هل العيب في الكاتب أم المتلقي ؟؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مباركة بشير أحمد
    أديبة وكاتبة
    • 17-03-2011
    • 2034

    هل العيب في الكاتب أم المتلقي ؟؟؟

    هل العيب في الكاتب أم المتلقي ؟
    ....................
    حينما تتحسس أنامله القلم لمّا تضطرم الأفكار ويشتد عويل الإبداع بداخله ، فلا خلاص للكاتب سوى الورقة يلقي على صهوة بياضها بثقل أحاسيسه ومشاعره المتأججة بساحة العقل الباطن،وكذا ما يجوب في ذاكرته من صور وخيالات محفوفة برصيد لغوي ثري به يسهل أن يطوق الكلمات بأسلوب راق يكتنف بين ثناياه روعة السبك ومغنطيس جذب لذائقة القراء، وهذا بدوره يتطلب الموهبة الحقيقية لا المزيفة، والإطلاع الواسع على الثقافات الإنسانية ،وكذا الإنغماس في غمرة المجتمع، واقتناص مشاكله وإحاطتها بإطار فني تحت مجهر السرد القصصي ،أو الأدبي بصفة عامة .وهنا يلج بنا التفكير إلى فيافي التساؤل عن السر الذي يجبر الكاتب إلى أن يلقي بنفسه في جحيم الكتابة ،والغوص قسرا في بحار المتاعب ثم مالذي سيستخلصه من نتائج ؟
    هي الموهبة المندسة في أعماقه والجارية مجرى الروح في دمائه ، والمتسللة عبر الشرايين، وحدها من يزرعه نخلة شامخة ذات رطب وظلال في زمن الجدب وكلماته ماء رقراقا تنتعش لإنسكاباته الأنفس وتلذ لعذوبته القلوب.
    ولكن فرضا وأن الكاتب بعد أن يرفع لافتات الإتمام لقصة ما ،أورواية هدّت مضجعه وسرقت من عمره على إيقاعات عقارب الزمن أياما وشهورا..وبعد ذلك يفاجأ أن القارئ لم يتمكن من تحليل شيفرة الرسالة، وتأرجحت به طيوف التعقيد مابين مزالق ومنعطفات رمادية أين سيجثم على صخرة الحيرة دون حراك، واتخاذ أي قرار، بل وربما الشعور بالإمتعاض ...فهل العيب هنا يكمن في مسالك خاطئة شيد تها مخيلة الكاتب وممرات ضبابية للأفكار، أم في القارئ ،والذي غالبا مايكون مدركا ومتمكنا من فهم صنوف الكتابات؟
    أعتقد أن سبب اضمحلال الكلمات في دجنة السراب دون بلوغ الهدف المنشود وهو "الإمتاع الوجداني والفكري وكذا تثقيف القارئ وجعله ملما بأحداث مجتمعه ،وبالتالي المساهمة في تطويره سلوكيا وحضاريا"،يعود وبكل وضوح إلى الكاتب نفسه، وهذا دليل فشل في التحكم بزمام الأمور، ربما نتاج صراعات نفسية أو نقص في ثقافة هذا الأخير وعدم استطاعته بلوغ قمة التفكير التنويري ،ومعاينة مشاكل المجتمع سواء أمن قريب أوبعيد.
    أي نعم للكاتب أن يكتب وفق ماتمليه عليه قريحته بحيث أن الأفكار في لحظات انبعاثها تشبه السيل الفجائي المنهمر الذي لامناص من استرداده وتهذيبه في لحظات الإلهام الثمينة ،لكن ماهو ذنب المتلقي لكي يبتلى بهكذا معان أو رموز يتعسر على فكره العادي أن يبتلع مقاصدها، وقد غلّفت بثوب الغموض؟
    إن دور الكاتب الحقيقي ،هو الإسهام في بناء المجتمع ، ونشر الوعي بين أفراده بطريقة إبداعية، ولغة جذابة ممتعة تأسر النفوس وتدفع القارئ إلى طلب المزيد من القراءات، والبحث المتواصل عن جديد ا لإصدارت.أي أن انزواء الكاتب في برجه العاجي، والكتابة فقط لإستعراض العضلات الفكرية ،سيقطع حبل التواصل بينه وبين القارئ، وبالتالي تهميش ماتجود به أنامله الرقيقة ،حتى ولوكانت القناطير المقنطرة من الإبداعات ،والتي سيكون مآلها في رفوف المكتبات، أو مخازن البيوت في أماكن مظلمة ،تصلح لأن تكون مخابئ للعناكب وماشابه من حشرات ....

