الشعور الحسي والإلهام الروحي والتخيّل الابتكاري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    #61
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الأستاذ الكريم محمد جابري
    أنا أحترم جدا رأيك و علمك و الإختلاف في التحليل و اختلاف قدراتنا على الادراك لا يعني أن أحدنا مصيب و الآخر مخطىء ما دمنا ملتزمين بالثوابت الشرعية

    و أقول أن لكل منا وجهة نظر يعلن فيها عن جزء من الحقيقة وهو ما فتح الله به عليه و النقاش الذي يدور بيننا هو محاولة على الأقل من جانبي للتعرف على الجزئية التي تخص كل من المتحاورين حتى نستطيع التواصل بها و معها و نبني معلومة منطقية متكاملة الجوانب فكأننا بصدد اقامة بيت و كل منا ياتي بما عنده من أدواة مساعدة لاقامة أركانه وهي ما أعتبره من السنن الكونية و التي يجب أن نتعلم منها كيف نبني الكيان الانساني ثم المجتمع
    فلكل منا أدواته للإدراك وقدرته على الفهم و الخيرية لا تدخل في هذه المنظومة لأنها من الشيطان
    يقول تعالى و خلقناكم من نفس واحدة لكنها تتعدد فينا تعدد الخلق كذلك الحقيقة هي واحدة لكن ادراكنا لها يختلف من شخص لآخر فالشجرة واحدة في مظهرها و حياتها لكن حجمها و ثمارها تختلف من شجرة لأخرى وهي في كثير من الأحيان نفس الشجرة يعني من نفس النوع كذلك هي النفس و كذلك هو العقل البشري المدرك للأشياء متعدد القدرات و الأفكارو ذلك حسب بيئته العلمية و الاجتماعية و التربوية

    فلا أحد منا قادر أن يحجر على الآخر أو يلغي فكره أو يتهمه بعدم العلم فكل منا عالم في حدود و جاهل في أخرى و لا نتعلم حتى نتكامل

    و أرى أننا لا بد أن نتجاوز هذه الجزئية و التي لا تستحق أن يتوقف عندها النقاش فهي تصبح غير مهمة أمام الموضوع الأصلي و قد طرحت وجهة نظري في مداخلة سابقة و أتمنى من الأساتذة الكرام طرح وجهات نظرهم دون اثارة نقاط الخلاف و التي يمكن أن تناقش في ختام الحوار و بعد قراءة راي كل المتدخلين

    الأساتذة الأفاضل دمتم بكل خير

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    تعليق

    • محمد جابري
      أديب وكاتب
      • 30-10-2008
      • 1915

      #62
      [align=right]الستاذة منجية بن صالح؛

      شكر الله لك وسطية فكرك، واعتدال أقوالك، ورزانة استنتاجك؛

      وجميل أن نتأدب احتراما لبعضنا،

      وأجمل منه أن نتحلى بالعلم والشجاعة للبوح بالحقيقة المرة إن كانت ضد توجهي، وقطعت أمال توهجي.

      وأطلعك أختاه، لولا استمراريتك في الحوار الرازن لكنت انسحبت، فلأن أحصل على بيت في ربض الجنة تزعمها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لمن ترك الجدال مراء ولو كان محقا، أولى من الاستمرار في حيص بيص من أمرنا.

      [/align]ٍ

      {ووَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَِ} [المؤمنون : 118]
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 02-01-2010, 22:37.
      http://www.mhammed-jabri.net/

      تعليق

      • منجية بن صالح
        عضو الملتقى
        • 03-11-2009
        • 2119

        #63
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        الأستاذ الكريم حمد جابري
        سعيدة جدا بردك و جزيل الشكر لك على حسن ظنك بي و على روح التفهم التي أبديتها و هذا من حسن أخلاق المسلم الوفي لدينه و اخوانه في الله كما سعدت لان الله تعالى جعلني سببا في استمرارك في النقاش أحمده و أشكره على نعمته و الفضل له وحده و ما حوارنا هذا الا ابتغاء مرضاة الله تعالى و الاستفادة و الافادة فكلنا في هذه الدنيا يبحث عن قربه و القرب من حبيبه عليه الصلاة و السلام جعلنا الله و اياكم من الواردين حوضه آمين

        أتمنى أستاذي الكريم أن نواصل النقاش و أن أستمع لرأيك في الموضوع والذي نحن بصدد مناقشته ألا وهو الشعور الحسي و الالهام الروحي و التخيل و الذي طرحه الأخ الفاضل مصطفى شرقاوي و كما قلت هو موضوع شيق يمكن الكتابة فيه مطولا و باسهاب
        و في انتظار مداخلتكم دمتم بألف خير
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        تعليق

        • مصطفى شرقاوي
          أديب وكاتب
          • 09-05-2009
          • 2499

          #64
          يبدو أن هناك إكتفاء في هذا الموضوع ولا نطمع في المزيد وقبل دخول أساتذتنا للتنوير بألفاظ الموضوع وأنها تستحق أن يسلط عليها الضوء من جوانب متعدده ليضيف لنا علم الروحانيات ما أخذ أشكالا كثيره وأسماءا مختلفه وما بين البرمجه اللغوية العصبيه والتي تتعامل مع المشاعر في بعض أجزائها على أنها مصدر قوة على الشخص أن ينظر لها بعين الإهتمام .... وعن التخيل وهو باب كبير في هذه البرمجيات العصبية الحديثه ولو عدنا لسياق الأزمان الماضيه لوجدنا هذا الذي نتحدث عنه في قوالب علميه أو دربا من الخيال التصوير دونما نهرف بما لا نعرف نجد أنه موجود وأنه بعيد عن علم الكلام فهو لغة أحاسيس مشتركه وخواطر متبادله بأطياف روح متآلفه متحابه .. فالأرواح جنود مجنده من تعارف منها ائتلف ومن تنافر منها اختلف "... هنا في هذه الصفحه يظهر جليا تعبيرات لفظيه لا تقوى على إرسال الرسائل بقوة المرسل إلا إذا حالفه التوفيق في إلمام مشاعره الإلمام الكامل ووضعه بعد معاينته والعمل به في قالب تصويري لفظي يفهمه ما شاء الله أن يفهم ويغيب عن البعض مفهوم المضمون ...... هذا كان في هذا المتصفح ولا ننسى فضل الله علينا في هذا المتصفح وحتى لو اعتبره البعض شطحا من خبال , فلا يهم المهم أن يعتبره البعض الآخر إخراجا لمكامن الدواخل وتقريرات نفسيه بصورة لفظيه بأدله علميه ومنطقيه وعمليه بعيدا عن علم الكلام وبعيدا عن التشدق اللفظي والشذوذ المعرفي ...

          جميعنا له داخل جميعنا له حق الإستشعار وجودنا هنا لنتعلم ويهدي بعضنا البعض ألفاظا رقراقه تسكن القلب والعقل ..... ثم فضل أساتذتنا الذين مروا من هنا ليدلي كل منهم بدلو معارفه ونتاج خبراته الطويله بإسلوبه الماتع القانع وكل بحسب ظروفه البيئيه وبحسب تكوين فكره العلمي ....

          كونوا بخير حتى نتواصل .........
          التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى شرقاوي; الساعة 03-01-2010, 10:21.

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #65
            [align=center]الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
            الإنسان عالم معقد جدا و قد كنت أمس أطالع في كتاب الدكتور خالص جلبي "الطب محراب الإيمان"و الدكتور خالص جلبي هو صهر(*) أستاذنا الكبير جودت سعيد، كما أنه سوري الأصل كندي الجنسية حاليا، و في كتابه هذا يدخل إلى أعماق الإنسان حسب علمه طبعا، و هو متخصص في جراحة الأوعية الدموية الدقيقة، و ما توصل إليه العلم الحديث من كشوفات مذهلة، و مع هذا تبقى معرفة العلماء بالإنسان معرفة ضئيلة ...تافهة أمام حقيقة هذا الإنسان الصغير في حجمه الكبير بأسراره الغريب بأطواره العجيب بأسراره، إنه الإنسان الذي صنعه الله بيده و نفخ فيه من روحه كما نص هو نفسه سبحانه و تعالى، و مهما تكلم المتكلمون أو تفلسف المتفلسفون و مهما غاص العالمون فيه أو عنه أو حوله فلن يصلوا إلى حقيقته مهما أوتوا من علم و لن يستطيعوا أن يعبروا عنه مهما بلغوا من البيان.
            هذه خاطرة كتبتها الآن فقط و لم تكن تخطر على بالي قبل قراءة ما كتبته أختنا منجية بن صالح و ما كتبه أخونا مصطفى الشرقاوي في هذه الصفحة الخامسة،
            سعدتُّ بالقراءة لكما و قد بيّنتما لي أننا مهما ادعينا المعرفة فإننا سنبقى طويلبي علم قد عرفنا شيئا و غابت عنا أشياء و أشياء و أشياء....
            اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و ارزقنا الإخلاص في القول و العمل و الصدق في اللسان و الجنان حتى نفوز برضاك، اللهم آمين يا رب العالمين.[/align]
            ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
            (*) الدكتور خالص جلبي زوج أخت الأستاذ جودت سعيد، رحمها الله تعالى.
            التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 03-01-2010, 19:29.
            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • منجية بن صالح
              عضو الملتقى
              • 03-11-2009
              • 2119

              #66
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              الأساتذة الأفاضل

              لعل بهذه المبادرة المتواضعة نستطيع أن نستكمل الحوار في الموضوع الذي طرحه الأستاذ الكريم مصطفى شرقاوي و الذي توقف عند نقطة البداية و حتى لا تكون النهاية اسمحوا لي بأن أقدم لكم هذه القراءة لمقتطفات وجيزة من كتاب لمصطفى صادق الرافعي وهو بعنوان رسائل الأحزان في فلسفة الجمال و الحب

              لماذا اخترت بالذات هذا العمل ؟وجدت أنه يمكن أن يكون نموذجا و مثالا لكتابة مصدرها الإلهام الروحاني استقاه الاحساس الانساني و أستشعره القلب و استقبلته شاشة الخيال فكانت صور الجمال و الحب تحلق بالقاريء في فضاء الإبداع المترامي الأطراف و الذي لا يمكن أن يكون إلا من الهام بديع السماوات و الأرض سبحانه

              كيف ذلك ؟ يجسد الرافعي الحقيقة ويقول :

              و لكن ما أجمل الحقيقة ترسل أشعتها و ألوانها في قلب الجميلة فتمتهد لها فيه أرضا من الشعاع ثم تهبط من السماء الكبرى الى هذه السماء الصغرى جمالا في جمال و حقيقة على حقيقة و شعرا على شعر و معنى يوحي به إلى من هي تفسير له .تلك حقيقة الجمال الذي لا يفهم إلا بمثال عليه من امرأة و إن من النساء تفسيرا بديعا لهذه الحقيقة و منهن تفسير ناقص و بعضهن مغالطة في التفسير,و بعضهن مسخ , و بعضهن كالتضريب و الشطب لا يفسر شيئا و لا يصحح شيئا و لكن يمحو
              و يطمس ......

              هذا الاحساس الراقي بالأنثى لا يمكن لنفس معتلة أن تستشعره حتى تعبر عنه فالحقيقة بالنسبة للرافعي هي من أحب وهي في جسد أنثى طهرتها أنوار الحقيقة و أسبغت عليها ألوانها فأحتواها القلب فهي السماء و الجمال و الشعر و معنى رباني يتجلى على جسد المرأة ليفسر مفرداتها للخلق فحبيبته هي عذرية مريم و روح عيسى عليهما السلام و هما حقيقة الجمال و الحب الرباني و الذي يتجلى في الانسان

              كيف عاش الرافعي هذا الاحساس و هذه الصور التي تنتقل بالمتلقي بين الأرض و السماء بين الحب و الجمال بين النور و الظلمة بين الحس و المعنى و كيف كتب عنه ؟ لا أحد يدري

              لقد أخذ المرأة كنموذج تتجسد فيه الحقيقة الربانية الكامنة و الظاهرة ففيها الغيب و الشهادة و التي تتجلى في أبهى معانيها فيختزل هذا الكيان الرباني سمو الروح و شفافية الحس حتي يستطيع تحميل المعاني على المباني ثم تراه يسرد نماذج أخرى من النساء و التي هي ايضا تفسير لحقائق نعيشها حتى يأخذ بيدك و ينزل تدريجيا و من فوق سبع سماوات الى أرض الواقع بكل سلبياته و كأنه يطالب القاريء بالتعرف على الفرق بين حقيقة و أخرى و شتان بين هذه و تلك و كأنه أراد أيضا أن يقول أن المظاهر متعددة تعدد الخلق لكن الحقيقة الربانية واحدة لا يمكن أن تزاحم و الكتابة عن هذه الحقيقة لا تكون الا بالهام من صاحب الحقيقة لأنه وحده العالم بها ووحده القادر على إظهارها في خلقه

              أتمنى لكم قراءة شيقة فأنا شخصيا استمتعت جدا بهذه الرسائل و لا أدري لماذا الرافعي رحمه الله تعالى سماها رسائل الأحزان رغم أنها تتحدث عن أحلى شيء في الوجود ألا وهو الجمال و الحب أرجو من الأستاذة الأفاضل التعليق بما يروه صالحا لإثراء النقاش و طرح أرائهم و لقد اخترت مقتطفات أخرى سوف أنشرها و أعلق عليها لاحقا ان شاء الله تعالى – يتبع -دمتم بألف خير السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


              تعليق

              • مصطفى شرقاوي
                أديب وكاتب
                • 09-05-2009
                • 2499

                #67
                الأفاضل الطيبين رواد الردود السالفه والمطلعين عليها مؤيدكم ومعارضكم لما كان فيه من الردود ,, سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..

                حقائق الإلهام الروحي وربطها بين الأحاسيس والمشاعر يعرفها أناس ويجهلها آخرون ولسنا نزعم كما ورد أننا من اهل الصفه الملهمين , ولكن هناك إلهامات تختلف بحسب الإهتمامات وهناك إلقاء من الشيطان وهناك تخيلات من العقل تاتي بفضل التجارب والخبرات والإحتكاكات الزمنيه مع الأحداث ... كل ما سبق يعتبر شخصا واحدا مبدعا .. لو توافرت فيه جميع الشروط .. أى رجل ملهم حساس صاحب خيال تصويري .. إذ أننا نجده يستقبل المؤثر الخارجي ويصدقه ويمرره على إحساسه فيزكيه فيخرجه لنا على أفضل هيئه ممكنه نصا كان أو رؤيا عين .. فهناك من يتعاملون بزكاء العاطفه مع زكاء الطرح مع فكرة قويه راسخه فيهم ومعتقد ثابت ثبات الجبال الراسيات ... هؤلاء يحملون هما واحدا ويضعونه نصب أعينهم فلو صدق الهدف منهم لتوحد أمامهم الطريق واستقام وكانت المعية من رب البريه لما صدق الطويه أصلح المولى له المطيه .
                كيف نصل بكتاباتنا إلى هذه الحالة الجيده ....... من الأفكار ذات الفائده ...
                هذا ما أريد نقاشه بجانب المحاور الرئيسية التي وضعتها في أول الموضوع للنقاش .. وليتنا نتفق أن نتفق .. فلن أطلب منكم حقيقة الروح لأننا لا نعرف عنها شيئا ولا نعي منها إلا ما قد جاءنا نصا ونقلا لأن العقل لا يتسع للفكر في ماهية الروح وحقيقتها وكذا لا أطلب أن أغوص في الداخل كفانا ألقا إن نحن اتفقنا أن نتواصل مع الألفاظ الخارجه دونما الغوص في أعماق الكاتب لأننا وبصراحه قليل منا من يجيد فن الغوص بداخل قلم الآخر هذا " إلا من رحم ربي " من الأقلام الذكيه صاحبة الحس الصادق والشعور النبيل , كما أطلب من أساتذتنا أرباب البيان ان يوضحوا لنا ما دور اللغة والبلاغة لمساعدة الكاتب صاحب هذه المواصفات إن توفرت فيه المنح الربانيه السابقه ولم يتوفر عنده الإسلوب كيف له بتعبير إسلوبه ميسور ينطلق نحو الهدف ولا يدور .

                هذا ما أود النقاش فيه وما احاول أن أكتال منه هي الخبرات الحقيقية من الاقلام الموجوده بيننا لتعبر بصدق عن مدى ما وصلنا إليه من الرقي الروحي والذوق الأدبي المصحوب بالحس الدافئ الصادق والشعور النبيل الواثق .........
                التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى شرقاوي; الساعة 07-01-2010, 19:33.

                تعليق

                • منجية بن صالح
                  عضو الملتقى
                  • 03-11-2009
                  • 2119

                  #68
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                  كيف نصل بكتاباتنا إلى هذه الحالة الجيده ....... من الأفكار ذات الفائده ...

                  الأستاذ الكريم مصطفى شرقاوي
                  هذا ما نبحث عنه حتى نرتقي بمستوى الكتابة ونرسخ انتمائنا الى أمة اقرأ و التي تركت الكتاب الى مهام أخرى
                  هذا الجزء هو الثاني من قرائتي لمقتطفات من كتاب رسائل الأحزان لمصطفى صادق الرافعي رحمه الله تعالى و الذي وعدت بتنزيله

                  مشينا بين الجمال المنظور و بين الجمال المعقول وهي تجمعهما في شخصها و معانيها على حين أن الطبيعة لا تكاد ترضيك من هذه الجهة إلا اذ عرضت لك ألف شيء جميل .ثم فئنا إلى روضة على شاطئ النيل يسافر النظر في أرجائها و تتموج للعين كأنه بحر أخضر تهتز عليه هنا و هناك أمواج ملونة من الزهر....

                  قلت : فلأكن آدم هذه الجنة اليوم قالت : ثم تخرج منها كما خرج ....قلت : فإن الخروج لا يأزف إلا عند غروب الشمس "كقانون المجلس البلدي "......فضحكت و حضرتها النفس الثالثة ثم مدت عينيها الذابلتين في شواطيء ذلك البحر الأخضر و قالت : ألا تظن يا آدم الصغير أن إدراك الجمال الطبيعي في الأرض هو بقية فينا من نفسية لآدم الكبير لدن كان في السماء و قد ورثناها عنه ؟ قلت : لا أظن ظنا بل أنا مستيقن فإننا طردنا من الجنة و لكنا استرقنا منها قدر ما وسع خيالنا , فإدراك الجمال في أي أشكاله و بأي طرقه إنما هو متاع الروح الإنسانية على طريقتها الأولى في عهدها الأول .إن هذا الجمال لم يخلق إلا للحس و التخيل فهو كلام بين السماء و باطن الإنسان

                  قالت : فأنت الساعة تكلمك السماء ؟و تقول لي .....قالت : يا ويحي ماذا تقول لك السماء ؟ قلت : فإنها تقول ما لك منصرف عني بملك من ملائكتي و نسيت حتى الشمس فلم تنظر اليها ؟ قالت و جوابك ؟ قلت : جوابي هو أن بعض الأسرار الإلهية يبحث في العلم عنها و بعضها يكون من الجلال و الإشراق و السمو بحيث يبحث فيها هي عن العلم , فالسر الكامن في هاتين العينين و في هذا التكوين و في هذه الطلعة هو الذي أبحث فيه عن علم قلبي في تلك الساعة ذكرت هي الشعر و قالت : إنه يخرجنا الآن من حدود العمر الأرضي , فإن في هذا العمر ساعات لا تحسب منه إما لأنها أبدع و أجمل فلا يلائمها و إما لأنها أقبح و أسخف فلا تلائمه , أفتراها أقبح و أسخف ...؟قلت : يا شاعرتي العزيزة إن اللغة أيضا تخرج من حدود الأرض أحيانا فهي في مثل هذه الساعة في مثل هذه الروضة في مثل هذه الجميلة لا تِؤدي إلا معنى الجمال و الحب .أما الأقبح و الأسخف فلا يدخلان هنا إلا بعد أن نخرج نحن و يدخل غيرنا .......

                  للرافعي رحمه الله تعالى أسلوب فريد في الكتابة فهو يطوع الكلمة و يضفي عليها من إحساسه بالجمال و الحب و الذي هو تداخل راق بين الجمال المنظور و الجمال المعقول كما يعبر عنه بتلقائية و عمق ينم عن تجربة معاشة فلا يستطيع من لم يذق طعم الشيء أن يكون صادقا في وصفه له كما أنه لا يستطيع أن يعيش مع هذه الروح بالقراءة من لم يكن مقتنعا بوجود هذا المستوى الراقي للكلمة و المعنى المنتظم في منطق يسري بك ثم يعرح إلى السماء لتري من خلال هذا البعد الروحاني أبعادا أخرى غير أرضية و لا سماوية بل هي تواصل مطرد بين الأرض و السماء تنظر إلى الأرض من خلال الغيب الكامن فيها و إلى السماء من خلال الأرض و ما فيها من أعمال تثمر في عالم الغيب و كأنه يريد أن يقول لنا أن العمل الوحيد المثمر هو الإحساس بالحب و الجمال و النظر من خلالهما إلى الأشياء و التعامل معها بنفس الروح سوى إن كان ذلك بالاستبطان أو بالتفعيل العملي في الخلق

                  و هذا المستوى الشعوري الحسي هو ما يعيشه الكاتب فيحرك نبض قلبه و قلمه فيكون لبوحه و حواره مع من يحب مذاق آخر فكأنه يناجي نفسه التي تشبعت بهذا الجمال و الحب الذي تجسد في الطبيعة الكونية و الإنسانية و تواصل تواصلا بديعا لأن خالقه هو بديع السماوات و الأرض وهو الذي أحسن كل شيء خلقه و أضفى عليه من نوره ليجعل الشاعر بهذا الوجود يعيش بعدا آخر ليس أرضيا و لا سماويا وهو ما يعبر عنه الرافعي رحمه الله تعالى عندما يقول

                  لا أظن ظنا بل أنا مستيقن فإننا طردنا من الجنة و لكنا استرقنا منها قدر ما وسع خيالنا , فإدراك الجمال في أي أشكاله و بأي طرقه إنما هو متاع الروح الإنسانية على طريقتها الأولى في عهدها الأول


                  كيف تبادرت الى فكرالكاتب هذه الخاطرة ؟ و بأي لغة عبر عنها حتى تصل إلى القارئ في أبهى حلة فتلامس قلبه و تستقر في وجدانه ويتشوق إلى هذا العالم المنظور على مستوى الكلمة و المعنى والمعقول في فطرة كل فرد فينا ؟

                  لا يمكن أن تعبر النفس المعتلة عن هكذا عالم لأن خيالها حسي مادي ملوث فهي لا تستطيع أن ترقى إلى هذا المستوى و تعبر عن عالم لا يكون الدخول إليه متاح إلا للروح الطاهرة لأنها نورانية تتلقى الفيض الرباني برحمة الله تعالى و بوسع ادراكي غير متاح للنفس المريضة و التي تلوثت معانيها
                  و كأن الكاتب في هذه الفقرة يعبرعن منظر طبيعي يشاهده و يعبر إليه حتى يصفه بمفردات بسيطة في مظهرها لكنها عميقة في باطنها لما تختزله من حس مرهف و شفاف تشبعت به في عالم الغيب

                  فهو يخرج من حدود العمر الأرضي كما يقول حتى يستطيع أن يتكلم بلغة هي أيضا خارجة عن حدود الأرض فيحلق معها و بها في فضاء لا محدود في عالم الحب و الجمال
                  هي الكتابة الراقية و التي يخطها قلم الروح على لوح قلب الإنسان تتنزل عليه كمعنى تحمله الكلمة و تحلق به في سماء بديع السماوات و الأرض و كأنها تقول إنني من الله و إليه سوف أرجع بإذنه فكأنها دعاء و صلاة متواصلة و موصولة بالله تعالى عبر الزمان و المكان هذه قراءتي لما كتبه الرافعي رحمه الله تعالى فهو نموذج و كاتب لأدب رفيع و راقي و الذي نفتقده كثيرا في أيامنا
                  مع تحيتي و تقديري
                  السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

                  تعليق

                  • مصطفى شرقاوي
                    أديب وكاتب
                    • 09-05-2009
                    • 2499

                    #69
                    الأستاذة الفاضله / منجيه .........

                    سوف أشكر إهتمامك بالموضوع لسببين .. الأول : أنك تحاولين إلمام الموضوع بأكثر من طريقه ولو لم يثمر ذلك إلا بفتات المعلومات ولكنك لازلتِ تقاومين .. فشكرا لكِ
                    الثاني : أعطي العذر لأساتذتي ومن مروا من هنا من وعد بالتعليق ولم يعلق ومن بدء بالتصديق ولم يكمل معنا الموضوع ربما هذه الأسباب ستكون سببا لهجران الموضوع .. فلمرورك تقدير فشكرا لك . هذا عن فرمان الشكر لمن يستحق الشكر ..

                    قالها أستاذ ليشوري قبل ذلك بأن الكتابه في هذا المجال ذو شجون ... نعم فلي ظن أصدقه أن الخوض في هذا الموضوع بمثابة رساله غائرة في جرح النفس الحسيه التي تحملنا وتجملنا .. بعيدا عن وصف قرين الروح بها .. فإنه عندما يصدق الإحساس حسه نجد التآلف بين الروح والنفس , ربما هي حقيقه جديده ولكنها قديمه وثابته ثبات الشجعان الصابرين من نجد بينهم وبين أنفسهم ألفة ومحبة وقبول , هل جربنا ذلك مسبقا ؟
                    هل وجد احدنا غربه بينه وبين نفسه ؟
                    هل نجد في أحساسيسنا والمشاعر ما يجعلنا نقهر أنفسنا آلاف المرات ونعذبها شتى أنواع العذابات ؟
                    لو لم نكن نحن عينا فبالكاد أحدنا يعرف أحدهم .... الشاهد أنه عندما ترتقي الروح إلى درجه من القناعه المرضيه في حب الإله " ولا نخلط " نجد أن الروح النورانيه كما ذٌكر فيها تضئ الطريق للسالكين حتى تصل بهم إلى وضوح اليقين وترتقي بها لعليين المحبين فنجد أن فضل الله قد غمر هؤلاء الخواص من كل مكان " والدليل على ذلك حٌفاظ القرآن " .
                    ونحن على البر دونما الغوص في عمق العمق ولأن بر الروح عمق غائر عند من يٌعمل عقله ويصدر به الأوامر فتجده يتفيهق ويتشدق دونما الوصول على الخط الأول للفهم ... فنجد ملامسه وأية ملامسه لهؤلاء الطيبين الأوائل ....

                    لاشك أن المفهوم يصل ويتصل بأناس ولولم أظنني واهم .. أى أعاود القول بأن هؤلاء الروحانيين يتصلون مع الله أولا ومن ثم أنفسهم وبعدها يتصلون بكل سهوله ويسر مع العالم الخارجي ..... أما عن تآلفهم فحدث ولا حرج ... المؤمن يألف مؤمن والمنافق يألف منافق والأول مع الثاني لا يتآلفان .. هذا من المظرة الاولى والمحادثة الأولى بعيدا عن المكوث السنوات الطوال لتحليل الشخصيه .. أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ... هنا العلاقه بين النفس وبين النور علاقه طرديه .. فلا يمكن ابدا أن نتخيل كما تخيلوا في علوم النفس مدعين بروحانيات من على غير الإسلام .... كيف تسمو هذه الروح وهي على الطريق الخاطئ وهذا محور النقاش في هذه المداخله لمن عنده ما يفيد من الأساتذة ؟

                    تعليق

                    • منجية بن صالح
                      عضو الملتقى
                      • 03-11-2009
                      • 2119

                      #70
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      الأستاذ الكريم مصطفى شرقاوي
                      أخي في الله لا شكر على واجب وأنا أقول عن قناعة راسخة أن الكتابة هي رسالة و ألتزام بقضية تحتم على حاملها أن لا ينقطع عن آدائها بقطع النظر عن ما يحدث حوله فالعمل القصد منه وجه الله تعالى فمن يقصد الكريم لا يخيب بحوله و قوته و الأجر منه تعالى و المسلم يلتمس لأخيه ألف عذر فلو لا محبتنا لإخواننا لما كتبنا في هذا المنتدى الطيب
                      و نحن نتحدث عن الحب و الجمال فلا بد أن نستشعر جمال الروح التي بين جنباتنا حتى نستطيع أن نراه في الآخر و نثيره فيه على قدر امكانياته حتى تستجيب فيه روح الخلق الملهمة من الله سبحانه و تكون للكلمة معنى و رسالة
                      أرى و الله وحده أعلم أن هذه هي رسالة كل من عشق الكلمة و تحاور معها صادقها التزم بها فتعشقت به و حملت معانيه و أفراحه و أتراحه و التي في كل الحالات لا يمكن أن تخلو من الحب و الجمال
                      شكرا أستاذ مصطفى على ردك القيم و الى لقاء آخر ان شاء الله تعالى
                      دمتم بألف خير
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      تعليق

                      • محمد جابري
                        أديب وكاتب
                        • 30-10-2008
                        • 1915

                        #71
                        الأستاذ مصطفى الشرقاوي؛

                        أقتطف ما يناسب المقام من مداخلة أخرى ما يلي:

                        هناك بصر الجسد : العينان، وبصرها لا يبلغ الأفق في أحسن الأحوال إن لم تحل الحوائل، وهناك بصر الروح وهو بصر حديد لا يحده سقف ولا جدار ولا ولا... يبصر ما فتح الله له من أمور دنيوية، وأخروية، يبصر الجنة والنار ومن فيها، وما فيها، يرى الملائكة ويصافحها،... ،يبصر ويبصر فقط وفقط من زاوية واحدة بأن لا فاعل في الوجود حقيقة إلا الله ؛ وذلك ليستلهم: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى }[الأنفال : 17].

                        فالبصيرة تستلهم رفدها من {فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الروم : 50].

                        نظر لا يبصر إلا يدا الكريم تركت آثار رحمة ربها فازدهت الأرض ولبست اخضرار ألوانها، وقدمت جني ثمارها هدية من ربها تحقق وعده {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [هود : 6].

                        لم يعد لديها تلكؤ كما يفعل العقل ولا توقف وهي تقرأ{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات : 96]، بل على العكس يجادل العقل ويشاكس الضمير وما تناور البصيرة، بل ترشد لقوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }[الأنعام : 102]،

                        فحين تكشف البصيرة لبس الخطاب ويستيقن العقل ويستقر الفؤاد، ويراجع دروسه في الفقه الكبير والأكبر، ينغمس الأديب في هذه البحبوحة الإيمانية يبصر الأشياء على غير ما يبصره الآخرون، ويدرك ما لا يدركه الآخرون، ويزداد يقينا وثباتا ويستلهم عالم الغيب والشهادة سبحانه من علام الغيوب ليكشف له من وراء حجب غيب الأمور ليس فقط على ما هي عليه؛ وإنما على ما ستئول إليه.

                        آنئذ يصدح بلبلنا بجميل الشدو مما لم يسمع من قبل، فتقبل عليه الرياض ويقبل عليها ويعلو ويعلو فوق أشجارها مستلهما أشجانها، متفرسا حاجاتها، مستكشفا خفاياها، ساعيا مكرما في احتياجاتها سعي رءوف رحيم مستمدا من خزائن رب عزيزوهاب.
                        http://www.mhammed-jabri.net/

                        تعليق

                        • مصطفى شرقاوي
                          أديب وكاتب
                          • 09-05-2009
                          • 2499

                          #72
                          عوده بالموضوع لمتنفس النظر , والإمعان في التركيب ...............

                          تعليق

                          • د. م. عبد الحميد مظهر
                            ملّاح
                            • 11-10-2008
                            • 2318

                            #73
                            [align=right]
                            بسم الله الرحمن الرحيم

                            الأستاذ الفاضل مصطفى

                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                            أولاً احب الاعتذار عن عدم قدرتى على المشاركة لعدة أسباب منعت من توفر الوقت للقراءة والتأمل فيما طرحت وكل التعليقات عليه.

                            ثانياً: احييك على المثابرة والمتابعة لمناقشة النقاط المتعددة فى طرحك ، و هذا ما نرجوه و نتمناه ( هناك اعتراض من بعض اللغويين على استعمال كلمة "التمنى" و لكننى أخذ بالرأى الآخر لهذا الاستعمال)من طرحك فى الصالون.

                            و تحياتى
                            [/align]

                            تعليق

                            • مصطفى شرقاوي
                              أديب وكاتب
                              • 09-05-2009
                              • 2499

                              #74
                              المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
                              [align=right]
                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              الأستاذ الفاضل مصطفى

                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                              أولاً احب الاعتذار عن عدم قدرتى على المشاركة لعدة أسباب منعت من توفر الوقت للقراءة والتأمل فيما طرحت وكل التعليقات عليه.

                              ثانياً: احييك على المثابرة والمتابعة لمناقشة النقاط المتعددة فى طرحك ، و هذا ما نرجوه و نتمناه ( هناك اعتراض من بعض اللغويين على استعمال كلمة "التمنى" و لكننى أخذ بالرأى الآخر لهذا الاستعمال)من طرحك فى الصالون.

                              و تحياتى
                              [/align]
                              شرفني مرورك دكتور .......... نتمنى لك التوفيق في كل شأن

                              تعليق

                              • مصطفى شرقاوي
                                أديب وكاتب
                                • 09-05-2009
                                • 2499

                                #75
                                المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                                [align=center]الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
                                الإنسان عالم معقد جدا و قد كنت أمس أطالع في كتاب الدكتور خالص جلبي "الطب محراب الإيمان"و الدكتور خالص جلبي هو صهر(*) أستاذنا الكبير جودت سعيد، كما أنه سوري الأصل كندي الجنسية حاليا، و في كتابه هذا يدخل إلى أعماق الإنسان حسب علمه طبعا، و هو متخصص في جراحة الأوعية الدموية الدقيقة، و ما توصل إليه العلم الحديث من كشوفات مذهلة، و مع هذا تبقى معرفة العلماء بالإنسان معرفة ضئيلة ...تافهة أمام حقيقة هذا الإنسان الصغير في حجمه الكبير بأسراره الغريب بأطواره العجيب بأسراره، إنه الإنسان الذي صنعه الله بيده و نفخ فيه من روحه كما نص هو نفسه سبحانه و تعالى، و مهما تكلم المتكلمون أو تفلسف المتفلسفون و مهما غاص العالمون فيه أو عنه أو حوله فلن يصلوا إلى حقيقته مهما أوتوا من علم و لن يستطيعوا أن يعبروا عنه مهما بلغوا من البيان.
                                هذه خاطرة كتبتها الآن فقط و لم تكن تخطر على بالي قبل قراءة ما كتبته أختنا منجية بن صالح و ما كتبه أخونا مصطفى الشرقاوي في هذه الصفحة الخامسة،
                                سعدتُّ بالقراءة لكما و قد بيّنتما لي أننا مهما ادعينا المعرفة فإننا سنبقى طويلبي علم قد عرفنا شيئا و غابت عنا أشياء و أشياء و أشياء....
                                اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و ارزقنا الإخلاص في القول و العمل و الصدق في اللسان و الجنان حتى نفوز برضاك، اللهم آمين يا رب العالمين.[/align]
                                ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                (*) الدكتور خالص جلبي زوج أخت الأستاذ جودت سعيد، رحمها الله تعالى.
                                [align=justify]
                                نحتاج أن نهادن أنفسنا في بعض الأوقات ونظراً لتعدد اللغات واختلاف اللهجات وتفاضل الجنسيات حاولنا جميعاً كبنايه مسلمه وإخوه مترابطين أن نكون كالبنيان المرصوص يشد بعضنا بعضا نبصر بعضنا بعيوبنا نتواصل فقط من أجل التراحم والتصافي بامتثال الأمر واجتناب النهي دونما خوض في علم الكلام أو الفلسفه الباهته البارده التي تأخذ أكثر مما تعطي ..... ولازلنا نبحث عمن يمتلكون أدوات البناء لنضع اللبنه في بنيان التواصل الحقيقي بالرجوع لمجدنا وعزنا بوحدة الإسلام وصف المسلمين
                                [/align]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X