القصة الذهبية " ريعانة " الفائزة بالمركز الأول / عائده محمد نادر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أمل ابراهيم
    أديبة
    • 12-12-2009
    • 867

    #31
    المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
    ريعانة

    كجنية تخرج من قمقمها, ظهرت أمامي
    وكأنها كانت تنتظرني!!
    تلبسني خوفي منها وأنا أراها تسير أمامي, بعد خروجي من مدرستي..
    وطول قامتها الفارع, يتراقص أمام عيني..
    وكم ألف مرة تمنيت أن تكون تلك القامة.. وذاك الشعرلي!!
    جذلة, نشوى, بشعرها الطويل, المتموج, يسابق الريح..
    يتطاير مع نسمات الهواء, كلما أسرعت خطاها, وترده عن وجهها بخفة ورشاقة
    أثارت تعجبي!!
    التفتْ نحوي..
    فأضاءتْ عينيها ومضة ساحرة, وكأنها تخرج من صومعة جنونها العتيق, الموغل فيها, لبرهة..ترمقني شزرا
    و..!!
    تحسستْ مخاوفي..
    استشعرتها
    وظل ابتسامة غريبة تكشفت عن نابيها,أرعدت بدني, أحاطتْ محياها..
    توقفتْ ريعانة فجأة!!
    فتسمرتُ بمكاني, أحتضن قلبي .. بكتبي ودفاتري, أحتمي فيها.. منها..!!
    وشلة الشبان المشاغبة, تقف على ناصية الشارع, يتمازحون بينهم, ومن صاحب الحظ العاثر الذي ستمسك بتلابيبه (( ريعانة )) التي هجرها العقل, مذ دخلت حمام بيتها المتآكل, تتربص بها الشياطين والجان, في ليلة ظلماء داكنة.. ورياح عاتية تتقلب الأشباح فيها بين أروقة البيوت العتيقة, وأزقتها المتعرجة كأفاع موغلة العمر
    فسكنت جسدها..!!
    تتلاعب به... أنما شاءت..
    لتغدو (( ريعانة )) مجنونة, لا شيء يردعها, أو يرد العقل الذي طار إليها!!
    أمسكتْ طرف قميصها, وزأرت بقوة كلبؤة جريحة, تفتح أسواره!!
    وكأنها تزمع التحرر من جسدها, لتصارع الوحش الكاسر الذي سكنها..!!
    والأزرار تتناثر كحبات حصى ناعمة, تعلن عن عصيان متأخر..!! يتأبطها!!
    علا صوت صفير الشباب.. وصراخهم
    فأثاروا حماستها,
    أعلنت عن جسدها ..
    اشرأبت بعنقها جذلا!!
    تتخايل..
    وتمسح بيدها مفاتنها, التي مسخها الشيطان, ولعب بها!!
    تجمدتُ في مكاني..
    أرقبها,
    ونبضات قلبي تسابقت تتلاطم بتخبط فيما بينها, وعيناي المرتعبتان تسمرت على نهديها, وهي تمسك فيهما..
    وتضحك بعبث أجش ملء شدقيها..
    أحاط الفتيان بها, يتصايحون, وينظرون بنهم وجسارة لجسدها الممتشق سيف الجنون, و ينقلون أبصارهم, نحوي..!!
    لم تعد ساقيِّ المرتعشتان تحتملان ثقل جسمي
    ارتخت يداي, فتناثرت كتبي على الرصيف..!!
    تتقلب أوارقها
    أصرخ بأعلى صوتي بهستيرية..
    وعيناي تتابعان, حشود الشهوة.. وتستغيث
    وذاك الأسمر!!
    الذي طالما أحببته..
    مذ وعيت الحب!!
    حين وطأت أحلامي ساحل العشق..
    فكتبت أولى خواطري.. عنه..
    وكم أضناني سهري, وأنا أناجيه!!
    ومن على شرفة نافذة غرفتي , أنتظره أن يمر يوما, من أمام داري
    أستحلف الغد أن يصارحني بحبه..
    وسيما, نبيلا , يخترق الجموع.. يفككها.. ينشر ذراعيه
    يحميها ويغطيها
    ويتمتم بينه وبينها:
    - لاتخافي (( ريعانتي )) أنا هنا.. لاتخافي حبيبتي..!
    تنبهت كل حواسها.. وكأن صوابها مافارقها..!
    نظرتْ إليه ..
    وذاك الشعاع الوامض من جديد يختلط بقسمات وجهها.. صعقني !!
    ابتسمتْ له بحنو امرأة عاشقة!!
    وتهمس بأذنه
    أمسكتْ يده..
    نفضت رأسها
    وهي ترمقتني بنظرات حادة متوعدة جعلتني أشهق وأبتلع ريقي, وأكاد أن أفقد صوابي, مثلها.. وأنا أراها تتأبط ذراع الأسمر .. حبيبي .. وتمضي معه بعيدا!!

    28/1/2010
    الاديبة المبدعه عائده محمد نادر
    قرأت هنا نص جميل ورائع من مبدعة قديرة مثلك وصحيح انت تختلفين هنا عن باقي قصصك كما اشار بعض الزملاء ولساني عاجز عن وصف ابداعك الذي تبلور هنا في هذه القطعة الادبيه النادره
    تقبلي تقديري واحترامي سيدتي
    درت حول العالم كله.. فلم أجد أحلى من تراب وطني

    تعليق

    • دريسي مولاي عبد الرحمان
      أديب وكاتب
      • 23-08-2008
      • 1049

      #32
      لكل عقل حمقته ولكل جسد شهوته...
      وهيستيريا المرأة في مداعبة الأوهام لخلاياها العصبية لتبدو لنا وكأنها تمارس الجنس على قارعة الطريق...
      القديرة عائدة شياطين قلمك ماهرة في تصوير الموقف بحدة بالغة وكم كانت جسورة في مجابهة شياطين الغيرة موسومة بهلوسات أنثوية
      تقديري .

