الحلقة الرّابعة "قصّة حيّة"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حكيم عباس
    أديب وكاتب
    • 23-07-2009
    • 1040

    الحلقة الرّابعة "قصّة حيّة"

    [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
    الحلقة الرّابعة "قصّة حيّة"

    ابتدأت منذ بضعة أيام مجموعة من المواضيع ، نشرتها في الصالون الأدبي هنا ، ابتداءا من "الصورة بين المسموح و الممنوع" ثم "اللّيجو" و بعد ذلك قراءة في قصيدة "الشيخ بخيت" و ما تمثّله و أخيرا هذا الموضوع "الحلقة الرّابعة" ، و أزعم أن هناك خيوطا و ثيقة تربط المواضيع جميعها ، بل أكثر من ذلك ، إذ أحاول حصر و تطويق بعض الأمور الحسّاسة ، غاية في الأهميّة في حياتنا اليومية ، و لها مؤشراتها و تأثيراتها على واقعنا .
    فمن "الصورة" و الموقف منها ، إلى الموقف من "الفن" و "الجمال" في موضوع "الليجو" ، رأينا أن لا إجماع بتاتا على الموقف من الصورة ، كما رأينا أن بعض العلماء و المشايخ الحديثين ، من فئة محدّدة ، هم وحدهم من طرق هذا الموضوع حديثا ، و وضّحنا أمرا في غاية الأهمية ، أن هؤلاء المشايخ ، لا يتناولون الصورة مجرّدة ، بمعزل عن الفن ، بل موقفهم المتصلّب و المتشنّج من الصورة ، يمتد ليطال الفنون التشكيلية ، بل الفنون كلّها ، فيُحرّم بعضها و لا يحبّذ الباقي أو يضع لها شروطا تخرجها من طبيعتها فتفقد صفتها الأساسية كأحد الفنون.
    و من "الشيخ بخيت" استطعنا توضيح أهميّة البناء الداخلي للنّص (مهما كان نوعه ، شعر ، نثر ، خطابة ، مقالة ..الخ) الذي يجب أن يقوم على الحسّ بالمسئولية الرهيف و أخلاقيّات هذا الحس ، و إلاّ أصبح ترويجيّا دعائيا ، و هنا في موضوع "الحلقة الرّابعة" سنرى كيف يصبح تخريبيا تدميريا.
    ** أحد الخيوط الرفيعة التي تربط هذه المواضيع هي المبالغة و المغالاة التي تتناسل تعصّبا فتدفع الأمة نحو المجهول .
    ** خيط آخر ، المغالاة و التشدّد منبعه فئة واحدة (تقريبا ) من المشايخ و رجال الدين .
    ** خيط ثاني تأثير هؤلاء المشايخ امتدّ ليشمل العالم الإسلامي بأسره و لم تعد هناك منطقة محصّنة أمامهم.
    ما أطمح له أن أتمكن من إفادة المتابعين الأفاضل بوضع يدهم على ما يجمع كلّ هذه المواضيع ، لننجح في تشخيص ما يطوّق عنق هذه الأمة و يهدر قوّتها و وقتها ، و يعرقل حركتها ، و يسمّرها مكانها ، علّنا نتمكّن من فهم أعمق لواقعنا ، كخطوة أولى نحو تصور آليّات لإبداع الحلول.



    ***


    هذا الموضوع أقدّمه من واقع عملي ، و ليس من نسج الخيال .
    استدعيت لغرفة الطوارئ ، لوجود حالة محوّلة من قسم النسائية و التوليد استعصت على الطبيب المناوب.
    وجدت فتاة في السابعة و العشرين من عمرها ، محوّلة فعلا من قسم النسائية بعد مكوث 24 ساعة هناك ، أجريت خلالها الفحوصات المطلوبة دون التوصّل لأي تشخيص ، فحوّلت لقسم الجراحة للتّأكد من خلوّها من أمراض جراحية.
    الفتاة محجّبة و منقّبة ، ترفض رفضا قاطعا فكّ نقابها ، مما لا يسمح بدراسة و ملاحظة تعابير الوجه.
    مطلّقة منذ سنتين ، و ليس لها أطفال (لم تنجب)
    تضع يدها أسفل بطنها ، تتأوّه و تأنّ من الألم ، و بين فينة و أخرى ، تحاول التّقيؤ ، تمسك بيدها الأخرى و عاءا خاصا لذلك.
    بصحبتها والدتها ، سيّدة دخلت الستين من عمرها.
    امتثلت فورا للفحص المباشر كاشفة عن بطنها بأريحية ، الفحص السريري و الفحوص المخبرية الأولية التي أجريت في قسم الجراحة إضافة للفحوص التي أجريت في قسم النسائية كاملة طبيعية .
    لاحظت أن الأوراق المحوّلة من قسم النسائية لا يوجد بينها فحص الحمل. سألت المريضة فأجابت أمّها بنبرة حادة ، أن البنت لا زوج لها و هي مطلقة منذ سنتين فلا داعي لهذا الفحص ، و عندما حاولت شرح ضرورة الفحص ، نهرتني و كأنّني أشكّ بشرف ابنتها، لاحظت هنا عندما تدخلت الأم أن الإبنة أجهشّت بالبكاء ، اعتذرت للأم ، عبثا حاولت تهدئة البنت إلا بعد فترة ، سألتها عن الدورة الشهرية فتبيّن أنّها متأخرة قرابة الثلاثة أسابيع ، لكن الأم تدخّلت ثانية و شرحت لي أن هذا طبيعي ، و أن ابنتها تعاني من عدم انتظام في الدورة منذ بلوغها ، و أحيانا تمرّ ثلاثة أشهر متتالية دون دورة.
    تكلّمت مع الطبيب أن يرافقها للمختبر و يجري لها فحص الحمل دون علم المريضة و دون علم أمّها.
    النتيجة أن فحص الحمل سلبي ، غير حامل.
    طلبت من الطبيب المناوب إدخالها للمراقبة و وعدت الأم و المريضة بأنني سأمر و أعيد فحصها بعد ساعة .
    أدركت تماما أنّني لن أستطيع إجراء محادثة حرّة و مفيدة مع المريضة إلا من خلال أمّها ، بالتالي علي كسب ود و ثقة الأم و غير ذلك لن أتوصل لشيء.
    فعلا مررت بعد أقل من ساعة و قد عزمت على التودّد للأم و و كسب ثقتها ، وضعت سيناريو لذلك و حدّدت أولوياتي التي أود الحصول عليها . توجّهت للأم و أهملت كلّيا المريضة (ظاهريّا و لكنّ عيني عليها) و بدأت حديثا معها بعيدا عن موضوع ابنتها ، سألتها عن رأيها بالخدمات و كيف تعامل معها الموظفون ، و كيف ترى المستشفى ، و سألت إن كانوا قد ضيّفوها بشيء خلال الساعة المنصرمة ، و تحدثت مع المطبخ و طلبت لها الشاي و وجبة سريعة .. و هكذا من حديث لحديث ، ثم عن الحياة و الأولاد و متاعبهم و تربيتهم و كيف لا نرتاح نحن الآباء و الأمهات منهم حتى بعد أن يكبروا إلى أن بدأت تشكي همومها ، فأعتذرت و تركتها و مضيت واعدا أنّني سأعود بعد تناولها الطّعام و كنت قد حصلت في هذه الجولة على أثمن معلومة و أهمها أن البنت لا تراجع أي عيادة نفسية أو عقلية و لا تتناول العقاقير.
    عدت فعلا و حسب الخطة المرسومة و السيناريو ، و يبدو أنّها خلال هذا الوقت قد حصلت على تمويل من البيت ، فقدّمت لي القهوة و رحبت بي و كنت أمثل أنّني على عجل من أمري و كانت ترجوني البقاء و لودقائق ، شربت القهوة أمام الباب و خرجت مسرعا واعدا أنّني سأعود ، و لم أعد حسب الوقت المحدّد و تلكأت إلى أن بلغني من الممرضة أنّها تبحث عنّي ، عندها توجهت لغرفتها ، و أحسست كم كانت سعيدة بأنّني أخيرا وصلت ، فطلبت منها أن تسمح لي بفحص ابنتها سريعا ، لأنّهم ربّما يستدعوني للعمليات خلال دقائق ، فما كان منها إلا أن قالت : لا تتعب نفسك إنت ابن حلال و أنا سأقول لك قصّتها .
    فصرخت البنت : لا .. لا يا أمي .. لا .فنهرتها رافعة يدها بالهواء فكان الصمت و الهدوء.
    و بدأت الأم القصة : البنت لا تستطيع النوم في الليل إلا بدون وسادة و مستلقية على بطنها ، هكذا من يوم أن أتت للدنيا ، هذه طبيعتها.
    البنت تذهب كلّ يوم بعد العصر لحلقة تفقيهيّة في الدّين ، تعقدها إمرأة محترمة ، كبيرة في السن و متعلّمة ، من أقرباء أحد المشايخ المعروفين .
    المرأه المحترمة صاحبة الحلقة التفقيهيّه ، روت لهم قصصا مدعومة بأحاديث (على ذمّة الراوية) تحرّم على المرأة النوم على بطنها ، لأنّ هذه الوضعية تثير الشيطان و قد يأتيها من الخلف. ارتعبت البنت و حاولت على مدار أسابيع تصحيح نومها لكن دون فائدة ، فحتى لو غفت في وضع سليم ، تغيّر من وضعها أثناء النوم دون أن تدري ، لكن الأمر لم يأخذ حيّزا كبيرا عند البنت ، إذ استشاروا الكثيرين من أقربائهم و معارفهم و كان منهم من استنكر و استهجن الأمر ، و مع أن صاحبة التحريم في حلقة التفقيه إمرأة ، اقتنع الناس وهدأت البنت .
    الطامة الكبرى حصلت بعد ذلك ، عندما نهى أحد المشايخ في إحدى الفاضئيات ، عن نوم المرأة على بطنها لأنّ الشيطان بالمرصاد فسيأتيها من الخلف.
    ومنذ ذلك اليوم و البنت تعيش هذا الوسواس و الآن تعتقد أن الشيطان أتاها و تظنّ أنّها حامل منه....!!!!
    يا للإنسان ما أوسع عالمه ، بعد كلّ هذا العمر ما زلنا نتعلّم من كلّ مريض و نفك لغزا من محيطات ألغازه...!!!
    طبعا مصير البنت وصل إلى حيث كانت تخشى الأم و تكره ، العيادة النفسية.
    و نحن هنا نريد الدروس و العبر من حضراتكم..

