لان لحمودة حب في قلبي هميت فوق النص لالتهم كلماته ولان لايمان معزة في روحي تقت لاعرف ما وراء الحروف
واذا بي انزف الما وان اضيع حزنا بين هذه السطور
ايتها االغالية ادميت قلبي بما حدث لا هذا ما يحدث
وكفى

لم تبكينني كل مرة إيمان
لم تستعجلين وجعي وتستبيحين قهر
كان باسل السمرة يشبه حمودة
شاب يشبه الملائكة
لم أزل غير مصدقة أنه استشهد وهو يحاول إخلاء جثامين الشهداء وثلة من ربعه
عيون ملونة تشبه عيون الملائكة ووجه عاشق بلون وادي بردى.. أحسه يترقب خيال الحبيبة وهي تقطع الدرب عودة لبيتها من قرب بيتي
آآه إيمان أوجعني موته
وكأني كنت الجدة هنا
وهل باسل هو حمودة
لا أدري
لا أدري
وكم من باسل السمرة.. وكم من حمودة
كلهم يتشابهون
لأنهم الأبناء
تعرفين قصدي
ودي ومحبتي لك سيدتي

الغالية وسام:
لو تعلمين يا شقيقة الروح كم أفرحني مرورك..!!!
كم تمنّيت أن أهديك الفرح ؟!
كم أتوق لاستنشاق هواء..لا يحمل رائحة الموت والبارود..!!!
لمشهدٍ لا يحمل البقع الحمراء النازفة من الإطار
وسااااااام..ما عدت أعرف ذاتي...
أهذه أنا ؟؟؟ أهذه شامنا؟؟؟
ليتني متّ قبل هذا ...وما رأيتها تحترق..
ألقاك على أمل وسام الغالية...أرجوك اعذريني...فجرحنا ممتزج حدّ الصراخ..

الحبيبة عائدة:
الحمد لله على سلامتك غاليتي...
أنت العائدة التي لا تغادرنا
كيف ؟؟؟وقد سكنت قلوبنا!!
آااااااااااااه عائدة ..الشام ماعادت كما تعرفينها..
يوم سكنتها ..في أرض خصيبة قرب بردى..
قدسيا التي أقطنها...تحولت إلى مدينة أشباح
هجرها أهلها هرباً من الموت
رحلوا من الجرح إلى الجرح...
قدسيا البلدة الجميلة التي تربض على كتف دمشق بدعة وهدوء..
تعانق أشجار بردى بسلام..
صارت اليوم صامتة صمت القبور..
الشوارع خاوية...أنوار البيوت مطفأة...الأسواق مغلقة..
الليل كئيب ..الديار تتوجع تشتكي الخراب..
رفضت المغادرة كغيري...حتى أقاربي وجواري..لا أرى أحدا منهم..لا وجه طفل يبسم لي
كيف أطلع من كياني وأشوّه ملامحي..وأزيد قلبي اضطراما وألماً..وأخنقه بيدي..
اعذريني غاليتي...إن كانت حروفي تتقاطر حزناً
كم حاولت أن أشري الفرح... أرسم ابتسامة كاذبة ..وأتجاهل وأنا أوحي لنفسي : سيكون كل شيء على مايرام
فيأتي النهار تلو النهار...يحمل معه تنين موت يبتلع بلا رحمة كل شيء...
اليوم أشعر بانهيار آخر سقف لمكابرتي...وجثث القتلى تطالعنا كلّ يوم ...تهزّ ضمائرنا بألف سؤال...
لقد عشت هذه الظروف قبلاً عائدة ...وتعرفين تلك اللوعة التي أنسجها بدموعي الآن وأنا اكتب إليك..
ولذلك لن أكتب المزيد...
كلّ ما أقوله: إني على قيد الموت...
كم أشتاقك يارائعة الحضور والقلب...
حماك الله ...وأسعدك ..لا حُرمتك ..

إيمان غاليتي
يشهد الله أني أقرأ وأبكي
اتصلت بك عدة مرات.. يفتح الخط دون رد.. فضاء خال
والأخبار تتعب قلبي
تتعب روحي
نعم عشت نفس الحالة وأسوء
والقادم إيمان أسوء.. حضري نفسك وأسرتك له كي تتقبلوا الواقع المر غاليتي
ولو تدرين كم تتعبني أخباركم
اليوم صورة قدسيا والهامة وهي تتعرض لكل هذا الضيم غرزت بخاصرتي ذكريات ماضية أتعبتني حتى أني لم أستطع أن ألوك لقمتي
بكيت وبكيت حتى تعبت حنجرتي واحتج ابني وغصت رويده ببكاء جعلني أخرس بكائي كي تسكت.. تشعر أن وطنها يحترق مرة أخرى لأنها عاشت بسورية أكثر مما عاشت في العراق.. تشعر أن سورية الوطن الغالي يحترق وتريد أن تحترق معه.. تخيلي إيمان
وهل أقول أني سعيدة لأني عرفت أنك بخير؟
لكني لست سعيدة لأن أخباركم لا تسر الأحباب غاليتي
اللهم بردا وسلاما عليكم أحبتي
أرجوك إيمان
لو ساءت الأوضاع كثيرا وكان لابد أن تتركي.. اتصلي بي.. سأكون بانتظارك ولو....
لا تحملي الهم الكبير ايمان فهذا وعد مكتوب غاليتي
كوني بخير حبيبة قلبي وصديقتي واختي
حاولي أن تخزني البقوليات وبعض المعلبات والطحين .. ولا تنسي أن تشتري كمية من الماء لأن تلك المواد ستكون صعبة الحصول عليها بعد فترة
وكم كان صعبا علي أني أنصحك بهذا لكنها تجربة مرت علي وعشتها وعانيت معها ما عانيت وأسرتي
تزودي بكل الأشياء الجافة والقابلة لمقاومة الزمن لأنها ستفيدك وأسرتك
وأبدا لا تخزني اي مواد قابلة للإشتعال خاصة لو كنت تسكنين طابق عالي.. أبدا
وعرس حموده عرس مخضب بالدم.. وسيبقى
هل نحن امة أنجبت الأبناء كي تودعهم بأعراس مخضبة بالدماء دائما
ودي ومحبتي لك أيتها الغالية
وسلاما على الغالية سورية أرضا وشعبا
من كل قلبي أقولها وأنت تعرفين
خنقتني عبرتي إيمان.. خنقتني
سلامتك من الآه.. بردا وسلاما عليكم أجمعين ياروح الروح
هذا ما كتبه الله علينا فحسبنا الله ونعم الوكيل
حسبي أمرك لله رب العالمين هو الكريم الرحيم
سأموت قهرا إيمان.. سأموت قهرا

آاااااااه عائدة ...
عرس حمودة يقام في كلّ ساحات الوطن..
وتبكي الديار على أصحابها ..احتراقاً، ولوعةً.
كم أثمّن هذا الوفاء الذي ينضح كما العطر عن قلبك النبيل غاليتي..!!!
وكم تبكيني تلك الأحلام المطمورة تحت الردم !!!
خيبة كبرى أن نرى آمالنا في وادٍ ..والواقع المرّ في وادٍ آخر..
ويبقى الرجاء بالله ...أكبر من أيّ يأس
سنحلم كثيراً بفرجٍ قريبٍ ...فنحن في سوريا...وهذا يكفي.