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #33
        المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
        [align=center]
        أستاذة عايدة . أنا لستُ ناقدا ولا أجيده
        حازت " ريعانتك " على الأولية في وجداني ، فاستحوذت عليه .
        مع بداية القص ، تبدَّت صاحبتنا تتربص بالريعانة ، وليس العكس كما ادعت حين قالت :
        كجنية تخرج من قمقمها, ظهرت أمامي
        وكأنها كانت تنتظرني!!
        تمنَّت أن تكون هي . فأسهبت بالوصف :
        وكم ألف مرة تمنيت بيني وبين نفسي أن تكون تلك القامة.. وذاك الشعرلي!!
        جذلة, نشوى, بشعرها الطويل, المتموج, يسابق الريح..
        يتطاير مع نسمات الهواء, كلما أسرعت خطاها, وترده عن وجهها بخفة ورشاقة
        أثارت تعجبي!!
        تغار منها على حبيبها الأسمر الذي طالما أحبته منذ وعيت الحب
        ها هو يغادر مع الريعانة
        والريعانة تعود لصوابها . وتنقل بنظراتها الحادة ، كل معاناتها
        ألى صاحبتنا التي فقدت صوابها لتتلبسها روح ريعانة .

        أخت عايدة . هكذا قرأتها . وسامحيني إن أسأت إلى بطلتك .
        فوزي بيترو
        [/align]

        الزميل الرائع
        فوزي سليم بيترو
        مساء معطر بالياسمين

        هلا بك وبرؤيتك الجميلة
        لك كل الحق أن ترى ماتراه سيدي الكريم
        الكاتب يكتب ومن حق القاريء أن يأول القراءة بأي شكل تتقبله خيالاته وأهوائه وتفسيراته
        على العكس زميلي كلما تعددت الرؤى واختلفت كلما دل ذلك على أن النص جميل ومفتوح على أوجه كثيرة ويناسب كل الأذواق ويفتح أفقا رحبة للقراء
        أنت لم تسئ لبطلة النص أبدا هذه رؤيتك لها وهذا تأويلك وهذا حقك.. وريعانة أيضا بطلتي
        مداخلة ثرية جدا أعطت النص زخما آخر يختلف زخما جديدا أشكرك كثيرا عليها
        ربما نمتلك كلنا نوعا معينا من أنواع الجنون .. ولم لا

        تقبل شكري وامتناني منك سيدي الكريم
        وهلا وغلا بك ها هنا
        تحياتي وباقة ياسمين لروحك الشفافة
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • عائده محمد نادر
          عضو الملتقى
          • 18-10-2008
          • 12843

          #34
          المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
          الله يا عائدة ..
          كم تعملقتِ في هذا النص ، كم كان وصفك متقناً ، فنقل لنا صورة ريعانة وجسدها الأنثوي الطازج ، ثرنا مع شباب الحارة وكأننا نرى ما يرون ، وكأنني واحد منهم ، أراقب انفعالاتها .. همساتها .. حركاتها المثيرة .. جسدها الذي يرسل ألف قصيدة عشق تزغرد في الأجواء ..
          كم أحسست بغيرة الأخرى ، منذ اللحظة الأولى .. تغار منها رغم كل شيء ..
          كنت متقنة يا عائدة ، أنيقة كعادتك ، متألقة كما عهدناكِ ..

          أميرة القص الجميل

          تقبلي اعجابي وحبي
          الزميل المبدع
          أحمد عيسى
          ياصاحب الأقنعة الرائعة المتميزة
          كم أشجيتني وأنت تطلق علي لقب أميرة القص
          حقيقة أفرحتني كثيرا فهذا لقب كبير ربما لاأستحقه من يدري ؟
          حين تكون الموهبة
          حين يكون القلم صادقا
          وحين يتعب الكاتب ويعمل جهده على أن يخرج للنور نصوصا أدبية جميلة يكون الإبداع والتعملق
          صدقني أحمد أخاف وأرتعب عندما انوي نشر أي نص وأبقى كذلك حتى أجد الرضى والقبول لدى القراء من الزميلات الفاضلات والزملاء الأفاضل
          ويبقى هاجسي الخوف دائما لأني حريصة أن أوصل الكلمة الطيبة والنص الجيد
          وسأبقى كذلك
          أشكرك كثيرا زميلي
          تحياتي ومودتي وباقة ياسمين لك
          الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

          تعليق

          • محمد الطيب يوسف
            أديب وكاتب
            • 29-08-2008
            • 235

            #35
            أسعدني اتزان النص واستفزني استسلامك سيدتي
            وجد الحبيب لتقاتلي من أجله لا لتسلميه لأحضان ريعانه بنت أم ريعانه

            النص شيق وجميل وممتع وقد يكون عتابي لغضبي من سلبية البطلة التي لم تملك غير الاستسلام

            حسنا انه واحد من ذهبيات الشهر
            هذا أمر مفروغ منه
            صفحتي الخاصة

            http://www.facebook.com/group.php?gid=500474340299

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #36
              نقد ليس كالنقد.

              المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
              ريعانة

              كجنية تخرج من قمقمها, ظهرت أمامي
              وكأنها كانت تنتظرني!!
              تلبسني خوفي منها وأنا أراها تسير أمامي, بعد خروجي من مدرستي..
              وطول قامتها الفارع, يتراقص أمام عيني..
              وكم ألف مرة تمنيت أن تكون تلك القامة.. وذاك الشَّعرلي!!
              جذلة, نشوى, بشعرها الطويل, المتموج, يسابق الريح..
              يتطاير مع نسمات الهواء, كلما أسرعت خطاها, وتردّه عن وجهها بخفة ورشاقة
              أثارت تعجبي!!
              التفتْ نحوي..
              فأضاءتْ عينيها ومضة ساحرة, وكأنها تخرج من صومعة جنونها العتيق, الموغل فيها, لبرهة..ترمقني شزرا
              و..!!
              تحسستْ مخاوفي..
              استشعرتها
              وظل ابتسامة غريبة تكشفت عن نابيها,أرعدت بدني, أحاطتْ محياها..
              توقفتْ ريعانة فجأة!!
              فتسمرتُ بمكاني, أحتضن قلبي .. بكتبي ودفاتري, أحتمي فيها.. منها..!!
              وشلة الشبان المشاغبة, تقف على ناصية الشارع, يتمازحون بينهم, ومن صاحب الحظ العاثر الذي ستمسك بتلابيبه (( ريعانة )) التي هجرها العقل, مذ دخلت حمام بيتها المتآكل, تتربص بها الشياطين والجان, في ليلة ظلماء داكنة.. ورياح عاتية تتقلب الأشباح فيها بين أروقة البيوت العتيقة, وأزقتها المتعرجة كأفاع موغلة العمر
              فسكنت جسدها..!!
              تتلاعب به... أنما شاءت..
              لتغدو (( ريعانة )) مجنونة, لا شيء يردعها, أو يرد إليها العقل الذي طار منها!!
              أمسكتْ طرف قميصها, وزأرت بقوة كلبؤة جريحة, تفتح أسواره!!
              وكأنها تزمع التحرر من جسدها, لتصارع الوحش الكاسر الذي سكنها..!!
              والأزرار تتناثر كحبات حصى ناعمة, تعلن عن عصيان متأخر..!! يتأبطها!!
              علا صوت صفير الشباب.. وصراخهم
              فأثاروا حماستها,
              أعلنت عن جسدها ..
              اشرأبت بعنقها جذلا!!
              تتخايل..
              وتمسح بيدها مفاتنها, التي مسخها الشيطان, ولعب بها!!
              تجمدتُ في مكاني..
              أرقبها,
              ونبضات قلبي تسابقت تتلاطم بتخبط فيما بينها, وعيناي المرتعبتان تسمرت على نهديها, وهي تمسك فيهما..
              وتضحك بعبث أجش ملء شدقيها..
              أحاط الفتيان بها, يتصايحون, وينظرون بنهم وجسارة لجسدها الممتشق سيف الجنون, و ينقلون أبصارهم, نحوي..!!
              لم تعد ساقيِّ المرتعشتان تحتملان ثقل جسمي
              ارتخت يداي, فتناثرت كتبي على الرصيف..!!
              تتقلب أوارقها
              أصرخ بأعلى صوتي بهستيرية..
              وعيناي تتابعان, حشود الشهوة.. وتستغيث
              وذاك الأسمر!!
              الذي طالما أحببته..
              مذ وعيت الحب!!
              حين وطأت أحلامي ساحل العشق..
              فكتبت أولى خواطري.. عنه..
              وكم أضناني سهري, وأنا أناجيه!!
              ومن على شرفة نافذة غرفتي , أنتظره أن يمر يوما, من أمام داري
              أستحلف الغد أن يصارحني بحبه..
              وسيما, نبيلا , يخترق الجموع.. يفككها.. ينشر ذراعيه
              يحميها ويغطيها
              ويتمتم بينه وبينها:
              - لاتخافي (( ريعانتي )) أنا هنا.. لاتخافي حبيبتي..!
              تنبهت كل حواسها.. وكأن صوابها مافارقها..!
              نظرتْ إليه ..
              وذاك الشعاع الوامض من جديد يختلط بقسمات وجهها.. صعقني !!
              ابتسمتْ له بحنو امرأة عاشقة!!
              وتهمس بأذنه
              أمسكتْ يده..
              نفضت رأسها
              وهي ترمقتني بنظرات حادة متوعدة جعلتني أشهق وأبتلع ريقي, وأكاد أن أفقد صوابي, مثلها.. وأنا أراها تتأبط ذراع الأسمر .. حبيبي .. وتمضي معه بعيدا!!

              28/1/2010
              الأديبة الأريبة عايده : تحية طيبة.
              القراءة لك متعة فنية تفرض نفسها على القاريء رغما عنه لمميزات كتابتك الأدبية، و كم فاتني من متع القراءة لك !
              قصتك هذه ومضة خاطفة لحالة مأساوية متعددة الأشعة في اتجاهات كثيرة عبرت عنها كلمات قليلة لكنها مشبعة بالمعاني و الإسقاطات و ... الخيال ! إنك تبررين جنون "ريعانة" بمس من الشيطان أصابها و هي تستحم في ظروف وصفتِها بدقة، لكن هل هذا هو السبب أم هو سبب آخر قد ألمحتِ إليه في نهاية القصة ؟ لعله حب الفتى الأسمر ؟ و قد كادت راوية القصة، أنت، تصاب بالجنون للسبب نفسه : حب الفتى الأسمر أو الغيرة عليه.
              في القصة هفوات لغوية طفيفة يمكنك تصويبها و في النص كلمات زائدة أثقلته، و قد سمحت لنفسي بتلوينها بالأحمر، و هذه جرأة مني قد أؤاخذ عليها، لكن ثقتي في رغبتك في معرفة رأيي بصراحة جرأتني على فعل ما فعلتُ، استعمالك لبعص الكلمات في سياق ما جعلك تتناقضين أو تخطئين ، ربما، المعنى الذي تقصدينه، أقول ربما احتياطا لأنني ربما أنا المخطيء في فهم قصدك.
              إن القاريء لقصتك يخرج بانطباع فني راق و هو أنك تملكين قدرة كبيرة على التصوير و هذا غير مستغرب منك و لذا يمكنك و بكل ثقة تنويع أعمالك الإبداعية و نشرها و أنا متأكد أنك لن تُعدمي قراء سيستمتعون حتما بقصصك الجميلة لفظا و معنى لكن ضرورة المراجعة حتمية كذلك.
              أشكرك أختي الكريمة عايده و أعتذر إليك إن كنت أثقلت عليك بـ "نقدي" الذي لا يشبه النقد !
              تحيتي و مودتي و تقديري.
              التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 03-02-2010, 19:19.
              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #37
                حذف المشاركة للتكرار.

