عدتُ من مهمةٍ إنسانية ... لاتابع
أفخرُ بكلِّ منبر ٍ حُر ٍ أصيل
في زمن التضليل
ينقلُ بأمانةٍ بلا زيادة أو تقليل
أشكرُ لكَ الصدق
وأباركُ لك القلم
وإنْ كان فيه وخزة ألم
لعلنا نستيقظ
وحسبي الله ونعم الوكيل
-
(11)
كان (هنداوي) يصحو كل يوم مبكراً , كعادته قبل صلاة الفجر ليمارس مهمته اليوميه , و مهنته التي لايعرف غيرها , كفلاح مصري أصيل ؛ الزراعة حيث يحمل دائما بذور الخير بين يديه , و لما نضرت المساحات الخضراء في الميادين التي اكتظت بالبشر , كأنما الأرض أصبحت تنبت بشراً الآن. أمسك بخراطيم المياه , و أصبح ينثر الرزاز البارد على الأجساد الصائمة في صيف أغسطس الحارق . و أنشد قائلاً:
- الله ..الله عليكي يامصر..طول عمرك ولاده..الخير فيكي بزياده..لا بتخافي من دبابه ولا عسكري ببياده..ولا بتفرق معاكي برد طوبه ..ولا نار بؤونه..الناس في كل مكان صايمه بتوحد الرحمن ..و الاعلام مورهوش إلا كلام في كلام..كدب في كدب ..فاكرين إنهم بكده هيرضو الحكام..و اللي خلق الخلق ..ما أقول إلا اللي يرضي رب الأنام..حتى لو هموت ..أموت و أنا صايم في شهر رمضان.. ولا ألحس البياده ..و أبقى عند سيسي خدام..!!
تنقل (هنداوي) بخرطوم المياه من مكان لمكان, مردداً هتافه فشاهد بأم عينيه , ما يحدث عند أطراف الميادين من هجوم للشرطة و البلطجية كالضباع الجائعة , مدعوماً ببعض فرق الجيش على المناطق البعيدة عن كتل البشر المتلاحمة .فيسقط من يسقط مابين شهيد وجريح , أو يتم اختطاف البعض , و إلقاء القبض عليهم ؛ إلا أن المقاومة الشرسه أجبرتهم على التراجع ثانية , بعد أن أسقطوا و اختطفوا العشرات , لكن أبداً لم ينقص العدد عما كان بل كان يزداد بالمئات.
فتبسم (هنداوي) رغم الألم , و الدموع التي فرت من عينيه , و ردد الأية الكريمة:
- و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين..إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله..و تلك الأيام نداولها بين الناس ..و ليعلم الله الذين آمنوا ..و يتخذ منكم شهداء ..و الله لا يحب الظالمين.
(يتبع)
التعديل الأخير تم بواسطة د .أشرف محمد كمال; الساعة 20-10-2014, 15:02.اترك تعليق:
-
..قبع (هنداوي) في ميدان رابعه العدوية , و لم يغادره منذ وصوله, يصنع المتاريس مع المعتصمين كي يؤمنوا نفسهم من دخول مجنزرات و دبابات الجيش إلي الميدان ,و محاولة فض الإعتصام السلمي بالقوة ؛ خاصة بعد مذبحة النصب التذكاري التي راح ضحيتها قرابة المئة شهيد , و التي قتلتهم الداخلية , ومن استعانوا بهم من البلطجية , وقناصة الوحدة 51 العسكرية بدم بارد , فتحصن المعتصمون بالميدان , و خلعوا حجارة الأرصفة , فصنعو لهم حواجز تمنع أي هجوم غيله مثلما يحدث دائما عند صلاة الفجر , وقال في أسي:(10)
- لا حول الله يارب ..حسبنا الله و نعم الوكيل..!! أنا شفت كل حاجه بعيني محدش قالي .. و لو كان حد قالي ..مكنتش هصدق أبدا..!! بقى يقتلو الناس الصايمين ..الموحدين..في الشهر الحرام..؟! دا القيامه بينّها هتقوم خلاص ياجدعان..!! هي القطه خلاص بتاكل ولادها..؟! و قال إيه بيقول على نفسه أسد..!!يمكن قصده يعمل زي بشار..؟! ماهو فاكر نفسه أسد برضو..!! ما أصل المثل العربي بيقول أسد عليا ..و في الحروب نعامه..يأخي أنت وهوا ..روحو إستأسدو على إسرائيل..ولا أمريكا..!! بدل ماتبقو كلاب حراسه لهم..و تقتلو في شعوبكم ..و تسلمو ليها أراضيكو..!!
