تويت
الأستاذة المتميزة برقتها وعطائها
الاستاذ عبد الرؤوف النويهي
أسعدتما صباحاً-وطابت اوقاتكم
مع المارين والمنعزلين الان ليبدعوا
من قال أن الموضوعين بين ضجيج
العالم ولغطهم يستطيعون الابداع
الغريب أن يكون الابداع في وسط
الصخب---في داخلنا عالم آخر مفكر
هادى وقد يكون صاخباً أحيانا
هذا العالم يعكره صخب الحياة بالثرثرات
واقتحام الدواخل الابداعية في الانسان
لذا نرى أكثر المبدعين انطوائيين----
وإن كان التعبيرمن وجهة نظري غير
دقيق--ففي انطوائية المبدع عالم زاخر
يتفاعل معه ويحاوره ويخاصمه ويصالحه
ويكتشف دواخله، ولا يمكن أن يكون ذلك
في أغلب الاحيان--الا بالعزلة
أعرف انني شاعرة منذ الصغر-فلو قرأت
المعلمة نصاً وأخطأت في كلمة ،وأن كان
في النص كلمة مكتوبة بخطأ مطبعي أحس
بشيء كضربة في دماغي ويمر النص والصداع
ما زال الى ان اهتدي للقراؤة الصحيحة-ولكن
اللعب والصخب والاستماع للأغاني-------الخ
لم يسمح لي شيء منها بمعايشة موهبتي التي
كنت أحس برفرفتها داخل وجداني---الى ان
اعتقلت سياسياًفي معتقلات العدو المحتل
الصهيوني----وأفردت في زنزانة مظلمة
رطبة مؤلمة بلا اية نبسة من مظاهر الحياة الا
من عدو يأتي ليضرب ويحقق ثم العودة للانفراد
كنت أعيش مع دواخلي لا مع البيئة التي فرضت
علي---وتخلصت من شيء اسمه الخوف من الظلام
العزلة---الموت ----وكانت صديقتي نفسي أحاورها
أعلمها أو تعلمني التحدي لكل انواع الجبروت حتى فقدت
الاحساس بوقع التعذيب بتحد صارخ جعل المحققين
يكونون لجنة منهم(علماء نفس) ويتولون امري بالمحاورة
معي ليعرفوا دواخلي بينما كنت أعيش في داخلي الذي
يجاورني ويذكرني بعدم التعاون فكل كلمة او حركة او
نظرة تشئ بالداخل--المهم وطنت نفسي على الانفلراد
التام بفكريعلوماتي واتهاماتي وكل حياتي---وبدون
وجدتني قصد أحاور أمي -ابي-أصدقاء درب كفاح رائع
ضد العدو---واسرح وكله بالشعر المنغم----داخلي
الى ان أتيحت لي ظروف امتلاك القلم والورق الذي
كان وقتها من مناديل الورق فالدفاتر-وحتى على
مناديل اليد-----المهم خرجت بديوانين تهريب
من الحجم المتوسط على مناديل ا لورق ولو
لم انفرد بنفسي وعزلتي ما كنت عرفت قدراتي
في الصبر -والتحدي ولا عرفت ان لدي تلك
القدرات من الصبر والشجاعة في مقابلة
التحديات بالذات انني كنت أحاط بالرعاية
والدلال من قبل أهلي يعتبرونني فضلة الموت
لأنني اول من عشت لهم بعد الموت التكرر لأبنائهم
العزلة تجعل الانسان يبدع
يكتشف مواضع قوته فيسلكها وضعفه فيتحاشاه
الاستاذة منيرة من كل قلبي أهنئك على الاحاسيس
الانسانية الراقية لانها لا تتوفر الا لكل ذي خلق
رفيع وعطاء انساني جميل لأنسان متميز
تحياتي احترامي وودي
وسلام لكل الطيبين المعطائين
تعليق