الركض على هامش أخضر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    تعالَ و لكنْ .. كُن ظهيرًا لطِينَتِكَ !

    لم أذعنتَ لريحٍ قاسمتْكَ الخديعةَ
    و عدتَ وهي عاريينِ
    إلا من ورقةٍ أعطبَها الرِّقُ
    ولوعةُ الخرافةِ النابتةِ بين الضفافِ
    خجلِ الملائكةِ
    ضحكاتِ غائبٍ يحنُّ للموتىَ
    لهاثِِ الظامئةِ لتناسلِ الفراغِ
    وطعمِ دمِ الراكضينَ على نبضِها
    لونهِ الداكنِ الخيانةِ
    وانكسارُ الحزنِ في عينِ الغريبِ
    يبرئُ صمتَها
    عجزَها
    يُعلنُها كوكبًا
    و يُعلنُك نقطةً مُلونةً
    محضَ فريةٍ أنضجَها التّرابُ
    تتكسرُ تحتَ ضحكتِها
    تتجمدُ
    تتوهّجُ فتيلا يُشرقُ حزنَها
    فَرحَها
    عشقَها للعفنِ و الرّمادِ
    كما عِشقُها للأصدافِ
    و رمالٍ تحبَلُ بالبحرِ
    تلجُهُ حين يُسكِرُها المخاضُ
    و مُهجُ الريحِ في غائرِ الأسئلة !

    لم تهلكُ الألوانَ
    جلدًا في مساءات حزنك
    تقطفُ أنوفَها
    أجنحتَها
    فرحَها ..
    من قُبلٍ .. و من قَبلِ الحيلولةِ
    وعلى مشانق الضبابِ تُثخنُ رؤوسَها ؟!

    كأنك تبحثُ عن جرائمَ راودتْك
    أعجزتْك ضعفًا و اغتواءً
    تلبي رغبةً لرقصةٍ لن تعطِيكَ نفسَها
    إلا بقتلِ نبي
    أو قبحٍ تراكمَ عبرَ سقطاتِ كُهولِ الصفصاف
    توارى خيبةً ما بينَ الدمِ و تجاعيدِ الوقتِ ؟!

    هم أسقطوك بعينٍ
    و عينٌ تبثُ الوهمَ و الصمتَ القارح
    كريحٍ داعبتْ يعسوبًا
    ما بينَ عشقِهِ و الرائحةِ
    حملتَها لأرضٍ ظنَّها الطريقُ
    و على هضبةٍ تمايلتْ
    سكرىَ
    تُلاعبُ زراريها النردَ بشهية مفخخة
    ثم تبتلعُها صاهلةً
    بالعينِ الأخرَى تُطاردُ الشّريدَ
    و كيف ضللتْهُ المِزْحَةُ
    لتظلَّ في انتظارِه سنينَ عددًا
    و يظلَ في ترحالِه ما عاشَ أبدًا
    كلما دنا .. تباعدتْ
    تباعدتْ ..
    توهّجَ الوهمُ حتى أطارَ لُبَّ الحَجرِ
    فهمسَ للحجرِ
    والحجرُ همسَ للحجر
    و الطيورِ على الشجرِ
    الشجرُ تناثرَ حكاياتٍ
    تقاذفتْها الريحُ بقلبِ مومسٍ .. همومًا
    أينعتْها بلاغةُ العمىَ
    وأطواسُ الأرضِ و السماءِ !

    مغامرةٌ تخمشُ بابًا ملغومًا
    علَّهُ يرقُّ
    ليبلِغُها مأمنًا من المنعِ
    تمنتْ لو جاذبتْهُ حديثًا
    لو اضطجعتْ بين أنفاسِ البياضِ
    كاشفتْهُ بما تملكُ من حيلةٍ
    فصدَّ بعجزه و نأى
    و هي لا تدري
    أنه لم يزل في عماءِ اللون
    بين الكافِ و النون
    تتلى ارتعاشاتُه رنينًا وكبدَا
    و آيةُ الخلقِ بحرٌ
    ليس بينها و الذاكرةِ قاربُ نجاةٍ
    مجردُ خطوطٍ عائمةٍ
    على شفا حرفٍ حادٍ
    وملائكُ حشدَها الوقتُ
    لترى ..
    كيف تتجردُ
    تتحولُ
    ترتفعُ
    تنخفضُ
    تتجمدُ
    تسيلُ
    تتقطرُ
    تكونُ رذاذًا من فقرِ الوعي
    لم تكن سوى الأسماءِ
    ترتجلُ الهواءَ كأنفاسِ الندى
    و العشبِ و موسيقا الخشوع
    كأن لم يكن سواها
    لكنه ..
    امتلاءُ البراءة .. قبل نضجِ الخديعة !