ثم دمعت عيناه , و أجهش في البكاء, و قال و قد تحشرج صوته:
- أنا بأيديا دول ..شلت في الشهدا ..و غسلناهم ..وصلينا عليهم في الجامع..بسم الله ماشاء الله ..وشوشهم زي البدر المنور.. و بيضحكو.. ولا كأنهم في السيما..!! الحمد لله .. ..أمال إيه..؟! دول بقم بين أيادي رب العالمين ..الرحمن الرحيم.. ملك الملوك.. ليوم الدين..قادر على كل ظالم ..و ناصر كل مظلوم..يمهل ولا يهمل..بمين غيره هنستعين..؟! اللهم إهدنا للصواب ..و الطريق المستقيم ..صراط الذين أنعمت عليهم.. غير المغضوب عليهم ..ولا الضالين ..!! اللهم أرزقنا الشهادة أجمعين ..قولو آآآميين..
(يتبع)
اترك تعليق:
-
المشاركة الأصلية بواسطة غالية ابو ستة مشاهدة المشاركةالأخت الغاليه غاليه
أعلم أن هنداوي لم يظهر في هذه الحلقة ولم يتحفنا بتعليقاته اللاذعة الساخرة
لكنني أردت في هذه الحلقة أن أضع بعض الإسقاطات
أولاً :علاقة السلطة التنفيذية بالشعب سواء الشرطة أو الجيش والقضاء والإعلام حيث توجد تلك النظرة الاستعلائية على الشعب المقهور
ثانيا: علاقة الجيل القديم بالجيل الجديد والصراع بين الأجيال فكلاهما يخطئ الآخر ويحمله كل الأوزار كذلك عدم افساح المجال للشباب وتمسك الشيوخ (الرؤساء)(الملوك) بالكراسي تمسكاً أبدياً..!!
ثالثاً: أن آليات الوصول إلى المناصب العليا لابد أن يكون بأحد طريقتين أما الواسطه أو الفلوس ولا يوجد اعتبار للكفاءة أو الأحقية..!!
رابعا: هنداوي هو صوت الشعب و موجود في كل مكان ولن يستطيعوا أبداً مهما حاولو اقصاؤه أو السيطرة عليه وتكميم فمه أو تعمية عينيه عن الحقيقة..!!
دمت بود إختاه ودام تواصلنا
التعديل الأخير تم بواسطة د .أشرف محمد كمال; الساعة 05-08-2013, 13:25.اترك تعليق:
-
هنداوي ذكي------وعفريته مرعب المخابرات
التي تضفي عادة تهماً كثيرة-----ليقع المطارد
في هوة الخوف ويعترف ببعضها -وقد تلفق له
كلها
الأديب د أشرف كمال
هي حلقة ولكنها ممتعة ----وتشد القارئ بروعة
حوارها
تحياتي واحتامياترك تعليق:
-
..أرسل مدير المخابرات الحربية في طلب ذلك الضابط المسؤول عن مراقبة (هنداوي) على وجه السرعة ,و لما دخل عليه الغرفة سأله في غضب :(9)
- إيه أخبار الإرهابي هنداوي.. ياسعادة الرائد..؟!
ابتسم الرائد و أجابه في ثقة , و هو يعطيه التحية العسكرية:
- تمام يا فندم ..كله تحت السيطرة..أنا بأراقبه بنفسي 24 ساعه ..و شكله كده نايم في العسل نوم..مبيخرجش من بيته ومقضيها صلا.. وصوم ..و قرايت قرءان طول اليوم..!!