                حذفت هذه المشاركة للتكرار فمعذرة.
                التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 03-02-2010, 19:07.
                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                • الحسن فهري
                  متعلم.. عاشق للكلمة.
                  • 27-10-2008
                  • 1794

                  #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                  ريعانة

                  كجنية تخرج من قمقمها, ظهرت أمامي
                  وكأنها كانت تنتظرني!!
                  تلبسني خوفي منها وأنا أراها تسير أمامي, بعد خروجي من مدرستي..
                  وطول قامتها الفارع, يتراقص أمام عيني..
                  وكم ألف مرة تمنيت أن تكون تلك القامة.. وذاك الشعر لي!!
                  جذِلة, نشوى, بشعرها الطويل, المتموج, يسابق الريح..
                  يتطاير مع نسمات الهواء, كلما أسرعت خطاها, وترده عن وجهها بخفة ورشاقة
                  أثارت تعجبي!!
                  التفتتْ نحوي..
                  فأضاءتْ عينيها ومضة ساحرة, وكأنها تخرج من صومعة جنونها العتيق, الموغل فيها, لبرهة.. ترمقني
                  و..!!
                  تحسستْ مخاوفي..
                  استشعرتها
                  وظل؟ ابتسامة غريبة تكشفت عن نابيها,أرعدت بدني, أحاطتْ محياها..
                  توقفتْ ريعانة فجأة!!
                  فتسمرتُ بمكاني, أحتضن قلبي .. بكتبي ودفاتري, أحتمي فيها.. منها..!!
                  وشلة الشبان المشاغبة, تقف على ناصية الشارع, يتمازحون بينهم, ومن صاحب الحظ العاثر الذي ستمسك بتلابيبه (( ريعانة )) التي هجرها العقل, مذ دخلت حمام بيتها المتآكل, تتربص بها الشياطين والجان, في ليلة ظلماء داكنة.. ورياح عاتية تتقلب الأشباح فيها بين أروقة البيوت العتيقة, وأزقتها المتعرجة كأفاع موغلة العمر؟
                  فسكنت جسدها..!!
                  تتلاعب به... أنما شاءت.. (أنَّى)
                  لتغدو (( ريعانة )) مجنونة, لا شيء يردعها, أو يرد العقل الذي طار إليها !!
                  أمسكتْ طرف قميصها, وزأرت بقوة كلبؤة جريحة, تفتح أسواره؟!!
                  وكأنها تزمع التحرر من جسدها, لتصارع الوحش الكاسر الذي سكنها..!!
                  والأزرار تتناثر كحبات حصى ناعمة, تعلن عن عصيان متأخر..!! يتأبطها!! (تعلن عصياناً متأخراً)
                  علا صفير الشباب.. وصراخهم
                  فأثاروا حماستها,
                  أعلنت عن جسدها ..؟
                  اشرأبت بعنقها جذلا!!
                  تتخايل..
                  وتمسح بيدها مفاتنها, التي مسخها الشيطان, ولعب بها!!
                  تجمدتُ في مكاني..
                  أرقبها,
                  ونبضات قلبي تسابقت تتلاطم بتخبط فيما بينها, وعيناي المرتعبتان تسمرت على نهديها, وهي تمسك بهما.. (تسمرتـَا)
                  وتضحك بعبث أجش ملء شدقيها..
                  أحاط الفتيان بها, يتصايحون, وينظرون بنهم وجسارة لجسدها الممتشق سيف الجنون, و ينقلون أبصارهم, نحوي..!!
                  لم تعد ساقيِّ المرتعشتان تحتملان ثقل جسمي (ساقايَ)
                  ارتخت يداي, فتناثرت كتبي على الرصيف..!!
                  تتقلب أوارقها
                  أصرخ بأعلى صوتي بهستيرية..(الزمان؟)
                  وعيناي تتابعان, حشود الشهوة.. وتستغيث
                  وذاك الأسمر!!
                  الذي طالما أحببته..
                  مذ وعيت الحب!!
                  حين وطأت أحلامي ساحل العشق..(وَطِئَتْ)
                  فكتبت أولى خواطري.. عنه..
                  وكم أضناني سهري, وأنا أناجيه!!
                  ومن على شرفة نافذة غرفتي , أنتظره أن يمر يوما, من أمام داري
                  أستحلف الغد أن يصارحني بحبه..
                  وسيما, نبيلا , يخترق الجموع.. يفككها.. ينشر ذراعيه
                  يحميها ويغطيها
                  ويتمتم بينه وبينها:
                  - لاتخافي (( ريعانتي )) أنا هنا.. لاتخافي حبيبتي..!
                  تنبهت كل حواسها.. وكأن صوابها ما فارقها..!
                  نظرتْ إليه ..
                  وذاك الشعاع الوامض من جديد يختلط بقسمات وجهها.. صعقني !!
                  ابتسمتْ له بحنو امرأة عاشقة!!
                  وتهمس بأذنه (الزمان؟)
                  أمسكتْ يده..
                  نفضت رأسها
                  وهي ترمقتني؟ بنظرات حادة متوعدة جعلتني أشهق وأبتلع ريقي, وأكاد أن أفقد صوابي, مثلها.. وأنا أراها تتأبط ذراع الأسمر .. حبيبي .. وتمضي معه بعيدا!! (أكاد أفقد..)

