين على الطريق. فالشعوب نضجت وتعلمت، والقيادات الاسلامية والعربية باتت في الخندق نفسه، وتتعاون من اجل الهدف نفسه.
وبسبب ثورة الوعي هذه، وتصاعد حالة الغليان في الشارعين العربي والاسلامي، يعكفون حاليا على اصدار قوانين من اجل 'احتلال'الاعلام العربي، من خلال تجريم كل محطة تلفزيونية تؤيد المقاومة، تحت ذريعة التحريض على قتل الامريكيين.
نحن امام 'ارهاب' اعلامي جديد، فإصدار قنوات امريكية وبريطانية والمانية وفرنسية وحتى صينية باللغة العربية لم يعد كافيا، لا بد من تشريعات جديدة تكتم انفاس كل صوت يعارض الاحتلال ويطالب بمقاومته، ونفس الدكتور القرضاوي وصوته على رأس قائمة المطلوب كتمهم.
سيطروا على منابر المساجد من خلال طرد الائمة الملتزمين بالعقيدة وقيمها وتعاليمها، واستبدلوهم بوعاظ السلاطين، والآن يريدون السيطرة على المنابر الاعلامية، واغلاق تلك التي تشق عصا الطاعة على امريكا وحلفائها في المنطقة.
نعتذر للدكتور القرضاوي عما اقدم عليه بعض السفهاء منا، الذين ضلّوا الطريق، واعماهم النفاق عن رؤية الحقيقة، والانتصار لعلامة كبير كان دائما رأس حربة في الدفاع عن قضيتهم العادلة، وعانى من اجل ذلك، ولا يزال، الكثير.
اترك تعليق:
-
-
الأستاذ القدير والكاتب المبدع
والسياسى المهيب
بهائى راغب شراب
لقد أثبت أنك واع وفي قمة الوعي لقد قرأت تعليقك وعرفت أنك من الرجال النوادر الذين يحللون الأمور بموضوعية . أحييك على هذه الأريحية وهذه الشهامة . وهذه الثقافة التي تستطيع أن تستجلي غوامض المواقف السياسية . المشكلة ثقافتنا شابه الكثير من الإلتباسات . وهي تحتاج الى أناس من أمثالك . شرفا لملتقى الأدباء والمبدعين العرب الإنتماء إلى هذه الكوكبة العظيمة الأعلام فى فنون الأدب العربى الأصيل
بادىء ذى بدء , لكل إنسان الحق في التعبير بحرية عن رأيه بشكل لا يتعارض مع المبادئ الشرعية ولكل إنسان الحق في الدعوة إلى الخير والنهي عن المنكر ولا تجوز إثارة الكراهية القومية والمذهبية وكل ما يؤدي إلى التحريض على التمييز العنصري بأشكاله المختلفة (من المادة 22).
و نعود هنا ونسأل أنفسنا ما موقف القانون الدولى قبل ما تفعله مصرعلى حدودها مع قطاع غزة ؟!
عندما يتعلق الأمر بغزة التي يحدها شمالاً البحر المحاصر وعلى طول حدودها الشرقية والجنوبية إسرائيل التي تحمل مشروعاً صهيونياً هدفه القضاء على الشعب الفلسطيني والتربص الدائم بغزة وإعلانه إقليماً معادياً تجيز فيه كل ما يحظره القانون الدولي، فإن الحد الغربي لغزة وهو مصر يصبح هو محط الأمل من الناحية النفسية ليس فقط لإنقاذ غزة من الوحش الصهيوني ولكن لإمداد غزة بكل ما يلزم من ضرورات البقاء وهى في الظروف العادية مسألة اقتصادية إذا حسنت النوايا وهى مصدر للربح بالنسبة للجانب المصري.
من الناحية القانونية، نسأل أنفسنا على ما إستندت حكومة مصر على ما تفعله تجاه قطاع غزة
العمق الغربى الإستراتيجى المصرى , وهنا يجب التأكيد على أن المرجعيات القانونية لتكييف الجدار المصري هي اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 واتفاقية الأمم المتحدة لإبادة الجنس لعام 1948، وما يقرره نظام روما من أحكام حول أنواع الجرائم وأركانها والذي ألقى الضوء بشكل أكبر على ما تضمنته اتفاقية جنيف الرابعة التي تلزم الدولة المحتلة، كما تلزم الدول الأطراف خاصة المرتبطة بشكل مباشر بالإقليم المحتل في حالة مصر وغزة، بل إن هذه الاتفاقية تعطي القضاء المصري اختصاصاً عالمياً مثل باقي السلطات القضائية في الدول الأطراف، ولذلك لا محل للاحتجاج بحرمان القضاء من هذه السلطة بذريعة أعمال السيادة أو أن هذا العمل يعتبر من أسرار الدولة العليا.
ولاشك أن المقارنة ستظل واردة أيضاً عند الدارسين لكل أنواع الحواجز والحوائط والجدر والظروف التي لابست إنشاء كل منها، خاصة وأن بعضها كانت له سمعة طيبة دفاعية مثل سور الصين العظيم، كما كان بعضها الآخر سيئ السمعة مثل حائط برلين الذي يفصل بين عالمين متصارعين، العالم الشيوعي والعالم الرأسمالي، وكان سقوطه إشارة إلى انتهاء فترة الحرب الباردة واختفاء النظم الشيوعية. وإذا كان جدار برلين قد استهدف في إطار التفكير الساذج منع شرق ألمانيا عن التواصل مع غربها ولم ينتهك أياً من أحكام القانون الدولي الظاهرة، فإن جدار إسرائيل وجدار مصر يناقضان أحكام القانون الدولي بمرجعية واحدة ويعتبران كلاهما جريمة من جرائم النظام العام الدولي.
ولذلك فإن جدار مصر قد أصبح جزءاً من النظام الجنائي الدولي، وسوف نعكف نحن الدارسون في مختلف التخصصات على معالجة هذا الموضوع في المستقبل.
وسوف يستهوي دارسي القانون الدولي المقارنة الفذة بين جدار مصر وجدار إسرائيل. فإذا كان جدار إسرائيل قد بنى لصالح إسرائيل وأداة لضم الأراضي الفلسطينية، فإن جدار مصر قد بني هو الأخر لما تراه مصر لمصلحتها. وإذا كان جدار إسرائيل قد أدانته محكمة العدل الدولية لأنه انتهاك لالتزامات الدولة المحتلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن جدار مصر يدخل مصر يقيناً في دائرة التجريم القانوني على ما سنفصل في هذه المقالة.
أما إحكام الحصار عن طريق إغلاق المعبر ورفض تمرير المؤن اللازمة، فقد أدى إلى إنشاء الأنفاق وهي منافذ للنجاة من هذا المخطط، فيكون إغلاقها هي الآخرى، ومنع الهواء من المرور إلي غزة عن طريق جدار فولاذي تفننت إسرائيل والولايات المتحدة في صناعته لينقل حدود إسرائيل مع غزة شرقاً وتحل محل حدود مصر مع غزة غرباً بأيدي مصرية وبأمن مصري، فهو عمل -بعيداً عن الأوصاف العاطفية، التي لم يعد لها معنى مع مصر الرسمية في هذه المرحلة الخطيرة من حياة مصر- يجعل بناء الجدار جريمة مركبة بامتياز.
تلك رؤية قانونية خالصة لا أثر فيها للجوانب الإنسانية أو القومية أو الدينية أو الأمن القومي الصحيح، ويكفي أنها أكبر خدمة تقدم للمشروع الصهيوني سيدفع ثمنها أجيال مصر في عصور لاحقة إنها وجهة رجل دارس للقانون الدولى وعربى ومصرى الهوى والهوية , الأمر الذي يدفع الإنسان العربي للتساؤل:
إلى أين نحن ذاهبون؟.
حكيم الدلال قبطان .
التعديل الأخير تم بواسطة ربان حكيم آل دهمش; الساعة 16-01-2010, 11:42.
اترك تعليق:
-
-
معذرة :أستميحكم عذرا ً فلقد قمت بحذفه فهو مكرر وقد تم عرضة سالفا .التعديل الأخير تم بواسطة ربان حكيم آل دهمش; الساعة 16-01-2010, 11:53.
اترك تعليق:
-
-
مصر بين النار والنور والبيولوجيا
زكريا محمد
لم يتبق لمصر من صديق سوى إسرائيل تقريبا. فعلى الصعيد العربي لديها:
- حرب مع الجزائر.
- علاقات ميتة تماما مع سوريا.
- علاقات سيئة مع قطر.
- حرب مع حزب الله.
- حرب مع حماس.
وعلى الصعيد الإقليمي:
- توتر خفي لكن متصاعد مع تركيا.
- علاقات متوترة جدا وحربية مع إيران.
وإذا أضفنا إلى هذا أن السعودية التي تحاول أن تتدخل في الموضوع الفلسطيني فتمنع، نصل إلى أن الصديق الوحيد لمصر في الواقع هو إسرائيل. فقادة إسرائيل يتقاطرون إلى القاهرة بالدور.
هذا هو الوضع..
ومع ذلك فالنظام المصري يريد أن يقود العالم العربي!