ضحك اللواء ضحكة هيستريه ,و قال في حنق:
-دا إنت إللي نايم في العسل نوم..!!فيه ناس شافت هنداوي في رابعه العدويه..و كمان في ميدان النهضه..و عند النصب التذكاري..و في تقارير جتني من إسكندريه.. إنه عند جامع القائد إبراهيم.. و تقارير تانيه.. إنه في المنصوره ..و في ناس بيقولو إنهم شافو كذا واحد شبهه.. في المنيا.. و أسيوط ..و بني سويف ..و الفيوم ..و الأقصر ..و أسوان ..والبحر الأحمر ..وشمال سينا ..!!
دهش الرائد , و سأل في تعجب:
_ إزاي بس يا فندم ..يكون في الأماكن دي كلها في وقت واحد..؟!دا ميعملش الكلام ده إلا عفريت ..أو واحد مخاوي..!!
ضرب اللواء مكتبه بعنف ,و صرخ قائلاً:
- أنت بتسألني أنا..؟! و بتقولي عفريت ولا مخاوي..!! فين التقارير بتاعتك ياحضرة الظابط..؟!
ارتجف جسد الرائد من الخوف ,فسقطت الأوراق التي كان يحملها معه , وأخذ يجمعها من على الأرض . ثم مد يداً مرتعشة بها , و تلعثم قائلاً:
- إتفضل يافندم ..كل تقارير المراقبه أهيه.. لمدة إسبوع كامل بالدقيقة ..و الثانيه..!!
جذب اللواء الأوراق منه في غضب , و قرأها في سرعة .ثم نظر بإزدراء إليه قائلا:
- دي إيه ياسيادة الرائد..؟!دا إي عيل صغير هيفهم الملعوب ده ..!! إنتو إتعلمتو فين..؟! ولا اتعينتو هنا إزاي..؟! أكيد بالواسطه..!! ولا دفعتو فلوس..!!
ثم ألقى بالأوراق على الأرض ,و استطرد قائلاً:
- طبعا هنداوي عرف يضحك عليكم ..و هرب منكم..؟! و دلوقتي بيعمل اللي على مزاجه..و سايبينه براحته على الآخر..!! بقى حتة فلاح حقير.. زي ده ..؟! يضحك على جهاز مخابرات كامل ..بجلالة قدره..!!
قاطعه الرائد سائلاً في خوف:
-إزاي بس يافندم ..؟!قدامك التقارير أهيه..!!هوا مخرجش من بيته..و إحنا مسجلين له كل حاجه حتى صوت شخيره ..و هوا نايم..!! وعندنا خبرا في الأصوات بيحللو كل حاجه ..و متأكدين إنه هوه..!!
ضحك اللواء ,و قال ساخراً:
- خبرا..؟! هأوو ياخبرا..!! و الخبرا مقلولكش ..إنه بيكرر نفس السور اللي بيقراها كل يوم..؟! وإنه بيعمل نفس الحاجات ..في نفس الوقت كل يوم ..من غير تغيير..؟!
ذهل الضابط ,و ارتعشت شفتيه قائلاً:
- يعني قصد سيادتك ..إن دا تسجيل..و دي حركة تمويه من هنداوي..؟! و إنووو....
قاطعه اللواء, و قال في حنق ,و الشرر يتطاير من عينيه:
- أيوه هرب..وإدانا كلنا على قفانا..!!
(يتبع)
اترك تعليق:
-
المشاركة الأصلية بواسطة غالية ابو ستة مشاهدة المشاركة
د أشرف كمال-تحية واحتراماً---وشكراً
الحكاوى راااااااائعة---وأسلوبك الحواري الجميل يقضي على الملل مهما امتد زمن الحكي
هناك لقطات وإشارات في منتهى الجمال والذكاء---مثلا وضعوا في لفة العمامة جهاز بحجم الدبانة، وواحد
جوا صرصور ودني-----وهذا ما يحدث فعلاً بالمثل او ببعض الاختلاف من المخارات
كأن تلصق إشارة صغيرة في العربة -او جزء من ملابس المراقب أو الجعبة أو --------الخ
ولا ينتبه لها أحد لكنها تعطي أشارات للطائرة المتابعة للهدف وتحصل عندنا كثيراً من قبل
العدو الصهيوني--ومهما كان الفرد نبيهاً الا أن اكتشافها صعب جداً
حركة ذكية جداً أن خلع هنداوي ملابسه وألبسها للوسادة------وتسجيل الشريط المتواصل لإثبات وجوده
هنداوي محترف فعلاً ونبيه
تجلى هنا عنصر الثبات على المبدأ فرغم معاناته أحسّ بالمعتصمين----حروح انضم للمعتصمين الغلابى في رابعة
المهم----أراني أمام نص ينقلني فعلاً لحالات وأجواء من الإمتاع والدهشة
أذا حصل حاجة ابقى شيل الراية---هكذا إذا ليس الموضوع بهذه السهولة للتصدي له بالعنف
لا بد من الحوار والوصول لحل والا---فالراية موجودة -----وهذه إشارة أخرى على خطورة
الموقف بكسر الشرعية.
