الأخطاء الإملائية والنحوية الشائعة !

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نذير طيار
    أديب وكاتب
    • 30-06-2007
    • 713

    #16
    آذان وأذان
    نداء المؤذن للصلاة يسمى الأَذان بفتح الهمزة بدون مدّ.

    أما الآذان فجمع أذُن. فنقول يُسمَع الأَذان بآذَان مفتوحة وقلوب خاشعة. ويتوجه المصلون لأداء الصلاة وليس لآدائها.

    وكما جمعنا في هذه الجملة بين الأذان والآذان للتفريق بينهما فعل الشاعر أحمد شوقي ذلك فقال :

    ……فلا الأَذانُ أَذانٌ في منارَته
    ……… إذا تعالَى ولا الآذانُ آذانُ

    أَذَّن العصرُ وأَذَّنت العِشاءُ

    الصواب أَذَّن المؤذن بالعصر، أو بالعشاء (أو بفعل المجهول أُذّن بالعصر، أو بالعشاء). وأَذَّن تفيد أَعْلَمَ بالشيء فالأذان هو الإعلام بالصلاة. لذلك تأتي الباء بعد فعل أَذَّن.

    ويستعمل بدل أَذّن أو أُذِّن فعل نادى أو نودِي فنقول نادى المؤذن. ونقول عندئذ للصلاة، وليس بالصلاة. لأن النداء يكون لشيء وليس به.

    وفي القرآن الكريم : "يا أيها الذين آمنوا إذا نُودي للصلاة من يوم الجمعة فاسْعَوا إلى ذكر الله".

    اُذْنٌ مُصغية لا صاغية

    وشاع تعبير "لا يلقى أُذنا صاغية" والصواب مُصْغِية. فعل صغا الثلاثي المجرد يعني مال إلى. وفي القرآن الكريم : "إن تتوبا إلى الله فقد صغَتْ قُلوبُكما" أي مالت القلوب برضاها. كما جاء بصيغة صَغِيَ يَصْغَى في قوله تعالى : "ولِتَصْغَى إليه أفئدةُ الذين لا يؤمنون بالآخرة".

    أما في معنى الاستماع فيُستعمَل الرباعي : أَصْغَى يُصْغِي إصغاءً. واسم الفاعل المذكر "مُصْغٍ" والمؤنث مُصْغِية (أذُن مُصْغِية).

    وأصغى لا يعني مجرد الاستماع، ولكن حسن الاستماع والاهتمام يما يُسمَع. وجاء في بعض المعاجم العربية الحديثة تعبير : "كلنا آذان صاغية". وذلك تَبَنٍّ لخطأ شائع.

    تعليق

    • نذير طيار
      أديب وكاتب
      • 30-06-2007
      • 713

      #17
      وزن أفعال لا يُمنع من الصرف

      أصبح شائعا على الألسنة في لغة الإعلام : "وهذا التصريح فتح آفاقَ للتفاهم". و"هناك أشياءُ أخرى"، وأسماءُ تُذْكَر". و"مَردُّ هذا لأسبابَ أخرى". "وتقدم المحلِّل بآراءَ جَيِّدة". و"قد تمَّ هذا في أجواءَ غير عادية". "ولأغراضَ خاصة".

      والصواب فتْح هذه الكلمات وتنوينها، وأن نقول : لأسبابٍ أخرى، وتقدم المحلل بآراءٍ جيدة، وتم هذا في أجواءٍ غير عادية، ولأغراضٍ خاصة.
      ونقول ألفاظٌ، وأعمالٌ، وأوزانٌ، وأشعارٌ، وأولادٌ في حالة الرفع - ونفتح آخر هذه الكلمات مع التنوين في حالة النصب، ونكسر آخرها مع تنوينه في حالة الكسر : مثال : أوزاناً، وأوزانٍ.

      إن الجمع لا يُمنع من الصرف إلا إذا كان على وزن أفاعل (أفاضل) أو وزن فعائِل (منائر) أو وزن مَفاعِل (مدارس) أو فواعِل (شوارع) أو أفاعِيل (أناشيد) أومَفاعيل (مصابيح) أو فعاليل (عصافير) أو فواعِيل (نواعير). وحينئذ لا يحمل التنوين ولا الكسرة في حالة الجر.

      أما وزن أفعال فيبقى مصروفا بالتنوين. وتدخل على آخره الضمة في حالة الرفع، والفتحة في حالة النصب، والكسرة في حالة الجر.

      جاء في القرآن الكريم : "إن هي إلا أسماءٌ سميتموها" وجاء أيضا، "ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباباً من دون الله". وأيضا : "وأتوا على قوم يعكِفون على أصنامٍ لهم".

      وجاءت صيغ منتهى الجموع ممنوعةً من الصرف في القرآن : "ولي فيها مآربُ أخرى". وتتخذون مصانعَ لعلكم تخلُدون". "وأرسل عليهم طيرا أبابيلَ ترميهم بحجارة من سِجِّيل". وأيضا : "يعملون له ما يشاء من محاريبَ وتماثيلَ" بدون تنوين في آخر كلمات أبابيل، ومحاريب، وتماثيل، وبفتح آخر الكلمتين محاريب وتماثيل وفتحه بدلا من كسره، لأن حالة المنع من الصرف تنوب فيها الفتحة عن الكسرة.