    هل كل مالايفهمه المتلقي يسمى غموضا ؟
    لايجب أن ترتكز نظرتنا إلى جدار اللاعقلانية ،فنعتقد أن الذي تعسرعلى الفهم يعتبر غموضا ،فنتهم الكاتب بالتقصير ،ونصعقه بزفرات الملامة . ،إنما وجب رعاية سلسلة حقائق تُبرز باستمرارية توالد فحواها ماينم على أن جهل المتلقي أحيانا وتقاعسه عن توسيع خبراته المعرفية ، قد يودي به إلى الإبحار العشوائي بين أمواج السطور،فيغرق في عتمة الحيرة بعدما تتساقط لبنات تركيزه .لأن تدريب الخلايا الدماغية على اصطياد حمائم الفهم ،يتطلب مجهودا غير يسير ،واكتسابا ثقيلا يملأ ثغرات الفضول بشهد المعارف .فقد يكون الكاتب مبدعا متمكنا ،وممسكا بزمام الحروف النابضة ،بيد أن المتلقي مجرد قارئ بسيط ،محدود الخبرة والتفكير ،وليست تحتوي بنوك عقله على رصيد لغوي يمكنه من الاستحواذ على تأشيرة التجوال إلى أرض المدارك .إذن ،وجب علينا أن نضع نص الكاتب تحت المجهر التثقيفي بدرجة التوسيط ، فلاتضييق على حرية الحروف فتهوي إلى منحدر السطحية ، ولا توسيعا ،فتتضخم مدلولاتها وتعلوا فوق غيوم الخيال .وبعد ذلك لنا أن نحكم على غموض النص من عدمه أي بمعنى تبسيطي واضح :
    ليس كل ما لايفهم ينعت بالغموض ،فهذا مرجعه إلى ثقافة المتلقي أيضا .وعندما نقول مثقفا ،فهذا يعني أن يكون ملما فكره بألوان من المعارف ،ولاتنحصر فطنته في حيَز ضيق ،فليست قوالب رؤيته للأشياء هي المقاس المتفرد ،لكي يحكم على سطور هذا أوذاك من الكتَاب ويقذف بها في سجن الإلغاء بتهمة الغموض .
    فالغموض هو تلك التركيبة العجيبة ،والتي إن لبستها الحروف بدت مرتعشة لاتعرف صوب أي وجهة تسري بالقارئ لكي تصل به إلى فوهة نورانية تنم عن المقصود .
    ،وهو التوهان الذي لايعرف له بداية من نهاية ،والذي لن يكتشف القارئ في مغاراته الضبابية أثرا لرسالة أومتعة ،بل إن تواصل المخيلة بهكذا نصوص ،سيصيبها بفيروسات الملل المقيت.كما هو الحال في بعض الخواطر والأشعار النثرية ،والقصص التي تعتمد على الرمزية المفرطة.
    .فبالأسلوب الجميل، واللغة السهلة الرصينة ،والمفردات العذبة ،
    ورغم توالي السنوات لاتزال بصماتهم هؤلاء العمالقة ،طه حسين ،نجيب محفوظ ،أحمد رضا حوحو،توفيق الحكيم ،عبد الحميد ابن باديس ،البشير الإبراهيمي، زهور ونيسي ، خالدة في سجلات الأدب العربي.
    ***************
    تحياتي الوردية،و زهر الياسمين .


    التعديل الأخير تم بواسطة مباركة بشير أحمد; الساعة 28-01-2013, 12:52.
  • مباركة بشير أحمد
    أديبة وكاتبة
    • 17-03-2011
    • 2034

    #2
    أي نعم للكاتب أن يكتب وفق ماتمليه عليه قريحته، بحيث أن الأفكار في لحظات انبعاثها تشبه السيل الفجائي المنهمر الذي لامناص من استرداده وتهذيبه في لحظات الإلهام الثمينة ،لكن ماهو ذنب المتلقي لكي يبتلى بهكذا معان أو رموز يتعسر على فكره العادي أن يبتلع مفاهيمها وقد غلّفت بثوب الغموض؟

    تعليق

    • آسيا رحاحليه
      أديب وكاتب
      • 08-09-2009
      • 7182

      #3
      مشكورة على هذا الطرح أختي العزيزة مباركة..
      قرأت في عجالة و سوف أعود إن شاء الله .
      مودّتي و احترامي.
      يظن الناس بي خيرا و إنّي
      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

      تعليق

      • منار يوسف
        مستشار الساخر
        همس الأمواج
        • 03-12-2010
        • 4240

        #4
        العزيزة مباركة
        و الله راق لي جدا هذا الطرح الذي يمس أمراً شائكا لكل من الكاتب و المتلقي
        فلطالما ارهقتنا الرمزيات في كتابات الأدباء لنحاول ان نتوصل للمفهوم من الموضوع
        هذا و نحن المثقفين فما بال الشخص العادي الذي يريد ثقافة سهلة توسع مداركه دون ثقافة تجعله يبتعد عن مدارها بسبب هذا الغموض و هذه الرمزيات المعقدة و التي تجعلنا اما ان نكره هذا النوع من الكتابات أو نكره الكاتب
        لقد قرأنا لكبار الأدباء من توفيق الحكيم لأنيس منصور لنجيب محفوظ لقائمة طويلة
        يكتبون بأسلوب أدبي مبسط بعيد عن التعقيد و الرمزية الغير مفهومة
        فجعلونا نحب الأدب و نجلّ الأدباء
        و صرنا أكثر رغبة في أن ننهل من هذه الثقافة الراقية
        لنكتب ليس لنا فقط بل لآخرين نريد ان نوصل لهم فكرنا و هدفنا

        و حتى لا أطيل عليك سيدتي
        سأكتفي بهذا
        شكرا لك على الطرح الرائع و الموضوع الهام

        تعليق

        • سبأ بن علي
          عضو الملتقى
          • 19-11-2011
          • 38

          #5
          المقال يدور حول ماهية العلاقة القائمة بين القارئ والمنتج
          أهي علاقة سلب أم إيجاب ، تطرقك نحو هذه المشكلة تطرق ملحوظ في المقال
          ولي سيدتي ملاحظة بسيطة في العنوان
          علميا لا نقول الكاتب نقول النص ولا نقول العيب نقول المشكلة
          تقبلي مروري

          تعليق

          • مباركة بشير أحمد
            أديبة وكاتبة
            • 17-03-2011
            • 2034

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
            مشكورة على هذا الطرح أختي العزيزة مباركة..
            قرأت في عجالة و سوف أعود إن شاء الله .
            مودّتي و احترامي.
            ....

            شرفني حضورك ياسيدة الكلمات ،أديبتنا الراقية آسيا .
            سننثر الورد والياسمين ، يوم عودتك.
            تقديري وأسمى تحاياي.

            تعليق

            • مباركة بشير أحمد
              أديبة وكاتبة
              • 17-03-2011
              • 2034

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة منار يوسف مشاهدة المشاركة
              العزيزة مباركة
              و الله راق لي جدا هذا الطرح الذي يمس أمراً شائكا لكل من الكاتب و المتلقي
              فلطالما ارهقتنا الرمزيات في كتابات الأدباء لنحاول ان نتوصل للمفهوم من الموضوع
              هذا و نحن المثقفين فما بال الشخص العادي الذي يريد ثقافة سهلة توسع مداركه دون ثقافة تجعله يبتعد عن مدارها بسبب هذا الغموض و هذه الرمزيات المعقدة و التي تجعلنا اما ان نكره هذا النوع من الكتابات أو نكره الكاتب
              لقد قرأنا لكبار الأدباء من توفيق الحكيم لأنيس منصور لنجيب محفوظ لقائمة طويلة
              يكتبون بأسلوب أدبي مبسط بعيد عن التعقيد و الرمزية الغير مفهومة
              فجعلونا نحب الأدب و نجلّ الأدباء
              و صرنا أكثر رغبة في أن ننهل من هذه الثقافة الراقية
              لنكتب ليس لنا فقط بل لآخرين نريد ان نوصل لهم فكرنا و هدفنا

              و حتى لا أطيل عليك سيدتي
              سأكتفي بهذا
              شكرا لك على الطرح الرائع و الموضوع الهام
              ....
              هوذاك يامنار.فإنه لايغشى رداء الغموض أرض قريحة، إلا إذا انعدم فيها لزهور الكلمات رائحة،وباتت جرداء لاينفعها الهواء أو الماء.وإلا فما دور الفن في حياة البشر؟ ولماذا الكاتب أوالفنان بصفة عامة قد سلمت إليه مفاتيح القيادة؟؟ أليس لكي يفتح أمامهم أبوابا سماوية نحو الفائدة،وهي ترتدي أثواب المتعة على مركبة الجمال ؟ثم متى كانت العزلة الفكرية دليل عبقرية؟
              .............
              أنرت بحرفك اللامع متصفحنا يامنار.
              شكري ،تقديري لك ومودتي .


              تعليق

              • مباركة بشير أحمد
                أديبة وكاتبة
                • 17-03-2011
                • 2034

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة سبأ بن علي مشاهدة المشاركة
                المقال يدور حول ماهية العلاقة القائمة بين القارئ والمنتج
                أهي علاقة سلب أم إيجاب ، تطرقك نحو هذه المشكلة تطرق ملحوظ في المقال
                ولي سيدتي ملاحظة بسيطة في العنوان
                علميا لا نقول الكاتب نقول النص ولا نقول العيب نقول المشكلة
                تقبلي مروري
                .......
                هل العيب في النص أم المتلقي ؟
                الأثر يدل على صاحبه يا سبأ. وحروف النص ماهي إلا المرآة العاكسة لما يكنه الكاتب بين جنبيه .وإذا وجهنا كاميرا النقد إلى النص دونا عن الكاتب وجردناه من المسؤولية ،فنكون بذلك قد جثمنا على صخرة السذاجة، وبالتأكيد سيلتصق في دماغنا من غبارها ما يتعسر علينا تنظيفه. بمعنى: إذا قرأنا نصا ما، وغاصت بنا كلماته في مستنقعات الغموض ،فهل سنوجه سبابة العتاب إلى النص، ونرمي به في سلة المهملات ،لنفتح نوافذ القلب أمام الطمأنينة، فتتسلل رويدا في طبقات العقل ونضمن سكوننا والهدوء.أم ستثور ثائرتنا ونقذف بصنوف اللوم على الكاتب صاحب النص ؟ الإجابة واضحة طبعا .
                ..........
                تفضلين لفظ مشكلة بدل العيب .
                بمعنى :هل المشكلة في الكاتب أم المتلقي ؟
                عندما يتعسرعلى الكاتب تأدية رسالته خالية من تعرجات الغموض ،فهو بذلك لايعاني من مشكلة،والتي في الغالب تكون خارجة عن نطاق تفكيره ودائرة تواجده ،وإنما من عيب داخلي في تجاويف دماغه، وبالتالي تركيبته الفكرية و السيكولوجية .فنقول إذن :هذا الكاتب فيه عيب،بدل قولنا إنه يعاني من مشكلة.
                نعيب زماننا والعيب فينا ..ومالزماننا عيب سوانا.
                .............
                .وأخيرا ياسبأ ،للكاتب أن يختار مايناسب موضوعه من عناوين ،بغض النظر ما إذا كانت المسألة فقهية وتحتاج إلى مختص في الفقه .لأن العنوان وجب ألايحيد عن النص ومعانيه التي يسعى الكاتب لسكب جداولها في مخييلة المتلقي .كذلك يراعي فيه الكاتب عنصر جذب الإنتباه .
                ...........
                شكرا لك يا جميلة الاسم والحرف، على مرورك الذي أثرى النص وزاده إشراقا.
                تحيتي وخالص تقديري.

                تعليق

                • مباركة بشير أحمد
                  أديبة وكاتبة
                  • 17-03-2011
                  • 2034

                  #9



                  هل كل مالايفهمه المتلقي يسمى غموضا ؟
                  ..........
                  لايجب أن ترتكز نظرتنا إلى جدار اللاعقلانية ،فنعتقد أن الذي تعسرعلى الفهم يعتبر غموضا ،فنتهم الكاتب بالتقصير ،ونقذفه بجمرات الملامة . ،إنما وجب رعاية سلسلة حقائق تبرز باستمرارية توالد فحواها ماينم على أن جهل المتلقي أحيانا وتقاعسه عن توسيع خبراته المعرفية ، قد يودي به إلى الإبحار العشوائي بين أمواج السطور،فيغرق في عتمة الحيرة بعدما تتساقط لبنات تركيزه .لأن تدريب الخلايا الدماغية على اصطياد بنات الفهم ،يتطلب مجهودا غير يسير ،واكتسابا ثقيلا يملأ ثغرات الفضول بشهد المعارف .فقد يكون الكاتب مبدعا متمكنا وممسكا بزمام الحروف النابضة ،بيد أن المتلقي مجرد قارئ عادي ،محدود الخبرة والتفكير ،وليست تحتوي بنوك عقله على رصيد لغوي يمكنه من الاستحواذ على تأشيرة السفر إلى أرض المدارك .إذن ،وجب علينا أن نضع نص الكاتب تحت المجهر التثقيفي بدرجة التوسيط ، فلاتضييق على حرية الحروف فتهوي إلى منحدر السطحية ، ولا توسيعا ،فتتضخم مدلولاتها وتعلوا فوق غيوم الخيال .وبعد ذلك لنا أن نحكم على غموض النص من عدمه .

                  تعليق

                  • الهويمل أبو فهد
                    مستشار أدبي
                    • 22-07-2011
                    • 1475

                    #10
                    الاخت مباركة بشير أحمد

                    تحية طيبة وبعد

                    طرح غامض (للمتلقي) يستثير الأسئلة أكثر مما يقدم من حلول:

                    مجرد سؤال: هل الأثر يدل على صاحبه أم يدل على غياب صاحبه؟

                    تعليق

                    • زهور بن السيد
                      رئيس ملتقى النقد الأدبي
                      • 15-09-2010
                      • 578

                      #11
                      الأستاذة الكريمة مباركة بشير أحمد
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      أشكرك على مقالتك القيمة التي تطرح للمناقشة قضية التلقي الأدبي, وإن كانت صياغة العنوان لا تحيل إلى قضية أدبية محددة.
                      أظن أن القضية الأدبية المعروضة للمناقشة بالتحديد هي ظاهرة الغموض في الأدب.
                      عرفت الأجناس الأدبية تحولات أساسية على مر العصور الأدبية, تمخضت عنها أشكال أدبية حديثة على مستوى المواضيع وعلى مستوى الخصائص الفنية.
                      وسأركز في مداخلتي على الشعر باعتباره أكثر الأنواع الأدبية تستعصي لغته على الفهم والتأويل.
                      عرف الشعر عبر مساره التاريخي الطويل تحولات أساسية بفعل تضافر عوامل موضوعية وذاتية وثقافية, أفرزت في النهاية شكلا جديدا مختلفا عن شكل القصيدة العمودية, تمرد فيه الشعراء المحدثون على الأسس القديمة على مستوى الإيقاع واللغة والصور الشعرية. ومن أبرز سمات التجديد هي اللغة الشعرية التي تتصف بالانزياح وتوظيف الأسطورة والرموز, الشيء الذي خلق لغة خاصة تختلف كثيرا عن لغة الشعر القديم, يصعب فك رمزيتها وفهم معانيها ودلالاتها المقصودة.
                      إن الغموض في لغة الشعر الحديث ليس أمرا مطلوبا لذاته لتحقيق الاختلاف والتميز, وإنما هو غموض ناتج عن مجموعة من العوامل الموضوعية والذاتية.
                      فقبل أن نعقد المقارنة بين أسلوب طه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم.... وأسلوب الأدب الحديث, ندين هذا ونثمن ذاك, علينا أولا أن نأخذ بعين الاعتبار الظروف والعوامل التي أنتجت الأدب الحديث بصفة عامة والشعر بصفة خاصة, و ندرك أن واقع النكبة الفلسطينية وهزيمة الجيوش العربية سنة 1967م, قد زعزع الكيان العربي وأحدث رجة عنيفة في نفس الإنسان العربي, فوجد الأدباء أنفسهم أمام قضايا ومواضيع شائكة ومعقدة, تتطلب طرحا عميقا وهذا ما لا تسعفهم فيه اللغة المعهودة, التي لم تعد تستوعب القضايا الجديدة لهذا العصر.
                      لذلك كان لزاما على الشاعر أن يخلق شكله الخاص به ولغته الأدبية المختلفة عن اللغة السابقة, لغة قادرة على استيعاب القضايا الإنسانية بشكل عميق. فثار الشاعر ضد المنطق العادي والمألوف من دلالات الكلمات, وخلق لغته الخاصة التي تستمد مقوماتها التعبيرية من التراث الإنساني على اختلاف روافده.
                      يقول أدونيس في هذا المجال في كتابه "زمن الشعر": "إذا كان الشعر الجديد تجاوزا للظواهر ومواجهة للحقيقة الباطنية في شيء ما أو في العالم كله, فإن على اللغة أن تحيد عن معناها العادي, ذلك أن المعنى الذي تتخذه عادة لا يقود إلا إلى رؤية أليفة, مشتركة. إن لغة الشعر هي اللغة – الإشارة, في حين أن اللغة العادية هي اللغة - الإيضاح فالشعر الجديد, هو في هذا المنظور فن يجعل اللغة تقول ما لم تتعود أن تقوله. فما لا تعرف اللغة العادية أن تنقله, هو ما يطمح الشعر الجديد إلى نقله. يصبح الشعر في هذه الحالة ثورة على اللغة."
                      صحيح أن لغة الشعر الحديث كانت سببا مباشرا في عدم تحقيق التواصل المطلوب بين المبدعين وجمهور المتلقين وحالت بين انتشاره كما يستحق بالرغم من أن هذا الشعر مرتبط بالحياة الإنسانية بوعي عميق .لكن عدم الوعي بهذه التحولات التي عرفها الشعر العربي يحول أيضا بين المتلقي وبين فهم وتأويل اللغة الشعرية الجديدة.
                      إن الشعر الحديث يتطلب قارئا افتراضيا أي قارئا متخصصا عارفا بطبيعة الروافد الثقافية المتنوعة التي يستمد منها الشعر الحديث مادته التعبيرية, وواعيا بالتحولات التي عرفها خلال مساره التاريخي, وقادرا على التأويل وتفكيك النص وإعادة بنائه.

                      تعليق

                      • مباركة بشير أحمد
                        أديبة وكاتبة
                        • 17-03-2011
                        • 2034

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة زهور بن السيد مشاهدة المشاركة
                        الأستاذة الكريمة مباركة بشير أحمد
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        أشكرك على مقالتك القيمة التي تطرح للمناقشة قضية التلقي الأدبي, وإن كانت صياغة العنوان لا تحيل إلى قضية أدبية محددة.
                        أظن أن القضية الأدبية المعروضة للمناقشة بالتحديد هي ظاهرة الغموض في الأدب.
                        عرفت الأجناس الأدبية تحولات أساسية على مر العصور الأدبية, تمخضت عنها أشكال أدبية حديثة على مستوى المواضيع وعلى مستوى الخصائص الفنية.
                        وسأركز في مداخلتي على الشعر باعتباره أكثر الأنواع الأدبية تستعصي لغته على الفهم والتأويل.
                        عرف الشعر عبر مساره التاريخي الطويل تحولات أساسية بفعل تضافر عوامل موضوعية وذاتية وثقافية, أفرزت في النهاية شكلا جديدا مختلفا عن شكل القصيدة العمودية, تمرد فيه الشعراء المحدثون على الأسس القديمة على مستوى الإيقاع واللغة والصور الشعرية. ومن أبرز سمات التجديد هي اللغة الشعرية التي تتصف بالانزياح وتوظيف الأسطورة والرموز, الشيء الذي خلق لغة خاصة تختلف كثيرا عن لغة الشعر القديم, يصعب فك رمزيتها وفهم معانيها ودلالاتها المقصودة.
                        إن الغموض في لغة الشعر الحديث ليس أمرا مطلوبا لذاته لتحقيق الاختلاف والتميز, وإنما هو غموض ناتج عن مجموعة من العوامل الموضوعية والذاتية.
                        فقبل أن نعقد المقارنة بين أسلوب طه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم.... وأسلوب الأدب الحديث, ندين هذا ونثمن ذاك, علينا أولا أن نأخذ بعين الاعتبار الظروف والعوامل التي أنتجت الأدب الحديث بصفة عامة والشعر بصفة خاصة, و ندرك أن واقع النكبة الفلسطينية وهزيمة الجيوش العربية سنة 1967م, قد زعزع الكيان العربي وأحدث رجة عنيفة في نفس الإنسان العربي, فوجد الأدباء أنفسهم أمام قضايا ومواضيع شائكة ومعقدة, تتطلب طرحا عميقا وهذا ما لا تسعفهم فيه اللغة المعهودة, التي لم تعد تستوعب القضايا الجديدة لهذا العصر.
                        لذلك كان لزاما على الشاعر أن يخلق شكله الخاص به ولغته الأدبية المختلفة عن اللغة السابقة, لغة قادرة على استيعاب القضايا الإنسانية بشكل عميق. فثار الشاعر ضد المنطق العادي والمألوف من دلالات الكلمات, وخلق لغته الخاصة التي تستمد مقوماتها التعبيرية من التراث الإنساني على اختلاف روافده.
                        يقول أدونيس في هذا المجال في كتابه "زمن الشعر": "إذا كان الشعر الجديد تجاوزا للظواهر ومواجهة للحقيقة الباطنية في شيء ما أو في العالم كله, فإن على اللغة أن تحيد عن معناها العادي, ذلك أن المعنى الذي تتخذه عادة لا يقود إلا إلى رؤية أليفة, مشتركة. إن لغة الشعر هي اللغة – الإشارة, في حين أن اللغة العادية هي اللغة - الإيضاح فالشعر الجديد, هو في هذا المنظور فن يجعل اللغة تقول ما لم تتعود أن تقوله. فما لا تعرف اللغة العادية أن تنقله, هو ما يطمح الشعر الجديد إلى نقله. يصبح الشعر في هذه الحالة ثورة على اللغة."
                        صحيح أن لغة الشعر الحديث كانت سببا مباشرا في عدم تحقيق التواصل المطلوب بين المبدعين وجمهور المتلقين وحالت بين انتشاره كما يستحق بالرغم من أن هذا الشعر مرتبط بالحياة الإنسانية بوعي عميق .لكن عدم الوعي بهذه التحولات التي عرفها الشعر العربي يحول أيضا بين المتلقي وبين فهم وتأويل اللغة الشعرية الجديدة.
                        إن الشعر الحديث يتطلب قارئا افتراضيا أي قارئا متخصصا عارفا بطبيعة الروافد الثقافية المتنوعة التي يستمد منها الشعر الحديث مادته التعبيرية, وواعيا بالتحولات التي عرفها خلال مساره التاريخي, وقادرا على التأويل وتفكيك النص وإعادة بنائه.
                        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أستاذتنا الفاضلة زهور.

                        ............
                        قد تكون للنكسات النفسية دور في انبعاث قصيدة النثر ذات السياق الغامض، وإن كنت أنفي تماما الإنصياع لهذه الحقيقة لما أبهرتنا به القرائح الواسعة من إبداعات شعرية مستساغ هضمها لكل الفئات الشعبية الإجتماعية في عدة مناطق قد شهدت اضطهادات استدمارية عنيفة ، وعانت الويلات من أثر الحروب .
                        شعب الجزائر مسلم...وإلى العروبة ينتسب
                        من قال حاد عن أصله....أوقال مات فقد كذب .
                        بيتا شعر يحفظهما الصغير قبل الكبير في الجزائر للعلامة عبد الحميد ابن باديس منذ زمن تواجد فيه العدو الفرنسي إلى وقتنا الحالي .كذلك قصيدة قسما بالنازلات الماحقات ،نحن طلاب الجزائر ....وغيرها من القصائد الثورية الجميلة ،المتقنة الصنع والصياغة الفنية الماتعة .ومن يطلع على إليادة الجزائر للشاعر مفدي زكريا ،فلن يعدم وسيلة فهم أو تدارك لمعانيها الواضحة بعيدا كل البعد عن الغموض .فلماذا إذن نلقي بمبرراتنا في الساحة السيكولوجية للشاعر ؟ونلقي باللائمة على النكبة الفلسطينية ،وهزيمة الجيوش ؟؟فبالعكس ،فإذا كان للشاعر الدور الأسمى في تحريك القوى الشعبية ضد الإضطهاد ،فوجب أن تكون رسالته خالية من الغموض ،مفهومة .وإلا فسيكون شبيها بذاك المتكلم بلغة متفردة لايفهمها قومه ،فلن ينتظر منهم إعجابا ولا قبولا لنصيحة.
                        إن السبب الرئيس لنشأة هذا اللون الفني الحديث ،هو : نفور بعض الشعراء من تتبع أثر الأقدمين وميلهم إلى التمرد عن القيود الخليلية ،فواكبوا آثار الغرب واعتبروه نوعا من التجديد.ولم يكتفوا بذلك فحسب ،بل اتخذوا في الرؤية الذاتية مخزنا لأفكارهم الخاصة ونظرتهم إلى الحياة .فعبروا عن ما بداخلهم بلغة يكتنفها الغموض والتعالي بعيدا عن دائرة المجتمع ،فظلت بذلك أعمالهم منحصرة في زاوية مظلمة تدل على خيبات أصحابها وعدم مقدرتهم لنسج خيط تواصل بينهم وبين المتلقي الذي كلما قاده الفضول والحشرية لتلمس بعض سطورها ،أحرقته بجمر غموضها وهي تترنح مابين استعارات مبالغ فيها ،ورموز مستمدة مدلولاتهاأحيانا من التراث القديم أوالأساطيرالغربية مع اضطرابات في الإيقاع . .ويعللون ذلك بقولهم :نحن لانكتب للكسالى ،أو نحن نكتب للنخبة فقط .ومتى كان التمايز في سكب شهد الجمال بين الأرواح يسمى شعرا ؟
                        ثانيا : أما وأن الشعر قد تحرر من موازين قيوده ،فقد اختلط الحنظل بالعسل وكل من ابتغى له اسما بين الشعراء ،فليكتب ماجادت به المشاعر أوغيرها ،على الورق وليعتلي قمم الشهرة والمجد ،فمن ذا سيرد خيول عزيمته ؟فالنخبة أمثاله لايعنيهم أمره ذاك المتطفل ،والمتلقي العادي ،إماأن يدعي الفهم لكي لاينتقص من قدره فيصفق مع المصفقين أو يكتفي بالصمت والتضمر.
                        فأهل هذا اللون الشعري النثري ،وإن كنت أتعجب كيف للشعر أن ينتسب إليه النثر ،قد كسروا الحواجز التقليدية ،وتمردوا على اللغة معتقدين بذلك أنهم قد أبدعوا وخرجوا عن نطاق التقليد .لكن هيهات ،فلابد من رجوع إليها أوزان الشعر ولغة البساطة من جديد .
                        أما عن الشعر التقليدي، المستمدة فروعه من جذور عربية قديمة، فقد يكتنفه هو الآخر غموضا في المعنى والمبنى، إذا لم يراعي فيه الشاعر تباين البيئة والعقلية العصرية ،فوجب عليه إذن كصاحب رسالة جمالية أن يختار لقصيدته من الألفاظ ما لايستعصي فهمه حتى لايفقد الشعر جاذبيته ودوره في تنوير العقول و نثر عطر الجمال في أرواح القراء .
                        .........
                        شرفني حضورك الأديبة الراقية زهور ،ومنحني وسام التقدير.
                        ألف شكر لك سيدتي ،وأسمى تحاياي.

                        تعليق

                        • عبدالرؤوف النويهى
                          أديب وكاتب
                          • 12-10-2007
                          • 2218

                          #13
                          [align=justify]
                          سؤال :لمن يكتب الكاتب؟؟
                          إجابة :يكتب لقارئ يعلم ،علم اليقين ،أنه سيفهم ما طرحه من مواضيع ويتفاعل معه ويشاركه همومه ومقاصده ويزيد وعيه ويصقل فكره.

                          وقديماً.. قيل لأبى تمام :لماذا لاتكتب مايُفهم ؟؟
                          قال :ولماذا لايُفهم ما أكتب؟؟

                          فمسألة الكاتب والمتلقى ..ليست وليدة اليوم ..فقد تداولتها الأجيال بدون إجابة حاسمة.
                          وأزعم أن هناك الكثير من الكتابات لاتُكتب للقراء ،وإنما كى يكتب عنها النقاد المتفذلكون عن إستراتيجية القراءة وفضاء النص وتفجير اللغة وتثوير المعنى وتفكيك النص.......
                          ويحكى عن نجيب محفوظ أنه قال: :((عندما طالع بعض أعداد مجلة فصول المصرية فى النقد الأدبى، على فكرة كل أعدادها عندى ،وبها دراسات عن الأيدلوجيات وتفكيك النص وتثوير اللغة وفضاء المعنى .....إلخ)
                          يااااااااااااااااااااااااه ماكنتش أعرف إن النقد صعب كده!!!!
                          وأقول ..أحيانا تستعصى علىّ فك ملغزات رواية ما وأتوه فيها وأعجز عن حل شفراتها ،فلا أجد حلاً سوى إتهام عقلى بعدم الفهم .
                          [/align]

                          تعليق

                          • مباركة بشير أحمد
                            أديبة وكاتبة
                            • 17-03-2011
                            • 2034

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
                            الاخت مباركة بشير أحمد

                            تحية طيبة وبعد

                            طرح غامض (للمتلقي) يستثير الأسئلة أكثر مما يقدم من حلول:

                            مجرد سؤال: هل الأثر يدل على صاحبه أم يدل على غياب صاحبه؟
                            لايجب على الكاتب الحاذق أن يقدم حلولا ،إنما يثير قضية ما ،وينتظر من القراء ،ماستجود به قرائحهم من آراء وأفكار .واختلاف وجهات النظر ،لاتفسد للود قضية .ولك أن تبدي رأيك بيننا ...ولك الأمان
                            ...........
                            أما عن سؤالك : هل الأثر يدل على صاحبه أم غيابه ؟
                            فالجواب كالتالي : الأثر يا أخي الفاضل الهويمل أبوفهد ،هو البصمة أوالحركة التي يحدثها كل ذي قدرة في الطبيعة :الإنسان،الحيوان ،الزمن ،كالرياح ،الأمطار...الخ ،فيغيَر من مسارها .فالرمل يكون نائما ،وإ‘ذا مرت عليه خطاك ،أحدثت بفعل الحركة فيه أثرا يدل على أنك قد سرت في تلك المنطقة الرملية .فيستدل على وجودك هناك بالأثر الذي أوقعته على الرمل بفعل حركتك ومرورك .وعندما يؤثر إنسان على مشاعر أوعقلية إنسان ،يكون قد أحدث في عاطفته أوتفكيره أثرا ،سيطر على منحى اتجاهاته .فالأثر إذن يدل على صاحبه سواء أكان حاضرا أوغائبا .فالأموات ليست لديهم قدرة التأثير ،إنما آثارهم التي خلفوها وراءهم في حياتهم ،تدل على أنهم كانوا هنا.في هذه الأرض.وقد يكون الأثر قديما أوحديثا .بيد أن هناك آثارا تطمسها العوامل المناخية ،فتزول مع زوال أهلها وآثارا أخرى تخلَد هم .كالأهرامات ،وبعض الأبنية من مساجد ومتاحف ...الخ .والنص في الواقع هو أثر يدل على وجود الكاتب ،تفكيره ،وجهة نظره ،وليس على غيابه .وهذا النص الذي بين يديك ،أثر حديث يدل على وجودي بينكم ،وعندما يحتضنني القبر ،وبعد مرور مائة عام ،سيغدو أثرا قديما .أيضا يدل على وجودي في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب إيه...يرحمني الله.
                            شكرا لك أخي الفاضل /الهويمل أبوفهد ،على تفاعلك مع النص ،وتساؤلك الرائع عن الأثر.
                            تحياتي وأسمى تقديري.
                            التعديل الأخير تم بواسطة مباركة بشير أحمد; الساعة 27-11-2011, 13:36.

                            تعليق

                            • مباركة بشير أحمد
                              أديبة وكاتبة
                              • 17-03-2011
                              • 2034

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرؤوف النويهى مشاهدة المشاركة
                              [align=justify]
                              سؤال :لمن يكتب الكاتب؟؟
                              إجابة :يكتب لقارئ يعلم ،علم اليقين ،أنه سيفهم ما طرحه من مواضيع ويتفاعل معه ويشاركه همومه ومقاصده ويزيد وعيه ويصقل فكره.

                              وقديماً.. قيل لأبى تمام :لماذا لاتكتب مايُفهم ؟؟
                              قال :ولماذا لايُفهم ما أكتب؟؟

                              فمسألة الكاتب والمتلقى ..ليست وليدة اليوم ..فقد تداولتها الأجيال بدون إجابة حاسمة.
                              وأزعم أن هناك الكثير من الكتابات لاتُكتب للقراء ،وإنما كى يكتب عنها النقاد المتفذلكون عن إستراتيجية القراءة وفضاء النص وتفجير اللغة وتثوير المعنى وتفكيك النص.......
                              ويحكى عن نجيب محفوظ أنه قال: :((عندما طالع بعض أعداد مجلة فصول المصرية فى النقد الأدبى، على فكرة كل أعدادها عندى ،وبها دراسات عن الأيدلوجيات وتفكيك النص وتثوير اللغة وفضاء المعنى .....إلخ)
                              يااااااااااااااااااااااااه ماكنتش أعرف إن النقد صعب كده!!!!
                              وأقول ..أحيانا تستعصى علىّ فك ملغزات رواية ما وأتوه فيها وأعجز عن حل شفراتها ،فلا أجد حلاً سوى إتهام عقلى بعدم الفهم .
                              [/align]
                              توافقني الرأي إذن أستاذي الفاضل عندما أقول :
                              هل كل مالايفهمه المتلقي يسمى غموضا ؟
                              ..........
                              لايجب أن ترتكز نظرتنا إلى جدار اللاعقلانية ،فنعتقد أن الذي تعسرعلى الفهم يعتبر غموضا ،فنتهم الكاتب بالتقصير ،ونقذفه بجمرات الملامة . ،إنما وجب رعاية سلسلة حقائق تبرز باستمرارية توالد فحواها ماينم على أن جهل المتلقي أحيانا وتقاعسه عن توسيع خبراته المعرفية ، قد يودي به إلى الإبحار العشوائي بين أمواج السطور،فيغرق في عتمة الحيرة بعدما تتساقط لبنات تركيزه .لأن تدريب الخلايا الدماغية على اصطياد بنات الفهم ،يتطلب مجهودا غير يسير ،واكتسابا ثقيلا يملأ ثغرات الفضول بشهد المعارف .فقد يكون الكاتب مبدعا متمكنا وممسكا بزمام الحروف النابضة ،بيد أن المتلقي مجرد قارئ عادي ،محدود الخبرة والتفكير ،وليست تحتوي بنوك عقله على رصيد لغوي يمكنه من الاستحواذ على تأشيرة السفر إلى أرض المدارك .إذن ،وجب علينا أن نضع نص الكاتب تحت المجهر التثقيفي بدرجة التوسيط ، فلاتضييق على حرية الحروف فتهوي إلى منحدر السطحية ، ولا توسيعا ،فتتضخم مدلولاتها وتعلوا فوق غيوم الخيال .وبعد ذلك لنا أن نحكم على غموض النص من عدمه .
                              .......
                              شرفني حضورك أستاذ عبد الرؤوف النويهي .
                              دمت ودامت لك براعة التفكير.
                              تحياتي وأسمى التقدير.




                              تعليق

                              يعمل...
                              X