دمت بخير-------وسلم اليراع
همسة ----أنا لم أفهم ما المقصود في تعليقك على مشاركتي
المتواضعة السابق بكلمة (الانجليز)بين قوسين بعد الهكسوس
أما من ناحية الشرعية --فأنا معك قلباً وقالباً حتى عندما حدث
الانقلاب عندنا---لو قبل الفرقاء بصندوق الاقتراع ما حدث الانقسام
ولا القتل والترويع ولا تأليب الفرقاء على بعض (الآن) لزج الشعب
من الغلابى في هم وحصار مروع----شيء مروّع أن يحتكم الفرقاء
بقتل الشرعية --للبارود -كارثة مدتها أطول بكثير من مدة القبول
بالشرعية-ودائماً تضيع الحقائق في خضم الضجيج حيث لا يسمع الفرد
الانفسه-------ونرجو من الله الهداية والامن والامان
وشكرا شكراً على هذ الحكاوى الرائعةكشاهد على العصر
تحياتي -ولمصر السلامة وكل عام وأنتم بخير
الأخت الغاليه غاليه دائما ماتتشابه النظم القمعيه في وسائلهم الاستخباراتيه والتعذيبيه فهم يتعلمون في نفس المدرسة الإسرائيكيه
أعجبتني جداً كلمة الفرقاء فهي كلمة ليس لها توصيف في اللغة فهم ليسو بأعداء ولا أصدقاء ولكن فرقاء أي كل منهم في فريق ضد الآخر ولا يمكن لهما أن يلتقيا..!!
أما بالنسبة لما بين القوسين فهو مترادفات احتلال الهكسوس واحتلال الأنجليز كلاهما مكث قرابة المئة عام وقامت ضدهما ثورات عده منذ أيام تحتمس مروار بثورة عرابي وثورة 19 حتى ثورة يوليو فالتاريخ يعيد نفسه لمن يستطيع قراءته ويأخذ منه العبر فيعتبر
دمت بود ودام تواصلنا
اترك تعليق:
-
د أشرف كمال-تحية واحتراماً---وشكراً
الحكاوى راااااااائعة---وأسلوبك الحواري الجميل يقضي على الملل مهما امتد زمن الحكي
هناك لقطات وإشارات في منتهى الجمال والذكاء---مثلا وضعوا في لفة العمامة جهاز بحجم الدبانة، وواحد
جوا صرصور ودني-----وهذا ما يحدث فعلاً بالمثل او ببعض الاختلاف من المخارات
كأن تلصق إشارة صغيرة في العربة -او جزء من ملابس المراقب أو الجعبة أو --------الخ
ولا ينتبه لها أحد لكنها تعطي أشارات للطائرة المتابعة للهدف وتحصل عندنا كثيراً من قبل
العدو الصهيوني--ومهما كان الفرد نبيهاً الا أن اكتشافها صعب جداً
حركة ذكية جداً أن خلع هنداوي ملابسه وألبسها للوسادة------وتسجيل الشريط المتواصل لإثبات وجوده
هنداوي محترف فعلاً ونبيه
تجلى هنا عنصر الثبات على المبدأ فرغم معاناته أحسّ بالمعتصمين----حروح انضم للمعتصمين الغلابى في رابعة
المهم----أراني أمام نص ينقلني فعلاً لحالات وأجواء من الإمتاع والدهشة
أذا حصل حاجة ابقى شيل الراية---هكذا إذا ليس الموضوع بهذه السهولة للتصدي له بالعنف
لا بد من الحوار والوصول لحل والا---فالراية موجودة -----وهذه إشارة أخرى على خطورة
الموقف بكسر الشرعية.
