الفائزة بالمركز الأول/ ليلة مناسبة للشياطين / عائده محمد نادر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #76
    [align=center]
    الله المستعان.
    أختي الكريمة السيدة عايده، الشهيدة الشاهدة !
    كتبت منذ دقائق تعليقا على قصتك الرائعة و لكنه،
    للأسف الشديد، ضاع في زخم "النت"
    و كنت أكتب عفو الخطار حسبما ترد علي الخواطر !
    و كنت كتبت أنني سأطبع قصتك في ورقة و أعيد قراءتها
    لأنها تحتاج إلى قراءة متأنية لملاحظة بعض الهفوات
    في التعبير أنقصت من جمالياتها و هي الجميلة أصلا !
    تحيتي و مودتي و اعتذاري عن التأخر.
    و لك من البُليدة، مدينة الورود، ودي و وردي.
    أخوك حُسين.

    [/align]
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #77
      المشاركة الأصلية بواسطة نادية البريني مشاهدة المشاركة
      صدّقيني عائدة الغالية
      لا أستطيع أن أعلّق بحرف واحد على هذه القصّة التي أخبرتني بها الآن في ردّك.تمزّق فؤادي وأحسست بالغثيان
      خلّص أبناءنا يا ربّ من هذا الدّمار القاتل.
      تحيتي عائدة المقاومة تحية منبعثة من قلب تلف المرارة كلّ شرايينه.
      دمت بخير
      الغالية على قلبي
      نادية البريني

      اعذريني سيدتي على كل ماسببته لك من ألم وربما خدش للحياء فوالله نادية ما يدفعني هو العذاب الذي أعيشه ومنذ سبع سنين وهاهي الثامنة
      ما نمت ليلة إلا وكانت صور المعذبين تطارد مخيلتي
      أنواع الأساليب جربت كي أتخلص ولو قليلا من تلك الأشباح ولكن هيهات فهي ما فتأت تلاحقني أينما حللت
      وحسبي أن الله ناصرنا وأن رجال المقاومة الشجعان هم الأمل
      شكرا على كل كلمة خرجت من قلبك المحب الرحوم
      تقبلي تحياتي ومودتي


      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #78
        المشاركة الأصلية بواسطة رغد اليميني مشاهدة المشاركة


        الأميرة المُبدعة الراقية / عائدة محمد نادر

        مساؤكِ مُكلل بالنقاء مع باقة مِنْ زهور التوليب الزهرى

        يا لها مِن ليلة حقاً كانت مُناسبة للشياطين إن لم يكونوا هم كذلك ( الزوجان )

        مجريات الحدث داخل العمل جعلتنى أشعر بألم ولوعة فى قلبى لتلك الفتاة التى أغتصبت طفولتها البريئة ،

        ثم موت أمها برصاصة أطلقها الجانى عليها ،كم هى دقيقة تلك اللحظة التى اقتنصتيها بحرفية

        عالية داخل منولوج سردى شيق ،يجعلنا نَمرعالم الحكاية والتنقل مِنْ مشهد إلى أخر دون توقف أو تأفف بل

        دفعتينا إلى عمقها أكثر فأكثرلنشاهد سراديب تضج صوراً مُتحركة سريعة وكأننا أمام فيلم قصير، الرسالة

        كانت صاخبة الصوت مما يدل على حماس الكاتبة وإنفعالها بها إلتزاماً وإيماناً بالفكرة

        فإستشعرنا صرير قلمكِ وقت كتابتها ،،

        سعيدة بكِ وبأعمالك التى دوماً لها القلب مكان ،،

        لكِ الهنَاء بـ إكسيّر بسمّة طبتْ مع مودتى و حبى المقيم ،،



        الزميلة القديرة
        رغد اليميني
        ومساؤك سكر ومسك وعنبر
        رؤية واثقة للنص تضمنت لون أحمر لكلمتين ولم أفهم ما المراد منها
        هل الكلمتان في غير محلهما
        أم
        أن فيهما خطأ
        أم
        أن استخدامهما بهذا الشكل ليس صحيحا
        أم ماذا
        ليتيك تفهميني وجهة نظرك لأني بقيت قلقة ومنذ مداخلتك ولحد اليوم
        هل ترين أنهما تكررتا
        وبكل الأحوال غاليتي أسعدني وجودك معي وسيسعدني دوماوأنت تنثرين العطر وشذاه حولنا
        تقبلي ودي غاليتي وباقة ورد جوري
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • محمد فائق البرغوثي
          أديب وكاتب
          • 11-11-2008
          • 912

          #79
          [align=justify]

          مرحبا زميلتي عائدة ،، ما أخبارك .. ها قد عدت ، ولو متأخرا ، أتمنى أن تروق لك رؤيتي لقصتك ..
          [line]-[/line]

          قبل البدء في تسجيل بعض الانطباعات عن القصة ، دعنا نقرأ هذه السطور العشرة الأولى من القصة :

          ندت عن فمها تنهيدة تأوه متوجعة, حين أزاحت يدها جانبا فارتطمت بحافة الكرسي, أوجعها الجرح الغائر في كفها.. تحسست الوسادة .. أجفلت كمن لدغتها أفعى.. وبرودة الفراش تلسع يدها, فانتفضت ونهضت تتمايل, تهمس بلهفة:

          أين أنت جميلتي!!
          دارت في الغرفة عدة دورات, تترنح!

          افترشت الأرض تنظر تحت السرير بلا وعي , والدوار يؤرجحها, وما أسعفتها حفنة الضوء المنبثقة من خلف ستارة الغرفة, أن تجد لها أثرا.. وما أسعفها بحثها!

          أرعدت السماء وأبرقت تنذر بليلة شتائية قاسية, فانتابتها نوبة من القلق على ابنتها, التي ترهب غضب الطبيعة, وثورتها.

          بحثت ملتاعة, بأرجاء المنزل الغارق بالظلمة والسكون المطبق, إلا من صوت الريح, والمطر يضرب زجاج نافذة المطبخ المفتوحة, تتلاعب به فتصدر أنينا يخترقه صفير الرياح, فاقشعر بدنها, ولفحة القنوط باتت تنشر خيوطها, كشبكة عنكبوتية تغلف روحها, والوساوس أنشبت مخالبها في صدرها, توغر فيه, و تسأل نفسها:
          - أيمكن أن يكون الزوجان , اختطفاها!!؟







          نلاحظ في هذه السطور الأولى من القصة أعلاه ، أن الكاتبة عمدت، إلى كشف مغزى القصة مبكرا ، فأعلنت عن اختطاف الفتاة و حددت هوية المختطف : ( الزوجان ) وجعلت أنظار القراء تتجه نحوهما ، ورغم هذا الكشف المبكر لأوراق النص إلا أن القارئ ظل في توجس تام ، يحدّث نفسه : هل من المعقول أن تعمد الكاتبة إلى كشف مغزى النص هكذا بكل ببساطة فتفقدها عنصر التشويق والذي هو العنصر الأساس لنجاح أي عمل أدبي .. خاصة في مثل هذا النوع من القصص ؟!

          ولعل قارئا فطنا ، سيبرر ذلك ويقول أن هذا الكشف المبكر هو حركة مقصودة ، وأن الكاتبة في هذه الحركة تلعب على وتر ( ايهام وتضليل القارئ ) وهي استراتيجية درج عليها مخرجو أفلام " الجريمة الغامضة " والقتل المتسلسل" الأمريكية ، حيث يقوم المخرج منذ المشاهد الأولى بتسليط كاميرته على شخصية معينة في الفيلم ، لتدور حولها الشكوك والشبهات ، فيظل المُشاهد متابعا لحركتها ، متوجسا من سلوكها ، ليفاجئنا المخرج بالنهاية : أن القاتل شخص مختلف تماما ،شخص كان مهمشا طيلة أجزاء الفيلم . وهنا ربما أرادت الكاتبة أن تسلط الضوء على الزوجين لتفاجئنا ، ولتفاجئنا بنهاية مختلفة غير متوقعة .