                  28/1/2010


                  بسم الله.

                  سلاما، سيدة السرد الجميل..

                  مررت سيدتي بريعانتك المجنونة.. العاقلة!

                  واستمتعت بجدتها وطرافتها..

                  كما وقفت عند بعض مفرداتها،

                  فعدلتها أو صححتها..

                  وأنا ألتمس منك السماح لي بما قمت به من عمليات يسيرة

                  في جسم قصتك الرشيق..

                  وأدعوك إلى مراجعة ما أشرت إليه باللون الأحمر، دون تعديل..


                  إبداعاً متواصلا، وتجديداً مستمراً.. بحول الله.

                  ولله درك.


                  محبة أخيكم وتقديره.

                  التعديل الأخير تم بواسطة الحسن فهري; الساعة 03-02-2010, 22:44.
                  ولا أقـولُ لقِـدْر القـوم: قدْ غلِيَـتْ
                  ولا أقـول لـباب الـدار: مَغـلـوقُ !
                  ( أبو الأسْـود الدّؤليّ )
                  *===*===*===*===*
                  أنا الذي أمرَ الوالي بقطع يدي
                  لمّا تبيّـنَ أنّي في يـدي قـلــمُ
                  !
                  ( ح. فهـري )

                  تعليق

                  • سمية البوغافرية
                    أديب وكاتب
                    • 26-12-2007
                    • 652

                    #39
                    المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                    ريعانة

                    كجنية تخرج من قمقمها, ظهرت أمامي
                    وكأنها كانت تنتظرني!!
                    تلبسني خوفي منها وأنا أراها تسير أمامي, بعد خروجي من مدرستي..
                    وطول قامتها الفارع, يتراقص أمام عيني..
                    وكم ألف مرة تمنيت أن تكون تلك القامة.. وذاك الشعرلي!!
                    جذلة, نشوى, بشعرها الطويل, المتموج, يسابق الريح..
                    يتطاير مع نسمات الهواء, كلما أسرعت خطاها, وترده عن وجهها بخفة ورشاقة
                    أثارت تعجبي!!
                    التفتتْ نحوي..
                    فأضاءتْ عينيها ومضة ساحرة, وكأنها تخرج من صومعة جنونها العتيق, الموغل فيها, لبرهة..ترمقني
                    و..!!
                    تحسستْ مخاوفي..
                    استشعرتها
                    وظل ابتسامة غريبة تكشفت عن نابيها,أرعدت بدني, أحاطتْ محياها..
                    توقفتْ ريعانة فجأة!!
                    فتسمرتُ بمكاني, أحتضن قلبي .. بكتبي ودفاتري, أحتمي فيها.. منها..!!
                    وشلة الشبان المشاغبة, تقف على ناصية الشارع, يتمازحون بينهم, ومن صاحب الحظ العاثر الذي ستمسك بتلابيبه (( ريعانة )) التي هجرها العقل, مذ دخلت حمام بيتها المتآكل, تتربص بها الشياطين والجان, في ليلة ظلماء داكنة.. ورياح عاتية تتقلب الأشباح فيها بين أروقة البيوت العتيقة, وأزقتها المتعرجة كأفاع موغلة العمر
                    فسكنت جسدها..!!
                    تتلاعب به... أنما شاءت..
                    لتغدو (( ريعانة )) مجنونة, لا شيء يردعها, أو يرد العقل الذي طار إليها !!
                    أمسكتْ طرف قميصها, وزأرت بقوة كلبؤة جريحة, تفتح أسواره!!
                    وكأنها تزمع التحرر من جسدها, لتصارع الوحش الكاسر الذي سكنها..!!
                    والأزرار تتناثر كحبات حصى ناعمة, تعلن عن عصيان متأخر..!! يتأبطها!!
                    علا صفير الشباب.. وصراخهم
                    فأثاروا حماستها,
                    أعلنت عن جسدها ..
                    اشرأبت بعنقها جذلا!!
                    تتخايل..
                    وتمسح بيدها مفاتنها, التي مسخها الشيطان, ولعب بها!!
                    تجمدتُ في مكاني..
                    أرقبها,
                    ونبضات قلبي تسابقت تتلاطم بتخبط فيما بينها, وعيناي المرتعبتان تسمرت على نهديها, وهي تمسك بهما..
                    وتضحك بعبث أجش ملء شدقيها..
                    أحاط الفتيان بها, يتصايحون, وينظرون بنهم وجسارة لجسدها الممتشق سيف الجنون, و ينقلون أبصارهم, نحوي..!!
                    لم تعد ساقيِّ المرتعشتان تحتملان ثقل جسمي
                    ارتخت يداي, فتناثرت كتبي على الرصيف..!!
                    تتقلب أوارقها
                    أصرخ بأعلى صوتي بهستيرية..
                    وعيناي تتابعان, حشود الشهوة.. وتستغيث
                    وذاك الأسمر!!
                    الذي طالما أحببته..
                    مذ وعيت الحب!!
                    حين وطأت أحلامي ساحل العشق..
                    فكتبت أولى خواطري.. عنه..
                    وكم أضناني سهري, وأنا أناجيه!!
                    ومن على شرفة نافذة غرفتي , أنتظره أن يمر يوما, من أمام داري
                    أستحلف الغد أن يصارحني بحبه..
                    وسيما, نبيلا , يخترق الجموع.. يفككها.. ينشر ذراعيه
                    يحميها ويغطيها
                    ويتمتم بينه وبينها:
                    - لاتخافي (( ريعانتي )) أنا هنا.. لاتخافي حبيبتي..!
                    تنبهت كل حواسها.. وكأن صوابها مافارقها..!
                    نظرتْ إليه ..
                    وذاك الشعاع الوامض من جديد يختلط بقسمات وجهها.. صعقني !!
                    ابتسمتْ له بحنو امرأة عاشقة!!
                    وتهمس بأذنه
                    أمسكتْ يده..
                    نفضت رأسها
                    وهي ترمقتني بنظرات حادة متوعدة جعلتني أشهق وأبتلع ريقي, وأكاد أن أفقد صوابي, مثلها.. وأنا أراها تتأبط ذراع الأسمر .. حبيبي .. وتمضي معه بعيدا!!

                    28/1/2010
                    العزيزة عائدة محمد نادر
                    تحية عطرة
                    قصتك جميلة لا شك والنهاية أجمل تعبيرا ومفاجأة...
                    كأنك جهزت كل عتادك الإبداعي لتفجر لنا هذه النهاية بهذا الجمال...
                    ولذا إمعانا في الجمال والمتعة أيضا أدعوك إلى تنقية البداية من بعض الشوائب والزوائد وتتحرين الدقة أكثر وأكثر.. جاءت البداية ( قبل ظهور الأسمر) مرتبكة قليلا ومربكة أيضا للقارئ .. وألفت نظرك أيضا إلى تداخل الأزمنة والذي قد أشار إليه أخينا الحسن فهري.. لعلها السرعة .. أتجرأ لقول هذا لأني أعرف قدرتك القصصية وقدرتك على إظهار هذه القصة الجميلة في أبهى حلة كسابقاتها الكثيرات التي قرأتها لك وما تزال راسخة في الذاكرة.. وسأنتظرك..
                    لعلها الغيرة على جمال حرفك ما دفعني إلى صياغة هذه الملاحظة التي تبقى دائما ملاحظة قارئة لا تمس جمالية قصتك ولا تنقص من قيمتها الأدبية..
                    دمت متفهمة ومبدعة جميلة
                    أختك سمية

                    تعليق

                    • فاطمة أحمـد
                      أديبة وشاعرة
                      • 29-11-2009
                      • 344

                      #40
                      أستاذة / عائـدة .. قبل أن أهنئك علي بديع ما كتبتي
                      أهنئ نفس علي بديع ما قرأت 00
                      لقد أحببت ريعانة وأحببتك 00
                      فأنا من عشاق هذا النوع الغامض من القصص
                      وهذا النوع من السرد00
                      وهذا ردي عليك ِ وليس نقدي
                      فأنا لست بناقدة ولا أجيد هذه الحرفة الصعبة..
                      فقط أكتب إحساسي بالقصة ورؤيتي لها 00
                      في بداية القصة تصورت أن ريعانة ما هي إلاِّ
                      مهرة جامحة تمتطيها البطلة 00 وبعد اكتشفت
                      أنها ( الأخرى ) التي دوما ً تخطف الحبيب00
                      طيلة الوقت أري جمال البطلة 00 لأنني أعرف
                      أنها تصف نفسها .. في وصفها ريعانة00

                      أستاذة عائـدة00 شرفت بأول عمل أقرأه لك
                      ويبدو أني سأدمنك ِ..

                      لك كل تحياتي ومودتي

                      فاطمة أحمـد
                      التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة أحمـد; الساعة 05-02-2010, 00:19.

                      تعليق

                      • عائده محمد نادر
                        عضو الملتقى
                        • 18-10-2008
                        • 12843

                        #41
                        المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى بونيف مشاهدة المشاركة
                        سبق لي وأن قلت بأن عايدة

                        ( نخلة عراقية تكتب ) .

                        نص راقي ، أسجل إعجابي الشديد بأسلوبك ولغتك الجميلة .

                        ولو أن وصفك جعلني أرغب في الزواج من امرأة طويلة .


                        خالص ودي وتقديري

                        هاهاهاهاها
                        موستافو الجميل الروح
                        أضحكتني زميلي
                        هل فتحت (( ريعانة )) قريحتك للزواج..؟
                        ياويلي إذن ..!!
                        وكيف ستعيش مع مجنونة عزيزي
                        ستطير عصافير رأسك بأول يوم
                        أتخيلك وأنت تتأبط ذراع (( ريعانة )) وثم وعلى غفلة تتطاير عفاريت ((ريعانة)) وتتنطط فتخلع ثوب عرسها ولك أن تتخيل الباقي ياعريس ..!! هاهاهاها
                        شكرا موستافو الرائع على هذه المداخلة التي فتحت شهيتي للمزاح معك
                        تحياتي ومحبتي الخالصة لك
                        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                        تعليق

                        • عائده محمد نادر
                          عضو الملتقى
                          • 18-10-2008
                          • 12843

                          #42
                          المشاركة الأصلية بواسطة ماجى نور الدين مشاهدة المشاركة



                          سيدتي الجميلة القديرة أستاذة عائده ،،

                          كانت كاميرا روحك العذبة تدور بين لقطتين

                          ممتزجتين في تلاحم وتبادل مدهش ..