      وجاء في شعر المتنبي قوله :
      كيف الرجاءُ من الخطوب تخلُّصا
      ……… من بَعدِ ما أَنشَبْنَ فيَّ مَخالِبَا
      ونصبنني غرض الرُّماة تُصيبني
      ……… مِحَن أشدُّ من السيوف مَضَارِبَا
      لكن إذا أُدخل على هذه الأوزان أل للتعريف، أو أضيفت إلى معرَّف بأَلْ تصبح مصروفة تُرفع بالضمة وتُنصب بالفتحة وتُجَرُّ بالكسرة بدون تنوين.

      فنقول : ذهبت إلى المدارس، وصلَّيت في المساجد، وطفت على مدارس التعليم، وصليت في مساجد المدينة بكسر الحرف الأخير في جميع هذه الكلمات..

      ونقول توصلت برسائلَ (بفتح اللام بدلا عن الكسرة). ولكن نقول توصلت برسائلِ الاستدعاء بكسر اللام بسبب الإضافة.

      ومن الأخطاء التي يقع فيها الإعلام كلمة جرائم. فيقول البعض "وسيُدان ميلوسوفتش بجرائمَ حربٍ"، والصواب كسر الميم (بجرائم)، لأن الكلمة أضيفت إلى حرب. لكن عندما لا تضاف ولا تعرَّف بأل تُمنع من الصرف وتنوب الفتحة عن الكسرة فنقول : "حكام إسرائيل مسؤولون عن جرائمَ ارتكبوها ضد شعب فلسطين".
      أَفْعل وفُعْلَى للتفضيل

      يشيع استعمال أفعل التفضيل المعرَّف بالألف واللام وصفا للمذكر والمؤنث بدون تفريق بينهما. فيقال الدولة الأعظم، والقوة الأكبر، والفكرة الأفضل. وجميع ذلك -ومثله كثير- خطأ.

      لأن صيغة الأفعل للمذكر وصيغة المؤنث هي فُعْلَى (بضم الحرف الأول وتسكين الثاني وفتح الثالث مع الإمالة (أو الألف المقصورة). وعلى ذلك فالصواب هو الدولة العُظْمَى (لا الأعظم)، والقوة الكُبْرَى (لا الأكبَر)، والفكرة الفُضْلَى (لا الأفضل)، والمؤسسة العُلْيا (لا الأعلى). كما نقول الأوَّل (المذكَّر) والأُولَى (المؤنث)، والآخَر (المذكَّر) والأُخْرى (المؤنث).

      وفي المثنَّى نقول : الدولتان العُظْمَيَان، والكُبْرَيَان، والسيدتان الفُضْلَيَان. ومن الخطأ أن نضيف تاء للتأنيث كما نسمعه في المذياع والتلفزة إذ يقال (العُظْمَيَتَان) و(الكُبْرَيَتَان). لأننا بذلك ندخل تاء التأنيث بدون فائدة لأن التأنيث موجود في صيغة الكُبْرَييْن (كما هو موجود في المفرد (كبرى أو صغرى أو عظمى) حيث لا تقول كُبْرَيَةٌ أو صُغْرَيَةٌ أو عُظْمَيَةٌ.

      وفي الجمع تجمع فُعْلى (صيغة المؤنث) على فُعْلَيات فنقول الدُّور الكُبْرَيَات، والنساء الفُضْلَيات.

      ونقول أيضا الحد الأقصى، والمرتبة القُصْوى، والحد الأَدْنَى، والدرجة الدُّنْيا.

      وجاء في القرآن : "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى". "وإذ أنتم بالعُدْوة الدُّنْيَا وهم بالعدوة القُصْوى". وهذه القاعدة تنطبق على صيغة التفضيل المعرَّف بأل. أما أفعل بدون أل فإذا كان مضافا إلى نكرة فيبقى مذكرا مفردا ولا يطابق موصوفه ويتبع بكلمة مِنْ.

      نقول : الحرير أغلى من القطن، والشمس أكبر من الأرض، والجبال أعلى من السهول. وهذان التعبيران أجمل من التعبير السابق، وهاتان النظريتان أهمُّ من غيرهما.

      وجاء في القرآن : "قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجُكم وعشيرتُكم وأموالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وتجارةٌ تخشَوْن كَسادها ومَساكِنُ ترضَوْنها أحبَّ إليكم من الله ورسوله". إن أحبّ في هذه الآية بقيت مفردة رغم أنها جاءت بعد مفردات وجموع ولم تطابق أيا منها.

      تعليق

      • نذير طيار
        أديب وكاتب
        • 30-06-2007
        • 713

        #18
        "أو" و"أم"
        لا تُستعمل كلمة "أو" بعد أداة الاستفهام (هل) وهمزة الاستفهام (أَ) : "هل جاء فلان أو فلان؟"، أو "أَجاء فلان أو فلان؟" بل الصواب هو : "هل جاء فلان أَمْ فلان؟" و" أَجاء محمد أمْ أحمد ؟" و"أَحضَر إدريس أَمْ رشيد ؟" و"هل الساعة التاسعةُ أَم العاشرة ؟".

