أخي الكريم حكيم و أنت فعلا حكيم
تحليل عميق و جيد دعني أتواصل معك لنكمل الحوار
تقول حضرتك يا حكيم خيمتنا العربية
يقول أخوان الصفا "العلم إنما هو صورة المعلوم فى نفس العالم، وضده الجهل
فهو عدم تلك الصورة من النفس... واعلم بأن أنفس العلماء علامة بالفعل،
وأنفس المتعلمين علامة بالقوة،
وأن التعلم والتعليم ليسا شيئاً سوى إخراج ما فى القوة..
يعنى الإمكان إلى الفعل، يعنى الوجود..
فإذا نسب ذلك إلى العالم سمى تعليماً،
وإن نسب إلى المتعلم سمى تعلماً"
مع إحترامي الشديد لإخوان الصفاء أقول أن العلم الذي هو صورة المعلوم في نفس العالم
يمكن أن يكون علما ناقصا أو محرفا أو تنقصه معلومات فالمعلوم في نفس العالم لا يكون دائما علما مفيدا
يمكن أن يكون سلبيا على صاحبه و على المتعلم فكم من عالم زاغ عن طريق العلم السليم
و تسبب في كوارث إنسانية يعاني منها الإنسان ليورث معاناته لأولاده فالعلم الذي يلقن في مدارسنا هو علم كارثي
فما علينا إلا أن نرى ما يوجد في المناهج التربوية من مصائب تدمر أجيالا بحالها و لن أدخل في التفاصيل لأن الشرح يطول
فالعلم علمان علم عالم و علم جاهل الأول صعب التحقيق و الثاني هو الصحيح لأن داخل كل عالم جاهل لأن
عدم الصورة في النفس هي حقيقة في الإنسان فلا بد من إحيائها و التواصل معها لأنها موجودة في الذاكرة و على مستوى الفطرة فذات الإنسان الفطرية عالمة لكن نفسه جاهلة و إن علمت يبقى علمها ناقص لأنه يعتمد على الفكر المادي المحسوس و هذا ما يفسر ما قلت أن داخل كل عالم جاهل و صورة العلم موجودة فيه فطريا لكنها معدومة في نفسه ووعيه
أما عن أن نفس العلماء علامة بالفعل فهذا ليس دائما صحيحا فليس كل
علم مسند إلى متعلم هو فاعل و قادر على إخراج ما في القوة و الدليل ما قاله
الأخ أحمد أن كتب إبن القيم و إبن الجوزية لم تستطع تغير النفس الحيوانية من
شخص ملتزم بصلاته طلق زوجته ليعيش حياة الحرية
لأقول أن العلم وحده غير قادر أن يغير ما بالنفس و يجعلها متعلمة
فاعلة بعلمها
أين تكمن المشكلة إذا ؟ كيف يكون العلم فاعلا في الإنسان و قادر على تغيير
ما بالنفس من تحريف على مستوى الفكر و إنحرافات على مستوى السلوك ؟
و يبقي سؤالي أيها الحكيم الفاضل معلقا لحين الدرس القادم
و إن كان لك جوابا فأسعفنا به .....
تعليق