    تئنُّ من بلاغةِ الصمتِ
    و التحلّلِ
    غلفةِ الطينِ
    و أسماءِ تحنُّ للمعنى !
    كم نهشتْها الأشواقُ
    و تباريحُ الغيابِ
    هامتْ على رؤوسِ التلالِ
    الجبالِ
    الشجرِ
    غاضبتْ جنونَ لوعتِها
    تحزمتْ بالريحِ و الحصى و أعشابِ اليقين
    فتفجرتْ من عيونها الأنهارُ
    والبحارُ من مِلحِ وحشتِها
    وجلود القادمين من الما وراء !

    تتزيّنُ لنبوءةٍ تتنامى في دمِ الأشياء
    و هي في وهجِ الظمأ
    لا تدري
    أيُّ حزنٍ سوف تُلقيه على وجِهها
    لترتدَّ .. للعماءِ وزمنِ اليود !

    تدورُ ساقيةً
    طاحونةً
    فراشةً
    نجوى
    تنادي عليكَ
    كأمٍّ أشعبوها وجدًا
    تسترضي روحَك الهائمةَ حول نشيجِ أورثته الغفلة
    بين الوجود
    و انهزام النورِ قبل صِفر النكاية
    ما بين مخاضٍ وموتٍ
    لا حيلةَ في إعادةِ السقطة
    وتنحيةِ الوقتِ
    إلا بالنسخِ و تناسخ الفوضى
    كسهمِ
    كنَفَسٍ غادرَ و لن يرتدَ إليك !

    آيةُ للنهار و آية للمسِّ
    آيةُ للشمس و آية للريحِ
    آيةُ لقزحٍ من أشواقٍ وتحنان
    عليك أن تعي .. ولو لم تسل
    فلتنظرْ قبل العشاءِ ومرِّ الندمِ
    بعدَ اختلاطِ اللونِ
    وركضِ وعولِ الوقتِ و الأمكنةِ !

    زاهدٌ
    حزينٌ
    متسخُ القلب
    تُغاضبُ الريحَ
    أين تحلُّ
    تسرقُ من الليلِ عيونَهُ
    لتُعجزَهُ شكوى
    ثم تمنحُها لوجِه النهارِ
    كأنك غفلتَ عن بعضِ ما تحملُ
    احتضنتَ ما تعشقُ
    و أسقطتَ ما تبقى في مجاري الظنون
    فكيف يكونُ الندى و الرضا حاضرينِ
    وما كنتَ إلا رسولا خاصمتْكَ الولايةُ
    مكللا بالخطيئةِ
    مُعمدًا بقزحِ اللونِ
    الظنونِ
    الشجونِ
    المجونِ
    تعالَ و لكنْ .. كُنْ ظهيرًا لأرضٍ
    تتوقُ لماءِ عيونكِ
    شوقًا إليها !


    sigpic

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      يقول الغصن المتساقط من أنفه
      ملكتك الوهم
      فكوني خازنة أنفاس الحروف
      جهامة الجمل
      بلادة الهواء في تلك البقعة من البيضاء الملوثة بزفير القيظ
      أو كوني بسمة تتربع على ضفيرتي براءتها
      و حزنها المتفصد من قيحي ووهمي !
      sigpic

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        مغامرة يا روحها
        لبؤة تضرمين النار في شرايين النهار
        تهاجمين قيظ الظهيرة برضاب ضحكتك الفائرة
        تصرعين وقتي اللئيم
        تعيدين اكتشاف الفارس القديم
        ليشرق في ضلوع الهزيمة
        منجلا يحصد أعشاب القبح
        زاهرا كغيط سنابل !
        sigpic

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          كل ليلة كان يسترق النظر
          ينسل من عين القمر خيطا
          أو تراسيم بسمة ونجوى
          حين غاب القمر حزنا لليال
          وعاد من جفوته
          غاضبه
          اشتعل حنقه ؛ فألقى حجارة بلاهته
          كلمات مراهقة
          نظرات عوراء زانية
          ادعاءات بهاء لا تناسب قحطه
          تعجب القمر
          قهقه ملء عينيه
          ولوّح بترفع : " و أنت تسرقني ؛ تشيح عني ؟! ".


          من لهاث الأقدام و غبارها
          يبتل وجه الرصيف شقوة
          و ملاما
          لعابر أضناه مسعاه القديم
          قالوا : كنت فينا وليا و قبلة
          قال : أضلكم الهوى و ما صنع السامري
          قالوا : فكن حيث شئت ؛ حتى لا يقتلنا الإصر
          قال : بل أنتم الإصر الذي حررتني منه !


          كثيرون
          و لا أحد
          قلوبهم مصبوبة من بدد
          حديثهم زبد يعلوه زبد
          مواويلهم كأنها الشموس في كبد
          ألوانها جرعات منهوبة
          كأنها
          وكأنها
          وبها الصبابة تنجلي
          لكنها و الله يدري .. حبال من مسد !
          sigpic

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            أزمنة العبث


            يخلع " جاد " الأرض
            طاقيتها
            جلبابها الأزرق
            صديرتيها النابضة بفحولته
            لغتها العارية
            ذكاءها الفطري حين يمر بها " الأفندية "
            مشدودين للإرث
            وصدرها المشغول بالنقد و الملكوت
            يخلع حتى حمارة اعتلى ذات قيظ رحمها ..
            بعد أن نهق طلبا للأنثى
            ليدخل مجلس الكذب !

            يلبس الدمسق
            وطين المدن التي تبيع كل يوم بنيها
            تعشق ليل البارات
            وصخب الميتين في كؤوس الغياب

            الآن .. يكتب الشعر
            يدري ما النبي ؟
            و ما الله في عرف نساجي الفضيلة ؟
            ما الرسالة ..
            في نجوى البسطاء و الرقعاء على حد سواء ؟
            و عليه أن يشهر قائمة على أعلى قمة لهوسه
            ليفتح الطريق لنبوغه الشعري !

            سوف أهمس : عليك ألا تنس جادا ..
            ذاك الفتى القزحي
            المخضب بالطين
            التين و الزيتون
            السواقي
            شجر الصفصاف
            وموال الكرم المتهادي كما النيل ..
            لا ينسى : أين يضع خضرته
            يرسم فراديسه
            أنه مع كل ما خلع
            نسي غباءه القديم ..
            يقوده .. كأذناب الحمير !
            sigpic

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              الحكايا تلقي سهامها
              ترشق أفئدتنا
              بنجواها و الفصول
              و جاد بعض من حكايا القادمين

              كان طيب كما قال صلاح* ذات يوم للسواقي
              لكنه أضحى غرابا حين أكلته المدينة
              فنسى ما كان من أمر القرى ..
              وهو الذي كان يطوى الريح في شرد النهار
              شوقا لقضمة من ( فلافل)
              الآن يأكله ( الجاتوه ) و العفن المركز و المحلى بالنبيذ !!
              sigpic

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                استهلال لرسالة .. ليست عاطفية تماما !

                شجرتان
                في رحيل النجوى
                و الذاكرة
                كعنقودين يتسللان
                من روح الجدب الزاحف على أعناق الغيطان
                بعض أثر من خطى القيلولة و الأصيل
                وبعض أشباح من غسق الطريق و أول القرى !

                كلاهما قيلولة
                و كلاهما مأوى
                مرتع لنجوى البدور
                و القوافل السيارة
                من شرود الطريق
                ودوران الشمس و المواقيت بين أجنحة النهر و المئذنة
                مرتع لشبع البطون
                ولهو البراءة
                انكسار شقوق الفقر
                عبث الجوع
                وانتظار رحيق الأصيل
                اهتزاز أنفاس الأخضر وهمس الجنادب !

                حكايات لم تزل
                تداعب شيب الحقول
                اختلال الضفاف
                تعسر الرضا في أجنحة يمامات البر
                وشدو الندى بثغور بنات الماء
                لا الوقت أهلكها
                ولا الذواكر خانها خازنها
                ربما لأنهما لم ينالا الخلود برشفة
                برشوة
                أو محض صك ممن لا يملك الحق
                ربما بليلة فرعاء
                و امرأة عند خاصرتها
                يتفجر العشق كما يستوي المقت !

                شجرة و شجرة
                صفصافة أرخت جدائلها لصيد اللآلئ من عين النهر
                ما بينهما فصول من نجوى
                وصبابات
                ليال حالكات مبكيات ضاحكات
                جنود من فراش هائم
                مسوخ من نوايا مزرورة
                أوهام كاسيات عاريات
                أصابع لقّاطّة
                قلوب مطّاطّة
                لا فرق بين حلم و حلم ..
                إلا بشق الأنفس ..
                وعشق المرايا !
                sigpic

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  غواية

                  كان يتسلل من ثقب ،
                  في جدار الحزن ،
                  يبخ بعضا من فحيحه ،
                  ويمضي .
                  مرة و مرة .. كان هناك ؛
                  حتى أحدث ثقبا في الذاكرة ،
                  وآخر في القلب .. يسع كلماته حافية !


                  الخزفيُّ
                  كلما خفت التصفيق ؛
                  أرهقه الفزع ،
                  وألبسه حلة شحاذ ..
                  وقلب بهلوان .
                  وعلى أبواب معجبيه ،
                  من نساء و رجال وغلمان ،
                  يرغم الهواء على الشهيق ..
                  و التسبيح باسمه .
                  وربما قنص قلبا ، و أدخله برجه الخزفي !

                  كيد الرجال
                  استشاطت غضبا .
                  نط دانيا ،
                  أعجز لسانها بكفه ،
                  وهو يمسح المكان بنظرات فزعة : " أرجوك ، لا تعطيه تذكرة مجانية للنوم ".
                  ومن ليلتها نام صاحبه ملء جفونه ، بعد ما ثبتت الرؤية ، بخروجه من جحيم ، ظنه جنات عدن .. وكم بكاها وبكاه !
                  sigpic

                  تعليق

                  • ربيع عقب الباب
                    مستشار أدبي
                    طائر النورس
                    • 29-07-2008
                    • 25792

                    حين لم يكن ظلي
                    في دائرة إيقاعها
                    في ريح أججتها
                    ثم أخضعتها لعبث الكلمات
                    لم تكنس اللوم عن طريق رضاها
                    قالت : خلي بيني والمدى
                    في زرقة السحب تشرق فصول الأساطير
                    انفلات خيول الصبا
                    انخراط الدم في شرايين الحلم
                    حتى نخاع اللغة
                    لا تكن ما بين جموح الشعر
                    وجموح التوق
                    لملائكة تجيد الحمد و تراتيل النجوى
                    و كلمات تروى ظمأ الخريف القادم
                    و هي تدري أن الملائكة غيرت جلدها !

                    لم يكن ظلي حيث نصبت الكمائن
                    و لا حيث اتكأت
                    كان قيظ يحاورني
                    حنين إلي ضم أصابعي التي تحملها
                    زبرجدة تقهر تجاعيد المساء
                    أغنية تشلح ثوب صمتي
                    تستمطر السحب الفائرة في حزني

                    الزاجل عصبوه بالكذب المراق
                    أثخنوا أجنحته
                    بدغدغات الفوضى
                    تأوهات نجواهم بلاغات لسرقات مبيتة
                    و لا ذنب إلا على من نأى

                    كم يجيد الحزن جلوته
                    يكيد في ترانيح جسور الماء
                    فيبدي ما يخفون من هشاشة
                    وكم علا نشيج الذنب الذي نودي

                    بهي سأم مسبحته و سروال عفته
                    وصبي مجبول على سن أوتاره
                    استدراج شهوته بالرائحة
                    هذي بلاد إن مسها رحيق أنثى انبطحت مكامنها
                    هكذا تدري
                    وتدري أني مفخخ بالكيد

                    خلي بيني و المدى
                    ونهش المساءات يدمي
                    لا فرق بين من قال :
                    أمي
                    أبي
                    أخي
                    أختي
                    حبيبي
                    و بين من أشبع الشعر تحنانا وتجلدا
                    شقوة الصب تغوي
                    فكم طَيُّورٍ أعيته ملامح العش
                    افتض بكارة هويته و أزرى

                    تتدلى عناقيد بهائك
                    من أعالي التطير
                    ويأتي صوتك دما يؤسس
                    غرفه مجددا في الخلايا
                    كم أحبك !

                    خلي بيني و المدى
                    ما كنت قيدا
                    ناطورا
                    لبساتين .. ولو أعطتني مفاتيحها
                    هذا القتل دوني
                    وديدني
                    فمتى كنت بينك .... و المدى صهوتك ؟!




                    sigpic

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      تسلية السذج متعة
                      لا تحتاج إلي دهاء مثقل بالألوان
                      بقدر حاجتها لغباء مفضض الوجه
                      كعاهرة أدمنت الوقوف بين الزوايا الحادة

                      عيناك حدان يقشران الطريق عن خطى ضائعة
                      تتلاعب بهما فكرة ما
                      تلضم الأشباح بدبابيس رغبة مؤكسدة بالوجع
                      الوقت مشنقة مدلاة في بيداء غيابها
                      هكذا تنبت أجرام المحن
                      تتفجر كبسولات الكوليسترول
                      عن كائنات تستهويها الآهات
                      الدمع الحائر بين اللاحيلة
                      وتلك الأحلام الغائرة في حرائق الشريان

                      الانتظار عُقاب جارح
                      الصرخة تيه مغلف الصدى
                      الدقائق فراسخ من نبض محموم
                      العمر يتم صارخ
                      تخلى عنه أهله في حارة جانبية
                      قلوه لموت مستحيل
                      بصخرة حزينة على قمة وادي الضباع

                      الطيوف في عيني الموت
                      تتشابه
                      تتناجي بذات اللغة الحائرة
                      الملغومة بكسيح الرؤية
                      وخذلان الكشف
                      وربما استحالته
                      كأن تذهب لصورة مشنوقة بالجدار
                      لتعري ما خلفت الألوان
                      من متاع و يقين
                      ليس خيبة على وجه الريح
                      فللصورة زمن لست فيه لونا و لا ......
                      ولا تملك فيها ذاتا لزمن آخر
                      لا يعبر فراغ الذاكرة
                      إلا من حيث تناثرت البقع
                      في ذهاب مغلق
                      و إياب مفتوح على نهر من رمل مصكوك

                      يأتي الطيف
                      زمن من وهج الأنفاس
                      يسرقه و يرحل
                      بحضور الآخر
                      كأن الأول وهم اصطنعته الريبة
                      و الدمع الفائر يشكو عجزه
                      في وهن الظل الفاغر أشواقه
                      الطيف الثالث هدم المتعة
                      أعاد العقل إلي غرفته مكيفة الرؤية
                      و الروح بين ضفاف الفيروز

                      أين أنتِ ؟
                      حملتها الريح
                      في الخلاء تخلصت منها
                      لترتد إليّ لعبة اليكترونية
                      فيارس لعتاة أبجدية الزجاج
                      ومدنها الغائرة في ردغة الأوهام
                      لنا تسلية وموت
                      لهم متاع و أنهار من عسل و لبن وخمر !
                      التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 24-11-2012, 17:36.
                      sigpic

                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        أعضاؤه السرية لهاثه اليقظ
                        على أوتار أنفاس
                        تسوقه
                        يمينا ووجدا
                        ليس غير خذلان و عرى
                        بمشجب يعلقها على كتفيه حين يتحدث عن الكوني
                        و الأبدية
                        الصلاة و الطهارة
                        النجاة من الجحيم
                        ثم يدسها في فمه وقت تعبره رائحة أنثوية
                        ليتصبب خيوطا من بلاهة
                        شعر
                        أبجدية
                        مسخ من أفانين
                        تربك الطرقات الحالمة

                        الوهم فتى مشبوب الجوانح
                        مفتول الرغبة
                        لص يتسلل عبر النوافذ المواربة
                        وغض الأنفاس
                        الرمال إناث عرت شبقها للريح
                        كان يرى بحاسة الدابة
                        و ما رأى أمه بينهن
                        حين واقعها !

                        عمليق تماوت حين عبر الطوفان
                        تهاوت جديس في قعر بطنه
                        حتى أثقله الوجع
                        فثقبوا مؤخرته لتخرج منها بائدة
                        احتكم إلي الشجر
                        الشجر احتكم إلي العفة
                        العفة احتكمت إلي إطلال لوط
                        ثم بكت
                        قتلها الحياء و القيء المدمى

                        عشرون ألف امرأة
                        بصقت شبقه المتهالك
                        للريح رمت لعناتها
                        ثم تناسته كهومة
                        تلوث الهواء بالطنين و الأزيز و الهباء
                        إلا من تشابه عليهن
                        من رعاة الصخر ورضاع الضجر


                        لو أنه استدرك الوقت
                        رسم غيمة
                        بضع ظلال
                        ريحا تداعب تهالكها
                        ما بين دغدغة و بحة
                        هذي يمامة حاصرها الذكر
                        بأغنيات
                        تُسيّل القيظ في صدر الصمت
                        وهي ترنو لذوءبة
                        يتقاطر الدمع من عين غيرتها
                        لم يدرك
                        ولن تدرك ذوات الأربع
                        تريق حمأة القيظ حين تهلكها
                        بثقب ما
                        للريح
                        للصخر
                        لجنس آخر
                        كقذيفة عمياء لا تعنيها أي أرض مزقت ثيابها
                        وحشاها !
                        sigpic

                        تعليق

                        • ربيع عقب الباب
                          مستشار أدبي
                          طائر النورس
                          • 29-07-2008
                          • 25792

                          إيقاع

                          مرآتها
                          لا تمل مزاحمة الصخب
                          العيون المدسوسة
                          في فراغ غيابه
                          تصحو
                          تغفو
                          على تحليقها بطائري النهدين
                          فتلفهما بساعديها
                          أغنية شوق
                          تغمز
                          برقصة هادئة بينما دموعها
                          تشغل مساحات الإيقاع !

                          غناء
                          الربيع مازال عصيا
                          يرفض الرحيل
                          شنقوه في ميادين الخسة
                          فنبت أسفل المشنقة
                          على نواصي قيظهم داهموه
                          ثلة من رجال مدججين بالموت
                          طعنة
                          ثنتين
                          لخلف قيدوا يديه
                          ثم قصوا رجليه
                          فترك لهم جثة ومضى
                          بكفه قطعة زجاج
                          يرسل بها خيوط النور في عتمة القلوب
                          كرسائل عشقية
                          من خلفه ثلة يخلعون ثياب الشفقة
                          لا يتوقفون عن الغناء

                          بشاعة
                          مومياء تقطع الطريق
                          في الصباح و المساء
                          ثم تبسط كفها أمام العابرات
                          في وله : أحبك .. أحبك
                          كلعبة للصغار
                          لم تفرق بين عجوز
                          تتكئ على ذاكرة معطوبة
                          وتهرب الشوارع من بين أصابعها
                          و طفلة باكية أضاعت سنتها اللبنية
                          قبل أن تعطيها للشمس
                          لم تزل تؤدي نفس طقوسها
                          و لم تستطع بصقات العالم منحها ما تشتهي من حب !

                          كوميديا

                          الطفل لم يهتم بظلمة الرحيق
                          مط جذعه
                          دنا
                          طالت أصابعه أصابع الغواية
                          التقط واحدة
                          ورجلاه تستعدان للعدو بالفريسة
                          اصطدمتا بلحم طري
                          و أنفاس الصمت تتردد
                          ارتجف
                          صرخ ملقيا بغنيمته : لص .. لص
                          عابرا مفازة الحكاية
                          حين أحيط بالرجال المتجهمي الوجوه
                          فارقته ضحكة عجيبة .. لم تكن له :
                          ضحكت عليكم .. ضحكت عليكم "
                          برغم أن لحما طريا
                          وأنفاس بشرية ترمح في وهج الرائحة
                          وهو يرمح كعود خيزران بين قبضات الرجال الغاضبة !

                          ندم
                          نور يشع من عينيها
                          شفتيها الحالمتين
                          غنائها المتقافز في اللوحة
                          أسقط وريقات شجوني في تفاصيل
                          تظلل خلفية الوقت
                          أهذه هي
                          بعد اغتيالي رحيقها
                          وذبح الشمس في رائعة صبحها الملئ بسلال اللوز و التفاح؟!
                          ويلي
                          ويلان
                          قهري
                          قهران
                          موتي
                          موتان يزحفان في حصى حزني
                          غبار شقوتي
                          وغيرتي الأفعى تعبئ كل مساء جحرها جريمة
                          لتكون الظلال حقيقة مدرجة الدماء
                          و أكون بين فكي حزنها النبيل في قسوة ما أضعت :
                          ما تغضن
                          ما تيبس
                          ما تألم
                          ما ظل يورق على خد النهار من فتون !



                          sigpic

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            كابوس

                            رجل أُطارده في الكابوس
                            أبيضَ في النهار
                            أسودَ في الليل
                            و عندَ الظهيرة بين النخلتين
                            قزحًا يُعارك حدقاتِ العيون
                            يرحل إلي البحر خالعًا كاحليه
                            كما الشمسِ يذوبُ ..
                            يذوبُ
                            أدركتُه في المساء
                            بذات الخطى الوئيدة ..
                            عانق الليلَ و اختفى
                            :ذرني
                            كأني سمعت لهاثا
                            : ذرني وحيدا
                            كأني سمعت بكاءً
                            : جاوزت صخـ.....
                            عصرتُ صدرَ الليلِ ..
                            كيما أرى شساعةَ النداء
                            جاوزتَ ماذا ؟
                            وجهُه في قبضتي
                            و القناعُ عصيٌّ
                            صحوتُ على صدى طلقةٍ
                            و أنةٍ
                            صوتٍ وحشيٍّ لامرأةٍ
                            كان صديقي يُبرقشُ الأرضَ
                            بثوبٍ جديدٍ
                            ليس أبيضَ
                            أسودَ
                            قزحيَّ الظهيرة
                            ما بين مزلقان الذيب ..
                            وامرأتينِ ..
                            تنامُ إحداهما ..
                            في جُرحِهِ !

                            sigpic

                            تعليق

                            • ربيع عقب الباب
                              مستشار أدبي
                              طائر النورس
                              • 29-07-2008
                              • 25792

                              في أولِ الأمرِ
                              أكانَ لنا حقُّ الحرثِ
                              في الماءِ و الريحِ
                              قبلَ أنْ تتشكّلَ الأسماءُ
                              تُوضعَ الريحُ على مفازةِ الطَّلْحِ
                              و الماءُ بين قبضتينِ
                              و حجرٍ
                              ألاَّ تكونُ الأرضُ صادقةً
                              ويعتذرُ للحجرِ مرتينِ
                              ولي خمسَ
                              ولآدم سبعَ




                              أواثقٌ أنتَ ..
                              أنك لا تركضُ على صدرِ سماءٍ
                              وتلك الخيمةُ المخضودةُ
                              تُثيرُ الرُّعبَ و الشَّفقةَ
                              رغم تهالكِ عناقيدِها
                              ما هي .. سوى أرضٍ أخرى
                              و أن من أطلق عليها وعورتَها ..
                              ربما أضلَّهُ الطاووسُ المتعكزُ على عصا آدمٍ
                              مُذ أسقطتُّهُ الغوايةُ
                              سلِ الجدارَ المتهالكَ تحتَ نفخةِ الوليِّ
                              كيف ارتقى من خلفِهِ
                              صَبيّانِ ناعمَانِ
                              تّفجَّرُ من عيونِهما الشمسُ ؟




                              ليظلَّ بيننا ما نَقْتَرِعُه
                              دون صلبٍ للنجوى
                              أو بهلوانيةٍ رعناء ..
                              لن تأتي مُجددًا بما هو مفقودٌ بيننا
                              سوى أنكَ في نهايةِ الأمرِ .. ماضٍ إلي حتفٍ
                              لنبدأَ من حيثُ انْقسمّْنَا :
                              سمراءٌ
                              بيضاءٌ
                              كليلةٌ
                              ماضيةٌ
                              عجفاءٌ
                              وارفةٌ
                              هذي بكفٍّ
                              وتلك بالأخرى
                              يمينًا شَمالًا
                              شمالًا يمينًا
                              سوف أناشدُ عملِي بعدمِ التَّهورِ
                              كي نحظى بمائدةٍ ضاحكة
                              لنطلقَ الروحَ في فضاء مالكها
                              ثم نعجن الوعاءين تحت نار مشاغبة


                              هكذا .. نُقيمُ بعضَ عدلٍ
                              لم يكنْ للأرضِ ..
                              و لن يكونَ لي حين يطاردُك جُحودي اللئيم

                              سوف نحتاجُ لبعضِ مشهِّياتٍ
                              خارجَ نطاقِ عصياننا
                              على زعمِ حزنِك
                              كلٌّ على قدمٍ وريحٍ .. فقط تعوزُنا
                              سرقةُ بعضِ الملائكةِ
                              لترقصْنَ و تغنينَ .. لكن
                              دلني .. من على أيِّ جبلٍ في جلبابِ أبينا ؟
                              دموعُك لا تتركُ لي فرصةٍ لرؤيةٍ أنقع
                              لنقتلعَها إذًا من فمِ الشيخِ
                              وكتابِ الأسماءِ ..



                              تركتُني في بركانٍ
                              وسوف يأكلُّني
                              إن لم أكلّهُ
                              و آنَ وقتُ العشاءِ
                              ليس من مهربٍ
                              لي .. و لكَ
                              كُلْ عدلِي
                              أليسَ أجملَ .. و أليقَ ؟
                              إني أناديك
                              أنادي عدلَك و عدلَ السماءِ
                              و الأرضِ إن شئت
                              أكان علىّ أن أضاجعَ أنفاسي من دُبرٍ
                              ثم أعطها لك لتأتيها من قبلٍ
                              و تكونُ دولةً بيننا
                              أم أن تكونَ أنتَ ... وليمتي ؟!



                              العشاءُ لم يطبْ لك
                              و لا لي
                              جاذبيةُ الحجرِ تخنقُ اصطباري
                              فلنتركَهُ للرّيحِ ..
                              لأرضٍ أخرى
                              لا تنجبُ سوى ثقوبٍ .. نتسلَّلُ إليها
                              حين أطاردُنِي .. أطاردُنا

                              أكنتُ جريمتي
                              حين خلفتنُي هناك
                              بقعًا على صدرِ الريحِ
                              أعطيتُها اسمًا و لونًا
                              كما أعطيتُنِي ..
                              كي ننسى جريمتَنا ..
                              دون أن نشعرَ بوخزِ الالتباسِ
                              أو نرجمَ ما حلّ في بطنِ الشجرة
                              حين ذُبحتْ
                              فتطايرتْ من هولِ .. ما هَمُّوا بها

                              ربما لم أكنْ سوى ذاك الاسمِ
                              و في تلك الجغرافيا
                              لكنني رأيتُني .. بذاتِ الحزن
                              أحملُ فأسي
                              أبحثُ عني ..
                              لأجدَني .. قبضةً سابحةً في الغروب
                              ولوعةً في صدرِ امرأةٍ تسكنُّني
                              تخشى العشاءاتِ ..
                              تغزلُني علي أصابِعها
                              ديمةً مهاجرةً .. وقلبًا غارقًا في ريحِ الصبا !
                              التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 05-12-2012, 05:43.
                              sigpic

                              تعليق

                              • ربيع عقب الباب
                                مستشار أدبي
                                طائر النورس
                                • 29-07-2008
                                • 25792

                                لا عذرا .. أيهُّا التاريخُ
                                ( تماهيا و قصيدة عذرا أيها التاريخ للشاعرة مالكة حبرشيد )
                                عُذرًا لي
                                لنا
                                كُنتَ فخًّا ..
                                حددت له :
                                الرِّقاعَ
                                الطُّعْمَ
                                اللّونَ
                                أكتبُني :
                                شهيدًا
                                مغمورًا
                                بائسًا
                                مطمورًا ..
                                في ترابِ القادمينَ
                                من غرقى الطوفانِ
                                من أمعنوا في الغوصِ نحو منابتِ الماء
                                قاذفينَ نوحًا
                                بجبلٍ عاصمٍ
                                لم يكن سوى خُدعةٍ
                                لهم
                                له
                                لنا


                                لا عذرَ لك
                                لا عذرًا
                                و أنتَ بالهوى تُبيحُ
                                مالا يُباحُ
                                تُعطِي نفسكَ
                                حسبما تقتضي طبيعةُ اللا طبيعة
                                خاضعًا ذليلا بين سنابكِ
                                الملوكِ و الأدعياءِ
                                متهالكا كغانيةٍ
                                قتلتّها حمأةٌ
                                لا فرق أن أثخنَها كريمٌ
                                أم لئيمٌ
                                يغتالُ الزهورَ في صدورِ الحدائق
                                بشحنِ نوباتِ جنونها
                                بالقيظِ
                                و الموتِ الجبانِ
                                في تيهِ العُشبةِ اللئيمةِ
                                العشبةِ المباحةِ
                                ناقعةِ المسِّ
                                الخضوعِ
                                الذلِ
                                الموتِ

                                قطيعٌ يستدرجُه رعاتُه
                                قطيعُ ذئابٍ
                                خرافٍ
                                قطيعٌ محشوٌّ بالقشِّ وبقايا الصحافِ
                                شائهُ المنِّ
                                بإعجازٍ أُعطي ذاتَ موتٍ
                                للشجرِ المقاومِ
                                لخروجِه المعجزةِ
                                أعلنتَ
                                و لم تعلنِ الغائبَ
                                في زينةِ القومِ
                                كأننا ما كنا
                                سوى
                                محضِ حجارةٍ على أبوابِ بابلٍ
                                مصرَ القديمةِ
                                ربعِهمُ الخالي
                                أثينا المحترقةِ
                                غبارًا
                                هوامَ
                                لا معنى لها
                                تُعطي جسارةَ الفعلِ
                                لما أنتَ خاضعٌ به
                                للشعبِ ربٌّ لم يكنْ
                                و للموتِ ربٌّ حاضرٌ
                                أبدًا حاضرٌ
                                إيييييييييه
                                يا تاريخَ النوائبِ
                                الملوكِ
                                الأنبياءِ
                                السبايا
                                الحجارةِ التي لم تكنْ
                                إلا غضبَ النكايةِ
                                يا كذبتي
                                لوني المخادعَ
                                المسرفَ في العمى
                                المقبضَ في الذُّلِ
                                وقصِّ العرائسِ
                                نوائبِ الحيلِ
                                تخمةِ الفراغِ
                                في صحراءِ متاهةٍ
                                بلا عهودٍ
                                ولها كلُّ
                                العهودِ
                                وكلُّ رقاعِك
                                ورقيةٌ
                                جولوجيةٌ
                                فيسولوجيةٌ
                                انطولوجيةٌ
                                (ميتا) بردية
                                (ميتا) خزفية
                                (ميتا) جلدية
                                (ميتا) حجرية
                                (ميتا ميتا)
                                موتوا موتوا
                                لكم المجدُ بلا أسماء
                                و لنا الموتُ
                                بلا معنى
                                ما بين حصى الجزيرةِ
                                ولطماتِ الإباحةِ
                                في كُميانِ قلوبِها
                                وثلجِ ناطحاتِ الوهمِ
                                في صدورِ البُغاةِ
                                وتلك التميمةُ المدلاةُ
                                من أعلى صرخةٍ للكذبِ
                                حيث يضاجعُ العلماءُ
                                معاملَهم
                                لإنجابِ ما يُثلجُ أفئدةَ الخسةِ
                                تكونُ أنتَ
                                رقيبًا وحسيبًا
                                عبدًا رقيقًا
                                محاطًا بالكيدِ كأعجوبةٍ
                                أو كمسخٍ
                                ما بين الجُلفةِ و النّطاعةِ
                                تلهثُ
                                تُوزّعُ أنخابَك
                                بركاتِك
                                غريبًا عني
                                غريبًا علىّ
                                تتجهمُني
                                و أسعى إليكَ
                                تلوثُني
                                و أطهرُك بماءِ العمرِ
                                كخادمٍ
                                كعبدٍ آبقٍ
                                كمسخٍ
                                كأنتَ
                                أنا و أنتَ مجرمانِ
                                اكتفيتُ بالظلِّ
                                و قوتِ الخديعة
                                وحين لويتُ فضولَك المريبَ
                                رأيتَ
                                ثم رأيتَ
                                من ينامون في طلِّ الشتاء
                                و موتِ الفصول
                                بين عششِ الفَلِّ
                                قننِ صفائحِ الصاج
                                معادنِ السموم
                                في المنافي
                                مخيماتِ الإغاثةِ
                                كهوفِ الجبالِ
                                أوكارِ الحاوياتِ
                                أعلنتَ نفورَك
                                دناءةَ من يحكُمُونك
                                دون خجلٍ
                                لا شفقةَ
                                تلك عملةٌ لا تروقُ الحُبّاكُ
                                ليس إلا الإبادةَ
                                الجوعَ حدَ الموتِ
                                العطشَ حد الموت
                                العرى حد الموت
                                الموتَ حد الموت
                                لتنامَ الجزيرةُ هانئةً
                                وناطحاتُ السماءِ
                                دون إزعاجٍ
                                دون آنةِ شكوى
                                صرخةِ فوضى
                                ترنيمةِ جوع
                                تُعطى في مساءاتِ الوحشة
                                حكايا قبل النوم
                                و بعد النوم
                                وما بين الاثنتين
                                لذاتِ القطيعِ
                                كوحشٍ أو كآفةٍ تلوكُ
                                لحمَها حيا وميتا
                                فلا عذرًا
                                يا تاريخَ النطاعة
                                و نفوسِ الصحراء !
                                sigpic

                                تعليق

                                يعمل...
                                X