          ينتقل القارئ إلى الفقرة التالية ، والتي تليها ، وينظر إلى أسفل .. فيجد أنه اقترب من نهاية النص ، دون أن يجد أي تغيير في مجرى السرد ، بل دون تغيير أو اضافات في عناصر القص نفسها ( ضمور في حركة القص ) ، فالشخوص هم أنفسهم ( الفتاة ، الأم ، الجارين ) ، والمكان أيضا ( باعتبار أن المكان مرتبطا بحركة الشخوص ) ، والحدث المركزي نفسه بما يتضمنه من عقدة وحل : ( الاختفاء ، وتحديد هوية المختطف تباعا ) ، لم يكن هناك أية اضافات تغير من المنحى الدرامي ، وبالتالي تؤدي إلى تحول في الحبكة ، وليجد القارئ نفسه أمام نهاية هي امتداد طبيعي ونتيجة حتمية ومنطقية لمقدمة معروفة سبق شرحها، وما في ذلك من تخييب لأفق انتظار المتلقي على نحو سلبي .

          و نحن كقراء ، لا نطالب الكاتبة بأي تحول في حبكة القصة أوتغيير نهايتها ، فربما تمثل هذه النهاية مشهدا واقعيا هو دافع الكاتبة الأساس وحافزها لكتابة هذه القصة ، والتي رأت فيها الكاتبة أن هذه الحادثة لا بد أن تـُحتوى، لا بد أن تعبر عنها وتمارس عليها دورها الكتابي والقصصي بما فيها من لحظات توتر مشحونة في فضاء تتناسل شروخة وتتفسخ قيمه وأصولة بفعل مخلفات الاحتلال وتوالي النكبات على موطنها .

          ما نتمناه على الكاتبة أن تقوم بتمرير شخصيات هامشية في سياق السرد، كحارس البناية ، أو الزبال مثلا ، أو الجار العازب ، بعض الاضافات على عناصر القص من شأنها إثارة الشكوك حول هوية المختطف وتشتيت انتباه القارئ والتشويش على عملية التلقي . وجعل القارئ يشارك الكاتب بوضع سينورياهات محتملة لنهاية القصة وأحداثها ، فهذا النوع من القصص يفرض على القارئ أن يتفاعل معها بقوة ، ويرصد حركة الكاميرا فيها .

          بهذا الشأن ، أقصد بخصوص السناريوهات التي يضعها القارئ ، فقد توقعت عدة نهايات مختلفة للقصة ، مستلهمة من أجواء النص وبإيحاء من بعض الايماءات هنا وهناك .. والغريب أن جميع السيناريوهات هذه لم تأخذ الحدث المركزي ( اختفاء الإبنة ) على محمل الجد ، وتبتعد في تخميناتها عن أجواء الجريمة ، بقناعة تامة أن الكاتبة في هذه القصة تلعب على وتر ( تهويل الحدث وتضخيم الموقف ) لخلق حبكة قوية وشد انتباه القارئ ، فكانت توقعاتي كالتالي:


          -أن الطفلة مختبئة في مكان ما في البيت ، ربما تداعب أمها ، أو غاضبة منها ..

          -أن الام كانت تحلم ، وأن ما حدث ماهو إلا كابوس مزعج .

          -أن تكون الأم مصابة بالذهان ، وتعاني من اضطرابات نفسية تصور لها تهيؤات خاطئة ، أو تكون مثلا قد تأخرت عن تناول الدواء في موعدة فأصيبت بهلوسات سمعية وبصرية ، فتكون النهاية وفقا لهذا التصور كالتالي :

          ( يرن جرس البيت ، تظنها ابنتها ، فتفتح الباب مسرعة :
          -آسف حبيبتي ، تأخرت قليلا ، التقيت صديقا قديما أثناء عودتي من الصيدلية . كان الجو جميلا فتبادلنا بعض الحديث والذكريات القديمة . نظر إلى أسفل السلم وقال : هيا يا سعاد ، ناولي الدواء لوالدتك . )
          أي أن الطفلة كانت مع أبيها لإحضار الدواء لأمها ، وان الجو لم يكن ممطرا ومرعدا كما أشارت البطلة في قصتها ، وما هذه إلا تهيؤات وهلوسات سمعية وبصرية .
          -أن الطفلة ذهبت بمشوار مع الزوجين ، ليحضرا لها هدية ، خاصة وأنهما محرومين من نعمة الانجاب ، كما أوردت الكاتبة .
          - عندما وصلت إلى عبارة (ارتابت وهي ترى الكلب يتسلق زجاج نافذة الغرفة, هز ذيله ... ألخ ) خمنت إلى درجة اليقين أن الطفلة بصحبة الزوجين في الغرفة ليشاهدوا عملية ولادة كلبتهم ، وهذا ما يبرر توتر الكلب ( ذكرها ) وحومه حول نافذة البيت .








          - لعنصر المكان في القصة قيمة حضورية فاعلة ساعدت في رسم الملامح الداخلية للشخصية الرئيسة في القصة ( الأم) وكشف عالمها الباطن ومعاناتها الشخصية ، ودرجة تأثرها بمحيطها الخارجي ( الظلام ، المطر والرعد ) ، لنجد أنها شخصية هشة مرتبكة سهلة التأثر و منفعلة ، بل إن المكان المتمثل في ( بيت قاتم خال في ليلة شتائية قاسية) أجج تفكيرها السلبي فجعلها تنبش الماضي و تسترجع ذكريات مؤلمة .

          - بالنسبة للغة فهذه بعض الاقتراحات والملاحظات التي تعتمد في عدد منها على القبول السمعي وربما ليس لها أساسا نحويا :




          1- عبارة (أوجعها الجرح الغائر في كفها.. تحسست الوسادة .. أجفلت كمنلدغتها أفعى.. وبرودة الفراش تلسع يدها, فانتفضت ونهضت تتمايل, وتهمس بلهفةمتلعثمة



          لم أستسغ سمعيا تحويل صيغة الجمل من الفعلية في ( أوجعها ، تحسست ، أجفلت ، لدغتها ) إلى الاسمية في جملة ( وبرودة الفراش تلسع يدها ) وأقترح أن تستمر الجمل في نوعها الفعلي : تلسع يدها برودة الفراش ، مع حذف واو العطف في بداية الجملة .

          - (وبرودة الفراش تلسع يدها ، فانتفضت ونهضت تتمايل ) : الفاء في (فانتفضت ) حرف عطف يفيد السببية ، إذن فالفعل ( انتفضت ) معطوف على الفعل ( تلسع ) ، وبالتالي يجب أن يتبع صيغته الزمنية ( المضارع ) وليس الماضي . ولتصبح الجملة ( تلسعها برودة الفراش ، فتنتفض وتنهض بتمايل ، لتهمس بلهفة متلعثمة : )

          (, فانتابتها نوبة من القلقعلى ابنتها, التي ترهب غضب الطبيعة, وثورتها)

          الجملة طويلة وثقيلة سمعيا ، ولا معنى لوجود فاصلة بين الجملتين طالما أنهما متصلتان في المعنى ؛ فاسم الوصل ( التي ) تعود على ( ابنتها ) في الجملة السابقة ،بل إن وضع الفاصلة أربك القارئ ، فلم يعد يعرف ، هل اسم الوصل ( التي ) يعود إلى الابنة أم النوبة ؟! فإذا كان يعود على ( النوبة ) فأقترح أن تكون الجملة كالتالي ( فانتابتها نوبة من القلق على ابنتها ، نوبة ترهب غضب الصحراء وثورتها ) ، أما إذا كان اسم الوصل يعود على ( الابنة ) فأقترح حذف الجملة ( التي ترهب ... ) وتمريرها في جملة وموقف آخر .

          فقرة ( بحثت ملتاعة, بأرجاء المنزل الغارق بالظلمة والسكون المطبق, إلا من صوت الريح, والمطر يضرب زجاج نافذة المطبخ المفتوحة, تتلاعب به فتصدر أنينا يخترقه صفير الرياح, فاقشعر بدنها, ولفحة القنوط باتت تنشر خيوطها, كشبكة عنكبوتية تغلف روحها, والوساوس أنشبت مخالبها في صدرها, توغر فيه, وبوهن مرير تسأل نفسها:

          - أيمكن أن يكون الزوجان , اختطفاها!!؟)


          - ( تتلاعب به فتصدر أنينا يخترقه صفير الرياح ، فاقشعر بدنها ) مرة أخرى ، اختلاف في زمن الأفعال المعطوفة ، فاقشعرار جسد الأم جاء معطوفا و لاحقا لصوت الصفير ، بل جاء نتيجة له ، فكيف يأتي الفعل المسبب بصيغة الزمن المضارع ، والنتيجة بالزمن الماضي ، إذن فالصحيح أن نقول : ( فيقشعر بدنها ) أو ( ويقشعر له بدنها ) تفاديا لإيراد الفاء السببية مرتين في حملتين متتاليتين ( فتصدر + فتقشعر ) .