    تحياتي
    حكيم
    [/align][/cell][/table1][/align]
  • يسري راغب
    أديب وكاتب
    • 22-07-2008
    • 6247

    #2
    الدكتور حكيم الموقر
    احترامي وكل التقدير
    مابين العلوم الانسانية والعلوم الطبيعية تكون دراسة الحالة من خلال مداخل ومحاور تستلزم التعرف على المكان والزمان والمقدمة التاريخية والتحليل الموضوعي للحاضر للوصول من خلاله الى النتائج المستقبلية بطريقة يمكن من خلالها الوصول الى الحلول الناجعة الشافية
    اي مشكلة انسانية كانت / طبية او هندسية او فكرية او امنية لها ابعادها ما بين / مقدمة وصراع وحل - رؤية وموقف الباحث او المعالج اساس -
    الطب في اعتقادي هو قدرة الطبيب على التشخيص الذي يستطيع من خلاله تحديد الداء وبالتالي يسهل التعاطي مع نوعية الدواء واصنافه
    ولست هنا ابو العريف لكنها تجارب الحياة تجعل الانسان عائما على سطح الماء يقترب من هذه المعلومة او تلك الحادثة فيتعرف على معطياتها مثل مريض القلب مع استمرار العلاج يصبح خبيرا في الداء والدواء ملما باعراض الوجع ابتداء بنبض الصدر وانتقالا الى الكتف والاسنان والذراعين في لحظات تنتقل فيها الالام بانتظام سريع ومتتالي
    وفي الفكرة هنا دروس ومواعظ نلتقي فيها مع بيان العلم الى جهل الانسان الواثق بعلم العالم فيكون خاضعا لاستقراءاته خاضعا لتاويلاته تحت قاعدة انه لن يفهم مثل العالم في امور الدين والدنيا فتكون تلك مصيدة يقع فيها الكثيرين فيمتنعوا عن علاج او الحصول على دواء كما هو الحال في قضايا التعامل مع الفن والادب يبقى مابين اخذ ورد
    اما / ان تواجه مع العقيدة بعيدا عن الاجتهاد والوسطية
    او / تواجه الرفض الكامل للاستشفاء من المرض او معرفة اسبابه
    بالتالي اضع التساؤلات التالية
    كيف ترتبط الحضارة بالاداب والفنون وتكون لها رسالتها المكملة للعقيدة والاخلاق والتي ترتبط جذريا بتكوين الاسرة والمجتمع والتي تنشق عنها سلوكيات تحكى روايات وتنظم فيها القصائد وتدون تواريخ ويشار اليها في العلوم الانسانية كافة بمناهج البحث العلمية المتعارف عليها
    فاذا ما كان هذا يرتبط بذاك فلن تكون لنا ادواتنا العصرية لملاحقة التطورات العلمية المعاصرة ابتداء بالمنتديات الفضائية التي تجعلنا نتحاور كل يوم وبعضنا في الغرب وبعضنا في الشرق بيننا الاف الاميال واكثر
    ان لم نؤمن بالتطور العلمي فلا نتعامل معه
    ان لم نؤمن بالفن والادب فلا نمارسه
    ان لم نحسن اللغة فكيف نعلمها ونتعلمها بكل اللغات وكل اللهجات
    تلك المراة التي رفضت علاجا لان عالما قال ان الشيطان سيكون حاضرا كانت ضحية الخلط مابين علوم العقيدة وبين اجتهاداتها لمواجهة الحياة المعقدة المعاصرة -
    فكما كان السيف هو السلاح الاقوى ثم جاءت البندقية والدبابة اصبحت الان الطائرات والصواريخ الحاسمة
    وجاء الاستشهادي ليعلن نظرية توازن الرعب في المعارك الدائرة
    هناك حلول للمشاكل
    وليس هناك موانع وقيود تلغي الوقائع
    الالغاء ضد الحياة
    هذا فقط مقال استفهامي وليس ارشادي في ما لا افهم الا شواهده واسانيده
    وتقبل كامل احترامي وتقديري
    ودمت سالما منعما وغانما مكرما

    تعليق

    • رنا خطيب
      أديب وكاتب
      • 03-11-2008
      • 4025

      #3
      الأستاذ الفاضل حكيم عباس

      سلام الله عليك

      هناك حلقة مفقودة بينك و بين الجمهور القراء تجعلكم في اختلاف و شقاق ..و هذا ما لاحظته من خلال متابعتي لحواراتك معهم..

      هل الأمر يتعلق بتميزك في الفكرة و شرحها منطقيا؟

      أم لأنك تستفز العقل الجامد الذي لا يقبل التغير رغم أن التغير ضرورة حتمية ما دام هناك حركة في الزمن و بالتالي هذه الحركة تستوجب الحركة في الفكر؟
      أم هي محاولة منك لعرض حقيقة العقول التي تتعامل معها؟

      أما كما ذاع عنك بأنك تسعى من خلال مخاطبة العقول على التمرد على الثوابت؟؟

      كثيرة هي التأويلات التي تدور حولك و السبب هو عدم قراءة القراء لك بشكل عميق

      بالنسبة للقصة التي طرحتها هي عنوان لهدف تريد أن تصل له :

      إلى متى ستظل خرافات الأساطير تسيطر على أفعالنا و سلوكنا و معتقداتنا فتجعلنا نلغي هبة العقل التي منحنا الله إياها فنسير كالعميان في طريق مظلم يقودنا فيه مجموعة من الأشخاص التي تريد أن تسيطر و تستبد و تحكم..

      إلى متى سيظل العقل المسلم تسيطر عليه بعض السلطات الدينية التي يتحكم بها أشخاص أو مؤسسات ربطت مصلحتها الشخصية بمصالح هذه السلطة؟

      إلى متى سيخرج العقل من بوتقة الاستسلام و شلل حركة العقل لما قيل عن تفرعات الأصول الشرعية في فترة زمنية محددة ثم بقي العقل رغم تقدم الزمان و توافد مستجدات العصر يردد نفس ما أتت به التفاسير التي اجتهد بها البشر معرضا عن الاجتهاد و التجديد في الشكل و لا أتكلم عن المضمون؟

      هذه القصة و سيطرة هذا الوهم التي سقاها إياه تلك المرأة الداعية و التي نهلت علمها من جماعات لها طريقة محددة و متشددة و ليس من المنبع الكامل للشريعة الغراء .. و لو كان الطرق واجبة الإتباع لكنا سمعنا عن الطريقة المحمدية ..لكن لم نسمع ..

      للأسف ثقافتنا الدينية لا تسقى من منبعها الأصلي بل من نقل عن نقل لأشخاص أرادت أن تسير في الدعوة لكنها كانت ضيقة الرؤية فضاقت بها الأحكام..

      ذكرتني قصتك بقصة حدثت لي في الواقع و ما أكثر القصص على ضوء ما عرضته ..هناك داعية طيبة جدا و بسيطة تدّرس في إحدى جوامع حلب طلبت منها أن أعرف ما حكم الإسلام لمن يعمل في البنوك الإسلامية في الدول العلمانية..فكان الرد ببساطة ما دام البنك إسلامي فيجوز ..كما قلت هي بسيطة و فعلا تحاول قدر مستطاعها أن تساهم في الدعوة إلى الله لكن وفقا لرؤيتها و ما تعلمته من جماعات الطرق .. و طبعا هي ليست خريجة من جامع الأزهر و لا الجامعات الشرعية و مع ذالك تدرس في الجوامع و تخرج أجيال لتعليم الدين على مبدأ تعلم و علم غيرك لتحل الفائدة.. و هذا ليس غلطا ما دام يصب في العمل الخيري الجماعي لكن الغلط هو عدم الانتباه لمصدر العلم و منبعه و العودة له و استخدام العقل لقياس ما حلل و حرم قديما بما استجد من محدثات وجب التعامل معها بشكل شرعي و علمي..

      المهم هذه الطيبة اعتمدت على كلمة إسلام فقط و لم تفكر بآلية عمل البنوك في الدول العلمانية التي تبيح الربا ضمن مراكزها البنكية .. و لم تفكر أيضا بأن هذا البنك الإسلامي ليس إلا خديعة لجر الباقي من المتدينين الذي يخافون أكل الحرام لتستقطب أموالهم. و لم تفكر في أن البنك لكي يفتح في دولة عربية لا بد من أخذ الرخصة من البنوك العالمية الكبرى التي بيدها الأمور كلها..و هناك فوائد لا بد من دفعها لكي يسمح لها فتحها .غير الفائدة التي تجنيها البنوك العالمية من عمليات التحويل الواسعة و غيرها .
      و ما أكثر الأفكار ضمن هذه الحلقة المغلقة..

      فقط اعتمدت في إفتائها على الشكل و لم تلم بحيثيات القضية كلها.. و هنا أترك للجميع الاستنتاج.


      ما فهمته أن العقل المسلم لا يسير متوازيا مع متطلبات العصر..هناك قصور واضح في التعامل مع القضايا الحياتية بشكل إيجابي.. هناك قصور في توسيع دائرة الفقه الإسلامي للإحاطة بكل المستجدات التي تحدثها حركة الزمن المتقدمة .

      الوعي الكامل و الإدراك لحقيقة الأمور و معطياتها غائبة عن العقل البشري و بالتالي الاستنتاجات و النتائج ستكون ما بين خاطئة في الكثير من الأحيان و الصحيحة في بعضها..

      فهل تستطيع أن تلقن العقل الإنساني وعيا ليتحرك في الطريق الصحيح ؟
      كان هذا مرور أولي و أرجو أن لا أكون قد خرجت عن ما ترمي أليه في أطروحتك..

      دمت بود
      رنا خطيب

      تعليق

      • رزان محمد
        أديب وكاتب
        • 30-01-2008
        • 1278

        #4
        الدكتور الفاضل حكيم،

        لو سمحت أن توضح لي ما لم بتضح، فهل نحن بصدد:
        * نقاش عن مدى حرمانية/ كراهة/ جواز / النوم على البطن من ناحية شرعية؟
        **أم استنكارٍ للتفسير الذي أعطته مدرِّسة الفقه، وكذلك عالم الفضائية، كتفسير لعدم جواز النوم على البطن؟
        ***أم استنكار لموقف الفتاة ووالدتها و النسوة حضور الحلقة مثلًا التي تمثل شريحة العامة من المجتمع تجاه الفكرة وتفسيرها؟
        ****أم مدى صحة الأحاديث الواردة حول هذا الموضوع ومستوى صحتها من ضعفها؟
        *****أم مدى موافقة الطب للفكرة أو تعارضه معها؟


        ودمتم بخير.
        التعديل الأخير تم بواسطة رزان محمد; الساعة 31-03-2010, 08:06.
        أراها الآن قادمة خيول النصر تصهل في ضياء الفجر
        للأزمان تختصرُ
        وواحات الإباء تفيء عند ظلالها الأقمار تنهمرُ
        وأقسم إنها الأحرار تنتصرُ
        سيكتب مجدها ألقا نجوم الدهر والقدرُ
        بلى؛ فالله لايغفو ..يجيب دعاء مضطرٍ بجوف الليل
        للمظلوم، والمضنى
        فيشرق في الدجى سَحَرُ
        -رزان-

        تعليق

        • اسماعيل الناطور
          مفكر اجتماعي
          • 23-12-2008
          • 7689

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة حكيم عباس مشاهدة المشاركة
          [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
          الحلقة الرّابعة "قصّة حيّة"

          الفتاة محجّبة و منقّبة ،

          و بدأت الأم القصة :
          البنت لا تستطيع النوم في الليل إلا بدون وسادة و مستلقية على بطنها ، هكذا من يوم أن أتت للدنيا ، هذه طبيعتها.
          البنت تذهب كلّ يوم بعد العصر لحلقة تفقيهيّة في الدّين ، تعقدها إمرأة محترمة ، كبيرة في السن و متعلّمة ، من أقرباء أحد المشايخ المعروفين .
          المرأه المحترمة صاحبة الحلقة التفقيهيّه ، روت لهم قصصا مدعومة بأحاديث (على ذمّة الراوية) تحرّم على المرأة النوم على بطنها ، لأنّ هذه الوضعية تثير الشيطان و قد يأتيها من الخلف. ارتعبت البنت و حاولت على مدار أسابيع تصحيح نومها لكن دون فائدة ، فحتى لو غفت في وضع سليم ، تغيّر من وضعها أثناء النوم دون أن تدري ، لكن الأمر لم يأخذ حيّزا كبيرا عند البنت ، إذ استشاروا الكثيرين من أقربائهم و معارفهم و كان منهم من استنكر و استهجن الأمر ، و مع أن صاحبة التحريم في حلقة التفقيه إمرأة ، اقتنع الناس وهدأت البنت .
          الطامة الكبرى حصلت بعد ذلك ، عندما نهى أحد المشايخ في إحدى الفاضئيات ، عن نوم المرأة على بطنها لأنّ الشيطان بالمرصاد فسيأتيها من الخلف.
          ومنذ ذلك اليوم و البنت تعيش هذا الوسواس و الآن تعتقد أن الشيطان أتاها و تظنّ أنّها حامل منه....!!!!
          يا للإنسان ما أوسع عالمه ، بعد كلّ هذا العمر ما زلنا نتعلّم من كلّ مريض و نفك لغزا من محيطات ألغازه...!!!
          [/align][/cell][/table1][/align]


          لا حول ولا قوة إلا بالله
          إنها منقبة
          وإنها جاهلة
          وهذة شهادة من طبيب

          تعليق

          • رنا خطيب
            أديب وكاتب
            • 03-11-2008
            • 4025

            #6
            الطامة الكبرى حصلت بعد ذلك ، عندما نهى أحد المشايخ في إحدى الفضائيات ، عن نوم المرأة على بطنها لأنّ الشيطان بالمرصاد فسيأتيها من الخلف.
            ومنذ ذلك اليوم و البنت تعيش هذا الوسواس و الآن تعتقد أن الشيطان أتاها و تظنّ أنّها حامل منه....!!!!


            أعتقد أن القضية تتعلق بهذه الجزئية.. و أعتقد هنا تكمن مشاكلنا

            لا ننكر ما نهى عنه الرسول عليه الصلاة و السلام لكن ليس بسبب أن الشيطان سيضاجعها و تحمل منه.. و ما أتانا به الرسول وجب أن نأخذ به و ما نهانا عنه و جب أن نعرض عنه.



            كثيرة هي الأقاويل التي روجت بسبب النوم على البطن و منها أنها نومة أهل جهنم .. و خلاص توقفنا عند هذه النقطة و انتهت المشكلة و لم نبحث عن تفسير مقنع.


            المقصد أن الله جلى جلاله لم يحرم السؤال في العلم و البحث حتى نصل إلى الحقيقة ، و حتى الرسول عليه الصلاة و السلام أكد على أهمية التفكر في تدبر هذا الكون الذي من حولنا و قال: "تفكر ساعة خير من عبادة سنة "

            الإنسان ينتقل من المحدود إلى اللامحدود و كل مرحلة من الزمن تختلف عنها في السابق..

            سابقا كانت الروحانيات و سرعة انتقال الإيمان إلى القلوب هي التي تحكم ملامح تلك الفترة الماضية..بدايات الإسلام ..الآن دخل الإنسان مرحلة العقل المدرك .. و العقل لا تكفيه فقط ان تقول له أؤمن بهذا و اكفر بهذا ..لا بد من إقامة الحجة و البرهان..

            و في كلا الحالتين ليس الأمر فيه كفرا ما دام الإنسان يبحث عن الحقيقة حتى يصل أليها.

            و طبعا لا نتفاوض فيما حرمه الله و رسوله لكن ليس خطأ أن نبحث عن الأسباب لمعرفة أسباب التحريم و التحليل لكي نخرج بحكم نستطيع أن نقيس به على ما يستجد من قضايا تحتاج إلى اجتهاد فقهاء الأمة الإسلامية.

            و أعتقد أن إشارة الدكتور إلى النقاب و ربطها بالجهل هو بسبب قطعة هذه القماش التي رفضت الفتاة أن تتعالج كما أمرنا الله تعالى.. فجسد الإنسان أمانة عند الإنسان و لم يحرم الدين ضمن ضوابط شرعه أن تكشف المرأة للعلاج.

            هذا الجهل بعينه.. و هذا نقاب الجهل أيضا..

            نفس هذه الفتاة و التي من الواضح أنها تعيش في بيئة يسيطر عايها الوهم أكثر من الحقيقة سوف تخلع النقاب لو كانت في حضرة شيخ يريد ان يطرد الشيطان من جسدها.. و يا ما سمعنا عن هذه القصص. طبعا لا أحد يفهمني بأن أعترض على الرقية الشرعية ضمن ما تحدث بها الرسول عليه الصلاة و السلام..لكن أتكلم عن الدجاليين الذين يستغلون الدين للعب على أوتار عاطفة المسلمين.

            مع التحيات

            تعليق

            • mmogy
              كاتب
              • 16-05-2007
              • 11282

              #7
              [align=center][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=justify]
              أستاذنا الجليل دكتور حكيم عباس
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              ماتحكيه حضرتك هنــا له أصل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته الزكية .. فقد وقعت قصة مشابهة تؤصل لهذه الظاهرة .. وتوضح لنــا أن ثمة فرقا بين من يحمل الفقه وبين الفقيه .. فكما ورد في الأثر . رب حامل فقه وليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منــه .


              " ففي الحديث الثابت في السنن ، سنن أبي داود وغيره، من حديث جابر بن عبدِ الله الأنصاري رضي الله عنه أن النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أرسل سريّة، فذهبوا وقاتلوا الكفار، ثم لمّـا أرخى الليل سدوله وظلامه، ووضعتِ الحربُ أوزارها، وصلوا العشاء ثم ناموا، وفي الصباح استيقظوا لصلاة الفجرِ وإذا بأحدهم يجد نفسه قد احتلم، فوجب عليه الغُسل، ولكنه كان قد أصيب في المعركةِ بجراحات كثيرة في جسمه، فسأل من حوله لعله يجدون له رخصة في أن لا يغتسل وأن يتيمم، قالوا: لا، لابد لك من الغسل، فاغتسل الرجل وكان عاقبة ذلك أنه مات، فلما بلغ خبرُه رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- غضب غضباً شديداً ، ودعا على الذين أفتوه بعدمِ جوازِ التيمم وهو جريحٌ، فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( قتلوه قاتلهم الله، ألا سألوا حين جهلِوا، فإنما شفاءُ العي السؤال "

              فهؤلاء وأمثالهم هم سبب بلاء الأمة وشقاء المسلمين .
              شكرا لك على تلك المعالجة الدقيقة والتشخيص السليم الواعي لبعض مثالب هؤلاء الجهلاء الذين لايجاوزون الحروف والكلمات إلى الفقه الصحيح ومقاصد الشريعة .


              [/align][/cell][/table1][/align]
              إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
              يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
              عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
              وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
              وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

              تعليق

              • mmogy
                كاتب
                • 16-05-2007
                • 11282

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة رزان محمد مشاهدة المشاركة
                الدكتور الفاضل حكيم،




                لو سمحت أن توضح لي ما لم بتضح، فهل نحن بصدد:
                * نقاش عن مدى حرمانية/ كراهة/ جواز / النوم على البطن من ناحية شرعية؟
                **أم استنكارٍ للتفسير الذي أعطته مدرِّسة الفقه، وكذلك عالم الفضائية، كتفسير لعدم جواز النوم على البطن؟
                ***أم استنكار لموقف الفتاة ووالدتها و النسوة حضور الحلقة مثلًا التي تمثل شريحة العامة من المجتمع تجاه الفكرة وتفسيرها؟
                ****أم مدى صحة الأحاديث الواردة حول هذا الموضوع ومستوى صحتها من ضعفها؟
                *****أم مدى موافقة الطب للفكرة أو تعارضه معها؟



                ودمتم بخير.
                [align=center][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=justify]
                أستاذتنا المبجلة دكتورة رزان محمد
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                لنفترض جدلا أن النهي عن النوم على البطن صحيح وهو لايخرج عن الكراهة .. ولكن إن تعذر على الإنسان ذلك ماذا يفعل ؟؟ هل يحتاج ذلك إلى فتوى يتربع لها شيخ جليل ليفتي فيها ويصدر فيها كتابا ؟؟
                ألا توجد قاعدة قرآنية جليلة تحكم تفسير وتطبيق مثل تلك الأحاديث والنصوص .. وهي ( وماجعل عليكم في الدين من حرج ) .. وأي حرج أشد مما وقع مع هذه الفتاة ؟ دا حتى على رأي المثل كل واحد ينام على الجنب اللي يريحه .

                [align=center][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=justify]تحياتي لك[/align][/cell][/table1][/align]

                [/align][/cell][/table1][/align]
                إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                تعليق

                • حكيم عباس
                  أديب وكاتب
                  • 23-07-2009
                  • 1040

                  #9
                  [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
                  الأخت و الأستاذة الفاضلة رنا خطيب
                  تحيّة طيّبة

                  أشكرك جزيل الشكر على مداخلتك ، و قد سعدت بها لوضوحها و صراحتها و صدقها ، إذ لم ألمس أي تناقض بين ما تقولين و بين ما تشعرين فعلا به و أحسّه بين السطور ( ليس تهويلا و لكن الخبرة تفرض أحيانا نفسها ، فنستطيع أن نشتم من السطور بعضا مما يدور في دواخل الكاتب)


                  و سأجزّئ مداخلتك لأسئلة كما جاءت ، كي أتمكّن من الإجابة المنظّمة عليها.
                  أرجو من الأستاذ الفاضل الدكتور وسام البكري و باقي الأساتذة الأفاضل المسئولين و المشرفين عدم اعتبار هذا خروجا عن صلب الموضوع ، فما دام الأمر طرح بهذه الطريقة ، فلا بدّ من الإجابة عليه ، و لا يمكن إغفاله ، و قد يكون فعلا عاملا مهمّا في احجام الكثيرين من الاقتراب من بعض المواضيع (لي و لغيري) في الصالون و في غير الصالون .


                  1. هناك حلقة مفقودة بينك و بين الجمهور القراء تجعلكم في اختلاف وشقاق ..و هذا ما لاحظته من خلال متابعتي لحواراتك معهم..
                  هل الأمر يتعلق بتميزك في الفكرة و شرحها منطقيا ؟


                  كنت أشعر بوجود مثل هذه الحلقة المفقودة ، لكن بعد اختفاء شخصيّات محدّدة من الملتقى و أعني بعضها بالضّبط ، من كان يكافح و يصر على مطاردتي و تخريب أي موضوع أو مشاركة بناءا على قناعات خاصة به ، بعد ذلك لم تعد مثل هذه الحلقة قائمة و لا أشعر بها ، يوجد خلاف بوجهات النّظر هنا و هناك ، لكنّها بشكل عام طبيعية و صحيّة و لا تخرج عن الإطار.
                  لا أعتقد أنّني أتميّز بشيء ، هذا موضوع لا أسوّق له و لا يخطر ببالي ، لكنّني فعلا أعرض أفكاري بطريقتي ، بأسلوبي ، سأقول لحضرتك شيئا مهمّا ، أنّني أعيش شعورا مستمرّا (لنقل وسواس) بأن فكرتي غير مفهومة من قِبل الآخرين ، مما يدفعني لتبسيطها ، و منهجتها ، و استبعاد المصطلحات التخصًّصية منها ، و اللّجوء للتّكرار أحيانا كثيرة ، هذا كلّه يؤدي للإطالة التي تتسبّب في معظم المرّات إن لم تكن في كلّها ، إما بالقراءة السريعة غير المتمعّنة و إما بنصف قراءة و إما ابتعاد القارئ كلّيّا .
                  أكتب في الفلسفة و لا أستخدم المصطلحات الفلسفية ، في النّقد و لا أستخدم مصطلحاته ، و هكذا إمعانا منّي في التّبسيط ، أقاتل لأصل القارئ ، فأتعرّض للملامة و التقريع و النقد الشديد من بعض مثقّفي النخبة ، أما لماذا هذا الوسواس ؟ أعتقد أنّني لا أجيد اللغة العربية كما يجب ، و أضطر كثيرا من الأحيان لأجل التّحايل على قاعدة نحوية لا أعرفها أو لست متأكدا منها ، بتغيير صيغة الجملة ، فتطول و تأتي غريبة و هكذا ، إضافة للترجمة الفورية التي تتمّ في خلايا الدّماغ أثناء الكتابة من لغات أخرى إلى العربية ، من اللغات التي نقرأ بها ، هذا شعور مخيف حين أسأل نفسي هل عبّرت بشكل صحيح أم لا؟
                  إذن الأمر باختصار هو كفاح على كلّ الجبهات من أجل الوصول للقارئ ، و عندما أصل أكون شديد الوضوح .. الوضوح يثير المخاوف و الشكوك لدى القارئ ، خاصة القارئ العربي ، لأنه ذو "سايكولوجي" مختلفة ، يرزح حتى في اللاوعي تحت عبء التآمر ، و الجو العدائي العالمي ، و الشعور العميق بالهزيمة و الضعف ، الرّهاب من الاستبداد و الظلم ، فيظهر الوضوح مخيفا غريبا مغامرا لا مسئولا ... الخ

                  2. أم لأنك تستفز العقل الجامد الذي لا يقبل التغير رغم أن التغير ضرورةحتمية ما دام هناك حركة في الزّمن و بالتالي هذه الحركة تستوجب الحركة فيالفكر؟

                  نعم أحيانا أتعمّد استفزاز العقول و لكن معظم المرات ، الوضوح الذي تحدّثت عنه ، الوضوح الشديد ، هو استفزاز بحدّ ذاته للقارئ العربي.
                  لماذا استفزّ و أقبلُ بالوضوح الشديد الذي أعرف أنّه يَستفزُّ؟ لأنّني أؤمن أن قمةّ العطاء و الإبداع ، لا تأتي إلاّ عندما تكون الذات مُسْتفزّة و لا تُسْتفزّ الذات إلا إذا استُفزّ العقل.
                  لأنّني لا أبحث عن استعراض بعرض أفكاري ، و لا أبحث عن مهادنة أحد أو السعي لأرضاء أحد ، و لا أبحث عن تفاعل روتيني ، آليّ ، يجاملني و يمضي .. بل أبحث عن الفعل ، القارئ هو مصدر الفعل ، و لأنّني طامع و شره أريد الفعل في أقصى تجلّياته العقلية و الإنسانية .
                  الحديث هنا يطول و أكتفي بهذا .

                  3. أم هي محاولة منك لعرض حقيقة العقول التي تتعاملمعها؟

                  هذا سؤال صعب جدّا لأنّه يحمل معنيين ، و لذا فالإجابة عليه إجابتين ، نعم و لا.
                  إن كان المقصود التّنافس في غير مكانه ، و إطلاق شهوات ذاتية مرضية ، لأسجّل انتصارات وهمية لأثبت أنّني أفضل من الآخرين ، لا .. لا.. و ألف لا ، فسجلّي ليس فارغا لأبحث عن أوهام تملأ الفراغات فيه ، و لست على خصام و انفصام مع نفسي أريد استرضائها بإثبات تفوقها على الآخر ، بل على العكس ، أنا الأقل ، و أنا الذي يتعلّم من كلّ شي و من أي كائن كان ، فقط لنلتفت للعبارة التي أنهيت بها مقالتي هنا ، أليست عن التّعلّم ، أنا في عمليّة تعلّم مستمرة دون توقف ..
                  أما إن كان المقصود هو وخز العقل الذي أتعامل معه ، و خزه لا إهانته ، و خزه لايقاظه ، و شدّ انتباهه على ما فاته و يفوته ، و إثارة جوعه المعرفي ، الكشف عن شغفه ليعرف (وكلّ عقل مطوي على هذا الشغف ، لكنّننا في خضم الحياة ندفنه، نغتاله) إن كان هذا فنعم ، نعم .. مع سبق الإصرار و الترّصد..

                  4. أما كما ذاع عنك بأنك تسعى من خلال مخاطبة العقولعلى التمرد على الثوابت؟؟

                  هذا موضوع بمنتهى الحساسيّة عند السواد الأعظم ، لأنّهم ( و أصرّ على هذا ) لأنّهم أساءوا فهم معنى الثوابت. خطأ عام و انتشر و ترسّخ ، و عملية توضيحه و القول به ، عملية تشبه العمليّات الانتحارية ، هذا بشكل عام ، أمّا ما يخصّني بهذا الموضوع ، و رغم أنّني أصرح بما أؤمن به في كلّ مواضيعي تقريبا و علنا و جهرا ، إلاّ أن أحدا رغم شدّة وضوح ما أصرّح به ، لا يريد أن يصدّق ، إذ لا يمكنه تصوّر أن ما يعتبره هو مقدّسا مرفّعا منزّها غير قابل للمس ، أخوض به بمثل هذا الوضوح . و لكي أنهي هذا أقول علانية و جهرا للمرّة المليون ، لا ثابت عندي ، لا ثابت على الإطلاق إلاّ كتاب الله و ما يَثبت من أحاديث و سنّة رسول الله ، سوى ذلك كلّه ، كلّه على الإطلاق قابل عندي للبحث و التّمحيص و التفكير و النقد و التّحليل و الترجيح ...الخ كائن من كان خلفه.
                  و أرجو الإنتباه إلى أنّني أقول ما يثبت من أحاديث و سنّة رسول الله ، و لم أقل ما ثَبُتَ ، أي استخدم الفعل المضارع و ليس الماضي ، لأنّ الفعل الماضي يعني أن عمليّة الإثبات قد تمّت و أغلقت و انتهت ، بينما الفعل المضارع يعني أن عملية الإثبات ما زالت جارية ، و شتّان بين المضارع و الماضي ، لا مجال هنا للتّفصيل. هل يوجد أكثر من هذا وضوحا؟؟ بل أكثر من ذلك ، في اللحظة التي تتّسع بها دائرة الثوابت عندي أكثر مما قلت هنا ، أعتبر أنّني انتهيت ... تيبّست و انطفأ فيّ العقل و انطفأت الرّوح أيضا ، فلا تصدّقوا شيئا مما سأقول في مثل هذه الحالة.
                  و عليه أنا لا أسعى لدفع العقول إلى التّمرّد على الثّوابت أبدا ، لأن هذا يحمل معنى خروجي عن الدين ، و فيه مساس كبير لطهارة الايمان ، بل أنا أسعى عند العقول التي أخاطبها بأن تقبل هذا المنطق ، أن تقبل بهذا النّمط من التّفكير ، أن تعتبره حقّا من حقوقي عليها احترامه ، و بالتالي هو حق لها أيضا بإمكانها أن تسعى له ، تطالب به ، تأخذه فلا يمنعها أحد ..لا حرّاس للهيكل في الدين الإسلامي ، و لا بابوية أوصت بها السماء ، و ليس من حقّ أحد تكفير من يتّخذ من كتاب الله ثابتا و سندا ، و إن حاول أن يفعل ، فهو المعتدي الأثيم ، الذي يجب مقاضاته و ملاحقته و مطاردته ، لأنّه بعض من الاستبداد الذي ينخر عظم هذه الأمة..

                  5. كثيرة هي التأويلات التيتدور حولك و السبب هو عدم قراءة القراء لك بشكل عميق

                  أعتقد و لشدّت وضوحي ، لا مكان للتأويلات ...فلماذا الـتّأويل ، فها أنا موجود ، و الأستاذ الموجي يعرف عنّي حتى مقاس عنق قميصي ، من لديه ما يقوله فليتفضّل و ليس أوسع من صفحات الملتقى !!
                  على أيّ حال ، إن وجدت "التأويلات" و "التقوّلات" في هذه الحالة أراها بوجهين ، وجه يمثل الفزع من الحقيقة من وضوح الحقيقة ، و الوجه الثاني أراها تشويهات مُتعمّدة لأسباب لا أود التّعليق عليها هنا.

                  6. بالنسبة للقصة التي طرحتها هي عنوان لهدف تريد أن تصل له

                  نعم و بكل تأكيد هناك هدف ، و هو ليس سرّي و لم أخفيه و قد أعلنت عنه في مقدّمة موضوعي هنا بكل وضوح.

                  7. بالنسبة للقصة التي طرحتها هي عنوان لهدف تريد أن تصل له :
                  إلى متى ستظل خرافات الأساطير تسيطر على أفعالنا وسلوكنا و معتقداتنا فتجعلنا نلغي هبة العقل التي منحنا الله إياها فنسير كالعميانفي طريق مظلم يقودنا فيه مجموعة من الأشخاص التي تريد أن تسيطر و تستبد وتحكم

                  إلى أن نكشف عن و نقرأ كامل تراثنا ، أتصدّقين أن كلّ ما نشر من التراث العربي الإسلامي لا يتجاوز 7% منه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!!! و ما تبقى ما زال حبيس المكتبات و المتاحف و الأدراج على شكل مخطوطات غير مصنّفة في كلّ أرجاء العالم ، من طوكيو حتى نيويورك مرورا بالجامعة العبرية في القدس في اسرائيل كي لا يتوه أحد عن التّوصيف ، و هناك بعض اللجان في بعض الدول تقوم بالمعجزات من أجل تصنيف هذه المخطوطات و أخص بالذكر اللجنة المصرية و بالذات ما يفعله مؤلّف رواية عزازيل ، الدكتور يوسف زيدان .
                  عندما نتوقّف عن فهم تراثنا بصورة خاطئة ، و لا نصدق أؤلئك الذي يهتفون "لقصور العقل" و نكبح جماحهم . الإمام الرّائع ، الفيلسوف ، الصوفي ، الفقيه ، اللاهوتي ، عالم الاجتماع و عالم النّفس ، المشرّع ، اللّغوي .... الخ أبو حامد الغزالي قال بقصور العقل فقط فيما يخصّ الإحاطة و التوصّل للذات الإلهية ، مقارعا بذلك الميتافيزيقية في الفلسفة و ليس كلّ الفلسفة ، لكنّه نهى و بشدّة عن الاستهانة بالعقل و له مؤلف "المستصفي" و الذي يعتبر واحدا من أهم كتب المنطق على صعيد ثقافي عالمي ، علم المنطق القائم كلّيا على العقل. لكن بعض الفئات القاصرة فعلا عقليا ، أخذت فقط جزئيّة قصور العقل من تهافت الفلسفة الميتافيزيقية ، و عمّمتها على كلّ جوانب الحياة ، فصرت إن سألت أحدهم إثنان زائد إثنان ، قال لك ، أعتذر عن قصور عقلي ... !!!
                  هذا التحقير للعقل ، الخاطئ ، و المطوّر تبع أهواء البعض ، تغلغل لعمق ثقافتنا ، و حوّلتنا لأرض خصبة لاستنبات الأساطير و الخرافات و الخزعبلات .

                  طبعا الموضوع لا يقتصر على هذا فقط ، فهناك سلسلة طويلة من الأسباب ، منها ما نحن مسئولون عنه ، و على رأسها الجهل ، و منها ما هو موجّه من الآخر ضدّنا ، منها ما هو سياسي و منها ما هو افتصادي.. إلى آخر الحدوتة.

                  أعتقد بهذا أكون قد تطرّقت لمعظم ما جاء بمداخلة حضرتك.
                  فيما يتعلّق بالقصة بالتّحديد ، ما أردته هو الأنموذج عندما يصبح الخطاب (أو النّص) خاليا من بناء داخلي قائم على الحس بالمسئولية و أخلاقياتها ، يصبح فتّاكا تدميريّا تخريبيّا ذو نتائج وخيمة يصعب توقّعها ،
                  من يعتمد هذا الخطاب؟
                  من يحاول إجبارنا على تجرّعه كجزء من المقدّس ، كجزء من الثوابت التي تكلّمنا عنها؟ من.. من؟؟
                  هم الغلاة النمتعصّبون و المتشدّدون ، أيّا كان اتّجاهم ، و كائن من كان صاحب طريقتهم أو إمامهم ، أو أي لون اتّخذه حزبهم ، و مهما كانت أهدافهم سامية رفيعة أو غيره .. هؤلاء هم من يقبض على عنق الأمّة يحاولون تطويقها كما السوار في المعصم ، إنّهم يسيئون لماضينا المجيد ، و لحاضرنا الفقير أصلا ، و لمستقبلنا الذي يصبح أكثر وحشة و غموضا..

                  تحياتي مع كلّ الاحترام و التّقدير
                  حكيم
                  [/align][/cell][/table1][/align]

                  تعليق

                  • حامد السحلي
                    عضو أساسي
                    • 17-11-2009
                    • 544

                    #10
                    أستاذي الكريم حكيم عباس
                    السلام عليكم
                    جميل جدا ما طرحته باستثناء المقدمة
                    أخي العزيز لشد ما أتمنى أن نصل جميعا أي نحن الذين نرى واقع الأمة المأساوي ونريد كسر هذه القوقعة التي تكبل الفكر ولا نريد التخلي عن ديننا الذي أكرمنا الله به كما أراده الله.. أتمنى أن نصل لفهم للواقع بعيد عن الغضب "وكلنا غاضبون من الواقع" وترتيب للأولويات وخطة عمل فكرية ومنهجية على اختلاف مشاربنا الثقافية نعمل عليها لتغيير هذا الواقع وكسر هذه القيود على الفكر السليم والتي "بعضها" يعتبره "البعض" جزءا من الدين بدون أن نصادم الدين نفسه فندفع جزءا من المسلمين للتمسك بقوقعتهم
                    وأنت تنتقد خلط الدكتور الليثي بين المتسلقين ودعاة التطوير "وفي نقدك وجه حق" وفي نفس الوقت تخلط بين "الشعوذة" ورؤية للدين وتضعهما في خانة واحدة بل وتتهم كل من يقول بـ كذا فهو "سلفي" أو من فئة محددة.. تماما كالتهمة الجاهزة التي استخدمتها "الديمقراطية" الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية ضد كل انتقاد للنظام السائد أي "شيوعي" والتي راح ضحيتها أبو القنبلة الذرية روبرت أوبنهايمر
                    فمن "الصورة" و الموقف منها ، إلى الموقف من "الفن" و "الجمال" في موضوع "الليجو" ، رأينا أن لا إجماع بتاتا على الموقف من الصورة ، كما رأينا أن بعض العلماء و المشايخ الحديثين ، من فئة محدّدة ، هم وحدهم من طرق هذا الموضوع حديثا ، و وضّحنا أمرا في غاية الأهمية ، أن هؤلاء المشايخ ، لا يتناولون الصورة مجرّدة ، بمعزل عن الفن ، بل موقفهم المتصلّب و المتشنّج من الصورة ، يمتد ليطال الفنون التشكيلية ، بل الفنون كلّها ، فيُحرّم بعضها و لا يحبّذ الباقي أو يضع لها شروطا تخرجها من طبيعتها فتفقد صفتها الأساسية كأحد الفنون.
                    أستاذي الكريم الموقف من القصة التي ذكرتها بل وهذا النمط من الفتاوى التي تجعل المكروه محرما أو كفرا وتخلط معه فهما سقيما للغيبيات وجهلا فظيعا موقف الغالبية الساحقة من الفقهاء المسلمين واحد وهو ما ذكره أستاذنا الموجي
                    أما الموقف من الصورة فعلى العكس تماما مما تصوره فالغالبية ما تزال على تحريم الصور المرسومة أو المنحوتة وليس كما تريد أن تصور أن من يقول بذلك هم السلفية فقط.. دعني أستعرض سورية أجل يقول البوطي بأن في الأمر سعة والعلة هي مخافة التعظيم أو مضاهاة خلق الله وهذه عادة البوطي في الالتفاف على الموضوع وتقديم إجابة تحتمل التأويلات
                    ولكن وهبة الزحيلي في الفقه الإسلامي (مرجع الفقه المقارن في كلية الشريعة) ومحمد الزحيلي ونور الدين عتر يقولون بالتحريم ويمكنني إجراء مسح شامل إن شئت الذهاب إلى هذا
                    هذا القرن أستاذي الكريم بين هذين الأمرين أوقعك في مصيدة الرفض من الآخر
                    والنقطة الثانية لنفرض أن هذا الأمر أي الصورة كما تقول ولكن المدرسة التي تتبنى ما ذهبت إليه هي المدرسة المرتبطة بالسلطة .. رغم أن رؤيتها حق كما افترضنا ولكنها متهمة في نزاهتها وأتت بما تخالف به رأي الجمهور سابقا وهذا الرأي متهم بكونه مستورد وهو ما يقول به العلمانيون واللائيكيون
                    هل تنتظر من المسلمين المتدينين اتباعها؟
                    إذا كان جوابك لا وهو ما أتوقعه منطقيا نأتي إلى السؤال الثاني
                    هل الأمر حيوي في نهضة الأمة للإصرار على تغييره رغم الألغام أي أن النهضة غير ممكنة بدون تغييره؟؟

                    هذا السؤال لا أستطيع توقع جوابك عليه لهذا أنتظر لننتقل إلى الخطوة التالية وهي ترتيب الأولويات التي نستطيع الاجتماع عليها في سعينا نحو التغيير رغم اختلاف رؤيتنا الحالية لأنه ما لم نجتمع فسنبقى في حلقة التصادم والفعل ورد الفعل

                    تحيتي لألقك الدائم

                    تعليق

                    • د. م. عبد الحميد مظهر
                      ملّاح
                      • 11-10-2008
                      • 2318

                      #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      [align=right]
                      أخى الكريم الأستاذ د. حكيم

                      تحية الإسلام

                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      من القراءة الأولى للموضوعات التى كتبتها واشرت إليها( 4 حلقات) ، استطيع أن اتبين قضية اساسية جوهرية مشتركة تربط هذه الموضوعات ، و ربما العلاج الصحيح لها يُعد مدخلاً اساسياً للإصلاح والنهوض.

                      القضية التى تربط الموضوعات التى كتبتها حديثاً ، اساسها معرفى و تطبيقها سلوكى للفرد (قول وعمل) فى المجتمع الذى تربى و يعيش فيه الإنسان. وهنا يمكن صياغىة القضية الجوهرية فى النقاط التالية...

                      00- اختلاف الآراء فى قضايا الحياة والفكر فى مجتمع ما ظاهرة واضحة ، فلماذا تختلف الآراء؟
                      00- كيف ولماذا يتبنى مجتمع ما بعض الآراء و يتم تناقلها بين الأجيال، وتهمل الآراء الأخرى؟
                      00- ما هى آلية انتقال المعارف و الآراء و الأحكام ( وما يصاحبها من تغيرات فى الفهم والتطبيق والتعديل ) أثناء الانتقال من جيل لآخر ، ومن يقوم بها ومن يراجعها؟
                      00- الاختلافات بين الآراء التى يتبناها المجتمع و الآراء الفردية و انعكاس ذلك على العلاقة بين الفرد فى حياته وعلاقته بالمجتمع.
                      00- ما هى معايير الحكم على أفراد المجتمع ( قول وعمل) استناداً للآراء المنتشرة؟ من وضع هذه المعايير ؟ ومن يطبقها ؟ و ما هو الجزاء الذى يقع على من يخالفها؟
                      00- العلاقة بين المعرفة السائدة و تطبيقها فى مجتمع ما ( هناك انفصال فى بعض الاحيان بين المعارف و التطبيق) و اثر ذلك على الصحة العامة للمجتمع و أفراده.
                      00- الآراء المنتشرة فى مجتمع ما، اساسها المعرفى و مقدار صحتها و لماذا انتشرت؟
                      00- الثبات والتغير فى الآراء التى يتبناها المجتمع ، والمقدرة على التمييز بين ما يتغير بطبيعته وبين ما لا يمكن تغييره.
                      00- الفجوة الزمانية بين ما يتغير من معارف و بين قبول المجتمع والافراد للمعارف الجديدة و ممارستها فى الأسرة والشارع و المؤسسات التعليمية ، و....إلخ.

                      ومن هنا يمكننى و ضع الاطار العام للمشكلة فى قضية عامة وهى..

                      العلاقة بين المعرفة ( توليدها و نقلها و نشرها و مراجعتها ) و السلوك ( افراد و مؤسسات و ...) فى مجتمع ما ، و اثرها فى التنمية البشرية بكل ابعادها من أجل تحقيق اصول الدين و مقاصد الشريعة ومصالح و اهداف المجتمع.


                      وتحياتى

                      [/align]
                      التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 31-03-2010, 14:54.

                      تعليق

                      • حكيم عباس
                        أديب وكاتب
                        • 23-07-2009
                        • 1040

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة يسري راغب مشاهدة المشاركة
                        الدكتور حكيم الموقر
                        احترامي وكل التقدير
                        مابين العلوم الانسانية والعلوم الطبيعية تكون دراسة الحالة من خلال مداخل ومحاور تستلزم التعرف على المكان والزمان والمقدمة التاريخية والتحليل الموضوعي للحاضر للوصول من خلاله الى النتائج المستقبلية بطريقة يمكن من خلالها الوصول الى الحلول الناجعة الشافية
                        اي مشكلة انسانية كانت / طبية او هندسية او فكرية او امنية لها ابعادها ما بين / مقدمة وصراع وحل - رؤية وموقف الباحث او المعالج اساس -
                        الطب في اعتقادي هو قدرة الطبيب على التشخيص الذي يستطيع من خلاله تحديد الداء وبالتالي يسهل التعاطي مع نوعية الدواء واصنافه
                        ولست هنا ابو العريف لكنها تجارب الحياة تجعل الانسان عائما على سطح الماء يقترب من هذه المعلومة او تلك الحادثة فيتعرف على معطياتها مثل مريض القلب مع استمرار العلاج يصبح خبيرا في الداء والدواء ملما باعراض الوجع ابتداء بنبض الصدر وانتقالا الى الكتف والاسنان والذراعين في لحظات تنتقل فيها الالام بانتظام سريع ومتتالي
                        وفي الفكرة هنا دروس ومواعظ نلتقي فيها مع بيان العلم الى جهل الانسان الواثق بعلم العالم فيكون خاضعا لاستقراءاته خاضعا لتاويلاته تحت قاعدة انه لن يفهم مثل العالم في امور الدين والدنيا فتكون تلك مصيدة يقع فيها الكثيرين فيمتنعوا عن علاج او الحصول على دواء كما هو الحال في قضايا التعامل مع الفن والادب يبقى مابين اخذ ورد
                        اما / ان تواجه مع العقيدة بعيدا عن الاجتهاد والوسطية
                        او / تواجه الرفض الكامل للاستشفاء من المرض او معرفة اسبابه
                        بالتالي اضع التساؤلات التالية
                        كيف ترتبط الحضارة بالاداب والفنون وتكون لها رسالتها المكملة للعقيدة والاخلاق والتي ترتبط جذريا بتكوين الاسرة والمجتمع والتي تنشق عنها سلوكيات تحكى روايات وتنظم فيها القصائد وتدون تواريخ ويشار اليها في العلوم الانسانية كافة بمناهج البحث العلمية المتعارف عليها
                        فاذا ما كان هذا يرتبط بذاك فلن تكون لنا ادواتنا العصرية لملاحقة التطورات العلمية المعاصرة ابتداء بالمنتديات الفضائية التي تجعلنا نتحاور كل يوم وبعضنا في الغرب وبعضنا في الشرق بيننا الاف الاميال واكثر
                        ان لم نؤمن بالتطور العلمي فلا نتعامل معه
                        ان لم نؤمن بالفن والادب فلا نمارسه
                        ان لم نحسن اللغة فكيف نعلمها ونتعلمها بكل اللغات وكل اللهجات
                        تلك المراة التي رفضت علاجا لان عالما قال ان الشيطان سيكون حاضرا كانت ضحية الخلط مابين علوم العقيدة وبين اجتهاداتها لمواجهة الحياة المعقدة المعاصرة -
                        فكما كان السيف هو السلاح الاقوى ثم جاءت البندقية والدبابة اصبحت الان الطائرات والصواريخ الحاسمة
                        وجاء الاستشهادي ليعلن نظرية توازن الرعب في المعارك الدائرة
                        هناك حلول للمشاكل
                        وليس هناك موانع وقيود تلغي الوقائع
                        الالغاء ضد الحياة
                        هذا فقط مقال استفهامي وليس ارشادي في ما لا افهم الا شواهده واسانيده
                        وتقبل كامل احترامي وتقديري
                        ودمت سالما منعما وغانما مكرما
                        -------------------
                        [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=right]
                        الأستاذ الفاضل يسري راغب
                        تحيّة طيّبة

                        حضورك دائما مميّز ، طرحت هنا مجموعة من القضايا الأساسيّة ، التي تصبّ في الغاية من مجموعة المواضيع المطروحة في هذا المجال .
                        للأسف أقول ، أنّها في الوقت التي صارت فيها بديهيّة من بديهيّات الحياة عند كثير من الثقافات ، عندنا ما زلنا نثير غبار المعارك حولها ، هادرين الوقت و الجهد ، و ما زالت شريحة (هي الأكبر) دون الحدّ الأدنى من فهم علاقتها بالحياة.
                        الأدب و الفنون وموقعهما و دورهما في الحضارة الإنسانية ؟
                        ما زلنا نتخيّل و كأنّنا مشبّعين في اللاوعي ، أن الحضارة تعني فقط كيف أصنّع حامض الكبريتيك و كيف أستخدمه (قال قائل ذات مرّة ، أن حضارة الأمم تُقاس بكمية حامض الكبريتيك التي تستخدمها ، على ما يبدو يدخل عنصرا أساسيّا في الكثير من مجالات التّصنيع).
                        أو بعدد الأطباء و المهندسين و الكيميائيين ...الخ الأدب و الفن جزء لا يتجزّأ من الحضارة و لا يمكن لحضارة أن تقوم أو تستمر دونهما ، و هذا هو التّاريخ مفتوح أمامنا ، أي حضارة قامت لم تزدهر فنونها و آدابها ؟؟ و أي حضارة انحطت لم يسبق انحطاطها و سقوطها انحطاط و سقوط الآداب و الفنون أولا ، قبل انحطاط الجيوش و قبل انحطاط الحرف و الزراعة و الصناعة و التّجارة.
                        الآداب و الفنون هي المرآة العاكسة لدواخل الإنسان و انسجامه مع نفسه ، سواءا على صعيد الفرد أو على الصعيد الجمعي ، الأشكال الحضارية الأخرى من حِرَف و تصنيع و مهارات و زراعة و صناعة و تجارة ، هي نتائج ذاك الإنسجام . إن لم يكن الانسجام أولا لن تزدهر تلك .
                        كلّ شيء نقوم به في حياتنا هو في النّهاية وسيلة من أجل فهم أفضل للمحيط (بيئي و اجتماعي) لتأقلم أفضل معه ، فتطويع أفضل له ، من أجل تأمين حياة أفضل ، من أجل الحفاظ على البقاء حرّا كريما . هذا ينطبق على كلّ شيء ، على كل شيء إطلاقا علوما و معارف و ما شئت إلا الفن و الأدب (الأدب في بعض أجزاءه و هذه تحتاج لشرح لا يتّسع هنا) إلاّ هما ، فهما غاية في حدّ ذاتهما ، هما غاية ، لكنّننا و بسبب تشابك و تتداخل الحياة برعنا حتى في تطويع هذه الغاية ، لتلعب دور الوسيلة أحيانا ، كما فعل العرب في قصائد المدح و الهجاء ، كما يفعل الصحفي بفنون الكتابة كما تفعل السلطة بتجييرهما لتوطيد مواقع أقدامها ، كما فعلت الشيوعية حين أدلجتهما ، كما فعل النازيون و الفاشيون حين أخضعوهما للتّفوق العرقي ، كما يفعل الرأسماليون الآن في تسخيرهما لخدمة الّتجارة فالرّبح ، أو كما تستغلّهما الدعاية الترويجية للمنتوجات أو كما نفعل أحيانا في الجانب الايجابي ، نطوعهما ليقاتلا معنا في حروب التحرّر و الاستقلال ...
                        قانون الجاذبية أسخّره لخدمة غرض ، دراسة التّنفس عند الخلية النباتية أسعى لفهمه و أسخّره لغرض ، تحلّل النفايات أدرسه لغرض ، حركة الرياح و خصائص الموجات الفوق صوتية و مواسم رحيل الأسماك ، كلّها لها غرض يسخّر في النّهاية لفهم أفضل و تكيّف أفضل فحياة أفضل ..
                        لكنّني حين أرسم لوحة فنية أو أكتب قصيدة ، فأنا أنقل صوت و لون و طعم نحيب ذاتي في قفارها .. في حدّ ذاته عمل ممتع .
                        نحن يا سيّدي لا ندرك ما نصنع إذ ما زلنا نرى القصيدة إمرأة ، يجب أن يُطبّق عليها حدّ الشرع ، فعليها أن تبقى محجّبة كما كانت منذ أيام امرؤ القيس و إلا أصبحت سافرة داعرة خارجة محدثة مستوردة عاهرة لعينة ، و الحُجّة أنّ هذا سيقضي على التراث!!! سيقضي على القصيدة العربية المميّزة !!! سيهلك اللغة العربية!!! سيقتل الذائقة الفنية فينا !! أو سيدّمر الذائقة الجمالية أو يحط من الذائقة !! و كأن الذائقة قانونا رياضيا ثابتا منذ أيام امرؤ القيس حتى أدونيس ..
                        المشكلة يا سيّدي أنّنا لا نفهم خوالج الإنسان ... لم نتعرّف بعد على ملامح الإنسان فينا .
                        الحديث يطول و يطول كثيرا جدّا و لكنّني سأقف هنا ، لعلّ و عسى تكون مناسبات في هذا الملتقى نطرح قضايانا كلّها بحرية و بالتّفصيل و باحترام .
                        شيء واحد أودّ إضافته ، فقد يعترض أحد الأخوة و يقول ببراءة (ظاهرية كما العادة ) تحدّثت عن الفن و الأدب و عن العلوم و المعارف ، و قلت أن هذه غاية و تلك و سيلة ، و ماذا عن الدّين ، لماذا تتجاهله؟؟؟
                        الدين هو بكل بساطة و وضوح مثل برنامج الويندوز في الكمبيوتر . هو الـ Operating System
                        هل يعمل الكومبيوتر بدون برنامج الويندوز ، بدون الـ Operating System ؟ سيصبح كوما من الحديد و البلاستيك أليس كذلك ؟؟؟؟

                        تحياتي و احترامي
                        حكيم
                        [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

                        تعليق

                        • حكيم عباس
                          أديب وكاتب
                          • 23-07-2009
                          • 1040

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة اسماعيل الناطور مشاهدة المشاركة
                          لا حول ولا قوة إلا بالله
                          إنها منقبة
                          وإنها جاهلة
                          وهذة شهادة من طبيب[/right]
                          -------------------
                          [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
                          الأستاذ الدكتور و المفكّر الإجتماعي الكبير عضو ملتقى الأدباء و المفكّرين العرب اسماعيل النّاطور
                          تحيّة طيّبة

                          حضرتك حقا مفكر كبير، كبيرجدا !!
                          تحياتي
                          حكيم
                          [/align][/cell][/table1][/align]

                          تعليق

                          • حكيم عباس
                            أديب وكاتب
                            • 23-07-2009
                            • 1040

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة رزان محمد مشاهدة المشاركة
                            الدكتور الفاضل حكيم،
                            لو سمحت أن توضح لي ما لم بتضح، فهل نحن بصدد:
                            * نقاش عن مدى حرمانية/ كراهة/ جواز / النوم على البطن من ناحية شرعية؟
                            **أم استنكارٍ للتفسير الذي أعطته مدرِّسة الفقه، وكذلك عالم الفضائية، كتفسير لعدم جواز النوم على البطن؟
                            ***أم استنكار لموقف الفتاة ووالدتها و النسوة حضور الحلقة مثلًا التي تمثل شريحة العامة من المجتمع تجاه الفكرة وتفسيرها؟
                            ****أم مدى صحة الأحاديث الواردة حول هذا الموضوع ومستوى صحتها من ضعفها؟
                            *****أم مدى موافقة الطب للفكرة أو تعارضه معها؟

                            ودمتم بخير.
                            ---------------
                            [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
                            الدكتورة الفاضلة رزان محمد
                            تحية طيّبة

                            شكرا على اهتمامك ،
                            تمّت الإجابة (مُقدّما أي قبل طرح الأسئلة) على كلّ التساؤلات في مقدّمة الموضوع ، أرجو مراجعتها .

                            تحياتي
                            حكيم
                            [/align]
                            [/cell][/table1][/align]

                            تعليق

                            • حكيم عباس
                              أديب وكاتب
                              • 23-07-2009
                              • 1040

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة رنا خطيب مشاهدة المشاركة


                              أعتقد أن القضية تتعلق بهذه الجزئية.. و أعتقد هنا تكمن مشاكلنا
                              لا ننكر ما نهى عنه الرسول عليه الصلاة و السلام لكن ليس بسبب أن الشيطان سيضاجعها و تحمل منه.. و ما أتانا به الرسول وجب أن نأخذ به و ما نهانا عنه و جب أن نعرض عنه.
                              كثيرة هي الأقاويل التي روجت بسبب النوم على البطن و منها أنها نومة أهل جهنم .. و خلاص توقفنا عند هذه النقطة و انتهت المشكلة و لم نبحث عن تفسير مقنع.
                              المقصد أن الله جلى جلاله لم يحرم السؤال في العلم و البحث حتى نصل إلى الحقيقة ، و حتى الرسول عليه الصلاة و السلام أكد على أهمية التفكر في تدبر هذا الكون الذي من حولنا و قال: "تفكر ساعة خير من عبادة سنة "
                              الإنسان ينتقل من المحدود إلى اللامحدود و كل مرحلة من الزمن تختلف عنها في السابق..
                              سابقا كانت الروحانيات و سرعة انتقال الإيمان إلى القلوب هي التي تحكم ملامح تلك الفترة الماضية..بدايات الإسلام ..الآن دخل الإنسان مرحلة العقل المدرك .. و العقل لا تكفيه فقط ان تقول له أؤمن بهذا و اكفر بهذا ..لا بد من إقامة الحجة و البرهان..
                              و في كلا الحالتين ليس الأمر فيه كفرا ما دام الإنسان يبحث عن الحقيقة حتى يصل أليها.
                              و طبعا لا نتفاوض فيما حرمه الله و رسوله لكن ليس خطأ أن نبحث عن الأسباب لمعرفة أسباب التحريم و التحليل لكي نخرج بحكم نستطيع أن نقيس به على ما يستجد من قضايا تحتاج إلى اجتهاد فقهاء الأمة الإسلامية.
                              و أعتقد أن إشارة الدكتور إلى النقاب و ربطها بالجهل هو بسبب قطعة هذه القماش التي رفضت الفتاة أن تتعالج كما أمرنا الله تعالى.. فجسد الإنسان أمانة عند الإنسان و لم يحرم الدين ضمن ضوابط شرعه أن تكشف المرأة للعلاج.
                              هذا الجهل بعينه.. و هذا نقاب الجهل أيضا..
                              نفس هذه الفتاة و التي من الواضح أنها تعيش في بيئة يسيطر عايها الوهم أكثر من الحقيقة سوف تخلع النقاب لو كانت في حضرة شيخ يريد ان يطرد الشيطان من جسدها.. و يا ما سمعنا عن هذه القصص. طبعا لا أحد يفهمني بأن أعترض على الرقية الشرعية ضمن ما تحدث بها الرسول عليه الصلاة و السلام..لكن أتكلم عن الدجاليين الذين يستغلون الدين للعب على أوتار عاطفة المسلمين.
                              مع التحيات
                              ----------------------------
                              [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
                              الأستاذة الفاضلة رنا خطيب
                              تحيّة طيّبة

                              أشكرك على ما أضفت في مداخلتك الثانية ، و التي أتت بالبديهيات ، ما لا يختلف عليه إثنان .
                              أودّ هنا أن أعلق على بعض الأمور :-
                              1. المشكلة في ما عرضت من حادثة هذه الصبيّة ، تكمن في الخلط ما بين المكروه و المحرّم كما أشار أكثر من أستاذ فاضل في أكثر من مشاركة.
                              2. المشكلة في التّشدّد و التّعصب في أخذ النّص على حرفيّته دون أن يكون اعتبارا لمجموعة كبيرة من الأمور مثل:
                              - الظروف التي أحاطت بظهور النّص
                              - السبب و الهدف من النّص في حينها
                              - المغزى و المقصد من النّص
                              - الفرق بين أن تنشر الدعوة بين أناس لم يسمعوا أو لم يؤمنوا بها من قبل ، و بين أناس آمنوا بها و مضى على ايمانهم بها 1400 سنة ، فجبلت و تكونت و تحدّدت شخصيّتهم و ذهنهم و نمط تفكيرهم على أسس هذا الدين.
                              - الفرق في الزمن و ما يتبعه من اختلافات جذرية على جميع الأصعدة المتعلّقة بالإنسان.
                              و كثير غيرها و كلّها تحتاج لشروح و تفصيلات.
                              3. المشكلة في الخطاب و خاصة الدّيني الذي صار يصدر عن ألوف مؤلّفة من أشخاص كلّهم يدّعى العلم بأمور الدين ، و لا أحد يعرف عن الكثيرين منهم و عن مؤهلاتهم شيئا.
                              4. المشكلة في الخطاب الجاف ، المتصلّب الخالي من الحسّ بالمسئولية و أخلاقيّاتها ، هذا يزداد خطورة عندما يصدر عن أناس لا يملكون الحدّ الأدنى من المعارف أو الثقافة العامة خارج حدود الشرع. تصبح الخطورة أشدّ و الإنزلاق أعنف في غياب المتابعة و المراقبة من مؤسسة دينية أو ما شابه (دون التّعليق على التسمية) من ضمن واجباتها ضبط هذا الخطاب و تنظيمه.

                              النقطة الأخيرة التي أودّ التّعليق عليها هنا و لم أكن أريد من قبل ، لكنّها تكرّرت فأرى لا بدّ من التّعليق عليها و هي ورود ذكر النّقاب أثناء سردي للحدث.
                              هذا موضوع جانبي و ثانوي و لا قيمة له ، و لا محلّ له بين أهداف سردي للحادثة ، الأمر يتعلّق فقط بروتين مهني ، و إذا كان هناك ثمّة طبيب يتابع ما أقول فليتفضّل ليبدي رأيه بما سأقول الآن .
                              ماذا أقصد بروتين مهني؟؟
                              عندنا في الطب ، و في لحظة المقابلة الأولى مع المريض ، الوجه يشكّل لدينا المرتكز الأساسي في قراءة حالة المريض ، أثناء الفحص السريري نضع يدنا على المريض و أعيننا على وجهه لقراءة انفعالاته و تعابيره ، لنعرف متى و أين يظهر الألم و درجته و ما إذا كان يمثّل الدور أو حقيقة يتألم ...الخ عشرات الأشياء المهنية التفصيلية.
                              بالتالي يجب فحص المريض ووجهه مكشوف ، واجبي كطبيب أن أطلب من المريض كشف وجهه ، لكنّ ليس من حقي أن أجبر المريض خاصة إذا كان غطاء الوجه جزء من معتقداته .
                              لكن عند عرضي للحالة أمام أطباء آخرين ، أو عرضها على من هم أعلى منّي مرتبة ، أصبح مُجبرا على التّنويه لهذه القضية ، بمعنى إذا المريض رفض أيا من إجراءات الفحص السريري الروتيني ، أصبح أنا (الطبيب الفاحص) مجبرا على التّنويه لذلك.
                              و هكذا أنا عرضت الحالة بشكل مهني ، و لم يخطر ببالي أن مفكرا اجتماعيّا كبيرا ، تغيب عنه حتى أبجديّات الثقافة العامة ، سيترك كلّ شيء و يتعلّق بهذه النقطة التّافهة ، و هي أنّني ربطت بين الجهل و بين النّقاب(!!!!!) ، و ربّما عن عمد ، و ربّما لأنني أحارب النّقاب و الإسلام و .. و .. الخ .. هذا مرض و هذا الرّجل ليس أكثر من زائر لملتقى الأدباء و المفكرين العرب ، سنحت له الفرصة ليكون عضوا فيه و مفكرا كبيرا(!) ، كما سنحت لغيره من قبل (!) ، منهم من غادر و منهم من ينتظر ، لأنه ليس موقعهم ، ليس مجالهم و ليس عالمهم..و إنّما يتطفّلون على الثقافة و يعرقلون حركتنا فقط ، ليس أكثر من ذلك ، كان الأجدر بهم أن يوسّعوا ثقافاتهم في تفاصيل أدق عن حياة فريد الأطرش و ميرفت أمين و هيفاء وهبي و اسماعيل ياسين مع احترامي للجميع ، ليرى إن كنّا نتشابه معهم أم لا!!

                              أشكرك ثانية جزيل الشكر

                              تحياتي مع كلّ الاحترام و التّقدير
                              حكيم
                              [/align][/cell][/table1][/align]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X