                          بنفس الدقة توغلت بالوصف الحميمي بين الطالبة

                          التي تحمل كل بكارة المشاعر وأحلام الصبية

                          التي خرجت توا من رحم الطفولة وتصوير بديع

                          لمشاعرها والاختلاط الممتزج بقوة بين الخوف

                          والحب وكلاهما يسلم لنتيجة واحدة تتبدى في هذه الريعانة

                          وصور مكثفة حولها إستحضرتها بكل جنونها ورفضها

                          لهذا العالم الخارجي الذي إنفصلت عنه ذات يوم فأصبحت

                          لا ترغب في الانتماء إليه وقوة التعبير عن تيار الحب

                          المغناطيسي الذي استردها من غيابات الجنون لتعود

                          هذه العاشقة التي امتلكت هذا الحبيب ..

                          كنتِ سيدتي رائعة في رسم حدة الخطوط والتصاعد

                          التصويري لها حد التلاشي متداخلة العاطفة متلاحمة

                          الوجدان بين لقطات تتمازج فتتماوج بقوة تشد من يتابع

                          هذه اللقطات الفريدة بين المستحيل والممكن ..

                          شكرا لفيض جمالك الذي سكبتيه فسبكتيه ذهبا براقا

                          يخطف الأبصار فيرحل بنا إلى عالمك البديع ..

                          لا أعلم لماذا أراكِ دائما تكتبين بنبض الوطن

                          كصور تتداخل لتخرج باسقاطات إليه ،

                          فدائما مايسكنك ..!

                          محبتي بلا حدود أيتها الجميلة















                          ماجي
                          ماجي نور الدين
                          أيتها المتوشحة بالتألق
                          وكيف لايسكنني نبض الوطن دائما
                          نص ريعانة وبالرغم من كونه نصا يتحدث عن الحب العذري ومجنونة سكنت عقلها الجن إلا أني أردته أيضا لمحة لإظهار شهامة رجالنا السمر بذاك الأسمر الشهم الذي احتضنها وغطاها وهو يهدهدها وتمضي معه بعيدا .
                          وهاجس الوطن لايبتعد عني
                          فريعانة فتاة حقيقية من الحي الذي كنت أسكنه حين كنت صغيرة جنت فعلا وهي بعمر الزهور حين دخلت الحمام ليلا فخرجت منه غائبة العقل بعد أن انقطعت الكهرباء وحل الظلام عليها .. ولا أدري هل فعلا سكنت الجن عقلها أم هو مرض متوارث في عائلتها!
                          أم هي حكايات الجدات المخيفة التي تلتصق بذاكرتنا!
                          وكانت فعلا تخيفنا حين نخرج من المدرسة لأنها تلحق بالفتيات وشعرها الطويل يتطاير في الهواء.
                          أشكرك ماجي نور الدين جدا على مداخلتك التي جعلتني أبوح بسر ريعانة المجنونة الجميلة
                          عودي بألف خير دوما
                          تحياتي ومودتي وباقة غاردينيا لصاحبة أجمل الصالونات الذهبية
                          الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                          تعليق

                          • محمد سلطان
                            أديب وكاتب
                            • 18-01-2009
                            • 4442

                            #43
                            و أنا ابن الثانية عشرة تقريبا كانت هناك فتاة قريبة المسكن من مدرستي كنت أهتم بالمرور من شارعها كي آحذ نصيبي مما تفرقه على الأولاد أثناء عودتهم من اليوم الدراسي الملل المرهق (هكذا كنا نتخيل الدراسة) ..
                            يوم بعد يوم كنت اجدها في شارعنا بعد أن لفت كل الشوارع ف أغفاءة من أهلها .. و ياللأسف : كانت تقطع في ملابسها .. تمزق أسورتها .. و تكشف عن بعض مفاتنا لا يتحمل ذهني الصغير ما يراه .. و سريعا أشعر بالإحراج و أمرق إلى داخل البيت .. في حين كان النسوة تسترنها ببعض الملابس التي ما تعود مسرعة و تمزهقها مرة ثانية .. كأنها لا تتحمل أن يلامس جسدها أي رداء ..
                            وعلى الصعيد الآخر تتواجد كتل من اللحم البري من الصبيان و البنات .. منهم من يسخر و منهم من يضحك و منهم من يظل مشدوها لا يتخيل الموقف .. تأتي النسوة مرة ثانية و تحيك لها الملابس .. تسترونها من جديد لكن تظل على موقفها من القماش فتمزقه .. و حينما أتحدث إلى أمي تقول لي : ربنا يشفيها يابني ..!

                            أيتها الأم الغالية و السيدة الفراتية النبيلة .. تألمت هنا أيضاً و لا أخفيك سرا ..كأنني أعود بذهني إلى أيام ما أجملها على قلبي الآن .. أيام الصغر و عدم المسئولية .. أيام الفضاء الحر الطليق .. لكن أيضا تألمت لما وجدت ريعانة هنا مرة أخرى بكامل اشحمها و لحمها و بكامل جمالها .. شعرها المسدول .. عينيها .. قدها الممشوق .. كأنك سيدتي كونتي على مقربة من بيتها و بيتي و بوار مدرستنا .. وقفت مشدوها عائدة : هل كونتي فعلا من سكان حارتي حتى تجسدين ماضي الطفولة و تعيديه بكامل تفاصيل شخوصه ؟؟ حقيقة استغربت لما قرأت القصة و قلت في نفسي : يبدو أن عائدة مكشوف عنها الحجاب هههههه .. فالنص لم يكن من وحي خيال فقط ,, بل احتلط بالواقع الأكيد المتحقق بكل واقعيته .. و إن كان هناك من الفوارق القليل المختلف .. لكن ريعانة حقيقية عائدة و كنت أشفق عليها و أكاد أبكي و أتختنق لما أراها بتلك الصورة .. مغيبة العقل .. لكنها الآن و الحمد لله أتم الله شفائها و أضحت أماً جميلة أنجبت الأولاد و البنات و أصبحوا في مثل سني أيام المدرسة ..

                            أستاذتي الجميلة أراك يوم بعد يوم ترتقي سلالم الإبداع و بسرعة فائقة .. نعم وجدناك مختلفة هذه المرة أيضا منذ المرة السابقة .. و بدأت مرحلتلك الثانية في التغير تكتسي برداء فضفاض قوي المادة و خصب ..

                            مرة ثانية أسجل اعجابي و دهشتي هنا لقصة عشتها مسبقا و فرضها قلمك الآن رغم الجبال و البلاد و العباد التي تفصلنا و رغم الحدود البعيدة .. و هذا دليل على قوة أعمالك و مقاربتها من الواقع العربي و الإنساني على صفة الخصوص .. امتدادا من النيل إلى الفرات ..

                            دمت بخير أستاذة عائدة و لا حرمنا الله من أقلام العراق الأبية و نخلها المستقيم الصاعد إلى نجوم السماء ..

                            حمودي
                            صفحتي على فيس بوك
                            https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                            تعليق

                            • د. سعد العتابي
                              عضو أساسي
                              • 24-04-2009
                              • 665

                              #44
                              [marq]قرأت القصة أكثرمن مرة أعجبتني سحرتني برموزها وسردها ولغتها أنا هنا لاأجامل بل أعلن ان قلبي صفق لها قبل يدي [/marq][marq]
                              غاليتي ابنة وطني عائدة
                              أنت هنا تقدمين سرد ناضح مميز بل أقول أنها حرفة سردية قدمت رموزا ومحتها كتبت شيئا ومحته بحيث يستعصي المعنى إلا بعد قراءات متعددة
                              لك تهانيي وودي[/marq]
                              الله اكبر وعاشت العروبة
                              [url]http://www.facebook.com/home.php?sk=group_164791896910336&ap=1[/url]

                              تعليق

                              • رغد اليميني
                                عضو الملتقى
                                • 14-06-2009
                                • 115

                                #45

                                أميرة القص الغالية

                                ((( عائدة محمد نادر )))

                                مساء الزبرجــد

                                أتعلمين وقبل أن ألج كتاباتكِ أقر يقيناً بأننى سوف أقرأ الجمال عيناً ،،
                                ذلك لأن أفكاركِ وطريقة سردكِ للآحداث بحرفية مُدهشة و لا تخلُ مِنْ التشويق
                                الذى يستفز القارئ لمُتابعة العمل حد اللهاث إلى أن يصل لنهايته ، وهذه سمه
                                يتسم بها قلمكِ وصفة مميزة للقاص الجميل ،،
                                وبالنسبة " للريعانة " التى ظللت أحلق وأحوم حولها لآتأمل روعة الحرف،
                                ولأعيش هذه اللحظة التى تفننتِ فى رسمها بالمكان والزمان ، نبضات حب عذرى
                                يتراقص طرباً بقلوبنا ، إسقاطات وروعة الغموض المُثير،تعد استدراكات لإعمال
                                عقل القارئ داخل العمل ليستنتج فكرتها التى تلقى ظلالها فى العقل والروح
                                ولقد أجدتِ ذلك بإيجاز طيب ،

                                الخلاصـة :

                                القصة جاءت مِنْ قلب الواقع ، فكثيراً ما كُنا نستمع فى قصص الجدة عن بطلة النص
                                " ريعانة " أو كُنا نشاهدها على أرصفة العذاب تقوم بأعمال وأشياء خارجة عن إرادتها
                                ولا نعاتبها يقيناً منا بأن عقلها يسكنه جنى ، ولكن العمل جاء مُغايراً للفكرة حيث أن السبب فى جنونها هوَ ما أصاب قلبها بحب عذرى ، دفعها لهذا الجنون !

                                وفى كل الآحوال الآفضل أن لا تدخل فيما قد حجبه القدر عنها حتى لا تأتيها
                                صاعقة تحيل حياتها إلى يأس مقيم .

                                سلمتِ ودام قلمكِ سلسبيل المِداد،،
                                ودامت أعمالكِ واحة فينانة نتوق إليها لنستظل بفيئها،،

                                تحياتى وتقديرى مع باقة مانوليا لروحكِ المُبدعة ،،

                                التعديل الأخير تم بواسطة رغد اليميني; الساعة 05-02-2010, 21:46.
                                [CENTER][U][COLOR=#000066][URL="http://img838.imageshack.us/my.php?image=3a30c4b06209cf899f9561b.gif"][IMG]http://img838.imageshack.us/img838/1199/3a30c4b06209cf899f9561b.gif[/IMG][/URL][/COLOR][/U][/CENTER]
                                [CENTER][B][FONT=Comic Sans MS][COLOR=#008080]يأتى الخريف تتساقط أوراقه ويتماوج الدمع ولا يسقط[/COLOR][COLOR=red]![/COLOR][COLOR=dimgray]![/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

                                [CENTER][B][FONT=Comic Sans MS][COLOR=#696969]مِنَ الجميل أن تَرى حقيقتك في مِرآة نفسكَ[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]
                                [CENTER][B][FONT=Comic Sans MS][COLOR=#696969]لَكنْ مِنَ الصعب أن ترى مَنْ حولِكَ بدون أقنعه[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]
                                [LEFT][SIZE=5][U][URL="http://raghad-alyameny.blogspot.com/"][COLOR=darkorchid]إرها[COLOR=plum]صة[/COLOR][COLOR=yellowgreen] قل[/COLOR][COLOR=darkorange]م[/COLOR] ر[/COLOR][COLOR=yellowgreen]غ[/COLOR][COLOR=#0066cc]ـ[/COLOR][COLOR=plum]د[/COLOR][/URL][/U][/SIZE][/LEFT]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X