عندما كنت طفلة ..لم أكن أهتم بالأيام المشمسة ..أو الأيام الحزينة الآن ..أصبحْتُ أكثر حساسية بأمورِ الطقس ومجريات الأحداث من حولي.. يبدو أنني أتقدم في الســـن.
في يوم مــا..كنت أتصفـــح الانترنت..حتى لمحت إحداها وببعض من الفضول ..تصفّحتها..وجدتها لا تناسب مداركي استغرق الأمر بعد ذلك وقتــا طويلاً..وأنا أبحث عن غيرها إلى أن وجدت واحدة ..اغتصبت صفحاتها فحققت لي بعض مما تصبو إليها نفسي ثم واحدة أخرى أضافت لي شيئاً..وتبعتها أخريات عدة وهكذا بدأ مشوار البحث عندي ..أحياناً أفشل وأحياناً أنجح إلى أن جاء اليوم..فبدلاً من أن أقوم ببعض عاداتي اليومية كالرياضة ..أو مشاهدة الأفلام الأجنبية تورطت وعملت واحدة ..أبث فيها مشاعري وأفكاري.
في مكتبهِ..أعلن حالة طواريء ..ذرعَ المكتبَ خائفا وقلقا.. باغتته مكالمة رسَمت ابتسامة على ملامحه..أرخى جسده المنهك.. تنفسَ بعُمق بعد أن تأكد له أنَّ خبر طيَرانه كان مجَرد إشاعة.
اشتقتك هـــــذا الصباح رحت أفـصّل اشتياقي ثوبـــاً ملوناً بالعصافير أنسُجُه ُعباءة من الكلمــــات مُرصّعة برمالِ الوطن فهـــل أجد في مســاحاتِ صدرك يا وطني رقعة من ورد ٍأُغلِقُ سياج القطيعة بين انتظاري و .. ترابك!!
كنتُ أمشي في الشارع ِ ظهراً..أستـَجدي ذوي القلوب الرحيمة لإعطائي القليل مما في جيُوبهم..بَعضهم كان يَدُسُّ بيدي بضعة نقود..والبعض كانوا يُظهرون ملامحاً عابسة ومتجهِّمة .
طــلَّ فتى يَكبُرني قليلاُ.. يرتـَدي أسمَالاً بالـِية مثلي تـَماماً..أخَذ يَسألـُني عَن وجهَة بعض الأماكِن ..وكيف السبيلُ إليها ..
قـُمتُ بالإجابةِ عليها قـَدرَ استطاعـَتي ..فـَاجَأني عِندمَا اقتـَرَب مِني كثيراً وَطلبَ اعطائه بَعض مما جـَمَعته اليَوم ..
لـَبسني الرُعب وحَاولت اقناعهِ بأن ما لديّ لم يكـُن ليـَكفيني لِهذا اليَوم وأنني تعـِبتُ في الحصول ِعلى القليل ِمما في جيوبِ الناس ..ومن الصعب أن أعْطيه ما بـِحوزَتي.
انتبهتْ سَيدة بالقربِ منا كانت تتسَوق وتشتـَري بعض الخُضروات والفاكهة من الباعةِ المتراصّين في السوق..
التفتت نـَحوي وقالت تـَستفسِر : (رَأيتكَ تبكي ..لِماذا ؟)..فتدّخل الفتى الكبير بسرعةٍ قائلاً بإسلوب ِ بائس : (هذا أخي لا يسمع ولا يتكلم ..يبكي لأنه جائع ..).تذكـّرتُ أن ّهذا أسلوبنا في استـِجداء الناس للنقودِ ..فسرعان ما نظرتُ إليها أتصنـّع الحُزن والبُكاء وأمَثــِل شخصية أبكم .
وأخيراً ..حَصلنا على ما يُسعِدنا لهذا اليوم أنا وزميلي .. تشارَكنا ماجادتْ بهِ يـَد السيدة ..
وبعدها افتـَرقنا وكل واحد منا يـُفكـِّر أين سيـَشحذ في الغدِ الباكـِــر.
**
التعديل الأخير تم بواسطة مها راجح; الساعة 02-05-2010, 10:10.
تعليق