دمت بخير-------وسلم اليراع
همسة ----أنا لم أفهم ما المقصود في تعليقك على مشاركتي
المتواضعة السابق بكلمة (الانجليز)بين قوسين بعد الهكسوس
أما من ناحية الشرعية --فأنا معك قلباً وقالباً حتى عندما حدث
الانقلاب عندنا---لو قبل الفرقاء بصندوق الاقتراع ما حدث الانقسام
ولا القتل والترويع ولا تأليب الفرقاء على بعض (الآن) لزج الشعب
من الغلابى في هم وحصار مروع----شيء مروّع أن يحتكم الفرقاء
بقتل الشرعية --للبارود -كارثة مدتها أطول بكثير من مدة القبول
بالشرعية-ودائماً تضيع الحقائق في خضم الضجيج حيث لا يسمع الفرد
الانفسه-------ونرجو من الله الهداية والامن والامان
وشكرا شكراً على هذ الحكاوى الرائعةكشاهد على العصر
تحياتي -ولمصر السلامة وكل عام وأنتم بخير
اترك تعليق:
-
(8)
خرج (هنداوي) من غرفته حاسر الرأس ,ثم أخذ ابنه (مصراوي) من يده , و أشار له ألا ينبث ببنت كلمة , ثم صعدا إلي سطح المنزل , و لما أطمئن أنه لا يوجد من يراقبه أو يتنصت عليه. قال له هامساً :
- شوف يا مصراوي يابني.. إنت إبني البكري..و لازم أصارحك بالحقيقه.. بس خلي بالك من كل اللي بقولهولك.. أنا كشفت الملعوب اللي هما عاملينه من أول لحظه .. بس أنا كنت بجاريهم علشان ..يطلعوني من المعتقل..كان فكرهم إنهم هيضحكو عليا بشغل الفوازير اللي عملوه ده ..!! أو إنهم هيشتروني بالفلوس ..اللي رجعو وسرقوها..!! أنا كنت عارف إنهم عاوزين يراقبوني.. و يتجسسوا عليا..و لقيتهم حاطينلي ميكرفون صغير قد الدبانه في العمه بتاعتي.. و كمان واحد تاني جوا صرصور ودني الشمال..حسيت بيه بيخروش و انا بتوضى ..!!فغيرت كل هدومي ..و لبستها للمخده ..!!
لكنه تلفت حوله واقترب من أذنه هامساً:
- بس ربنا يستر ..و ميكونوش .. حاطينلي ميكرفونات في حته تانيه..؟!
دهش (مصرواي) , و سأل والده متعجباً:
- وهما بيعملو كده فيك ليه يا أبا..!! هوا أنت عملت لهم أيه..؟! ولا إذيتهم في إيه..؟! و بعدين أنت هتعمل معاهم إيه ..؟!أديك أهو سايبلهم الدنيا بحالها ..وهتقعد في بيتك كافي خيرك شرك..!!
ضحك (هنداوي) , و قال ساخراً:
- أنت صدقت الكلام العبيط .. اللي أنا قلته قدام المخبرين بتوعهم..!! دا كلام كده ..و كده ..عشان يبعدو عني ..و يشيلوني من دماغهم ..!! أنا عمري ماسيب السياسه ..دي السياسه بتجري في دمي..!!
ذهل(مصراوي) ,وسأل أبيه في لهفة:
- طب هتعمل أيه معاهم يا أبويا..؟! وهما بيتجسسو عليك كده 24 ساعه..؟!
ابتسم (هنداوي) في خبث ,و قال :
- هما فاكرين إنهم أذكى مننا..؟! لكنهم ميعرفوش ذكاوة الفلاح المصري..دا يوديهم البحر و يرجعهم عطشانين.. و يلففهم حوالين نفسهم السبع لفات..!!
قاطعه (مصراوي) قائلاً:
- خلصني بقه يابا..و قول إنت ناوي تعمل إيه ..؟! أنا قربت أتوه منك..!!