        أمْ هذه هي حرف للمعادلة بين شيئين وحرف عطف متصل.

        وفي القرآن : "أَقريب أَمْ بعيد ما تُوعدون". وأيضا : "هل يستوي الأعمى والبصير أَمْ هل تستوي الظلمات والنور".

        تعليق

        • نذير طيار
          أديب وكاتب
          • 30-06-2007
          • 713

          #19
          أَنْ وإنْ بفتح الهمزة أو كسرها وسكون النون

          كثيرا ما يقع خطأ في كلمتي "أن" و "إن" إذا سبقتهما ما يفتح همزتهما فيقال : "ما أَن سمعت الأمُّ بكاءَ طفلها حتى سارعت إليه". والصواب هو : "ما إن سمعت" بكسر لهمزة لأن إن مكسورة الهمزة التي تأتي بعد ما النافية تكون زائدة إذا تبعتها جملة فعلية. والمعنى على ذلك "في اللحظة التي سمعتْ، وبمجرد ما سمعتْ". أما "أن" المفتوحة فلا تكون زائدة بل لها أثر يظهر على بنية الكلمة وهو غير موجود في التعبير.

          لذا يبقى الصواب هو "ما إن" ونقول "ما إن وقف القطار حتى ازدحم الركاب على الصعود إليه". "وما إن طلع الفجر حتى أذن المؤذن".

          وجاء في شعر عربي قديم :

          ……ما إن ندِمت على سكوتي مرةً
          ……… ولقد نَدِمت على الكلام مِرار
          ولو حُذفت إن لما تغير المعنى. إذا المراد ما ندمت على سكوتي مرة.
          (ملاحظة: هذه المختارات من كتاب معجم تصحيح لغة الإعلام العربي المطكور أعلاه)

          تعليق

          • نذير طيار
            أديب وكاتب
            • 30-06-2007
            • 713

            #20
            استعمال كلمة "أوْ" بدَل "بل"

            يرتكب المذيع والكاتب خطأ فيبادران إلى إصلاحه مستعملَيْن كلمة "أَوْ" ويقولان : "وهذا الكلام المبهَم، أو المقصود إبهامه" ويقصدان إصلاح كلمة المبهم بأنها ليست مرادة بل المراد هو "المقصود إبهامه". أو يقول البعض أو على الأصح "المقصود إبهامه".
            كما يحدث أن يخطئ المذيع في تلاوة المكتوب وينتبه فيبادر إلى الإصلاح ويستعمل حرف أو. كأن يكون في النص : "وسينعقد المؤتمر" فيقول هو أو انعقد المؤتمر. ويقصد أن يقول : الصحيح هو انعقد المؤتمر لا أنه سينعقد.

            والصواب في هذه التعبيرات وضع حرف "بل" بدل "أو" إذ بل -كما تقول قواعد النحو- تفيد الإضراب والإلغاء : "جاء الرجل بل المرأة". و"هذه الكلمة مرفوعة بل منصوبة". ولا يصح أن نقول أو المرأة، أو منصوبة. لأن التعبير بأو يحدث التباسا في المعنى يفهم منه أن الأمرين معا جائزان أو واردان. فكثر استعمال "أو" للتخيير.

            واستعمال أو للإبطال ترجمة حرفية لنظيرتها (ou) في الفرنسية. وهي تفيد -من بين ما تفيده- الإبطال والتصحيح، ولكن كلمة أو في العربية تفيد التخيير في غالب استعمالها، وتأتي قليلا للإبطال. ولرفع الإشكال يحسن استعمال حرف "بل" الذي يفيد الإبطال وإلغاء ما سبق ذكره.

            و على هذا نقول : "طلبت منه أن يحضر عندي على الساعة العاشرة، بل التاسعة" : ولو قلنا أو التاسعة فقد يعني ذلك أن المطلوب للحضور مخَيَّر بين الساعتين. لذلك نوصي باستعمال بل: ونقول : "أخطأ، بل أجرم"، و"نسي بل كذب" و"ادّعى النسيان". و"كان الموعد صباحا بل ليلا".

            وفي القرآن الكريم : "وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مُكْرَمون". "ولا تقولوا لمن يُقتل في سبيل الله أموات، بل أحياءٌ عند ربهم يُرزَقون". "إن هم إلا كالأنعام بل هم أضلّ".

            تعليق

            • نذير طيار
              أديب وكاتب
              • 30-06-2007
              • 713

              #21
              لأوّل وأوَّلَ
              يقول البعض : قام الرئيس بزيارته أولَ مِنْ أمس، يقصدون في اليوم السابق ليوم أمس. والصواب حذف مِن فنقول أوّلَ أَمْس، أو أمسِ الأول، أو ما قبل الأمس.

              وقد جاء في قول الشاعر :

              وأعلم ما في اليوم والأَمْسِ قَبْلَه
              ……… ولكنني عن علم ما في غدٍ عَم

              الأَوَّلي
              الأصل فيه أنه كلمة أَوَّل ومعها ياء النسبة. لكنه يفيد غير ما تفيده كلمة الأول.