          - ( فاقشعر بدنها ، ولفحة القنوط باتت تنشر خيوطها ... والوساوس ... ) لا داعي لعطف كل الجمل على بعضها ، الأفضل أن نقف عند (فاقشعر بدنها) ، ونبدأ جملة جديدة من غير واو العطف ، وربما التنويع في أدوات عطف الجمل ضروري ، فمثلا بدل أن نقول ( والوساوس أنشبت ) نقول : ( الوساوس أيضا أنشبت ) .

          ( لفحة القنوط .. ) ولا داعي لأن تكون القنوط معرفة بأل التعريف ، أراها وهي نكرة أكثر شاعرية ومستساغة أكثر . دعنا نقرأ الفقرة السابقة بعد التعديلات :

          ( والمطر يضرب زجاج نافذة المطبخ المفتوحة, تتلاعب به فتصدر أنينا يخترقه صفير الرياح, ويقشعر له بدنها .

          لفحة قنوطٍ باتت تنشر خيوطها, كشبكة عنكبوتية تغلف روحها, الوساوس أيضا أنشبت مخالبها في صدرها, توغر فيه, وبوهن مرير تسأل نفسها:
          - أيمكن أن يكون الزوجان , اختطفاها!!؟)


          - ( وذاك الخوف الطفولي الذي يعتلي وجه صغيرتها , وتكرر طوال اليوم)

          ربما من الأفضل وضع ضمير الغائب ( هي ) قبل كلمة ( تكرر) .

          -- ( أمي لا تنامي أرجوك, أنا مرتعبة.. أرجوك لا تنامي )

          (مرتعبة ) كلمة ثقيلة سمعيا وكبيرة على لسان الأطفال ،( خائفة ) تفي بالغرض .

          - (هيء لها وكأنها كانت بكابوس مرعب , وخلو البيت يفجعها)

          - مرة أخرى جملة أسمية ( وخلو البيت .. ) معطوفة على جملة فعلية ، رغم انه لا علاقة حقيقية وفعلية بين الجملتين فلماذا العطف عليها إذن ؟ ، خاصة وأن الجملة الثانية ( وخلو البيت يفجعها ) تم التعبير عنها سابقا في أكثر من مرة ، فلماذا التكرا ر ؟

          - (وخلو البيت يفجعها, ويصفع ذاكرتها المتخمة بالعذاب, وكيف التجأت لهذا البيت بعد أن ركضت ساعات طوال في الشوارع, تقبض)

          - لا داعي لوجود واو العطف في جملة ( وكيف التجأت .. ) فحادثة اللجوء إلى بيتها بعد الركض في الشوارع هي جزء من الذاكرة المتخمة بالعذاب ، وبالتالي فإن هذه الحادثة هي جملة توضيحية وتفسيرية لما قصده السارد بـ ( الذاكرة المتخمة بالعذاب ) ، لذا فالأفضل أن نضع فاصلة منقوطة قبل كلمة ( وكيف ) ، طبعا بعد حذف واو العطف منها ، لتصبح الجملة هكذا :

          (وخلو البيت يفجعها, ويصفع ذاكرتها المتخمة بالعذاب ؛ كيف التجأت لهذا البيت بعد أن ركضت ساعات طوال في الشوارع)

          - (وزجاجة الخمرالتي تكسرت على رأسها, وتضع يدها , تحمي رأسها, لتهوى الزجاجة على كفها)

          ( وتضع يدها ) جملة غير مقبولة نحويا : كيف نصف حدثا ماضيا ، بصيغة الزمن المضارع ؟! لا بد من المحافظة على زمن القصة أو الخطاب ، كان على السارد أن يقول : ( وزجاجة الخمر التي تكسرت على رأسها ، حين وضعت يدها تحمي رأسها ، لتهوي الزجاجة على كفها ، أو ( فهوت الزجاجة على رأسها )

          ورغم ذلك يبقى المعنى منقوصا ومختلا ، فالزجاجة لم تتكسر على الرأس ، وإنما هوت عليه ثم تكسرت على الكفين لأنه احتمى بهما ، في حين أن السادر أشار لعكس ذلك تماما ،فقال أن الزجاجة تكسرت على الرأس ، وهوت على الكفين ، فالأشياء تسقط أولا ( تهوي ) ثم تتكسر .

          -( نظرت إلى ساعة الحائط, بشغف, من خلال غشاوة عينيها, كانت الواحدة بعد منتصف الليل)

          (من خلال غشاوة عينيها) جملة ضعيفة في تعبيرها ، وأقترح ( نظرت إلى ساعة الحائط ، غشاوة عينيها تشير إلى الواحدة والنصف ، أو ترمش بالواحدة والنصف )

          لا أعتقد أن كلمة (شغف ) في محلها ، ولا تعبر عن المعنى المطلوب والشعور الملازم للأم لحظتها ، فالشغف ، عادة ما يقال للتعبير عن الشوق في لقاء المحبوب ...

          (فتحت باب الدار وأطلت برأسها, كانت سيارة الزوجين مازالت متوقفة في المرآب, )

          كانت ومازالت ، فعلين ناقصين وضعا في جملة واحدة ؟! ربما يجب الاكتفاء بفعل واحد . والاستغناء عن الثاني

          (وما فتأت ملامح وجه الصغيرة, وصوتها المرتعب وهي تترجاها, تنهش روحها)

          ( تترجاها) كلمة عامية ، والفصحى ( ترتجيها ) .

          -( وما فتأت ملامح وجه الصغيرة, وصوتها المرتعب وهي تترجاها, تنهش روحها, تخترقها وتضرب بوابة ذاكرتها بعنف, ورهبتها من البيت وأصحابه! )

          ( ورهبتها من البيت وأصحابه ) لمن تتبع هذه الجملة ؟ معطوفة على من ؟! المعنى اكتمل عند ( وتضرب بوبة ذاكرتها بعنف ) فما صلة الجملة الأخيرة بما قبلها ؟! يبدو أن السارد يفتقر لأدوات ربط مناسبة بين الجمل فيستعين دوما بواو العطف التي يكررها في كل مرة .

          - (.. يتقدمها الكلب, يسبقها.. رفع يديه وأسندها على الشباك مرة أخرى!)

          المفروض أن يستمر السرد بصيغة الزمن المضارع ، والصحيح أن يقول السارد ( يرفع يديه ويسندها ) .

          الصحيح ( أسندهما ) وليس ( أسندها ) لأن اليدين مثنى وليس مفرد .

          (نظرت من خلال الشق..) الأفضل أن نقول ( نظرت من الشق ) .

          - ( صعقها منظر الرجل عاريا, وهو يقف أمامها بصلف )

          كلمة ( عاريا ) وشت بشكل النهاية ، ربما لوحذفناها لكانت مباغتة وصادمة أكثر ، خاصة وأنه تم توضيحها لاحقا في عبارة ( والرجل وزوجته عاريان قربها.. ينهشان بنهم جسدها الغض!! )

          - حبذا لو كان زمن القصة مزامنا لزمن الخطاب .. أي أن يتم صياغة القصة بالزمن المضارع ، لإشعال عنصر التشويق ، وحتى يظل القارئ مشدودا للحظة القادمة ، وكأنه يتابع – مع السارد - الحدث أولا بأول ،في لقطات حية . بينما الزمن الماضي ، ، يشعرنا أن السارد على معرفة تامة بمجريات الأحداث ونهايتها ،وأنه ينقل لنا حكاية قديمة ، مما يفقدها عنصر التشويق . أو على الأقل أن يكون الزمن بالمضارع في اللحظات الأخيرة والحاسمة في القصة ( اكتشاف مكان الفتاة ) ، أو أن تراوح بين الزمانين ( الماضي ، والمضارع ) ، كأن تبدأ كل فقرة بصيغة الماضي ثم تتحول إلى المضارع على طول امتداد الفقرة ، كأن تقول مثلا : ( أخذت تنظرُ .. وتترقب ...إلخ ) وهذا ما فعلته الكاتبة في العديد من الأحداث عند سردها .

          بقي أن نقول أن النهاية رغم أنها متوقعة في اتجاهها ، إلا انها كانت صادمة ومباغتة في شكلها ، فكلنا كنا نعلم أن الزوجين هما ما اختطفا الفتاة ، لكننا لم نكن نتوقع هذا الشكل القبيح والفاحش في سلوك الزوجين .