وهو يريد أن يقوده، وأن يكون مقرا لجامعته العربية، في الوقت الذي تشن فيه أدواته الإعلامية حربا تحريضية ضد كل ما هو عربي؛ ضد الجزائر، ضد غزة، ضد حزب الله، ضد سوريا. وما إن تنفجر مسألة صغيرة مع طرف عربي حتى تقول صحافة هذا النظام وأدواته التلفزيونية في هذا الطرف العربي، وفي شعبه، ما لم يقله مالك في الخمر.
يا أخي، إذا كان العرب سفلة بهذا الشكل، فلماذا عليك أن تقودهم؟ ولماذا على جامعتهم العربية أن تكون عندك؟ يا أخي، تخل عن قيادة عالم لا تحبه ولا تريده ولا تحترمه. سلم جامعة هذا العالم لغيرك. هذا هو المنطقي. أما أن تلعن العرب من الصباح إلى المساء، ثم تصر على قيادتهم، وأن تقودهم وأنت حليف عدوهم إسرائيل، فهذا غير منطقي.
مع غزة تكسير الأرجل. مع حزب الله اللعنات والإخراج من العروبة (مع أن هذا يجب أن يكون ميزة لحزب الله، فهو غير عربي، أي ليس من صنف السفلة!!). ومع إيران الحرب والمواجهة. ومع الجزائر الضرب بالطوب والمدافع. ومع سوريا القطيعة. أما مع إسرائيل فالمحبة واللين! بهذه الطريقة كيف يمكنك أن نقود؟
كتب أحد الكتاب المصريين في جريدة القدس قائلا: (دخلت مصر ألفين وعشرة مرغمة، وسيكون هناك نور أو نار. لا أحد يعرف كيف، لكن سيكون).
فالوضع الذي تعيشه مصر مع نفسها ومع عالمها العربي لا يمكن أن يحل إلا بتغيير هذه السياسات، أي بالنور، أو بالانفجار، أي بالنار. فهذا وضع غير طبيعي. وضع خارج عن المألوف. نأمل ان يتم ذلك بالنور لا بالنار.
لكن يخشى المرء أن هذا مجرد أمل. فعام 2010 ربما لن يكون حاسما. بل قد يستمر هذا الوضع عقدا آخر من الزمن. فمن يدير السياسة الغريبة هذه ما زال قادرا على أن يعيش عقدا آخر. وعقد آخر يعني الدمار لمصر وللعالم العربي حولها.
يعني: نخشى أن لا يحسم الأمر إلا بقرار بيولوجي. والقرار البيولوجي قد يحدث متأخرا جدا، أي بعد أن تكون مصر قد تحطمت، ونكون محن قد قتلنا!
اترك تعليق:
-
-
الحرب الثانية على غزة
عبد الستار قاسم
8/كانون ثاني/2010
تحضر إسرائيل لشن ثلاث حروب ضد إيران وحزب الله وحماس، وهي لا تتوقف عن التدريب وإجراء المناورات وتحديث ترسانتها من الأسلحة التي تتغلب على نقاط ضعفها السابقة والتي برزت في الحربين على حزب الله وقطاع غزة. وعلى الرغم من الارتياب الذي يخيم على الدوائر العسكرية الإسرائيلية والذي يظهر تماما في كثرة التصريحات الحربية والتردد في شن الحرب، إلا أن إسرائيل لا تملك خيارا إلا الحرب. إنها تدرك أن ميزان القوى قد اختل لغير صالحها، وأن زمن الانتصارات السريعة قد ولى، وأن عليها أن تحارب خصوما أشداء لا يديرون ظهورهم للرصاص، وأنها أمام خيارين: إما أن تغامر الآن بشن حروب دون أن تكون واثقة من النصر، أو أن تتردد فيكتسب أعداؤها مزيدا من القوة فتكون المغامرة في المسقبل أشد وطأة.
لكل حرب محاذيرها ومفاجآتها، لكن غزة تبقى هي الحلقة الأضعف والتي يمكن أن ترجح كفة شن الحرب عليها. لكنها يمكن أن تكون قاصمة الظهر بالنسبة لإسرائيل إذا فشلت في تحقيق أهدافها، ويمكن أن يتحول جيشها إلى أضحوكة إذا لم يفلح إلا في قتل المدنيين وتهديم البيوت على رؤوس أصحابها. أي أن ضعف الهدف لا يعني النصر، والفشل يعني خسارة لها ولأنظمة الاعوجاج العربية والدول الغربية التي تدعمها.
يبدو أن أنظمة العرب تتحسس دقة الموقف من خلال الذعر الذي يدب في صفوفها هذه الأيام. قادة أنظمة الاعوجاج ينشطون في اللقاءت المتبادلة والمكثفة، وفي الحجيج إلى واشنطون عسى الراعي الأمريكي أن يقدم أفكارا تحافظ على بعض وجه ماء العرب في حال دعمهم لحرب إسرائيل على غزة. وربما تؤشر هذه النشاطات إلى التغطية على أمر أعتقد أنه صحيح وهو أن العرب يحثون إسرائيل على تغيير الأوضاع السياسية في غزة مقابل تقديم مزيد من التنازلات بخصوص قضايا حيوية مثل القدس والمستوطنات واللاجئين. أي أن إسرائيل تريد ثمنا من العرب لقاء إنهاء تمرد غزة، وإعادتها إلى الحظيرة العربية الخائبة.
مشهد الحرب إسرائيليا
لا أظن أن إسرائيل ستكرر مشاهد حرب الكوانين (حرب الفرقان)، أو حرب الرصاص المسكوب، وفق تسميتها، لأن التجربة انتهت إلى الفشل، فضلا عن الصورة البشعة التي نقلتها وسائل الإعلام عن الأعمال البشعة التي ارتكبها جيشها بحق المدنيين والأهداف المدنية. وهي ستتبع تكتيكا جديدا لا يتزامن فيه القصف الجوي مع الزحف البري. تقديري أنها ستقوم بعمليات قصف عن بعد لأهداف منتقاة من منشآت وأشخاص وقيادات بصورة مكثفة على أمل أن: 1) تحدث إرباكا شديدا في صفوف المقاومة نتيجة قتل قيادات عسكرية وسياسية؛ 2) تقلص كثافة النيران الفلسطينية إلى أدنى حد ممكن بحيث تصبح الدبابات الإسرائيلية في مأمن، ويتمكن الجنود من الخروج من دباباتهم بأقل الخسائر الممكنة؛ 3) تفسح المجال أمام العناصر الفلسطينية المتعاملة مع إسرائيل وأمريكا لقلب الأوضاع من الداخل.
هذا يتطلب توفر معلومات دقيقة حول أماكن تواجد القيادات السياسية والميدانية، وعن أماكن تواجد منصات إطلاق الصواريخ، وعن حركة كتائب الصواريخ المضادة للدروع. ويتطلب أيضا معرفة دقيقة بنوعيات الأسلحة التي تم تصنيعها داخل القطاع،وتلك التي تم تهريبها، وكذلك حول التكتيك العسكري الميداني الذي ستتبعه فصائل المقاومة وبالتحديد حركة حماس. إن لم تتوفر المعلومات الدقيقة فإن إسرائيل ستخوض حربا عمياء لا تؤدي إلى تحقيق الأهداف.
إسرائيل معنية بحرب سريعة تنتهي بنصر سريع لأن طول أمد الحرب سيؤدي إلى: 1) إصابة معنويات الجيش الإسرائيلي بهبوط حاد في المعنويات، بل تفاقم في الهبوط لأن الهبوط موجود الآن؛ 2) مزيد من الإحراج للأنظمة العربية المتحالفة مع إسرائيل، ومزيد من الشتائم والسباب التي تتعرض لها عبر الفضائيات؛ 3) ازدياد عدد الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين الأمر الذي يضع إسرائيل في مزيد من متاعب الصورة البشعة؛ 4) رفع مستوى تراكم النقمة الشعبية العربية، وارتفاع منسوب الحركة الشعبية في أوروبا ضد إسرائيل ودعما لغزة؛ 5) طول أمد الحرب يعني المزيد من الخسائر دون تحقيق أهداف. أي أنه إذا فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها في الأيام الأربعة الأولى، فإن إمكانية تحقيقها بعد ذلك تصبح بعيدة.
ستعتمد إسرائيل بصورة مكثفة على الطائرات بدون طيار للاستطلاع والقصف، ومن الوارد أنها ستحاول إقامة مربعات "مطهرة" وفق وصفها في أماكن حساسة في مدينة غزة لتوسعها تدريجيا وبسرعة. أي أنها ستعمد إلى احتلال بعض المربعات بوساطة طائرات عمودية، ثم تطبق هذه المربعات على الأماكن التي يُظن أنها الأكثر تحصينا. وإسرائيل ستستعمل صواريخ أو قنابل خارقة لكي تصيب المخابئ تحت الأرضية ودون أن تكون واسعة التدمير. أي أنها ستسعمل أسلحة يمكن أن تقتل قيادات، أو تدمر مستودعات ومنصات إطلاق مع تقليص إصابة الأهداف المدنية بقدر الإمكان. لآ أعرف بالتحديد ما هي القذائف التي طورتها إسرائيل وأمريكا خلال السنوات الأخيرة، لكنها بالتأكيد تصب في هذاالاتجاه.
مشهد الحرب فلسطينيا
غالبا سيستند الجانب الفلسطيني إلى الحرب غير المتحركة فوق الأرض، وسيستعمل المخابئ والتمويه كوسيلتين أساسيتين للتغلب على تفوق إسرائيل بقوة النيران وكثافتها. وعلى أغلب احتمال أن الجانب الفلسطيني سيكون قادرا عى الحركة تحت الأرض بطرق ملتوية أو لولبية استطاع إقامتها خلال السنة السالفة. تشكل مثل هذه الحركة مصيدة للدبابات الإسرائيلية وستمنع الجنود الإسرائيليين من الخروج من دباباتهم، وستشكل إفشالا لأغلب عمليات القصف الجوي.
استطاع الجانب الفلسطيني تهريب أسلحة على مستوى تقني عالي خلال السنة السالفة، وهي قادرة على إلحاق خسائر في الإسرائيليين وتعطيل تقدم الجيش. لا أعلم ما هذه الأسلحة، لكنها هي التي دعت أمريكا لى إقامة الجدار الفولاذي في سيناء لمنع التهريب. هذا وقد زادت أعداد الصواريخ المضادة للدبابات التي تمتلكها المقاومة، ويمكن استخدامها خارج المربع الحصين الأخير في وسط غزة. أعداد هذه الصواريخ كانت قليلة في الحرب السابقة، واحتفظت المقاومة بمفاجآتها حتى اللقاء الأخير الذي تراجعت عنه إسرائيل، أما الآن فالأعداد يمكن أن تسمح ببحبوحة الاستخدام.
غزة الآن أكثر قوة من الناحية العسكرية والأمنية من السابق، ووارد جدا أن لديها أسلحة غير معروفة لدى دوائر الاستخبات الإسرائيلية، وهذا ما سيضع الإسرائيليين أمام تحد عسكري هام، ويضع العرب أمام مفصل تاريخي صعب. هذا فضلا عن أن المقاومة الآن شديدة الحرص من الناحية الأمنية، وتعلمت أن تعمل تحت الأرض بدون تصريحات وبطولات كلامية.
تتميز المقاومة الفلسطينية بعقيدة قتالية صلبة لا تتوفر لدى الجندي الإسرائيلي. سيصمد أفراد المقاومة الفلسطينية ببسالة وشجاعة ولن يخشوا الاستشهاد. لا أظن أن مقاتلا فلسطينيا سيصاب في ظهره، وستجد إسرائيل أمامها رجالا لا تلين لهم قناة، ولا تسول لهم أرجلهم بالفرار. وإذا كان الجندي على الأرض هو الذي يحسم المعركة، فإن المعركة محسومة منذ الآن، وهي لصالح المقاومة الفلسطينية. جندي إسرائيل لا يستطيع الخروج من الدبابة، لكن المقاتل الفلسطيني على استعداد أن يعيش تحت الأرض لأيام على الماء وبضع تمرات دون أن تُخدش معنوياته. غزة تفيض إيمانا، وإيمانها هو الذي سيكلل تكتيكاتها العسكرية بالنجاح.
من ناحية الصواريخ التي يمكن إطلاقها على المستوطنات الصهيونية، فهي لا تشكل عاملا استراتيجيا على الرغم من أن استخدامها سيضيف إلى أعباء إسرائيل السياسية والأمنية.
غزة ستصمد إن شاء الله حتى لو استطاعت إسرائيل المس بقياداتها العسكرية والسياسية. هناك قيادات بديلة، ومراكز قيادة بديلة، ومراكز إعلام بديلة، وستتمكن غزة من البقاء نابضة حتى لو نجحت إسرائيل في أغلب ضرباتها.
ماذا لو احتلت إسرائيل غزة؟ من المحتمل أن يدخل الجيش الإسرائيلي مدينة غزة والمدن الفلسطينية الأخرى، لكن هذا لن يكون احتلالا إلا إذا استقر. جيش إسرائيل لن يتمكن من الاستقرار لأن المقاومة ستستمر، وغزة مستعدة لهذا الاستمرار، بل من الممكن أن يستدرج المقاومون جيش الاحتلال إن أراد التقدم لتكون الضربات ضده أكثر إيلاما.
نتائج الحرب
من المتوقع أن تطول الحرب إن قررت إسرائيل شنها على القطاع، ومع كل يوم إضافي تزداد احتمالات فشل إسرائيل.
سيلحق بغزة دمار كبير، وسيلحق بالسكان أذى هائل، لكن هذا هو قدر الشعب الفلسطيني: أمامه أن يصمد ويصبر أو يستسلم.
تعرف المقاومة أن القضية لفلسطينية معلقة بصمودها، وفي مقتلها مقتل للقضية. على الأرجح، إسرائيل لن تنجح في تغيير الأوضاع السياسية في غزة، وأرجح أن أملها الذي هو أمل حلفائها من العرب والفلسطينيين سيخيب.
اترك تعليق:
-
-
دم الجندي معلق في رقابهم
– فهمي هويدي
Blogger is a blog publishing tool from Google for easily sharing your thoughts with the world. Blogger makes it simple to post text, photos and video onto your personal or team blog.
مسلسل الحماقات التي ارتكبناها في الأسبوع الماضي ظل مسكونا بعناصر الدهشة والصدمة والحزن.
إذ ما خطر ببال أحد أن تلقى قافلة التضامن مع غزة (شريان الحياة) ذلك الكم من العراقيل وصنوف العنت والمعاناة.
وما توقع أحد أن ينفلت العيار في نهاية المطاف، بحيث يتطور المشهد في إحدى حلقاته الأخيرة إلى تراشق واشتباك يؤدي إلى مقتل جندي مصري وإصابة 40 فلسطينيا.
لقد جاءت القافلة لكي تفضح الحصار الإسرائيلي لغزة في ذكرى الانقضاض عليها، وفوجئنا بأن الفضيحة أصبحت من نصيبنا في مصر، إذ تكفلت «الحكمة» التي تعاملنا بها مع القافلة بصرف الانتباه عن الجريمة الإسرائيلية بحيث أصبحت الأضواء كلها مسلطة على تعسف السلطات المصرية وإجراءاتها المستغربة.
لقد قطع هؤلاء ثمانية آلاف كيلومتر وهم يقودون العربات من بريطانيا التي غادروها في السادس من شهر ديسمبر الماضي، حاملين معهم معونات بقيمة أربعة ملايين دولار،
وبعد رحلة أنهكتهم وصلوا إلى العقبة ليعبروا منها إلى ميناء نويبع المصري، لكنهم أبلغوا بأن عليهم أن يعودوا أدراجهم إلى سورية لكي يبحروا من ميناء اللاذقية إلى ميناء العريش،
لم يكن ذلك يعني مزيدا من الإنهاك لهم فقط، ولا تأخيرا لهم عن الموعد الذي حددوه للوصول (27 ديسمبر) فقط، وإنما كان يعني أيضا تحميلهم بعبء مالي إضافي فاق طاقتهم (300 ألف دولار قيمة السفر بالطائرات وشحن السيارات بالبواخر والعبارات). وقد تكفل الأتراك والخليجيون بتغطية هذا المبلغ مناصفة. وحلوا بذلك الإشكال في هدوء.
بعد أن وصلوا إلى العريش دخلت معاناتهم طورا آخر فصلت فيه الصحف المستقلة، المهم أن الجميع نقلوا من المطار إلى ميناء العريش لكي يستقلوا عرباتهم وينطلقوا بها إلى معبر رفح،
هناك وبعد وصولهم حوصر الميناء بألفين من جنود الأمن المركزي، في الميناء دخلوا في مفاوضات مع بعض المسؤولين المصريين حول ترتيبات عبورهم إلى القطاع،
وهم هناك تحرشت بهم عناصر الشرطة التي رشقتهم بالحجارة.
وذكرت صحيفة «الدستور» أن مجموعة منهم ارتدى أفرادها الثياب المدنية وكانوا يحملون عصيا كهربائية قامت بالاعتداء بالضرب على مجموعة من أعضاء القافلة
(صحيفة نيويورك تايمز ووكالة أنباء رويترز وجيروزاليم بوست اتفقت على أن الشرطة هي التي بادرت بالاعتداء)
وهو ما أسفر عن إصابة 40 من أعضاء الحملة نقل 11 منهم إلى مستشفيات العريش،
أخبار المفاوضات والاشتباكات وصلت إلى داخل القطاع، فتظاهرت مجموعات من الشباب الفلسطينيين، التي قامت برشق حرس الحدود المصريين،
وتخلل ذلك تبادل لإطلاق النار. أدى إلى قتل الجندي المصري أحمد شعبان
(لم تستبعد صحيفة الدستور أن يكون قد قتل برصاص قناص إسرائيلي)
كما أدى إلى إصابة 40 فلسطينيا بجراح مختلفة اثنان منهم في حالة خطرة.
الصحف الحكومية عالجت ما جرى بصياغات مثيرة للانتباه، فقد ركزت على قتل الجندي المصري ولم تذكر إصابة الفلسطينيين،
ونقلت «الأهرام» على لسان مسؤول أمني أن أعضاء القافلة «ارتكبوا أفعالا مشينة في حين أن قوات الأمن تعاملت بأقصى درجات ضبط النفس».
رئيس تحرير «الجمهورية» قال إنه اتضح فعلا أن حماس أخطر على حدودنا من العدو الواضح وأن إسرائيل تقتل جنودنا بالخطأ، وحماس تقتلهم بتصويب متقن (؟!)
«روزاليوسف» وصفت قافلة شريان الحياة بأنها «شريان البلطجة» ورئيس تحريرها وصف الناشطين الذين انضموا إليها بـ«المنحطين» ووصف موقفهم بالانحطاط والخيانة.
