الأديبة الفريدة برقتها وأحاسيسها الناعمة ابنة تونس الخضراء الأستاذة سليمى السرايري :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للأسف طفولتي كانت غير ذلك ، فلم نكن نحس هذه الأحاسيس ، وكنا نمصع رقاب العصافير ونلقي بها في أجوافنا ...!!!
كان اللحم على زماننا ، أو بالأحرى على زمان طفولتنا قليل ، وللمناسبات ، وكان الفقر على زماننا يحز عظامنا ، فسرق منا رقتنا ورمانسيتنا ، وجعل من العصافير الصغيرة مائدة لطعامنا ، وكانت الكرشة فرحة وعيد ...!!!
كنا نقتني الدجاج للبيض واللحم ، والحمام والأرانب ، وما نصطاد من حجل ومن ثعالب وحتى الضبع كان يباح أكل جنبه الأيمن بذريعة أنه يجتر مرة العام ... بل كان البعض يأكله عن آخره ، وهناك حيوانات من كل ما يدب على قدميه أو يزحف ، حتى الأفعى نقص شبرا من ناحية رأسها ، وشبرا من ناحية ذيلها ونسلخها ونأكلها ، وحتى اصطاد بعضهم الكلب وزعموا انه ذئب ليجدوا مبررا لأكله ، ولم يكتشف انه كان كلبا الا بعد ان استقر بالبطون ، وصارت حادثة اصطياده وأكله من أطرف نوادر القرية ، نتندر بها حتى بعد مرور أكثر من 50 عاما على مرورها ...!!!
كانت طفولتي قريبة من أجيال عاشوا المجاعة زمن عهد الأتحاد والترقي ، والذي طمس كل انجازات الخلافة العثمانية ، بجزاري الدونمة الأشرار الذين أرادوا تتريك العرب وحذف اللغة العربية ، متناسين ان العربية لغة القرآن ، وأن القرآن محفوظ من الله عز وجل ، ولن تستطيع أي قوة على الأرض تحدي قوة الله عز وجل ، فأطلت القومية العربية برأسها لدفن الخلافة ، وتحررنا من دولة الأسلام لنرزح تحت حكم الأنجليز والأفرنسيين والطليان ، لعنهم الله جميعا ، ولتكون فلسطين لقمة سائغة ووليمة باردة لليهود ، وعن زمان النجويع ، حيث كان الناس يبحثون عن الشعير في روث الخيل ليأكلوه ، فهل هناك تصور لرومانسية وغيرها ؟؟
انها مأساة جيلنا ، وقد مضى زمان تكون السرقة وقطع الطريق بطولة ، ويقبل الناس اليد المغموسة بالدم المسفوك ، وقد عاش شعبنا بثورة وراء ثورة ولليوم وللغد ...!!!
بالأمس القريب أكل أهل غزة علف الحيوانات ، ولا زالت معابرهم مغلقة ، ولا يزالون تحت الحصار ، فهل يتصرفون مع العصافير كسليمى ؟؟
لقد رصدت ذاكرة القرية وطفولتنا في تراثيات منشورة على موقعي الخاص المذيل به هذا الكلام ...!!!
الفكرة جميلة ، وفي الحب لي ذكرى بمقالة طريفة عنوانها حب عن ظهر الطابون ، ولا زلت أذكر عضات الحمار الأليمة ، فهي أو بعضها بلغ من العمر 50 عاما مضت أذكر حوادثها بدقة ولا أنساها ...!!!
ذاكرتي منقوشة هنا ، فتفضلوا للأستزادة لمن لديه وقت ورغبة ..!!!
وكل الشكر والتقدير والأحترام والرقة لسليمى السرايري التي فتحت هذا الباب الجميل للذكريات ، فالذكرى مهما تكن أليمة أو سعيدة فهي تذكر الأنسان بذاك الزمان الذي كان يأكل كل ما يجده بشهية ، دون أن تمنعه الأمراض وتحرم عليه ما يجده ، وقد كان يتمناه ولا يجده ...!!!
منتديات سنجل الباسلة
الموقع الشخصي للكاتب والباحث صالح صلاح شبانة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للأسف طفولتي كانت غير ذلك ، فلم نكن نحس هذه الأحاسيس ، وكنا نمصع رقاب العصافير ونلقي بها في أجوافنا ...!!!
كان اللحم على زماننا ، أو بالأحرى على زمان طفولتنا قليل ، وللمناسبات ، وكان الفقر على زماننا يحز عظامنا ، فسرق منا رقتنا ورمانسيتنا ، وجعل من العصافير الصغيرة مائدة لطعامنا ، وكانت الكرشة فرحة وعيد ...!!!
كنا نقتني الدجاج للبيض واللحم ، والحمام والأرانب ، وما نصطاد من حجل ومن ثعالب وحتى الضبع كان يباح أكل جنبه الأيمن بذريعة أنه يجتر مرة العام ... بل كان البعض يأكله عن آخره ، وهناك حيوانات من كل ما يدب على قدميه أو يزحف ، حتى الأفعى نقص شبرا من ناحية رأسها ، وشبرا من ناحية ذيلها ونسلخها ونأكلها ، وحتى اصطاد بعضهم الكلب وزعموا انه ذئب ليجدوا مبررا لأكله ، ولم يكتشف انه كان كلبا الا بعد ان استقر بالبطون ، وصارت حادثة اصطياده وأكله من أطرف نوادر القرية ، نتندر بها حتى بعد مرور أكثر من 50 عاما على مرورها ...!!!
كانت طفولتي قريبة من أجيال عاشوا المجاعة زمن عهد الأتحاد والترقي ، والذي طمس كل انجازات الخلافة العثمانية ، بجزاري الدونمة الأشرار الذين أرادوا تتريك العرب وحذف اللغة العربية ، متناسين ان العربية لغة القرآن ، وأن القرآن محفوظ من الله عز وجل ، ولن تستطيع أي قوة على الأرض تحدي قوة الله عز وجل ، فأطلت القومية العربية برأسها لدفن الخلافة ، وتحررنا من دولة الأسلام لنرزح تحت حكم الأنجليز والأفرنسيين والطليان ، لعنهم الله جميعا ، ولتكون فلسطين لقمة سائغة ووليمة باردة لليهود ، وعن زمان النجويع ، حيث كان الناس يبحثون عن الشعير في روث الخيل ليأكلوه ، فهل هناك تصور لرومانسية وغيرها ؟؟
انها مأساة جيلنا ، وقد مضى زمان تكون السرقة وقطع الطريق بطولة ، ويقبل الناس اليد المغموسة بالدم المسفوك ، وقد عاش شعبنا بثورة وراء ثورة ولليوم وللغد ...!!!
بالأمس القريب أكل أهل غزة علف الحيوانات ، ولا زالت معابرهم مغلقة ، ولا يزالون تحت الحصار ، فهل يتصرفون مع العصافير كسليمى ؟؟
لقد رصدت ذاكرة القرية وطفولتنا في تراثيات منشورة على موقعي الخاص المذيل به هذا الكلام ...!!!
الفكرة جميلة ، وفي الحب لي ذكرى بمقالة طريفة عنوانها حب عن ظهر الطابون ، ولا زلت أذكر عضات الحمار الأليمة ، فهي أو بعضها بلغ من العمر 50 عاما مضت أذكر حوادثها بدقة ولا أنساها ...!!!
ذاكرتي منقوشة هنا ، فتفضلوا للأستزادة لمن لديه وقت ورغبة ..!!!
وكل الشكر والتقدير والأحترام والرقة لسليمى السرايري التي فتحت هذا الباب الجميل للذكريات ، فالذكرى مهما تكن أليمة أو سعيدة فهي تذكر الأنسان بذاك الزمان الذي كان يأكل كل ما يجده بشهية ، دون أن تمنعه الأمراض وتحرم عليه ما يجده ، وقد كان يتمناه ولا يجده ...!!!
منتديات سنجل الباسلة
الموقع الشخصي للكاتب والباحث صالح صلاح شبانة
تعليق