          زميلتي العزيزة ، عائدة ، القاصة الجميلة ، هذه رؤيتي للقصة ، وهي رؤية تحتمل الخطأ أكثر من الصواب ، وتبقى مجرد رأي شخصي واجتهاد فردي ، وليس مطلق .



          تحيتي لك





















          [/align]
          [align=center]

          العشق
          حالة انطلاق تخشى الاصطدام بأواني المطبخ.


          [/align]

          تعليق

          • عائده محمد نادر
            عضو الملتقى
            • 18-10-2008
            • 12843

            #80
            المشاركة الأصلية بواسطة عمرو سيد على مشاهدة المشاركة
            الأخت الفاضلة والأديبة اللامعة
            عائدة
            ستكونين عائدة بإذن الله إلى أرض الرافدين منبت الحضارت وتعود مكتبة بغداد العامرة تنثر نورها على البرية
            عندما فتحت قصتك أتصفحها إذ بى أجدها تمسكى بى ولا تتركنى حتى نهاية القصة تجذبنى تعبيراتك وبنائكِ للجمل واختيار الكلمات ورصها بجوار بعض فى حرفية جراح ماهر أو منسق زهور ذو حس مرهف .. وقد لهثت خلف الأم وبحثت معها عن إبنتها حتى عندما اشتكيت من حفنة الضوء أنها لا تسعفها "
            وما أسعفتها حفنة الضوء المنبثقة من خلف ستارة الغرفة" أسرعت إلى ستارة الغرفة ازيحها عل الضواء ينير الغرفة لكنى وجتها تهرع إلى الخارج فراعنى ما وجدت فى الجوار فثبت مكان لا حراك من هول ما رأيت.

            لم أقرء من زمن قصة بهذا البناء الجميل وهذه الأحاسيس الجياشة .. فما أظن وأحسب أنا ما كتبت هذه القصة أناملك بل هو أحساسك وتردد أنفاسك ودقات قلبك التى كنت أحس بها
            فهذه القصة من النوع الذى اذا ما بدئتى تقرئى بها حتى تمسك بك لا تترك حتى تنهينها
            وكل من رد عليك وقال أنها ارعبته أو آلامته أو أوجعته فهو التعبير المرادف لكلمة أنها أعجبته حتى لامست أوتار حسه
            أختى المبدعة أسمحى لى
            عندما خرجت خلف الأم اجرى إلى بيت الجوار وصدمنى أن الباب عندما ضربته الأم بكتفها لم يتزحزح ووقف حائلاً دون دخولها فذهبت تبحث عما يساعدها إلى الدخول فوجدت فأس وفجأة وجتها بالداخل وجهاً لوجه مع الجناة ويمسك الزوج بمسدس .. لا أعرف كيف دخلت هل وجدت الباب مفتوح أم ضربته بالفأس عدة مرات فنبه الجناة عنها بأنتظرها الزوج بالمسدس أحسب أن هذه الفقرة تحتاج إلى إعادة نظر
            الأديبة المبدعة اللامعة
            هذه ملحوظة صغيرة تتضائل أمام نص أقل ما فيه أن من قرأة أنصحة بقرأته مرات ومرات حتى يخرج ما به من جواهر تزيد من حصيلته الإبداعية فهو فصل كامل
            الأديبة المبدعة هو حق نص مبدع
            تقبلى تحياتى وتمنياتى الغالية بتحقيق أمنياتك
            وتحياتى إلى المبدعة الصغيرة "وريدة"
            الزميل القدير
            عمرو سيد علي
            أشكرك أولا على كل كلمة إعجاب تضمنتها مداخلتك الرقيقة والتي تدل على أن لك روحا شفافة
            وبعد زميلي
            سأقترح عليك أن تقرأ النص مرة أخرى
            لأن المرأة حين ضربت الباب ولم يتزحزح ذهبت تبحث مثل المجنونة بين أشجار الحديقة عن شيء يساعدها .. وهنا يجب الإنتباه إلى
            أنها حين أدارت نفسها صار الرجل خلفها عاريا أي أنها لم تدخل الغرفة زميلي ولم تصل إليها بل صارت أحداث الجزء الأخير من النص في الحديقة وانتهت في الحديقة أيضا.
            حقيقة أسعدتني مداخلتك وملاحظتك هذه لأنها تدل على أنك مهتم كثيرا
            تقبل مودتي وخالص شكري وامتناني وأرجو منك أن تبقى متواصلا ولا تخجل من كتابة أي ملاحظة حول أي نص حتى لو لم تكن صحيحة لأنها بالنتيجة ستفيدك وتفيد الكاتب أيضا وتبقي التواصل
            ودي ومحبتي لك
            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

            تعليق

            • عائده محمد نادر
              عضو الملتقى
              • 18-10-2008
              • 12843

              #81
              المشاركة الأصلية بواسطة ماهين شيخاني مشاهدة المشاركة
              الأخت الفاضلة والزميلة العزيزة عائدة
              تحياتي
              شكرا لهذا القصة الرائعة والقلم المبدع من مبدعة رائعة
              دمت متألقة ووفقك الله
              أخوكم ماهين شيخاني
              الزميل القير
              ماهين شيخاني
              سعدت كثيرا بك وبمداخلتك
              أتمنى عليك أن تستمر مع الزميلات والزملاء وتقرأ لهم نصوصهم وتشاركهم رؤيتك حول ما يكتبون فذلك من شأنه أن يجعل تبادل المعلومة والخبرة شيء مفيد للجميع لأننا هنا نناقش النصوص كي نخرج بأحسن صورة
              أشكرك مرة أخرى زميلي
              تقبل تحياتي ومودتي
              الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #82
                محاولة إعادة قراءة.

                أختي الكريمة السيدة عايده : تحية طيبة.


                أعتذر إليك عن التأخر في العودة، و أنا مثلك أعيش مصاعب"النت" و متاعبه إضافة إلى متاعب أخرى في نفسي و... معها !!!


                لقد تجرّأت و أعدت كتابة قصتك الدامية قلبا و قالبا حسبما إعتقدته صوابا و ربما، بل أكيد، الصواب في غيره، إنها محاولة، بعد محاولات الإخوة الزملاء في إضافة ما يجمل قصتك أكثر و أكثر و هي الجميلة أصلا، لعلك انسقتِ و راء السرد ففاتتك هفوات استدركتُ بعضها. و التأكد من دلالة بعض الكلمات بالرجوع إلى القواميس الموثوقة ليس عيبا، بل هو من واجب الكاتب الحريص على الجودة. لقد استعملتِ، مثلا، "التماهي" و "النطيعة" و قد أبدلتُهما بـ "الترائي" و "النّطع" و هما في رأيي الأصوب و الأصح، كما أنك استعملتِ بعض حروف الجر في غير مواضعها، و هذه هفوة يقع فيها كثير من الكتاب مع أن بعض حروف الجر قد تقع مكان أخرى لكن ليس دائما، كما أنك تستعملين "’" و هي الفاصلة المستعملة في اللغات الأوروبية بدلا من "،" و هي الفاصلة المستعملة في اللغة العربية، و الآن أعرض عليك القصة، قصتك، كما أعدت صياغتها، مع تكرار اعتذاري عن هذه الجرأة و التي لم تكن لتصدر عني لولا ثقتي بأخوتك، كما أن تدخلي كان في الشكل فقط و ليس في المضمون، إذ هذا من مسؤولية الكاتب وحده !


                تحيتي و مودتي و تقيري.


                أخوك حُسين.


                *********



                ليلة مناسبة للشياطين !