أجابه (هنداوي) في سرعه:
- صبرك عليا متتزرزرش كده..!! أنا سجلت لهم اليومين اللي فاتو 48 ساعه متواصله على الكاسيت.. و أنت كل اللي عليك تشغل كل شريط في ميعاده.. في مواعيد الصلوات الخمسه ..ومواعيد الأكل ..وكلامي معاكم ..و قرايتي للقرآن.. وكمان شخيري لما بنام..!!
قاطعه (مصراوي) ثانية ,و سأله مستفسراً:
- أمال إنت هتروح فين يا أبا..؟!
استطرد (هنداوي) قائلاً:
- أنا هأروح ويا المعتصمين الغلابه ..في رابعه العدويه.. وإذا جرالي حاجه ..ابقي شيل أنت الرايه..و كمل من بعدي..!!
(يتبع)
اترك تعليق:
-
(7)
وجد بعض أهالي القرية (هنداوي) ملقاً على مشارف القرية بجوار المقابر, و ظنوا أنه قد فارق الحياة , أو قد خرج ثانية من قبره..!! و لما تأكدوا من أنه لازال حياً يرزق , حملوه في سرعة إلى داره , فأحضر أبناؤه له طبيب الوحدة الصحية الذي قام بإسعافه و افاقته. ثم سألوه عما حدث له..؟! ,فأجابهم في وهن:
- الحمد لله..إني رجعت بالسلامه في وسط عيالي..ياما ناس زي حالاتي ماتو و شبعو موت ..ومحدش عرف لهم طريق جره..!!
ثم جال بنظره في أولاده وبناته و أحفاده و قال في أسى:
- أنا خلاص ياولاد ..معدش فيا حيل للمناهده..!! العضمه كبرت ..و معدتش حمل بهدله تاني ..!! أنا قررت أعتزل الحياه السياسيه..و أقعد في بيتي..و أشتغل في غيطي..!!
سرت همهمه ,و استنكار في وسط جموع الواقفين . تعجب البعض , و أخذ آخرين يضربون كفاً بكف في تأثر .بينما دمعت عيون آخرين , و سأله أحدهم:
- إيه اللي جرالك ياعم هنداوي..؟! إنت كنت فين ..؟!و عملو فيك إيه..؟! دا إنت كنت قدوتنا وعزنا و عزوتنا..و فخر للبلد كلاتها ..!!بسبب شجاعتك و جراءتك ..وإنك دايماً مبتخفش تقول الحق..ولا بيهمك أيوها حد..!!
قاطعه (هنداوي) قائلاً في حزن:
- دا كان زمان يابني ..دلوقت معدش حد عارف الحق فين..؟! واللي يقول كلمة الحق..هيضيع في الرجلين..إحنا في زمن الفتنه..وكل بيت بقى مقسوم اتنين..و الحق بقى ضايع..بين دول ..و دول ..!! رغم إنه واضح وضوح السمس .. لكن الشيطان لاعب في دماغ الكل..فأحسن حاجه الواحد يقضى اليومين اللي باقيين في عمره ..يصلي و يصوم ..و يعبد ربه..بينه و بين نفسه..أحسن لو شافوه بيروح الجامع.. هياخدوه هيله بيله ..و يرموه في السجن..و يقولو عليه إرهابي ..ماهو الدين بقى تهمه في الزمن ده..!!
ثم فجأة تلفت خلفه في حركة لا إراديه, و قال في خوف:
- متخلوناش نعك تاني في الكلام ..!! لحسن الحيطان لها ألف ودن و ودن ..اليومين دول.. و بينّنا كده رجعنا تاني لأيام فرحات باشا البنهاوي ..الله يرحمه و يرحم لياليه..!!
(يتبع)التعديل الأخير تم بواسطة د .أشرف محمد كمال; الساعة 29-07-2013, 17:39.اترك تعليق:
-
المشاركة الأصلية بواسطة غالية ابو ستة مشاهدة المشاركةالأخت الغاليه غاليه أبو سته حفظك الله ورعاك دعيني أشرح لك الصوره عن قرب كما أراها والتي قد لا يعيها البعض..!!
الشعب المصري أغلبه عاطفي يعشق الأمن والاستقرار ..بكل معانيهما.. وهذه جينات منذ الفراعنة ..!!