رئيس تحرير «الأخبار» طالب بمعاقبة حماس لتدفع الثمن غاليا، معتبرا أنه «لا عفو ولا مغفرة ولا تسامح بعد اليوم».
لقد قتل جندي مصري، وأصيب العشرات على الجانبين، وتناقلت وكالات الأنباء صور رجال الأمن المصري وهم يضربون بالعصي الكهربائية أعضاء القافلة، الذين بدأوا أمس في مغادرة القاهرة وهم يحملون ذكريات مريرة عن تجربتهم معها.
إن دم الجندي الشهيد معلق في رقاب الذين حولوا الرحلة إلى أزمة دون مبرر،
ثم فشلوا في إدارة الأزمة حتى حولوها إلى فضيحة أساءت إلى سمعة مصر ولطختها بالأوحال.
اترك تعليق:
-
-
أما عن مسالة السيادة على الأرض .. فأنت الأقدر مني على توضيحها وإدراك علاقاتها بين الدول ، لنفترض أن دول حوض النيل قامت ببناء السدود والقناطر التي تحجز وتقلل حجم المياه من نصيب مصر . ( وكما يجري الآن ) ماذا ستفعل مصر . هل ستقبل .. أم توافق ؟؟
وهل من حق دول الحوض التصرف بمياه النيل ومنعها عن مصر بحجة أنها في أراضيهم وهو أمر سيادي بالنسبة لهم وليس من حق احد محاسبتهم ..
نفس الشعار المرفوع الآن من قبل النظام المصري .. الجدار عمل سيادي ..
لا .. نحن الفلسطينيون وغيرنا لا نعتبر ذلك أمرا سياديا لمصر .. فمصر لا تبني جدارا وسط الصحراء الغربية .. إنها تبنيه مباشرة على الحدود مع غزة .. وبهدف التأثير على أهل غزة وتشديد الحصار ..
فالجدار فكرة أمريكية صهيونية بحته والأموال أمريكية والفولاذ أمريكي والمهندسين المشرفين مهندسين عسكريين أمريكيين وفرنسيين ..
والجدار يحقق مصلحة صهيونية بحتة .. ليس لمصر فيها أدنى مصلحة ..
ثم أن الجدار يسبب الأذى لأهل غزة فهو :
يغلق جميع منافذ الحياة عن غزة ، ويمنع مرور البضائع الأساسية عنها ، وهو يساهم في تخريب التربة ( أنابيب مياه البحر التي ستغير من طبيعة مياه الخزان الجوفي المصري الفلسطيني ) ..
لو أراد النظام منع التهريب .. ليس أبسط من ذلك فليفتح معبر رفح .. ولنر حينئذ هل ستظل أنفاق وسيبقى تهريب
الجدار ليس أمرا سياديا ولا يتعلق بالأمن القومي المصري ..
هل غزة عدو مصر .. وهل أهل غزة أعداء للشعب المصري ؟ كيف وهم يعتبرون أنفسهم جزءا أصيلا من الشعب المصري . .ويتطلعون لليوم الذي تزال فيه جمع أنواع الحدود الوهمية التي يضعها النظام المصري بصناعة صهيونية بحتة ، أمام تحقيق التواصل المصري الفلسطيني ..
وماذا عن الكيان الصهيوني .. هل أصبح هو الشقيق العفيف والأخ الرفيق بمصر وشعب مصر ، ولم يعد العدو الذي يتربص بمصر ..
وهل الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني أصبحت لها الأولوية على كل ما يتعلقبالعلاقات مع الأخوة العرب .. ومن ضمنها اتفاقية الدفاع العربي المشترك ..
غزة والشعب الفلسطيني أوضحوا أمرا واضحا يريدونه من العرب وفي مقدمتهم مصر ..
إن لم تكونوا قادرين ولا راغبين على مساعدتنا .. ، فلا تنقلبوا علينا ، ولا تعينوا العدو ضدنا ، اتركونا نتعامل معه بطريقتنا ..
بين مصر والكيان الصهيوني اتفاقية حسنا .. ولكن عليكم مسئولية تجاه أخوانكم في غزة . الم تكن تحت وصايتكم وحمايتكم قبل احتلالها من قبل اليهود عام 1967 .. إضافة إلى مسئولية الدين والجوار والمصالح المشتركة والتاريخ الشاهد ..
وللحديث بقيةالتعديل الأخير تم بواسطة بهائي راغب شراب; الساعة 09-01-2010, 05:35.
اترك تعليق:
-
-
أخي وأستاذي الحبيب حكيم الدلال
طرحت أسئلة كثيرة ، مهمة ، لا أعتقد بأني أمتك إجابات عليها ، لكن لنبدأ من .. لمصلحة من الذي يجري ، وعلى من تعود الفائدة ؟؟
الكيان الصهيوني هو المستفيد الوحيد من كل ما يجري من خلافات وانقسامات وتناحرات عربية عربية .. نعم تصب في مصلحته هو فقط ومصلحة أمريكيا طبعا ..ومع إدراكنا لذلك فإننا لا نتوانى من تصعيد الخلافات والتشدد فيها ومناطحة الجميع حتى لا نظهر كمن تنازل عن كرامته للعدو .. رغم حقيقة أن التنازل العربي قد حدث فعلا للعدو ، وان العرب جميعا تقريبا وأخص هنا دول الجوار العربي واخص أكثر دولتي الاتفاق مع العدو وهما مصر والأردن .. وهما البلدان العربيان الأكثر وضوحا في ممالأة العدو وفي محاربة المقاومة من خلال السعي الحثيث وبجمع الطرق لتحجيمها والقضاء عليها عن امكنهم . وإلا ماذا يعني رفض مصر لفوز حركة المقاومة الإسلامية حماس بالانتخابات التشريعية بأغلبية ساحقة .. أليس من حق الشعب الفلسطيني أن يختار ممثليه وقادته كما حدث ..
ثم لنأت إلى مسالة تنفيذ الجدار .. هذا لم يكن وليد فكرة طارئة .. بل مخططة ، وأظنك تعلم كيف تطور القرار المصري من حالة الرفض الكامل إلى الترويض إلى الموافقة الكاملة إلى تبنيه وبناءه فعلا فوق الأرض ،
والسؤال .. لقد انسب جيش الاحتلال الصهيوني كمن غزة عام 2005 ، بما يشبه إعادة الانتشار ... أي انسحاب مع إبقاء السيطرة .. وهذا لا يتم إلا بفرض الحصار على غزة .. وتعلم أن الجانب الوحيد الذي لا يسيطر عله الكيان الصهيوني هو الحدود المصرية الفلسطينية مع غزة ..
لماذا لم تفتح مصر معبر رفح لكسر الحصار ..
هل وجود غزة تحت الاحتلال يشرع عدم فتح معبر رفح أم يشرع فتحه لدعم أهله في التحرر ،
أم المطلوب أن يظل القطاع محكوما بالاحتلال الصهيوني إلى الأبد ..
هل الاحتلال حكم قانوني مؤبد لا يجوز الخروج عنه ..
ولماذا إذن وجدت مقاومة الشعوب للغزاة والغاصبين أليس للتحرر منها ..
فإذا كان النظام الحاكم في مصر يتطلع إلى وجوب إبقاء غزة تحت الاحتلال ، والذي هو مسؤول بالكامل عن توفير احتياجات غزة باحتياجاتها .. هل هذا يعفي العرب وفي مقدمتهم مصر من نصرة ودعم غزة ليكتمل تحررها من الاحتلال والذي لا يتم إلا برفح الحصار وفتح الحدود مع العرب .. وفق القوانين والنظم المعمول بها دوليا بين الدول ، كان حريا بالنظام المصري مساندة غزة وليس التضييق عليها ن ثم لو قبلنا منطق النظام المصري بان الاحتلال مسئول عن غزة . .في حالة أن الاحتلال لم يقم وكما هو الآن بتوفير احتياجات غزة في جميع النواحي ن هل نقبل ذلك ونقول هو المتصرف وله الحق في فعل ما يشاء ، إذن .. أي منطق هذا الذي يحكم مثل هذا السلوك اللا منطقي.. أخ عربي يترك أخيه تحت حصار العدو له .. وهو على مرمى المسافة صفر منه ولا يمد
إليه يده ليساعده وليخفف عنه .. وبدلا عن ذلك يقوم بدعم العدو في تشديد حصاره ؟؟!
هل هذا منطق الأخوة والجوار وهل هذا خلق الإسلام والمسلمين المؤمنين ..
بيد النظام الحاكم في مصر الكلمة الفصل في تحرير غزة .. أن يفتحوا المعبر.. مع غزة ..
سيدي .. إما أن تكون عربيا وأخا وكريما ومنصفا وحارسا .. وإما فعليك أن تعلن صراحة بأن غير ذلك ..
لقد لاحظت كيف تم تجييش الملايين من أجل لعبة كرة قدم لا تسمن ولا تغني ضد دولة عربية أخرى .. وأعتقد انه لو كان هناك حدود مباشرة بينهما لربما أعلنت الحرب...
من أجل كرة قدم جيشت الشعوب .. لكن عندما يتعلق الأمر بمصير الأمة وبنصرة الأخوة المحاصرين ، وبتحرير فلسطين والمسجد الأقصى .. لا نرى ولا نسمع شيئا ..
لماذا ..هل وصل الهزال بالعرب إلى هذا المستوى من الانخلاع الذاتي من كل قيمة نبيلة نحملها ..
يتبع
اترك تعليق:
-
-
ورجوعا على التاريخ . فأنت تعرف سيدي أن قطاع غزة كان مسئولية مصرية حتى عام 1967 حين احتله الكيان الصهيوني .. أي أن مصر أدبيا تتحمل مسئولية ما بوجوب دعم غزة وعلى الأقل مدها بما تحتاجه من مواد .. من خلال فتح معبر رفح المصري الفلسطيني .. مما سينتج وكبديهة انتفاء الحاجة لاقامة الأنفاق تحت الأرض باتجاه مصر للتزود بالمواد ..
إن حياة ومصير شعب كامل ، تتعلق بقرار وطني مصري واضح بوجوب دعم رعاياها الفلسطينيين من سكان غزة . .ودعم الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة .. امتدادا لوقائع التاريخ الذي برهن على أن غزة مثلت دائما بوابة الأمن والحماية لمصر وبالعكس ..
وأيضا نقطة غاية في الأهمية أن النظام الحاكم في مصر يتعامل مع غزة وكأنها عدو قائم ، وهي لم تكن كذلك أبدا ولم تمثل هذا الدور إطلاقا ، فغزة وخصوصا تجاه مصر تعرف أهمية استتباب الأمن والاستقرار على الحدود المشتركة .. فليس من صالح غزة أن تستثير مصر . كما انه وفي أدبيات حركة المقاومة الإسلامية حماس وسلوكها العربي لا يوجد ما يدلل على أن حماس تتدخل في الشئون العربية .. بل هي تشدد وبوضوح على نبذ ورفض أي تدخل في الشئون الداخلية لأي بلد عربي شقيق ، وأمامك الدول العربية كلها تستطيع الحصول على معلومات بشان ذلك ..
يتبع
اترك تعليق:
-
-
وكما تلاحظ فإن الأحداث ترتبط وتتأثر بالعوامل الآتية :
أولا : حالة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني .. حيث نرى منهجين متعارضين تماما ، واحد وطني مقاوم متشبث بالحقوق وبحق المقاومة ضد العدو الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين ، ونهج الموادعة والتبعية ( التنسيق الأمني الكامل مع العدو ) والذي يستهدف استئصال المقاومة الفلسطينية والقضاء على المقاومين وعلى روح المقاومة .. بما يستتبعه من تقديم التنازل تلو التنازل وهذا ما عاناه الشعب الفلسطيني طوال العقدين الماضيين .
ثانيا : الاحتلال اليهودي الكامل للأرض الفلسطينية .. أرض فلسطين 1948 ن وأرض غزة بالحصار والاجتياحات والعدوان الشامل . والضفة باحتلالها وتفتيتها إلى كانتونات صغيرة لا تتواصل مع بعضها البعض إلا من خلال مناطق يحددها الجيش اليهودي للفلسطينيين بما ينتشر فيها من حواجز عسكرية تجاوز عددها السبعمائة حاجز عسكري احتلالي .
ثالثا : حالة عربية عامة متراخية ، تهاود اليهود وتتساهل مع مطالبهم وتتساوق أحيانا مع أهدافهم في فرض الأمر الواقع الإحتلالي على الفلسطينيين من خلال القضاء أيضا على المقاومة الفلسطينية وخصوصا في غزة ..
رابعا : الإجراء غير المفهوم من قبل نظام الحكم في مصر وقيامه بتنفيذ بناء جدار فولاذي يمتد لعمق من 20 -30 مترا تحت الأرض على طول الحدود مع قطاع غزة . بهدف (المعلن ) تدمير الأنفاق التي تعتبر المنفذ الوحيد الباقي لدى الفلسطينيين في غزة لإمدادهم بجميع أنواع البضائع التي حرمهم منها الاحتلال بحصاره المشدد وإغلاقه المعابر مع قطاع غزة إلا ضمن نسبة ربما لا تتعدى الـ 10% من احتياجات القطاع ، أي أن الأنفاق تمد غزة بما يساوي 90% من احتياجاته في كل شيء .. لنعي هنا حجم الخطر الذي سيقع على الناس هناك بسبب الجدار واستمرار إغلاق فتح معبر رفح الحدودي .
خامسا : إن حالة تشديد الحصار على غزة .. هي دائما مقدمة لشن اجتياحات وحروب على غزة ، ومن هنا ينظر إلى الجدار على انهه مساهمة فعالة من قبل النظام الحاكم في مصر لإضعاف المقاومة تمهيدا لشن عدوان صهيوني كاسح ربما يكون أقسى من عدوان العام الماضي ، وللضغط عليها لقبول شروط الرباعية التي تستهدف أيضا استئصال المقاومة لصالح تحقيق المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة كلها ..
***
يتبع
اترك تعليق:
-
-
أستاذي الكريم حكيم الدلال قبطان ربان أعالي البحار
المبدع والقانوني المحكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنه لشرف لي أن تضيء حروفك متصفحي المتواضع ..
فبكم نستزيد علما ومنكم نتعلم ..
سيدي الكريم ..
ليس متأخرا حضرت .. فالقضية كما تعلم في أوجها .. ولا يرى لها نهاية قريبة .. أي ستبقى مفتوحة إلى أن يحكم الله فيها بأمره . .وآمل آن تجيء بعودة اللحمة العربية العربية وخصوصا المصرية الفلسطينية التي يشهد التاريخ أنها كانت دائما في أوثق حال .. حتى جاء اليهود فاقتطعوا فلسطين من قلب الأمة بمساعدة كاملة غربية .. بدأتها بريطانيا العظمي لتصل اليوم إلى يد أمريكيا العظمى أيضا .. هكذا يوهمنا الإعلام بعظمة الغرب المفتقدة للأبعاد الأخلاقية البشرية ..
سيدي .. ليس ثم مجال لسوء الفهم .. فمثلك يعطينا من عنده الخير الذي نتطلع إليه
ولعله من الجميل أن اعبر عن سروري لما تملك من التخصص القانوني الدولي مما يجعل لك الحق علينا بأن نسمع منك باهتمام وشغف ..
وكما رأيت سيدي فقد أدلى العديدون من الزملاء والزميلات بدلوهم في هذا الموضع المهم ، ولعلك لاحظت أن الحوار الطيب المعتمد على الاحترام المتبادل هو سيد الموقف كله ..
يتبع
اترك تعليق:
-
-
[align=center]
الأستاذ الجليل المبدع
المتألق بين سماء النجوم
بهائى راغب شراب
تحية تقدير لك ولطرحك موضوع الساعة فأفسح لى صدرك ,
لمشاركتى وإن كانت متأخرة ولكنى أتيت لأدلو بدلوى والله شهيد ورقيب ,
وكما تعلمون كونى منتسب جديد على ملتقاكم الأدبى الراقى ,فمن نهلكم نتعلم وننهل بفيض علمكم , فبادىء ذى بدء, دعونا من القيل والقال والفعل على أرض الواقع جارى , وتعاطى الإعلام الغربى والعربى للموضوع بما يثير الرأى العام العربى ,وكما ورد , فلقد قرأت ما كتب من أرآء وفعلاً فالموضوع المطروح ساخن ,موضوع الساعة , قبل ما ننظر إليه وندلى بأفكار عاطفية أو عقلانية معاشة , وبين أفكار شيطانية خبيثة , محلية ودوليه , وتنظيمية ,تروجها الأبواق الإستعمارية لهدف معلوم للجمبع وخاصة المثقفين .
ترددت فى الكتابة فى هذا الموضوع الشائك , خوفا ً من سوء الفهم والهجوم وأنا ليس لى فى الملتقى .. جذور .. وفروع .. وأغصان .. وأوراق خضراء زاهية للناظرين .. ولكن لى الله , ثم أنتم المثقفين اساتذتى الأجلاء بملتقى الأدباء والمبدعين العرب .. ولكن ردونى إن أخطأت رغم المغيب والذى ليس لى يدا فيه ,
ولكن لمصلحة من ّكل هذه التداعيات والتى أطلت برأسها إلينا , أهو مخطط إمبريالى دولى تنفذه الحكومات بثقافاتها المخفية والمعلنة , أم تصفية حسابات مذهبية , أم إنه دواعى أمنية بين الدول بعضها البعض , أم إنه ترسيم حدود بين الدول بعضها البعض ,وما الهدف من كل ذلك , وما موقف الميثاق الدولى لهيئة الأمم مما يحدث , وما موقف جامعة الدول العربية لما يشاع ودورها , ولما يحدث على أرض الواقع بين مصر كدوله عربية شقيقة لكل الدول العربية منذ آلآف السنين , وبين قطاع غزة كجزء من دوله فلسطين العتية الأبية , ولها منزله خاصة لدى قلوب ووجدان الشعب المصرى فكلنا أهل ونسب وأسألوا أهل سيناء الحبيبة أو العريش أو رفح فهم يخدمون على بعضهم الأرض لا خلاف فى ذلك ,
وماذا يحدث على الحدود وماهى القرارات الدولية التى يستند إليها كل من الطرفين المصرى والفلسطينى بين الأشقاء العرب وبين العرب وإسرائيل المدعومه بأمريكا والدول الأوربية المسانده لها فى أروقة الهيئات الدولية والمناوئه لها وما تتخذه من تعنت وتحديها للقانون الدولى ,فى جميع محافله الدولية وإسرائيل المغتصبة لأرض وشعب فلسطين ولهضبة الجولان العربية السورية الشقيقه . وكم من القرارات الدولية والأحكام ضد إسرائيل ولم تأخذ بها وتضرب بها عرض الحائط ولا تبالى .. على مسمع ومارآيا من الهيئات الدولية والمحاكم ذات الصلة صاحبة الإختصاص , وليس رأياً شخصياً وليس اجتهاداً فقهياً يقول به البعض.. وإنما هو بند من بنود ميثاق هيئة الأمم المتحدة نفسها, حيث تنص المادة الثانية من هذا الميثاق في فقرتها الأولى على أن تقوم الهيئة على مبدأ المساواة في السيادة بين جميع أعضائها).
كما أن الفقرة السابعة والأخيرة من هذه المادة نفسها تنص على أنه: (ليس في هذا الميثاق مايسوغ للأمم المتحدة أن تتدخل في الشؤون التي تكون من صميم السلطان الداخلي لدولة ما, وليس فيه ما يقتضي الأعضاء أن يعرضوا مثل هذه المسائل لأن تحل بحكم هذا الميثاق, على أن هذا المبدأ لا يخل بتطبيق تدابير القمع الواردة في الفصل السابع). وقد يستغرب القارىء غير المختص بالقانون الدولي مثل هذا النص ولكن المنطق هو الذي قضى بوجوده عن فروع هذه الهيئة, ليست مصدراً من مصادر القانون الدولي, بدليل نص المادة 38 من النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية, الملحق بالميثاق, وهو يفسر مصادر القانون الدولي على ثلاثة مصادر رئيسية هي : المعاهدات الدولية, والعرف الدولي, والمبادىء العامة للقانون. وسأعود لشرحها من الوجهه القانونية الدولية ,,,,,
إن أذن لى الأخ الحبيب فى الله الأستاذ
بهائى راغب
فيجب توحد الأمه العربية كماضى عهدها حكومة وشعباً ضد إسرائيل ومن يساندوهم من الأمريكان والأوربيون خاصة الفرنسيين والإنجليز للضغط على حكوماتهم لإقامة العدل , أو يغيروا حكوماتهم وعندهم آلية لذلك , خاصة النشطاء واحرار العالم كى تتراجع إسرائيل عن تعنتها المستمر ومنع سبل الحياة عن القطاع " غزة الصامدة " فبالله عليكم هل يعقل أن مصر تتخلها عن دورها الذى خلقت له , أنحن المتهمون بتجويع الفلسطينين , ونحن المطالبون بالأفراج عن غزة ؟! فإسرائيل الأصل فى هذه الكارثة الإنسانية , وياتون الأجانب الطيبيون إلى القاهرة , وليس إلى تل أبيب والقدس , ليمرروا المعونات حتى يرتاح ضمير الإسرائيليين الذين حرموا الضحايا من أبسط حقوقهم فى الحياة ,فالقانون الدولى يلزمنا بدعم شعب غزة المحاصر بالغذاء والدواء بل بالسلاح أيضا ً , وتوفير جميع وسائل الإنقاذ والحماية للمحاصرين من أهلنا بغزة , هذا بعض ما نأمل بالله عليكم .
أطلت عليكم .. معذرة لكم
" كل عام وأنتم بخير "
والشعب المسيحى الحبيب أزف لهم جميعا أطيب التهانى القلبية
بأعياد الميلاد المجيد .
تقبلوا تحياتى
حكيم الدلال قبطان .
[/align]التعديل الأخير تم بواسطة ربان حكيم آل دهمش; الساعة 08-01-2010, 12:39.
اترك تعليق:
-
-
بيان بشأن جدار الكراهيّة الفولاذي المحاصر لغزّة المحاصرة
[ 03/01/2010 - 08:41 ص ]
الشيخ حامد بن عبدالله العلي
الحمد لله الذي أمر بنصر المسلمين ، وجعل إعانة أعداءهم عليهم كفراً ، وردّة عن الدين ، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد المبعوث بالولاء للمؤمنين ، والعداء للكافرين ، لاسيما اليهود المعتدين الظالمين ، وبعد :
فقد شاع وذاع وانتشر بين البقاع ، العزم على فعل جريمة عظيـمة نكراء ، وبلية داهيـة سوداء ، وهي بناء جدار عازل من الفولاذ تحت الأرض ، بهدف معاقبة أهل غزة المحاصرين أصلا من اليهود ، لا لشيءٍ سوى إختيارهم طريق المقاومة ، وذلك لإجبارهم على التخلي عن سبيل الجهـاد، وإكراههم على الخضوع للصهاينة أهل الكفر والإفساد .
ولاريب أنَّ هذه الجريمة من الخيانة العظمى للدين ، ومن الولاء للأعداء الموجب للردة عن نهج الموحدين ، قال الحق سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَالمِينْ ) .
قال الإمام بن كثير رحمه الله : ( ينهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن موالاة اليهود والنصارى الذين هم أعداء الإسلام وأهله - قاتلهم الله - ثم أخبر أن بعضهم أولياء بعض ثم تهدد وتوعد من يتعاطى ذلك فقال " ومن يتولهم منكم فإنه منهم " الآية )
وقال الله تعالى : ( وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ) ، قال الإمام الطبري رحمه الله : ( إلا تَناصروا أيها المؤمنون في الدين، تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) ، وقال الإمام ابن كثير رحمه الله : ( أي: إن لم تجانبوا المشركين وتوالوا المؤمنين ، وإلاّ وقعت الفتنة في الناس، وهو التباس الأمر، واختلاط المؤمن بالكافر، فيقع بين الناس فساد منتشر طويل عريض )
هذا ويترتب على وضع هذا الجدار الفولاذي إضافة إلى موالاة اليهود ، إرهاب دولي منظـِّم بإلحاق الضرر البالغ بالمسلمين إلى درجة تعريض المرضى للموت ، وتعريض أكثر من مليون مسلم بمـن فيهم الذرية ، والنساء ، والضعفاء ، وكبار السـنِّ ، للجوع المؤدّي للهـلاك ، أو الأمراض المفضية للهلاك .
وإضعاف المرابطيـن بثغـر غـزة ـ فرج الله كربتها ـ الذين هم بإزاء أشدّ الناس عداوةً للإسلام ، وهم مع ذلك محتلُّون للمسجد الأقصى المبارك ، مغتصبون لأرض المسلمين في فلسطين ، إضعافهم عن مقاومة عدوِّهم حمايـةً لمقدسات المسلمين ، في وقت كان الفرض المتعيّن على جوارهم إعانتهم بالمال ، والرجال ، ضد عدوّ الله ، وعدوّ الإسلام .
ولهذا فالواجب اليوم نهوض المسلمين في مصر خاصّة ، وجميع أهل الإسلام عامّة ، وعلى رأسهم العلماء ، وخاصّة الناس ، وعامّتهم ، والمؤسسات الفكرية ، والثقافية ، والحقوقية ، وغيرها ، وعبـر جميع الوسائل الإعلامية وغيرها ، ضدّ هذا الجدار الخبيث ، والعمل على إفشاله ، وتصعيد الحرب عليه ، وتوجيه المسلمين كلَّهم ليسخِّروا طاقتهم للحيلولة دون تنفيذه ، كلُّ بقدرته ، وعلى قدر جهده ، وطاقته ، فكلُّ من يقصر فيما يقدر عليه في هذا الشأن ، تتناوله النصوص الشرعية التي تتوعَّد الخاذل لإخوانه المسلمين ، المتخاذل عن نصرتهم ، بل تلك التي تهـدد القاعد عن نصر الدين ، المفرّط في أعظم حقوق المسلمين .
قال تعالى :( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .
وفي الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى ) ، وفيهما أيضا قال صلى الله عليه وسلم : ( المُؤْمِنُ للْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً ) وشبَّكَ بَيْنَ أصَابِعِهِ ، وفيهمـــا قال صلى الله عليه وسلم : ( من لايرحم لايرحـم ) ، وفيهما ( المسلم أخو المسلم لايظلمه ولايخذله )
وفي مسند الإمام أحمد ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، ويَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ ) ، وفيه قال صلى الله عليه وسلم : ( مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلاّ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ ) ، ولإبن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن عبدا مات ، وكان من عذابه أن يجلد مائة جلدة ، فلم يزل يسأل التخفيف حتى صارت جلدة واحدة ، فلما ضُربها امتلأ قبره بها نارا ، فلما سأل بـم عُذّبت بها ، قالت الملائكـــة ( مررت على مظلوم فلم تنصره ) .
فيا أهل الإسلام انهضوا اليوم جميعا حربا على هذا الجدار ، جدار الكراهية العنصري البغيض ، وانصروا إخوانكم المسلمين في غزة ، فذلك فرض عليكم ، كما أمركم الله تعالى ، وفي التنزيـل العزيز : ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) .
هذا البيان ، وعلى الله البلاغ ، وهو حسبنا عليه توكلنا ، وعليه فليتوكل المتوكلون .
حامد بن عبدالله العلي
الكويت 7محرم 1430هـ الموافق 24 ديسمبر 2009م
اترك تعليق:
-
-
مفهوم الأمن القومي في مصر
قبل البدء لابد من تحديد نقاط هامة وأساسية:
• لا يمكن بحال من الأحوال المساس بمصر وأمنها أو القبول بذلك من أي طرف كان
• لا يوجد فلسطيني واحد إلا ويتمنى الخير لمصر وأهلها
• في سرد واقع مصر المؤلم اليوم فإن المسؤول الأول هو النظام المصري
• الواقع المؤلم لا ينتقص من شعب مصر أو تاريخها، ولا يُشكل إهانة له، لكنه إدانة للنظام المصري، وحافز نحو التغيير والعودة بمصر لأصالتها التي أضاعها النظام
لاحظوا أننا نقول الأمن القومي في مصر، وليس الأمن القومي المصري، لسبب بسيط نوضحه في آخر الموضوع، تذكروا ذلك.
برزت على الساحة المصرية وعلى لسان المسؤولين والناطقين والمتحدثين والاعلاميين، اسطوانة ونغمة الأمن القومي المصري، خاصة بعد المشاركة المباشرة للنظام المصري في حصار وقتل أهل غزة الجريحة، وفي محاولة لتبرير تلك الجريمة بعد الرد على كل ادعاءات هذا النظام لابقاء معبر رفح مقفلاً، وحربه المفتوحة على حملال الاغاثة والأنفاق وغيرها.
وقد زادت جرعة الاستخدام السيء لعبارة الأمن القومي المصري، حتى أن الكاتب الكبير فهمي هويدي يقول في مقال له تحت عنوان "الجدار حماية لأمن اسرائيل" وبتاريخ 29/12/2009 " عكفت الخميس الماضي على رصد عدد المرات التي اشير فيها الى مصطلح «الأمن القومي» في احدى الصحف القومية، فوجدت ان المصطلح ذكر 46 مرة، اكثر من نصفها (27 مرة) في تعليقات كتاب الأعمدة، الذين أعرف ان واحدا منهم على الاقل لا يعي الفرق بين الأمن القومي والأمن المركزي، ويعتبر ان الاخير هو الاصل واي أمن آخر فرع عنه!"
هذه الزيادة كان يٌقصد منها تجييش وتهييج الشارع المصري من خلال استفزاز مشاعره الوطنية ضد غزة وأهلها، التي باتت الخطر على الأمن القومي المصري كما يراه النظام، لكن يحق لنا أن نتساءل ما دامت هذه هي حجتهم ببعض أسئلة لا كلها حتى لا نُثقل على القاريء:
1. ما الخطر الذي شكلته وتشكله غزة وأهلها على الأمن القومي المصري
2. هل يستطيع أي مسؤول مصري أن يذكر حادثة واحدة تهدد فيها الأمن المصري وكان مصدرها غزة، بل هل يستطيعون ذكر حادثة واحدة لفلسطيني أضر بمصر؟
3. يكررون أكاذيب لا أساس لها من قبيل أن سكان غزة أنزلوا العلم المصري ليرفعوا العلم الفلسطيني على المباني الحكومية في سيناء – هل لنا أن نعرف اسم مبنى واحد لنصدقهم؟
4. يتحدثون عن خطر داهم في سيناء خوفاُ من دخول آخر للفلسطينيين واستيطان سيناء – شعب رفض التوطين 60 سنة وفي ظروف أفضل مئات المرات من ظروف سيناء المحتلة، وشعب دخل نصف سكانه في أيام وهم جوعى بعد حصار شدسد وغادروا دون حادثة مشينة واحدة وبإرادتهم، هل هؤلاء يرغبون في العيش خارج أرضهم؟
وفي الاتجاه الأخر نطرح أسئلة:
1. أين أمن مصر من المتسللين الأفارقة الذين يخترقون مصر من أقصى جنوبها على حدود السودان وصولاً إلى حدودها الشرقية لتقتلهم قوات الأمن المصري حفاظاً على الأمن القومي؟
2. لماذا تقتلهم مصر ولا تترك تلك المهمة لقوات الاحتلال التي تستقبل من يدخل منها بالترحاب وتمنحه اللجوء، فتظهر مصر بدور القاتل ويظهر الاحتلال في صورة المتحضر العطوف؟
3. قلب النظام المصري الدنيا ولم يقعدها بعد حادثة مقتل الرائد ياسر عيسوي بتاريخ 28/12/2008، وجنّد وحشد لهذه الحادثة بعيداً عن أي تحقيق جدي ومتجاهلاً شهادات الشهود، زكال الاتهامات لغزة وأهلها، واعتبره مساساً خطيراً بالأمن القومي المصري، لكن في الوقت نفسه غض ويغض الطرف عن حوادث اعتداء مستمرة وبالعشرات من قبل الاحتلال ومنذ توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، وعلى سبيل المثال لا الحصر نورد التالي وفي السنوات الأخيرة فقط:
• 2 نوفمبر (تشرين الثاني) 2000، أصيب مواطن مصري يدعى سليمان قمبيز وعمته بالرصاص الاسرائيلي حيث كانا يجمعان محصول الزيتون بالقرب من شارع صلاح الدين.
• 15 أبريل (نيسان) 2001، أصيبت سيدة مصرية من قبيلة البراهمة بطلق ناري اسرائيلي أثناء وجودها بفناء منزلها القريب من الحدود مع غزة.
• نهاية أبريل (نيسان) 2001، قتل شاب مصري يدعى ميلاد محمد حميدة عندما حاول الوصول إلى غزة عبر بوابة صلاح الدين.
• 9 مايو (آيار) 2001، أصيب مجند مصري يدعى أحمد عيسى وهو في العشرينات من عمره بطلق ناري أثناء وجوده بمنطقة خدمته على الحدود.
• نهاية مايو ( آيار) 2001، أصيب مواطن مصري يدعى زامل أحمد سليمان 28 عاماً بطلق ناري في ركبته أثناء جلوسه بمنزله في حي الامام علي بمدينة رفح المصرية.
• نهاية يونيو (حزيران)2001 ، قتل مجند يدعى السيد الغريب محمد أحمد بعدة أعيرة نارية في المنطقة الفاصلة بين مصر واسرائيل.
• 26 سبتمبر (أيلول) 2001 ، أصيب ضابط مصري برتبة نقيب يدعى عمر طه محمد، 28 عاما، بطلق ناري وعدة شظايا في الفخذ الأيسر نتيجة تبادل النيران بين القوات الاسرائيلية ومسلحين فلسطينيين قرب الحدود المصرية.
• 5 نوفمبر ( تشرين الثاني) 2001، أصيب ضابط شرطة مصري يدعى الرائد محمد أحمد سلامة أثناء دورية له في منطقة الحدود.
• 23 ديسمبر (كانون الأول) 2001، أصيب الشاب المصري محمد جمعة البراهمة 17 عاماً في كتفه بطلق ناري اسرائيلي.
• 28 فبراير (شباط) 2002، أصيب الطفل فارس القمبيز، 5 سنوات، بشظية في فخذه أثناء لعبه وحده بفناء منزله.
• 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 2004، سقط صاروخ اسرائيلي في حديقة منزل في رفح المصرية دون أن يحدث أية اصابات.
• 18 نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 دبابة إسرائيلية تقتل ثلاثة جنود مصريين على الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة المحتل
أما الخطر الحقيقي الذي يتهدد مصر الحبيبة فهو محاولات تعطيشها، والتي أسهبت في شرحها تحت عنوان " اقتُلوا مِصْرَ...غَرَقاً أو عَطَشاً" وبتاريخ 13/09/2009 وفيه فصلت مخططات الاحتلال للسيطرة على منابع النيل، ونوم النظام المصري في العسل، ومما ذكرت:
تهديد أمن مصر
تضع "اسرائيل" نصب عينيها هدفاً واضحاً في أفريقيا، سبق أن عبّر عنه ليبرمان قبل سنوات بدعوته لقصف السد العالي وتدميره واغراق مصركلها بمياهه، ولعلمهم باستحالة تنفيذ هذا الأمر في هذه المرحلة على الأقل، تحاول الدبلوماسية الاسرائيلية قتل مصر وتدميرها ليس بإغراقها، بل من خلال الوصول لمنابع النيل والتحكم والسيطرة عليها، لتموت مصر عطشاً وجوعاً، أو ترضخ للجانب الاسرئيلي بالكامل.
شواهد تلك المحاولات التاريخية كثيرة، لكنها اليوم أصبحت حقائق على الأرض، فإقامة المشاريع والسدود ليست استثماراً مالياً بحت، بل استكمال لفرض حصار على السودان ومصر.
وما دمنا نتحدث عن دلالات توقيت الزيارة، فإن مصر لم تسقط سهواً من ذلك الحديث، لكن استهداف مصر يحتاج لتفصيل وتوضيح:
• تحاول إسرائيل منذ عقود أن تؤثر على الأمن المائي القومي المصري، وذلك من خلال تحكمها في البحيرات الوسطى، ومنابع النيل في القارة الأفريقية، في مسعى حثيث لإقصاء مصر عن ساحة الصراع العربي الإسرائيلي، ومن خلال اشغالها بمشكلة المياه وأمن النيل
• طالبت مصر مؤخراً بزيادة حصتها في مياه نهر النيل وتغيير الاتفاقات القائمة، مما أثار خلافات بين دول المنبع الثلاث (من بين الدول الخمسة التي سيزورها ليبرمان هناك ثلاثة تسيطر على منابع نهر النيل، فإثيوبيا تسيطر على بحيرة "تانا" التي ينبع منها النيل الأزرق، وكينيا وأوغندا تسيطران على بحيرة فكتوريا التي ينبع منها النيل الأبيض)، ودول الممر والمصب أي السودان ومصر
• عقدت في كينشاسا في حزيران/يونيو الماضي ، وفي الاسكندرية في تموز/يوليو الماضي جولة فاشلة من مفاوضات دول حوض النيل حول اتفاقية جديدة لادارة الموارد المائية بين دول المنبع، ودولة الممر السودان، والمصب جمهورية مصر العربية. اجتماع دول حوض النيل في الاسكندرية، لم يتوصل الى اتفاق، بل اتفق على اجراء مباحثات جانبية تستمر ستة اشهر، تمتنع اية دولة عن التصرف خلالها بشأن القضايا العالقة.
• رغم ذلك أبرم ليبرمان ووفقاً للتقارير التي تسربت اتفاقيات تمول بها اسرائيل وتنفذ سلسلة من المشاريع المتعلقة بادارة الموارد المالية، تتضمن بناء عدد من السدود وتحويلات في مجرى نهر النيل ومتفرعاته، بحيث لا تصل الكمية المناسبة لسدود السودان ومصر، ولكي تبدأ المفاوضات بين دول حوض النيل بعد قرابة اربعة اشهر من توقيع الاتفاقات، وهناك وقائع على الارض وعلى الماء، لا يمكن اغفالها، تضع مصر والسودان في موقف حرج وضعيف.
• وبحسب تفاصيل تلك التقارير فأن تفاهمات ليبرمان مع زعماء هذه الدول ستشمل ملف المنشآت المائية التي وعدت إسرائيل بإقامتها عند نقطة خروج النيل الأزرق من بحيرة تانا ونقطة خروج النيل الأبيض من بحيرة فكتوريا، وهذه المنشآت هي عبارة عن خزانات ضخمة تهدف لرفع مستوى المياه في هذه البحيرات إضافة إلى التحكم والضبط لتدفقات مياه النيلين الأزرق والأبيض
• أما السودان فقد وجهت له "اسرائيل" اتهامات متكررة بدعم المقاومة وتزويدها بالسلاح، ولا ننسى الأنباء التي كشفت عنها صحيفة هآرتس بتاريخ 27/03/2009 وفيها تفاصيل غارة شنتها طائرات إسرائيلية على ما قالت إنها شاحنات محملة بالأسلحة الإيرانية في أحد مناطق شرقي السودان كانت في طريقها إلى قطاع غزة نهاية يناير الماضي، وهي الغارة التي تكتم عليها الجميع لفشلها حيث أن الهجوم وقع على قافلة تضم ألف مدني ضالعين في "عملية تهريب بضائع على الحدود مع مصر" قتل منهم 119 شخصًا بينهم 56 مهربًا و63 شخصًا من إثيوبيا والصومال وجنسيات أخرى كان يجري تهريبهم
• لذلك فإن من أهداف الزيارة أيضاً تطويق السودان وحصاره وزعزعة أمنه واستقراره ودعم حركات التمرد فيه، وفي هذا الشأن أكد الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يحظى بنفوذ كبير في القارة الأفريقية وتزعجه هكذا تحركات أن الكثير من أحداث العنف فى أفريقيا سببها التدخل الأجنبى، مؤكداً أن إسرائيل خاصة هى المسؤولة عن تأجيج الصراعات هناك، وقال القذافى في كلمة القاها أمام القمة الاستثنائية للاتحاد الأفريقي، أنه لا يرى خطورة كبيرة بالنسبة لأزمة دارفور وجنوب السودان، إذا تم الابتعاد عن التدخل والأطماع الدولية، معتبرا التدخل الخارجى هو الذى صب الوقود على النار، موضحاً أن وجود مكتب لأحد فصائل دارفور فى تل أبيب باسرائيل يدل على وجود قوة تخريب خارجية، تتدخل فى مشاكل أفريقيا وتضخيمها لجعل القارة غارقة فى مثل هذه المشاكل، لنهب ثرواتها عبر شركاتها والشركات المتعددة الجنسية
أما عن المحاولات المتكررة لضرب وزعزعة أمن مصر من قبل الاحتلال فحدّث ولا حرج: من الأسمدة الفاسدة، إلى محاولة نشر الايدز وغيرها، ويكفي أن نشير إلى استطلاع أجرته مؤسسة بيو الأمريكية الشهيرة، عن الاتجاهات العالمية في العالم، وصدر في 24/07/2007 وفيه أن 75% من الاسرائيليين يكرهون مصر!
عودة لمفهوم الأمن القومي الذي حصره النظام المصري في 14 كيلومتر هي حدود مصر مع قطاع غزة، وفي الواقع أن الأمن الوطني لا القومي (حيث أنه لا قومية خاصة بمصر) يعني أمن المواطن، والأمن الغذائي والصحي والتعليمي وغيرها، يعني حماية البلاد من الأخطار بكافة أشكالها، والتي لا نرى لها إلا مصدراً واحداً هو "اسرئيل".
قبل أن نُنهي نشير إلى نقاط عشر طرحها مصريون يناقشون حال بلادهم وأمنها الوطني الحقيقي، وفيها يقولون (نوردها كما هي وباللهجة العامية):
اهم و اخطر عشر مشاكل تواجهة مصر من وجهة نظرى
1- البطالة القنبلة الموقوتة التى ممكن تفجر جرائم و سرقة و نهب الفراغ يعمل اكتر من كدة
2- الفساد اللى انتشر فى كل طبقات المجتمع من الاعلى الى الاقل قدم رشوة تاخد خدمة
3-التعليم مشكلة كبيرة جدا بالذات التخبط فى الثانوية العامة و مخترعات وزراة التعليم الى بتجربها فينا كل سنة والتمن احنا و اولادنا و جيوبنا
4- مرتبات الحكومة التى لا تكفى العيش الحاف والمعاش الذى لا يكفى تمن الدواء
5- ازمة الاسكان من ارتفاع الشقق و ارتفاع الايجار و العشوئيات والتعدى على الارض الزراعية احتكار رؤوس الاموال على اراضى الدولة بالقروش و بيعها بمئات الاف
6- التفاوت الرهيب فى مرتبات الدولة يوجد فى مصر من يقبض 800الف جنيهى فى الشهر و يوجد من يقبض 40 جنيهة فى الشهر و كمان مؤقت مش تعين لو تم توزيع المرتبات بشكل عادل بين الوزراء و طاقم السكرتارية و سيارتهم و سواقيهم و بين عامة الشعب لاختلف الامر كثيرا
7-التكدس فى القاهرة يودى الى اختناق رهيب فى المواصلات و تلوث الهواء و عشوئيات البناء وغلاء المعيشة بسبب مركزية الحكم فنجد ان اهم الخدمات و الوزرات والمسارح واماكن الترفية و غيرة فى القاهرة
8- اننا دولة ديمقراطية على الورق فقط نتقدم الى الامام و لا نرجع للخلف هل بعد ما حصلنا على حريتنا من ايام الملك فاروق و الحكم لا يخرج عن العيلة المالكة نرجع لها الان على يد رئيسنا
9- لا يوجد قانون من اين لك هذا ؟؟؟؟؟ هناك اشخاص فوق القانون ياتى الى الكرسى لا يملك مليم احمر و يخرج من المنصب بالقصور و الفيلات و المصانع و الشركات ولا يتم السؤال من اين لك هذا فيزادد الجشع يزادد الفساد لانة لا يوجد عقاب
10- سوء الخدمة الصحية اى مرض فى الدنيا يبدا فى دول اخرى بمجرد ما يصل مصر يتعدى ارقام المرضى على مستوى العالم اجمعة و يتفشى و يتاصل لدينا اذهب الى اى مستشفى حكومى و تعرف على طرق تقديم الخدمة ساعتها بس هتعرف مستوى الخدمة الصحية فى مصر
في بداية الموضوع قلنا: لاحظوا أننا نقول الأمن القومي في مصر، وليس الأمن القومي المصري، لسبب بسيط نوضحه في آخر الموضوع، تذكروا ذلك.
وهنا نجيب أن الأمن القومي الذي يعنيه النظام المصري هو "أمن اسرائيل"، ولا يعنيه من أمر مصر شيئاً، الأمن القومي هو حماية حدود المحتل الغاصب، والضغط على الضحية كي تستسلم، الأمن القومي يعني قتل الأفارقة، وبناء الجدر الفولاذية، ومنع الدواء والغذاء عن غزة، وتشويه المقاومة والشعب الفلسطيني، والايعاز لأبواق النظام وعبر الشاشات الرسمية للتهجم والتجريح، هذا هو الأمن القومي عندهم.
أما الأخطار الحقيقية، وتهديد البلاد والعباد، وانحدار مستوى كل شيء في مصر، فهو ايضاً يخدم مصلحة الأمن القومي المزعوم، لأن ضعف وتدمير مصر هو خدمة ل "أمن اسرائيل".
التالي: السيادة المصرية
لا نامت أعين الجبناء
د. إبراهيم حمّامي DrHamami@Hotmail.com
03/01/2010
اترك تعليق:
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 231303. الأعضاء 8 والزوار 231295.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 551,206, 15-05-2025 الساعة 03:23.
اترك تعليق: