المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء عماد
مشاهدة المشاركة
لا أحد يفرض عليك شيئاً قسراً ، ولا أحد قال انه يجب عليك الإستماع للآخرين وتنفيذ رغباتهم ..
نعم من حقك ان تكوني ما تريدين ، وتتصرفي كما يحلو لكِ ..دون إكراه من أحد ..أو تدخُّل ..ولكن
انتِ نفسكِ لو رأيتِ أحدهم يحاول أن يُشعل النار في نفسه ..ألا تحاولي أن تمنعيه وتنصحيه بالتروي ؟
أو شاهدت أحداً يحاول أن يقفز إلى البحر كي يقتل نفسه ..ألا تقتربي منه وتمنعيه ..بلطف وبالنصيحة
والكلمة الطيبة ؟؟
من هنا أرجو ألا يزعجك إن تقدمنا منكِ محاولين منعك من إغراق نفسك في ظلمات اليأس وبحار الألم
نحن نمدّ لك تلك القطعة الخشبية كي تتعلقي بها وتخرجي من البحر إلى البر ..قبل ان تبتلعك امواجه العاتية .
انا لا اعرف ماهية ما تشكي منه ..ولا سبب آلامك ويأسك ..ولكن أرجو أن تكوني معافاة صحياً ..وبعدها
كل شيء يهون ..
صدقيني واسمحي لي أن اهمس في اذنك أن لكل منا همه الخاص كما اخبرتك ..ولكننا نحاول ان نمد لك
يد الأخوة والصداقة ، فرجائي الحار لك ألا تردي بقسوة وجفاء على مداخلات الأخوة والأخوات ..
وعلى فكرة صدقيني وبلا أي مجاملة ..أن لكِ اسلوباً في الكتابة لا يتقنه ولا يمارسه إلا صاحب قلم وفكر مبدع
وصدّقي الأخت ريما ..حين قالت لك أنك صاحبة قلم جميل ، وسيكون له شأن لو حاولتِ أن توجيهه
الوجهة الصحيحة ، بعيداً عن مقارعة الأحزان والعزف على أوتار اليأس ..
حاولي ان تكتبي خواطرك بطريقة اكثر تفاؤلاً ..أنا لا أقول : عليكِ ان تكوني اكثر تفاؤلاً ..بل اقول حاولي أن تكوني ....
ارجو ان تأخذي ببعض كلماتنا ..وأن تجرّبي فلا ضير بالتجربة ..
ثم وعلى فكرة ..أين إيمانك بالله وعدالته وقدرته ..فالمؤمن دائماً يا عزيزتي يُسلم أمره لله ، ولكن بعد
أن يفعل ما عليه من الأخذ بالأسباب ومحاولات اللإصلاح من وضعه قدر المستطاع ، ..
أنا معك ان الدنيا ليست دار عدالة ، ولكن ماذا بأيدينا أن نفعل هل نملك إصلاح الكون ..وتعديل موازين الحياة ؟
ثم إن كنتِ تشكين من انعدام العدالة والظلم ، واليأس والألم والإحباط ..فتعالي لتري أماً فلسطينية هنا ..وقد
استشهد ولداها ..دفعة واحدة ..أو اخرى لم ترى فلذة كبدها المحكوم عدة مؤبدات وممنوع عنه زيارة الأهل منذ عشرات السنين ، أو ماذا تقولي في رجلٍ قضى العمر يجمع القرش فوق القرش إلى أن تمكن من بناء بيت متواضع يأويه
وأسرته ..وما أن استقرّ فيه وقبل ان يجف عرقه ..يحمل له البريد إخطاراً من السلطات الصهيونية ..تخيّرهُ بين
أن يُهدم بيته بالجرافات الإسرائلية ..على ان يدفع تكاليفها الباهظة ..وبين أن يهدمهُ هو بيديه ..ليوفّر على نفسه
أجرة الجرافات ...!! وطبعاً يكون قرار هدم البيت حكماً مبرماً ..غير قابل للطعن أو الإستئناف ..وبحجج واهية
أهمها عدم حصوله على ترخيص من سلطاتهم التي تمنع الفلسطيني من البناء في القدس أو حولها ، بينما
تتيح هذا بكافة التسهيلات للمستوطن الغريب . ..!
وقد جاء خبر هذا الرجل وصوره وهو يهدم بيته بيديه ..قبل ايام على معظم القنوات الإخبارية ، فهل بإمكانك أن تتخيلي
مدى ألمه ..ومصيبته والكارثة التي حطّت فوق رأسه بعد أن كان مصيره مع اسرته ..أقرب رصيف !!!
اخرجي من فلَك مشكلتك وانظري حولك ..واحمدي الله يا عزيزتي ..
تحياتي ودعواتي لك بالسكينة والهدوء وراحة البال ...............نجاح
تعليق