تبدل الحال في حالات نادرة ..عند دخول الهكسوس ( الإنجليز) مصر لانهم هددوا امنه واستقراره فثار الشعب عدة مرات في 100 عام حتى تم طردهم لتعود الدولة المركزية المستقره.
..اما الفريق الآخر فهو فريق عاطفي أيضا ولكنه يختلف عن الفريق الاول في انه متعصب لفكرة بعيدة عن فهم المجتمع المصري لها وهي الدين والخلافة والدولة الاسلامية ..كما يفهمها فريقهم.. وهو ما يختلف كليا عن عقيدة المصريين المتوازنة.. والتي هي جزء من استقرار المصري القديم ..لهذا هو مختلف مع فكر ..الاخوان، السلفيين، الجهاديين، التكفيريين..الآن..!!
أنا لست مع أن من في الشارع مع مرسي هم اكثر من بقية الشعب لان هذا على الاقل ..ليس كلام علمي على الإطلاق.. كذلك العكس صحيح ..لإن الأغلبية الصامته قد تنحاز لأولائك أو هولاء ..لكنني مع الشرعيه فأغلبية الشعب انتخبت مرسي في انتخابات حره ونزيهه بغية الإستقرار أيضاً ..لكن أن ننقلب على تلك الشرعية كلما سنحت لنا الفرصة ونهدم كل مابنيناه بأيدينا لنعود ثانية لحكم العسكر (مبارك) لهو الخطأ بعينه..!! فليُستفت الشعب ثانية على الشرعية فما أخذ بالصندوق ..لا يسحب إلا بالصندوق.. لا بالبندقية..!!
بتفسير هذه المفردات البسيطة نستطيع ان نفهم لماذا مقت الكثيرون من الشعب الاخوان في اقل من عام...طبعا لا اخفي ان هناك عوامل مساعدة ..وسائل اعلام.. دولة بمؤسساتها ترفض هذا الفكر ..دول عربيه شقيقه ..وأخرى غربيه صديقه .. لكن فشل الاخوان في فهم الشعب ..هو ما اوصلهم لهذا الامر..!!
سر اللغز ..مفردات حياة المصري القديم ..الذي لا تهمه ديموقراطية او أي اشياء اخرى هي في عرف المصري خزعبلات لهذا هو يخرج من الاسلاميين إلى الجيش طالبا للأمن والاستقرار... مثلما خرج من العسكر (مبارك ) للإسلاميين بغية الإستقرار ..مصر مختلفة عن اي دولة اخرى في المنطقة.. وهذا ما لم يعيه الاخوان لانهم تعاملوا معها على انها امارة في مشروع الخلافة الاكبر ...!!
لنراجع تاريخ مصر منذ الفراعنة حتى الآن ..السر هو الامن والاستقرار ومفردات حياة المصري القديم.. غير ذلك لا يهمه كثيرا.. ليبرالي ..علماني ..خلافي.. عثماني ..عسكري ..برنجاني...كل هذه اشياء شكلية.. وإلا لماذا صبر 30 عاما على مبارك..؟!
اترك تعليق:
-
الأخ دكتور أشرف-----استمتعت كثيراً بالأسلوب المشوّق
لا إله الا الله
الخوف كما قلت من استطياب كسر الشرعية وثبوته
كتقليد-----فعلا نظرة ثاقبة وربنا يتولى مصر وسورية
والعراق--وفلسطين والمغرب العربي برعايته !
ويفرج عن هنداوي وأصحابه والشعب المغرر به فكل
ما بني على باطل باطل---ولا حول ولا قوة الا بالله
وكل عام وأنت بألف خير
حفظ الله كل حافظ للحق والمبدأ وحفظك الله
تحياتي
اترك تعليق:
-
المشاركة الأصلية بواسطة تاقي أبو محمد مشاهدة المشاركةأخي تاقي أشكر لك حضورك الكريم وكلماتك الرقيقة إنها مجرد كلمة حق ابتغي بها وجه الله
لا تكن مع الإخوان أو ضدهم .. كن مع الحق .. كن مع الله .. إشهد لله .. حيثما يكون الحق اجعله قبلتك .. مت على الحق والمبدأ .. طهر نفسك من حب الذات والعزة بالإثم .. أحب لله واكره لله ..قل: ( رب بما انعمت على فلن أكون ظهيراً للمجرمين) ..!!