                ندت عن فمها تنهيدة تأوهمتوجعة حين أزاحت يدها جانبا فارتطمت بحافة الكرسي، أوجعها الجرح الغائر في كفها.. تحسست الوسادة .. أجفلت كمن لدغتها أفعى.. وبرودة الفراش تلسع يدها، فانتفضت ونهضتتتمايل، تهمس بلهفة:
                - أين أنت جميلتي؟!!
                دارت في الغرفة عدة دورات و هيتترنح!
                افترشت الأرض تنظر تحت السرير بلا وعي، والدوار يؤرجحها وما أسعفتهاحفنة الضوء المنبثقة من خلف ستارة الغرفة، أن تجد لها أثرا.. وما أسعفهابحثها !
                أرعدت السماء وأبرقت تنذر بليلة شتائية قاسية، فانتابتها نوبة من القلقعلى ابنتها، التي ترهب غضب الطبيعة، وثورتها.
                بحثت ملتاعة بأرجاء المنزلالغارق في الظلمة والسكون المطبق، إلا من صوت الريح، والمطر يضرب زجاج نافذة المطبخالمفتوحة، تتلاعب به فتصدر أنينا يخترقه صفير الرياح، فاقشعر بدنها، ولفحة القنوطباتت تنشر خيوطها كشبكة عنكبية تغلف روحها والوساوس أنشبت مخالبها في صدرها،توغر فيه و تسأل نفسها:
                - أيمكن أن يكون الزوجان قداختطفاها ؟!!
                ضرب السؤال ظلاله القاتمة بعقلها، وأشعل برأسها فتيلالرهبة، وهي تتذكر نظرات الزوجين لابنتها.. خلو بيتهما من الأولاد.. وذاك الخوفالطفولي الذي يعتلي وجه صغيرتها، وتكرر طوال اليوم:
                - لنهرب من هنا أمي، إنيأخافهما!
                للحظة تراءت الصور أمامها.. بين الغفوة والصحو ..
                حبة المسكن من يد الزوجة... شعورها المفاجئ بالنعاس الشديد... ابنتها وهيتجلس على الأرض قربها تهزها قبل أن تغفو... وتتوسل إليها:
                - أمي لا تنامي أرجوك، أنامرعوبة !
                هيئ لها وكأنها بكابوس مرعب، وخلو البيت يفجعها، ويصفع ذاكرتها المتخمةبالعذاب، وكيف التجأت إلى هذا البيت بعد أن ركضت ساعات طوال في الشوارع، تقبض على كفصغيرتها بقوة، هربا من أيام يباب عمرها مع زوج مخمور، يبطش بها كل ليلة وبابنتها، ويكيل لها الضربات الموجعة، بلا رحمة وزجاجة الخمر التي تكسرت على رأسها، وتضع يدها،تحمي رأسها، لتهوى الزجاجة على كفها، فتمزق أوردته.. فكانت كمن يهرب من الرمضاءإلى النار!
                داهمها الرعب، وهي تتخيل الزوجين يهربان بفلذة كبدها، وكممن الوقت مضى عليها وهي نائمة، دون أن تدرك سر إغفاءتهاالمفاجئة !
                نظرت إلى ساعة الحائط، بشغف، من خلال غشاوة عينيها، كانتالواحدة بعد منتصف الليل، صرخت واليأس يعضُّ قلبها:
                - أين أنت صغيرتي.. أين أنت ؟!!!
                فتحت باب الدار وأطلت برأسها، كانت سيارة الزوجين متوقفة في المرآب،انتعشت روحها بأمل صغير للحظة،
                - لم يختطفانها .. مازالتبنيتي هنا..
                و ما فتأت ملامح وجه الصغيرة، وصوتها المرعوب وهي تترجاها،تنهش روحها، وتضرب بوابة ذاكرتها بعنف، ورهبتها من البيت وأصحابه!
                تناوب الخوف والفزع عليها، يتجاذبانها وهي تتخيلهما يقتلانها..
                أدركت فجيعتها، فركضت مثخنة بالوجع، حين لمحت ضوءا خافتا يضيء غرفةنائية، في آخر الحديقة !
                اِرتابت وهي ترى الكلب يتسلقنافذة الغرفة، هز ذيله حين رآها، وتقدم نحوها.
                أسرعت تحث خطاها المتعثرة،وجيوش متوحشة من الظنون تعبث برأسها وتتلاعب فيه..!
                تناهى لسمعها تأوه وأنينمكتوم، دوي بأذنيها.. يتقدمها الكلب يسبقها.. رفع قائمتيه وأسندهما على الشباكمرة أخرى!
                ينظر ويلهث، ويسيل لعابه،فيلعقه!!
                إزداد صوت التأوه شدة، وضحكة داعرة صفيقة ترافقه.. انقبضقلبها..
                - أ يذبحونها؟!!
                وتراءى لها منظر الرقبةالصغيرة تذبح فوق النّطع !
                أسرعت أكثر، تعثرت.. نهضتمبتلة، والمطر ينهمر بغزارة.. اقتربت من الشباك، كانت الستارة شفافة وشبه مواربة ..
                نظرت من خلال الشق.. اتسعت عيناها..
                جحظتا، كادتا أن تغادرامحجريهما..
                تراجعت..
                صرخت بأعلى صوتها..
                فخرج صوتها كعواء مبحوح.
                اجتاحتها عاصفة من الغضب، هزتها بعنف، تنهش أمومتها.. وخضت بقسوة عودها النحيل
                ضربت الباب بكتفها.. لميطاوعها..
                ولم يتزحزح!!
                أسقط من يدها
                كالمجنونة اندفعت تبحث بين الأشجار.. غير عابئة بالأشواك التي انغرزتبذراعيها..
                وجدت فأسا.. حملته.. واستدارت
                صعقها منظر الرجل عاريا وهو يقف أمامها بصلف ينظر إليها ويده مصوبةالمسدس نحوها.
                أرعدت السماء وأبرقت.. وثمة شيء ساخن اخترق صدرها..
                قذفت الفأس بأقصى ما تملك من قوة.. تهاوت.. وصورة ابنتها ذات الإثنى عشر ربيعا تتماوج أمامعينيها..
                ممددة على الفراش.. عارية.. مكممة الفم ويداها مقيدتان بحافةالسرير..
                والرجل وزوجته عاريان قربها.. ينهشان بنهم جسدهاالغض!!
                ***********
                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                • عائده محمد نادر
                  عضو الملتقى
                  • 18-10-2008
                  • 12843

                  #83
                  المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                  [align=center]
                  الله المستعان.
                  أختي الكريمة السيدة عايده، الشهيدة الشاهدة !
                  كتبت منذ دقائق تعليقا على قصتك الرائعة و لكنه،
                  للأسف الشديد، ضاع في زخم "النت"
                  و كنت أكتب عفو الخطار حسبما ترد علي الخواطر !
                  و كنت كتبت أنني سأطبع قصتك في ورقة و أعيد قراءتها
                  لأنها تحتاج إلى قراءة متأنية لملاحظة بعض الهفوات
                  في التعبير أنقصت من جمالياتها و هي الجميلة أصلا !
                  تحيتي و مودتي و اعتذاري عن التأخر.
                  و لك من البُليدة، مدينة الورود، ودي و وردي.
                  أخوك حُسين.

                  [/align]
                  حسين ليشوري
                  أيها القلم المعاند
                  زميلي العزيز
                  أعرف مدى نزاهتك وحرصك الشديد على ما أكتب وليس عندي أدنى شك بأنك سترفدني بنقاط رصدتها عينك الصادقة الصدوقة
                  أشكرك سيدي الكريم على كل كلمة تكتبها وكل ملاحظة توصيني أن آخذ بها حبا وحرصا
                  والهفوات تتصلح حسين والهنات سقطات ناعمة سأتخطاها
                  ودي ومحبتي لك
                  وتحية إكبار وإجلال لك سيدي الكريم
                  وللبليدة الحبيبة وأهلها الكرام سلامي
                  الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                  تعليق

                  • عائده محمد نادر
                    عضو الملتقى
                    • 18-10-2008
                    • 12843

                    #84
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد فائق البرغوثي مشاهدة المشاركة
                    [align=justify]

                    مرحبا زميلتي عائدة ،، ما أخبارك .. ها قد عدت ، ولو متأخرا ، أتمنى أن تروق لك رؤيتي لقصتك ..
                    [line]-[/line]

                    قبل البدء في تسجيل بعض الانطباعات عن القصة ، دعنا نقرأ هذه السطور العشرة الأولى من القصة :

                    ندت عن فمها تنهيدة تأوه متوجعة, حين أزاحت يدها جانبا فارتطمت بحافة الكرسي, أوجعها الجرح الغائر في كفها.. تحسست الوسادة .. أجفلت كمن لدغتها أفعى.. وبرودة الفراش تلسع يدها, فانتفضت ونهضت تتمايل, تهمس بلهفة:
                    أين أنت جميلتي!!
                    دارت في الغرفة عدة دورات, تترنح!

                    افترشت الأرض تنظر تحت السرير بلا وعي , والدوار يؤرجحها, وما أسعفتها حفنة الضوء المنبثقة من خلف ستارة الغرفة, أن تجد لها أثرا.. وما أسعفها بحثها!

                    أرعدت السماء وأبرقت تنذر بليلة شتائية قاسية, فانتابتها نوبة من القلق على ابنتها, التي ترهب غضب الطبيعة, وثورتها.

                    بحثت ملتاعة, بأرجاء المنزل الغارق بالظلمة والسكون المطبق, إلا من صوت الريح, والمطر يضرب زجاج نافذة المطبخ المفتوحة, تتلاعب به فتصدر أنينا يخترقه صفير الرياح, فاقشعر بدنها, ولفحة القنوط باتت تنشر خيوطها, كشبكة عنكبوتية تغلف روحها, والوساوس أنشبت مخالبها في صدرها, توغر فيه, و تسأل نفسها:

                    - أيمكن أن يكون الزوجان , اختطفاها!!؟









                    نلاحظ في هذه السطور الأولى من القصة أعلاه ، أن الكاتبة عمدت، إلى كشف مغزى القصة مبكرا ، فأعلنت عن اختطاف الفتاة و حددت هوية المختطف : ( الزوجان ) وجعلت أنظار القراء تتجه نحوهما ، ورغم هذا الكشف المبكر لأوراق النص إلا أن القارئ ظل في توجس تام ، يحدّث نفسه : هل من المعقول أن تعمد الكاتبة إلى كشف مغزى النص هكذا بكل ببساطة فتفقدها عنصر التشويق والذي هو العنصر الأساس لنجاح أي عمل أدبي .. خاصة في مثل هذا النوع من القصص ؟!

                    ولعل قارئا فطنا ، سيبرر ذلك ويقول أن هذا الكشف المبكر هو حركة مقصودة ، وأن الكاتبة في هذه الحركة تلعب على وتر ( ايهام وتضليل القارئ ) وهي استراتيجية درج عليها مخرجو أفلام " الجريمة الغامضة " والقتل المتسلسل" الأمريكية ، حيث يقوم المخرج منذ المشاهد الأولى بتسليط كاميرته على شخصية معينة في الفيلم ، لتدور حولها الشكوك والشبهات ، فيظل المُشاهد متابعا لحركتها ، متوجسا من سلوكها ، ليفاجئنا المخرج بالنهاية : أن القاتل شخص مختلف تماما ،شخص كان مهمشا طيلة أجزاء الفيلم . وهنا ربما أرادت الكاتبة أن تسلط الضوء على الزوجين لتفاجئنا ، ولتفاجئنا بنهاية مختلفة غير متوقعة .

                    ينتقل القارئ إلى الفقرة التالية ، والتي تليها ، وينظر إلى أسفل .. فيجد أنه اقترب من نهاية النص ، دون أن يجد أي تغيير في مجرى السرد ، بل دون تغيير أو اضافات في عناصر القص نفسها ( ضمور في حركة القص ) ، فالشخوص هم أنفسهم ( الفتاة ، الأم ، الجارين ) ، والمكان أيضا ( باعتبار أن المكان مرتبطا بحركة الشخوص ) ، والحدث المركزي نفسه بما يتضمنه من عقدة وحل : ( الاختفاء ، وتحديد هوية المختطف تباعا ) ، لم يكن هناك أية اضافات تغير من المنحى الدرامي ، وبالتالي تؤدي إلى تحول في الحبكة ، وليجد القارئ نفسه أمام نهاية هي امتداد طبيعي ونتيجة حتمية ومنطقية لمقدمة معروفة سبق شرحها، وما في ذلك من تخييب لأفق انتظار المتلقي على نحو سلبي .

                    و نحن كقراء ، لا نطالب الكاتبة بأي تحول في حبكة القصة أوتغيير نهايتها ، فربما تمثل هذه النهاية مشهدا واقعيا هو دافع الكاتبة الأساس وحافزها لكتابة هذه القصة ، والتي رأت فيها الكاتبة أن هذه الحادثة لا بد أن تـُحتوى، لا بد أن تعبر عنها وتمارس عليها دورها الكتابي والقصصي بما فيها من لحظات توتر مشحونة في فضاء تتناسل شروخة وتتفسخ قيمه وأصولة بفعل مخلفات الاحتلال وتوالي النكبات على موطنها .

                    ما نتمناه على الكاتبة أن تقوم بتمرير شخصيات هامشية في سياق السرد، كحارس البناية ، أو الزبال مثلا ، أو الجار العازب ، بعض الاضافات على عناصر القص من شأنها إثارة الشكوك حول هوية المختطف وتشتيت انتباه القارئ والتشويش على عملية التلقي . وجعل القارئ يشارك الكاتب بوضع سينورياهات محتملة لنهاية القصة وأحداثها ، فهذا النوع من القصص يفرض على القارئ أن يتفاعل معها بقوة ، ويرصد حركة الكاميرا فيها .

                    بهذا الشأن ، أقصد بخصوص السناريوهات التي يضعها القارئ ، فقد توقعت عدة نهايات مختلفة للقصة ، مستلهمة من أجواء النص وبإيحاء من بعض الايماءات هنا وهناك .. والغريب أن جميع السيناريوهات هذه لم تأخذ الحدث المركزي ( اختفاء الإبنة ) على محمل الجد ، وتبتعد في تخميناتها عن أجواء الجريمة ، بقناعة تامة أن الكاتبة في هذه القصة تلعب على وتر ( تهويل الحدث وتضخيم الموقف ) لخلق حبكة قوية وشد انتباه القارئ ، فكانت توقعاتي كالتالي:


                    -أن الطفلة مختبئة في مكان ما في البيت ، ربما تداعب أمها ، أو غاضبة منها ..

                    -أن الام كانت تحلم ، وأن ما حدث ماهو إلا كابوس مزعج .

                    -أن تكون الأم مصابة بالذهان ، وتعاني من اضطرابات نفسية تصور لها تهيؤات خاطئة ، أو تكون مثلا قد تأخرت عن تناول الدواء في موعدة فأصيبت بهلوسات سمعية وبصرية ، فتكون النهاية وفقا لهذا التصور كالتالي :

                    ( يرن جرس البيت ، تظنها ابنتها ، فتفتح الباب مسرعة :

                    -آسف حبيبتي ، تأخرت قليلا ، التقيت صديقا قديما أثناء عودتي من الصيدلية . كان الجو جميلا فتبادلنا بعض الحديث والذكريات القديمة . نظر إلى أسفل السلم وقال : هيا يا سعاد ، ناولي الدواء لوالدتك . )

                    أي أن الطفلة كانت مع أبيها لإحضار الدواء لأمها ، وان الجو لم يكن ممطرا ومرعدا كما أشارت البطلة في قصتها ، وما هذه إلا تهيؤات وهلوسات سمعية وبصرية .
                    -أن الطفلة ذهبت بمشوار مع الزوجين ، ليحضرا لها هدية ، خاصة وأنهما محرومين من نعمة الانجاب ، كما أوردت الكاتبة .
                    - عندما وصلت إلى عبارة (ارتابت وهي ترى الكلب يتسلق زجاج نافذة الغرفة, هز ذيله ... ألخ ) خمنت إلى درجة اليقين أن الطفلة بصحبة الزوجين في الغرفة ليشاهدوا عملية ولادة كلبتهم ، وهذا ما يبرر توتر الكلب ( ذكرها ) وحومه حول نافذة البيت .












                    - لعنصر المكان في القصة قيمة حضورية فاعلة ساعدت في رسم الملامح الداخلية للشخصية الرئيسة في القصة ( الأم) وكشف عالمها الباطن ومعاناتها الشخصية ، ودرجة تأثرها بمحيطها الخارجي ( الظلام ، المطر والرعد ) ، لنجد أنها شخصية هشة مرتبكة سهلة التأثر و منفعلة ، بل إن المكان المتمثل في ( بيت قاتم خال في ليلة شتائية قاسية) أجج تفكيرها السلبي فجعلها تنبش الماضي و تسترجع ذكريات مؤلمة .

                    - بالنسبة للغة فهذه بعض الاقتراحات والملاحظات التي تعتمد في عدد منها على القبول السمعي وربما ليس لها أساسا نحويا :




                    1- عبارة (أوجعها الجرح الغائر في كفها.. تحسست الوسادة .. أجفلت كمنلدغتها أفعى.. وبرودة الفراش تلسع يدها, فانتفضت ونهضت تتمايل, وتهمس بلهفةمتلعثمة



                    لم أستسغ سمعيا تحويل صيغة الجمل من الفعلية في ( أوجعها ، تحسست ، أجفلت ، لدغتها ) إلى الاسمية في جملة ( وبرودة الفراش تلسع يدها ) وأقترح أن تستمر الجمل في نوعها الفعلي : تلسع يدها برودة الفراش ، مع حذف واو العطف في بداية الجملة .

                    - (وبرودة الفراش تلسع يدها ، فانتفضت ونهضت تتمايل ) : الفاء في (فانتفضت ) حرف عطف يفيد السببية ، إذن فالفعل ( انتفضت ) معطوف على الفعل ( تلسع ) ، وبالتالي يجب أن يتبع صيغته الزمنية ( المضارع ) وليس الماضي . ولتصبح الجملة ( تلسعها برودة الفراش ، فتنتفض وتنهض بتمايل ، لتهمس بلهفة متلعثمة : )

                    (, فانتابتها نوبة من القلقعلى ابنتها, التي ترهب غضب الطبيعة, وثورتها)

                    الجملة طويلة وثقيلة سمعيا ، ولا معنى لوجود فاصلة بين الجملتين طالما أنهما متصلتان في المعنى ؛ فاسم الوصل ( التي ) تعود على ( ابنتها ) في الجملة السابقة ،بل إن وضع الفاصلة أربك القارئ ، فلم يعد يعرف ، هل اسم الوصل ( التي ) يعود إلى الابنة أم النوبة ؟! فإذا كان يعود على ( النوبة ) فأقترح أن تكون الجملة كالتالي ( فانتابتها نوبة من القلق على ابنتها ، نوبة ترهب غضب الصحراء وثورتها ) ، أما إذا كان اسم الوصل يعود على ( الابنة ) فأقترح حذف الجملة ( التي ترهب ... ) وتمريرها في جملة وموقف آخر .

                    فقرة ( بحثت ملتاعة, بأرجاء المنزل الغارق بالظلمة والسكون المطبق, إلا من صوت الريح, والمطر يضرب زجاج نافذة المطبخ المفتوحة, تتلاعب به فتصدر أنينا يخترقه صفير الرياح, فاقشعر بدنها, ولفحة القنوط باتت تنشر خيوطها, كشبكة عنكبوتية تغلف روحها, والوساوس أنشبت مخالبها في صدرها, توغر فيه, وبوهن مرير تسأل نفسها:

                    - أيمكن أن يكون الزوجان , اختطفاها!!؟)


                    - ( تتلاعب به فتصدر أنينا يخترقه صفير الرياح ، فاقشعر بدنها ) مرة أخرى ، اختلاف في زمن الأفعال المعطوفة ، فاقشعرار جسد الأم جاء معطوفا و لاحقا لصوت الصفير ، بل جاء نتيجة له ، فكيف يأتي الفعل المسبب بصيغة الزمن المضارع ، والنتيجة بالزمن الماضي ، إذن فالصحيح أن نقول : ( فيقشعر بدنها ) أو ( ويقشعر له بدنها ) تفاديا لإيراد الفاء السببية مرتين في حملتين متتاليتين ( فتصدر + فتقشعر ) .

                    - ( فاقشعر بدنها ، ولفحة القنوط باتت تنشر خيوطها ... والوساوس ... ) لا داعي لعطف كل الجمل على بعضها ، الأفضل أن نقف عند (فاقشعر بدنها) ، ونبدأ جملة جديدة من غير واو العطف ، وربما التنويع في أدوات عطف الجمل ضروري ، فمثلا بدل أن نقول ( والوساوس أنشبت ) نقول : ( الوساوس أيضا أنشبت ) .

                    ( لفحة القنوط .. ) ولا داعي لأن تكون القنوط معرفة بأل التعريف ، أراها وهي نكرة أكثر شاعرية ومستساغة أكثر . دعنا نقرأ الفقرة السابقة بعد التعديلات :

                    ( والمطر يضرب زجاج نافذة المطبخ المفتوحة, تتلاعب به فتصدر أنينا يخترقه صفير الرياح, ويقشعر له بدنها .

                    لفحة قنوطٍ باتت تنشر خيوطها, كشبكة عنكبوتية تغلف روحها, الوساوس أيضا أنشبت مخالبها في صدرها, توغر فيه, وبوهن مرير تسأل نفسها:

                    - أيمكن أن يكون الزوجان , اختطفاها!!؟)




                    - ( وذاك الخوف الطفولي الذي يعتلي وجه صغيرتها , وتكرر طوال اليوم)

                    ربما من الأفضل وضع ضمير الغائب ( هي ) قبل كلمة ( تكرر) .

                    -- ( أمي لا تنامي أرجوك, أنا مرتعبة.. أرجوك لا تنامي )

                    (مرتعبة ) كلمة ثقيلة سمعيا وكبيرة على لسان الأطفال ،( خائفة ) تفي بالغرض .

                    - (هيء لها وكأنها كانت بكابوس مرعب , وخلو البيت يفجعها)

                    - مرة أخرى جملة أسمية ( وخلو البيت .. ) معطوفة على جملة فعلية ، رغم انه لا علاقة حقيقية وفعلية بين الجملتين فلماذا العطف عليها إذن ؟ ، خاصة وأن الجملة الثانية ( وخلو البيت يفجعها ) تم التعبير عنها سابقا في أكثر من مرة ، فلماذا التكرا ر ؟

                    - (وخلو البيت يفجعها, ويصفع ذاكرتها المتخمة بالعذاب, وكيف التجأت لهذا البيت بعد أن ركضت ساعات طوال في الشوارع, تقبض)

                    - لا داعي لوجود واو العطف في جملة ( وكيف التجأت .. ) فحادثة اللجوء إلى بيتها بعد الركض في الشوارع هي جزء من الذاكرة المتخمة بالعذاب ، وبالتالي فإن هذه الحادثة هي جملة توضيحية وتفسيرية لما قصده السارد بـ ( الذاكرة المتخمة بالعذاب ) ، لذا فالأفضل أن نضع فاصلة منقوطة قبل كلمة ( وكيف ) ، طبعا بعد حذف واو العطف منها ، لتصبح الجملة هكذا :

                    (وخلو البيت يفجعها, ويصفع ذاكرتها المتخمة بالعذاب ؛ كيف التجأت لهذا البيت بعد أن ركضت ساعات طوال في الشوارع)

                    - (وزجاجة الخمرالتي تكسرت على رأسها, وتضع يدها , تحمي رأسها, لتهوى الزجاجة على كفها)

                    ( وتضع يدها ) جملة غير مقبولة نحويا : كيف نصف حدثا ماضيا ، بصيغة الزمن المضارع ؟! لا بد من المحافظة على زمن القصة أو الخطاب ، كان على السارد أن يقول : ( وزجاجة الخمر التي تكسرت على رأسها ، حين وضعت يدها تحمي رأسها ، لتهوي الزجاجة على كفها ، أو ( فهوت الزجاجة على رأسها )

                    ورغم ذلك يبقى المعنى منقوصا ومختلا ، فالزجاجة لم تتكسر على الرأس ، وإنما هوت عليه ثم تكسرت على الكفين لأنه احتمى بهما ، في حين أن السادر أشار لعكس ذلك تماما ،فقال أن الزجاجة تكسرت على الرأس ، وهوت على الكفين ، فالأشياء تسقط أولا ( تهوي ) ثم تتكسر .

                    -( نظرت إلى ساعة الحائط, بشغف, من خلال غشاوة عينيها, كانت الواحدة بعد منتصف الليل)

                    (من خلال غشاوة عينيها) جملة ضعيفة في تعبيرها ، وأقترح ( نظرت إلى ساعة الحائط ، غشاوة عينيها تشير إلى الواحدة والنصف ، أو ترمش بالواحدة والنصف )

                    لا أعتقد أن كلمة (شغف ) في محلها ، ولا تعبر عن المعنى المطلوب والشعور الملازم للأم لحظتها ، فالشغف ، عادة ما يقال للتعبير عن الشوق في لقاء المحبوب ...

                    (فتحت باب الدار وأطلت برأسها, كانت سيارة الزوجين مازالت متوقفة في المرآب, )

                    كانت ومازالت ، فعلين ناقصين وضعا في جملة واحدة ؟! ربما يجب الاكتفاء بفعل واحد . والاستغناء عن الثاني

                    (وما فتأت ملامح وجه الصغيرة, وصوتها المرتعب وهي تترجاها, تنهش روحها)

                    ( تترجاها) كلمة عامية ، والفصحى ( ترتجيها ) .

