[frame="11 98"]
في داخل كل منّا طفل يضحك ويبكي ويعاند
أتمنى أن تنال الفكرة استحسانكم
(وقع اختيارها / تكوّنت من 8 ادباء)





فشكرا لله على هدية مازال أثرها عالقا في قلبي...
[/frame]
في داخل كل منّا طفل يضحك ويبكي ويعاند
ويكـــــــابر..
.في داخل كل مـنا أنشودة حفظناها ذات يوم...
حين كنا نلهو ونحب أكل الحـلوى لوحدـنا ..
في داخلنا حنـــين وشوق وحسرة إلى طفولتنا
النقـية بما تحمل من جمال وأمل و ألم.
حين كنا نلهو ونحب أكل الحـلوى لوحدـنا ..
في داخلنا حنـــين وشوق وحسرة إلى طفولتنا
النقـية بما تحمل من جمال وأمل و ألم.
.... ما زلنا نخلو بأنفسنا، ونبتسم
لذلك الماضي الراسخ في قـلوبنا
لذلك أحببت أن أفتح نـافذة لأعضاء الملتقى، يطلون بذكرياتهم، من خلالها، على طفولتهم
بعد أن أخذتهم مشاغل الدنيا وضروريات الحياة.
وسيتم، كل شهر، اختيار أجمل المشاركات،
وأطرفها، وأصدقها (حتى الحزينة منها)
لنتوجها :

بوسام الوفــــاء

وهذا بالاتّفاق مع السيّد محمد شعبان الموجي الذي رحّب بالفكرة مشكورا
وهذا ليس بغريب عليه فطالما شجّع الفكرة الجديدة والقلم المميّز
وهذا ليس بغريب عليه فطالما شجّع الفكرة الجديدة والقلم المميّز
أتمنى أن تنال الفكرة استحسانكم
و تقبلوا مني أصدقائي الكرام حبي الكبير وتقديري
سليمى السرايري
لجنة التحكيم :
(وقع اختيارها / تكوّنت من 8 ادباء)
المقدمة
هدية من السماء

كم هو رائع أن يعاودك الحنين الى الماضي الجميل
خاصة عالم الطفولة على بساطته عندما
عشته أو عندما ترى مشهدا كنت تراه وأنت طفل صغير... أو تلتقي بشخص يعيدك إلى الماضي الجميل ببراءته .
خاصة عالم الطفولة على بساطته عندما
عشته أو عندما ترى مشهدا كنت تراه وأنت طفل صغير... أو تلتقي بشخص يعيدك إلى الماضي الجميل ببراءته .
حينها تسترجع ذكريات الطفولة و تستعيد حكاياتها الساحرة البريئة..بكل منا طفل داخله .. كل يوم تستيقظ عصافير الطفولة بدواخلنا وتراودها تلك الابتسامة العذبة التي كانت لدينا حين كنا نشكل عبقا جميلا.


كانت طفولتنا تجسد جميع أنواع المحبة .. حب الإنسان للإنسان .. حب الإنسان للطيور والطبيعة والحيوان .. كنا نحلم بآمال كبيرة للمستقبل البعيد .. نكبر ...وتكبر معنا أحلامنا وآمالنا ...في هذه اللحظة وأنا أكتب أعيش طفولتي عبر ذكرياتي التي مازالت تدغدغ حواسي..وكثيرا ما أستعين بها في حياتي الآن ..قبل أيام وصلتني من أحد الأفراد هدية جميلة .. ذكرتني بأجمل هدية تلقيتها في حياتي .. هدية ليست ككل الهدايا .. إنها هدية من السماء .. هدية من الله .
هدية من الله
وأنا طفلة في السادسة من عمري كنت بالجنوبالتونسي حيث الطبيعة الساحرة رغم الجفاف... هناك..نملك ومازلنا أراضي الزيتون واللوز والكروم، نقصدها
في مواسم الجني او لغرض التفقد.
ذات فجر، والشمس ما زالت في خدرها، اصطحبنا عمي: أنا ووالدتي إلى تلك الحقول
كانت اللهفة تسبقني إلى هناك.
يا لجمال الطبيعة البكر...يا للون السماء..ورعشة أوراق أشجار الزيتون...
كل شيء يوحي بالجمال..
في مواسم الجني او لغرض التفقد.
ذات فجر، والشمس ما زالت في خدرها، اصطحبنا عمي: أنا ووالدتي إلى تلك الحقول
كانت اللهفة تسبقني إلى هناك.
يا لجمال الطبيعة البكر...يا للون السماء..ورعشة أوراق أشجار الزيتون...
كل شيء يوحي بالجمال..

كنت ألعب وأجري في المساحات الشاسعة وأحيانا أتسلق الأشجار ثم أمرح بحرية في تلك المساحات الخضراء الشاسعة...أطارد الفراشات أو الطيور
وحين يأخد مني التعب، أجلس على جذع شجرة على الأرض أتامل المكان وأمتع عيني بالجمال.. كنت أحلق بخيالي وأنظر إلى السماء البعيدة، فجأة، سمعت أصواتا تحت الجذع، أصواتا رقيقة كأنها آتية من جوف الأرض. وضعت أذني على الجذع لأتبين مصدرها كانت شبيهة بالنقرات .. جلست على ركبتي أستطلع مصدرها .. فتفاجأت بعدد كبير من بيض العصافير .. إنها نقرات فراخ العصافير داخل البيض ..يا للمفاجأة المذهلة التي هزت وجداني، حتى كادت أنفاسي أن تتوقف.
عددها قرابة ستين بيضة .. كم كانت فرحتي كبيرة، كأنني عثرت على كنز من تلك الكنوز في قصص السندباد.

أخدت البيض برفق ووضعته في قطعة قماش كبيرة وربطت أطراف القماش بين نخلتين .. فصار كسرير متدل ومتحرك .. كنت أحرك ذلك "السرير" برفق يمينا ويسارا كأنني أحرك مهد طفل صغير .. طلعت الشمس من مخدعها البعيد .. وأخذت تتهادى بغنج ودلال كعروس الزياتين و بدأت ترسل أشعتها على الدوح والحرارة تدبّ إلى البيض.
وحين يأخد مني التعب، أجلس على جذع شجرة على الأرض أتامل المكان وأمتع عيني بالجمال.. كنت أحلق بخيالي وأنظر إلى السماء البعيدة، فجأة، سمعت أصواتا تحت الجذع، أصواتا رقيقة كأنها آتية من جوف الأرض. وضعت أذني على الجذع لأتبين مصدرها كانت شبيهة بالنقرات .. جلست على ركبتي أستطلع مصدرها .. فتفاجأت بعدد كبير من بيض العصافير .. إنها نقرات فراخ العصافير داخل البيض ..يا للمفاجأة المذهلة التي هزت وجداني، حتى كادت أنفاسي أن تتوقف.
عددها قرابة ستين بيضة .. كم كانت فرحتي كبيرة، كأنني عثرت على كنز من تلك الكنوز في قصص السندباد.


أخدت البيض برفق ووضعته في قطعة قماش كبيرة وربطت أطراف القماش بين نخلتين .. فصار كسرير متدل ومتحرك .. كنت أحرك ذلك "السرير" برفق يمينا ويسارا كأنني أحرك مهد طفل صغير .. طلعت الشمس من مخدعها البعيد .. وأخذت تتهادى بغنج ودلال كعروس الزياتين و بدأت ترسل أشعتها على الدوح والحرارة تدبّ إلى البيض.



لمحت أربعة عصافير تحوم فوق رأسي مطلقة أصواتا مختلفة عرفت من خلالها أن البيض لأكثر من أبوين .. خفت قليلا .. لكنني تمالكت نفسي وبعفوية الطفولة البريئة قلت لنفسي: ابنة السادسة يجب ألا تخاف من العصافير الطائرة لأنني ابنة الأرض .. وابنة الصخور الثابتة والطبيعة القاسية الجميلة ..


كان هدفي نبيلا .. كنت أريد أن أطعم بفمي الصغير ستين (60) فرخا ..
جلبت الماء والطعام وانتظرت أن يفقس البيض .. شعرت بطعم الأمومة وأنا ابنة ست سنوات .. لفتت انتباهي اهتزازات داخل "الدوح" وأصوات تنبعث منه .. إنها الفراخ بدأت تخرج من بيضها .. كنت أمسك بالفرخ مباشرة بعد خروجه من البيضة وأسقيه من فمي ..
جلبت الماء والطعام وانتظرت أن يفقس البيض .. شعرت بطعم الأمومة وأنا ابنة ست سنوات .. لفتت انتباهي اهتزازات داخل "الدوح" وأصوات تنبعث منه .. إنها الفراخ بدأت تخرج من بيضها .. كنت أمسك بالفرخ مباشرة بعد خروجه من البيضة وأسقيه من فمي ..


هكذا فعلت مع كل الفراخ واحدا تلو الآخر .. واهتممت بها طوال اليوم.. كانت في الحقل، بقربي، العديد من أشجار التين .. كنت أقطف التينة؛ فأفتحها، وألتقط حبيباتها الصغيرة وأعيد اللعبة: لعبة الاطعام ..لأنني كنت أعتبر ما قمت به لعبة في سني وهكذا أطعمت كل العصافير .. .. كنت بين الفينة والأخرى أتركها لأمرح وألعب وألتقط الأعشاب اليابسة والخضراء من هنا وهناك حتى أتمكن من أن أفرشها للعصافير الصغيرة وأجعلها كعش حين عودتنا إلى البيت .. حملت معي كنزي الثمين الذي أهداه لي الله وعدت إلى "الحوش" أي البيت الكبير مع والدتي وفرشت الأعشاب التي التقطتها في مكان جميل اخترته يطل على الطريق المؤدية إلى البئر وهو طريق وسط واحة نخيل غاية في الجمال .. بقيت عصافيري معي لأيام معدودة وحين لاحظت نموّ ريشها ويدء محاولاتها الطيران .. قررت مساعدتها .. كنت أمسك كل عصفور

وألقيه في الهواء وأنظر إليه وهو يبتعد .. و أذرف دمعة ساخنة كلما قمت بإرسال أحدها إلى الهواء ولمحته يتوارى عن ناظري ..
ذرفت ستين (60) دمعة، أو يزيد ..


وألقيه في الهواء وأنظر إليه وهو يبتعد .. و أذرف دمعة ساخنة كلما قمت بإرسال أحدها إلى الهواء ولمحته يتوارى عن ناظري ..
ذرفت ستين (60) دمعة، أو يزيد ..

رغم الحزن الذي احتواني حينها إلا أنني وفي تلك السن كنت أعلم أن سعادة العصافير في حريتها.


تعليق