اترك تعليق:
-
في أحد المباني الحكومية ضرب لواء المخابرات بيده على المكتب , و قال غاضباً:(6)
- أنا مش فاهم إنت بتعمل إيه يا سيادة الرائد..!! إزاي تفرج عن الإرهابي هنداوي كده من غير ماترجع للإداره..؟! إنتو بقه القيادات الشابه اللي جابتكو الوزاره ..قال ايه بعد ثورة 25 يناير..؟! انتو هتودو البلد في داهيه ..!!كفايه اللي عملتوه طول السنتين اللي فاتو..خلونا بقه نظبط البلد زي ماكانت من تاني..!!
تلعثم الرائد , و قال بصوت مبحوح:
- يافندم هنداوي ده خليه نائمه..و حويط جداً و مش هتنفع معاه طريقة التحقيق التقليديه..فكان لازم اتبّع معاه طرق حديثه..و كان لازم نطلق سراحه علشان نتابعه و نعرف كل اتباعه ..و نرصد كل تحركاته و اتصالاته..!!
قاطعه اللواء , و قال ساخراً:
- و كمان تديله 100 ألف جنيه من أموال الدوله..!! دا إيه الكرم الحاتمي بتاعك ده ياسيادة الرائد..!!من إمتى الدوله بتدي للشعب فلوس..؟!
ابتسم الرائد , و قال في ثقة:
- متقلقش يافندم..الفلوس هيكونو على مكتب حضرتك بعد ساعه واحده..!!
ثم غمز له بعينه قائلاً:
- ومتنساش يافندم أننا مضيناه على استمارة تمرد..شوف بقى دي تمنها كام..؟!
كان (هنداوي) قد نقل بواسطه عربة عسكرية , معصوب العينين و تُرك على قارعة الطريق السريع بعد لحظات .فظل لبرهة غير مصدق أنه قد أطلق سراحه و أنه يحمل في يده حقيبه بها مائة ألف جنيه حتى أنه خشى أن يزيح العصابه عن عينيه و قال متسائلاً:
- يا إخونا يابتوع التلفزيون ..مش كفايه بقه البرامج بتاعتكم.. انتو لسه مخبيين ليا ايه..؟! هوا مافيش إلا أنا في البلد اللي هتعملو معايا كل المسابقات..!! ودا برنامج ايه بقه..؟! العصابه.. ولا الكاميرا الخفيه.. ولا السرداب.. ولا حيلهم بينهم من الآخر..!!
حينما لم يسمع منهم إية إجابة ,و سمع أصوات السيارات المسرعه على الطريق الصحراوي. رفع العصابة عن إحدى عينيه ليتبين طريقه و نظر حوله فلم يجد أحداً البته, فأطمئن قلبه و فتح الحقيبة التي بيده ليتأكد من أن النقود مازالت بحوزته. ثم أغلقها بحرص و وضعها تحت إبطه , و أسرع الخطى في سعادة , و أوقف إحدى سيارات الأجرة و قال له :
- والنبي يا أسطى توصلني لكفر الهنادوه..أحسن أنا غريب مش من هنا..ومعرفش أنا فين..؟! وهأديك كل اللي انت عاوزه..!!
ظلت السياره تنهب الطريق الصحراوي لساعات . ثم دخلت إلي الزراعي حتى اقتربت من مشارف البلدة .و هنالك اعترضتهم سياره ميكروباس و خرج منها عدة ملثمين مسلحين ببنادق آليه , هددوا السائق , ثم أوقفوا السياره ,و أخرجوا (هنداوي) تحت تهديد السلاح , و حاولوا انتزاع الحقيبة من بين يديه , فلما تمسك بها في استماته ؛ تلقى ضربة على رأسه من الخلف افقدته الوعي.
يتبع
اترك تعليق:
-
الدكتور الفاضل،أشرف محمد كمال،قرأت باهتمام شديد، ما تفضلت به فوجدته في غاية الأهمية والروعة، دمت مبدعا ، تحيتي وتقديري.التعديل الأخير تم بواسطة تاقي أبو محمد; الساعة 24-07-2013, 08:19.اترك تعليق:
اترك تعليق: