الحذاء الاول
الغالية سليمى...
دائماً يغمرني لطفك...
حين تستخدمين اسمي كعنوان للمساهمات التي تطلبين من الأعضاء تقديمها إلى الموقع لا أجد من ثغرة للهروب من الكتابة التي لا تواتيني في الغالب من هذه الأيام بسبب حالتي النفسية التي تمليها علي طبيعة مرضي المعروف بالنسبة لك..
" الحذاء الأول "
نشأت في قرية من ريف غارق في الفقر والعبادة، ولم تعرف قدماي الحذاء الخاص بي قبل أن أذهب إلى المدرسة وأنا في السابعة من عمري.. أيامها كنا ونحن أطفال نتجول في فصل الصيف حفاة وفي الشتاء كان الواحد منا عندما يخرج لقضاء حاجة كان ينتعل الحذاء الأقرب إلى مقاس قدمه من الأحذية المكتظة بالعتبة لمن هم أكبر منه سناً من آباء وأمهات وأخوة وأخوات..
قبل يوم من ذهابي إلى المدرسة أخذتني أمي إلى الدكان الوحيد في القرية، واشترت لي حذاء من النوع البلاستيكي الذي يطبخونه من إطارات السيارات البالية.. وفي اليوم الثاني انتعلت حذائي في طريق الذهاب الى المدرسة وعدت الى البيت حافياً.. كنت لا أزال معتاداً المشي والركض دون أحذية فنسيت حذائي في منتصف الطريق عندما خلعته من قدمي لسبب لا أذكره.. قبل أن تسألني أمي عن مدرستي التي أذهب إليها لأول مرة سألتني عن الحذاء، لأعرف أني نسيته في الطريق.. أخذت أمي بإحدى أذني وشرعت تشدّها ولم تتركها قبل أن ينتابني إحساس بأن أذني قد اقتلعت.. صرخت في وجهي بصريح العبارة بعد أن تركت أذني ورفستني على قفاي: لا تعد إلى البيت دون الحذاء..
عدت طائراً في طريق المدرسة ولم أجد الحذاء.. لم أجرؤ على العودة إلى بيتنا، فذهبت الى بيت عمي بجوار بيتنا، وطلبت من امرأة عمي أن تعلم أمي بالأمر.. كان أبي طريح الفراش مريضاً ليس لديه القدرة على القيام بأي عمل.. بعد دقائق انطلق صوت شاكر المؤذن يعلن عبر مكبرات الصوت على سطح مسجد الضيعة:"من وجد حذاء على طريق المدرسة فليأخذه إلى بيت صطوف والأجر والثواب عند الله..
بعد نصف ساعة سمعت أمي تنادي امرأة عمي من فوق الحائط الفاصل بين دارينا: الحذاء صار بالبيت، قولي للمغضوب المختبئ عندكم يرجع للبيت بقى..".
الغالية سليمى...
دائماً يغمرني لطفك...
حين تستخدمين اسمي كعنوان للمساهمات التي تطلبين من الأعضاء تقديمها إلى الموقع لا أجد من ثغرة للهروب من الكتابة التي لا تواتيني في الغالب من هذه الأيام بسبب حالتي النفسية التي تمليها علي طبيعة مرضي المعروف بالنسبة لك..
" الحذاء الأول "
نشأت في قرية من ريف غارق في الفقر والعبادة، ولم تعرف قدماي الحذاء الخاص بي قبل أن أذهب إلى المدرسة وأنا في السابعة من عمري.. أيامها كنا ونحن أطفال نتجول في فصل الصيف حفاة وفي الشتاء كان الواحد منا عندما يخرج لقضاء حاجة كان ينتعل الحذاء الأقرب إلى مقاس قدمه من الأحذية المكتظة بالعتبة لمن هم أكبر منه سناً من آباء وأمهات وأخوة وأخوات..
قبل يوم من ذهابي إلى المدرسة أخذتني أمي إلى الدكان الوحيد في القرية، واشترت لي حذاء من النوع البلاستيكي الذي يطبخونه من إطارات السيارات البالية.. وفي اليوم الثاني انتعلت حذائي في طريق الذهاب الى المدرسة وعدت الى البيت حافياً.. كنت لا أزال معتاداً المشي والركض دون أحذية فنسيت حذائي في منتصف الطريق عندما خلعته من قدمي لسبب لا أذكره.. قبل أن تسألني أمي عن مدرستي التي أذهب إليها لأول مرة سألتني عن الحذاء، لأعرف أني نسيته في الطريق.. أخذت أمي بإحدى أذني وشرعت تشدّها ولم تتركها قبل أن ينتابني إحساس بأن أذني قد اقتلعت.. صرخت في وجهي بصريح العبارة بعد أن تركت أذني ورفستني على قفاي: لا تعد إلى البيت دون الحذاء..
عدت طائراً في طريق المدرسة ولم أجد الحذاء.. لم أجرؤ على العودة إلى بيتنا، فذهبت الى بيت عمي بجوار بيتنا، وطلبت من امرأة عمي أن تعلم أمي بالأمر.. كان أبي طريح الفراش مريضاً ليس لديه القدرة على القيام بأي عمل.. بعد دقائق انطلق صوت شاكر المؤذن يعلن عبر مكبرات الصوت على سطح مسجد الضيعة:"من وجد حذاء على طريق المدرسة فليأخذه إلى بيت صطوف والأجر والثواب عند الله..
بعد نصف ساعة سمعت أمي تنادي امرأة عمي من فوق الحائط الفاصل بين دارينا: الحذاء صار بالبيت، قولي للمغضوب المختبئ عندكم يرجع للبيت بقى..".
تعليق