                    -( وما فتأت ملامح وجه الصغيرة, وصوتها المرتعب وهي تترجاها, تنهش روحها, تخترقها وتضرب بوابة ذاكرتها بعنف, ورهبتها من البيت وأصحابه! )

                    ( ورهبتها من البيت وأصحابه ) لمن تتبع هذه الجملة ؟ معطوفة على من ؟! المعنى اكتمل عند ( وتضرب بوبة ذاكرتها بعنف ) فما صلة الجملة الأخيرة بما قبلها ؟! يبدو أن السارد يفتقر لأدوات ربط مناسبة بين الجمل فيستعين دوما بواو العطف التي يكررها في كل مرة .

                    - (.. يتقدمها الكلب, يسبقها.. رفع يديه وأسندها على الشباك مرة أخرى!)

                    المفروض أن يستمر السرد بصيغة الزمن المضارع ، والصحيح أن يقول السارد ( يرفع يديه ويسندها ) .

                    الصحيح ( أسندهما ) وليس ( أسندها ) لأن اليدين مثنى وليس مفرد .

                    (نظرت من خلال الشق..) الأفضل أن نقول ( نظرت من الشق ) .

                    - ( صعقها منظر الرجل عاريا, وهو يقف أمامها بصلف )

                    كلمة ( عاريا ) وشت بشكل النهاية ، ربما لوحذفناها لكانت مباغتة وصادمة أكثر ، خاصة وأنه تم توضيحها لاحقا في عبارة ( والرجل وزوجته عاريان قربها.. ينهشان بنهم جسدها الغض!! )

                    - حبذا لو كان زمن القصة مزامنا لزمن الخطاب .. أي أن يتم صياغة القصة بالزمن المضارع ، لإشعال عنصر التشويق ، وحتى يظل القارئ مشدودا للحظة القادمة ، وكأنه يتابع – مع السارد - الحدث أولا بأول ،في لقطات حية . بينما الزمن الماضي ، ، يشعرنا أن السارد على معرفة تامة بمجريات الأحداث ونهايتها ،وأنه ينقل لنا حكاية قديمة ، مما يفقدها عنصر التشويق . أو على الأقل أن يكون الزمن بالمضارع في اللحظات الأخيرة والحاسمة في القصة ( اكتشاف مكان الفتاة ) ، أو أن تراوح بين الزمانين ( الماضي ، والمضارع ) ، كأن تبدأ كل فقرة بصيغة الماضي ثم تتحول إلى المضارع على طول امتداد الفقرة ، كأن تقول مثلا : ( أخذت تنظرُ .. وتترقب ...إلخ ) وهذا ما فعلته الكاتبة في العديد من الأحداث عند سردها .

                    بقي أن نقول أن النهاية رغم أنها متوقعة في اتجاهها ، إلا انها كانت صادمة ومباغتة في شكلها ، فكلنا كنا نعلم أن الزوجين هما ما اختطفا الفتاة ، لكننا لم نكن نتوقع هذا الشكل القبيح والفاحش في سلوك الزوجين .


                    زميلتي العزيزة ، عائدة ، القاصة الجميلة ، هذه رؤيتي للقصة ، وهي رؤية تحتمل الخطأ أكثر من الصواب ، وتبقى مجرد رأي شخصي واجتهاد فردي ، وليس مطلق .



                    تحيتي لك





















                    [/align]

                    الزميل القدير
                    محمد فائق البرغوثي
                    بودي أولا أن أقدم لك عميق شكري وامتناني على هذا الجهد الكبير الذي بذلته من أجل نصي
                    والحقيقة أني بقيت أسأل نفسي كم يوما قضيت وأنت تفند كل حرف وكلمة وفعل وهذه نقطة تحسب لك وأتمنى أن تتخذ هذا الأسلوب مع كافة النصوص لما سيكون له من فائدة للجميع
                    وحقيقة فعلا أن هناك أخطاء جئت على ذكرها وتصحيحها ولكنك ربما بالغت كثيرا حتى بدت وكأنها أطروحة
                    وبودي أن تعرف أن شخوص القصة كانت ستة ..الأم.. إبنتها.. الزوج.. الزوجة.. الكلب.. والزوج المخمور وليست أربع كما أسلفت.. ولاأظن أن هناك داع لدمج شخوص أخرى وحشرها في النص فيكتظ.. فما فائدة الزبال والبواب وأحداث القصة جرت ليلا وأتصور بأن القاريء سينتقد ذلك لو أني وبكل سذاجة أدرجت إحدى الشخصيتين ولبدت القصة وكأن كاتبها ساذج سهى عن انتقاء وجود هاتين الشخصيتين ليلا لأن عملهم صباحا والكثير من البيوت بدون بواب لأنها ليست بناية !
                    شكرا جزيلا زميل برغوثي وأرجو أن تكون مداخلاتك على جميع النصوص بمثل هذا الاهتمام البالغ والتفنيد كي يستفد الزميلات والزملاء من خبرتك ورؤيتك ولو قسمنا مداخلتك على عشر نصوص لاستفاد عدد أكبر من الزملاء
                    وفي النهاية أشكرك مرة أخرى على جهدك الكبير وعلى الأيام الطويلة التي قضيتها وأنت تبحث عن الحرف والكلمة وربما المراجع أيضا.
                    تقبل ودي واحترامي
                    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                    تعليق

                    • عائده محمد نادر
                      عضو الملتقى
                      • 18-10-2008
                      • 12843

                      #85
                      تعودت أن يقوم الربيع بتتويج نصوصي للذهبية
                      الربيع اليوم غير موجود
                      أفتقدك زميلي وصديقي وأخي
                      عد بخير لأني لست بخير بدونك
                      تحياتي لك
                      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                      تعليق

                      • محمد مطيع صادق
                        السيد سين
                        • 29-04-2009
                        • 179

                        #86
                        أول تهنئة

                        الأديبة الفاضلة عائدة محمد نادر

                        مبارك المركز الأول المستحق وبجدارة

                        ليلة مناسبة للشيطان ..عمل أدبي راقي

                        دمت بتألق وامنياتي أن يبقى اسمك بين الذهبيات دائما

                        تعليق

                        • إيمان الدرع
                          نائب ملتقى القصة
                          • 09-02-2010
                          • 3576

                          #87
                          مبارك لنا وجودك بيننا ياغالية:
                          ألف وردة بعدد الحروف
                          تستحقّينها ..ياذات القلب الذهبي..
                          يامدادا يقطر أنجما
                          كلّ الودّ لك تحيّاتي...

                          تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                          تعليق

                          • آمنه الياسين
                            أديب وكاتب
                            • 25-10-2008
                            • 2017

                            #88
                            المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                            تعودت أن يقوم الربيع بتتويج نصوصي للذهبية
                            الربيع اليوم غير موجود
                            أفتقدك زميلي وصديقي وأخي
                            عد بخير لأني لست بخير بدونك
                            تحياتي لك
                            رائعة أنتِ بكل شيء

                            ايتها العراقية الاصيلة

                            واروع ما فيكِ تواضعكِ ،،،

                            نعم اوفقكِ على ما ذكرتيه أذكر يوم توجني

                            أستاذ ربيع أحسست فعلا بأنه ألبسني التاج الذهبي

                            فهو يمتلك ذوووق لا يقارن أعتقد بأنه أصل الذوووق ،،،

                            اواااااااااااه لقد نسيت ان ابارك لكِ غاليتي ،،،

                            مليون الملالالالالايين مبرووووووك

                            و ما يلبس الذهب غير الذهب يا ذهب

                            حبي ،،، تقديري ،،، وإحترامي

                            وأكيد مقرونين بقبلالالالالاتي

                            لـِ گلوباتي قثووورتي

                            ؛
                            ؛
                            ؛

                            ر
                            ووو
                            ح

                            تعليق

                            • ربيع عقب الباب
                              مستشار أدبي
                              طائر النورس
                              • 29-07-2008
                              • 25792

                              #89
                              تستحق و أكثر
                              كانت كأنها لأحد الكتاب الكبار المخضرمين
                              الذين قرأناهم كثيرا
                              وخبرنا حدود خلقهم للدهشة


                              من إبداع إلى إبداع

                              محبتى
                              sigpic

                              تعليق

                              • آسيا رحاحليه
                                أديب وكاتب
                                • 08-09-2009
                                • 7182

                                #90
                                ألف ألف مبروك للغالية عائدة..
                                أنتظر جديدك بكل لهفة.
                                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                                تعليق

                                يعمل...
                                X