              الأوَّلي ومؤنثه الأوّلية. يعنيان الأصلي والأصلية، أي السابق على غيره وما جاء بعده متفرع عنه. وهو البداية. ونقول طلب أوَّلي، بمعنى أنه البداية وسيتلوه طلب آخر. ويقول المحامي للقاضي : "نتقدم لهذه المحكمة بدَفْع أوَّلي، لحجة الخصم". بدلا من دفع أوَّل. وإذا كان للإعلامي من تعاليق على الحدث ينوي تقديمها أَوّلا بأول فإنه يعلن عن تقديمه الأوَّل بأنه تقديم أوَّلي.

              والأوَّليات تعني المعطيات الأولى التي يتضمنها بحث أو تعليق ويتفرع عنها ويضاف إليها غيرها.

              والأوَّليات هي غير الأوْلويّات التي تعني الأسبقيات التي تتقدم في الترتيب وتسبق في الخيارات، وتعلو على غيرها.
              فنقول مثلا حدد المخطط الاقتصادي أولويّات جاهزةً للتنفيذ. والحكومة تطبق المخطط على حسب ترتيب أولويّاته.

              ولفظ الأولويَّات يأتي من لفظ أَوْلَى التي تعني الأفضل والأَجدر. ويقال: "كان الأَوْلى أن يفعل كذا". ولا يقال كان الأولى لو فعل كذا. وفي القرآن : "فأولى لهم طاعة وقول معروف".

              تعليق

              • نذير طيار
                أديب وكاتب
                • 30-06-2007
                • 713

                #22
                أَيُّ وأَيَّةُ

                تأتي أَيُّ أداةَ استفهام فنقول : "أيَّ كتاب تدرس ؟" وجاءت في القرآن الكريم في عدة آيات منها قوله تعالي : "قل أيُّ شيء أكبرُ شهادة قُل الله".

                وتأتي أيّ أداةَ شرط جازمةً للفعلين المضارعين بعدها فنقول : "أياًّ تذهبْ أُرافِقْك". وقد جزمت هنا فعلي الشرط والجزاء.

                وقد تزاد بعدها "ما" فنقول : "أيُّما رجل فعل كذا فهو مسؤول عن عمله". وجاءت في القرآن الكريم في حالة النصب : "أيّاً ما تدعو فله الأسماءُ الحُسنى".

                وتأتي مفيدةً للإطلاق في الزمان أو المكان أو غيرهما. فنقول : "اجلِسْ في أيِّ مقعدٍ تشاء". و"مُرَّ عليّ في أيّ وقت تريد". وفي القرآن الكريم: "وما تدري نفسٌ بأيِّ أرض تموت"، وقوله تعالى : "في أيِّ صورةٍ ما شاء ركَّبك".
                وتأتي صفةً للدلالة على الكمال فنقول : "إنه لعالمٌ أيُّ عالم" و"له شَأْنُ أيُّ شأْن".
                وتكون للنداء في صيغة "أيُّها" يتبعها المعرَّف بأل : ووردت على هذه الصيغة كثيرا في القرآن الكريم : "يا أيُّها الناس" "يا أيُّها الذين آمنوا".

                أما عن التذكير والتأنيث للكلمة فقد اتفق اللغويون على تذكير أيُّها، وتأنيثها (أيتهما) في صيغة النداء لتصبحا مطابقتين للاسم الذي يأتي بعدهما تذكيرا أو تأنيثا : "أيُّها الرجلُ" و"أيتها المرأة". و"أيُّها السادةُ" و"أيَّتُها السيداتُ". وآيات القرآن شاهدة على ذلك منها قوله تعالى: "يا أيُّها الرسول بلّغْ ما أُنزِل إليك من ربك". و"يا أيتها النفسُ المطْمَئِنَّة ارجعي إلى ربِّك راضيةً مَرْضِية". "يا أيها النبي جاهد الكُفّار والمنافقين". و"ثُمَّ أذَّن مُؤَذِّنٌ أيَّتُها الْعِيرُ إنكم لَسارقون".

                وأرى أنه بعد أن وردت أيُّ في صيغة النداء مذكَّرة في نداء المذكّر، ومؤنَّثة في نداء المؤنث مما يفيد أنها قابلة للتذكير والتأنيث، فإن من الأفضل جعل جواز التذكير والتأنيث قاعدة تصبح به اللغة أكثر وضوحا وأجلى دَلالة، بدون أن يكون هذا واجبا، أي أني أقترح وجوب التذكير (حيث يجب التذكير) والتأنيث (حيث يجب التأنيث) في صيغة النداء فقط. أما فيما عداها فيجوز أن نذَكِّر ونؤنث على حسب ما يأتي بعدها.

                وقد أقرت هذا بعض المجامع اللغوية، واتبعته المعاجم الحديثة. وعلى ذلك نقول : "أيُّ رجل، وأيّةُ امرأة". و"أيُّ خطاب، وأيَّةُ فكرة".
                وفي كتاباتي لا أتقيد بذلك بل أستعمل الوجهين، لكني لا أجعل من التذكير أو التأنيث واجبا بل أراه جائزا فقط. وذلك في غير صيغة النداء التي التزم فيها اللسان العربي بالتذكير في موضعه والتأنيث في موضعه.

                تعليق

                • نذير طيار
                  أديب وكاتب
                  • 30-06-2007
                  • 713

                  #23
                  الباء "الطُّفَيْلِيَّة"
                  يُقْحَم حرف الباء غلطا بعد بعض الأفعال فيُقال : "علِمَ بأن الخبر قد شاع" و "قال بأن الاحتفال وقع يوم كذا" و"ذكر بأنه توصل بالاستدعاء" أو "ادعى بأنه لم يتوصل به" و"أخبر بأن فلانا كان حاضرا" "وشَهِدَ بِأَنَّ" "وشَهِدَ بِأَنْ" كما تُقْحَم الباء بعد أفعال أخرى.

                  والصواب حذف الباء. فنقول : "علم أن الخبر شاع" و"قال إن الاحتفال" و"ذكر أنه توصل" و"ادعى أنه لم يتوصل" و"أخبر أن فلانا" "وشَهِدَ أَنَّ" "وشَهِدَ أَنْ". وفي المشرق العربي يجري كثيرا على الألسنة والأقلام إقحام الباء بعد كلمة تفكير وما اشتق منه فيقال : "فكرتُ بكَ". و"إني أفكر بالقيام بهذا الأمر". و"لي تفكير بخصوص كذا" والصواب في جميع ذلك استعمال "في" بدلا من الباء. وقد جاء في القرآن : "أَوَ لَمْ يتفكروا في أنفسهم" "ويتفكرون في خلق السموات والأرض".

                  ولأن الباء تُقْحَمُ خطأ بدون موجب فقد أطلقتُ عليها الباء الطُّفَيْلِيّة. لكن الباء لابُدَّ منها في "أقرَّ بأنه". "واعترف بأنه". "وآمن بأنه أخطأ"، لأنها هنا تقوم بتعددية الفعل. وإذا كان الفعل غير لازم أي متعديا فلا لزوم لاستعمالها وهو ما جاء في القرآن : "فاعلم أنه لا إله إلا الله" "وأيوب إذ نادى ربه أني مسَّني الضر" ونقول في الشهادتين : "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله" ولا نقول : " أشهد بأن لا إله إلا الله، وبأن محمدا رسول الله".

                  تعليق

                  • نذير طيار
                    أديب وكاتب
                    • 30-06-2007
                    • 713

                    #24
                    باء التعويض أو البدَلية

                    تفيد الباء - أحيانا- التعويض عن الشيء. وحينئذ يوضع المعوَّض عنها إِثْرها فنقول استبدل الكتاب بالجريدة. أي جعَل الكتاب عوضا عن الجريدة، ولو عكسنا وقلنا "استبدل الجريدة بالكتاب لكان المعنى جعل الجريدة عوضا عن الكتاب. والكثيرون لا يميزون في ذلك فيضعون الباء في غير مكانها.

                    وقد جاء في القرآن : "أتستَبْدِلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟" أي "هل تأخذون الأدنى عوضا عما ما هو خير منه ؟".

                    ونقول : "استبدل الخمر بالماء" نعني به من يُدْمِنُ على تناول الخمر حتى تصبح عنده عوضا عن الماء.

                    ونقول المريض يستبدل التيمم بالوضوء، ولو عكسنا وقلنا : "يستبدل الوضوء بالتيمم لكان المفهوم هو أنه يتوضأ بدلا عن التيمم. وهذا غير ما يفعله المريض.

                    تعليق

                    • نذير طيار
                      أديب وكاتب
                      • 30-06-2007
                      • 713

                      #25
                      بَتَّ (تاء مُثَنَّاة) وبَثَّ (تاء مثلثة)

                      بَتَّ، يبُتُّ بَتّاً وبَتَّةً وبتَاتاً الشيءَ قطَعه واسْتَأْصَلَه. (والتاء في ذلك كله مُثَنَّاة). ونقول :"بتَّ فُلانٌ علاقَتَه بصاحبه أي قَطَعها وأنهاها". و"بَتَّ القاضي الحكمَ في القضية المعروضة عليه" أي حكم فيها وأنهاها. ويقال: "بتَّ في الأمر" أي اتخذ فيه قراراً باتّاً أي قاطعا وحاسما. ونقول : "بَتَّ الصيامَ من الليل" أي نواه جزما.

                      ومن هذه المادة جاءت كلمة "بَتاتاً" فنقول : "لا تراجُعَ في هذا القرار بَتاتاً" أي بصفة نهائية قاطعة. والطلاق الباتُّ هو الذي لا رجعة فيه.

                      ومن نفس المادة جاءت كلمة أَلْبتَّة. وهي تفيد قطعاً ولا رجعة في الأمر. ونقول : "هذا أمرٌ لا أهتمُّ به أَلْبَتَّة" أي مطلقا وبصفة نهائية. وكلمة أَلْبتّةَ همزتُها قطعية أي يُنطق بها، وتُنصَبُ دائما على المصدر هكذا : "أَلْبَتَّةَ". وذلك على أرجح الأقوال فيها.

                      وانْبَتَّ الحبلُ يَنْبَتُّ انبِتاتاً انقطع. ونقول : "انبتَّتْ علاقتُهما انبِتاتاً ولم يعُدْ بينهما اتّصال".

                      والمُنْبَتُّ هو من انقطع به الطريقُ وضلَّ وضاع.

                      ومن أمثال العرب : "هو كالمُنْبَتِّ لا أرضاً قَطَعَ ولا ظَهْراً أَبْقَى". ويُضْرَب لمن لا يتقدم في أمر، ويسير بدون فائدة، ولا يريح نفسه بأخذ خيار واحد.
                      بَثَّ يَبُثُّ بَثّاً (تاءٌ مثلَّثة) فرَّقَ ونَشَر وأذَاع وأشاع

                      ونقول : "بَثّ فلانٌ السِّرَّ أي فضحه وأشاعه بين الناس. وبثَّت الشرطةُ أعوانَها لمتابعة الناس" أي نشرتهم ليطَّلعوا ويسمعوا. ونقول : "البَثّ الإذاعي أو التلفزيوني". و"تَبُثّ الإذاعةُ أو التلفزةُ البرنامجَ في ساعة كذا" ونقول : "أجهزة البث".

                      وبَثَّ بمعنى نَشَرَ هو ما جاء في قوله تعالى : "وخلق منها زوجها وبَثَّ منهما رجالاً كثيرا ونِساءاً". وفي قوله تعالى: "ومِنْ آياته خَلْقُ السموات والأرض وما بَثَّ فيهما من دابة". والمَبْثوث هو المنثور المطروح. وجاء في القرآن : "يوم يكون الناس كالفراش المَبْثوث".

                      ويطلق البَثّ على شدة الحُزن. وجاء في قوله تعالى : "إنما أَشْكو بَثِّي وحُزْنيَّ إلى الله".

                      تعليق

                      • نذير طيار
                        أديب وكاتب
                        • 30-06-2007
                        • 713

                        #26
                        البَرد القارس لا القارص

                        لا معنى لوصف البرد بالقارص (بالصاد) : فالفعل من اسم الفاعل هذا هو قَرَصَ يقرُصُ قَرْصا : إذا لَوَى عليه بأُصْبُعه وآلمه. ويقال أيضا قَرَصَ العجينَ إذا ضغط عليه ليبسطه ويسْهُلَ جمعُه.

                        أما البرد فيكون قارسا (بالسين) عندما يشتدُّ حتى يعجز من يعمل بيديه عن استعمالهما ونقول : "قرسَ البردُ يديه".وفعله الرباعي أقرَسَ يُقرِسُ يفيد نفس المعنى. ونقول : "أقرسَ البردُ أصابعَه" فالبرد مُقْرِس، كما نقول قارِس، ونقول : "يومٌ قارسٌ، أي شديد البرد".

                        تعليق

                        • نذير طيار
                          أديب وكاتب
                          • 30-06-2007
                          • 713

                          #27
                          ابقَوْا معنا (بفتح القاف)

                          عندما يقطع التلفزيون الحديث عن موضوع ليقدِّم بدلا عنه فاصلا إشهاريا (مثلا) يتوجه المشرف على البرنامج بهذا الطلب إلى المشاهدين قائلا : "سنعود إليكم بعد الفاصل فابقُوا (بضم القاف) معنا". وهذا خطأ صوابه فابقَوْا (بفتح القاف) معنا.

                          وسمعت في بعض المحطَّات هذا التعبير : "لن يتخَلُّوا عن مواقفهم" والصواب "لن يتخَلَّوْا" ويقال : "خمسون شخصا لَقَوْا (بفتح القاف) حتفهم. والصواب لَقُوا (بضم القاف). كما يقال : نَسَوْا والصواب نَسُوا، وخَشَوْا والصواب خَشُوا وفي عَمِيَ نقول عَمُوا (بالضم) ولا نقول عَمَوْا (بالفتح).

                          وقد جاء في القرآن الكريم : "وإذا لَقُوا (بضم القاف) الذين آمنوا قالوا آمنا. وإذا خَلَوْا (بفتح اللام) إلى شياطينهم قالوا إنا معكم".

                          وجاء في القرآن الكريم أيضا : "نَسُوا الله (بضم السين) فأنْساهم أَنفُسَهم". وفيه أيضا : "وحَسِبوا ألاَّ تكون فتنةٌ فَعَمُوا (بضم الميم) وصَمُّوا".

                          وضبْطُ هذه الأفعال بحركات مختلفة يخضع لقاعدة صرفية لها تفاصيلها في كتب قواعد الصرف. وهي هنا أفعال ناقصة آخرها حرف علة. وهي مسندة لضمائر الرفع فَلْيُرجَع إليها للإحاطة لأننا نصحح الأخطاء ولا نعلِّم قواعد النحو والصرف وإن كنا نشير أحيانا إليها باختصار شديد حتى لا نخلط بين التصحيح والتعليم.

                          تعليق

                          • نذير طيار
                            أديب وكاتب
                            • 30-06-2007
                            • 713

                            #28
                            حاجات وحاجِيات

                            الحاجات جمع حاجة (وهو جمع قياسي، أي يدخل في قاعدة جمع المفرد المؤنث بالتاء جمعا سالما على الصيغة المذكورة : حاجات.

                            والحاجة ما يتوقف عليه الإنسان ويحتاج إليه. ونقول في ذلك : "لي عندك حاجةٌ أرجو منك قضاءها". ونقول : "ينطقعض المذيعين بأخطاء لغوية هي في حاجة إلى التصحيح".

                            ومن الأمثال أو الحكم المشهورة :"الحاجة أمّ الاختراع"، وقولهم : "الحاجة تُفَتِّق الحيلة". وهما مثلان حديثان قد يكونان ترجمتين لشبيهتهما في لغات أجنبية تقول : "الضرورة أم الصناعة".

                            وفي جمع الحاجة على حاجات جاء قول المتنبي يخاطب سيف الدولة ويستجدي عطاءه :
                            …"وفي النفس حاجاتٌ وفيكَ فَطانةٌ
                            … ……… سكوتي بيانٌ عندها وخِطابُ"

                            وجاء في القرآن الكريم : "إلاّ حاجةً في نفس يعقوب قضاها". وجاء فيه أيضا : "ولكم فيها منافعُ ولتبلغوا عليها حاجةً في صدوركم".كما جاء في القرآن : "ولا يجدون في صدورهم حاجةً مما أُوتوا".

                            ويُنسَب إلى لفظ الحاجة بياء النسب فنقول الحاجي. ونجمعه على حاجيات. لكنني أرى أن الحاجي غير الحاجة، إذا الحاجي اسم صفة والحاجة لا تفيد الوصف. وعليه، وحتى لا نقع في المترادف الذي لا يقول به بعض علماء اللغة -وأنا منهم- أرى أن نفرق بين الحاجة والحاجي وبالتالي بين الحاجات والحاجيات.

                            وقد نبهت بعض معاجم اللغة العربية الحديثة إلى أن عدم التفريق بينهما مستحدَث في العربية وليس أصيلا.أقترح أن نفرق بينهما في الاستعمال. فنقول مثلا : "في السوق من البضاعة ما يكفي حاجات السكان". ونقول :"هذا يدخل في الحاجيات التي يصعب قضاؤها في الوقت الراهن".

                            الحاجيات بالمعنى الذي حددتُه غير الحاجات. وهذا يساعد على توحيد اللغة وتدقيق دلالات ألفاظها، وتميز مفرداتها بعضها عن بعض، في سعي مني إلى إبعاد فوضى الاستعمال عن اللغة العربية. وهي فوضى لا يوجد لها نظير في لغات أخرى وأتمنى أن تنتهي هذه الفوضى.أنا أختلف في المنهج مع من قد يَرُدُّون عليّ فيقولون إنهم عثروا في معاجم اللغة على ما يفيد تطابق معنى الحاجات مع الحاجيات. فهذا هو الذي أدعو إلى تغييره وإنقاذ اللغة من فوضاه.

                            المثال الثاني : إمكانات وإمكانيات

                            كل ما ذكرته أعلاه عن حاجات وحاجيات ينطبق على إمكانات وإمكانيات. فحينما نتحدث عن إمكانات حاضرة مشاهَدة أو مُتَحدَّثا عنها، علينا أن نستعمل المصدر العاري عن النسبة (إمكان، وإمكانات). وحين نتحدث عما من شأنه أن يدخل في الإمكان والإمكانات مما هو مُفْتَرَض إلحاقه بهما أو نسبته إليهما نقولالإمكانيات.

                            المثال الثالث : ضرورة، ضرورات
                            ضروري، ضروريات

                            الضرورة ليست في نظري هي الحاجة التي يفيد لفظها ما يحتاج المرء إليه. بل الضرورة هي الحاجة المُلحَّة التي لا غنى عنها. (هكذا أفرق فيما يخصني بين المترادفات إغناء وتدقيقا لمعاني اللغة).

                            وتجمع الضرورة على ضرورات : ونقول في أحكام الشرع : "الضَّرورات تُبيح المحظورات". فلا يُفطِر الإنسان في رمضان إلا للضرورة وليس لمجرد الحاجة إلى الطعام أو الشراب.وإذا تجاوزت الحاجة الشدة المحتمَلة : نسميها الضرورة وننعتها بوصف كاشف، فنقول : "فعَل ذلك تحت ضغط الضرورة القُصوى".

                            وما نصفه في الأحكام بالشرعي يصبح ضَرورة لأنه لا تجوز مخالفته. فنقول : "هذا الحكم معلوم من الدين بالضَّرورة". ونقول : "يُكَفَّر من أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة"، أي ما ورد بشأنه حكم شرعي ثابت الدلالة، أي دلالته قطعية غير محتملة للتأويل.

                            أما الضَّروري فيعني ما تمس إليه الحاجة ولا يمكن الاستغناء عنه. ويقابله الكَمَالي. ونقول : "كانت السيارة مطلبا كماليا وأصبحت اليوم ضرورية".وكما نبهنا إليه في مثالي الحاجات، والحاجيات، والإمكان والإمكانيات يحسن التفريق أيضا بين الضرورات، والضروريات : الصيغة الأولى للدلالة على اسم يصبح في الصيغة الثانية صفة عندما تختمه بياء النسب.

                            المثال الرابع : سُلوكات وسُلوكيات

                            السلوكات جمع سلوك. والسلوكيات جمع سلوكي. ويجري على هذه الكلمة ما يجري على الأمثلة الثلاثة السابقة.

                            جمع سُلوك على سُلوكات مثله مثل جمع شرح، على شُروح، وشُروحات. وجمع فَهم على فُهومات. وجمع سلوكي على سلوكيات، مثل جمع ضروري على ضروريات، وبَديهي على بديهيات. لكن لا بد أن نلاحظ للتفريق بين الجمعين وجودَ ياء النسب في المفرد. وعلى ذلك نقول : "هذا الشخص ذو سلوكات غريبة" ونقول: "وللمذاهب الباطنية سلوكيات تنفرد بها" ونقول فلان يتظاهر بحسن سُلوكه أو سُلوكاته... لكنه ينتمي إلى مجموعة تُنسَب إليها سلوكياتٌ مذهبيةٌ مُريبة.

                            تعليق

                            • نذير طيار
                              أديب وكاتب
                              • 30-06-2007
                              • 713

                              #29
                              الجملة المعترَضة، والإضافة، والنسبة بالياء

                              تَرِد أخطاء على بعض الألسنة والأقلام في استعمال الجملة الاعتراضية (أو الجملة المُعْتَرَضة) بوضعها في غير موضعها، وفي الإضافة بدون وجود مضاف إليه، وفي النسبة بالياء إلى مفرد مؤنث بالتاء.وفيما يلي أمثلة لذلك :

                              الجملة المعترَضة

                              توضع الجملة المعترَضة في غير موضعها فتفصل خطأ بين المضاف والمضاف إليه ويقال مثلا : "لا يمكن تصورُ - ولو بمجرد التفكير - هذا الوضع"، إذ نلاحظ في هذا التعبير الخاطئ أن كلمة تصوُّرُ بقيت بدون تنوين، لأن المراد الإضافة. وجاءت إثرها الجملة الاعتراضية (ولو بمجرد التفكير). ثم تلاهما المضاف إليه (هذا الوضع) الواقع في محل جر لأن المضاف إليه إما مجرور أو في محل جر. وهذا تحريف واضح للقواعد النحوية. وصواب العبارة أن يقال : "لا يمكن تصور هذا الوضع ولو بمجردالتفكير".

                              وتأتي الجملة الاعتراضية في غير موضعها خطأ أيضا حينما تفصل بين حرف الجر والمجرور. فيقال مثلا : "لا على مستوى الواقع ولا على -وهذا هو الأهم- مستوى التطبيق".

                              والصواب أن تأتي هذه الجملة في النهاية وليس في الوسط حتى لا يُفصل بين حرف الجر والمجرور، ويقال إذن : لا على مستوى الواقع ولا على مستوى التطبيق وهذا (أو هذا الأخير) هو الأهم.

                              كما يقال أيضا : "وجهت التشريفات (أو المراسم) دعوةً -هذه المرة- من الملك أو الرئيس نفسِه" فهنا يحسن اجتناب الفصل وتأخير "هذه المرة" إلى ما بعد عبارة "الملك (أوالرئيس) نفسه".

                              تعليق

                              • نذير طيار
                                أديب وكاتب
                                • 30-06-2007
                                • 713

                                #30
                                جَنوب (بفتح الجيم لا بضمها)

                                يَضُمُّ البعض في المشرق العربي خاصةً الجيمَ في كلمة الجَنوب وهو خطأ. والجنوب الجهة المقابلة للشَّمال. ويطلق أيضا على الريح التي تَهُبّ من ناحية الجَنوب ونقول : "هَبَّت الرياحُ جَنوبا".

                                ونَنْسُب إلى الجَنوب بياء النسب فنقول جَنوبي : "أمريكا الجَنوبية" "دولة جَنوبيِّ إفريقيا" وفي كل ذلك لا نضع الضمة على الجيم.

                                أما الجُنوب (بضم الجيم) فهو جمع جَنْب، أي الناحية، أو الجهة. وورد في القرآن مفردُ جَنْب في قوله تعالى : "يا حَسْرتَا على ما فَرَّطْتُ في جَنْبالله". أي في جانبه وحقه.

                                جَنوبِيَّ لا جنوبَيْ
                                كثيرا ما نسمع ونقرأ كلمة جَنوبِيَّ محرَّفة، ويُنطق بها خطأ جَنوبَيْ في صيغة المثنى مما قد يبدو معه أن المقصود هو جَنوبان (مثنى جنوب)، والصحيح هو جَنوبِيَّ فنقول يوجد هذا الشيء جَنوبِيَّ البيت، أو العالم الثالث يقع جنوبِيَّ الكرة الأرضية وهو منصوب على الظرفية المكانية.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X